$سكون$
$سكون$
اسمه
مولده
مكانها
أعماله ومناصبه قبل توليه الملك
توليه الملك
إنــجازاتــــــه
وفاته
الملك سعود بن عبدالعزيز
1319هـ
الكويت
شارك في عدد من المعارك المهمة.
عضد أبيه في إدارة المنطقة الوسطى.
1352هـ وليا للعهد. تولى قيادة القوات المسلحة.

1373هـ
بعد وفاة والده.
حماية البلاد وصيانة استقلالها.
الازدهار وخاصة مجال التعليم.
***** الوزارات مثل المعارف والزراعة والتجارة والمواصلات.
1388هـ
في اليونان


الملك فيصل بن عبدالعزيز
1324هـ
الرياض
قاد حملة عسكرية ناجحة لعسير.
نائب للملك في الحجاز. ريئساً لمجلس الشورى.
ولياً للعهد في عهد سعود ووزير الخارجية ورئيس مجلس الوزراء.


1384هـ
بدلاً من أخيه سعود.
تحسين الوضع الاقتصادي.
تحسن التعليم في عهده.
قام بإصلاحات في الشؤون الاجتماعية.
طور الموصلات والاتصالات.
مكانة بارزة للملكة بعد تبني الدعوة إلى التضامن الإسلامي.
1395هـ
مكتبه في الرياض
الملك خالد بن عبدالعزيز
1331هـ
الرياض
ولياً للعهد في عهد فيصل.
نائب لرئيس مجلس الوزراء.


1395هـ
بعد مقتل أخيه فيصل
زاد دخل الدولة من النفط.
عم الرخاء الاقتصادي أرجاء البلاد.
واتصلت الدولة التقدم في كل الميادين خاصة الزراعة وتطوير الجيش والحرس الوطني
1402هـ
في الطائف ونقل للرياض
الملك فهد بن عبدالعزيز
1340هـ
الرياض
أول وزير للمعارف.
تولى وزارة الداخلية.
النائب الثاني لمجلس الوزراء.
وليا للعهد في عهد خالد.
1402هـ
بعد وفاة خالد.
التقدم في كل الميادين خاصة العمرانية والاقتصادية .رفع مستوى التعليم. إصلاحات لم يسبق لها مثيل في الحرمين الشريفين .
جعل لقبه خادم الحرمين الشريفين.
مناااوي وبس
مناااوي وبس
مشكوره سكون علي التفاعل
مناااوي وبس
مناااوي وبس
تعليم البنين - المرحلة الثانوية - الثالث الثانوي - الادب والنصوص - الفصل الثاني - الدرس الأول-أدب الدعوة الإسلامية
الدرس الأول - أدب الدعوة الإسلامية
* تعريف أدب الدعوة الإسلامية :
هو كل أدب يصدر عن عاطفة الإسلام - شعرا أو نثراً - وقد يكون مدحاً أو هجاء أو حماسة ، أو حكمة ، المهم فيه انه :
1 - صادر عن عاطفة الإسلام
2 - أريد به وجه الله وخدمة دينه .
* نشأة أدب الدعوة الإسلامية :
نشأ أدب الدعوة الإسلامية منذ أن أشرق نور الإسلام ، ولأدب الدعوة الإسلامية رافدان هما : 1 - القرآن الكريم : فقد أمد القرآن الكريم الدعوة الإسلامية وأدبها بروحه وهديه ، ورسم منهجه وطريقة .
2 - السنة النبوية : المتمثلة في أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم - وخطبة وأعماله ، ورسائله .
* أهمية أدب الدعوة الإسلامية :
يستمد أدب الدعوة الإسلامية أهميته من عدة أسباب :
1) عظمة العاطفة التي جاشت به ، وهي عاطفة الإسلام .
2) أنه سجل لأمجادنا وتصوير لوحدتنا .
3) أنه المصدر التاريخي الموثق ، الذي كتب لتاريخ المسلمين الاستمرار .
4) أنه واكب جبوش الفتوحات الإسلامية ، فكان لسان الدعوة المحمدية .

* استمرار أدب الدعوة الإسلامية على مر العصور :
1) لقد استمر أدب الدعوة الإسلامية على مر العصور ، سواء في عصر الازدهار ، أو عصور الانحطاط .
2) كان صوته يعلو أكثر في عصور الضعف ، يوقظ الأمة ، ويوحد كلمتها .
3) كثر الشعر الحماسي في عصور الأيوبيين والمماليك ، والغزو الصليبي والمغولي ، وكان شعراً حماسياً يحث على الجهاد ، ويرفع روح المجاهدين .
4) في العصر الحاضر ارتفع صوت أدب الدعوة الإسلامية ، وعلي الرغم من تآمر أعداء الإسلام ، ويكفي أن تقرأ شعر شوقي ، ونثر الرافعي ، وخطب حسن ألبنا ، ومؤلفات سيد قطب ، لتري أن أدب الدعوة الإسلامية أقوي من جميع التحديات .

موضوعات أدب الدعوة الإسلامية على مر العصور :
أولأ : في عصر صدر الإسلام : صار أدب الدعوة الإسلامية في عصر الإسلام سلاحأً من أسلحة الدعوة والجهاد :
أ - أسهم الشعراء والخطباء في الدعوة الإسلامية بإظهار محاسن الإسلام وإيضاح
تعاليمه ، فأصبح الأدب وسيلة إعلامية في ذلك الوقت .
ب - دافع الشعراء عن الإسلام ، وردوا على شعراء المشركين ، ومن أشهر شعراء الدعوة في عصر الإسلام حسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحه ، الذي عبر عن افتخاره بمقام رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بينهم ، معبرا عن إيمانه بالبعث والنشور ، قال :
وفينا رسول الله يتلو كتابه
إذا انشق معروف من الفجر ساطع
رانا الهدي بعد العمي ، فقلوبنا
به موقنات أن ما قال واقع .
جـ - إثارة الحماس في صفوف الجيش الإسلامي ، وإثارة الرعب في نفوس المشركين ، ومن ذلك ما قاله بشر بن ربيعه في موقعة القادسية .
تذكر - هداك الله - وقع سيوفن
بباب قديس ، والمكر عسيـر
عشية ود القوم لو أن بعضهم
يعار جناحي طائر فيطير
وقال كعب بن مالك يصور انتصارات المسلمين ، وكان قائد هم رسول الله صلي الله عليه وسلم :
فضينا من تهامة كل ريب
وخيبر ، ثم أجمعنا السيوفنا
نخبرها ، ولو نطقت لقالت
قواطعهن دوساً أو ثقيقاً
د - كما حفل أدب الدعوة الإسلامية بالحديث عن المثل العليا ، والأخلاق الفاضلة التي يتحلي بها المسلمون ، ولهذا كانت محور حديث الشعراء في مدحهم ورثائهم ، ومن ذلك قول أبي الأسود الدؤلي :-
وإيي ليثنيني عن الجهل والخنا
وعن شتم ذي القربي خلائق أربع
حياء ، وإسلام ، وتقوي ،وإنني
كريم ، ومثلي قد يضر وينفع

ثانيا : في العصر الأموي :
أ - استمر شعراء العصر الأموي يقولون ما قاله شعراء عصر صدر الإسلام ، من موضوعات ، ويتحدثون مثلهم عن قيم الدين ، .
ب - وحين ظهرت الأحزاب السياسية في العصر أخذ الشعراء يمدحون قادة هذه الأحزاب بما يتمسكون به من أخلاق الإسلام وفضائله . كمدح عبد الله بن قيس الرقيات لمصعب بن الزبير .
أنما مصعب شهاب من الله
تجلت عن وجهه الظلماء
ملكة ملك عزة ، ليس
فيـه جبروت منه ولا كبـريـاء
جـ - ولما اتسعت الفتوحات ، صاحبها أدب الدعوة الإسلامية ، مصوراً إيمان الجندي المسلم ، وما يتحلي به من الصبر والثبات على الجهاد ، ومن ذلك قول كعب الأشقري يصور غزوة ليزيد بن المهلب :
والترك تعلم إذ لا قي جموعهـم
أن قد لقوه شهابا يفرج الظلما
بفتية كأسود الغاب لم يجدوا
غير التأسي وغير الصبر معتصما


ثالثا : في العصر العباسي :
زاد أعداء الإسلام ، وزادت الفتن في العصر العباسي ، فهب المسلمون جميعاً يدافعون عن الدولة الإسلامية ، ويحمون دينهم ، لذلك نظم شعراء العصر العباسي قصائد كثيرة في موضوعات هامة ، منها :
أ - إثارة الحمية والحث على الجهاد ، الإشادة بالفتوحات ، تأييد المجاهدين رثاء الشهداء في المعارك ، ومن ذلك قول محمد بن عبد الله بن يوسف يحث هارون الرشيد على غزو بلاد الروم ، وتأديب ملكهم المسمي ( نفقور) الذي خان العهد الذي بينه وبين هارون الرشيد :
نقض الذي أعطيته نقفور
فعليه دائرة البوار تدور
أبشر أمير المؤمنين ، فإنه
فتح أتاك به الإله كبير
ولما جهز هارون الرشيد جيشه ، وانتصر على نقفور ، قال الشاعر أشجع السلمي :
وليهنك الفتح والأيام مقبلة
إليك بالنصر معقوداً نواصيها
ب - ويرتبط الشعر بمعارك المسلمين ، فارتبط اسم أبي تمام بالخليفة المعتصم ومعاركه ، وارتبط اسم المتنبي بسيف الدولة وبطولاته ضد الروم .
جـ - قام شعر الحماسة بدور عظيم في الحروب الصليبية ، فقد كانت قصائدهم العزيمة الثائرة .
د - ساهم أدب الدعوة الإسلامية في القضاء على دعوات التضليل ، التي أشاعها أصحاب المذاهب المختلفة ، فمن الكتاب ، ( أبن قتيبة ) في كتبه : تأويل مختلف الحديث ، تأويل مشكل القرآن .
ومن الشعراء كان ( على بن الجهم )، الذي وقف ضد فتنه القول بخلق القرآن موقفا مشرفا ضد المعتزلة ، ومنهم أيضا شاعر يسمي ( أبو مزاحم الخاقاني ) الذي قال يمدح الإمام أحمد بن حنبل على صبره تحمل ضرب السياط لما رفض رأي المعتزلة بأن القرآن مخلوق :
جزي الله ابن حنبل التقيا
عن الإسلام إحسانا هنّيا
فقد أعطاه إذ صبر احتسابا
على الأسواط إيماناً قويا

هـ - وفي مواجهة ما انتشر في العصر العباسي من المجون والفسق والزندقة , التي روج لها أصحاب النفوس الضعيفة من أبناء الأمم الأجنبية - جاء شعر الزهد رداً قويا على هذه الموجات الفاسدة ، فظهر عدد من الشعراء عرفوا بالزهد ، كأبي العتاهية ، والوراق ، والفضيل ، يقول أبو العتاهية في التزهيد في الدنيا ومتعتها الزائفة :
أأخيَّ : ما الدنيا بواسعة
لمني تلجلج في الصدر
أكثرت في طلب الغني لعبا
وغناك أن ترضي عن الدهر
وطفقت كالظمآن متلمسا
للآل في الديمومة القفر
ولخيرُ مالٍ أنت كاسبه
ما كان عند الله من ذخْرُ

