قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من أصبح آمناً في سربه معافاً في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيذت له الدنيا بما فيها ))
أكتب لكم من قلب ملؤه الحب لكم ورجائي من الله ان يديم عليكم نعمه ظاهرة باطنةوأن يعرفكم نعمه بدوامها فلا تنسوا حق النعمة عليكم وحقها هي شكر المنعم عليها
" وبالشكر تدوم النعم "
هل فكرتم يوما ان تشكروا الله انكم تجدون الماء جاهزا عند رغبتكم بتنظيف بيوتكم ؟
هل فكرتم يوما ان غيركم حرم من هذه النعمة فممنوع عليه ان ينظف حتى الحمامات لايام متعددة لان الماء لا يكفي الا للوضوء والتطهّر ؟ هل فكرتم يوما أن قدرتكم على غسل ملابس المدرسة اكثر من مرة اسبوعيا هي نعمة
كبيرة وأن غيركم يتمناها !!!!
انا لا اتكلم عن الصومال الجائع ولا عن السودان المكلوم وانما اتكلم عن بلادٍ كثيرة هذه هي حالها للاسف .
لذلك كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اسبق في تنبيهنا لنعم الله وكيفية المحافظة عليها فكلما
اشتهيت أن اعبئ حوض الاستحمام بالماء الساخن لاسترخي فيه ، تذكرت الحديث الشريف عن الإسراف في ماء الوضوء والغسل فاستغفرت ربي وتراجعت عن فكرتي وعلمت ان لي إلهاً ماأمرني بحفظ النعمة الا لخير كبير هو جل جلاله اعلم به مني ومنكم .
روى أحمد في مسنده من حديث عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ فقال :
لا تسرف فقال يا رسول الله أو في الماء إسراف ؟ قال :نعم وإن كنت على نهر جار "
احبابي لا اطلب منكم أن تلبسوا ملابس متسخة ولكن كل ماارجوه ان تجدوا بعض الحلول التي تحفظ نعمة الماء والكهرباء المستعمل عند كل مرة
***يمكنكم مثلا ان تعملوا ماقمت بعمله وهو شراء اكثر من طقم لباس مدرسي لكل طفل وهكذا في مرة واحدة
وبكمية ماء واحدة واستعمال محدد للكهرباء ، اغسل ملابس المدرسة دفعة واحدة اسبوعيا وسيساعدني هذا على ان لا اشغل الغسالة يوميا .
هل فكرتم يوما أن قدرتكم على تشغيل اي الة كهربائية هي من اكبر النعم عليكم !!!!
هل تعرفون ان غيركم حرم من نعمة صنع الكيك والحلويات في المنزل فقط بسبب نقص امدادات الكهرباء وفقدان الغاز بشكل يجعل قدرتنا على عمل ماتشتهيه اطفالنا من كيك وغيره صعبا جدا!!!!!!
هل فكرتم للحظات قبل تشغيل الغسالة او المكواة او اي اداة كهربائية صغيرة انه هناك اخوان لكم حرموا من هذه النعمة حتى صارت الكهرباء لا تأتي الا اقل من نصف النهار !!!!!
فساعات الانقطاع اطول بكثير من ساعات وجودها واذا وجدت فتوجد في ساعات النوم حيث لافائدة عندها من وجودها.
تعطلت الاشغال وتعبت العيون من الدراسة على ضوء الشواحن وحق علينا ان نعرف تماما نعمة وجود الكهرباء
في حياتنا .وصار وقت وجود الكهرباء هو وقت الركض بكل قوتنا لنعوض فقدانها اكثر ساعات النهار .
