أنا أعرف كل شيء
ادعاء الطفل للمعرفة قد يخفي عدم الثقة في النفس
هو يعلم كل شيء، ويستطيع انجاز اي شيء، وقد رأى كل شيء.. حذار، فالاحساس الظاهري للطفل بالعظمة قد يخفي مركب نقص حقيقي في كثير من الاحيان.
قد يشتكي بعض الآباء من الحماس الزائد لاطفالهم، المتراوحة، اعمارهم بين ٥ و٧ سنوات، سواء اثناء اللعب او الدرس، وذلك من خلال استعراض قدراتهم وحب التباهي بأنهم الاقوى او الاسرع في الاجابة، بغض النظر عما اذا كانت ردودهم صائبة او خاطئة.
في الواقع يسارع الطفل، كلما تعلق الامر باظهار مهارة او قدرة ما، سواء كان ذلك بالبيت او المدرسة، الى رفع الاصبع وهو يصرخ: »انا أنا اعرف، اعرف« حتى وان كان لا يعلم شيئا وبسبب ذلك يحول دون اصدقائه والاجابة، او دونهم ومواصلة اللعب التي تفقد سمة التشويق من فرط المقاطعات الصادرة عنه.
ومهما فعل الوالدان بغية جعل الطفل يستوعب انه من الضروري، وايضا، اللائق فسح المجال للآخرين للحديث والاجابة دون مقاطعتهم، حتى ان كان يعرف الاجابة، فذلك فلن يجدي شيئا. وقد يصبح هذا السلوك مسببا للكثير من الازعاج لا سيما اذا تكرر، وكان الطفل في كل مرة يسعى الى احتكار الكلمة بأي شكل من الاشكال. ومع ذلك، لا يفلح الآباء في كبح حماسته وتسابقه لان الطفل الذي يتظاهر بالمعرفة لا يفعل هذا كي يحول دون اقرانه واظهار قدراتهم الخاصة، وانما يفعل ذلك بسبب دوافع دفينة اذ ان سلوك التباهي هذا يخفي في واقع الامر، الى اي حد يفتقد هذا الطفل الثقة في نفسه.
الحاجة إلى طمأنة النفس
ان احساسا ظاهريا بالعظمة، قد يخفي احيانا مركب نقص حقيقي، يسعى الطفل الى مواراته وتعويضه. وفي بعض الحالات، تعود جذور هذا السلوك الى بداية مرحلة اكتساب الطفل الاستقلالية. اذ تؤكد المعالجة النفسية »بياتريس كوبر - رويبر، صاحبة كتاب »اطفالكم ليسوا اشخاصا كبارا« انه »في السن ما بين ٢ الى ٣ سنوات، يرغب الاطفال في القيام بكل شيء دون مساعدة، وهي مرحلة اساسية في مسارهم التعليمي، الا انهم قد يفشلون فيها احيانا لان الآباء، عوض ان يتركوهم يتصرفون بتلقائية وحرية، ولا يتدخلون الا في حالات الخطر، يقطعون عليهم، في الغالب محاولاتهم لاكتساب الاستقلالية، كما يسعون الى حمايتهم اكثر من اللازم حينما يمنعونهم من القيام بالكثير من الاشياء، او يقومون بها عوضا عنهم. وهذا ما يدفع بالطفل الى التفكير في انه عاجز، ومن ثمة، سيسعى مستقبلا الى طمأنة نفسه حول قدراته«. وبغاية تجاوز هذا المشكل، لابد من ان يتساءل الآباء، عما اذا كان خوفهم من الخطر يدفعهم الى حماية اطفالهم حماية مفرطة في الصغر، وعما اذا كانوا يقومون عوضهم بما كان يمكنهم القيام به، وذلك لتسريع الاشياء او التحقيق الاتقان فيها، كما عليهم التساؤل عما اذا كان آباؤهم يضعون ثقتهم فيهم لما كانوا هم انفسهم اطفالا صغارا.
وتكتسي كل هذه الاسئلة أهمية قصوى على اعتبار انها تجعل الآباء يعيدون النظر في طريقة التعامل مع اطفالهم وتدفعهم الى فك الحصار قليلا عليهم على اساس تركهم يجربون ويتعلمون بغاية اكتساب الاستقالية، التي يحتاجونها. فالطفل حينما يرغب في اظهار باي شكل من الاشكال، المعرفة والعلم، فذلك يعني انه يطلب من والديه في العمق ان يفسحا المجال امامه كي يكبر.
فسح المجال للطفل
يتعين، دائما في اطار تمكين الطفل من تجاوز مشكلته هذه ومساعدته على استعادة الثقة في النفس، اتخاذ عدد من الاجراءات الملوسعة التي تكون بسيطة ومتوافق عليها من قبل افراد الاسرة جميعهم، اذا اقتضى الحال. وفي هذا الباب، يمكن جعل الطفل يتحمل بعض المسئوليات، التي يطيقها، وستساعده على اكتساب الثقة في قدراته، والوقوف على أهمية دوره داخل الاسرة فمثلا يمكن تكليفه بالقيام ببعض الاعمال، وذلك دون اغفال مراقبته، لانه من الضروري السعي الى جعله يستعيد ثقته في نفسه حينما يتبين ان وراء ادعائه المعرفة تكمن معاناة عميقة لا سيما اذا ظهر الطفل مشدود الاعصاب يبحث باستمرار عن تشجيع ورضا الوالدين عما يقوم به.
واما القاعدة الذهبية، فتتجلى في عدم البخل في تشجيع الطفل كلما أنجز عملا جيدا. اذ عادة ما ينحو الآباء الى التعليق على السلوكات السيئة واعتبار تلك الجيدة طبيعية.
لكن، يتعين عليهم تغيير هذا التفكير والقيام بالعكس، اي تشجيع السلوكيات الجيدة واعتبار تلك السيئة طبيعية تدخل في اطار المسار التعليمي للطفل، وذلك دون اغفال تنبيهه لها وتبيان طبيعتها وجعله يدرك جوانب السوء فيها كي لا يعاود تكرارها.
والى ذلك يسعى الطفل احيانا، من خلال سلوكه هذا الى اللحاق بأخ او أخت أكبر. وفي هذا السياق، توضح المعالجة بياتريس كوبر - رويير انه من »الطبيعي ان يسعى بعض الاطفال الى اللحاق باخوانهم الاكبر سنا منهم. ولذلك، قد لا يتورع بعضهم عن المطالعة في كتب الكبار، والتسابق على الرد على اسئلة قد لا تتناسب ومستواهم المعرفي، او اظهار حيوية ونباهة اكبر مقارنة مع اخوانهم الكبار.
والحقيقة تصعب حماية الاخ الاكبر من تبعات هكذا سلوك دون كبت الثاني وبالرغم من انه اجراء غاية في الدقة والصعوبة، الا انه يتعين على الاباء السعي باستمرار الى ان يحافظ كل طفل على حظيرته الخاصة.
رغبة الطفل في تحقيق إنجازات
غالبا ما تحرك الطفل، الذي يدعي المعرفة، رغبة في تحقيق انجازات تفوق قدراته. وبسبب طبيعية المتشددة والمتطلبة فانه يصعب عليه الاسترخاء. وهنا يتعين على الآباء التدخل بغاية جعل الطفل يستوعب انه غير مطالب البته بالقيام بما لا طاقة له به، وبانجاز اشياء تفوق قدراته، وانه غير مطالب بان يكون الماهر.
والافضل في جميع المجالات. ولابد من الاشارة الى ان بعض الآباء، قد يعمدون الى ممارسة ضغوطات قوية على ابنائهم بغاية تحقيق، من خلالهم، تعويض عن حرمان كانوا قد عانوا منه في مرحلة الطفولة.
أخطاء لا ينبغي ارتكابها
1. حينما يطرح الطفل سؤالا، تتعين الاجابة بشكل بسيط وسهل الفهم. اذ لا ينبغي استعراض المعرفة امام الطفل والا سعى هذا الاخير الى القيام بالشيء ذاته.
2. لا ينبغي ابدا ربط المعرفة الصائبة بالسن امام الطفل.. فمن شأن ذلك تعميق فقد ان الثقة في النفس عند الطفل، وتأجيج رغبته في ادعاء المعرفة وحب التفاخر.
3. في حالة طرح الطفل سؤالا »تعجيزيا« فلا بأس من الاعتراف امامه بعدم معرفة الجواب دون السعي باي طريقة الى منح رد. فهذا من شأنه ان يساعده على الاسترخاء.
4. لا ينبغي ابدا منح قيمة قصوى للنتائج المدرسية. وعوض الاهتمام حصريا بما حصل عليه الطفل من علامات، فانه يمكن ايلاء بعض الاهتمام للانشطة، التي يقوم بها خلال فترات الاستراحة مثلا.
لا ينبغي ابدا فسح المجال للطفل لمقاطعة قرين له بدعوى انه يعرف احسن منه. بل لابد من تطبيق قاعدة: »لكل دوره«.
==========
فضول الأطفال يدل على ذكاء خارق
بقلم : سكينة العكري*
فضول الأطفال وأسئلتهم المزعجة والمحيرة والمحرجة أحيانا تنم أحياناً عن ذكاء خارق .. هذا ما تؤكده دراسة جديدة نشرت حديثاً.