ومن هذا الاتجاه المتصدي قول الإمام الشافعي - رحمه الله - وهو علي فراش الموت :-
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي ، فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجود وتعـفو منه وتكرما

رابعاً : في عصر الدول المتتابعة :
أ - تدهورت الأحوال السياسية والاجتماعية في عصر الدول المتتابعة بعد سقوط الدولة العباسية ، لكن الله شاء أن يظل الإسلام قوياً ، فهيأ له مجموعة من العلماء والأئمة الذين نصحوا الناس ، ودافعوا عن حمي الإسلام . ومنهم .
ب - تصدي أدب الدعوة بهؤلاء الدعاة لكل ما ظهر من البدع والفتن . وضلالات المنجمين ، وشيوع المفاسد كما تصدي هؤلاء ومعهم الأباء شعراء وخطباء .
جـ - كان أدب الدعوة الإسلامية لسان الجهاد ، وسيف قتال الصليبيين ، ومن ذلك قول عمر بن الوردي يدعو إلي ترك الانحراف والالتزام بالحق وتقوي الله عن طريق العلم .
اعتزل ذكر الأغاني والغزل
وقل الفضل ، وجانب من هزل
واتق الله ؛ فتقوي الله ما
جاوزت قلب امرئ إلا وصل

ومن ذلك أيضا قول صفي الدين الحلي ، يمدح الملك الصالح في حروبه ضد أعداء الإسلام ، قال :
لما رأي الشر قد أبدي نواجذه
والغدر عن نابه للحرب قد كشرا
رأي القسي إناثاً في حقيقتها
فعافها ، واستشار الصارم الذكرا
فجرد العزم من قتل الصفاح لها
ملك عن البيض يستغني بما اشتهرا


خامساً : أدب الدعوة الإسلامية في العصر الحديث :
أ - بدأت بشائر البعث في الفكر والأدب حين ظهرت مجموعة من المصلحين ، وعلي رأسهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن 12 الهجري . وظهر أئمة في القرنين 13،14 - منهم الشيخ محمد عبده ، وتلميذاه محمد رشيد رضا ، وشكيب أرسلان ، والأستاذ / سيد قطب .
ب - حين قامت دعوات التفرنج والعصرية ، التي تدعو إِلي مسايرة العصر ، وذلك يعني ترك تقاليدنا وتراثنا حتي الديني ، زاعمين ، أن الإسلام هو سبب تأخر المسلمين ، كان طبيعياً أن يثور الوجدان العربي الإسلامي للدفاع عن الإسلام ، فقام الشعراء ، والكتاب والعلماء ، يرسخون العقيدة ، ويستعيدون التاريخ الإسلامي المجيد ، ويتخذون من سيرة النبي - صلي الله عليه وسلم - منهجا للحياة الكريمة ، ومنهم : عباس محمود العقاد ، في كتبه ( العبقريات ) وغيرها . ومحمد حسين هيكل ، في كتبه ( في مترل الوحي ، حياة محمد ) .
جـ - وظهر اهتمام بالقرآن وعلومه وإعجازه ، فظهرت مؤلفات عظيمة ، من أكثرها فائدة وإثراء للفكر : ( إعجاز القرآن ) لمصطفي صادق الرافعي ، ( التصوير الفني في القرآن ، مشاهد يوم القيامة ، في ظلال القرآن ) للأستاذ / سيد قطب .
د - وظهرت صحف ومجلات تساند الدعوة الإسلامية ، ومنها : مجلة الأزهر ، نور الإسلام ، التي سطرتها أقلام الدعاة المسلمين من أمثال : سيد قطب ، الرافعي ، محب الدين الخطيب .
هـ - وشارك الشعراء بشعرهم ، فنظموا القصائد الطوال والقصار ، وعلي رأسهم : أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ، وأحمد محرم ، ومحمود غنيم ، وإبراهيم القطاني ، وعمر بهاء الأميري .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدرس الثاني - من أدب الدعوة الإسلامية - أولا : الشعر
( 1 ) فتح مكة ..... لأحمد محرم
- أحمد محرم - من شعراء الاتجاه الإسلامي بمصر - ثقف نفسه بالمداومة على القراءة .
- نظم الشعر صغيرا - متجها إلي الشعر التقليدي .
- اتصل بشعراء جيله ، ونظم القصائد الوطنية والإسلامية التي لاقت إعجابا كثيرا .
- عاش عفيف اليد ، فلم يمدح ، ولم يتقرب بشعره لأحد .

- أهم أعمال : ( الإلياذة الإسلامية ) :
1 - الإليادة الإسلامية محاولة من الشاعر أحمد محرم لإيجاد فن الملحمة في الشعر العربي ، على غرار ملاحم الأمم الأوروبية ، وقد شاركه في هذا الفن أحمد شوقي ، وبولس سلامة .
2 - اختار موضوع ملحمته من عصر صدر الإسلام ، حيث اتخذ من غزوات الرسول ( ص ) وهجرته وجهاده موضوعاً لملحمته .
3 - قسم أحمد محرم ملحمته إلي فصول ، وكتب مقدمة نثرية لكل فصل ، وقد بلغت هذه الملحمة عدة آلاف من الأبيات ، فكأنها ديوان كامل .
4 - عارض بعض النقاد في تسمية هذا العمل ( الإلياذة الإسلامية ) ، ورأوا أن تسمي ( ديوان مجد الإسلام ) ، لأنها تحتاج إلي كثير من العناصر الفنية للملحمة ومن ذلك :-
أ - الملحمة تعتمد على المعارك والبطولات الحربية فقط ، وأحمد محرم سجل فيها جهاد للرسول - صلي الله عليه وسلم - في نشر الدعوة الإسلامية سلماً وحرباً وهذا مخالف لطبيعة الملحمة .
ب - تقوم الملحمة أساساً على الخوارق والخيالات والأساطير ، وأحمد محرم لا يستطيع خلق أحداث تاريخية ، أو إضافة خيالات على الأحدث الإسلامية الثابتة .
ج - الملحمة لها وزن واحد ، وقافية واحدة . وأحمد محرم تعددت الأوزان والقوافي في قصائده . بجانب تعدد الموضوعات والغزوات . والملحمة لها موضوع واحد معركة واحدة أو ما يتصل بها .

فتح مكة
أ -
1- الله أكبر ، جاء الفتح ، وابتجهت
للمؤمنين نفوس ، سرها وشفي
2 - مشي النبي يحف النصر موكبه
مشيعاً بجلال الله مكتيفاً
3 - أضحي أسامة من بين الصحاب له
ردفاً ، فكان أعزَّ الناس مرتدفا
4 - لم يبق إذ سعطتْ أنوار غرته
مغني بمكة إلا اهتز أو وجفا
5 - تحرك البيت ، حتي لو تطاوعه
أركانه خف يلقي ركبه شغفاً
6 - وافاه في صحبه من كل مزدلف
فلم يدع فيه للكفار مزدلفا

الله أكبر : ( أكبر ) اسم تفضيل ، حذف المفضل عليه لشمول وعموم الصفة لله تعالي، وأنه أكبر من كل شيء ، فلا يجوز أن يكون طرف آخر للمفاضلة .
الفتح : المراد فتح مكة - قال تعالي ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا )
موكبه : الموكب جماعة من الناس يسيرون ركبانا ومشاة في زينة أو احتفال .
ابتهجت : امتلأت سروراً بالفتح .
جلال الله : عظمته وتترهه فوق كل شئ .
غرته : الغرة أول كل شئ وأكرمه ، ومن الرجل : وجهه ، جمعها = غرر
مغني : المكان - المنزل الذي غني به أهله ، جمعه ( مغان )
وجف : خفق ، وأصله للقلب حين يخفق من الخوف ، أو يرتعد .
خف : صار خفيفاً - أسرع ، فيستطيع الحركة بسرعة .
شغفا : شدة الحب والشوق .

شرح الأبيات :
الله أكبر ، لقد تم فتح مكة ، وها هي نفوس المؤمنين قد امتلأت سرورا، وشفيت مما كابدته من ألم البعاد طوال سنوات الهجرة ، وشفيت مما كان يؤلمها من كيد الكفار وإيذائهم . وها هو الرسول - صلي الله عليه وسلم - يخرج من المدينة في جلال النبوة ، مشمولا برعاية الله وتأييده ،وقد أردف أسامة ابن زيد خلفه ، فنال أسامة بذلك شرفاً عظيماً ، وما إن أشرق النبي - صلي الله عليه وسلم - بنور وجهه على مكة . واقترب منها حتي شمل أهل مكة فرح غامر ، وما من بيت إلا قد فرح بهذا اللقاء الحبيب ، حتي البيت الحرام لو كان يملك الإسراع لخرج مسرعأً للقاء الحبيب القادم إليه .