***يمكنكم احبابي الحد من صرف الكهرباء بشكل مبالغ فيه بأن تجعلوا تسخين الفرن لشوي الكيك هو نفس الوقت الذي ستشوون فيه الفطاير او شوي الدجاج
اي اعملوا 2 بواحد ، كل ما قررتوا تشغيل الفرن عليكم الاستفادة من انه ساخن بعمل اكثر من نوع لتوفروا تسخينه من جديد عند رغبتكم بطبخ او صنع شي اخر
لاتقولوا لي اين مولدات الكهرباء ؟؟ لم تنفعنا مولدات الكهرباء للاسف فصوتها العالي ورائحتها
يزيدنا معرفة بنعم الله علينا واذا قلتم لي اذا احضروا المولدات التي معها كاتم صوت اقول لكم ان هذه المولدات
اولا ، سعرها اغلى على الاقل بثلاثة اضعاف
ثانيا ، تحتاج الى مكان اوسع خاص بها
ثالثا ، نحن بسبب ظروفنا الامنية عرضة في اي وقت لان تصادر هذه المولدات وذلك حسب المنطقة التي نحن فيها
رابعا ، ان طعام هذه المولدات وهو البنزين او المازوت صار نادرا في احيان كثيرة وذلك ايضا حسب الحالة الامنية
كلماتحدثت عن اي نعمة حرمنا منها في الفترة الاخيرة ، اشعر بكم تقولون ،
هذا لن يكون حالنا ونحن لا نعيش في الصحراء ،
بل نحن بلد متقدم ولن تفنى هذه النعم عندنا
فأجيبكم :
اسال الله ان يديم عليكم نعمه ظاهرة باطنة ولكن اي عاقل رشيد يعرف اننا صرنا في زمان قلنا فيه ،
وداعا لزمن الطاقة الرخيصة .
أي مصدر للطاقة صار مكلفا جدا بسبب كثرة المصارف والاستهلاك ،
فهل يعقل ان تجدي المكيفات شغالة في المنزل وكأنه قطعة ثلج بينما العائلة جالسة في غرفة واحدة وتترك الغرف تبرد فقط على سبيل العادة وليس على سبيل الحاجة !!!!
هل يعقل ان أدخل مؤسسة حكومية في الشتاء فأجد الكردور المقابل للحمامات دافئ جدا وهو مجرد ممر فقط لبعض العمال وذلك بسبب تشغيل التدفئة في كل المبنى رغم عدم الحاجة لذلك!!!!
الناس عندنا تتجمد واطفالنا تمرض بسبب البرد الشديد لانه لا غاز للاسف الا باسعار غالية جدا
لامازوت الا باسعار اغلى واغلى والكهرباء صار سعرها يجعلنا نفضل العودة لايام رجل الكهف
والمباني الحكومية تصرف الملايين على تدفئة مالا يحتاج الى تدفئة اصلا ، حتى ان اطفالنا في المدارس
اضطرت الى حضور الدروس بالمعاطف الثقيلة لان درجة حرارة الصف لا تصلح الا لحفظ الطعام فما بالك بالاطفال !!!!!!!!
اذا اردتي أن يحفظ الله عليك نعمه فبادري اخيتي بالحفاظ عليها بكل مااوتيتي من قوة ومن عزم .
انت عماد الاسرة وعليك تقع كل المسؤولية في تعليم اولادك كيفية الحفاظ على النعمة .
***اجعلي شغلك الشاغل كلمة " اطفئوا الضوء " ربي يغفر لي كم اقول هذه الكلمة في كل يوم "
اعمل كالمراقب كلما خرج طفل من غرفة فعليه ان يضغط زر الكهرباء عند خروجه .
( قبل ان ابدأ الكتابة اطفئت اضاءة البيت وجئت لغرفتي فطلبت مني ابنتي ان أبقي ضوء غرفة الجلوس وأكدت لي انها ستطفئه بنفسها قبل ذهابها الى مدرستها والان سمعت صوت الباب يغلق
ولكن النور لا يزال ظاهرا في الغرفة ، تركت الكتابة دون كسل وكلمتها وهي على درج البيت
لانبهها انها تركت مايجب ان لا يترك . لاتقولوا عني مجنونة ولكني مؤمنة تماما ان الله تعالى لن يحفظ اولادي الا بحفظهم لنعم الله عليهم )
***افتحي آذانك دوما عند وضوء اطفالك او عند قيام بنتك بغسيل شيء ما ، كوني دوما معهم وعلميهم كي يحفظهم الله بحفظه ، كل ماسمعتي صوت الماء تدفق بشدة ، ذكريهم بحديث رسول الله عن عدم الاسراف ولو كنا على نهر جار ٍ
***لا تشغلي الغسالة الا عند وجود كمية كافية من الغسيل ، تذكري انه الله يراك وانت تشغلين الغسالة وفيها
قطعتي ملابس فقط بينما غيرك محروم من قدرته على غسل الملابس لظروف عدة .
