تجربة أعز صديقة مع مستشفى جامعة الملك عبد العزيز- شكوى زوجها إلى وزير الصحة.

الحمل والإنجاب


هذه باختصار تجربة صديقتي المريرة مع المستشفى الجامعي كتبها زوجها و لم تر النور حتى الآن !! أرجو الدعاء لي و لها بالذرية الصالحة
معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة حفظه الله و سدد خطاه:
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الخلق رسوله الأمين
تحية طيبة و بعد
أكتب لكم هذه الكلمات و قلبي يتفطر ألما و حزنا لما عانيناه أنا وزوجتي... تجربة أحببت أن أنقل لمعاليكم بعضا من فصولها و تأكدوا أن من يقرأها لا يشعر بوخزة من ألمنا و حزننا لما أصابنا... لا أهدف من كلماتي النقد بقدر ما أريد النصح و توضيح معاناة العديد من المرضى من مراجعي المستشفيات الحكومية .. لم أكتب هذه الكلمات سوى لعشقي الشديد لهذه البلاد و أهلها و رغبتي أن تكون خير بلاد الله.
أنا المهندس ع. ت. ش مهندس أمريكي من أصل عربي قدمت إلى المملكة العربية السعودية لحبي لهذه الأراضي و الأمل يحذوني لأجد نموذجا لما يجب أن تكون عليه البلاد الإسلامية التي تحمل راية التوحيد و تتشرف بخدمة بيت الله الحرام و مسجد نبيه عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم.... لكنني صدمت و يا لها من صدمة ...صدمت بأمور كنت أحسبها من أبسط أبجديات الحياة في العمل و التعامل مع الناس... صدمت بواقع بشع يعيشه المواطنون و المقيمون على حد سواء خاصة في مجال الرعاية و الخدمات الصحية بسبب انعدام الصدق و الإخلاص و الخوف من الله من جهة ..و لعدم وجود قوانين صارمة تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه أن يستغل منصبه لأغراض شخصية أو أن يهمل أو يتوانى عن خدمة المواطن أو المقيم بالشكل الذي تتطلبه أبسط أبجديات مهنة الطب و خدمة المرضى– التي أعتبرها أحد أرقى و أهم و أعظم و أنبل المهن في العالم، و لعدم وجود أنظمة واضحة تضمن لهؤلاء المرضى حقوقهم و توصل أصواتهم للمسؤولين... ما دفعني للكتابة لمعاليكم يقيني أن تجربتي و زوجتي ليست تجربة فردية و أن هناك المئات و لا أبالغ إن قلت الألوف بل الملايين ممن يعانون بصمت من سوء النظام و سوء الخدمات و الفساد الذي ينخر في هذه البلاد من كل اتجاه لضيق ذات اليد من جهة أو لجهلهم بحقوقهم أو لعدم وصول أصواتهم و صرخاتهم الصامتة لمن تولوا مناصبهم لخدمة الوطن و المواطن دون تخاذل أو تقصير فما رأينا منهم سوى تقصيرا بعد تقصير...
تجربة مريرة و مؤلمة للغاية مررت بها أنا و زوجتي الدكتورة م.شعندما قررنا أن نلجأ لتقنية الإخصاب المجهري طلبا للبنون - زينة الحياة الدنيا - بعد أن أثبتت الصور و التحاليل وجود انسداد في قناتي فالوب لديها ما يعني استحالة الحمل بشكل طبيعي و أن الأمل الوحيد بعد الله عز وجل هو باللجوء لتقنية التخصيب المجهري أو ما يعرف بأطفال الأنابيب...
بدأت معاناتنا عندما قررت زوجتي بناء على نصيحة أحدى صديقاتها الطبيبات أن تجري العملية و تتابع في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز في جدة عند البروفيسور حسان عبد الجبار... لسببين :
أولهما لاعتقادنا أن المستشفى الجامعي يمتلك أفضل التجهيزات التقنية إضافة إلى امتلاكه لأفضل الكفاءات الطبية و العلمية ( ما أثبت خطؤه و بشدة )..
