%ملكة الصمت%

%ملكة الصمت% @mlk_alsmt_5

محررة برونزية

موضوع روعه التغذية العلاجية لمرض القرحة القولون القلب السكري السرطان وفق علوم الأغذية

الصحة واللياقة

بسم الله الرحمن الرحيم

التغذية العلاجية لمرض القرحة القولون القلب السكري السرطان وفق علوم الأغذية الطب القران

مقدمة : الوقاية من قرحة المعدة والتقرحات المعوية
الوقاية خير من العلاج حكمة بالغة عند العقلاء والعارفين والوقاية لا تتم في ظروف عدم الدراية وفي ما يلي استعرض أسباب القرحة المعوية:-
اجمع الأطباء على أن أسباب القرحة المعدية والقرحة الاثناعشرية تتلخص في خماسي
الأحماض الغذائيةالخمورالبهارالتدخينعيشة الضنك والتوتر النفسي
وتزداد قرحة المريء أو القرحة الارتجاعية عند الشخص البطين السمين


ثلاثة أسباب في الغذاء من الخمسة ورابعها التدخين وهو من العادات الخبيثة المهيجة للقرحة خصوصا في وجود الأسباب السابقة والسبب الخامس التوتر النفسي أو عيشة الضنك وهذا الأخير لا يعتبر سبب للقرحة في عدم وجود ما قبله من الأسباب
يحتل الغذاء الأسباب الثلاثة الكبرى وتعتبر الأحماض القوية المخالطة للغذاء السبب الرئيس أما البهار فتثير القرحة الحاصلة وتزيد من آلآمها
توطئة : الأحماض تعتبر من محسنات الطعوم في الأغذية وتنقسم إلى قسمين حموض ضعيفة لا تسبب القرحة بل تخففها وتعالجها وحموض قوية مخرشة للغشاء المخاطي ومهيجة للقرحة ومن أشهر أسبابها.
أما الحموض الضعيفة أو الخفيفة هي أحماض أساسية في العملية الكيميائية الحيوية لدى الكائن الحي مثل حامض الفاكهة أو حامض السترات ويوجد في الفاكهة الناضجة وأملاحه تخفف حموضة المعدة عن طريق التعادل أو ما يسمى بظاهرة البفر أو الوجاهة بالمفهوم العربي ومثله حامض الخل المخفف وأملاح السترات والخلات تدرأ وتخفف حموضة المعدة إلى درجة قريبة من درجة أحماضها الخفيفة وفقا لظاهرة التوازن أو البفر وهذه الأحماض لا تسبب القرحة بل تخفف الحموضة الفعلية للمعدة لان حامض الكلور الذي تفرزه المعدة حامض قوي جدا يتم معادلته بأملاح السترات والخلات فتقل درجة حموضته وبهذا تعتبر المخللات المخففة والفاكهة الناضجة والليمون الأصفر من الأغذية المأمونة والدارئة لفرط الحموضة
وفي ما يلي أسباب قرحة المعدة و الاثناعشرالسبب الأول
الأحماض القوية
الحموض القوية حموض مخرشة ومثيرة للقرحة المعدية ومهيجة للأمعاء ومنشطة لتكاثر جرثومة بواب المعدة التي تصاحب مرضى القرحة وهذه الأحماض منها
حمض اللبن أو اللاكتيك وحامض الحميض أو الاوكزليك والأحماض الصناعية ويوجد الأول في الأطعمة المخمرة وكمادة حافظة في الصلصات والثاني في الفاكهة الفجة الغير ناضجة وتضاف الأحماض الصناعية إلى المشروبات الغازية والمعلبات
يوجد
حامض اللبن في اللبن الذي تغير طعمه أو الرائب ومشتقاته ولا يوجد في الحليب أو اللبن الطري الذي لم يتغير طعمه
يوجد
حامض اللبن في الخبز الخمير ولا يوجد في الخبز الفطير ويضاف كمادة حافظة إلى الصلصات
يتكون حامض اللبن من تخمر السكريات في اللبن والخبز المخمر والكيك المنفوخ
تنتجه جرثومة الخميرة التي تستهلك السكر في غذائها وتكاثرها وتفرز حامض اللبن من مخلفاتها وهو مخرش قوي للغشاء المخاطي للمعدة
تحفظ الصلصات وبعض المعلبات بحامض اللبن ويؤكل ضمن مكوناتها
يزداد حامض اللبن في الخبز الخمير المصنوع من الدقيق المنخول والدقيق الأبيض ويزداد في المعجنات المضاف إليها السكر الأبيض كغذاء للخميرة ويقل في الخبز الأسمر الكامل وان تخمر لمحدودية المواد السكرية المتخمرة
تزداد نواتج المواد المخرشة للمعدة عند تخمير العجين المضاف إليه الدهن الشمعي الجامد والبيض والسكر ... هذا النوع من الخمير هو الأشد فتكا بالغشاء المخاطي للمعدة حيث يشعر من يتناوله بأعراض فرط الحموضة فورا أو بعد سويعات من الوجبة وتشمل المعاناة من سوء الهضم وحرقة المعدة وقد لا يهنأ النوم إن كانت وجبة الخمير المعجون مع البيض والدهن غير المائع والسكر هي وجبة عشاء مسائية
حامض الحميض أو الاكزاليك
يوجد في الفاكهة المرة الغير ناضجة ومع وجود السكر الأبيض والتصنيع الغذائي أصبحت الفواكه الحاوية على حمض الاوكزاليك متاحة الاستخدام في العصائر المعلبة والعصائر التي لا يتحسن طعمها إلا بإضافة السكر الأبيض حيث يلغي السكر الأبيض مرارة الاكزالات التي لاتخرش المعدة فقط بل وتسبب الحصوات الكلوية لذا يعتبر ينع الفواكه والثمار وقاية من القرحة وسلامة للمسالك البولية من الأخطار
الأحماض الصناعية
تضاف الأحماض الصناعية عمدا إلى العصائر المعلبة والمشروبات الغازية لهدفين
الهدف الأول حفظها من التلف لان الجراثيم لا تتكاثر في الوسط الحامضي
الهدف الثاني إضافة النكهات الخاصة بالطعوم مثل الببسي وما شابهه والذي ينكهه حامض الفوسفوريك
ومن الأحماض الصناعية الأدوية مثل الأسبرين ومضادات الالتهابات وهي من المسببات المعروفة للقرحة لأنها تمنع عمل مادة البروستاجلاندين الواقية إضافة إلى الأدوية المرققة للأغشية المخاطية ومنها الإسراف في تعاطي هرمونات قشرة الغدة الكظرية أو مشتقات الكورتكوستيرويد
ملاحظةتعتبر الأحماض والدهون من مثبطات عملية تفريغ المعدة وتزيد الوقت المطلوب لبقاء الطعام في المعدة أضعافا.
تزيد الأحماض من فترة بقاء الطعام في المعدة مما يطول فترة بقاء العصارات الهاضمة في المعدة ويزيد القابلية لقرحة المعدة وقرحة الاثناعشر بعد تفريغ هذا المحتوى الحامضي إلى الاثناعشر والمنعكسات الهرمونية في الاثناعشر تبطئ تفريغ المعدة لحماية الاثناعشر من فرط الحموضة وهكذا لا تنتهي المشكلة بل تزداد سوءا حتى يقوم البنكرياس بإفراز كمية كافية من بيكربونات الصوديوم الدارئة أو المعادلة للمحتوى الحامضي القادم من المعدة
ومن المواد التي تبطئ عمل تفريغ المعدة كذلك الأحماض الدهنية عبر المنعكسات الهرمونية الواقعة في الاثناعشر عندما يصلها المحتوى الدهني عندها يتوقف تفريغ المعدة حتى تفرز الكبد كمية كافية من العصارة الصفراوية لهضمها ولكن الفترة تتفاوت حسب نوع الدسم ومحتواه الشمعي من الدهون الجامدة ومنها الشحم والسمن والزبدة والتي تبطئ تفريغ المعدة لفترة
قد تصل إلى ثمان ساعات بسبب محتواها الشمعي
وخلال هذه الفترة الطويلة لبقاء الطعام في المعدة ونتيجة لتجمع الإفرازات الهاضمة والحامضية يزداد الشعور بسوء الهضم بسبب وجود الطعام الغني بالدهون الشمعية ويزداد خطر حدوث قرحتي المعدة والاثناعشر
بينما الطعام المحضر مع الزيت المائع مثل زيت الزيتون لا يتجاوز بقائه في المعدة أكثر من الأربع ساعات من بداية تناول الوجبة حتى تفريغها من المعدة إلى الأمعاء وعليه فالوجبة الحاوية على اقل محتوى من الأحماض القوية واقل نسبة من الدهون الجامدة أو الدهون الشمعية تكون سهلة الهضم سريعة التفريغ إلى الأمعاء بعكس الوجبة الحاوية على دهون شمعية تكون صعبة الهضم بطيئة التفريغ ومسببة للقرحات ومؤلمة لمرضى القرحة
السبب الثانيالسبب الغذائي الثاني الخمر والمخمرات وما في حكمه من الطعام الفاسد
الكحول أو الخمر ينتج من قاذورات الجراثيم التي تأكل السكر وتخلف منه الخمر والخمور تسبب القيء والهيجان المعوي وقرحة المعدة يعاني منها مدمني الخمر والبيرة وتكثر الخمور أو الكحولات في المواد الفاسدة والمخمرة عدا الخبز المخمر بعد الشواء بالنار لان النار تسبب تطاير الكحول من الخبز أثناء الإحماء فلا يبقى الكحول في الخبز لانخفاض درجة تبخره ويتلاشى حسب درجة التحميص وتتوقف عملية التخمر وتبقى الجراثيم الميتة ومخلفاتها من الأحماض المهيجة للقرحة وتبقى المخلفات الغير كحولية لذا عدم تناول الخمر والمخمرات وتقليل تناول خبز الخمير وان كان قد تبخر خمره لوجود الأحماض فيه وليس الخمر كل ذلك وقاية فاعلة من القرحة
السبب الثالثالسبب الغذائي الثالث المواد اللاذعة الحريفة مثل جميع أنواع البهار والفلفل الحار والتي تعتبر من المقبلات وتضاف إلى الطعام بنسبة بسيطة وزيادة نسبة هذه المواد تخرش الأغشية المخاطية تؤلم المعدة المجروحة سلفا بينما لا تضر الأشخاص السليمين إذا تم استخدامها ضمن النسب المعقولة وفي حالة الإسراف في تناول البهار والفلفل الحار لدى الأشخاص السليمين يسبب لهم الزحار المخاطي المؤلم عند التغوط