فقد وجد الباحثون في جامعة كاليفورنيا الجنوبية ، أن الأطفال الذين كانوا فضوليين في سن الثالثة من العمر، واندفعوا للتساؤل باستمرار، سجلوا درجات أعلى في اختبارات الذكاء بحوالى 12 نقطة، وأداء أفضل في مهارات القراءة عند وصولهم إلى سن الحادية عشرة، بصرف النظر عن مهنة آبائهم أو مستوى تعليمهم.
&; ولم يتضح للباحثين السبب في تطوير الأطفال النشيطين والفضوليين لقدرات مدرسية عالية ومتفوقة خلال سنوات الدراسة، ولكنهم يعتقدون أن هؤلاء الأطفال يتوقون إلى البيئات الغنية بالمعرفة التي تنشط التطور الادراكي في الدماغ بشكل أقوى من برامج التعليم التقليدية، حيث تسبب هذه البيئة تغيرات طويلة الأمد في مستوى الذكاء تبقى طوال مرحلة الطفولة.
ويرى الخبراء أن النشاط الجسدي الذي يميز الأطفال الراغبين في التعرف على الإحساس، قد يساعد في الوصول لدرجات ذكاء عالية من خلال تنشيط نمو الأعصاب في الدماغ، كما أن الميل للبحث والاكتشاف قد يعكس فضول كامن يدفع للقراءة والمطالعة.
واستند الباحثون في دراستهم على متابعة 1800 طفل خضعوا لعدد من اختبارات الذكاء التي تقيس قدراتهم اللفظية والادراكية في سن الثالثة، مثل تجميع الألعاب بطريقة معينة والتعرف على الأشكال وأجزاء الجسم وتصنيف الأجسام المختلفة، وتقييم مستوى الفضول والاجتماعية عندهم من خلال مراقبتهم أثناء استكشافهم للغرفة واستخدامهم للألعاب الجديدة، وقدرتهم على الحديث ومشاركة غيرهم من الأطفال في اللعب .
==========
الطفل أيضاً يحتاج إلى أصدقاء
يقول الخبراء إن الطفل يشعر بالميل إلى الإرتباط بالأصدقاء من عمر عام أو عامين. فرغم جهل الطفل في هذه السن بمبادىء اللعب بين الصغار والتي تقوم على المشاركة وإعطاء الفرصة لكل واحد ليأخذ دوره في اللعب، إلا أن لديهم القدرة على الارتباط فيما بينهم، مؤكدين أنه كلما بكّر الطفل في تكوين الصداقات وهذا بالطبع يتطلب مساعدة من الأبوين كلما ازدادت ثقته بنفسه، وتكمن متعة الصداقة في هذه السن بالنسبة للطفل في اكتشافه وجود أناس آخرين قريبين منه بخلاف أبويه، إضافة إلى احساسه بالإثارة لوجوده بين من هم في مثل سنه، ويستطيع الأبوان مساعدة طفلهما من خلال توفير الفرص التي تتيح له الالتقاء بمن هم في مثل سنه، فرغم أن شكل اللعب بين الأطفال في هذه المرحلة يتخذ طابعاً فردياً، حيث ينشغل كل واحد منهم بلعبة منفصلة، إلا أن مجرد وجوده مع أطفال في مثل عمره ينمي مهاراته الإجتماعية، فالطفل الذي يبدو بأنه منشغل بلعبته، هو في حقيقة الأمر ينتبه جيداً للأطفال الذين يشاركونه المكان والدليل على ذلك أنه يرمقهم بنظرة من حين إلى آخر، وقد يبدي رغبة في أخذ اللعبة التي ينشغل بها أحدهم، أو يحاول تقليده فيما يفعله، ولا يثير الاستغراب أن يتعارك الأطفال في هذه السن فيما بينهم فيتهجم أحدهم على الآخر محاولاً ضربه أو يشد شعره، فهذه هي طريقتهم في التفاعل، وبما أن نمو الذاكرة يزداد في هذه المرحلة، ربما تلاحظ الأم أن طفلها يحمل في نفسه مشاعر طيبة تجاه رفاقه الذين اعتاد اللهو معهم، وربما يتجه إلى الارتباط بأحدهم بصفة خاصة.
==========
كيف تحتوين سلوك طفلك العنيد؟
يلجأ الطفل العنيد لعدة حيل بقصد اثبات ذاته والتعبير عن غضبه او رفضه، ويستعين بالصياح والعصيان في لحظات العناد لاعلان تمرده على الوالدين، واذا كان عناد طفلك قد تحول الى سلوك يلازمه، فاعلمي ان الأمر لا يتعلق بـ »داء« مزمن، بل هو سلوك زائل يعتمد تجاوزه على حزمك في التعاطي معه، اي مع الصغير ومع العناد الطفولي.
اذا شعرت ان طفلك عنيد، وان هناك صراعا دائما بين زغباتك ورغباته، وانه يقابل كل ما تقولينه بكلمة لا، فلا يجب ان تزعجين، فالعناد صفة طبيعية جدا عند الاطفال، اذ من طبيعة الطفل ان يختبر البيئة المحيطة به لكي يعرف مدى سلطاته، ولكن الاطفال عادة لا يعرفون حدودهم، وعلى الابوين ان يبينا لهم هذه الحدود، ويلجأ الطفل العنيد لعدة حيل قصد اثبات ذاته والتعبير عنه غضبه او رفضه.
يكتشف الطفل ان له شخصية مستقلة وقدرة ذاتية على التفكير واتخاذ القرارات لنفسه وكذلك القدرة على الاعتراض على اي شيء لا يعجبه ويبدأ ذلك عندما يبدأ الطفل باكتشاف العالم من حوله ويقابل كثيرا بعبارات مثل: لا تفعل ذلك، او لا تلمس هذا، عندئذ يبدأ الطفل في الاعتراض، ويحاول ان يفعل ما يديره بغض النظر عما يقوله ابواه، هنا يبدأ دور الابوين في تهديب طفلهما، فكلما كان ذلك مبكرا كان افضل.
مظاهر العناد الطفولي
يتخذ طبع الطفل العنيد الكثير من الاشكال وينصهر في العديد من قوالب السلوك المتسمة بالتمرد والسعي للتفرد تارة والتحدي تارة اخر، وفي ما يلي بعض الصور التي يتمظهر فيها عناد الطفل الذي يتحول الى طاغية ولعلها ذكرتك بعناد طفلك او شخصت لك على الاقل الحالة:
1. رفض الاوامر والنواهي.
2. الاصرار على ممارسة سلوكات غير لائقة تتصادم مع مصلحة الاسرة.
3. انتهاك حقوق الآخرين.
4. التفرد في الرأي.
5. التصميم على شراء لعبة او زيارة مكان وهو أمر محدود يدل على محاولة للتميز والتعبير عن الرأي وغير المستحب هو الاصرار على اللعب بآلة حادة او بطريقة غير آمنة.
6. رفض المصالحة او التفاوض والتسامح.
7. تجاهل او »تغافل« معرفة قواعد اساسية وآداب عامة.
8. الامتناع عن الطعام او الكلام لفرض الرأي على الوالدين.
9. كثرة التدمر والسخط والمشاكسة لا سيما اذا كانت الطلبات غير معقولة وليست في المقدور.
10. التمادي في الرفض فاذا طلبنا منه ان يخفض من صوته فسيرفعه واذا طلبنا منه ان يتناول الطعام فسيمتنع.
11. التآمر والتكبر على اضعفاء ومضايقتهم.
12. الغضب لاتفه الاسباب واتباع عواطفه وعدم الاحتكام لعقله.
13. التأخر في انجاز المهام وعدم تأديها باتقان.
كيف أتعامل مع الطفل العنيد؟
ان اولى قواعد التربية هي الثبات على المبدأ عند تعاملك مع الطفل، هذا يعني ان تتفقي انت وزوجك مسبقا على ما هو مسموح به، وما هو غير مسموح به لطفلكما، وماذا تفعلان لطفلكما اذا تعدى الحدود الموضوعة، لا تدعيه يفعل شيئا يرفضه زوجك والعكس صحيح، ايضا لا تتغاضي عن شيء فعله طفلك اليوم ثم تعاقبيه على الفعل نفسه في اليوم التالي.
وعمدا يعاند طفلك فيجب ان تكوني هادئة ولكن حاسمة في الوقت نفسه كما ان ادخال روتين معين في حياة طفلك سيقلل من المواقف التي يحدث فيها الصدام بينكما، مثل تحديد مواعيد الطعام والاستحمام والنوم، يجب ان تسمحي لطفلك بمساحة من الحرية لاتخاذ القرارات الخاصة به، وذلك لكي يعرف انه قادر على تكوين رأي، واتخاذ قرارات خاصة به، وهذا يمثل جانبا مهما في نمو شخصيته ليس بالضرورة ان يكون الابوان متساهلين مع الطفل اكثر من اللازم، او جادين اكثر من اللازم، فالمبالغة في كلتا الحالتين ستؤدي الى نتائج غير طيبة، اذا قوبل كل ما يريده الطفل دائما بالرفض دون اعطائه فرصة اتخاذ قرار.. سيؤدي ذلك الى عدم قدرته على اتخاذ اي قرار او تكوين رأي خاص، اما اذا لم يوجه الأبوان طفلهما وتركاه يفعل ما يريد بصفة دائمة، فستكون النتيجة طفلا منفلتا ليس لكلام ابوايه اي تأثير علليه.