ثانيهما: أن المراكز و المستشفيات الخاصة همها الأول و الأخير الكسب المادي و لأننا في صدد السفر إلى الولايات المتحدة لتتابع زوجتي تخصصها و لارتفاع تكاليف الحياة و الدراسة قررنا وضع حد لإنفاقنا المادي و بما أن زوجتي سعودية فيحق لها العلاج بالمجان و هذا ما كان.
في البداية قابلنا الطبيب المعالج و كتب لنا وصفة بالأدوية و المنشطات اللازمة للبدء بالعملية دون شرح أو توضيح لأي شيء .. و وعدها أنها لن تغادر إلى الولايات المتحدة إلا و هي حامل ( و ذلك لسهولة العملية و خلوها من التعقيد من جهة و لأن زوجتي لا تعاني من أي مشكلة هرمونية أو مشكلة معقدة في الرحم أو غيره ) ..... و قد اعتقدنا أنه افترض أنها و بحكم كونها طبيبة فهي تعرف التفاصيل، مع أنها طبيبة باطنية.. و كانت تلك المرة الوحيدة التي رأينا فيها البروفيسور منذ بدء العلاج و حتى يوم المأساة.
بدأت زوجتي في أخذ الإبر المنشطة و بتنا نعد الأيام حتى تأتي لحظة التلقيح و اليوم الذي نسمع فيه خبر حملها .... و لا يخفى على معاليكم ارتفاع تكلفة الأدوية الخاصة بهذه العملية و عامل الوقت البالغ الأهمية لنجاحها مما جعل أيامنا و ليالينا محصورة في مواعيد الأطباء و شراء الإبر و أخذ الأدوية في مواعيدها الدقيقة دون تقديم أو تأخير..... بعد أسبوع من بداية الإبر ، أعطتنا منسقة أطفال الأنابيب الأستاذة أمل جوهرجي التي تعمل مع البروفيسور مجموعة من التحاليل و الأشعات لتجريها زوجتي لمتابعة استجابتها و كان يفترض بها أن تتم يوم السبت الموافق 19 مارس 2011 .. لكن و للصدمة و حين وصولنا للمستشفى التي تبعد عنا حوالي 40 دقيقة.. وصلنا الساعة السابعة صباحا أخبرنا رجال الأمن أن المستشفى في عطلة تبعا للمكرمة الملكية التي أمر بها جلالة خادم الحرمين الملك عبد الله حفظه الله و سدد خطاه...و هذا ما عجزت عقولنا عن تصديقه أو استيعابه! كيف لمستشفى بذلك الحجم أن لا يكون فيه مناوبون في جميع الأقسام!! و هل يرضي هذا القيادة الحكيمة بقيادة جلالة خادم الحرمين الشريفين!؟ فالهدف من مكرمة خادم الحرمين حفظه الله و رعاه إدخال السرور و إراحة المواطنين من أعباء العمل لكن بعض الجهات تعاملت مع تلك المكرمة بعكس ما أراد جلالة خادم الحرمين الشريفين...و لا يخفى على معاليكم أن كل يوم في دورة الإخصاب المجهري محسوب بدقة بالغة و أي تأخير أو تقديم سيؤثر على باقي الدورة و قد يؤثر على النتائج في النهاية..... تحاليل زوجتي و غيرها من النساء اللاتي كن في قمة الإحباط و بعضهن يبكين بحرقة لتلك المكرمة التي و بسبب سوء الإدارة في المستشفى و انعدام التنظيم بدلا من أن تكون نعمة كانت علينا نقمة و على كل مريض انتظر أشهرا ليأتي هذا اليوم أو قطع آلاف الكيلومترات من مدينته ليجري هذه التحاليل!... و المصيبة الأخرى أن هذه التحاليل هي التي ستحدد إن كان علينا إكمال الحقن أم نتوقف و بأي جرعة... و قررنا باجتهاد شخصي الاستمرار في أخذ الإبر وخرجنا من مستشفى إلى آخر نبحث عن الإبر التي و لارتفاع أسعارها التي تصل الإبرة الواحدة