السبب الرابعالتدخين يعتبر من الأسباب المهيجة للقرحات المعوية هاهي قرحة المعدة والاثناعشر تصاحب في الغالب المدخنين قبل أن يسبب لهم التدخين المزمن أمراض القلب تصلب الشرايين الضغط الدموي الجلطات الدموية أو سرطان الرئة
السبب الخامسالشدة النفسية والكرب مع معيشة الضنك
كل المثيرات العصبية تزيد الإفرازات الحامضية الداخلية في المعدة وبالتالي تهيج القرحة
ويعتبر هبوط الضغط الدموي وقلة التروية الدموية من الأسباب الطارئة للقرحة نتيجة تموت وتشقق الأغشية المخاطية وتسبب النزيف المعوي في حالة الطوارئ المرضية والحوادث والحريق
العلاج
تعالج القرحة بمعادلة الحموضة بواسطة مضادات الحموضة القلوية ومضادات الإفراز الحامضي وأشهرها مثبطات مضخة البروتون مثل الاومبرازول ومشتقاته وهذا العلاج يخفف أو يوقف إنتاج الحمض الداخلي فقط وفي المحصلة الإجمالية يقلل من اثر الأحماض الخارجية مما يساعد على تهدئة الألم والتئام القرحة ويعطى مع مضادات حيوية ضد جرثومة البواب التي تنشط في الوسط الحامضي وبعد توقف العلاج ترجع الحموضة إلى مجاريها وتعود القرحة وألمها إلى أصحابها فما هو الحل
الحلبعد أن عرفنا السبب يسهل الحل ويبطل العجب
توطئة :- عدم تناول الأغذية الحاوية على الأحماض المخرشة الموجودة فيما تغير طعمه المخمرات الصلصات المعلبات المشروبات الغازية وعدم تناول الطعام المحضر من المحاصيل التي لم يكتمل ينعها أو الثمار التي لم تنضج وإبدال الدهون الشمعية الجامدة بالزيوت المائعة في عملية إعداد الطعام مع إبدال صلصة الطماطم بالطماطم الحمراء الطرية وتقليل نسبة البهار والبعد عن الطعام الفاسد والخمر والتدخين وتحري عيشة الرضا والقناعة وتأتي عيشة الرضا والقناعة مع الإيمان بالله سبحانه وتعالى كحياة بديلة عن حياة القلق وحياة الهموم والأكدار ويعتبر ترك كافة الأسباب المعلومة التي تسبب القرحة من أنجع التدابير العلاجية خصوصا بعد المعرفة وفقا لمفهوم قوله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ] البقرة195.
وفي ما يلي شرح تفاصيل وأسرار الحلالتغذية العلاجية والوجبات المثالية للوقاية من قرحة المعدة
أولا
الكيفية الغذائية :
تبدء الوقاية من القرحة بحسن مضغ الطعام
اللعاب مادة قلوية مضادة للحموضة مرطبة وهاضمة للطعام وفي الفم يبدأ الهضم ولذا زيادة مضغ الطعام يخفف الحموضة لزيادة كمية اللعاب المفروز الذي بدوره يساعد ويختصر عملية الهضم ويعادل حموضة المعدة
أما سرعة التهام الطعام بدون مضغ كما تأكل الأنعام يجعل فاعله محروما من فوائد اللعاب الهاضمة وخصائصه القلوية المعادلة للحموضة
وقد عاب المولى جل وعلا على الكفار البحث عن مجرد المتعة دون حدود والأكل السريع نهما كما تأكل الأنعام مع عدم تحري الحلال الطيب أو التفكر بالعواقب وذلك في قوله تعالى
والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم سورة محمد 12
وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال
" ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطن " ذكره الترمذي وابن ماجة
قيل
المعدة بيت الداء أليس الحكمة ضالة المؤمن وقد قيل الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء ] وهذا على الأغلب من كلام طبيب العرب الحارث بن كلدة وكان يقول .
ثانيا
النوعيةالغذائية :
الحمية أو التغذية العلاجية
الحمية هي الوجبات أو
الغذاء المثالي للوقاية من القرحة منها
تناول
اللبن الطري الذي لم يتغير طعمه طعام الخالدين في الجنة لا يوجد فيه حامض اللبن ودسمه ملدن للشرايين ومانع للجلطات لأنه غير شمعي وغير مشبع بعكس نواتجه من اللبن الذي تغير طعمه مثل حامض اللبن المهيج للقرحة والسمن الشمعي المصلب للشرايين الذي يعمل مباشرة على تبطئة تفريغ المعدة وينصح مرضى القرحة بالابتعاد عن مشتقات اللبن الذي تغير طعمه مثل القشد السمن الجبنة قال تعالى في وصف طعام المنعمين الخالدين في الجنة وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ] محمد 15
اللبن الطري يداوي القرحة والذي تغير طعمه ومشتقاته تهيجها
من أغذية الحمية أيضاالخبز الفطير وهو الخبز المعمول من الدقيق الكامل والمخبوز طريا بدون خميرة لا يوجد فيه أحماض مخرشة ولا يثير القرحة. المرقق بالطاوة منه مع زيت السمسم يعتبر غذاء عالي الطاقة جيدا مستساغا لمن لا يعجبه الفطير العادي
وقدوتنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم ومن لازمه من الصحابة رضي الله تعالى عنا وعنهم لم يشتهر أنهم أكلوا الخمير وقد ذكر البخاري في كتاب الأطعمة
‏ عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏
‏كُنْتُ أَلْزَمُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لِشِبَعِ بَطْنِي حِينَ لا آكُلُ الْخَمِيرَ
وان كان لامناص من أكل خبز الخمير فان خمير الخبز الأسمر الكامل هو اقل أنواع الخمير ضرر وأكملها تغذية إذا لم يضاف إلى العجين للتخمير أي من الدهن الجامد أو البيض أو السكر وعند إضافة أي مما ذكر وبعد التخمير سيصبح هذا النوع من الخمير على قرحة المعدة اخطر واضر
الفواكه والثمار الناضجة تناولها ضرورة صحية وليست مجرد حمية لأنه ينعدم بها حامض الاوكزالات ويزداد بها أملاح السترات المعادلة للحموضة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تبيعوا الثمرة حتى يبدوا صلاحها ] وفي رواية نهى النبي عن بيع الثمرة حتى يبدوا صلاحها ] وكان إذا سئل عن صلاحها قال حتى تذهب عاهته ] رواه البخاري
وتوجد السموم والأحماض العديدة وحامض الأوكزليك في الفواكه غير الناضجة تثير القرحة وتعتبر أملاح الأوكزالات من مكونات الحصى الكلوية عندما ترتبط مع كلسيوم البول. والمحصول المكتمل نضجه يصبح خاليا من الحموض المخرشة والمهيجة للمعدة والأمعاء وخاليا من السموم والأضرار مكتمل الفائدة الغذائية ومع الينع تزداد لذة وحلاوة العنب عندما يختفي منه حامض الطرطريك وقد جعل الله تعالى ينع الثمار أي نضجها آية من آياته للمؤمنين قال تعالى انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون ] الأنعام 99. وليس فقط الثمار من آياته سبحانه وتعالى بل ينعها هي آيات أخرى يدركها ويتفكر بها المؤمنون دون غيرهم لان الفرق بين الثمار الفجة والناضجة من نفس النوع كالفرق بين السم والبلسم حسب المفهوم العلمي وقد مدح الخالق سبحانه وتعالى الثمار الناضجة بقوله تعالى رطباً جنياً ] سورة مريم 25. وجنيا أي مكتمل نضجه وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام توجيهات في معرفة ينع الثمار وبداية صلاحها منها حتى " تصفر أو تحمر" و" نهى عن بيع النخل حتى يزهو والحب حتى يفرك وفي رواية " حتى يشتد والثمار حتى تطعم " وهذه الأحاديث في سنن البيهقي وعبد الرزاق والإمام احمد
ومن الحمية
استبدال محسنات الطعوم الحمضية القوية مثل حمض التخمر أو اللاكتيك والأحماض الصناعية وأحماض الفاكهة الفجة الغير ناضجة بالحموض الضعيفة كحامض الستريك المتوفر في الفاكهة المالحة الناضجة والليمون الأصفر وحامض الخليك المخفف في المخللات لأنها تحتوي على أملاح توازن وتعادل الحموضة الزائدة في المعدة وفقا لظاهرة التوازن الحمضي القاعدي أو البفر وهذا المفهوم العلمي سبقه رسولنا الكريم عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم بقوله نعم الإدام الخل ] رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
ومن الحمية
عدم خداع الذوق بواسطة محسنات الذوق الصناعية وأشهرها أحادي جلوتامات الصوديوم المعروف بالملح الصيني الذي يلغي طعوم الأغذية شبه الفاسدة والغير مستساغة ويحول الطعام الذي يرفضه الذوق السليم والفطرة إلى طعام مستساغ ومقبول أما السكر الأبيض فهو يحسن من طعوم الأحماض الصناعية في المعلبات والمشروبات الغازية ومعه نجد أن الفاكهة الفجة المرة الغير ناضجة الحاوية على الأحماض المهيجة للأجواف تصبح بعد عصرها مع السكر مشروبا لذيذا تزييفا وخداعا والشاي المر لذيذا ومرارة الكاكاو تصبح شوكولاتة

