ذبحونا في برامج تفسير الاحلام ونسوا إنا واقعنا يحتاج الى مليون تفسير ا

والله المتابع لبرامجنا العربيه يكتشف اننا في الواقع امه حالمه ، ننام ونحلم ثم نشغل يومنا في الكامل في تفسير احلامنا ، كأننا اذا نمنا حللنا جميع مشاكلنا ، كم حلم وحلم حررنا فيه الاقصى ، وكم حلم رأينا بشائر النصر ، ولأن الله وعد المسلمين بالنصر طلب منهم العمل والسعي والتوكل عليه ، لا نريد ان نحقق انتصارتنا في الاحلام نريد ان نطبق في الواقع ، نجلس في منازلنا ونقول ( انا امس شفت رؤيا اننا راح ننتصر على بشار الجحش ) ويبتسم من انجازه العظيم ، صرنا مهوسين في الاحلام ، ومهوسين في مفسريناها ، على الرغم من الرؤى لا تحتاج الى تفسير فهي تفسر نفسها بنفسها ، وصرنا ايضا مهوسين بهؤلاء الحالمين ووضعناهم في مراتب المحاربين والمنقذين ، اكثر ما يألمني ان ننشغل بالاحلام عن واقعنا ، عن الصعاب والاخطار التى تواجهنا ، ان نكون امه متنبأه اكثر من امه منجزه ، اصبحنا ندافع عن المخاطر التى تحيط فينا باأحلام ، الاسلام قام على اكتاف رجال صدقوا بعهدهم مع الله ، فأسقطوا الامبرطوريات العظمى ، لم نسمع انا احد فيهم حلم واللتفوا حول حلمه ، ونحن نهرب من خيباتنا ونبرر فشلنا بكثره الاحلام ، ولم نكتفي بذلك بل وضعنا قنوات واموال لكي نبثها ، ونتشارك فيها مع الآخرين ، بدل ان نشحذ فيها همم الناس للتغلب على الواقع .
انا متأكده انه الذين يفتحون تفسير الأحلام لبن سيرين أكثر من الذين يفتحون كتاب البخاري ولا صحيح مسلم .
صحيح انا الاحلام رؤى ، وحق بس ليس بتلك الدرجه ، بعض الناس تكتئب من الواقع فتهرب الى النوم ثم يكتشف انه حلم بأنه هو مصلح العالم والفاتح ويشعر بالنشوه ويذهب لينشر انجازه العظيم ، نسي ان الحلم هو حلم ، مثله مثل اي شئ يحتاج الى قواعد وصفات وتوكل على الله عزوجل .
اتمنى انه نركز على المحافظه على اموالنا وانفسنا وان لا ننشغل باالاحلام حتى لا نضيع الواقع ونصحى على كابوس ، عندما رأى سيدنا يوسف رؤيا وذهب الى سيدنا يعقوب ، اخبره ان لا يخبر أخوته حتى لا يكيدون له ، وهذا الكلام من نبي لنبي ، و نحن لا نصدق متى نحلم لننشرها في وسائل الاعلام حتى نتشارك بطولاتنا الوهميه ، الله المستعان