هنالك مثل قديم يقول:" مالا يكسر ظهري... يقوّيه "
كل واحدة منا تبني القصور لأحلامها
وتحلّق بأجنحة التمني في فضاءات السعادة المرتقبة
وتقيم القناطر وتشيد عليها جسور الأمنيات...
ولكن..!
قد نفزع من أحلامنا اللذيذة على هزّة الواقع المرّ..!
فماذا سنفعل ياترى إن صحونا يوماً لنجد أن كل ما راودنا من حلم كذبه الواقع ؟
فهو إما استحال علينا تحقيقه،
أو احتضر ومات قبل أن يكتمل..!
لنجد أيدينا تقبض على الهواء
وأن كل ماكان واقعاً وقريباً تبخر في الفضاء ؟!
ماذا سنفعل إن صحونا لنجد أن العمر يمضي...
والحلم يذوي...
والحماس تنطفي شعلته...
والأمل يهمد بريقه ..كفانوس يرسل ومضات أنفاسه الأخيرة قبل أن تنطفي ذبالته؟؟
وأن ماخلفته لنا الأيام من أحلامنا الكبيرة
أصبح كسرابٍ بقيعةٍ... يحسبه الظمآن ماء
حتى إذا جاءه... لم يجده شيئ..؟!
"آه من خيبات الأيام... نرويها بقطرات القلب... ونجنيها علقماً..!"
ماذا سنفعل أخيتي المبتلاة...
أنتِ... وأنا...
وقد أفلت من أيدينا زمام الأماني رغم استماتتنا في التعلق به؟
ورغم أننا قاتلنا لأجل البقاء على ضفة الأمل قتال المستميت؟
وتشبثنا به بكل مانملك من وفاء وحب، وقدمنا زهور الروح تضحية له؟
فما أغنت... وما عللت... وما عادت بغير خفي حنين؟!
ماذا سنفعل ولم يبق لنا ما نرمم به أحلامنا المنهارة على أرض الواقع؟!
هل علينا أن نندب حظنا... ونستسلم لتيار الخيبة،
يجرفنا إلى بحر الضياع لنغرق دون أية مقاومة من لدنا؟!
وعذرنا أننا قد استنفذنا القوى..!
لا.! وألف لا..!
لن نترك الطوفان يهلكنا
"لن نكون موؤدات هذا الزمان !"
دعونا نأخذ بأيدي بعضنا .. نتعاضد لنخرج من حفرة اليأس إلى نورالأمل
"ونبدأ بنشر الكلمة الطيبة"
وإن في بعض البيان سحر... يفعل الأعاجيب،
ويطبب النفوس، ويضع مرهماً على الجروح..!
فلتكن مشاركاتنا لبعضنا من تفاعل القلب... ونبض الشعور بالغير.
مشاركة الوجدان للوجدان..! والروح للروح.!
هكذا ستتخفف عنا الأوجاع... ونهرع كلما ألهبت ظهورنا سياط المعاناة
إلى هذا المتسع حيث تنتظرنا قلوب محبة... تعاني مثلنا
وإن تنوعت أسباب المعاناة... نقطف منها ونهديها ثمرة القلب على طبق المحبة!
ولكننا لن نقف عند شاطيء المواساة مكتوفي الأيدي.
بل نحاول أن نلج بر الأمان...
لننقذ أنفسنا من القلق والأوجاع التي تطهونا على نار الواقع الذي نعيشه..!
دعونا نبدأ من الصفر إن لم نكن نملك مما فاتنا شيئاً
لنضع اللبنة الأولى لحلمٍ جديدٍ
إن كانت الظروف قد أجهضت حلمنا القديم الكبير الذي عاش في شرايين صدورنا ،
والتحف سماء رجاءنا... وأذاقنا من كأس الأمنيات ما جعل لحياتنا معنى وقيمة واستمرارية !!
سنقول لذرات الحلم الذي رحل... لقد أخذت نصيبكَ من أقدارنا ولم ننل منكَ نصيبنا...فوداعاً لكَ.!
ارحل مأسوفا... أو غير مأسوف عليكَ، فنحن لم يعد لنا فيكَ رجاء، ولا نصيب.
فمن وهمكَ كم اغترفنا!... وهاقد آن لنا أن نستفيق
قبل أن يغيب بنا الركب إلى حيث لانفيق!
من خواء حياتنا تعلمنا أن نلملم شتات أنفسنا حتى لانضيع بدونكَ...
ونستبدل مساحتكَ الكبيرة بمساحة أصغر من حلم نستطيع أن نحوله إلى واقع!
حلمٌ على مقاس مشاعرنا المرهقة... ونتجاوز عقبات الأوهام وشطحات الأحلام التي
تركتنا في وادي الظماء... نبحث عن شربة ماء!!
لنصنع لحياتنا بداية جديدة... ونصوغ حلماً جديداً لا يعيش في عالم الأساطير...
و يقدر على مواجهة الأعاصير..
ويكون مقنع... واقعياً... لا يساور المستحيل!!
لاأقول
"قزّموا " أحلامكم!
واقتلوا طموحكم!
ولكن هذا المقال لمن فاتته الأحلام... وفاته الأوان... وما أنصفه الزمان...
وأقسرته الظروف... فقبع يندب حظه... ويلتفت كل ناحية فلا يجد له مخرجاً
لمن ضاقت عليه الأرض بما رحبت... وضاقت عليه نفسه!
فانهار يبكي ثكل أماله... ويرثي لمآله...
أقول أخيراً خططي للآتي بعد ضيعة الماضي والحاضر
وحاربي اليأس بالرجاء..!
"قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله"
لاتقنطوا منها في المغفرة... في الفرج... في استجابة الدعاء... في اليسر بعد العسر!
عزيزتي:
أخيراً لمن لاتجد لها أي سبيل أقول:
إذا لم يكن بمقدوركِ تغيير واقعكِ، فغيري من توجهكِ نحوه!.
والله غالب على أمره، وكفى بالله وكيلاً..!
جزاك الله خيرا غاليتي ...