المنصوح به هو استبدال الملح الصيني الصناعي بالملح البحري الطبيعي وبنسبة زهيدة لأنه يحسن ذوق الطعام المستساغ فقط ويعوض الجسم ما يفقده من أملاح عبر العرق والبول وفي ذكر الملح البحري قال تعالى " أحل لكم صيد البحر وطعامه" 96 المائدة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال يعني بطعامه مالحه. وجاء في الحديث" سيد إدامكم الملح " رواه ابن ماجة.
وكذلك ينبغي استبدال السكر المكرر بالعسل الطبيعي المعالج للقرحة والتمر أو الزبيب والفواكه الناضجة لان نعمة الذوق وسيلة دفاعية تنبه عن حالة الغذاء الحقيقية فما أحوجنا إلى نعمة الذوق المنقذة من أضرار وأخطار الأغذية ومن العقل والحكمة عدم خداع الذوق بواسطة السكر المكرر أو الملح الصناعي
والدلائل القرآنية صريحة في إثبات أن الغذاء قد أنبته الخالق جل وعلا بشكل موزون وميزان الخالق هو وفق حاجة المخلوق والسكر الأبيض قد افقده التصنيع الغذائي الكثير من المواد الموازنة له
قال تعالى وأنبتنا فيها من كل شئ موزون ] الحجر 19. وإن الإنسان إذا تدخل في الإخلال في التوازن الغذائي يعتبر إفساد لما هو صالح ونافع للناس في الأصل قال تعالى ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ] الأعراف 56.
كما إن السكر الأبيض يدخل في صناعة المعجنات من الحلويات والكريمات والمثلجات اللبنية الحاوية على دهون شمعية جامدة تبطئ تفريغ المعدة وتهيج القرحة
أما
المواد التي تبطئ تفريغ المعدة مثل الشحوم والسمن والزبدة والغير منصوح بها لمرضى القرحة والقلب والضغط والجلطات فيمكن استبدالها بالزيوت المائعة مثل زيت الزيتون أو ما شابهه في الصفات الصبغية مثل زيت السمسم وزيت الذرة ...الخ وذلك في عملية إعداد أو طبخ الطعام الذي يلزمه إضافة المواد الدهنية
وذكر الله تعالى الشحوم في القران الكريم في سورة الأنعام الآية 146 محرم بعضها على بني إسرائيل وفي آخر الآية قال تعالى وإنا لصادقون ] أي أن الله لم يحرمها عليهم جزاءً ببغيهم أي إسرافهم فقط بل أكد على صدقه عز وجل وصدق الله سبحانه وتعالى لصالحهم وهو الأعلم قال تعالى ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما أختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ] .فقد أصبح من البديهي والمعلوم أن أصعب وأبطأ الطعوم هضما هي الشحوم وما تم استثنائه من الشحوم في الآية الكريمة تبين قلة المواد الشمعية فيه لأن شحم الإلية (إلية الضان) هي من مؤخرة ما يحمل الظهر وما اختلط بعظم الذنب وهي أسهل هضماً من بقية الشحوم ومثلها دهون نخاع العظم.
والضرر الناتج من الإسراف في أكل الشحوم والدهون الشمعية أصبح معروفا ليس فقط في خطورة ترسب شمع الكلوسترول في الشرايين والتسبب في تضيقها وانسدادها وتكون الجلطات الدموية والحصوات المرارية بل ويبطئ عملية تفريغ المعدة والتسبب في تعرضها للقرحة.
أما نحن المسلمين فقد نهانا الله تعالى عن الإسراف بعمومه وقد هدانا الله سبحانه إلى تناول الدهون النافعة وسماها الصبغ ومصدره من الزيوت النباتية وهو الذي يذيب المواد الشمعية في الدهون الجامدة ومن ثم يلغي ضررها قال تعالى في ذكر الدهون ذات المصدر والصبغ ألدهني النباتي وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ] 20 -المؤمنون. وأخرج ابن ماجه عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله كلوا الزيت وادهنوا به فإنه مبارك ]. والزيوت المائعة لا تمنع الجلطات الدموية فحسب بل وتلدن الشرايين ولا تبطئ تفريغ المعدة بالمقدار الذي يسبب القرحة كما هو الحال في الدهون الجامدة
أما الخمر وما فسد من الطعام
علينا أيضا الابتعاد عن الخمر الذي حرمه الخالق سبحانه وتعالى والخالق سبحانه أدرى بما ينفع ويضر المخلوق والخمر تفرزه جرثومة الخميرة ضمن القاذورات في الأطعمة التي تخربها وتفسدها وكذا الأطعمة الفاسدة والتي تعتبر من القاذورات المشار إليها في القران الكريم بالخبائث وعلينا استبدال هذه الأطعمة بالطعام الطيب وهو الطري الذي لم يفسد وفقا لتوجيهات نبينا الذي احل الطيبات وحرم الخبائث لقوله تعالى ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ] الأعراف 157
وتفاصيل التوجيهات النبوية موجودة ومبوبة في صحاح كتب الحديث
أما الدخان
فقد ضرب الله عز وجل المثل في تلوث الهواء بالكمية الكبيرة وأكد تلازم التلوث مع العذاب وهو المعاناة وذلك حتى يرتبط في أذهان الناس الأثر الضار من هذا التلوث ويعرف الناس نعمة نقاوة الهواء قال تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ] الدخان 11,10. والقليل المتراكم من التدخين يؤدي في نهاية المطاف إلى نتيجة الكثير وهو العذاب الأليم عبر قرحة المعدة وقرحة الاثناعشر وسرطان الرئة وضغط الدم والجلطات قبل نقص الأوكسجين والموت اختناقا
وكل أشكال التلوث البيئي ضارة بالصحة وفقا لمفهوم الحديث النبوي ;
إن من القرف التلف ; ذكره أبو داود.
التوتر النفسي وعيشة الضنك
التوتر العصبي يزيد إفراز الحامض ويثير القرحة وفي وجود الأسباب الأخرى يزيد الطين بله وعليه يتوجب ترك الأسباب كلها بما فيها ترك الجزع والقلق النفسي والوصول إلى درجة الاطمئنان وهذا الأخير لا يتم إلا بالاتجاه الكلي إلى الخالق الذي الهم النفس فجورها وتقواها
وعليه فان علاج التوتر النفسي وعيشة الضنك يوجز بأتباع هدى الله وذكره والتوكل عليه واللجوء إليه قال تعالى "
فمن أتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا "123-124سورة طه
وهدى الله سبحانه وتعالى يتأتى عبر إتباع قرانه ونبيه والفائدة من الإتباع لا تقتصر على راحة الأنفس فقط بل أيضا على سلامة الأبدان إذا ما اتبعنا دلائل القران الكريم وتوجيهات نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم في هذا المضمار وفي كل شئون الحياة