منها 386 ريال و الثانية 158 ريال ليست متوفرة في معظم الصيدليات و بما أن المستشفى الجامعي قد دخل في غيبوبة فصيدليته أيضا أغلقت و علينا الآن أن نقطع جدة من شمالها لجنوبها و من شرقها لغربها لإيجاد الأدوية... و عدنا بخفي حنين وسط خيبة أملي و صدمة زوجتي و بكائها المستمر و تساؤلاتها كيف يمكن أن يتوقف مستشفى كامل عن العمل!!! و أين سيذهب هؤلاء المرضى!! مع العلم أنه في جميع المستشفيات المحترمة هناك مناوبون في جميع الأقسام لخدمة المرضى و ليس فقط في قسم الطوارئ.. في مستشفى الملك فيصل التخصصي ( حيث عملت زوجتي لمدة خمس سنوات ) و في حالة وجود مكرمة من جلالة الملك أو عطلة يقسم القسم إلى قسمين ..قسم ليعمل و القسم الأخر في عطلة ثم يستلم كل منهما مكان الآخر و بذلك لا يتوقف العمل و لا يتضرر المرضى .. كل ذلك و زوجتي في قمة الإحباط و الانزعاج من الوضع الذي آلت إليه الأمور مع أنه يجب أن تكون المرأة خلال تلك الفترة في غاية الهدوء و الراحة النفسية و هذا ما لم أعرفه أنا أو زوجتي منذ بداية العلاج و حتى يوم الطامة الكبرى الآتي ذكره...
المهم .. أكملنا التحاليل و الإشاعات يوم الأحد 20 مارس 2011 ... و لمعاليكم أن تتخيلوا الازدحام الناجم عن عطلة يوم السبت و اختلال توازن المستشفى بأكمله بسبب يوم عطلة واحد.... و ذهبنا للعيادة للقاء الأخت أمل جوهرجي منسقة أطفال الأنابيب، فقالت أن نعود بعد الظهر .. و عدنا .. ثم قالت أن البروفيسور لم يرد عليها بعد و لم يحدد الخطة التي علينا أن نتبعها فيما يخص الأدوية و الجرعات و غيرها و طلبت منا أن نعود بعد العصر... و عدنا ... و تكرر السيناريو... لم يرد البروفيسور و انتظرنا حتى الساعة الخامسة و النصف دون جدوى.. و لا زالت محاولات إيجاده مستمرة و يبدو أن غيبوبة المستشفى قد انتقلت إليه و اعتقدنا جديا أن مكروها قد حدث له .... و أخبرتنا الأخت المنسقة أنها ستغادر الآن و ستستمر في محاولة الاتصال به و أخذت أرقامنا و نصحتنا إن لم تتصل إلى التاسعة و النصف مساء أن تأخذ زوجتي الجرعة و تعود يوم غد لعل و عسى!!!... و غادرنا المستشفى بثقل و الإحباط يكاد يقتلنا... أي نوع من المستشفيات هذا؟ و ما الذي سنفعله.. هل نشتري الإبر و تأخذ زوجتي الجرعة دون رأي الدكتور أم هل ننتظر للساعة التاسعة و النصف.. فقررت زوجتي أن نشتري الإبر و تأخذها و ننتظر.. و انتظرنا إلى منتصف الليل و كل منا يحمل في يده هاتفه و يأخذه معه حتى إلى دورة المياه أعزكم الله لعل وعسى يحدث و يتصل بنا كائن من كان.... و دون فائدة... أخذت زوجتي الجرعة و بتنا ليلتنا في صدمة جديدة!!
و في صباح يوم الإثنين 21 مارس 2011 حاولنا الاتصال على الأخت المنسقة لنعرف منها الخطة القادمة و كالعادة إما أن يرن الهاتف دون رد أو أن ترد علينا أحدى الممرضات و تطلب منا أن نتصل بعد قليل و استمر الحال هكذا لمدة 3 ساعات إلى أن قررنا أن نذهب بأنفسنا و قابلنا الأخت أمل جوهرجي و أخبرتنا أن البروفيسور قد رد عليها و طلبت منا المزيد من التحاليل و الأشعات...