التحليل والتذوق :
1- الله أكبر : استهلال يملأ النفس عزا وعزما ، وقوة وثقة واطمئناناً ، وهو هتاف المسلمين ونشيدهم في كل موقف فيه نصر وظفر ، لأن الله أكبر من كل كبير وأعظم من كل عظيم ، وما داموا مؤيدين به فلا خوف يعرف نفوسهم ، ولن يهزموا أبدا ، وهو افتتاحية تؤكد حدوث البشري العظيمة ، تناسباً مع الموقف .
- جاء الفتح : تم الفتح الأكبر ، فتح مكة ، استعارة مكنية - تجسم الفتح شخصا جاء قوياً ، مستخدما الفعل الماضي ( جاء ) ليؤكد ثبوت حدوثه ، ( الفتح ، النصر ) الفتح يجمع بين النصر المادي والمعنوي . وهو إيحاء لعهد جديد من الانتصارات الآتية - وكأنه فاتحة الباب لها ، وهو أدق من ( النصر ) لأن النصر هو انتصار أحد الطرفين في معركة أو مباراة ، ولم يكن ذلك في فتح مكة ، وهو تأثر بقوله تعالي (إنا فتحنا لك فتحا مبيناً ) .
- ابتهجت للمؤمنين نفوس سرها وشفي :
- نتيجة مترتبة على تمام الفتح وتحققه . ( للمؤمنين ) أسلوب قصر بتقديم ما حقه التأخير يفيد التخصيص للمؤمنين بأنهم وحدهم الذين ابتهجت وسرت وشفيت نفوسهم .
- ( ابتهجت ، سرها ، شفي ) تصوير لمراحل ازدياد آثار الفتح في نفوس المسلمين ، فقد ابتهجت وحتى امتلأت سروراً ، خلصها وشفاها مما كانت تكابده من آلام الغربة عن الديار والأهل ومن العذاب الذي لاقاه المسلمون من الكفار قبل الهجرة .
- أسلوب البيت : أسلوب خبري للتقرير والتوكيد ، وإعلان الفرحة بالنصر .
وهذا البيت إجمال للموقف كله ، سيأتي بعد تفصيل الأحداث منذ خروج النبي وصحبه الكرام من المدينة حتي تطهير الكعبة ، وانتصار الحق .
ولقد وفق الشاعر في ذكر الفتح والبهجة أولا ليطمئن النفوس ، ثم يقص الأمر بعد ذلك تفصيلاً .
2- مشي النبي ( ص ) : ( مشي ، سار ، أسرع ) مشي أدق الكلمات في موقعها تناسبا مع وقار النبوة وجلال صاحبها ، وإشارة إلي الثقة والاطمئنان . أما ( سار ) فإلي مكان ، و( أسرع ) توحي بالخوف والفزع والاضطراب ... وهذا لا يتفق مع الموقف ولا صاحبه - صلي الله عليه وسلم .
- يحف النصر موكبه : استعارة مكنية ، تصور موكب النبي وصحبه محوطاً محفوظاً بالنصر ، وكأن النصر شئ حسي حول موكب الرسول وصحبه .
( موكبه ) الموكب لا يكون إلا في النصر والبهجة ، واستعمالها دقيق لتناسبه مع ( يحف النصر ) وإيحاء بعظمة جماعة النبي وهم حوله كثرة بين راكب وراجل .
- يخف ، مشيعاً ، مكتنفا : ثلاث صور تؤكد شمول رعاية الله تعالي لموكب النبي وأصحابه منذ خروجهم من المدينة حتي تم الفتح ( مشيعاً ) عند الوداع ساعة الخروج ، ( مكتنفا ) مشمولا بالرعاية والنصر طول الطريق وساعة الفتح .
3- أضحي أسامة من بين الصحاب : البيت حشو على الموقف ، فليس له أثر في تسلسل الأحداث ، أو في تصوير الفتح المبين .... لذا يمكن حذفه .
4 - أسعطت - إضاءات - ظهرت : ( سطعت ) أفضلها لإيحائها بالشمول والقوة ، وتناسباً مع ( أنوار ) جمع ، التي عمت بيت في مكة .
- لم يبق .. إلا اهتز : أسلوب قصر - طريقته النفي والاستثناء للحصر والتوكيد ، أي شمول الأثر كل بيت على اختلاف تأثره .
- اهتزا أو وجفا : ( اهتز ) إشارة إلي بيوت المسلمين التي اهتزت فرحة وشوقاً بقدوم النبي - صلي الله عليه وسلم - و( وجفا ) إشارة إلي بيوت الكفار والمشركين التي خفقت خوفاً وذعراً .
5- تحرك البيت حتي ... : تعبير مجازي جميل يشير إلي شدة الفرحة التي عمت كل بيوت المسلمين في مكة ، وقبلها جميعا ( البيت الحرام ) لأنه الأعظم والأهم وأكثرها فرحة .
- خف - شغفا : إيحاءات بشدة ما يملأ مكة عامة والبيت الحرام خاصة من شدة اللهفة شوقاً للقاء موكب النبي وصحبه - لأنهم سيخلصونه ويطهرونه من رجس الجاهلية والأصنام .
- وافاه في صحبه من كل مزدلف : ( وافاه ) وصل إليه إيجاء بأنه أوفي بعهده مع البيت الحرام ( في صحبه ) ( في جيشه ) في صحبه تناسب المقام لأن النبي - صلي الله عليه وسلم - لم يكن مع جيش محارب ، إنما كان في موكب المسلمين المنتصرين ، ولم يحدث قتال ، و(صحبه ) فيها صدق رفاق من المهاجرين والأنصار .
- من كل مزدلف ، لم يدع للكفار مزدلفا : مزدلفا الثانية تشبه الأولي وهذا فن بديعي يسمي رد العجز ( التالي ) على الصدر ( الأول ) وجاء استخدامه هنا موقفا لبيان الفرق بين موقف المسلمين وموقف الكفار من البيت .

* تعليق على الأبيات 1 - 6
1 - تدور الأبيات حول ثلاثة أمور هي :
(1) البدء بتحقيق الفتح الأكبر ليطمئن النفوس مقدماً .
(2) تصوير لخروج النبي وصحبه من المدينة متجهين إلي مكة ، تحوطهم رعاية الله وتأييده .
(3) اقتراب النبي وصحبه من مكة . والفرحة الكبرى التي عمت كل بيت ، ووصولهم إلي البيت الحرام وتطهيره من الكفار .
(4) الأبيات كلها أسلوبها خبري، تناسباً مع سرد أحداث الفتح العظيم .
(5) تسلسل الأحداث منذ الخروج من المدينة ، حتي دخول البيت الحرام في إيحاز ووصف دقيق ( إلا كان إرداف أسامة خلف النبي فهو حشو زائد )
(6) الصور الخيالية قليلة لأن الحدث الواقعي أبلغ من أن يحتاج إلي خيال يصوره .

* ثم ينتقل إلي تصوير ما حدث للكفار وأصنامهم : -

7 - العاكفون على الأصنام أضحكهم
أن الهون على أصفانهم عكفاً
8 - كانوا يظنون ألا يستباح لها
حمي ، فلا شمما أبدت ولا أنفا
9 - نامت شياطينها عنها منعمة
وبات ما ردها بالخزي ملتحفاً
10- هوت تفاريق ، وانقضت محطمة
كأنها لم تكن إذا أصبحت كسفا

العاكفون : الملازمون للأصنام الملتفون حولها ، الهوان : الذل
يستباح : يطلق ويصبح مباحاً ، حمي : الشيء الذي لا يقرب
الشمم : الكبرياء والعزة والإباء ، أنفا : رفعة وعلوا
ما ردها : كبيرها - المرتفع فيها ، ملتحف : مغطي

* شرح الأبيات :


* التحليل والتذوق :
- العاكفون : إشارة إلي الكفار وكيف كانوا يقدسون الأصنام ويلازمونها .
- على الأصنام : لم يقل ( علي عبادة الأصنام ) لأنها في الحقيقة ليست عبادة ، وإنما هي مجرد أصنام .
- الهوان على أصنامهم عكفا : استعارة مكنية ، جعل الهوان شخصا عاكفا ملازما للأصنام ، بعد أن كانوا هم العاكفون عليها . ( على أصنامهم ) تقديم للتخصيص - تخصيصها بعكوف الهوان والذل عليها .
- العاكفون ... عكفا : رد العجز ( عكفا ) على الصدر ( العاكفون ) وهو رد جيد للربط بين العكوفين . وكيف انقلب الأمر عليهم وعلى أصنامهم ذلا وهوانا .
- كانوا يظنون : ( يظنون ) إيحاء بأن ما كانوا عليه من تقدير للأصنام هو في الحقيقة ( ظن ) .
- فلا شمماً ... ولا أنفا : كناية عن الذل والهوان الذي لازمها منذ حطمت ، وعطف ( أنفا ) على ( شمما ) لتوكيد الهوان ، وزوال كل شمم وكل أنف لها .
- ما ردها بالخزي ملتحفا : لقد تحطم كبير الأصنام وبات ليلا ... فهي استعارة تؤكد دوام الخزي والذي عليه وعلي من هم دونه من بقية الأصنام . ( المارد ) إيحاء بالشر والفساد .
- ( هوت تفاريق ، وانقضت محطمة ، أصبحت كسفاً ) ثلاث جمل بمعني واحد - وإن قيل إنها لبيان انتهاء كل الأصنام - لكنها حشو زائد لم يقدم معني جديداً على ما جاء في البيتين السابقين .
التعليق على هذه الأبيات :
( 1 ) أجاد الشاعر تصوير ما انتهت إليه الأصنام من ذل وهوان وتحطيم .
( 2 ) الأبيات سرد لما كانوا عليه - وهو أقرب إلي النظم أكثر من الناحية الفنية .

جـــ - لقد ضاعت الأصنام وضاعت معها الأوهام والجاهلية والباطل ، يقول :
11- لم يبق بالبيت أصنام ولا صور
زال العمي ، واستحال الأمر فاختلفا
12- للجاهلية رسم كان يعجبها
في دهرها فعفت أيامها وعفا
13- لا كنت يا زمن الأوهام من زمن
أرخي علي الناس من ظلمائه سجفا
14- إن الشريد الذي قد كان يظلمه
ذو قرابته قد عاد فانتصفا
15- رد الظلامة في رفق وإن عنفوا
ولو يشاء إذا لاشتد أو عنفا
16- إن الرسول لسمح ذور مياسر
إذا تملك أعناق الجناة عفا
17- شكرا محمد إن الله اسبغها
عليك تعمي ترامي ظلها وضفا
18- وعد وفي لإمام المرسلين به
والله إن وعد الرسل الكرام وفي
صور : كل ما يعلق من رسوم في الكعبة ، العمي : عدم الإبصار : الضلال
استحال : تحول ، رسم : أثر
عفت : زالت ، ( عفا ) زال ، ظلمائه : ضلاله وكفره
سجفا : مفرده ( سجاف ) ستارة ، أسبغ : أعطي
ترامي : امتد ، ضفا : عم وفاض
.

التحليل والتذوق :
- لم يبق بالبيت أصنام ولا صور :
عطف ( صور ) على ( أصنام ) ليبين زوال كل آثار الجاهلية .
( بالبيت ) أسلوب قصر بتقديم ما حقه التأخير للتخصيص .
- زال العمي : استعارة تصريحية . شبه الكفر والضلال في حجبه نور الحق والأيمان بالعمي ، وحذف المشبه وصرح بالمشبه به ، فكأنهم كانوا عمياً .
- استحال الأمر فاختلفا : ( اختلفاً ) زائدة للقافية ، فليس لها جديد معني .
- سجفا : استعارة تصريحية جعل الأوهام في الجاهلية كالساتر الذي فصل بين الناس بأوهامهم وكفرهم وبين نور الحقيقة ( سجفا ) جمع ليدل على كثرة ما كانوا فيه من الأوهام والباطل والكفر .
- إن الشريد : غير مناسب للنبي - صلي الله عليه وسلم - أن يصفه ( الشريد ) والأفضل ( اليتيم ) لتناسب ذوي قرابته .
- رد الظلامة في رفق وإن عنفوا : الأفضل لأنهم فعلاً اذووا النبي بعنف ، ( رفق × عنفوا ) طباق للموازنة بين موقفه - صلي الله عليه وسلم - ( رفق ) وموقفهم ( عنفوا ) ، وبينهما ما يسمي رد العجز على الصدر - مستخدماً ببراعة وبلاغة .
- تملك أعناق الرجال : ( تملك ) توحي بالمقدرة عليهم ، وتملك التصرف في أمرهم ، لأن التملك هو السيادة والقدرة ، وهي أفضل من ( ملك ) التي تعني ملكية شئ كالمال والعقار ، وقد أوقع التملك على ( أعناق ) لانها رمز القيادة والانقياد ، وهو متأثر بقوله تعالي ( فك رقبة ) . وهي مجاز مرسل علاقته الجزئية - ذكر الجزء ( أعناق وهو يريد الكل (الكفار ) .
- شكرا محمد : جملة عامية أشبه بما يدور بيننا - غير مستساعة في مقام مخاطبة النبي - صلي الله عليه وسلم .
- وفي وفي : رد العجز على الصدر ، وهو متأثر بقوله تعالي ( ومن أوفي بعهده من الله ) .
التعليق على الأبيات :
1) تصور الأبيات تغير الحال بعد الفتح الأكبر ، وتكشف عما كان في الجاهلية من ضلال وكفر .
2) تسجل الأبيات موقف الرسول - صلي الله عليه وسلم - من الكفار بعد الفتح ، وكيف أنه عفا عنهم رغم أنهم أخرجوه من مكة وآذوه - لكنه خلق النبي الكريم .
3) يغلب على الأبيات طابع السرد والتقرير ، أكثرها مما تغلب عليها فنية الشعر