الإمساك
يوصف الإمساك ببطء وقساوة الإخراج مع تباعد فترات التغوط عن المعتاد
أسباب الإمساك الغذائية
لنوع وكمية الغذاء دورا أساسيا في حدوث الإمساك بدون أو مع الأمراض والأدوية التي تسبب فقدان الشهية وخمول الأمعاء
المخمصة تصاحب الإمساك وهي عدم التزود الكافي بالغذاء أو المجاعة , فرب مخمصة اضر من تخمة ومن الأسباب الغذائية الأخرى العطش ومنه قلة التزود بالماء خصوصا بعد التعرق والإجهاد وبعد الطعام
ومن الأسباب الغذائية للامساك الأطعمة المصفاة قليلة أو معدومة الألياف أشهر الأغذية منعدمة الألياف الدقيق الأبيض المبيض بالكلور ويليه الدقيق المنخول مع لباب الأغذية ملتصقة القشور إذا تم تناول اللباب فقط
التغذية العلاجية للامساك
أولا الطعام الغني بالألياف الدقيق الكامل الخضار والأطعمة الخام الغير مصفاة
وهذه تحافظ على زيادة تحجيم أو ثخانة أو غلظة المحتوى المعوي وتحفز التوازن الحركي للأمعاء
ثانيا الغذاء الغني بالمزلجات المخاطية الطبيعية
توجد مادة الميوسلاج المخاطية في الملوخية البامية الحلبة الخيار أو القثاء ومادة الميوسيلاج من المخاطيات الطبيعية التي تعالج الإمساك تعين الأمعاء على تسهيل حركة المحتوى أو الكيموس المعوي والمواد الحاوية على الميوسلاج تحوي أيضا الألياف والعدول عن الدواء إلى الغذاء لا يسبب أي أعراض جانبية
ثالثا المهيجات المعوية الكراث
يحتوي الكراث على مهيجات طبيعية للحركة المعوية تساعد على التفريغ السريع لمحتوياتها والكراث لا يحتوي فقط على مواد لاذعة تحفز التمعج المعوي بل يحتوي على المزلجات المخاطية والألياف والإسراف المفرط في أكل الكراث قد يسبب الإسهال نتيجة التهيج المعوي
وتعتبر الخضار بشكل عام مكملات غذائية مع الأغذية الأفضل منها لأهميتها في التكامل أو التوازن الغذائي وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان " يأكل القثاء بالرطب" متفق عليه
والإرشادات النبوية كافية للوقاية من الإمساك وعلينا أن ندرك أن العلم بالأهمية الغذائية للألياف المركزة في قشرة الحب قد جاء متأخرا جدا عما ورد في كتاب الله من بيان غذائي وعن الأسوة برسول الله الذي لم يقبل في طعام الدقيق المنخول. قال تعالى " والحب ذو العصف والريحان " الرحمن 12. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : من تفسير ابن كثير لآية " كعصف مأكول " في سورة الفيل قال : العصف القشرة التي على الحبة كالغلاف على الحنطة . ونلاحظ من الآية الكريمة أن الذي يميز الحب هو العصف " ذو العصف " وكما عرفنا من تفسير ابن عباس أن العصف هو القشرة وقد ورد في الحديث عن أم أيمن أنها غربلت دقيقا فصنعته للنبي فقال ما هذا قالت طعام نصنعه بأرضنا فأحببت أن أصنع منه لك رغيفا فقال "رديه فيه ثم اعجنيه " رواه ابن ماجه. وروى ابن ماجه أن سهل ابن سعد قال " ما رأيت النقي حتى قبض رسول الله " وقال أيضا " ما رأيت منخلا حتى قبض رسول الله " وذكر البخاري مثله في كتاب الأطعمة باب ما كان النبي وأصحابه يأكلون وفي الحديث " أنه نهى عن فصع الرطبة " ذكره ابن الأثير في النهاية وفصع الرطبة عصرها لتنقشر ولأن الألياف الطبيعية تكثر في القشور الغذائية وقد وجد أن القشور مع ألياف الغذاء تمنع الإمساك , اضطراب القولون , رتوج القولون وتمنع سرطان القولون , تنقص نتروجين يوريا الدم بواسطة زيادة طرح الأمونيا الغائطية
القولون العصبي
تناوب الإمساك والإسهال مع الألم والانتفاخ البطني وعدم انتظام طبيعة الإخراج خاصية تتصف بها حالة القولون العصبي
الدقيق الأبيض منزوع النخالة يسبب الإمساك ومع خادعات الذوق في العصائر والمعلبات والمعجنات المحلاة بالسكر تسبب الإسهال هذه الخادعات تعمل على إخفاء ذوق المواد التي تسبب الزحار والإسهال والمهيجات المعوية كثيرة مثل أحماض الفاكهة الفجة المرة المحلاة بالسكر أحماض المخمرات البهار الفلافل السموم المضافة عمدا إلى الأغذية التي تسمى مواد حافظة وغيرها من المواد الغير غذائية المضافة إلى الأغذية المعاملة صناعيا
الإسراف في تناول الطعام المحضر من البقوليات الموصوف في القران الكريم بالذي هو أدنى مثل العدس وما شابهه كالفول والحمص والفاصوليا واللوبيا والبازلا...الخ يوجد فيها اوليجوسكرايد وهو أنواع من الكربوهيدرات التي لا تستطيع الأمعاء الدقيقة هضمها أو امتصاصها وتتخمر بواسطة الجراثيم في الأمعاء الغليظة وتنتج غازات وروائح كريهة تسبب انتفاخ البطن مع الم الامتلاء وزيادة الفسو والظراط ولا يخفف أعراضها سوى التغوط.
يحق للقولون العصبي أن يصبح عصبيا إذا لم يعرف صاحبه لماذا صار عصبيا ويبعد عنه السبب لماذا لا نفهم أن حالة القولون العصبي نوع من العصيان على الجور أو الإضراب وعدم الاحتمال والإنصاف لهذه الحالة أو العلاج الذي لا يعالج تهيج القولون فقط بل يخدم عموم صحة الإنسان
العلاج
والعلاج هو تناول الطعام الخالي من الإضافات الصناعية وغير المنقوص بواسطة التصنيع كامل المكونات الغذائية وفق الميزان الإلهي قال تعالى " وأنبتنا فيها من كل شئ موزون " الحجر 19. والابتعاد عن أشهر الأطعمة الغير موزونة الأبيضين الدقيق والسكر والعدول إلى الأغذية الطبيعية الغنية بالألياف الخبز الأسمر الفواكه مكتملة النضج التي لم تفسد وعلينا الاسترشاد بالقرآن الكريم عامة في اختيار الغذاء الصحي قال تعالى على لسان من زادهم هدى من أهل الكهف " فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه " الكهف19. أزكى الطعام هو الطيب المكتمل نضجه وغير الفاسد ويعرف وفق التوجيهات النبوية الغذائية المذكورة في مبحثي القرحة والإمساك.