رحم الله جدتي كم علمتنا دون ان تعرف انها زرعت فينا الكثيرالكثير ، كانت رحمها الله ترفض ان تغسل الصحون دون ان تضع وعاءا تحت يديها لانه كلما امتلأ الوعاء من ماء الغسيل تذهب به دون كسل الى حيث نبتاتها لتسقي النباتات من ماء الغسيل . كنت استغرب كيف ان النباتات عندها تنمو بشكل رائع وكثيف ماشالله ولم اجد تفسيرا الا حفظها لنعمة الماء وقرائتها للقران بشكل كبير امام هذه النباتات .
كلما نظرت الى جداتنا كيف حرصوا على النعم رغم توفرها على زمنهم بشكل كبير ، اعرف لماذا حرمنا من هذه النعم رغم كل هذا التقدم التكنولوجي .
كنت عند منطقة نبع بقين " وهي لمن لايعرفها منطقة معروفة بينابيعها ومائها الرائع بطعمه وفائدته الكبيرة "
وانا في السيارة انتظر زوجي وهو يملأ خزانات المياه من ماء بقين ، خرجت سيدة عمرها بالخمسين من بيتها الى حوض النباتات الموجود عند باب البيت . هل تعرفون لماذا ؟؟؟؟؟
خرجت لتسقي النباتات من ماء غسيل الارز الذي كان بيدها !!!! خرجت دون كسل كي لا ترمي الماء في المصرف ، خرجت لتحفظ نعمة المياه وهي في منطقة من اغنى المناطق بالمياه والمفروض انها لن تهتم لان الماء متوفر وبشكل كبير
هل وصلت رسالتي ؟ هل فهمتم مقصدي من كل هذا الكلام ؟
ليس العبرة بكمية النعمة ولكن العبرة بشكر النعمة ليحفظها الله لنا
وشكر النعمة لا يكون الا بالحفاظ عليها وعدم الاسراف في استعمالها
من نعم الله علينا انه رزقنا مالذ وطاب من اصناف الطعام فهل حافظنا على هذه النعمة ؟؟؟
اخيتي الامر ليس بهذه الصعوبة اذا فتحتي قلبك وعزمتي على حفظ النعم فسوف يسوق الله لك الحل جليا امام عينيك .
***اضرب لك مثلا انني كلما اشتريت كمية فاكهة كبيرة لاعصرها في المنزل سواء جزر او تفاح او غيره
اجد نفسي اولا اجمع كل القشور في كيس مختلف عن كيس القمامة واضعه في البراد كي لا يخرب وكل ما عصرت كمية من الفاكهة اضيف الى ذلك الكيس لب الفاكهة الذي خرج من عملية العصر
هذه الزوائد من الفاكهة يشتريها صاحب الاغنام من بائعين العصير بسبب جودتها كطعام للاغنام والماعز ، جمعت الفاكهة فاذهب بها الى حيث ييسكن البدو الرحل الذي يربون الماشية واضعها هناك قرب خيمهم
***مثال اخر هو زوائد الخبز التي لا بد منها مع وجود الاطفال في المنزل ، اجمعها كلها في كيس منفصل واذهب بها الى حيث اجد من يربي الدجاج .
***حتى العلب البلاستيك والقناني وكل مايخطر ببالك من زوائد من المنظفات او قناني الحليب المبستر، كلها في كيس منفصل والى هؤلاء الذين يجمعونها ليبيعوها للمعامل لاعادة تكريرها
***هل تعلمين كم احتفظ بالبطاريات التالفة ؟ احتفظ بها لاجمعها لان الصندوق الذي وضعته الحكومة لمثل هذه البطاريات لاعادة تكريرها بعيد جدا عن بيتي فاجعل صندوقا في المستودع لجمعها وكلما جمعت كمية ذهبت بها
اعرف انه صعب عليك في بداية الامر ان تتحملي اي زجاجة او علبة زائدة عن حاجتك في المنزل وانك تشعرين بحاجة ملحة لرميها في النفايات ، ولكن اخيتي عندما ارميها فسوف تحرق في مكبات النفايات وحرق البلاستيك والنايلون ينتج غازات سامة جدا ومضرة بالبيئة وبالتربة على حد سواء
لذلك من الحكمة والفطنة ان تعيدي استعمال كيس النايلون اذا استطعتي بدل ان ترميه لان رميه يعني عمل المصانع بشكل اكبر لانتاج المزيد من النايلون والبلاستيك وهذا يعني حرق المزيد عند الاتلاف وهذا يعني تقصير عمر البيئة لاننا نحكم على طبقة الاوزون بالفناء لا سمح الله
وهكذا مع كل ضرر يصيب بيئتنا ، نحرم من نعمة الجو الجميل والهواء العليل
اسال الله ان يديم علينا نعمه ظاهرة باطنة وان يرزقنا نعمة الشكر على نعمه
واهم هذه النعم هي نعمة .....................