و عدنا في يوم الثلاثاء 22 مارس 2011 ، أجرينا التحاليل و الأشعات و تكرر السيناريو ثانية... البروفيسور لا يرد ! و المنسقة و الأطباء المساعدون ليست لديهم خطة واضحة فيما يخص الاستمرار أو التوقف عن العلاج.. و عشرات المرضى في الخارج في انتظار صاحب المعالي ليقرر ما سيفعلون!
و في نهاية اليوم ولأول مرة منذ بداية المأساة و بعد طول انتظار أعطينا خطة لما سنفعله لثلاثة أيام إلى أن يحين موعد العملية لسحب البويضات يوم السبت الموافق 24 مارس 2011 وأخبرتنا الطبيبة المساعدة أن استجابة زوجتي ممتازة و أن أشعتها و تحاليلها جدا مبشرة و أنه لديها ما يزيد على 5 حويصلات ناضجة و 3 أصغر حجما لكنه من المتوقع أن تنمو لتصل للحجم المطلوب خلال اليومين القادمين و قالت أن كل شيء جاهز و أنهم قاموا بحجز غرفة لزوجتي و أنه ليس علينا سوى الحضور الساعة السابعة و النصف ليتم تحضيرها لدخول غرفة العمليات. و أن عليها أن تأخذ الإبرة التفجيرية يوم الخميس الساعة العاشرة مساء تماما حيث يجب أن تجرى عملية سحب البويضات خلال 34 إلى 36 ساعة و أي تأخير لن يكون في صالحنا.
يوم المأساة الأولى.... السبت 26 مارس 2011
لم ننم ليلتها و بدأت زوجتي الصيام من منتصف الليل و بدأنا الاستعداد للذهاب للمستشفى من الساعة الخامسة و النصف ،وحضرنا كما طلب منا الساعة السابعة و النصف تماما لنفاجأ أنه لم يتم حجز غرفة لزوجتي!! و أننا سنبقى على قائمة الانتظار إلى أن ينتهي جميع المرضى الذين يحملون ورقة تثبت أن لديهم موعدا! حاولنا وسط توتري و بكاء زوجتي أن نخبرهم أننا أخبرنا أن كل شيء جاهز و أنه ليس علينا سوى الحضور في الوقت المحدد لكن دون جدوى.. حاولنا مع طاقم التمريض لنشرح لهم أن الوقت من ذهب و أن على زوجتي أن تكون في غرفة العمليات لسحب البويضات في مدة أقصاها العاشرة صباحا لكن دون جدوى... اتصلت زوجتي على الطبيبة المقيمة التي قالت أن الخطأ من المنسقة أمل جوهرجي التي أخبرتها أنها قد حجزت مسبقا لزوجتي و أكدت الموعد في حين أنكر موظف مكتب التنويم أن تكون تلك الأخت قد نسقت معه أي شيء!! و أنها لم تبلغه بعملية زوجتي و لا موعدها!! و أنه كان لابد أن تعطى زوجتي ورقة تثبت موعدها و هو ما لم يحدث.
و انتظرنا إلى أن أدخلت زوجتي الغرفة الساعة الثانية عشر و النصف.. و أدخلت العمليات الساعة 3 عصرا. أي بعد 5 ساعات من أقصى وقت كان يفترض أن تتم فيه عملية السحب...
و في العمليات فوجئت زوجتي بأن البروفيسور الموقر ليس هو من حضر العملية !!! و أن من أجرى لها السحب لم يعرف حتى عن نفسه أو يعطيها سببا لتخلف الاستشاري الأساسي الذي كان من المفترض أن تكون مريضته!! و تم السحب و من أصل 5 إلى 8 حويصلات لم يجد إلا 3 و لم يتم سحب أكثر من بويضتين! و لكم أن تتخيلوا صدمتنا أنا و زوجتي عند سماعنا الخبر! و أنا على يقين أنه لا يخفى على معاليكم سبب انخفاض عدد البويضات بهذا الشكل! فقدت زوجتي عددا كبيرا من البويضات بسبب التأخير الناتج عن الإهمال و التقصير و اللامبالاة... و بالرغم من أن النتائج ليست كما توقعنا إلا أننا رضينا بالبويضتين و فوضنا أمرنا لله... و حلمنا أن تلقح البويضتين لينتج عنهما توأم يعوضنا عن كل ما ذقناه حتى الآن..