دلائل الوقاية من أمراض القلب والشرايين والمرارة: -

أشهر عوامل الخطورة التي تسبب أمراض القلب والشرايين هي
ارتفاع نسبة شمع الدم والتدخين وتعاطي الخمر وما تغير طعمه والخمول.
ولخفض نسبة شمع الدم وإيقاف ترسبه في الأوعية الدموية والتي تؤدي إلى تصلب الشرايين وإثارة تكون الجلطات وضررها على القلب والدماغ والناتجة عن الإفراط في أكل الشحوم والدهون الحيوانية الشمعية يتوجب الاستعانة بوسيلة تدفع ذلك وقد ثبت علمياً أن الزيوت النباتية زيوت تحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية الغير مشبعة التي تسبب لدانة الشرايين وتمنع تكون الجلطات الدموية والزيوت لا تساهم في رفع الكلسترول بل ومعظمها تعمل على خفضه فتخفف ضرر تراكمه وتلغي خطورة تناول الدهون الحيوانية لمن يحب تناولها وهذه الزيوت منها - زيت الذرة - زيت عباد الشمس - زيت فول الصويا - وزيت الجوز - زيت بذر القطن - زيت السمسم - زيت الحبة السوداء ....الخ. ويعتبر زيت الزيتون على طليعة الزيوت النباتية لفوائده الدوائية والغذائية وذكره القرآن الكريم كمثال في الصفة وهي أن هذه الزيوت مائعة لا تتجمد في درجة حرارة الغرفة بعكس دهن الشحوم والدهون المشبعة التي تتجمد في درجة حرارة الغرفة ولا تصلح للصبغ أما خاصية الميوعة للزيوت النباتية تجعلها قابلة لصفة الصبغ وهو ما يتداخل مع الطعام لإذابة المواد الشمعية. والزيوت سهلة الهضم مولدة للحرارة وتحتوي على الفيتامينات ولا تتجمد قال تعالى " وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين " 20المؤمنون. ولفظ شجرة بالنكرة والشجرة المباركة لم تعرف إلا بمكان الخروج ولفظ صبغ بالنكرة لأن التعريف بزيادة الألف واللام حصر وتحديد للمقصود والنكرة في كلمة صبغ تشير إلى واحد من العموم أي أن زيت الزيتون ليس الصبغ الوحيد وأنه يوجد نباتات أخرى تنبت بالدهن وتوفر أصباغ تشترك مع زيت الزيتون بالصفات : أهمها السيولة ومقاومة التجمد حتى وإن كان الجو باردا وإذا تم تبريدها تظل سائلة ولا تجمد إلا في درجة حرارة قريبة من تجمد الماء لخلوها من شمع الكلسترول ولا يصح أن نسمي ما يجمد من الدهون صبغاً وإن كان دهناً نباتياً فالصبغ هو الزيت ( السائل من الدهون ) ويمكن إجمال القول أن معظم الدهون ذات الأصل الحيواني تحوي أحماض دهنية مشبعة عدا الذي لا يجمد منها مثل زيت كبد الحوت ومعظم الدهون ذات الأصل النباتي سائلة زيتية غير مشبعة ( صبغية ) عدا دهن النخيل والنارجيل لوجود أحماض دهنية مشبعة فيهما وشمع الكلوسترول يوجد بالدهون الحيوانية كما أن الدهون النباتية المشبعة والمهدرجة تساهم في تخليق الكلوسترول داخل الجسم وبالتالي رفع نسبته. والأصباغ أسهل وأسرع هضماً على عكس الدهون المشبعة التي تتطلب ساعات أكثر لهضمها ومرهقة للجهاز الهضمي وكلما زادت نسبة المواد الشمعية في الدهون تصبح أبطاء وأسوء هضما حيث أن هضم وجبة مؤلفة من الخبز والزيت تتطلب لهضمها نصف الوقت الذي يتطلبه هضم وجبة غذائية مع الشحم الذي قد يصل إلى ثمان ساعات وهو أكبر مدى من الإرهاق على المعدة لوجود المواد الشمعية في الشحم وتستمر خطورة المواد الشمعية حتى بعد ذلك فهي تزيد نسبة شمع الدم الذي يسبب ترسبه على المدى البعيد اختناق وتصلب الشرايين وضغط الدم ومضاعفاته على القلب والدماغ أما خطورة ترسب الشمع في المرارة فهي تشكل الحصوات وللوقاية من كل ذلك يتوجب إضافة الصبغ ( الزيت ) إلى الطعام لإذابة وتخفيض نسبة الشموع بالدم 0
آلية عمل الصبغ :- إن الأحماض الدهنية الصبغية الغير مشبعة الموجودة في الزيوت يوجد فيها جذر أو جذور متعددة من الأواصر المزدوجة في التركيب الكيميائي وهذه الأواصر المزدوجة يمكن للواحدة من كل جذر الانفكاك والارتباط مع الفضلات الدموية غير المحترقة بالدم وتخلص الدم منها وتقلل من تراكمها حتى لا تشكل شمع الكلسترول وهكذا يصبح الصبغ ضرورة غذائية يتوجب تلازمه للآكلين وبواسطة هذه الأواصر الغير مشبعة تصبح الزيوت كأنها قادرة على إنقاص تركيب الأدهان المشبعة وتخريب الكلسترول وإنقاص امتصاصه من الأمعاء أو تسهل إفراغه من الصفراء. ويقارب الزيت في تركيبه دهن حليب الأم البشري في وجود الأحماض الدهنية الصبغية الأساسية الغير مشبعة التي تسبب لدانة الشرايين وتمنع تكون الجلطات الدموية وقد وجد أن الخبز بأنواعه ومصادرة يحوي حمض الفيتيك الذي له قدرة على الاتحاد مع أملاح الكالسيوم والماغنسيوم في الأمعاء لتنتج أملاح لا تذوب في الماء ولا تمتص من الأمعاء وتخرج من الجسم مع البراز ولا يستفيد منها الجسم كما أن تناول الخبز مع الزيت يلغي مفعول هذا الحمض لأن فيتامين "د" الموجود في الزيوت له قدرة على فك الارتباط بين حمض الفيتيك والأملاح في الأمعاء مما يساعد الأمعاء على امتصاص هذه الأملاح وصدق الله العظيم القائل " صبغا للآكلين " وهذا ما عرفناه بتوفيق الله من أسرار الصبغ وما خفي علينا فالله الخالق البارئ أعلم. والأكل بدون صبغ ناقص إن لم يكن ضار وهنا ندرك خطورة الأكل الذي لا يحتوي على صبغ من الزيوت النباتية لما لها من فوائد منها : 1- تخفض نسبة شمع الكلسترول بالدم وتمنع ترسبه في الشرايين وبالتالي تمنع تصلب الشرايين.2- تشجع تفريغ صفراء الكبد وتمنع الاحتقان والتشمع بالمرارة الأمر الذي يمنع تشكل ترسبات حصوات المرارة. 3- سهلة الهضم مولدة للحرارة غنية بالفيتامينات وتلغي خطورة تناول الدهون الحيوانية والمشبعة. ولمزيد من الإيضاح أن شمع الكلسترول هو العنصر الذي يزداد في الدم نتيجة تناول الدهون المشبعة والشمعية ويسبب التجمد في الدهون المشبعة به ويجمد مثل بقية المواد الشمعية ولا يذوب في الماء ويحتاج إلى طاقة حرارية إضافية لإذابته وزيادته في الحويصلة المرارية بنسبة أعلى من نسبة الحامض المراري يؤدي إلى تجمده فيها وترسب حصوات المرارة وزيادته المزمنة في الدم تزيد من خطورته في تصلب الشرايين وذلك نتيجة ترسب الصفيحات الشمعية عبر العريقات الدموية التي تغذي عضلات الشرايين نفسها وتفقد الشرايين مرونتها أو لدانتها ونعرف ذلك بما يسمى ارتفاع ضغط الدم الأولي لدى الكبار وضغط الدم على المدى البعيد معروفة نتائجه على القلب ( العجز ) والعين( العمى ) والدماغ والكلى ( الفشل ) فما أحوجنا إلى هدى القرآن قبل فوات الأوان لأنه ذكر ولازم الصبغ للآكلين أما ترسب الصفيحات الشمعية على بطانة الشرايين المتوسطة والصغيرة يؤدي إلى اختناقها ويسبب للقلب الذبحة الصدرية وقلة التروية الدموية لأي عضو مصاب وقد تؤدي إلى انسداد الشرايين وإحداث الجلطة في القلب أو الدماغ أما ترسب الصفيحات الشمعية على بطانة الشرايين الكبيرة فهو يهدد بتمزقها وإثارة تكوين الخثرة الدموية وانزلاقها لتسبح في الدم وتسد العروق الصغيرة أو المتوسطة وتؤدي إلى كارثة الجلطة الدماغية أو قطع الدم عن أي جزء من الجسم..الخ وما أحوجنا إلى إتباع هدى قرآننا لأن أفضل طريقة لإذابة المواد الشمعية بالدم والمرارة بشكل دائم هي إذابتها بعامل ذوبان دهني دائماً وهذا العامل يجب أن يكون خالي من المواد الشمعية ولا توجد هذه الصفة إلا في الزيوت النباتية الخالية من الكلسترول وتعرف بأنها لا تجمد طبقاً للوصف الإلهي ( الصبغ ) فعوامل ذوبان الأطعمة بشكل عام نوعان الماء للمواد الجامدة القابلة للذوبان في الماء و مذيب دهني للمواد الدهنية الجامدة وبالرجوع إلى التحليل الكيميائي لبعض الزيوت أي أن زيت الزيتون وزيت الذرة وزيت دوار الشمس وزيت فول الصويا كل 14 جرام منها يحوي على نسبة قليلة تقارب جرامين من الدهن وما يقارب من 11,5 إلى 12 جرام من الصبغ وهذا الصبغ هو الذي نحتاجه ( أحماض غير مشبعة ) وجميعها من دهنية وصبغية خالية من شمع الكلسترول. وأخيراً ندرك أهمية الإرشاد الإلهي في تلازم الصبغ للآكلين والخطورة الصحية التي يعاني منها الكثير والكثير من المرضى والناتجة عن إهمال الصبغ.
ولمزيد من التفاصيل عن أنواع -