التعليق العام على النص :
1) النص جزء من عمل شعري كبير يسمي ( الإلياذة الإسلامية ) تأثرا باسم أول عمل ملحمي عرفه التاريخ هو ( الإلياذة ) لهيمورس . وأحمد محرم بهذا العمل أكمل الفن الشعري الذي كان ينقص أدبنا العربي . ولكن النقاد رأوا أن تسمي ( ديوان مجد الإسلام ) كما سبق ذكره من أسباب فنية .
2) أبرز الشاعر في هذا الجزء من الملحمة عدة أمور هامة يجب أن يعيها كل مسلم هي :
1 - صدق الله وعده ، ووجوب الشكر له على هذا الصدق والوعد .
2 - الحق سوف ينتصر مهما حورب ومهما ضاقت به الأرض ، فلا بد أن ينتصر في النهاية .
3 - المنتصر المؤمن لا تأخذه نشوة النصر بعيداً ، فينتقم ........
3) أسلوب الشاعر في الأبيات جزل اللفظ سهل العبارات ، وصورة واضحة مشرفة .
4) ألفاظ الشاعر وعباراته ووزنه كلها مناسبة لموضوعة .
5) يظهر طابع السرد والنظم على كثير من الأبيات .
6) في بعض الأبيات حشو زائد ، لا قيمة له في أحداث الفتح العظيم - لأن الشاعر غير مطالب بتفصيل الأحداث .
7) النص من أدب الدعوة الإسلامية ، الذي نشط في العصر الحديث ، وقد تناول تاريخ الدعوة وجهاد النبي صلي الله عليه وسلم وأحداثها كحافز للحاضر ، واعتزاز بعظمة الماضي .

محنة العالم الإسلامي
لمحمود غنيم
– محمود غنيم : شاعر مصري معاصر ، تخرج في مدرسة القضاء الشرعي ، ثم دار العلوم ، له دواوين شعر : صرخة في واد - في ظلال الثورة .
- أهم خصائص شعره :
1 - الميل إلي الوضوح 2 - قوة الأداء 3 - الارتفاع الأسلوب
4 - حسن انتقاء الألفاظ 5 - صدق العاطفة والإحساس .
- مذهبة الشعر : أن يكون الشعر هادفا يضرب في صميم الحياة ، وأن يجمع بين القوة والسلاسة .
مالي وللنجم يرعاني وأرعاه
أمسي كلانا يخاف الغمض جفناه
لي فيك يا ليل آهات أرددها
أواه .. لو أجدت المحزون أواه
لا تحسبنَّي محبا يشتكي وصبا
أهون بما في سبيل الحب ألقاه
إني تذكرت والذكري مؤرقة
مجداً تليدا بأيدينا أضعناه
أنيَّ اتجهتَ إلي الإسلام في بلد
تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
ويح العروبة كان الكون مسرحها
فأصبحت تتواري في زواياه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها
وبات يملكنا شعب ملكناه
كم بالعراق وكم بالهند من شجن
شكا فرددت الأهرام شكواه
بني العروبة إن القرح مسكم
ومسنا نحن في الإسلام أشباه
لسنا نمد لكم أيماننا صلة
لكنما هو دين ... ما قضيناه

اللغويات :
يرعاني = يراقبني ، أهات = جمع آهة ، شكوي المتوجع
أواه = كلمة توجع أوحزن - آه من ، أجدت = أفادت
وصبا = تعباً ، جمعه أوصاب ، أهون بما = ما أهون الذي ألقاه
تليدا = قديماً أصيلا ، جمعه ( أتلاد ) ، ويح = كلمة ترحم وتوجع
تتواري = تختبئ خوفا وضعفا وذلا ، صرفتنا = وجهتنا ، حكمت أمورنا
العروبة = اسم يراد به خصائص الجنس العربي ومزاياه .
يد = قوة حاكمة ، يملكنا = يحكمنا
شجن = حزن ( جمعه ) أشجان ، القرح = الضر والأذي
أيماننا = يدنا اليمني ، صلة = منحة - هبة
دين = حق واجب الأداء ، ما قضيناه = لم نسدده

شرح الأبيات :
1 - إلي متي سأظل ساهراً قلقاً ، لا يغمض لي جفن ، وكأني أراقب النجم ، والنجم يراقبني .
2 - إن سبب سهري في الليل هو كثرة الهموم والأحزان ، التي أشكو متوجعاً منها ، مع أن الشكوى لا تفيد شيئاً .
3 - ليست همومي هموما ذاتية خاصة ، فلست عاشقاً يشكو آلام الحب - فهذا أسهل وأهون شئ ألاقيه - قياساً إلي ما أعانيه من هموم أمتي وآلام إخواني المسلمين .
4 - إنني مؤرق لأني تذكرت حال أمتي ، وكيف كنا أصحاب مجد عظيم ، ولكننا نحن الذين أضعناه بأيدينا - حينما فرطنا فيه.
5 - هذا هو الإسلام كالطير مقصوص الجناحين ، لا يقدر على التحليق والارتفاع ، والمسلمون هم من قص جناحيه بتخليهم عنه ، وتركهم جوهر دينهم وحقيقته .
6 - ما أشد حال العروبة ألما وضعفا .... فقد كانت تحكم العالم كله ، وتنتقل فيه حيث تشاء ، حين كان المسلمون أصحاب القوة والمنعة بالأمس .
7 - ما اشد خزينا في الحاضر ، فاليوم يتحكم فينا من كنا نتصرف في أمور العالم كله بالحق والعدل - وهم يتصرفون اليوم فينا بالظلم والخسف .
8/9- إن أحزان وآلام المسلمين في كل مكان شاملة متجاوبة ، تشمل العرب وغيرهم ، فالجرح واحد والحال متشابه .
10 - إن التعاون والتوحد هو السبيل إلي استعادة الماضي العظيم ، وإن مد العون ليس تفضلاًِ ، ولكنه حق واجب ودين لازم .

التحليل والتذوق :
- مالي وللنجم يرعاني وأرعاه : (1) أسلوب ****ئي طلبي ( استفهام ) ، غرضه التعجب والشكوي ، فهو يريد (2) صورة خيالية تجعل كلا من الشاعر والنجم مراقبا للآخر ، فلا يتركه ينام أبدأً ، فكلاهما مؤرق .
(3) ( أمسي ) الأكثر دقة لو قال ( بات ) لأن أمسي للمساء ، وهو ما قبل الليل ، وظهور النجوم والأرق ، والأفضل ( بات ) لدلالتها على حدوث الفعل ليلاً . مما يناسب الأرق والنجوم .
- يخاف الغمض جفناه : كناية عن استمرار الأرق ، وأفضل لو قال وهو متأثر بقول المتنبي :
حتام نحن نساري النجم في الظلم وما سراه على ساق ولا قدم
- لي فيك : تقديم للتخصيص ، وتفرده بما سيذكره من الآهات .
- يا ليل : أسلوب ****ئي نداء للشكوى والتوجع .
- آهات أرددها : ( آهات ) جمع ليدل على كثرة ما يؤلمه ، وأسبابه أرقه ، ( أرددها ) مضارع للاستمرار - وهما معاً يصوران الآلام المبرحة التي تؤرقه .
- أواه .. لو أجدت المحزون أواه : إيحاء بشدة توجعه ، ولكن لا فائدة من التوجع ، فالشكوي لن تغير الأمر .
- لا تحسبني محبا : (1) احتراس من أن يظن أنه مؤرق لمعاناته آلام الحب - كما هو شائع . (3) هو أسلوبه ****ئي طلبي ( نهي ) للتنبيه .
- أهون بما في سبيل الحب ألقاه : اسلوب تعجب ( أفعل بـ ) إشارة إلي أن عذاب الحب أخف وأهون كثيرا مما يعانية هو .
- إني تذكرت : إيضاح بعد إبهام - يوضح السبب في كل هذا الأرق .
- مجداً تليدأً : جوهر القضية ، ما كان للإسلام والمسلمين من مجد عظيم وقدر عالٍِ حين كان المسلمون متمسكين بالإسلام حق تمسكهم .
- بأيدينا أضعناه : (1) تقديم ( بأيدينا ) على ( أضعناه ) للتخصيص ، وهو يحمل المسلمين أنفسهم مسئولية إضاعتهم لمجدهم القديم حين تركوا منهج الله وراء ظهورهم ، وتمسكوا بالماديات الهادمة .
- أني اتجهت : ( 1) ( أني ) دقيقة الاستعمال لإيحائها على شمول كل مكان ، وهي أدق من ( أين ) لدلالتها على تحديد المكان ، وهو باستعمالها يشير إلي ضعف الإسلام في كل الأمكنة ( اتجهت - نظرت ) اتجهت أفضل لدلالتها على كل الجهات التي حولنا - شمولاً لرؤية ضعف المسلمين اليوم . ( نظرت ) لاتجاه واحد .
- في بلد : تنكير ( بلد ) للإيحاء بشمول ضعف الإسلام عامة، في البلاد .
- تجده كالطير مقصوصاً جناحاه : تشبيه للإسلام في بلاد المسلمين بعد أن نحاه المسلمون عن حياتهم ، وليس له قدرة على توجيههم بمثل طائر مقصوص الجناحين لا يقدر على الارتفاع أو التحليق والمسلمون هم من قصوا جناحيه .
- كان الكون مسرحها : الهاء ضمير يعود على ( العروبة ) والجملة تشبيه - يشبه الكون كله وقد كانت الأمة الإسلامية تسيطر عليه ، وتنتقل فيه كما تشاء ، بمسرح واسع - والعروبة هي البطل الذي يسيطر على أحداث المسرحية في المسرح . والتشبيه يوحي بما كان للأمة الإسلامية من نفوذ شامل وحرية تصرف في أمور الكون .
- تتواري في زواياه : كناية عن الذل والصغار الذي صارت إليه الأمة الإسلامية .
- كان الكون مسرحها × تتواري في زواياه : مقابلة للموازنة بين ما كان للأمة الإسلامية . من سيادة وسلطان في الماضي ، وبين ما صارت إليه من ضعف وهوان في الحاضر .
- أصبحت : الأفضل لو قالت ( أمست - باتت ) (1) لدلالة الليل والمساء على الخوف والألم ، والصبح لا يتناسب في إيحائه مع ذلك ، ( 2 ) ليناسب المسرح فهو لا يعمل إلا في الليل .
- كم صرفتنا يد : (1) كم خبرية للكثرة ، ( صرفتنا ) في الزمن الماضي - والأفضل لو قال ( تصرفنا ) بالمضارع ، لأن ذلك مستمر حتي عصر الشاعر ، ولم ينته . (3) الجملة كناية عن التحكم في أمورنا والتصرف في مقدراتنا .
- كنا نصرفها : ( كنا ) تتفق وما كان لنا من سلطان وسيادة على العالم في الماضي والمضارع ( نصرفها ) يتفق مع ما استمر طويلاً لنا من هذه السيادة والسلطان .
- كم صرفتنا × كنا نصرفها : مقابلة للموازنة بين ما كنا عليه في الماضي وما صرنا إليه في الحاضر .
- بات يملكنا شعب × ملكناه : كناية عن ضياع سيادتنا ، وتحولنا إلي مملوكين في الإدارة ، وبين ( يملكنا × ملكناه ) = طباق للموازنة بين الحالين ، إيحاء بالحسرة والآسي .
- يد : مجاز مرسل علاقته الآلية ، فاليد أداة السيادة ورمز القوة .
- كم بالعراق وكم بالهند من شجن : كناية عن كثرة وشمول الآلام في شتي بقاع الأمة الإسلامية ، من شرقيها ( الهند ) إلي وسطها ( العراق ) إلي غربيها ( مصر ) . فالآلام شملت أبناء الأمة الإسلامية عربا وغير عرب .
- فرددت الأهرام شكواه : كناية عن وحدة الآلام والمشاعر التي تربط سائر بلاد العالم الإسلامي ، ( الأهرام ) مجاز مرسل علاقته الجزئية ذكر الجزء وهو يريد ( مصر ) .
- بني العروبة : أسلوب ****ئي نداء لإظهار المشاركة والتوجع ، وقد حذف الأداة للقرب مكاناً ونفساً .
- القرح مسكم ومسنا : كناية عن وحدة الآلام التي تربط بين الأمة الاسلامية ، وهو متأثرة بقوله تعالي ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ) .
- لسنا نمد لكم إيماننا صلة ....لكنما هو دين ...:
(1) أسلوب قصر - طريقته العطف بلكن . ليؤكد أن التضامن الإسلامي ليس منحة ولا تفضلا ، لكنما هو دين واجب السداد على كل مسلم تجاه المسلمين .