خرجنا يومها و تأكدنا هذه المرة من حجز موعد الدخول يوم الاثنين 28 مارس 2011 لإرجاع الأجنة الملقحة .
لم تبالي زوجتي بأي شيء طوال تلك الأيام.... لم تبالي بحرمانها من الكثير من الأشياء التي تحبها لأنها قد تضر بالعملية و تضر بالبويضات .. امتنعت عن القهوة و الشوكولاتة و الشاي ، و كانت تشرب الماء و الحليب بكثرة لأنه يساعد على صحة البويضات و يؤدي إلى نجاح التخصيب... لم تبالي بالألام الحادة التي تبعت العملية و كانت تقول كله يهون في سبيل رؤية أولادنا...عشنا يوما و نصف قد تكون من أجمل الأيام، نحلم بتوأم جميل ذكي صالح و اخترنا أسماء للأولاد و البنات.. ملأنا الساعات بأحلام بالمستقبل و كيف سنربي أولادنا و كيف سنتعامل معهم و ...و...و.....

يوم المأساة الثانية....الإثنين 28 مارس 2011
كالعادة لم ننم و نحن في انتظار موعد الإرجاع و وصلنا المستشفى قبل موعدنا بنصف ساعة و لم يكن أي من الموظفين قد حضر بعد ... و لكن في هذه المرة كانت لدينا ورقة الموعد نحملها بكل فخر و عزة ... اليوم كل شيء سيسير كما يفترض...وضعنا الورقة في الصندوق المخصص و انتظرنا... قضينا دقائق الانتظار في قراء سورة يس و مراجعة بعض ما نحفظ من القرآن و بعد انتظار ما يقارب الساعة و النصف نادت الممرضة على اسم زوجتي لإدخالها إلى الغرفة و تجهيزها لإرجاع الأجنة... و لمعاليكم أن تتخيلوا فرحة زوجتي التي لا توصف بأن نصف الطريق قد انقضى و أننا على وشك تحقيق حلمنا ...كان قلبها يرقص طربا لأنها اليوم و بعد بضع ساعات ستحمل في أحشائها حلما كانت تظنه بعيدا...
و قبل أن تدخل زوجتي إلى غرفتها نادتها الطبيبة المقيمة و أخبرتها و هي واقفة أن العملية قد ألغيت و أن الأجنة لم تنقسم و أنها كانت تظن أننا قد بلغنا بذلك بالأمس!!!! لمعاليكم تخيل صدمة زوجتي عند سماعها لهذا الخبر... لم تلفظ بكلمة واحدة فكل تلك المعاناة و ذلك الألم كان بلا فائدة . و بدأت موجة حارة من البكاء لم أعهدها منها أبدا من قبل و كأن عزيزا غاليا قد مات...... لم تجف دموع زوجتي طوال اليوم لدرجة أنها رفضت التحدث مع أحد واعتذرت لوالدتها التي أرادت رؤيتها لعدم رغبتها في أن يراها أحد بهذا الشكل.. و أنا أواسيها و أحاول التخفيف عنها دون جدوى بينما قلبي يتفطر حزنا أكثر منها... و حتى لحظة كتابتي لهذه الكلمات لا نعرف السبب الأكيد لفشل العملية... لا اعتراض على قضاء الله و قدره.... لكن من حقنا أن يخبرنا أحد ما السبب... هل هو التأخير في سحب البويضات؟ أم هو خطأ في المختبر؟ في رأي الأطباء الإستشاريين الذين سألتهم زوجتي عن الأسباب الممكنة لفشل الانقسام اتفقوا على رأي واحد و هو أن البويضات الجيدة و الناضجة كانت قد خرجت من حوصلاتها بسبب التأخير و أن التي تم سحبها هي الباقية و من الواضح أنها لم تكن ناضجة كفاية لتنجح العملية..... و إلى هذه اللحظة لم نرى أو نسمع من البروفيسور الموقر الذي يتابع مرضاه في مستشفاه و عياداته الخاصة ناسيا أو متناسيا أنه مسؤول عن مرضى المجان كمسؤوليته عن مرضى الخاص! لماذا تنجح العمليات في المستشفيات و المراكز الخاصة من المرة الأولى بينما فشلت عمليتنا؟
أردت أن أقدم بين يديكم تجربتنا التي قد تكون كلماتي قد فشلت في نقل قسوتها و ألمها و شدتها على نفسية زوجتي... و نفسيتي..