الدهون وأهميتها :- فهذه تمد الإنسان بالطاقة ضعف ما تمده النشويات والبروتين وقد كانت قديماً تستخدم في الإضاءة وتحترق كلياً فهي نار ونور. تولد الطاقة ويخزن زائدها على شكل شحوم في الجسم لوقت الحاجة ومن الدهون الزيوت النباتية والزبدة والسمن ودهن الشحم والدهون إجمالا تحسن ذوق الطعام المطبوخ مع قليل منها وتجعل الطعام المقلي بها شهيا وتحوي فيتامين المساعد للنمو والمقوي للبصر وفيتامين ( د ) المساعد على تقوية العظام أما فيتامين المنشط للرجولة والمقوي للنسل فهو يوجد في الزيوت النباتية وزيت كبد الحوت. والزيوت غنية جدا بالسعرات الحرارية وتقدر قيمة المخزون الحراري في كل جرام واحد منها بتسعة سعرات حرارية وهو أكثر من ضعف ما ينتجه احتراق النشويات أو البروتين. والسعرات الحرارية هي التي تمد الجسم بالطاقة الحرارية اللازمة للنشاط الحركي والدفء. وهذا المخزون الحراري هو الطاقة الكامنة الموجودة في الزيوت أكده القرآن الكريم في قوله تعالى " يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار "النور 35. وأفضل الدهون هي ذات الأصل النباتي والخالية من شمع الكلسترول ولا تجمد وهي الأسهل هضما وتحوي الأحماض الدهنية الأساسية الصبغية الغير مشبعة التي تسبب لدانة الشرايين وتمنع تصلب الشرايين وتحول دون تكون الجلطات الدموية ولأن أحماضها صبغية غير مشبعة فهي قابلة للارتباط مع غيرها لتخليص الجسم من بقايا فضلات مواد الأحتراق الدهنية ولإذابة شمع الكلسترول وتساهم في تخفيض نسبته في الدم وتمنع صفائح الكلسترول من الترسب في الشرايين لوجود الأواصر المزدوجة في تركيبها الكيميائي وهي المذكورة في القران الكريم. أما الشحوم فزائد بها المواد الشمعية لذا فهي أبطأ وأعسر هضما من بقية الدهون وشحم الإلية المختلط بعظم أسهل هضما من بقية الشحوم لأن شحم الإلية أسهل ذوبانا من بقية الشحوم وقت التسخين والسمن أفضل من الشحم والزبدة أفضل من السمن والزيوت التي لا تجمد أفضل الدهون جميعا. كل ذلك قياسا على نسبة المواد الشمعية والأحماض الدهنية المشبعة التي تجمد. لأن دهن الشحم أكثر تجمدا من السمن والزبدة والدهون المشبعة ترفع مستوى شمع الكلسترول في الدم. وشمع الكلسترول يشكل خطورة في ترسبه في الشرايين والمرارة. وذكر الله تعالى الشحوم في القران الكريم في سورة الأنعام الآية 146 محرم بعضها على بني إسرائيل وفي آخر الآية قال تعالى " وإنا لصادقون " أي أن الله لم يحرمها عليهم جزاءً ببغيهم أي إسرافهم فقط بل أكد على صدقه عز وجل وصدق الله سبحانه وتعالى لصالحهم وهو الأعلم قال تعالى " ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما أختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون " وما تم استثنائه من الشحوم في الآية الكريمة تبين قلة المواد الشمعية فيه لأن شحم الإلية إلية الضان] هي من مؤخرة ما يحمل الظهر وما اختلط بعظم الذنب وهي أسهل هضماً من بقية الشحوم. والضرر الناتج من الإسراف في أكل الشحوم أصبح معروفا. أما نحن المسلمين فالشحوم من الطيبات خاصة بعد أن حذرنا الله من الإسراف وقد هدانا الله إلى الصبغ وهو الذي يذيب المواد الشمعية فيها ومن ثم يلغي ضررها قال تعالى في ذكر الدهون ذات المصدر والصبغ الدهني النباتي " وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ) 20 المؤمنون. وأخرج ابن ماجه عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله " كلوا الزيت وادهنوا به فإنه مبارك " والأكل الذي يذوب بالماء يعتبر الماء صبغه والدهون الجامدة التي لا تذوب في الماء يعتبر الزيت صبغها لأنه يذيبها
ومن عوامل الخطورة الأخرى التي تسبب أمراض القلب والشرايين وأشهر هذه العوامل.
التدخين المزمن والتدخين بنوعيه الاختياري عبر شرب نواتج إحراق ورق التبغ أو التدخين الإجباري عبر مجالسة المدخنين والتعرض لمصادر الدخان والحرائق بنسبة غير مميتة ولفترات طويلة يساهم في تسريع عملية التجلط الدموي وتصلب الشرايين والتسبب في نقص التروية الدموية خصوصا على القلب والأطراف والدماغ. وطالما والكثير من الدخان يسبب العذاب والموت فتراكم القليل منه يؤدي إلى نفس النتيجة مع الزمن ولمعرفة الدليل القرآني ولمزيد من التفاصيل عن أضرار التدخين انظر مبحث تلوث الهواء
أما الخمر فهو أيضا من عوامل الخطورة التي تسبب أمراض القلب والشرايين ولمعرفة أضرار إدمان الخمر على القلب انظر مبحث صفات الشراب الواقي من الأمراض ]
وما تغير طعمه :- ما تغير طعمه بالفساد الجزئي من الطعام الحاوي على البروتين يتحول إلى طعام رافع لضغط الدم كما هو الحال في الأطعمة المخمرة واللبن الرائب حيث يتحول حمض التيروسين البروتيني إلى حمض التيرامين الرافع لضغط الدم بعكس اللبن الطري الخالي من مادة التيرامين وهذه المادة لا توجد أيضا في الأطعمة الطرية . كما أن نواتج ما تغير طعمه مثل السمن والزبدة ويستخرجا من اللبن الرائب الذي تغير طعمه وهذا الدسم الجامد يحوي أحماض دهنية شمعية تساهم في تصلب الشرايين على عكس الدسم الذائب في اللبن الطري. ويمكننا الاستدلال على ذلك من القرآن الكريم ونجده مبين في طعام الخالدين في الجنة الذين لا يتناولون ما تغير طعمه قال تعالى " وأنهار من لبن لم يتغير طعمه " محمد 15. وهكذا نجد أن كل ما تغير طعمه سواء بالفساد أو بالمواد الحافظة السامة أو المنكهات أو المضافات الغذائية الصناعية لا يخدم صحة الإنسان. ومن عوامل الخطورة التي تسبب أمراض القلب والشرايين
الخمول فالخمول يؤدي إلى السمنة وتراكم الشحوم وتضيق الشرايين ومع الخمول يزداد ركود الدم وتزداد قابليتة للتجلط والجلطات تسبب انسداد شرايين القلب أو الدماغ أو الأطراف...الخ وما يترتب عليها من إعاقة أو تهلكة وكل هذا يمكن تلافيه بالحركة والعمل لإحراق الدهون مع الميل إلى تناول الدهون الصبغية في الطعام والرياضة المعقولة لأن الرياضة العنيفة والمرهقة خطرة وخاصة على مرضى القلب وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالمشي وهو أفضل أنواع الرياضات قال تعالى " فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور " تبارك 15. وملخص القول للوقاية من أمراض القلب والشرايين يتوجب علينا إتباع النور القرآني الذي أكد وبين ما توصل إليه العلم الحديث والموجزة بضرورة تناول الصبغ مع الأكل وهو أيضا للوقاية من أمراض المرارة ] وكذلك الابتعاد عن التدخين والخمر وما تغير طعمه من المشروبات والمأكولات مع المداومة على الحركة ورياضة المشي. وصدق الله العظيم القائل " ما فرطنا في الكتاب من شئ " الأنعام 38. وقال تعالى " ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين " النحل 89 . وقال تعالى " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شي شهيد " فصلت 53 .
أسرار اللبن الطري ودوره في الوقاية من أمراض القلب
التكوين البشري واللبن
ثبت بعد تحليل رماد جسم الإنسان المحروق ورماد اللبن المحروق أن العناصر المعدنية في اللبن هي نفس العناصر الموجودة في رماد جسم الإنسان دون زيادة في النوع أو نقصان
العمر واللبن
رعاة ومربي الماشية في آسيا الوسطى الأناضول البلقان و القوقاز الذين يكسبون من ريع الماشية ويقتاتون الحليب هم الأطول عمرا والذي يتجاوز المائة عام منهم
في صحة ونشاط أفضل من غيره الأصغر عمرا الذين لا يعتادون اللبن الحليب في أقواتهم ولهذا يسمى اللبن غذاء العمر الطويل
الغذاء الكامل
يزداد الطفل الرضيع حجما شحما لحما عظما والمعلوم أن قوته الوحيد فقط اللبن لهذا قال علماء التغذية أن اللبن هو الغذاء الكامل يمد الإنسان بحاجته الوافية من الماء وكافة مكونات الغذاء وأكد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم المقولة العلمية في أن اللبن غذاء كامل في قوله "
ليس شئ يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن " رواه أبو داود وذكر ابن ماجه مثله
اللبن في جنة الخلدالحليب اللبن الطري الذي لم يتغير طعمه طعام الخالدين في الجنة دسمه ذائب فيه وخواص دسم الحليب انه ملدن للشرايين مانع للجلطات أحماضه الدهنيه غير مشبعة وغير شمعية يقي شاربه من أمراض القلب والشرايين ويعتبر الغذاء الوحيد الكامل على الإطلاق يوفر كل حاجة الماء وكل عناصر الغذاء حسب ما أكده العلم ويغني أو يجزي عن الطعام والشراب حسب ما أكده رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى في الحديث النبوي المشهور وبعد أن تفسده الصناعة بالتعفن أو التخمر الجرثومي يتحول إلى دهن شمعي زبدة وسمن وجبن اصفر يبطئ من تفريغ المعدة ويسبب سوء الهضم فتثار التقرحات المعوية ويصلب الشرايين ويثير الجلطات الدموية
وبروتينات اللبن هي الأخرى تتخرب يتحول الحمض الاميني التيروسين إلى تيرامين رافع للضغط ويتركز في الجبن والهستدين إلى هستامين مثير الحساسية وسكر اللبن يتخرب إلى حامض اللبن مثير القرحة المعدية المعوية بعد أن كان اللبن حليبا طريا يعالجهاوبما أن في جنة الخلد انهار من لبن لم يتغير طعمه أعده الله تعالى طعاما للخالدين المنعمين في الجنة أكد ذلك قوله تعالى وأنهار من لبن لم يتغير طعمه 15 محمد