التعليق العام :
1 - النص من أدب الدعوة الإسلامية ، لأنه يصور حال الإسلام والمسلمين في الحاضر ، ويوازن بينه وبين عزة الماضي وقوته . ويدعو إلي الوحدة ومد يد العون لكل المسلمين .
2 - بث الشاعر في قصيدته هما يؤرقه ، ونفي أن يكون هماً شخصياً ، لكنه مهموم لحال الأمة الإسلامية جمعاء ، مما جعل ألمه أكثر بكثير من أقسى الآلام الشخصية ، وذلك ما أكده في المقدمة التي توضح كم هو مؤرق ، وكم هو مهموم .
3 - تسيطر على الشاعر عاطفة قوية من الحزن والآسي لما عليه حال العالم الإسلامي اليوم من ضعف وذل وتفكك - مما يبعث على اليأس والتشاؤم ، لكنه لم يستسلم لذلك، بل توقع خيراً وتقاؤلاً بما يطلبه من الوحدة ومد يد العون وإثارة الهمة بذكر الماضي العظيم .
4 - لقد عرف الشاعر سبب الداء - وشخص الدواء ..... عرف أن سبب هوان المسلمين اليوم هو أن منهج الله القويم قد هان عليهم فهجروه فهانوا في نظر عدوهم . فذهب ريحهم وضاعت هيبتهم .
5 - في البييتين : كم صرفتنا يد ....... ، ويح العروبة .
تصوير لحقيقة عز الماضي وأمجاده ، وبيان لبشاعة الحاضر وذله وهوانه .
6 - يدعو الشاعر إلي تحقيق الوحدة الحقيقية التي تتخذ الإسلام منهجاً علمياً فهم متحدون في الدين - متحدون في الآلام والأحزان والحاضر المزري .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3- صوت من حراء - إبراهيم فطاني
التعريف بالشاعر : ولد سنة 1321هـ في مكة المكرمة- بعد أن أتم تعليمه في المدرسة الراقية، وعلى يد علماء المسجد الحرام ، عمل مدرسا في المسجد الحرام ، ثم في دار العلوم الشرعية ، ثم المعهد العلمي السعودي ، ثم مدرسة تحضير البعثات ، كما عمل قاضيا بمكة المكرمة .
إنتاجه الشعري :
له شعر كثير منشور في الصحف والمجلات .
له قصائد في الابتهالات الدينية مسجلة في الإذاعة.
له ديوان شعر يسمي ( الهمزة ) وهو قصيدة طويلة في سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم - من عدة فصول .
خصائصه الشخصية :
واسع الاطلاع
غزير المعرفة
شاعر عاطفي ، يمتاز بقوة البديهة وسرعة الخاطر .
المناسبة : من غار حراء حيث بدأ الوحي الإلهي على النبي صلي الله عليه وسلم - وما حدث من قيام دولة التوحيد ، وما تحقق للإسلام من مجد عظيم ، ... يري كيف حال المسلمين اليوم . وقد ضعفوا وتفرقوا ، واكتفوا بالكلام ولم يعملوا ..
الأفكار العامة للقصيدة : ظهور نور النبوة من حراء بمكة ، وعلو صوت الإسلام ، وانتهاء عهد الظلام والطغيان وبداية عصر الإيمان والحق والخير والمساواة.
المسلمون اليوم : متفرقون ، متأخرون ، حياري تائهون ، يقولون ولا يعملون منقسمون ، مختلفون .
دعوة المسلمين إلي اليقظة ، والعودة إلي وحدة الصف والكلمة ، والعمل بالعزم والصدق والقوة .
خصائص الشاعر : عاطفته عاطفة صادرة عن قلب ملئ .
العاطفة جاءت ممتزجة بالأفكار - في إخلاص وغيرة على أمته الإسلامية .
أسلوبه واضح الألفاظ - وكلماته مألوفه لا غرابة فيها .
متنوع أسلوبه بين الخبري وال****ئي - مع استخدام الصور الخيالية
النص
أي صوت عزة وجلال ؟
أي نور قد شع من ذي التلال ؟
أي صوت علا فهز البرايا
وتداعت له صروح الضلال ؟
من حراء الخلود أعظم بطود
يتحدي الحصون ذات الظلال
صوت طه يدعو إلي خير دين
فسما بالأنام نحو الكمال
ذاكم الصوت لا يزال يدوي
يتخطى مسامع الأجيال
سجلته في محكم من كتاب
قدرة الله ذي القوي والجلال
لم يزل داعياً إلي كل خير
وينادي بوحدة واعتدال
أيها المسلمون ما لي أراكم
قد صممتم عن صوته المتعالي ؟
فرقتنا مذاهب وحقود
أضرمتها أصابع الاحتلال
ثم نمنا وأدلج الغرب حتي
أيقظتنا الخطوب ( قبل الزوال )
وإذا نحن في الطريق حيارى
مثل جسم مفكك الأوصال
ليس يجدي الكلام عنا فتيلا
قد محا السيف شقشقات المقال
ما مضي فات فاربعوا لا توانوا
واجمعوا الشمل وانهضوا بالفعال
وكفانا تباطؤا وانقساماً
واختلافا قد جر شر الوبال
يا قومي أري المراجل غلي
وأري الكون حافزاً للقتال
يا لقومي وكل قومي أباة
كشر الشر عن نيوب طوال
فارفعوا راية الجهاد بعزم
لنذيق الأعداء كأس النكال
وحدوا الصف والقيادة وامضوا
إن في الاتحاد خير المآل
اللغويات :
شع : انتشر ، صممتم : سددتم آدانكم عن سماعه
التلال : جمع ( تل ) ارتفاع عن الأرض ، أضرمتها : أوقدها وأشعلها .
البرايا : جمع ( برية ) الخلق ، أدلج : ساروا من أول الليل
تداعت : تهدمت وانهارات ، الخطوب : الأمور الشديدة مفردها ( خطب )
طود : الجيل العظيم الصاعد في الجو علوا
الأوصال : جمع ( وصل ) مجتمع العظام .
طه : نداء خاص بالنبي صلي الله عليه وسلم ، يجدي : يفيد .
الأنام : جميع ما على الأرض من خلق .
فتيلا : الخيط الذي في شق النواة ، شيئا قليلا ، اعتدال : التوسط بين الأمرين
شقشقات : جمع شقشقة = فصاحة الكلام ، حصون : جمع حصن بناء قوي
أربعوا : امتحنوا قوتكم - ارفعوا أيدكم إعلانا للقوة .
محكم : ( متقن ) ، ومن القرآن = الظاهر الجلال : العلو والرفعة
الذي لا شبهة فيه ولا يحتاج إلي تأويل .
الشمل : مجتمع ما تفرق وتشتت من الأمر ، النكال : العقاب أو النازلة .
الوبال : سوء العاقبة ، المآل : رجوع ونهاية
المراجل : القدور من الطين أو النحاس ، توانوا : ضعفوا ولم يهتموا .
شرح الأبيات :
ما أروع ذلك الصوت الذي علا في غار حراء ، وما أعظم ذلك النور الذي انتشر على كل الدنيا من جبال مكة .
لقد هز صوت الإسلام كل المخلوقات ، فاندكت قلاع الكفر ، وهوت صروح الظلم والظلام .
ما أعظمك يا جبل حراء ..... أنت أعظم الأطواد الراسبة ، فأنت أسمي قدرا من كل الحصون والجبال الشامخة .
من حراء كانت دعوة طه - صلي الله عليه وسلم - إلي دين الحق وطريق الخير ، الذي رفع الإنسانية من قاع الضياع إلي قمة السمو والكمال .
إن صوت الإسلام سوف يبقي على مدي الأزمان ، لن تعوقه عوائق ، ولن تسكته موانع أبدا .
لقد جاءت آيات القرآن الكريم سجلا خالد لدين الله ، قدرة الله وعزته وجلاله أن يبقي خالدا حتي يرث الله الأرض ومن عليها .
سوف يبقي صوت التوحيد دعوة أبدية إلي الحق والخير ، والاعتدال ، فلا تدني في الآمر ، ولا شطط ولا مغالاة في شئ .
مالي أري المسلمين قد ابتعدوا عن هذا المنهج الإلهي السامي ، وكأنهم سدوا آذانهم عن سماع هذه الدعوة الخالدة ، وذلك النداء العالي قدرا واقتدارا .
لقد تفرقت كلمة المسلمين ، وصاروا شيعا ومذاهب متناحرة - توغر صدورهم الأحقاد ، ويشعل الاستعمار نار الفتنة بينهم في كل مكان .
لقد نام المسلمون ، ونسوا عزهم ، وتهاونوا في إسلامهم .. في حين أن الغرب اللئيم قد صحا ونهض .. ولم يفق المسلمون إلا على الخطر الداهم .
ما نحن متفرقون في كل مكان - كالحياري في الطريق ، ممزقون كجسم تمزقت أوصاله . لاشمل يجمعنا ، ولا أمر يوحد كلمتنا .
تكلمنا كثيرا ، ولكن لا فائدة من الكلام ، فالقوة تلغي كل فصاحة ، وتهزم كل مقال .
ما فات ... فات ... فليكن لنا في الحاضر عودة للقوة ، ولنرفع ايدينا للجهاد - عملا لا قولا .
ويكفي ما عشناه من الانقسام والتخاذل والانهزامية التي جلبت لنا وخيم العواقب.
فإن الكون مشتعل بنار الحرب ، وكل متحفز للقتال - ونحن قوم أعزة أباة .
نرفض الذل ، فلنظهر للدنيا قوتنا واستعدادنا للحرب والجهاد .
يجب أن نرفع راية الجهاد ، وأن توحد صفوفنا متحدين ، نذيق أعداءنا سوء العقاب .
التحليل والتذوق :
أي صوت ، وعزة ، وجلال ، أي نور :
أربعة أشياء في البيت الأول : عطف كل منها على ما قبله ، لترابطها كلها بالصوت الذي انطلق نوره من حراء ، فهذا الصوت ( نداء الإسلام ) حمل معه العزة ، وحقق المسلمين الرفعة والعلو ، وبه عم نور الهداية . وقد ذكر كل ذلك في أول بيت ليشير مقدماً إلي عظمة ما جاء مع صوت الإسلام من أمور كثيرة .
بدأ ب ( صوت ) لأنه الأصل ما تحقق بعده من عزة ، وجلال .
قدم ( عزة ) على جلال لأن العزة تعني القوة ، ولا جلال ولا علو إلا اذا وجدت القوة . العزيزة التي تجعل صاحبها عزيزا ، فالجلال يجئ بعد العزة .
أي صوت ؟ أي نور ؟ أسلوب ****ئي استفهام للتفخيم والتعظيم .
( نور ) استعارة تصريحية شبه الإسلام وما جاء به من هداية بالنور يهدي في الظلمات .
من ذي : من لابتداء المكان - و( ذي ) توحي بقرب المكان من الشاعر ومنا جميعا روحياً ومكانياً .
علا : علواً صوتياً ، وعلا فوق كل صوت آخر من أصوات الكفر والجاهلية .
صم البرايا : كناية عن قوة أثر صوت الدعوة المحمدية في كل المخلوقات .
أي صوت : أسلوب ****ئي استفهام ( طلبي ) للتعجب من عظمة آثار هذا الصوت - ( أي صوت ) تكراره لزيادة التعجب والتعظيم .
له : تقديم للتخصيص والتعظيم ، فالهاء ضمير يعود على الصوت ، وهو مقدم على صروح الضلال .
صروح الضلال : تشبيه بليغ - شبه الضلال والكفر بصروح كانت قوية - لكنها انهارات مع دعوة التوحيد - ( صروح ) جمع موفق ليدل على مدي طغيان وجبروت الكفر والكفار قبل الإسلام ، ولكنها مع كثرتها دالت وانتهت .
حراء الخلود : إضافة حراء إلي الخلود بيان لما آلت إليه دعوة الوحيد التي انطلقت من غار حراء من خلود يبقي ما بقيت الحياة.
أعظم بطود : أسلوب تعجب على وزن ( أفعل ب ) يشبه دعوة التوحيد بالطود الشامخ العظيم ... فهو استعارة تصريحية - شبه دعوة التوحيد بالطود وحذف المشبه وصرح بالمشبه به - وهي صورة خيالية رائعة التصوير في الثبوت ورسوخ دعوة الإسلام أمام كل التحديات على مر العصور .
الضلال ، الظلال : جناس ناقص .... وبينهما تناسق لفظي - مع بعدهما .