ما هي الخطوات الأبوية الحاسمة لمقاومة العناد؟
ان افضل طريقة للتعامل مع الطفل الذي يصر على فعل شيء من غير حق تتضمن ثلاث خطوات: اول خطوة هي ان تقولي لطفلك بهدوء وحسم انه يجب ان يتوقف عن ذلك السلوك لانك لا تقبلينه.
اذا لم يتوقف الطفل عن سلوكه، ذكريه انك طلبت منه من قبل ان يتوقف عما يفعله واخبريه انه ان لم يتوقف في الحال فسوف يعاقب.
اذا استمر الطفل في ما يقوم به متجاهلا ما قلته له فيجب ان تقومي بمعاقبته حتى لو اغضبه ذلك، يجب ان يعرف الطفل انك تعنين ما تقولين، وانه لن يستطيع تحت اي ظرف من الظروف ان يستمر في الفعل السيء والعقاب المناسب هو حرمان الطفل من شيء يحبه، مثل مشاهدة التلفزيون اوالذهاب الى النادي، لكن ليس من المناسب ابدا ضرب الطفل او نعته بالفاظ جارحة.
==========
عناد الاطفال سلوك قابل للتقويم
عناد الاطفال ظاهرة مزعجة تعانيها بعض الأسر و تنعكس بشدة بمروروالوقت على تصرفاتالطفل في سنواتعمره الأولى، وتظهر هذه الظاهرة في صور متعددة منها اصاره علىعدم تناول نوع معين من الطعام أو اضرابه عن الطعام لفترة معينة في سبيل لفت الانظار اليه أو تماديا في سلوك خاطىء.
و قد يتخذالعناد في مراحل تطوره اشكالاً عدائية مثل أن يوجه سلوكه العدواني تجاه اشقائه في البيت أو التصرف عكس المطلوب منه، و الصياح و البكاء، او ان يقوم بحركات عشوائية انفعالية، و قد يصمت لفترة طويلة على سبيل الاحتجاج، وقد يبادر الى تعمد ايذاء نفسه كأن يضرب رأسه بعرضالحائط أو يعض أصابعه.
و اسباب العناد عند الأطفال عديدة منها التدليل الزائد أو اهمال الأبوين، وهناك عدة نقاط يمكن التغلب بها على هذه المشكلة و منها:
• عدم تعنيف الآباء للابناء على سلوكياتهم الخاطئة بل امتصاص غضبهم و شغلهم بأنشطة تناسب قدراتهم و مواهبهم.
• عدم الاستجابة الكاملة لكل مطالبه و توضيح مبررات الرفض ليقتنع بها.
• عدم مسارعة أحد الوالدين الىالاستجابة لرغبات الآبن ترضية له بعد رفض الطرف الآخر الاستجابة لهذه الرغبة.
• شعور الطفل بالفراغ يجعله يتصرف بعناد ليلفت له النظر اليه، لذا يجب الانتباه الى هذا الجانب.
• العناد سلوك ينقله الطفل عن المحيطين به وعلى الأكثر عنالوالدين، لأن الطفل غالبا ما يتخذ من أمه أو ابيه قدوة له.
• احترام خصوصية الطفل و اعلاء شأنه وسط أهله و زملائه يخففان طابع العناد اليه.
==========
الغيرة من المولود الجديد
يعد استقبال مولود جديد في محيط الأسرة أمراً مزعجاً للطفل الأول أو للأطفال الأقل من ثلاث سنوات، ففي هذه السن يفضل كل منهم أن يكون الوحيد لوالديه فلا يريد أن يشاركه أحد في عطفهما واهتمامهما، لا سيما الطفل الأول الذي اعتاد أن يكون محط أنظار الجميع دون منافس، فلا تنزعجي إذا رأيت صغيرك مرابطاً بجوار مهد أخيه الرضيع، يعود إليه كلما أبعدته. وقد تمتد إليه يده من قبيل الفضول واستكشاف هذا المخلوق الجديد، الأمر الذي يثير القلق من هذا الطفل المتوثب .
وقد يختلف الأمر بالنسبة للطفل الثاني أو الثالث الذي اعتاد أن يتقاسم انتباه وعاطفة والديه مع إخوته الأكبر سناً، غير أن هذا لا يعني أنَّ الطفل الثاني أو الثالث لا يشعر بالمنافسة تجاه المولود الجديد، فالشعور موجود لكن المهم هنا هو كيفية تعامل الأهل مع هذا الوضع، والتخفيف من حدة شعوره بالغيرة نحو أخيه وتحويله إلى شعور إيجابي.
للغيرة أعراض
أكثر أعراض غيرة الأطفال شيوعاً هو زيادة طلبات الطفل كي يجذب اهتمام أهله إليه، فهو يريد أن يحمله أبواه ويدوران به، خصوصاً عندما يرى الأم مشغولة بالمولود الجديد، أما بقية الأعراض فتشمل تصرفه كطفل رضيع من جديد، كأن يضع إبهامه في فمه مثلا أو يتبوّل أو يتبرّز على نفسه، وقد يميل إلى العنف والعدوانية في سلوكه كأن يتعامل مع المولود بخشونة مثلاً، وجميع هذه الأعراض طبيعية، وبالإضافة إلى أنه يمكن منع بعض الأعراض ؛ فإن بقيتها يمكن أن يتحسن خلال شهور قليلة.
ويمكن الوقاية من غَيرة الأطفال من المولود الجديد ابتداء من فترة الحمل؛ وذلك من خلال ما يلي:
اجعلي الطفل الأكبر مستعداً لاستقبال أخيه المولود الجديد ؛ بأن تحدثيه عن الحمل وتجعليه يتحسّس حركات الجنين أيضاً.
أعطي الطفل الفرصة ليراقب عن كثب أحد المواليد الجدد حتى يكون لديه فكرة أفضل عن المولود القادم.
شجعي الطفل على مساعدتك في تحضير غرفة المولود.
انقلي سرير الطفل إلى غرفة أخرى أو إلى سرير جديد قبل حلول المولود الجديد بعدة أشهر؛ حتى لا يشعر بأنه قد تم ابعاده بسبب المولود الجديد، وإذا كنت ستلحقين الطفل بروضة الأطفال فافعلي ذلك قبل موعد الولادة بوقت كاف.
أخبري الطفل أين ستتركينه ومن سيعتني به عند دخولك المستشفى ؛ إذا لم يكن سيمكث مع والده بالمنزل.
شاهدي مع الطفل ملف صور العائلة وحدّثيه عن السنة الأولى في حياته أو حياة أحد إخوته الكبار.
وعند دخولك المستشفى للولادة اتبعي الآتي:
اتصلي هاتفياً بالطفل الأكبر واطلبي منه أن يزورك أنت والمولود الجديد في المستشفى، فالعديد من المستشفيات تسمح بذلك، وإذا لم يكن من الممكن أن يزورك الطفل في المستشفى فأرسلي له هدية وكأنها من المولود الجديد.
شجعي والد الطفل على أن يأخذه في بعض النزهات .
وبعد مغادرة المستشفى والعودة للمنزل احرصي على ما يلي:
عند دخولك المنزل اقضي اللحظات الأولى مع الطفل الأكبر ؛ واجعلي شخصاً آخر يحمل المولود الجديد بدلاً منك. اطلبي من الزوار أن يعطو كثيراً من اهتمامهم للطفل الأكبر، ودعي الطفل يفتح الهدايا التي تأتي للمولود الجديد بنفسه. ومن البداية يجب أن تشيري إلى المولود الجديد دائما بـ "طفلنا الرضيع".
وخلال الشهور الأولى لوليدك أعط الطفل الأكبر قدراً أكبر من الاهتمام والرعاية التي يحتاج إليها، وحاولي أن تشعريه بأنه أكثر أهمية من غيره ؛ وأن تجلسي معه لمدة نصف ساعة متصلة على الأقل يومياً، تشاهدي معه ملف صوره عندما كان وليداً، وتأكدي من أن الأب والأقارب يقضون وقتاً إضافياً مع الطفل، وبخاصة في الشهر الأول، وخصيه أنت بقدر كبير من الحنان طوال اليوم، وإذا طلب منك أن تحمليه أثناء إرضاعك للمولود أو هزه فأشركيه في الرعاية، أو على الأقل يمكنك أن تحدثيه أثناء انشغالك برعاية رضيعك.
شجعي الطفل على أن يتحسّس المولود ويلعب معه، بشرط أن يكون ذلك في حضورك، واسمحي له أن يمسكه أثناء جلوسه في مقعد ذي مسندين جانبيين (لمنع انزلاق المولود)، وتجنّبي تحذيره بمثل قولك : "لا تلمس المولود" ؛ فالمولود ليس هشاً لهذه الدرجة، ومن الضروري أن تظهري للطفل مدى ثقتك به ؛ ولكن لا يمكن السماح عادة للطفل بحمل المولود إلا بعد بلوغه سن المدرسة.
اجعلي الطفل يساعدك في العناية بالمولود ؛ فشجعيه على أن يساعدك في غسل المولود وتجفيفه وإحضار الحفاظ أوأن يبحث عن لعبته أومصاصته، وفي بعض الأحيان شجعيه على اللعب بدميته (سواء بإطعامها أو غسلها) أثناء قيامك بإرضاع المولود أو غسله، وأكّدي للطفل مدى حب المولود له ؛ بأن تقولي له : "انظر إليه كم هو سعيد عندما تلاعبه" أو "إنك تستطيع دائما أن تجعله يضحك".