وعلى أساس علمي يكون ما تغير طعمه من اللبن الذي تحول إلى جبن وزبدة طعام الهالكين
اللبن هو الحليب الطبيعي
الوضع التجاري المأساوي أن تجد بدائل الحليب المصنعة بدون دسم لون ابيض وطعم اللبن الدعاية الخادعة بهدف الكسب المادي أصبحت أهم من صحة الإنسانالمفهوم الخاطئ أن دسم اللبن ضار بالصحة ليس له أساس علمي وهو قياسا على أضرار السمن والزبدة وهذه الدهون الجامدة هي مجرد مخلفات دسم اللبن بعد فساده وتغير طعمه وقد انطوى هذا المفهوم الخاطئ حتى على بعض الأطباء واغلب المثقفين وعند الرجوع إلى علوم الأغذية فإن أحماض دسم اللبن الطري هي أحماض غير مشبعة وغير شمعية وهذه الخاصية هي من مميزات الدسم المائع الزيتي الملدن للشرايين والمانع للجلطات والواقي من أمراض القلب والشرايين على عكس المكونات الشمعية للزبدة والسمن والجبن المعروفة أضرارها.
روى ابن ماجة وصححه الحاكم عن سلمان الفارسي قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء قال الحلال ما أحل الله في كتابه والحرام ما حرم الله في كتابه وما سكت عنه فهو مما عفا عنه والفراء هو حمار الوحش وما سكت الله تعالى عنه مثل السمن والجبن لا يمكن أن يقارن بما انعم الله به على خلقه اللبن الطري اللبن سقيا إلهية لا يستطيع البشر تقليده في الصناعات الغذائية ولكنهم يستطيعون إفساده إلى سمن وجبنقال سبحانه وتعالى (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ) النحل66.
وسقيا الخالق آية في التكوين والفائدة وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله "إذا أكل أحدكم طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه وإذا سقي لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فانه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن" ذكره أبو داوود وهذا لفظه وابن ماجه ومعنى وزدنا منه أي انه لا يوجد أي طعام آخر خير من اللبن
المنصوح به هو تناول اللبن الحليب الطري الذي لم يتغير طعمه وليس المعلب طويل الأجل مبدل أو منزوع الدسم أو الرائب أو مشتقاته من قشطة جبن زبدة أو سمن كلها لا تخلو من ضرر ولا تخدم الصحة بعكس الطري حسب ما اتضح في علوم الأغذية
يستمر لبن البقر أربع ساعات بعد الحلب مضاد للجراثيم ومعقم لغيره بعدها يبدأ الفساد مع مرور الوقت وتنقص فائدته
أود الإشارة أن الحليب الذي تغير طعمه ثاني أو ثالث يوم بعد الحلب هو لبن خالي من السموم الحافظة
وما زاد في الفساد المعروف بتغير الطعم عن حده ينقلب ضده يثير أمراض الحساسية والقرحة والجلطات ويرفع ضغط الدم هذا ما نعرفه وما خفي الله سبحانه اعلم

أخيرا أختم هذا المبحث بهذا الحديث الذي أشار بصريح العبارة على شمولية الفائدة من اللبن والمقصود به الحليب الطبيعي الطري كعقار عام في الطب قال نبينا نبي السلامة والرحمة "إن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له شفاء فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر". رواة الإمام احمد والحاكم والبيهقي وبن حبان وغيرهم وصححه الألباني وترم بمعنى تأكل وتجمع وللحديث عدة ألفاظ ومنها ما ذكره الألباني في صحيح الجامع
"عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر و هو شفاء من كل داء"
انتهى

