ام الزوج في الشرع

ملتقى الإيمان

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
الحمد لله مبدع الأـكوان وخالق الإنسان ومعلمه البيان
(خَلَقَ ٱلْإِنسَـٰنَ مِن نُّطْفَةٍۢ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌۭ مُّبِينٌۭ ﴿4﴾) النحل.
خلق الإنسان من ذكر وأنثى ليعمر الكون وتبقى الحياة على الأرض
ومن نعمته علينا أن خلق الذكر والأنثى من نفس الجنس فلم يخلق أحدهما من جنس الحيوان أو الجان أو أي جنس آخر
وذلك أدعى للألفة والتوافق بينهما
وكانت سنة الله في الكون الزواج لإبقاء النسل ولنقوم بمهمة الاستخلاف في الأرض التي استخلفنا الله بها
الزواج رباط مقدس بين الرجل والمرأة جمعهما بكلمة الله وأقام على كل طرف حقوق وواجبات لتبقى سفينة الحياة تسير باتجاهها الصحيح

ولكن هناك الكثير من المعوقات التي قد تجنح بالسفينة عن بر الأمان إن لم يكن هناك تقوى لله في كثير من الأفعال والتصرفات من كلا الطرفين

فالبنسبة للزوجة هناك العداوة الأزلية بين الكنة والحماة
عداوة يحاول كل جيل أن ينقلها إلى الجيل الآخر وكأنها تراث

صحيح أن هناك بعض المشاحنات التي تقع بين الكنة والحماة ولكنها يجب أن لا تصل إلى درجة العداوة وذلك لا يكون إلا إذا تعاملنا معها بحسن خلق وتقوى من الله

ففي البداية علينا أن نعلم أن حق الزوجة وحق الأم لا يتعارضان أبدا إلا لمن تتعمد خلق النكد والمشاكل
وعلينا أن نعلم أيضا أن حق الأم مقدم على حق الزوجة وأن حق الزوج وإرضاءه مقدم على حق الأهل وإرضاءهم بالنسبة للزوجة
وهذه معادلة صعبة لأن رضا الزوج وطاعته قد لا تحصل إلا بالتقرب من أمه

وقد تكون بداية المشاحنات شعور الأم بأن ابنها الذي تعبت في تربيته وسهرت عليه الليالي قد طار من يدها واستلمته الزوجة بكل سهولة وتتناسى أن هذه هي سنة الكون وهي قد استلمت زوجها من قبل من أمه بكل سهولة, وتبدأ علاج هذه النقطة بأن تتودد إليها الزوجة ويحاول الولد زيادة اهتمامه بها وأخذ مشورتها في بعض الحالات
ويأتي العامل الثاني وهو الغيرة من اهتمام الولد بزوجته والتكلم عنها أمام أمه دائما وذكر خصالها الحميدة وغير ذلك مما يشعر الأم أنها تنحت جانبا في حياة ابنها ولم تعد في المرتبة الأولى في حياته مما يدفعها إلى اختلاق المشاكل وتعداد عيوب الزوجة كما تراها هي.
وعلاج ذلك أن يتجنب الولد كثرة المدح بزوجته أمام أمه وطبعاً دون أن يذمها بما ليس فيها
وتبقى للأم مكانتها مهما كانت تصرفاتها والزوجة الذكية هي التي لا تحاول كسب رضا زوجها على حساب أمه
فإن حصل ذلك ومال لزوجته أكثر وغضبت عليه أمه والزوجة هي الخاسرة هنا
لأن رضا الوالدة يعم الأبناء والأحفاد, فعندما يكسب الزوج رضا الأم ينتقل الرضا والتوفيق للأبناء وفي هذا مكسب للزوجة
ولا تنسى الزوجة أنها ستصبح حماة يوماً ما, وما كانت تفعله مع حماتها ستجده مع كنتها فلتزرع خيراً لتحصد خيراً
وإن زاد تدخل أم الزوج في حياة ابنها أكثر من اللازم فيمكن للإبن وليس للزوجة بكلامه الجميل والتودد إلى أمه وإفهامها أنها الأصل وأن لزوجته حق لا يتعارض مع حقها ويحاول أن ينقل عن زوجته كلام جميل عنها وأنها تحبها وتكن لها كل خير وحتى وإن لم تقل ذلك.
وكذلك بنقل لزوجته كلام أمه الطيب عنها وأنها تحبها وتعتبرها مثل ابنتها وحتى لو لم يكن ذلك صحيحاً فذلك يخفف التوتر في العلاقة بين الأم والزوجة.
ومن أكثر ما يدعوا إلى المشاكل حينما تتعمد الأم أن تحرج زوجة ابنها أمام الناس أو تعاملها كأنها خادمة في بيتها وعليها القيام بكل شيء, وبناتها أمامها ولكنها تخاف على تعبهم, وتبرر لهم هذه مريضة وهذه متعبة وهذه لا أستطيع أن أطلب منها, وغير ذلك من الحجج وتعتمد في كل الأعمال على زوجة الإبن
أما إن كان هناك ذهاب لمكان ما أو تسلية أو خروج لنزهة فمن الأفضل أن تكون الأولوية لبناتها.
ويمكن أن نقول أن أم الزوج هي المسؤولة عن العلاقة مع زوجة ابنها, فإن عاملتها كإبنتها فستسعد هي وابنها وزوجته.
وإن أظهرت العداوة سيأكلها الحقد وستفسد حياة ابنها الذي كانت تتمنى اللحظة التي ستزوجه بها وتفرح به, إاذ بها تسعى في خراب بيته وخلق المشاكل وبث العداوات.
وكل ما سبق يكون فيما لو استخدمت الأنانية من أحد الطرفين.
ونصيحة للزوج لا ترضي أحد الطرفين على حساب الآخر وليحرص ما أمكن على كسب رضا أمه وبرها فهي أحد أبواب الجنة.
وعليه أيضاً أن يرضي زوجته فهي أيضا لها حقوق عليه
والله يعين المبتلى.