لا تطلبي من الطفل أن يلزم الهدوء من أجل المولود؛ فالأطفال حديثو الولادة يستطيعون النوم جيداً دون أن يخيّم الهدوء على المنزل، ومثل هذا الطلب قد يؤدي إلى امتعاض الطفل بدون داع.
لا تنتقدي طفلك إذا قلد أخيه الرضيع في البكاء أو غير ذلك من السلوكيات فهذا أمر مؤقت. تدخّلي على الفور عند صدور أي سلوك عنيف من الطفل حيال أخيه الرضيع، وذلك بعزله وإبعاده عنه دون تعنيف أو ضرب؛ لأن معاقبته ستجعله يحاول باستمرار أن يفعل نفس الشيء مع المولود على سبيل الانتقام، لذا حدثيه دائماً عن ضرورة الرحمة بالصغير والعطف عليه وعدم إيذائه؛ لأنه مخلوق ضعيف.
أما إذا كان الطفل كبيراً - نوعاً ما - فشجّعيه على أن يحدثك عن مشاعره المتضاربة تجاه المولود الجديد، ثم ضعي له سلوكاً بديلاً كأن تقولي له : "عندما ينتابك الشعور بالغيظ من المولود الجديد فتعال وعانقني عناقا طويلاً".
==========
أثر التنشئة الاستهلاكية على سلوكيات الأطفال
د. زيد محمد الروماني
التربية السليمة تتطلب إكساب الطفل حقائق وقيماً ومهارات واتجاهات معينة، منها الاتجاه نحو ترشيد الاستهلاكز. وحيث إن كثيراً من المعلومات والنيات المتعلقة بترشيد الاستهلاك وتوجيه المستهلك وتكوين الاتجاهات السليمة لديه ليست فطرية وإنما هي مكتسبة. فلابد إذاً من دراستها وممارستها وربطها بجوانب الحياة اليومية ومتطلباتها الأساسية.
وحيث إن الطفل فرد في أسرة، مستهلك للغذاء والملابس واللعب والمصروف وممتلكات الأسرة من أجهزة وأدوات ، لذا، فإن الاهتمام بمراقبة الطفل وتوجيه سلوكه التوجيه السليم أمر ضروري حتى يمكنه أن يشارك بنصيب من الجهد والعمل في تنظيم الاستهلاك.
التطبيع الاجتماعي للطفل ونمط استهلاكه
تحدثنا الأخت عزيزة عاكف عن ذلك فتقول: لا شك أن التطبيع الاجتماعي للطفل له أثره في تحديد أنماط سلوكه الاستهلاكي، إذ إن ترشيد الاستهلاك من أهم أهداف المجتمعات بعامة، فالدول تعمل على ترشيد استهلاك المواطنين وتحضهم على تنظيم الاستهلاك الفردي والأسري لذا، فإن نمط استهلاك الفرد يتوقف على مدى وعيه بأهداف الدولة وسياستهاالاقتصادية، كما يتوقف على نوعيةالمعلومات والعادات والاتجاهات التي تكونت وتأصلت لديه منذ الصغر بالممارسة اليومية.
ماهية التنشئة الاستهلاكية
عن ذلك تحدثنا الدكتورة نوال رمضان فتقول: <إن العملية المستمرة والتي يتعلم من خلالها الطفل المعارف والمهارات والاتجاهات التي تتناسب مع السلوك الاستهلاكي المتعلق بالحصول على المنتجات أو الخدمات واستهلاكها، تُعرف بالتنشئة الاستهلاكية>!
أما المجالات التي يتضح فيها سلوك الطفل الاستهلاكي، فتوضحها لنا الدكتورة فاطمة البكر بقولها: <من الحكمة تدريب الطفل في سن مبكرة من حياته وفي مستويات الدخل المختلفة على استعمال النقود، ومن الأفضل أن يأخذ الطفل قرار الشراء حسب النقود التي معه>
وينبغي مراعاة أن تكون المبالغ المعطاة للطفل مناسبة لسنَّه، وأن تعطى له بانتظام. وواجب الأسرة تشجيع الطفل على البدء في ممارسة عملية الشراء عن طريق اختيار شيء معين ثم دفع ثمنه. كما يستحسن أن تتاح للطفل الفرص لشراء الملابس والألعاب والغذاء، حتى يدرك أن السلع المختلفة لها أسعار مختلفة.
ثم إن ذهاب الطفل إلى المتجر للشراء بنفسه يشعره بالارتياح والثقة في النفس والاستقلال، لتنمية قوة الشخصية لديها.
الملابس وسلوكيات الأطفال الاستهلاكية
تقول الدكتورة البكر: <إن الملابس تلعب دوراً مهماً في الإنفاق الاستهلاكي، وفي تكوين شخصية الطفل، وتكوين صداقات جديدة، وزيادة شعوره بالثقة بالنفس. فعلى الأسرة أن تنمِّي لدى الأطفال عادات وسلوكيات سليمة في اختيار الملابس من حيث الجودة والثمن>.
الغذاء وسلوكيات الأطفال الاستهلاكية
تقول الدكتورة البكر: <يلعب الغذاء دوراً مهماً هو الآخر في جميع مراحل العمر. إذ ينبغي إكساب الطفل عادات غذائية صحية سليمة حتى يكون له أكبر الأثر في اتباع الطفل سلوكاً صحياً وغذائياً سليماً سوياً عند الكبر>
وتبيِّن الدكتورة رمضان دور الأسرة في التنشئة الاستهلاكية للطفل، فتقول: <إن الأطفال يتعلمون السلوك من خلال سلسلة من المواقف ومعاملة الآخرين لهم والأماكن التي يحدث فيها السلوك الاستهلاكي، هذه الأمور تقدم الفرصة للطفل لكي يتعلم السلوك الاستهلاكي>
وتستعرض الدكتورة رمضان الطرق التي تؤثر بها الأسرة على التنشئة الاستهلاكية للطفل فتقول:
1. تؤثر الأسرة على القدرات المعرفية العامة، تلك التي تؤثر على نمو مهارات الطفل الاستهلاكية
2. يمكن للأسرة أن تساعد على عملية تدريب قدرات الطفل المعرفية في المواقف الاستهلاكية
يمكن للأسرة أن تؤثر بشكل مباشر على سلوك أطفالها الاستهلاكي أو تعليمهم مهارات استهلاكية مثل تشجيعهم على اختيار هدايا الأعياد ومناقشة ميزانية الأسرة أمامهم واصطحابهم إلى السوق
الطفل المستهلك والعوامل المؤثرة عليه
تقول الدكتورة البكر: <أهم العوامل تتمثل في: التقليد والمحاكاة والدخل النقدي ووسائل الإعلام وفنون الدعاية والإعلان. وقد قام علماء وباحثون عديدون بتحليل عدد من العوامل مثل الدِين والموقع الجغرافي والبيئة الاجتماعية والعوامل النفسية والاقتصادية. وأشاروا إلى أن الطبقة الاجتماعية تلعب دوراً أكبر من جميع العوامل في تحديد نمط الإنفاق الاستهلاكي والتعامل بالنقود>
وفي جولة مع المواطنين حول اصطحاب الأطفال للأسواق كوسيلة تربوية اقتصادية يعرض لنا الأخ عبدالله الحواس الانطباعات التالية:
1. بعض الآباء يحرجون داخل الأسواق من بعض أطفالهم فيدفعون مبالغ خيالية لمشتريات أطفالهم
2. بعض الآباء يفضلون إتاحة الفرصة للطفل للتسوق لتكون له شخصية مستقلة
3. بعض الآباء يحذِّر من الانسياق وراء رغبات الأطفال ومطالبهم، التي قد تؤدي إلى الإسراف
وعن الطرق التي يتعلم من خلالها الطفل السلوك الاستهلاكي، تقول الدكتورة رمضان أموراً، أهمها: <تعليم الأم للطفل، وسلوك الأم الاستهلاكي، وتفاعل الأمهات مع الأطفال في أثناء اتخاذ القرارات الاستهلاكية، وقيام الأطفال بأنفسهم بالسلوك الاستهلاكي>
وقد أظهرت بعض الدراسات أن سلوك الأم الاستهلاكي والمعلومات الخاصة بهذا السلوك والتي تسعى الأم لتعليمها للطفل، لها تأثير في تقويم الطفل للسلعة.
القدوة الاستهلاكية في حياة الطفل
يحدثنا الدكتور زيد الرماني فيقول: <إن وجود القدوة السليمة وبخاصة في فترة الطفولة يساعد على سرعة التعلم وغرس العادات والقيم والاتجاهات الصحيحة نحو الاستهلاك والتركيز على المفاهيم الخاصة بترشيد الاستهلاك>
كما أن توافر الفرصة المناسبة للطفل من الصغر للمشاركة في عمليات الاختيار والشراء تنمِّي لديه القدرة على حسن الاختيار، مع تعويد الطفل على الاقتصاد والتوفير وتقليل الفاقد في كل نواحي الحياة الاستهلاكية
أنا أعرف كل شيء
ادعاء الطفل للمعرفة قد يخفي عدم الثقة في النفس
هو يعلم كل شيء، ويستطيع...