يا معالي الوزير!!! أسألكم بالله هل ترضون أن يعامل البشر بهذه الطريقة في بلاد الحرمين؟ هل ترضى هذا لزوجتك و لأختك و ابنتك؟؟ و أكرر قصتي و زوجتي ليست فردية و أنا على يقين تام أن غيرنا من عانى أكثر منا لكن صوته لم يصل..
أحببت أن أقدم لكم تجربتنا لما يلي:
أولا: نحن مؤمنون بقضاء الله و قدره و مؤمنون أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا و ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، لكن لا بد أن يحاسب المقصر أيا كان.
ثانيا: زوجتي الطبيبة عوملت بهذا الأسلوب و هذا الاستهتار فما بالك بالآلاف و الملايين من البسطاء الذين لا حول لهم و لا قوة؟؟ من يأخذ بحقهم ؟؟
ثالثا: الطبيب الاستشاري الذي قبل بزوجتي كمريضة كان عليه أن يقوم بواجبه الطبي أولا و الوطني ثانيا و يجب عليه أن يحاسب على استهتاره بمرضى القسم الحكومي ليقضي وقته في العناية بالقسم الخاص ... يجب أن لا تكون المادة هي مقياسا لجودة الخدمة و رقي العلاج! و عند غيابه عليه أن يحدد من ينوب عنه في العناية بالمرضى و يجب أن يحاسب كل من يقصر في هذا..
رابعا: في عطل غير متوقعة كيوم المكرمة الملكية.. يجب أن يكون هناك من يتولى إخبار المرضى ممن يمكن تأجيل حالاتهم و لا بد أن يكون هناك مناوبين يعتنون بمن لا يمكن تأجيل علاجهم ممن كان عامل الوقت حيويا لنجاح أو فشل العلاج كحال زوجتي.
خامسا: لا بد أن يكون هناك تواصل مع المرضى أو ذويهم و تحديد ما لهم و ما عليهم... لو قامت الأخت أمل جوهرجي بعملها على أتم وجه لما تأخرنا في سحب البويضات و كان لدينا فرصة 5 بويضات على الأقل مقارنة باثنتين.. و هي تتحمل مسؤولية كبرى مع الطبيب لاستهتارها و لا مبالاتها ...
سادسا: كان لا بد من أن يتولى أحد إخبارنا بفشل العملية و أن لا ينتظروا حتى نصدم كما صدمنا .. و كل يرسم على وجهه علامات التعجب كيف لم يتم إخباركم... و حسب رأي الأطباء أن الأخت أمل جوهرجي هي المسؤولة عن إخبار المرضى بذلك و علمنا مؤخرا أنها كانت في أجازة!! و ليس هناك من ينوب عنها..!!
سابعا: إن كل موظف أو مسؤول علت أو انخفضت رتبته هو في خدمة الشعب و هو يتقاضى راتبه ليكون عونا و خادما و مساعدا و يبذل في ذلك أقصى جهده و يجب أن تكون هناك عقوبات قاسية و صارمة لكل من يتساهل أو يتهاون في مهنته
ثامنا: المبنى الجميل و الفناء الواسع و الديكورات الغالية و المبالغ الطائلة التي وضعت في المستشفى لا قيمة لها إن لم يؤدي كل من فيه واجبهم على أتم صورة...

هذا و بالله التوفيق للجميع
كاتبه:
عاشق الحرمين
46
20K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام اسيل ويارا
ام اسيل ويارا
حسبي الله على من ضيع الامانه
~ام جوري~
~ام جوري~
حسبى الله ونعم الوكيل
دلع و حلا
دلع و حلا
الله يعوضها خير يااااااااااااارب
ويفرح قلبها عاجل غير آجل
اميرتهم غصب عنهم
لا تعليق
فـوفـى
فـوفـى
الله يعوضها خير يااااااااااااارب
ويفرح قلبها عاجل غير آجل