التغذية العلاجية لمرضى السكري.
توطئة
في المجتمعات التي تعتمد على أنماط غذائية غير طبيعية نجد أن مرض السكري قد تزايد بنسب جلية
وفقا لإحصائيات سكري الأطفال بلغ تعداد المرضى نحو 35 مريضا لكل 100000 نسمة من إجمالي التعداد السكاني في بعض المجتمعات الغربية ويندر هذا المرض في المجتمعات الفقيرة وتلك التي تعتمد على الأغذية الطبيعية فقد نقصت هذه النسبة حتى اقل من شخص لكل مئة ألف أي 0.8 حالة من كل 100000 نسمة في دولة البراغواي و 0.7 من كل مئة ألف في كراتشي الباكستانية
هذا يعني أن مرض السكري تزداد نسبته بأكثر من أربعين ضعفا في البلدان المتطورة خصوصا في التصنيع الغذائي أما مرض السكري الذي يصيب الكبار فنسبته أعلى بكثير وفي تزايد مذهل خصوصا بين أهل المدن وتزداد النسبة كلما تقدم العمر ويندر في أوساط سكان البادية والأرياف
ومن المعلوم أن الأغذية عالية الطاقة ترهق البنكرياس وخصوصا منها الأغذية الحاوية على المواد الحافظة الكيميائية الغير غذائية التي تضاف عمدا إلى الأغذية لحفظها أو لتعديل الذوق أو النكهة أو اللون ومن المعلوم أيضا أن المواد الحافظة تعتبر بالجرعات الزائدة من جملة السموم فلا يستبعد دورها المتلف لخلايا بيتا البنكرياسية المنظمة لسكر الدم وعند تآزر الأسباب يصبح مرض السكري ناتج محتوم
ضريبة الحضارة
قد يدفع الناس الضرائب من صحتهم قبل المال والسبب أن العادات الغذائية في البلدان المتحضرة قد واكبت التطور في الصناعات الغذائية واعتمدت على الأغذية المصنعة لذا يشار إلى الأمراض التي تتزايد في هذه المجتمعات على وجه الخصوص بضريبة الحضارة تدفعها هذه المجتمعات مرضا ومنها مرض السكري إضافة إلى أمراض السرطان وارتفاع ضغط الدم والجلطات
الحمية أو التغذية العلاجية
من المدهش أن الحمية الغذائية لمرض السكري هي الحمية التي تحمي غيرهم من الراغبين في الوقاية من مرض السكري وأمراض القلب والشرايين لا تقتصر على المريض فحسب في الحد من أعراض المرض وكبح مشاكله المستقبلية بل وتحمي الشخص السليم من الولوج في دوامة مرض السكري ومضاعفاته المستقبلية مثل تصلب الشرايين والجلطات والعمى والفشل الكلوي ... الخ وتحمي الجميع من الأضرار الصحية الأخرى المصاحبة للتغذية العشوائية
وليس على مريض السكري أي تكلف أو حرمان في حالة تطبيق نظام غذائي متوازن في الكمية والنوعية مسترشدا بهدى القران الكريم ومقتديا بالنبي الرسول الأمين
أولا- الكمية الغذائية
كما يتطلب من الأصحاء يحتاج مريض السكري أن يأكل الطعام بكمية كافية دون تقصير يسبب الهبوط السكري والهزال المنهك وبلا إسراف يسبب الارتفاع وتبعاته والسمنة المرهقة قال تعالى " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " الأعراف 31. و قال تعالى " كلوا من ثمره إذا أثمر وأتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" الأنعام 141.
ثانيا- النوعية الغذائية
على مريض السكري كما على غيره من الأصحاء الاقتداء بالرسول الكريم علية الصلاة والسلام في رفض الطعام المصفى والدقيق المنخول فقد كان رسول الله يأكل الجشب أي الخشن من الطعام فقد ذكر البخاري عن سهل بن سعد عندما سئل هل أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ؟ فقال سهل: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ، من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله. قال: فقلت: هل كانت لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مناخل؟ قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلاً، من حين ابتعثه الله حتى قبضه. قال: قلت: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال: كنا نطحنه وننفخه، فيطير ما طار، وما بقي ثرَّيناه فأكلناه ذكره البخاري في كتاب الأطعمة باب ما كان النبي وأصحابه يأكلون وقال النبي لأم أيمن عندما غربلت دقيقا رديه فيه ثم اعجنيه
فلقد رفض رسولنا الكريم الطعام المصفى أو المغربل المنخول قبل أن يرفضه علماء التغذية أليس في القدوة برسول الله صحة وعبادة قال تعالى لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا(21) الأحزاب
أما السكر الأبيض فقد تكررت تصفيته وزادت فيه المواد الكيميائية غير الغذائية الفاصلة والملونة فازداد خطره وللمزيد من التفاصيل انظر مبحث مراتب الطعام ومبحث الاستشفاء بالعسل.
كما ينصح مريض السكري مثل غيره في الابتعاد عن الدسم الجامد وتصبيغ الطعام بالدسم المائع أو الزيوت النباتية والتفاصيل مع الأدلة القرآنية تجدها في مبحث الوقاية من أمراض القلب والشرايين.
الفواكه والخضار
الجدير بالذكر أنه لا يضر مريض السكري تناول الفواكه الطبيعية الحلوة والطرية بدون إسراف لان سكر الفاكهة الفركتوز تختزنه الكبد ولا يحتاج إلى أنسولين لعملية دخوله إلى خلايا الجسم قال تعالى وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ(20) الواقعة.
أما الخضار فقد ذكره القران الكريم بالذي هو أدنى لندرة مواد الطاقة والبناء فيه ولا ضير من الإسراف وزيادة تناوله خصوصا لمرضى السكري ولمزيد من التفاصيل عن خصائص الخضار والبقول راجع مبحث مراتب الطعام
كما أن على مريض السكري وغيره مراعاة إرشادات النبي محمد عليه الصلاة والسلام في شروط بيع الأطعمة حتى يبدو صلاحها من الينع والنضوج وعدم إفسادها القصدي وعدم تناولها قبل الينع وبعد الفساد ولمعرفة الأدلة النبوية والقرآنية انظر مبحثي مراتب الطعام وصفات الطعام الواقي من الأمراض
الوجبة المتوازنة
المائدة المتوازنة هي المنصوح بها من قبل الأطباء وعلماء التغذية ومنها ضرورة احتواء الوجبة على نوعين من الغذاء على الأقل ومتباينة المحتوى الغذائي وقد كانت مائدة نبينا الكريم هكذا وتجمع بين التواضع وعدم التكلف وما سوى ذلك فينصح بعدم الإسراف النوعي مع مراعاة الهرم الغذائي للكميات المسموح بها وهي كما يلي
نسبة ما يقارب نصف الكمية من الطعام المحضر من الحبوب الكاملة واقل منها من الخضار والفواكه والنسبة الأقل من البقول واللحوم والدهون الصبغية ولمزيد من التفاصيل والدلائل القرآنية والنبوية انظر مبحث صفات الطعام ومبحث الطعام والفطرة ومبحث المائدة المتوازنة.
موجز القول ينصح مريض السكري في تناول طعام الحبوب الكاملة الغير منخولة وتناول الخضار والفواكه الطرية وبقية الأطعمة الطبيعية والزيوت النباتية وفق الهرم الغذائي.
وعليه الابتعاد عن الأطعمة التي تحوي
السكر الأبيض
الدقيق الأبيض
الأطعمة الفاسدة
الدهون الجامدة
الأغذية المجهزة سلفا بطريقة الحفظ الصناعي والتعليب
ولمعرفة علة التحذير العلمية وللدلائل القرآنية والنبوية راجع المباحث التي ذكرت آنفا
وليس هذه الحمية حرمانا لمريض السكر من المتعة الغذائية لأن البدائل أفضل ولذ وأكثر أمانا فيمكن إبدال السكر الأبيض بسكر الفاكهة والعسل الطبيعيين ويبدل الدقيق الأبيض بالطحين الكامل الغير منخول ويبدل الدسم الجامد بالزيوت المائعة وتحري الأطعمة الطرية الغير فاسدة عبر الابتعاد عن الأطعمة المعلبة والمصنعة والتي يتم من خلال عملية التصنيع إطالة فترة التخزين بواسطة المواد الحافظة السامة وخداع الذوق وتزييف المنتج بواسطة النكهات والألوان الصناعية لهدف تجاري بحت
أهمية الحمية
إن أكثر
9
16K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

""ريحانة الجنة""
الله يعطيك العافييه موضوع مبدع ومجهود رائع جزيتي الجنة .
%ملكة الصمت%
%ملكة الصمت%
الله يعافيك ياقمر
""ريحانة الجنة""
رفع لعيون% ملكة الصمت%
~ همسهـ ~
~ همسهـ ~
بارك الله فيك اختى
جوليM12N
جوليM12N
شكرا