ادعاء الطفل للمعرفة قد يخفي عدم الثقة في النفس
هو يعلم كل شيء، ويستطيع انجاز اي شيء، وقد رأى كل شيء.. حذار، فالاحساس الظاهري للطفل بالعظمة قد يخفي مركب نقص حقيقي في كثير من الاحيان.
قد يشتكي بعض الآباء من الحماس الزائد لاطفالهم، المتراوحة، اعمارهم بين ٥ و٧ سنوات، سواء اثناء اللعب او الدرس، وذلك من خلال استعراض قدراتهم وحب التباهي بأنهم الاقوى او الاسرع في الاجابة، بغض النظر عما اذا كانت ردودهم صائبة او خاطئة.
في الواقع يسارع الطفل، كلما تعلق الامر باظهار مهارة او قدرة ما، سواء كان ذلك بالبيت او المدرسة، الى رفع الاصبع وهو يصرخ: »انا أنا اعرف، اعرف« حتى وان كان لا يعلم شيئا وبسبب ذلك يحول دون اصدقائه والاجابة، او دونهم ومواصلة اللعب التي تفقد سمة التشويق من فرط المقاطعات الصادرة عنه.
ومهما فعل الوالدان بغية جعل الطفل يستوعب انه من الضروري، وايضا، اللائق فسح المجال للآخرين للحديث والاجابة دون مقاطعتهم، حتى ان كان يعرف الاجابة، فذلك فلن يجدي شيئا. وقد يصبح هذا السلوك مسببا للكثير من الازعاج لا سيما اذا تكرر، وكان الطفل في كل مرة يسعى الى احتكار الكلمة بأي شكل من الاشكال. ومع ذلك، لا يفلح الآباء في كبح حماسته وتسابقه لان الطفل الذي يتظاهر بالمعرفة لا يفعل هذا كي يحول دون اقرانه واظهار قدراتهم الخاصة، وانما يفعل ذلك بسبب دوافع دفينة اذ ان سلوك التباهي هذا يخفي في واقع الامر، الى اي حد يفتقد هذا الطفل الثقة في نفسه.
الحاجة إلى طمأنة النفس
ان احساسا ظاهريا بالعظمة، قد يخفي احيانا مركب نقص حقيقي، يسعى الطفل الى مواراته وتعويضه. وفي بعض الحالات، تعود جذور هذا السلوك الى بداية مرحلة اكتساب الطفل الاستقلالية. اذ تؤكد المعالجة النفسية »بياتريس كوبر - رويبر، صاحبة كتاب »اطفالكم ليسوا اشخاصا كبارا« انه »في السن ما بين ٢ الى ٣ سنوات، يرغب الاطفال في القيام بكل شيء دون مساعدة، وهي مرحلة اساسية في مسارهم التعليمي، الا انهم قد يفشلون فيها احيانا لان الآباء، عوض ان يتركوهم يتصرفون بتلقائية وحرية، ولا يتدخلون الا في حالات الخطر، يقطعون عليهم، في الغالب محاولاتهم لاكتساب الاستقلالية، كما يسعون الى حمايتهم اكثر من اللازم حينما يمنعونهم من القيام بالكثير من الاشياء، او يقومون بها عوضا عنهم. وهذا ما يدفع بالطفل الى التفكير في انه عاجز، ومن ثمة، سيسعى مستقبلا الى طمأنة نفسه حول قدراته«. وبغاية تجاوز هذا المشكل، لابد من ان يتساءل الآباء، عما اذا كان خوفهم من الخطر يدفعهم الى حماية اطفالهم حماية مفرطة في الصغر، وعما اذا كانوا يقومون عوضهم بما كان يمكنهم القيام به، وذلك لتسريع الاشياء او التحقيق الاتقان فيها، كما عليهم التساؤل عما اذا كان آباؤهم يضعون ثقتهم فيهم لما كانوا هم انفسهم اطفالا صغارا.
وتكتسي كل هذه الاسئلة أهمية قصوى على اعتبار انها تجعل الآباء يعيدون النظر في طريقة التعامل مع اطفالهم وتدفعهم الى فك الحصار قليلا عليهم على اساس تركهم يجربون ويتعلمون بغاية اكتساب الاستقالية، التي يحتاجونها. فالطفل حينما يرغب في اظهار باي شكل من الاشكال، المعرفة والعلم، فذلك يعني انه يطلب من والديه في العمق ان يفسحا المجال امامه كي يكبر.
فسح المجال للطفل
يتعين، دائما في اطار تمكين الطفل من تجاوز مشكلته هذه ومساعدته على استعادة الثقة في النفس، اتخاذ عدد من الاجراءات الملوسعة التي تكون بسيطة ومتوافق عليها من قبل افراد الاسرة جميعهم، اذا اقتضى الحال. وفي هذا الباب، يمكن جعل الطفل يتحمل بعض المسئوليات، التي يطيقها، وستساعده على اكتساب الثقة في قدراته، والوقوف على أهمية دوره داخل الاسرة فمثلا يمكن تكليفه بالقيام ببعض الاعمال، وذلك دون اغفال مراقبته، لانه من الضروري السعي الى جعله يستعيد ثقته في نفسه حينما يتبين ان وراء ادعائه المعرفة تكمن معاناة عميقة لا سيما اذا ظهر الطفل مشدود الاعصاب يبحث باستمرار عن تشجيع ورضا الوالدين عما يقوم به.
واما القاعدة الذهبية، فتتجلى في عدم البخل في تشجيع الطفل كلما أنجز عملا جيدا. اذ عادة ما ينحو الآباء الى التعليق على السلوكات السيئة واعتبار تلك الجيدة طبيعية.
لكن، يتعين عليهم تغيير هذا التفكير والقيام بالعكس، اي تشجيع السلوكيات الجيدة واعتبار تلك السيئة طبيعية تدخل في اطار المسار التعليمي للطفل، وذلك دون اغفال تنبيهه لها وتبيان طبيعتها وجعله يدرك جوانب السوء فيها كي لا يعاود تكرارها.
والى ذلك يسعى الطفل احيانا، من خلال سلوكه هذا الى اللحاق بأخ او أخت أكبر. وفي هذا السياق، توضح المعالجة بياتريس كوبر - رويير انه من »الطبيعي ان يسعى بعض الاطفال الى اللحاق باخوانهم الاكبر سنا منهم. ولذلك، قد لا يتورع بعضهم عن المطالعة في كتب الكبار، والتسابق على الرد على اسئلة قد لا تتناسب ومستواهم المعرفي، او اظهار حيوية ونباهة اكبر مقارنة مع اخوانهم الكبار.
والحقيقة تصعب حماية الاخ الاكبر من تبعات هكذا سلوك دون كبت الثاني وبالرغم من انه اجراء غاية في الدقة والصعوبة، الا انه يتعين على الاباء السعي باستمرار الى ان يحافظ كل طفل على حظيرته الخاصة.
رغبة الطفل في تحقيق إنجازات
غالبا ما تحرك الطفل، الذي يدعي المعرفة، رغبة في تحقيق انجازات تفوق قدراته. وبسبب طبيعية المتشددة والمتطلبة فانه يصعب عليه الاسترخاء. وهنا يتعين على الآباء التدخل بغاية جعل الطفل يستوعب انه غير مطالب البته بالقيام بما لا طاقة له به، وبانجاز اشياء تفوق قدراته، وانه غير مطالب بان يكون الماهر.
والافضل في جميع المجالات. ولابد من الاشارة الى ان بعض الآباء، قد يعمدون الى ممارسة ضغوطات قوية على ابنائهم بغاية تحقيق، من خلالهم، تعويض عن حرمان كانوا قد عانوا منه في مرحلة الطفولة.
أخطاء لا ينبغي ارتكابها
1. حينما يطرح الطفل سؤالا، تتعين الاجابة بشكل بسيط وسهل الفهم. اذ لا ينبغي استعراض المعرفة امام الطفل والا سعى هذا الاخير الى القيام بالشيء ذاته.
2. لا ينبغي ابدا ربط المعرفة الصائبة بالسن امام الطفل.. فمن شأن ذلك تعميق فقد ان الثقة في النفس عند الطفل، وتأجيج رغبته في ادعاء المعرفة وحب التفاخر.
3. في حالة طرح الطفل سؤالا »تعجيزيا« فلا بأس من الاعتراف امامه بعدم معرفة الجواب دون السعي باي طريقة الى منح رد. فهذا من شأنه ان يساعده على الاسترخاء.
4. لا ينبغي ابدا منح قيمة قصوى للنتائج المدرسية. وعوض الاهتمام حصريا بما حصل عليه الطفل من علامات، فانه يمكن ايلاء بعض الاهتمام للانشطة، التي يقوم بها خلال فترات الاستراحة مثلا.
لا ينبغي ابدا فسح المجال للطفل لمقاطعة قرين له بدعوى انه يعرف احسن منه. بل لابد من تطبيق قاعدة: »لكل دوره«.
==========
فضول الأطفال يدل على ذكاء خارق
بقلم : سكينة العكري*
فضول الأطفال وأسئلتهم المزعجة والمحيرة والمحرجة أحيانا تنم أحياناً عن ذكاء خارق .. هذا ما تؤكده دراسة جديدة نشرت حديثاً.