هل عرفتموها !!!!!!!!!!!!!
لكي تعرفوا مااقصد ، افتحوا آذانكم
افتحوها جيدا في ظلمة الليل وسكونه
هل فتحتموها جيدا ؟؟؟ ماذ تسمعون ؟
انصتوا الى السكون وقولوا لي ماذا تسمعون ؟؟؟
لا تسمعون الا السكون والصمت !!!!!!!!
هذه هي اكبر نعمة فاشكروا الله عليها بكل مااوتيتم من رجاحة عقل وقوة ايمان .
هذه هي نعمة
الامن والامان
نعم انها نعمة الامن والامان فهل تعرفون مامعنى ان تفتحوا عيونكم في ظلمة الليل واصوات الرصاص تخترق الفضاء وتجعل البلد ساحة حرب ؟؟؟؟؟؟
هل تعرفون ماهو شعوركم وانتم تفتحون الشباك قليلا لتتبينوا الامر وقلوبكم تلهج بالدعاء أن لا تجدوا طائرة حربية أو راجمات صواريخ تقصف المكان ؟؟؟؟؟؟
هل سبق أن شكرتم الله على نعمة ان انفجارا ما حصل بعد دقائق فقط من مرورك من نفس المكان بسيارتك وان الله سلمك من موت محقق بابشع صورة ممكن ان يموت بها انسان ،
صورة ان لا يجد اهلك اشلائك ليدفنوها او يجعلوا لك قبرا ليضعوك فيه .
سامحوني ارجوكم ارجوكم اذا كان كلامي مزعجا ولكن للاسف هذه هو واقع حال كثير كثير من اخواتنا فهل حمدتم الله على انه كفاكم هذا الالم ، هذا الخوف ، هذا الرعب ؟؟؟؟؟
هل سبق ان استيقظتم من نومكم على اهتزازات الانفجارات ؟؟
هل تعرفون النعمة التي انتم فيها اذ لم يذيقكم برحمته تعالى كيف ممكن ان تشعرون بقلبكم يكاد ينخلع من مكانه وانتم تحاولون تذكر كم الساعة الان او تحاولون تذكر اين الاولاد وهل وصلوا الى مدارسهم ؟ هل نالهم الانفجار لاسمح الله ؟
هي دقائق ولكني اسال الله ان لا يذيقها لاحد لانها من اصعب لحظات العمر ،وهو تعالى برحمته انعم عليكم
بأن جعلكم ترفلون بنعمة الامن والامان
هل تعرفين مدى الامتنان والشكر لله تعالى الذي تشعر بها اخوات كثيرات فقط لانه ازواجهم او ابائهم او عيالهم دخلوا المنزل !!!
لا نريد من الله شيئا ، لا شيء ، لا حب ، لا اهتمام ، لا عشرة طيبة لا لا لا لا لا
فقط نشكر الله انهم عادوا الى البيت لانه كل صباح يتجدد الاحساس بانه يوم الاعتقال او الاصابة او الشهادة " رزقنا الله اياها ولا حرمنا أجرها "
إن زوال الأمن ومجيء الخوف يكون حين يكفر بالله ولا تشكر نعمه التي من أغلاها نعمة الأمن والرزق. ولذا قال الله تعالى -:
(( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ )) (سورة القصص : 58).
وهذه الاية وحدها كافية لنعرف مدى اهمية ان نشكر النعمة حق الشكر
ولكون "الأمن " ضروريا للحياة، قرنه الله بالطعام والأموال والأولاد في أكثر
من موضع- بل قدمه عليها في مثل قوله تعالى:
(( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )) (سورة البقرة الآية : 155).
فتأمَّل كيف بدأ بضد الأمن وهو الخوف؟ لأن الحياة بدون أمن وأمان قاسية مَّرة، بل شديدة المرارة، لا يمكن أن تطاق.