يدعو إلي خير دين : ( 1 ) استعمال المضارع ( يدعو) للاستمرار والدوام في دعوة التوحيد التي نادي بها النبي صلي الله عليه وسلم ( 2 ) ( خير ) اسم تفضيل على وزن أفعل ، فالأصل ( أخير ) حذفت الهمزة لتسهيل الاستعمال لكثرته .
الأنام - الناس - المسلمين : ( الأنام ) جميع ما على الأرض من خلق . واستعمالها يوحي بأن الإسلام
لم يرتق بالإنسان فقط ، بل سما بكل المخلوقات . وارتقي بكل مظاهر الوجود .
ذاكم : إشارة للبعيد - إيحاء باتساع المدي الذي وصل إليه صوت دعوة التوحيد .
لا يزال ، ما زال : استخدام لا يزال أفضل للتجدد والاستمرار الدائم لدعوة الإسلام
يتخطى مسامع الأجيال : ( 1 ) كناية عن البقاء والانتشار في كل زمان ومكان . ( 2 ) ( مسامع الأجيال ) استعارة مكنية جعل للأجيال مسامعاً - لكن دعوة الإسلام لم تقف عندها بل تخطتها جيلا بعد جيل .
( الأجيال ) مجاز مرسل علاقته الزمنية ، ذكر الزمن ( الأجيال ) وهو يريد ( أهل الأجيال )
سجلته : إيحاء بالثبوت والتوكيد .
محكم : توكيد للصحة والتدقيق ، فالقرآن منزه عن كل ما يصيب الكلام الآخر من خطأ أو تأويل .. قال تعالي (( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )) ( 1-هود ) . قال تعالي (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياته محكمات هن أم الكتاب ... )) .
القوي : جمع قوة - إشارة إلي ما يتصف به سبحانه وتعالي من قدرات في كل صفاته ومنه قوله تعالي ( إن هو إلا وحي يوحي - علمه شديد القوي ) ( 5-النجم )
لم يزل داعيا إلي كل خير : إشارة إلي ما يدعو إليه الإسلام من خير الدين والدنيا والآخرة
ينادي بوحدة واعتدال : ( 1 ) المضارع ( ينادي ) للاستمرار والتجدد لدعوة الإسلام الخالدة ( 2 ) ( وحدة ) وحدة ( بفتح الواو ) من التوحد - وحدة الكلمة بين المسلمين في رأيهم ومواقفهم ، وحدة الصف الإسلامي بين المسلمين في جهادهم وعملهم .
اعتدال : الاعتدال هو سمة الإسلام - فلا إفراط ولا تفريط ، لا شطط ولا مغالاة في أمور الدين ، وقضايا الحياة والمسلم.
أيها المسلمون : أسلوب ****ئي نداء لإظهار الأسي والتحسر .
مالي أراكم : أسلوب ****ئي استفهام للتعجب والإنكار .
صممتم عن صوته المتعالي : إيجاز بحذف مفرد - المفعول به فالأصل - صممتم الآذان - الأسماع )) .وكأنه يريد بحذفها أن يقول للمسلمين : كأنكم لشدة صممكم عن دعوة الوحدة والاعتدال ليس لكم آذان .
فرقتنا مذاهب وحقود : ( 1 ) إشارة إلي أسباب تفرق المسلمين ، وهي كثرة الاتجاهات والمذاهب السياسية والفكرية ، والأحقاد التي يكنها أعداء المسلمين من الغرب والشرق الكافر . ( 2 ) ( حقود ) استعمال جمع الكثرة ( حقود ) ليدل على كثرة ذلك ، وشدة آثاره على المسلمين ( 3 ) وعطف حقود على مذاهب ليبين تعدد أسباب تفرقة المسلمين .
أضرمتها - أشعلتها : الإضرام هو إذكاء النار بعد إشعالها - إشارة إلي ان هذه الأحقاد أشعلت نيران الفرقة بين المسلمين ، ثم لا تزال تغذيها وتزيدها اشتعالاً .
أصابع الاحتلال : ( 1) أصابع مجاز مرسل علاقته الآلية . وذكر آلة إشعال الحرب والفرقة وهو يريد نارها ( 2 ) ( الاحتلال ) همزة وصل ، لأنه مصدر لفعل خماسي ، ولكن الشاعر كتبها همزة قطع لاستكمال الوزن .
ثم نمنا × أدلج الغرب : مقابلة للموازنة بين حالنا - نحن العرب - ( نمنا ) وحال الغرب ( أدلج ) وسار ) وهي توحي بمدي ما حدث لنا من جراء الفرقة والأحقاد من تخاذل .
أيقظتنا الخطوب : استعارة مكنية ، جعل الخطوب شخصا أيقظ المسلمين من نومهم .
قبل الزوال : ربما أراد أن الخطوب والآلام أيقظتنا في وضح النهار ، على مسمع من الدنيا . وربما أراد أن هذه الخطوب أيقظتنا - لكن بحمد الله - قبل فوات الأوان ، مما يعطينا الفرصة على استعادة مجدنا ووحدتنا . ولكن الأول هو الأقرب . لأن البيت التالي يوضح أننا همنا في الدنيا حياري ممزقين .
نحن في الطريق حياري : تشبيه بليغ - يشبه المسلمون وقد تفرقوا وتوزعوا بالطفل الشريد الحائر في الطريق - والتشبيه يوحي بمدي ما آل إليه حال المسلمين في العصر الحديث من ذل وضياع وتشرد .
مثل جسم مفكك الأوصال : تشبيه آخر لتمزق حال المسلمين بجسم تفككت روابط فقراته ، وانحلت مجامع عظامه ، وهو يشير إلي أن حالنا صار عكس ما نادي به النبي صلي الله عليه وسلم حين قال ( مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ..) .
ليس يجدي الكلام : هذا البيت هو نفس ما دعي إليه أبو تمام في فتح عمورية ( السيف أصدق أنباء من الكتب ) ونفس قول أبن عثيمين في مدح الملك عبد العزيز :-
العز والمجد في الهندية القضب
لا في الرسائل والتنميق والخطب
يؤكد أن الكلام والكتابة لن تحقق نصرا ، ولن تهزم عدوا ، إنما القوة هي الطريق الوحيد لاستعادة العزة والكرامة .
قد محا السيف شقشقات المقال : كناية عن أن الغلبة والنصر للسلاح والقوة .لأنه أقوي من كل فصاحة وبلاغة ومقال .
البيت : دعوة تصريحية يؤكد ما قاله السابقون من أننا يجب أن نترك الكلام ، والخطب والشجب والاستنكار إلي العمل الحقيقي ، وقوة السلاح .
فاربعوا : أسلوب ****ئي أمر للحث واستنهاض الهمم والعزائم .
لا توانوا : أسلوب ****ئي نهي لتوكيد الحث على النهضة وترك التواني .
واجمعوا الشمل : كناية عن الوحدة - وهو أسلوب ****ئي طلبي ( أمر ) للحث .
وأنهضوا بالفعال : توكيد لترك الكلام إلي العمل .. وهو أمر للحث على العمل .
في البيت : تحديد لما يجب على المسلمين سرعة اتخاذه وهو أربعة أمور : إعداد القوة ، ترك التواني ، الوحدة ، العمل لا الكلام .
كفانا : إيحاء بكثرة ما لحق بنا .... وليس هناك إمكان لمزيد من ذلك .
تباطؤا ، انقساما ، اختلافا : ثلاثة حدثت لنا بكل شرورها - فكفانا ذلك - الانقسام : تمزق حال المسلمين وتشتت قوتهم ، وتمزق وحدتهم . اختلافا : اختلاف في الآراء ، واختلاف في المواقف تجاه العدو المستعمر .
قد جر شر الوبال : نتيجة سيئة للتباطؤ والانقسام والاختلاف .
يا لقومي : أسلوب استغاثة - يستغيث بقومه ، لأنهم صامتون والعالم مضطرب من حولهم .
المراجل : استعارة تصريحية - شبه حال الأمة واضطراب أحوال الدنيا بالقدور التي تغلي وتوشك على الانفجار ، إيحاء إلي شدة ما يحيط بالإسلام من خطر.
الكون : مجاز مرسل علاقته المحلية ، ذكر المحل ( الكون ) وهو يرد أحداث الكون .
يا لقومي : تكرار للاستغاثة لعل في ذلك تغييراً للحال .
وكل قومي أباة : جملة اعتراضيه للاحتراس . إشارة إلي حقيقة أن المسلمين أباة حقا .
كشر الشر : استعارة مكنية ، جعل الشر وحشا كشر عن أنيابه ، استعداداً للانقضاض على فريسته ، إيحاء بقرب اندلاع الحرب .
نيوب طوال : إيحاء لشدة الخطر المحدق ، فالنيوب الطوال أشد فتكاً .
فارفعوا راية الجهاد : أسلوب ****ئي أمر للحث وشد العزائم والاستنهاض .
بعزم : إيحاء إلي ما يجب أن يكون في الجهاد من صدق العزم وقوة الإرادة .
لنذيق الأعداء : تعليل لقوله : ارفعوا راية الجهاد ، أو نتيجة لها .
كأس النكال : تشبيه بليغ ، شبه شدة ما ينزل بالعدو من انتقام وسوء عاقبة بكأس مليئة بالانتقام .
وحدوا الصف ، والقيادة ، وامضوا : ترتيب لما يجب اتخاذه قبل بدء الجهاد : فالوحدة في الصف والعمل ، ثم وحدة القيادة ثم المضي إلي ساحة الجهاد ...
- إن في الاتحاد خير المآل : تعليل لضرورة تحقيق لوحدة الشاملة للأمة الإسلامية ونتيجة ترتيب على تحقيقها . والجملة إطناب بالتذييل لتوكيد أهمية الوحدة.
التعليق العام
النص من أدب الدعوة الإسلامية في العصر الحديث ، فهو يتناول حال المسلمين في هذا العصر ، وكيف تغير موقعهم على خريطة الحياة كثيرا عن قبل .
العاطفة في النص عاطفة جماعية ، فهو وإن تكلم بلسان نفسه إلا أن شعوره هو شعور كل المسلمين في هذا العصر . وهي عاطفة صادقة .
امتزجت العاطفة بالأفكار التي ساقها - مما جعل النص قوي التأثير في نفوسنا ففي المقطع الأول ( الأبيات 1-7 ) يصور ذلك النور الذي انطلق من غار حراء فأضاء جنبات الدنيا ، وغير مجري البشرية كلها ، - فسادته عاطفة قوية من الفخر والاعتزاز بهذا الماضي العظيم .
وتري صدق هذه العاطفة ظاهرا في أسلوبه وخيالية .
* وفي المقطع الثاني الذي يتحدث فيه ( الأبيات 8-14 ) عن حال المسلمين في العصر الحاضر ، وكيف أعرضوا عن دعوة الحق فهانوا وتفرقوا وذلوا تري في هذه الأبيات عاطفة قوية من شعوره بالحزن والأسي وعلى ما صاروا إليه .
وتري قوة هذا الحزن والأسي من خلال قوله .
* وفي آخر النص يستحث قومه المسلمين لعلهم يخرجوا من هذا الصمت والنوم ، تري عاطفة قوية من الأمل الكبير .
من خصائص أسلوب الشاعر :
وضح الأسلوب مع عمق المعاني التي يعبر عنها .
انتقاء الألفاظ ، ودقة اختيار الكلمات .
الألفاظ مألوفة خالية من الغرابة والابتذال .
ترابط التراكيب كالبنيان المتين .
تنوع الأسلوب بين الخبري وال****ئي .
استخدام الشاعر أسلوب الوصف - مستعملاً طريقة الجد .
خيال الشاعر قليل - وما جاء فهو خيال خصب معروف - لكنه يخلو من الإيغال والسطحية ، ومعظمها مقتبس من التراث القديم .
استطاع بصورة الخيالية إبراز أفكاره وتصوير عاطفته .
النص من الاتجاه التجديدى على طريقة مدرسة الإحياء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيا النثر:
تعليم البنين - المرحلة الثانوية - الثالث الثانوي - الادب والنصوص - الفصل الثاني - أدب الدعوة الإسلامية - ثانيا : النثر - وصايا وارشادات -للشيخ محمد بن عبد الوهاب
وصايا وإرشادات - للشيخ محمد بن عبد الوهاب
قال في أحدي خطبة بعد أن حمد الله وأثني عليه :
النمل