فقد وجد الباحثون في جامعة كاليفورنيا الجنوبية ، أن الأطفال الذين كانوا فضوليين في سن الثالثة من العمر، واندفعوا للتساؤل باستمرار، سجلوا درجات أعلى في اختبارات الذكاء بحوالى 12 نقطة، وأداء أفضل في مهارات القراءة عند وصولهم إلى سن الحادية عشرة، بصرف النظر عن مهنة آبائهم أو مستوى تعليمهم.
&; ولم يتضح للباحثين السبب في تطوير الأطفال النشيطين والفضوليين لقدرات مدرسية عالية ومتفوقة خلال سنوات الدراسة، ولكنهم يعتقدون أن هؤلاء الأطفال يتوقون إلى البيئات الغنية بالمعرفة التي تنشط التطور الادراكي في الدماغ بشكل أقوى من برامج التعليم التقليدية، حيث تسبب هذه البيئة تغيرات طويلة الأمد في مستوى الذكاء تبقى طوال مرحلة الطفولة.
ويرى الخبراء أن النشاط الجسدي الذي يميز الأطفال الراغبين في التعرف على الإحساس، قد يساعد في الوصول لدرجات ذكاء عالية من خلال تنشيط نمو الأعصاب في الدماغ، كما أن الميل للبحث والاكتشاف قد يعكس فضول كامن يدفع للقراءة والمطالعة.
واستند الباحثون في دراستهم على متابعة 1800 طفل خضعوا لعدد من اختبارات الذكاء التي تقيس قدراتهم اللفظية والادراكية في سن الثالثة، مثل تجميع الألعاب بطريقة معينة والتعرف على الأشكال وأجزاء الجسم وتصنيف الأجسام المختلفة، وتقييم مستوى الفضول والاجتماعية عندهم من خلال مراقبتهم أثناء استكشافهم للغرفة واستخدامهم للألعاب الجديدة، وقدرتهم على الحديث ومشاركة غيرهم من الأطفال في اللعب .
==========
الطفل أيضاً يحتاج إلى أصدقاء
يقول الخبراء إن الطفل يشعر بالميل إلى الإرتباط بالأصدقاء من عمر عام أو عامين. فرغم جهل الطفل في هذه السن بمبادىء اللعب بين الصغار والتي تقوم على المشاركة وإعطاء الفرصة لكل واحد ليأخذ دوره في اللعب، إلا أن لديهم القدرة على الارتباط فيما بينهم، مؤكدين أنه كلما بكّر الطفل في تكوين الصداقات وهذا بالطبع يتطلب مساعدة من الأبوين كلما ازدادت ثقته بنفسه، وتكمن متعة الصداقة في هذه السن بالنسبة للطفل في اكتشافه وجود أناس آخرين قريبين منه بخلاف أبويه، إضافة إلى احساسه بالإثارة لوجوده بين من هم في مثل سنه، ويستطيع الأبوان مساعدة طفلهما من خلال توفير الفرص التي تتيح له الالتقاء بمن هم في مثل سنه، فرغم أن شكل اللعب بين الأطفال في هذه المرحلة يتخذ طابعاً فردياً، حيث ينشغل كل واحد منهم بلعبة منفصلة، إلا أن مجرد وجوده مع أطفال في مثل عمره ينمي مهاراته الإجتماعية، فالطفل الذي يبدو بأنه منشغل بلعبته، هو في حقيقة الأمر ينتبه جيداً للأطفال الذين يشاركونه المكان والدليل على ذلك أنه يرمقهم بنظرة من حين إلى آخر، وقد يبدي رغبة في أخذ اللعبة التي ينشغل بها أحدهم، أو يحاول تقليده فيما يفعله، ولا يثير الاستغراب أن يتعارك الأطفال في هذه السن فيما بينهم فيتهجم أحدهم على الآخر محاولاً ضربه أو يشد شعره، فهذه هي طريقتهم في التفاعل، وبما أن نمو الذاكرة يزداد في هذه المرحلة، ربما تلاحظ الأم أن طفلها يحمل في نفسه مشاعر طيبة تجاه رفاقه الذين اعتاد اللهو معهم، وربما يتجه إلى الارتباط بأحدهم بصفة خاصة.
==========
كيف تحتوين سلوك طفلك العنيد؟
يلجأ الطفل العنيد لعدة حيل بقصد اثبات ذاته والتعبير عن غضبه او رفضه، ويستعين بالصياح والعصيان في لحظات العناد لاعلان تمرده على الوالدين، واذا كان عناد طفلك قد تحول الى سلوك يلازمه، فاعلمي ان الأمر لا يتعلق بـ »داء« مزمن، بل هو سلوك زائل يعتمد تجاوزه على حزمك في التعاطي معه، اي مع الصغير ومع العناد الطفولي.
اذا شعرت ان طفلك عنيد، وان هناك صراعا دائما بين زغباتك ورغباته، وانه يقابل كل ما تقولينه بكلمة لا، فلا يجب ان تزعجين، فالعناد صفة طبيعية جدا عند الاطفال، اذ من طبيعة الطفل ان يختبر البيئة المحيطة به لكي يعرف مدى سلطاته، ولكن الاطفال عادة لا يعرفون حدودهم، وعلى الابوين ان يبينا لهم هذه الحدود، ويلجأ الطفل العنيد لعدة حيل قصد اثبات ذاته والتعبير عنه غضبه او رفضه.
يكتشف الطفل ان له شخصية مستقلة وقدرة ذاتية على التفكير واتخاذ القرارات لنفسه وكذلك القدرة على الاعتراض على اي شيء لا يعجبه ويبدأ ذلك عندما يبدأ الطفل باكتشاف العالم من حوله ويقابل كثيرا بعبارات مثل: لا تفعل ذلك، او لا تلمس هذا، عندئذ يبدأ الطفل في الاعتراض، ويحاول ان يفعل ما يديره بغض النظر عما يقوله ابواه، هنا يبدأ دور الابوين في تهديب طفلهما، فكلما كان ذلك مبكرا كان افضل.
مظاهر العناد الطفولي
يتخذ طبع الطفل العنيد الكثير من الاشكال وينصهر في العديد من قوالب السلوك المتسمة بالتمرد والسعي للتفرد تارة والتحدي تارة اخر، وفي ما يلي بعض الصور التي يتمظهر فيها عناد الطفل الذي يتحول الى طاغية ولعلها ذكرتك بعناد طفلك او شخصت لك على الاقل الحالة:
1. رفض الاوامر والنواهي.
2. الاصرار على ممارسة سلوكات غير لائقة تتصادم مع مصلحة الاسرة.
3. انتهاك حقوق الآخرين.
4. التفرد في الرأي.
5. التصميم على شراء لعبة او زيارة مكان وهو أمر محدود يدل على محاولة للتميز والتعبير عن الرأي وغير المستحب هو الاصرار على اللعب بآلة حادة او بطريقة غير آمنة.
6. رفض المصالحة او التفاوض والتسامح.
7. تجاهل او »تغافل« معرفة قواعد اساسية وآداب عامة.
8. الامتناع عن الطعام او الكلام لفرض الرأي على الوالدين.
9. كثرة التدمر والسخط والمشاكسة لا سيما اذا كانت الطلبات غير معقولة وليست في المقدور.
10. التمادي في الرفض فاذا طلبنا منه ان يخفض من صوته فسيرفعه واذا طلبنا منه ان يتناول الطعام فسيمتنع.
11. التآمر والتكبر على اضعفاء ومضايقتهم.
12. الغضب لاتفه الاسباب واتباع عواطفه وعدم الاحتكام لعقله.
13. التأخر في انجاز المهام وعدم تأديها باتقان.
كيف أتعامل مع الطفل العنيد؟
ان اولى قواعد التربية هي الثبات على المبدأ عند تعاملك مع الطفل، هذا يعني ان تتفقي انت وزوجك مسبقا على ما هو مسموح به، وما هو غير مسموح به لطفلكما، وماذا تفعلان لطفلكما اذا تعدى الحدود الموضوعة، لا تدعيه يفعل شيئا يرفضه زوجك والعكس صحيح، ايضا لا تتغاضي عن شيء فعله طفلك اليوم ثم تعاقبيه على الفعل نفسه في اليوم التالي.
وعمدا يعاند طفلك فيجب ان تكوني هادئة ولكن حاسمة في الوقت نفسه كما ان ادخال روتين معين في حياة طفلك سيقلل من المواقف التي يحدث فيها الصدام بينكما، مثل تحديد مواعيد الطعام والاستحمام والنوم، يجب ان تسمحي لطفلك بمساحة من الحرية لاتخاذ القرارات الخاصة به، وذلك لكي يعرف انه قادر على تكوين رأي، واتخاذ قرارات خاصة به، وهذا يمثل جانبا مهما في نمو شخصيته ليس بالضرورة ان يكون الابوان متساهلين مع الطفل اكثر من اللازم، او جادين اكثر من اللازم، فالمبالغة في كلتا الحالتين ستؤدي الى نتائج غير طيبة، اذا قوبل كل ما يريده الطفل دائما بالرفض دون اعطائه فرصة اتخاذ قرار.. سيؤدي ذلك الى عدم قدرته على اتخاذ اي قرار او تكوين رأي خاص، اما اذا لم يوجه الأبوان طفلهما وتركاه يفعل ما يريد بصفة دائمة، فستكون النتيجة طفلا منفلتا ليس لكلام ابوايه اي تأثير علليه.