فاذا كنت اخيتي ممن حافظ على نعم الله تعالى ثم جاءه لاسمح الله الابتلاء بنقص النعم او فقدانها فعندها فقط تعرفين انك ستبلغين مرتبة الصابرين برضاك عن الله تعالى في كل الاحوال
في الضراء وفي السراء ، اما اذا كنت ممن لم يرع حق النعمة وممن لم يحفظها فسوف تعضين اصابعك من الندم لانك ستعلمين انك فقدتيها بعدم شكرها والحفاظ عليها .
اللهم لا تحرمنا خير ماعندك بأسوأ ماعندنا
من اسباب حفظ نعمة الأمن إصلاح العقيدة بإخلاص العبادة لله تبارك وتعالى
قال الله جل في علاه :
" وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمْ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْـًٔا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ"
لا بد من إخلاص العبودية لله ولا بد من تصحيح العقيدة حتى ننعم بالأمن والأمان والمعنى واضح ولا يحتاج إلى مزيد بيان
من أسباب حفظ نعمة الامن في الأوطان ايضا
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وهذا هو سبب خيرية هذه الأمة به تنتشر الفضيلة وبه تنقمع الرذيلة وهو وظيفة كل فرد في المجتمع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة كل فرد في المجتمع وبتركه تحل العقوبات ويختل الأمن ليس المطلب أنكم صالحين فقط لكن لابد أن نكون مصلحين
" دخل النبي صلى الله عليه وسلم على زينب بنت جحش رضي الله عنها وهو يقول : " ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج "
قلت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون
قال : " نعم إذا كثر الخبث "
ولا خير في مجتمع لا يحارب الرذيلة ويدعو إلى الفضيلة
تقول عائشة رضي الله عنها دخل النبي صلى الله عليه وسلم عليّ يوماً وقد حزبه أمر عرفته في وجهه تقول :
دخل ولم يكلمنا ثم توضئ ثم خرج إلى منبره بين الناس تقول :فالتصقت بباب البيت استمع إلى كلامه ،حمد الله وأثنى عليه ثم قال :
" يا أيها الناس إن ربكم تبارك وتعالى يأمركم أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر وإلا تدعوني فلا أستجيب لكم ،تسألوني فلا أعطيكم ، تستنصروني فلا أنصركم "
فإذا سألت الأمة ربها فلم يعطيها وإذا استنصرته فلم ينصرها وإذا دعته فلم يجبها فأي باب يطرقون !!!!!!!!! إذا تركت الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان مثل هذا الأمر الخطير.
من اسباب حفظ الامن في الأوطان أيضا شكر النعم بالقلب والجوارح والأركان وذلك
1) بالإقرار للمنعم وذلك بحبه والثناء عليه
2) باستعمال تلك النعم في طاعة الله
أما ترون أحبتي أن الله لا يعاقب إلا بنعمه فان النعم لا تدوم إلا بحقها
قال الله تعالى جل جلاله :
" وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ"
انظروا ماذا يصنع كفران النعم بالأمم والشعوب احبائي وهذا ماجعلني اكتب لكم مافي قلبي
انظروا الى هذه الاية الكريمة وتمعنوا في المعاني :
" وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُوا۟ يَصْنَعُونَ"
اسال الله ان لا يذيقنا الا رحمته تعالى وان يمتعنا بنعمه ظاهرة باطنة
سامحوني احبابي اذ أطلت عليكم ولكن قلبي يحمل الكثير من امنيات الخير لكم جميعا فاسال الله ان يرزقكم سعادة الدارين وكفاية همهما وان يجعلنا في جنات عليين اخوانا على سرر متقابلين
اللهم
من اعتز بك فلن يذل
ومن اهتدى بك فلن يضل
ومن استكثر بك فلن يقل
ومن استقوى بك فلن يضعف
ومن استغنى بك فلن يفتقر
ومن استنصر بك فلن يخذل
ومن استعان بك فلن يغلب
ومن توكل عليك فلن يخيب
ومن جعلك ملاذه فلن يضيع
ومن اعتصم بك فقد هدي الى صراط مستقيم
فيارب كن لنا ولاهلنا في سوريا
وليا ونصيرا
ومعينا ومجيرا
انك كنت بنا بصيرا
حسبنا الله ونعم الوكيل