الإمام محمد بن عبد الوهاب :
1- هو الإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي ، زعيم النهضة الدينية الإصلاحية الحديثة في جزيرة العرب ، ولد بالعيينة ، وطلب العلم بالحجاز - دعي إلي التوحيد الخالص ، وكانت دعوته هي الشعلة الأولي لليقظة الحديثة في العالم الإسلامي كله .
2- له كتب في التوحيد ( كتاب التوحيد ) ، ( كشف الشبهات )
لغويات :
اتقوا : التقوى الخشية والخوف ، وتقوي الله : خشيته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه .
اجلوا : اكشفوا ما عليها من سواد ظلمة الذنوب .
التوبة : الاعتراف والندم ، والإقلاع والعزم على ألا يعاود الإنسان ما اقترفه .
استفتحوا : اطلبوا فتح أبواب الرحمة .
واسوا : من المواساة - إعطاؤهم من مالكم .
سفهاءكم : جمع سفيه ، وهو من لا يحسن التصرف .
قصم : كسر وأهلك - نزلت به البلية البغي : الظلم ومجاوزة الحد .
الحقد : الانطواء على العداوة والتملص لفرصتها جمع أحقاد ، حقود .
الحسد : تمني أن تتحول نعمة الآخرين إليك أو أن يسلبوها .
الغم : الحزن والكرب يحصل للقلب بسبب بما جمعه ( غموم )
كمد : كتمان الحزن - حزن الرجل حزنا شديداً
كبت : كب في النار قلب وألقي وصرع ، مجبور : منصور غالب .
فرط : جاوز الحد في القول أو العمل .
غنم : فاز بالشئ في التتريل العزيز ( فكلوا مما غنتم حلالاً طيباً ) .
واسوا : خفضوا الآلام ، خذوا على أيدي : شددوا .
سفهائكم : جمع سفيه من لا يحسن التصرف ، الكمد : كتمان الآلام .
الأفكار والمعاني :
1- الدعوة إلي تقوي الله ، بعد أن غلب الطمع على النفوس فأهلكها ، واستولت الذنوب على القلوب فجعلتها سوداء . ( وهذا هو سبب البلاء وأصل الداء ) ثم يفصل العلاج ) .
2- إن التوبة هي التي تجلو سواد القلوب كالمصباح يضئ الطريق .
- الاستغفار مفتاح الرحمة فإن الله يرحم التائبين ويفتح لهم باب الرحمة بالتوبة .
- إصلاح الأعمال الفاسدة - فهذا هو الطريق لأن يصلح الله أحوالنا .
- مواساة الفقراء ومساعدتهم - فبها يوسع الله الأرزاق .
- الأخذ على يد السفهاء ، سبيل إلي بركة العمر وطول الأجل .
- الرحمة تجلب لصاحبها رحمة الله ، والظلم يجلب لصاحبه ظلماً أشد .
- التفريط في الدين ندامة ، وعمل الصالحات ربح وغنيمة .
- تقوي الله في السر وفي العلن عصمة وسلامة .
- البعد عن البغي والعدوان والحقد والحسد ، فالحسود لا يسود ، ولا يستطيع أن يرد نعمة من نعم الله على عبد من عباده .
- الإنسان ابن بيئته وكل إناء بما فيه ينضج .
- من حفر لأخيه شرا وقع فيه .
- إن من تدركه رحمة الله وعنايته فلن يمسه سوء أو مكروه .
- المحسن يجازي بإحسانه ، والمسئ بإساءته يوم القيامة .
خصائص أسلوب الشيخ :
- الشيخ رحمة الله جاء مجددا للعقيدة في القلوب ، كما جدد في الأفكار والأسلوب :-
1- هذب الأسلوب بطريقة عملية .
2- خلص الخطابة من الركالة والرتابة ، وأزال عنها البديع المتكلف .
3- كثرت خصائص الخطابة منذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتغيرت عما كانت عليه قبله موضوعاً وأسلوباً كالآتي :-
التحليل والتذوق :
- فيا أيها الناس : أسلوب ****ئي نداء للتنبيه .
- اتقوا الله : أسلوب ****ئي أمر للحث وإثارة الانتباه .
- عباد الله : أسلوب ****ئي نداء حذف الأداة إشعارا بالقرب ولمنع تكرار أداة النداء ... وتكرار النداء لزيادة الحث والتنبيه .
- قد غلب على النفوس الطمع فأهلكها :
( قد ) تفيد التحقيق لما جاء في الجملة من تغلب الطمع على النفوس وإهلاكه لها.
( على النفوس ) تقديم الجارر والمجرور يفيد التخصيص والاهتمام بأمر النفوس .
( أهلكها ) استعارة مكنية تجعل النفوس شيئا حسيا أهلكه الطمع وأباده
( الطمع ) لم يذكر أي نوع من الطمع إشارة إلي أن كل ألوان الطمع قد سيطرات على النفوس ، طمع في الدنيا بزخرفها - طمع في المال ، في الشهوات - استولت على القلوب الذنوب فسودتها :
قضية ثانية ينبه إليها الشيخ وهي أن الذنوب قد استولت على كل شغاف القلوب ومشاعرها فأحالتها سوداء وقضت على نور الإيمان فيها .
( استولت ) توحي بالسيادة والتسلط الكامل - وكأنه لا شئ فيها غير الذنوب .
( على القلوب ) تقديم للتخصيص وشدة التنبه لما صارت إليه القلوب .
( فسودتها ) تصوير للقلوب بالشئ الأسود لكثرة ما ران عليها من الذنوب والذنوب أعمال سوداء فسودت القلوب
الجملتان السابقتان : ( 1) بينهما ازدواج ، وهو من مصادر الموسيقي في النثر الفني
( 2) تكشفان عن الداء الذي عم في هذا العصر .
- فاجلوا سواد هذه الظلمة بالتوبة :
تذكرة علاج تحمل دواء واحدا ناجعا..... إذ ليس من سيبل الخلاص من داء الذنوب غير التوبة . وتلك سمات الداعية الحق - أن يضع الدواء ذكر الداء .
(اجلوا ) أسلوب ****ئي أمر للنصح والإرشاد .
( سواد الظلمة ) : استعارة تصريحية يشبه الذنوب والمعاصي بالظلام الأسود الذي سيطر على القلوب وصرح بالمشبه به .
( التوبة هي المصباح ) : تشبيه بليغ - جعل التوبة هي المصباح الذي يحتاجه كل صاحب ذنب ليقضي به على ظلام الذنوب وسواد القلوب ، فوجه الشبه هو إزالة الظلمة . ووجه بلاغته أنه جاء دالاً على المعني المراد بوضوح بياني .
- واستفتحوا أبواب الرحمة بالاستغفار : أسلوب ****ئي أمر للنصح والإرشاد .
( استفتحوا )- اطلبوا فتح أبواب الرحمة - فلا يصح لو قال افتحوا .
( أبواب الرحمة ) : استعارة مكنية شبه الرحمة بمنازل لها أبواب على التائبين أن يطلبوا من الله تعالي أن يفتح لهم أبواب رحمته بعد أن تاب عليهم .
( بالاستغفار ) : استعارة تصريحية - شبه الاستغفار بالمفتاح الذي يمكن به أن تفتح لهم به أبواب الرحمة .
- أصلحوا فساد أعمالكم يصلح الله أحوالكم : أسلوب ****ئي أمر للنصح والإرشاد ، وهو تعبير عن معني قوله تعالي ( لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ) وهو هنا يوجز الأمر ويوجز علاجه في دقة بالغة .
- خذوا على أيدي سفهائكم : كناية عن التشديد والوقوف ضد فاسدي التصرف ، وهو أسلوب ****ئي أمر للنصح والإرشاد .
- وفي الجمل الأربع السابقة ما يسمي في علم البديع ( ترصيعا ) وهو تكرار أكثر من سجعتين - مما يحدث أثرا موسيقيا في الصياغة ، فقد قال ( أعمالكم ، أحوالكم ، درجاتكم ، فقراءكم ، أرزاقكم ، سفهائكم أعماركم ) مع ملاحظة أنه لا تكلف في هذه السجعات .
- الترصيع أيضا في قوله : فمن (( رحم رحم ، ومن ظلم قصم ، ومن فرط ندم ، ومن أنجز في الأعمال الصالحة ربح وغنم سلم ) .
- سره × علانية : طباق للشمول - شمول تقوي الإنسان لربه سرا وعلانية .
- لا يناله من حسده إلا الهم والغم والكمد والنكد = أسلوب قصر - طريقته النفي والاستثناء - يفيد توليد ما يحدث للحسود من آلام متعددة .
- كل إناء ينضج بما فيه : كناية عن أن الإنسان يتصرف وفق ما تربي عليه .
- لاشك : إطناب الاعتراض للتوكيد .
حفر لأخيه بئرا وقع فيه : كناية عن أن من يدبر شرا للناس سوف ينقلب الشر عليه وحده - ( لأخيه ) تقدم للتخصيص .
- منصور - مجبور : سجع ، وجناس ناقص .
- محسن × مسئ : طباق للشمول ، شمول الجزاء من جنس العمل .
- هل تجزون إلا ما كنتم تعملون : أسلوب قصر بالنفي ( هي بمعني لا ) والاستثناء لتوكيد أن الجزاء على قدر العمل ونوعه .