ما هي الخطوات الأبوية الحاسمة لمقاومة العناد؟
ان افضل طريقة للتعامل مع الطفل الذي يصر على فعل شيء من غير حق تتضمن ثلاث خطوات: اول خطوة هي ان تقولي لطفلك بهدوء وحسم انه يجب ان يتوقف عن ذلك السلوك لانك لا تقبلينه.
اذا لم يتوقف الطفل عن سلوكه، ذكريه انك طلبت منه من قبل ان يتوقف عما يفعله واخبريه انه ان لم يتوقف في الحال فسوف يعاقب.
اذا استمر الطفل في ما يقوم به متجاهلا ما قلته له فيجب ان تقومي بمعاقبته حتى لو اغضبه ذلك، يجب ان يعرف الطفل انك تعنين ما تقولين، وانه لن يستطيع تحت اي ظرف من الظروف ان يستمر في الفعل السيء والعقاب المناسب هو حرمان الطفل من شيء يحبه، مثل مشاهدة التلفزيون اوالذهاب الى النادي، لكن ليس من المناسب ابدا ضرب الطفل او نعته بالفاظ جارحة.
==========
عناد الاطفال سلوك قابل للتقويم
عناد الاطفال ظاهرة مزعجة تعانيها بعض الأسر و تنعكس بشدة بمروروالوقت على تصرفاتالطفل في سنواتعمره الأولى، وتظهر هذه الظاهرة في صور متعددة منها اصاره علىعدم تناول نوع معين من الطعام أو اضرابه عن الطعام لفترة معينة في سبيل لفت الانظار اليه أو تماديا في سلوك خاطىء.
و قد يتخذالعناد في مراحل تطوره اشكالاً عدائية مثل أن يوجه سلوكه العدواني تجاه اشقائه في البيت أو التصرف عكس المطلوب منه، و الصياح و البكاء، او ان يقوم بحركات عشوائية انفعالية، و قد يصمت لفترة طويلة على سبيل الاحتجاج، وقد يبادر الى تعمد ايذاء نفسه كأن يضرب رأسه بعرضالحائط أو يعض أصابعه.
و اسباب العناد عند الأطفال عديدة منها التدليل الزائد أو اهمال الأبوين، وهناك عدة نقاط يمكن التغلب بها على هذه المشكلة و منها:
• عدم تعنيف الآباء للابناء على سلوكياتهم الخاطئة بل امتصاص غضبهم و شغلهم بأنشطة تناسب قدراتهم و مواهبهم.
• عدم الاستجابة الكاملة لكل مطالبه و توضيح مبررات الرفض ليقتنع بها.
• عدم مسارعة أحد الوالدين الىالاستجابة لرغبات الآبن ترضية له بعد رفض الطرف الآخر الاستجابة لهذه الرغبة.
• شعور الطفل بالفراغ يجعله يتصرف بعناد ليلفت له النظر اليه، لذا يجب الانتباه الى هذا الجانب.
• العناد سلوك ينقله الطفل عن المحيطين به وعلى الأكثر عنالوالدين، لأن الطفل غالبا ما يتخذ من أمه أو ابيه قدوة له.
• احترام خصوصية الطفل و اعلاء شأنه وسط أهله و زملائه يخففان طابع العناد اليه.
==========
الغيرة من المولود الجديد
يعد استقبال مولود جديد في محيط الأسرة أمراً مزعجاً للطفل الأول أو للأطفال الأقل من ثلاث سنوات، ففي هذه السن يفضل كل منهم أن يكون الوحيد لوالديه فلا يريد أن يشاركه أحد في عطفهما واهتمامهما، لا سيما الطفل الأول الذي اعتاد أن يكون محط أنظار الجميع دون منافس، فلا تنزعجي إذا رأيت صغيرك مرابطاً بجوار مهد أخيه الرضيع، يعود إليه كلما أبعدته. وقد تمتد إليه يده من قبيل الفضول واستكشاف هذا المخلوق الجديد، الأمر الذي يثير القلق من هذا الطفل المتوثب .
وقد يختلف الأمر بالنسبة للطفل الثاني أو الثالث الذي اعتاد أن يتقاسم انتباه وعاطفة والديه مع إخوته الأكبر سناً، غير أن هذا لا يعني أنَّ الطفل الثاني أو الثالث لا يشعر بالمنافسة تجاه المولود الجديد، فالشعور موجود لكن المهم هنا هو كيفية تعامل الأهل مع هذا الوضع، والتخفيف من حدة شعوره بالغيرة نحو أخيه وتحويله إلى شعور إيجابي.
للغيرة أعراض
أكثر أعراض غيرة الأطفال شيوعاً هو زيادة طلبات الطفل كي يجذب اهتمام أهله إليه، فهو يريد أن يحمله أبواه ويدوران به، خصوصاً عندما يرى الأم مشغولة بالمولود الجديد، أما بقية الأعراض فتشمل تصرفه كطفل رضيع من جديد، كأن يضع إبهامه في فمه مثلا أو يتبوّل أو يتبرّز على نفسه، وقد يميل إلى العنف والعدوانية في سلوكه كأن يتعامل مع المولود بخشونة مثلاً، وجميع هذه الأعراض طبيعية، وبالإضافة إلى أنه يمكن منع بعض الأعراض ؛ فإن بقيتها يمكن أن يتحسن خلال شهور قليلة.
ويمكن الوقاية من غَيرة الأطفال من المولود الجديد ابتداء من فترة الحمل؛ وذلك من خلال ما يلي:
اجعلي الطفل الأكبر مستعداً لاستقبال أخيه المولود الجديد ؛ بأن تحدثيه عن الحمل وتجعليه يتحسّس حركات الجنين أيضاً.
أعطي الطفل الفرصة ليراقب عن كثب أحد المواليد الجدد حتى يكون لديه فكرة أفضل عن المولود القادم.
شجعي الطفل على مساعدتك في تحضير غرفة المولود.
انقلي سرير الطفل إلى غرفة أخرى أو إلى سرير جديد قبل حلول المولود الجديد بعدة أشهر؛ حتى لا يشعر بأنه قد تم ابعاده بسبب المولود الجديد، وإذا كنت ستلحقين الطفل بروضة الأطفال فافعلي ذلك قبل موعد الولادة بوقت كاف.
أخبري الطفل أين ستتركينه ومن سيعتني به عند دخولك المستشفى ؛ إذا لم يكن سيمكث مع والده بالمنزل.
شاهدي مع الطفل ملف صور العائلة وحدّثيه عن السنة الأولى في حياته أو حياة أحد إخوته الكبار.
وعند دخولك المستشفى للولادة اتبعي الآتي:
اتصلي هاتفياً بالطفل الأكبر واطلبي منه أن يزورك أنت والمولود الجديد في المستشفى، فالعديد من المستشفيات تسمح بذلك، وإذا لم يكن من الممكن أن يزورك الطفل في المستشفى فأرسلي له هدية وكأنها من المولود الجديد.
شجعي والد الطفل على أن يأخذه في بعض النزهات .
وبعد مغادرة المستشفى والعودة للمنزل احرصي على ما يلي:
عند دخولك المنزل اقضي اللحظات الأولى مع الطفل الأكبر ؛ واجعلي شخصاً آخر يحمل المولود الجديد بدلاً منك. اطلبي من الزوار أن يعطو كثيراً من اهتمامهم للطفل الأكبر، ودعي الطفل يفتح الهدايا التي تأتي للمولود الجديد بنفسه. ومن البداية يجب أن تشيري إلى المولود الجديد دائما بـ "طفلنا الرضيع".
وخلال الشهور الأولى لوليدك أعط الطفل الأكبر قدراً أكبر من الاهتمام والرعاية التي يحتاج إليها، وحاولي أن تشعريه بأنه أكثر أهمية من غيره ؛ وأن تجلسي معه لمدة نصف ساعة متصلة على الأقل يومياً، تشاهدي معه ملف صوره عندما كان وليداً، وتأكدي من أن الأب والأقارب يقضون وقتاً إضافياً مع الطفل، وبخاصة في الشهر الأول، وخصيه أنت بقدر كبير من الحنان طوال اليوم، وإذا طلب منك أن تحمليه أثناء إرضاعك للمولود أو هزه فأشركيه في الرعاية، أو على الأقل يمكنك أن تحدثيه أثناء انشغالك برعاية رضيعك.
شجعي الطفل على أن يتحسّس المولود ويلعب معه، بشرط أن يكون ذلك في حضورك، واسمحي له أن يمسكه أثناء جلوسه في مقعد ذي مسندين جانبيين (لمنع انزلاق المولود)، وتجنّبي تحذيره بمثل قولك : "لا تلمس المولود" ؛ فالمولود ليس هشاً لهذه الدرجة، ومن الضروري أن تظهري للطفل مدى ثقتك به ؛ ولكن لا يمكن السماح عادة للطفل بحمل المولود إلا بعد بلوغه سن المدرسة.