أسأل الله أن يعيننا على بر والدينا, وكسب رضا أزواجنا, والصفح عن زلات الآخرين بحقنا.
ولا نحمل حقداً ولا غلاً ولنعف ليعفو الله عنا.

ولنجعل نصب أعيننا أن الدنيا زائلة وهي دار شقاء وليست دار سعادة وإن صفى لنا يوم تكدر آخر
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) الحشر 10.



السؤال:
1- ما هو حق المرأة على زوجة ابنها من جهة الشرع
2- إذا كانت الزوجة تعصي زوجها عند طلبه شيئاً يتعلق بأمه مثل مساعدتها في إعداد الطعام في المناسبات وتقول الزوجة أنا معزومة ولا تريد حتى أن تساعد في رفع مكان أكلي أنا وهي فماذا عليها من إثم?
3- هل إن قاطعت أهلها من أجل ذلك هل يكون علي إثم؟
جزاكم الله عنا خير الجزاء

الإجابــة:


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن لأم الزوج حقوقاً كثيرة على زوجة إبنها قد بينا طرفاً منها في الفتوى ولا شك أن مساعدة المرأة لأم زوجها في أمور الطبخ وما شابهه عنوان على فضلها وحرصها على الخير لأنه أمر محمود بين جميع الناس.
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1425
خلاصة حكم المحدث: صحيح

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل"
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6019
خلاصة حكم المحدث: صحيح

ولا شك أن أم الزوج هي من أولى الناس بهذا العون.
هذا إلى جانب أن في ذلك طاعة للزوج وكسباً لوده ، أما إن رفضت الزوجة ذلك فليس على الزوج جبرها على ذلك.
ولا ينبغي للزوج أن يقاطع أهلها لهذا السبب إذ ليس من شيم أهل الفضل والخلق الحسن أن يفعلوا هذا، بل إن من طبعهم الإحسان إلى أصهارهم بما في ذلك صلة أرحامهم وزيارتهم وترك ابنتهم تزورهم وتصلهم.
والله أعلم.






الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
فعن عبادة بن الصامت عن النبي قال : "ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا"
الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 1/90
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

قال رسول الله:
"الكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ"
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حبان - المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 378
خلاصة حكم المحدث:

الزوجة الذكية هي التي تعلم كيف تكسب أم زوجها بالكلمة الحسنة والعمل الصالح ولتجعل عملها خالصا لوجه الله.
أعرف امرأة كانت في بداية زواجها تبقى في البيت ولا تزور أم الزوج إلا قليلاً وحتى عندما تزورها تجلس وكأنها ضيفة, وفي يوم من الأيام فكرت هذه الزوجة بهذا الوضع بينها وبين أم زوجها فقررت أن تتغير وتكسب أم زوجها وتزيل الحائط الجليدي الذي بينهما وتتقرب إليها بالمودة والإحسان. فأصبحت عندما تذهب تقوم وتساعد عمتها (أم زوجها) بالتنظيف والترتيب, وتقربت إليها بالمعاملة الحسنة وإذا غابت أم زوجها تطبخ الطعام في بيتها وعندما ترجع عمتها تحضره لها. وصدقوني أخواتي أصبحت أم الزوج لا تستغني عنها وتفتقدها عندما تغيب وصارت هذه الزوجة أعز من ابنتها.

أن تفكر الزوجة أن تحضر هدية إلى أم زوجها
قال رسول الله:
"تهادوا تحابوا "
الراوي: أبو هريرة المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة أو الرقم: 2/53
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

حتى إذا لم تعجبها الهدية لا تغضب الزوجة ولا تحزن لأنها أحضرت هذه الهدية قبل كل شيء لمرضاة الله ولتعلم أنها أخذت الثواب والأجر بإذن الله, لأن الإحسان والعمل الصالح أعظم عند الله أجراً.
قال رسول الله:
"إن الله كتب الإحسان على كل شيء .."
الراوي: شداد بن أوس المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 38
خلاصة حكم المحدث: صحيح

الإحسان لأم الزوج له منافع كثيرة للزوجة :
1- محبة الله
2- زيادة حب الزوج لزوجته
3- تساعد الزوج في بر والديه وتأخذ بيده إلى الجنان

وإذا كانت الأم عصبية ولا ترضى مهما فعلت الزوجة فعلى الزوجة الصبر على البلاء وأن تجعل عملها خالصاً لوجه الله, وأهم شيء النية تكون لله وتكون لزوجها عون على الحياة.
على الأم أن تتقي الله فكما تزوجت ومرت بنفس التجربة وأخذت في يوم من الأيام زوجها من أمه فبالمثل زوجة ابنها.

وأخيرا التوجه إلى الله بالدعاء أن يحببكِ إلى أهل زوجكِ وخاصة أمه ويحببهم إليكِ واعلمي أن أهل زوجكِ هم بالفعل أهلكِ
أدام الله السعادة على الجميع في الدنيا والآخرة.








9
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

القــــرآن في قلبي
الله يديم المحبه ويجزاك خير ع الطرح الرائع
ويجعله في موازين حسناتك


طرح يستحق النجوم
متجر ضي القمر
متجر ضي القمر
جزاك الله خير
فداك الروح ياسوريا
اشكرك عزيزتي القرآن في قلبي على التقييم

اعاننا الله على طاعته وحسن عبادته
لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
نخلة الوادي
نخلة الوادي
جزاك الله خير
فداك الروح ياسوريا
شكرا لكي ضي القمر على مرورك
جزاك الله خير لكم ودي اخواتي الغاليات