.
ها هو شريط طفولتي يمر أمام عيناي و طيف خيال طفولتنا يحضر بمخيلتي
و ذكرياتي معك يا أختي كثيرة و قد كانت , شقية و جميلة
ها هي ضحكاتنا و صوت أقدامنا و قت لعبنا قد صدحت في منزلنا القديم
لقد ولدت بعدك بسنتين ، فالفرق إذا لا يكاد يكون كبير
اختلفنا و تصالحنا و تشابهنا في أشياء كثيرة فقد
حملنا رحم واحد و وُلدنا في مكان واحد
و لعبنا في مكان واحد
بدأنا نكبر سوياً ' فتحت عيناي و لم ترى من دنياي سواك
لا أرى جمال للدنيا إلا بوجودك معي فيها
أتذكــرين ..
عندما كنا نلعب في أرجوحة خشبية معقودة بحبل
كانت جميلة و اللعب فيها معك هو سعادتي
كنت أسقط منها فتسرعين إلي و بالكاد تحمليني على جسدك الغض و تطبطبي على ظهرى و تُسكتيني
و كلمات جميلة اسمعها منك
لا زالت ترن في اذني
حبيبتي انتي يا أختي ،،
أتذكــريـن ...
عندما يأخذنا الملل فتقترحين أن نذهب لجدتي
فتمسكين بيدي و نجري سوياً لمنزلها
نسمع حكاياها و نلعب مع الدجاج و نجمع البيض
أتـذكــريـن ...
لعبنا بالقفز على الحبل
كنتي ماهرة فيها و لكن تتصنعين السقوط لتعطيني الدور
أتـذكــريـن ...
عندما نجهز ملابسنا للعيد و نُصر بأن تكون مثل بعض
و في ليلة العيد تعجن أمي الحناء فتنقش يديك و يداي
و ما أن يؤذن الفجر نستيقظ مسرعين و نرى من منا قد تلونت كفاها أكثر
فأبكي عندما تكون حناك أغمق من حناي و أبكي
فتهوني علي و تقنعيني بأن لوني و نقشي أفضل و أجمل من نقشك
و بدأت أكبر و تكبرين و زاد الحب و القرب أكثر
و لا زلنا نلعب بالأرجوحة و الحبل و نجلس سوياً
نبني أحلاماً في المستقبل
و أزداد شعوري نحوك حباً و خوفاً
فقد مرضتي و كل ليلة أسمع أنينك و أبكي
و أسمع همسات من و الدي و والدتي
أصحو الصباح و أتي مسرعة إلى سريرك لأطمئن عليك
و كلي أمل بأن الله سيشفيك
تكررت الأيام الحزينة و الأمل بالله في شفائك لازال موجود
و في ذلك الصباح و جدتك قد استيقظتي و الحمدلله فقد شفيتي
فرحت كثيراً برؤية ابتسامتك و سماع ضحكاتك
آآآه لو تعلمين كم أحبك يا أختي ،،
طلبتي أن نلعب في أرجوحتنا ذات الكرسي الخشبي القديم ,,
كانت من أجمل اللحظات فقد تعالت الأرجحة و الضحكات
ها هي الابتسامة قد عادت إلى شفتاي و شفاتك
و ها هو الفرح يعود من جديد فقد تحسنت أختي
و نمنا تلك الليلة و قد نقشنا كفينا
فقد كان شفاؤك بالنسبة لنا يوم فرح و عيد
أذن المؤذن لصلاة الفجر فأستيقظت و هرولت مسرعة إلى غرفتك لأريك لون نقشي
و قبل وصولي سمعت صوت أنين و بكاء و عويل
توقفت أنفاسي و أرتعدت أطرافي
ساد السكون الكون ... !
و سكن كل شيء حولي حتى تخيل لي بأني فقدت السمع !
خوفت كثيراً و ارتعدت أطرافي
لا ... لا أريد أن أسمع شيئاً بعد ...
لا أريد أن أكمل هرولتي و لا أن أرفع رجلي
و يعلو البكاء أكثر هذا الصوت أعرفه إنه بكاء والدتي
و لكن .. لحظة .. !
لا أسمع صوت أختي !!
و لِما والدتي تبكي في غرفة أختي ؟ !
ليس عادة أختي ألا تستيقظ فجراً و تأتي لغرفتي
عندما نتحنى تأتي مسرعة لنتقابل أمام الضوء لنرى جمال اللون !! ؟
لِم لا أسمع صوتها و ضحكاتها ؟ !
لم أفق إلا و أنا في حضن والدتي و بعض من أقربائناحولنا
لقد ماتت أختي !!!
رحلت عن دنياي
تركتني و حيدة و قد وعدتني بأن نكبر سوياً و نتزوج سوياً و تربي معي أبنائي !
كيف سأتذوق طعم الحياة بدونها فقد كانت هي جمال الحياة !!
كيف أنام فمنذ فتحت عيناي و هي أمامي قد رحلت و تركتني !
حبيبتي أختي ،،
لقد عاهدتيتي و وعدتيني بأن نبقى سوياً و لن تتركيني
لما أخليتي بالوعد و العهد
لما تركتيني !!
بدأ كل شيء مختلف حياتي تغيرت و حنيني إليها يزداد يومياً
هي من عاشت معي أجمل أيام حياتي
و لم يتبقى لي بعد رحيلها سوى ذكريات طفولة
من حناء كفين و أرجوحة خشبية و حبل
& أم أنوسي &
جزاك الله خير و بارك فيك ..
أرضي السعودية على مساعدتي في الخلفية
أسأل الله تعالى ألا يريكن مكروهاً في حبيب و غالي