اجعلي الطفل يساعدك في العناية بالمولود ؛ فشجعيه على أن يساعدك في غسل المولود وتجفيفه وإحضار الحفاظ أوأن يبحث عن لعبته أومصاصته، وفي بعض الأحيان شجعيه على اللعب بدميته (سواء بإطعامها أو غسلها) أثناء قيامك بإرضاع المولود أو غسله، وأكّدي للطفل مدى حب المولود له ؛ بأن تقولي له : "انظر إليه كم هو سعيد عندما تلاعبه" أو "إنك تستطيع دائما أن تجعله يضحك".
لا تطلبي من الطفل أن يلزم الهدوء من أجل المولود؛ فالأطفال حديثو الولادة يستطيعون النوم جيداً دون أن يخيّم الهدوء على المنزل، ومثل هذا الطلب قد يؤدي إلى امتعاض الطفل بدون داع.
لا تنتقدي طفلك إذا قلد أخيه الرضيع في البكاء أو غير ذلك من السلوكيات فهذا أمر مؤقت. تدخّلي على الفور عند صدور أي سلوك عنيف من الطفل حيال أخيه الرضيع، وذلك بعزله وإبعاده عنه دون تعنيف أو ضرب؛ لأن معاقبته ستجعله يحاول باستمرار أن يفعل نفس الشيء مع المولود على سبيل الانتقام، لذا حدثيه دائماً عن ضرورة الرحمة بالصغير والعطف عليه وعدم إيذائه؛ لأنه مخلوق ضعيف.
أما إذا كان الطفل كبيراً - نوعاً ما - فشجّعيه على أن يحدثك عن مشاعره المتضاربة تجاه المولود الجديد، ثم ضعي له سلوكاً بديلاً كأن تقولي له : "عندما ينتابك الشعور بالغيظ من المولود الجديد فتعال وعانقني عناقا طويلاً".
==========
أثر التنشئة الاستهلاكية على سلوكيات الأطفال
د. زيد محمد الروماني
التربية السليمة تتطلب إكساب الطفل حقائق وقيماً ومهارات واتجاهات معينة، منها الاتجاه نحو ترشيد الاستهلاكز. وحيث إن كثيراً من المعلومات والنيات المتعلقة بترشيد الاستهلاك وتوجيه المستهلك وتكوين الاتجاهات السليمة لديه ليست فطرية وإنما هي مكتسبة. فلابد إذاً من دراستها وممارستها وربطها بجوانب الحياة اليومية ومتطلباتها الأساسية.
وحيث إن الطفل فرد في أسرة، مستهلك للغذاء والملابس واللعب والمصروف وممتلكات الأسرة من أجهزة وأدوات ، لذا، فإن الاهتمام بمراقبة الطفل وتوجيه سلوكه التوجيه السليم أمر ضروري حتى يمكنه أن يشارك بنصيب من الجهد والعمل في تنظيم الاستهلاك.
التطبيع الاجتماعي للطفل ونمط استهلاكه
تحدثنا الأخت عزيزة عاكف عن ذلك فتقول: لا شك أن التطبيع الاجتماعي للطفل له أثره في تحديد أنماط سلوكه الاستهلاكي، إذ إن ترشيد الاستهلاك من أهم أهداف المجتمعات بعامة، فالدول تعمل على ترشيد استهلاك المواطنين وتحضهم على تنظيم الاستهلاك الفردي والأسري لذا، فإن نمط استهلاك الفرد يتوقف على مدى وعيه بأهداف الدولة وسياستهاالاقتصادية، كما يتوقف على نوعيةالمعلومات والعادات والاتجاهات التي تكونت وتأصلت لديه منذ الصغر بالممارسة اليومية.
ماهية التنشئة الاستهلاكية
عن ذلك تحدثنا الدكتورة نوال رمضان فتقول: <إن العملية المستمرة والتي يتعلم من خلالها الطفل المعارف والمهارات والاتجاهات التي تتناسب مع السلوك الاستهلاكي المتعلق بالحصول على المنتجات أو الخدمات واستهلاكها، تُعرف بالتنشئة الاستهلاكية>!
أما المجالات التي يتضح فيها سلوك الطفل الاستهلاكي، فتوضحها لنا الدكتورة فاطمة البكر بقولها: <من الحكمة تدريب الطفل في سن مبكرة من حياته وفي مستويات الدخل المختلفة على استعمال النقود، ومن الأفضل أن يأخذ الطفل قرار الشراء حسب النقود التي معه>
وينبغي مراعاة أن تكون المبالغ المعطاة للطفل مناسبة لسنَّه، وأن تعطى له بانتظام. وواجب الأسرة تشجيع الطفل على البدء في ممارسة عملية الشراء عن طريق اختيار شيء معين ثم دفع ثمنه. كما يستحسن أن تتاح للطفل الفرص لشراء الملابس والألعاب والغذاء، حتى يدرك أن السلع المختلفة لها أسعار مختلفة.
ثم إن ذهاب الطفل إلى المتجر للشراء بنفسه يشعره بالارتياح والثقة في النفس والاستقلال، لتنمية قوة الشخصية لديها.
الملابس وسلوكيات الأطفال الاستهلاكية
تقول الدكتورة البكر: <إن الملابس تلعب دوراً مهماً في الإنفاق الاستهلاكي، وفي تكوين شخصية الطفل، وتكوين صداقات جديدة، وزيادة شعوره بالثقة بالنفس. فعلى الأسرة أن تنمِّي لدى الأطفال عادات وسلوكيات سليمة في اختيار الملابس من حيث الجودة والثمن>.
الغذاء وسلوكيات الأطفال الاستهلاكية
تقول الدكتورة البكر: <يلعب الغذاء دوراً مهماً هو الآخر في جميع مراحل العمر. إذ ينبغي إكساب الطفل عادات غذائية صحية سليمة حتى يكون له أكبر الأثر في اتباع الطفل سلوكاً صحياً وغذائياً سليماً سوياً عند الكبر>
وتبيِّن الدكتورة رمضان دور الأسرة في التنشئة الاستهلاكية للطفل، فتقول: <إن الأطفال يتعلمون السلوك من خلال سلسلة من المواقف ومعاملة الآخرين لهم والأماكن التي يحدث فيها السلوك الاستهلاكي، هذه الأمور تقدم الفرصة للطفل لكي يتعلم السلوك الاستهلاكي>
وتستعرض الدكتورة رمضان الطرق التي تؤثر بها الأسرة على التنشئة الاستهلاكية للطفل فتقول:
1. تؤثر الأسرة على القدرات المعرفية العامة، تلك التي تؤثر على نمو مهارات الطفل الاستهلاكية
2. يمكن للأسرة أن تساعد على عملية تدريب قدرات الطفل المعرفية في المواقف الاستهلاكية
يمكن للأسرة أن تؤثر بشكل مباشر على سلوك أطفالها الاستهلاكي أو تعليمهم مهارات استهلاكية مثل تشجيعهم على اختيار هدايا الأعياد ومناقشة ميزانية الأسرة أمامهم واصطحابهم إلى السوق
الطفل المستهلك والعوامل المؤثرة عليه
تقول الدكتورة البكر: <أهم العوامل تتمثل في: التقليد والمحاكاة والدخل النقدي ووسائل الإعلام وفنون الدعاية والإعلان. وقد قام علماء وباحثون عديدون بتحليل عدد من العوامل مثل الدِين والموقع الجغرافي والبيئة الاجتماعية والعوامل النفسية والاقتصادية. وأشاروا إلى أن الطبقة الاجتماعية تلعب دوراً أكبر من جميع العوامل في تحديد نمط الإنفاق الاستهلاكي والتعامل بالنقود>
وفي جولة مع المواطنين حول اصطحاب الأطفال للأسواق كوسيلة تربوية اقتصادية يعرض لنا الأخ عبدالله الحواس الانطباعات التالية:
1. بعض الآباء يحرجون داخل الأسواق من بعض أطفالهم فيدفعون مبالغ خيالية لمشتريات أطفالهم
2. بعض الآباء يفضلون إتاحة الفرصة للطفل للتسوق لتكون له شخصية مستقلة
3. بعض الآباء يحذِّر من الانسياق وراء رغبات الأطفال ومطالبهم، التي قد تؤدي إلى الإسراف
وعن الطرق التي يتعلم من خلالها الطفل السلوك الاستهلاكي، تقول الدكتورة رمضان أموراً، أهمها: <تعليم الأم للطفل، وسلوك الأم الاستهلاكي، وتفاعل الأمهات مع الأطفال في أثناء اتخاذ القرارات الاستهلاكية، وقيام الأطفال بأنفسهم بالسلوك الاستهلاكي>
وقد أظهرت بعض الدراسات أن سلوك الأم الاستهلاكي والمعلومات الخاصة بهذا السلوك والتي تسعى الأم لتعليمها للطفل، لها تأثير في تقويم الطفل للسلعة.
القدوة الاستهلاكية في حياة الطفل
يحدثنا الدكتور زيد الرماني فيقول: <إن وجود القدوة السليمة وبخاصة في فترة الطفولة يساعد على سرعة التعلم وغرس العادات والقيم والاتجاهات الصحيحة نحو الاستهلاك والتركيز على المفاهيم الخاصة بترشيد الاستهلاك>
كما أن توافر الفرصة المناسبة للطفل من الصغر للمشاركة في عمليات الاختيار والشراء تنمِّي لديه القدرة على حسن الاختيار، مع تعويد الطفل على الاقتصاد والتوفير وتقليل الفاقد في كل نواحي الحياة الاستهلاكية