التعليق العام :
خصائص الخطابة منذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب : -
1- وضوح الأفكار وتسلسلها مما يدل على سعة الثقافة وعمقها .
2- قوة العاطفة المدعومة بقوة الحجة والبرهان .
3- بيان قوي يأخذ بالألباب فيمس شغاف القلوب .
4- عبارة رصينة منتقاة فيها من الإيقاع والاتزان ما يجعل أسلوب الشيخ من السهل الممتنع
5- بديع غير متكلف ، ذو تأثير على الأذن والقلب معا ، وخاصة ذلك السجع المنسق .
6- إيجاز يلم بأطراف الموضوع في كلمات محددة مسددة رشيقة .
7- تأثر واضح بالقرآن في المعاني والاقتباس الذي يصيب الهدف .
8- استشهاد بآية من كتاب الله يتوج بها كل خطبة من خطبة .
9- الحكم التي ينثرها في خطبة .
10- المزاوجة بين الجمل ال****ئية والخبرية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النثر - منهج البشر - سيد قطب
منهج للبشر - لسيد قطب
التعريف بالكاتب :
1- واحد من أبرز أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث - كما أنه رواد الأدب المعاصر .
2- ولد سنة 1321هـ سنة1903 في صعيد مصر بقرية تابعة لمحافظة أسيوط في أسرة ميسورة الحال متدينة .
3- تعلم في مدارس أسيوط - ثم التحق بكلية دار العلوم حتي تخرج منها .
4- كان محبا للقراءة الأدبية والدينية ، فتكونت له ثقافة واسعة راسخة .
5- اتصل بالأستاذ عباس العقاد وأعجب به ، ونهل من فكره ، ودافع عنه كثيراً .
6- أعدم - يرحمه الله - في سنة 1386/ 1966م .
النص :
" هذا المنهج الإلهي ، الذي يمثله الإسلام في صورته النهائية ، كما جاء بها محمد - صلي الله عليه وسلم - لا يتحقق في دنيا الناس ، بمجرد تنزله من عند الله ، ولا يتحقق بمجرد إبلاغه للناس وبيانه ، ولا يتحقق بالقهر الإلهي على نحو ما يمضي ناموسه في دورة الفلك وسير الكواكب . إنما يتحقق بأن تحمله جماعة من البشر تؤمن به إيماناً كاملاً ، وتستقيم عليه بقدر طاقتها ، وتجتهد لتحققه في قلوب الآخرين وفي حياتهم كذلك ، وتجاهد لهذه الغاية بكل ما تملك .
تجاهد الضعف البشري ، والهوى البشري في داخل النفوس ، وتجاهد الذين يدفعهم الضعف والهوى للوقوف في وجه الهدي ، وتبلغ - بعد ذلك كله - من تحقيق هذا المنهج إلي الحد الذي تطيقه فطرة البشر ، والذي يهيئه لهم واقعهم المادي . على أن تبدأ بالبشر من النقطة التي هم فيها فعلا ، ولا تغفل واقعهم ، ومقتضياته في سير وتتابع مراحل هذا المنهج الإلهي ، ثم تنتصر هذه الجماعة على نفسها وعلى نفوس الناس معها تارة ، وتنهزم في المعركة مع نفسها وعلى نفوس الناس معها تارة ، وتنهزم في المعركة مع نفسها أو مع نفوس الناس تارة بقدر ما تبذل من الجهد ، وبقدر ما تتخذ من الوسائل المناسبة للزمان ولمقتضيات الأحوال ، وقبل كل شئ ،بمقدار ما تمثل هي ذاتها من حقيقة هذا المنهج ، ومن ترجمته ترجمة عملية في واقعها وسلوكها الذاتي .
هذه هي طبيعة هذا الدين وطريقته ، وهذه خطته الحركية ووسيلة ، وهذه هي الحقيقة التي شاء الله أن يعلمها للجماعة المسلمة وهو يقول لها ( إن الله لا يغير ما يقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ) ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) .
اللغويات :
المنهج : الطريق الواضح المستقيم ، فطرة : الطبيعة السلمية الخالية من كل عيب
صورته النهائية : الإسلام خاتم الأديان ، مقتضياته : متطلباته
إبلاغه : إعلانه والدعوة إلي اتباعه ، ترجمته : تحويله إلي واقع عملي
بيانه : توضيح تعاليمه ، الحركية : العلمية
القهر الإلهي : القدرة الإلهية النافذة ، يعلمها : يخبرها - يعلنها
ناموسة : قانونية وشريعته ، تمثل : يكون دورها في أنفاذ هذا المنهج
تستقيم عليه : تسير بانضباط والتزام تام عليه .
الشرح :
1- الإسلام الذي جاء به محمد - صلي الله عليه وسلم - هو المنهج الإلهي في أكمل صورة ، وأتم خصائصه ولكن هذا المنهج الإلهي المتمثل في الدين الإسلامي الصحيح لن يتحقق بمجرد إعلانه للناس ، ولا بمجرد توضيح أصوله لهم ، كذلك لا يتحقق بالقوة الإلهية التي تتحكم في سير المخلوقات كدورة الفلك وسير الكواكب .. لكن يتحقق هذا المنهج الإلهي القويم بأن تتبعه بمجموعة من الناس أتباعا كاملاً ، ثم تجاهد ليتحقق في نفوس غيرهم من الناس ويرسخ الإيمان به في قلوبهم ، وتسير عليه حياتهم .
2- يجب على جماعة المسلمين الذين يتولون تعميق الإيمان في قلوب وحياة الناس أن تحارب أهواء النفس ، وتحارب الذين يمنعون انتشار دين الهدي .
3- وعلى هذه الجماعة المؤمنة بالمنهج الإلهي المتمثل في الإسلام الكامل أن تعمل على تحقيقه في حدود طاقة البشر ، وأن تكون البداية ما يعيشونه فعلا . ثم تتخذ الوسائل الكفيلة بتحقيق هذا المنهج على مراحل ... فقد تنتصر هذه الجماعة على نفسها مرة وقد تهزم مرة أخري . وقد تنتصر على نفوس الناس أو تنهزم مرة أخري .
4- ويكون النصر على نفسها وعلى نفوس بمقدار ما يتحقق من هذا المنهج تحقيقا عمليا فكلما طبقنا هذا المنهج في حياتنا ونفوسنا أكثر كان النصر أكثر .
5- تلك هي حقيقة الإسلام - وهذه هي خطته العملية التي يجب أن يسير عليها كل مسلم ملتزم بالمنهج الإلهي .
وهذه هي الحقيقة التي يريد الله أن يبلغها للمسلمين ، وهي أن الله لن يغير حال الناس إلا إذا غيروا ما بأنفسهم ، ووعد الذين يجاهدون لإعلام دينه بالنصر.
التحليل والتذوق :
- المنهج الإلهي : الدين الذي يريده الله للبشر .
- الإسلام في صورته النهائية : فالإسلام آخر الديانات ، وهو الصورة الكاملة للمنهج الإلهي الذي يجب أن يسير عليه البشر جميعاً .
- لا يتحقق بمجرد إبلاغه للناس وبيانه لهم :
- لا يتحقق بمجرد نزوله من عند الله :
- لا يتحقق بالقهر الإلهي كالأمور الكونية :
- إنما يتحقق بأن تحمله جماعة من الناس تؤمن به وتسير عليه في حياتها -لكن بشروط هي أن :
1- تؤمن به إيماناً كاملاً .
2- تسير على نهجه قدر طاقتها .
3- تعمل على تحقيقه في نفوس الآخرين وحياتهم .
4- تجاهد بكل ما تملك لتحقيق هذا الدين علمياً .
- هذا المنهج الإلهي : إشارة إلي حقيقة الإسلام وجوهر تعاليمه - وقد وصفه بالإلهي ليؤكد أنه ليس من صنع البشر أو الملائكة - وما كان إلا هياً فهو فوق الشبهات وفوق التناقص .
- لا يتحقق في الأرض ، وفي دنيا الناس : الأولي إشارة إلي تحقق المنهج الإلهي في الأرض كلها بكل مخلوقاتها ، الثانية إشارة إلي تحققه في دنيا الناس وحياتهم شاملاً الإيمان والتوحيد والالتزام بالأوامر وترك النواهي . فليس ذلك مطلوبا من غير الناس في الأرض .
- لا يتحقق بمجرد إبلاغه للناس وبيانه : إشارة إلي أن إبلاغ الناس بالمنهج الإلهي ليس كافيا لتحقيقه في حياتهم . فقد يبلغون ولا يؤمنون به ولا يعملون بما جاء فيه - فليس كل من بلغ آمن .
- ولا يتحقق بالقهر الإلهي : إشارة إلي أن المنهج الإلهي الذي جاء به الإسلام لا يتحقق بالقهر الإلهي ، لأن ذلك يبعد كونه الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل - ولأنه لو تحقق بالقهر الإلهي كما هو الحال في تسخير الكواكب والنجوم لما كان لأحد الخيار في الإيمان والكفر .
- إنما يتحقق بأن تحمله جماعة : أسلوب قصر طريقته ( إنما ) - لإفادة التخصيص .
- تجاهد الضعف البشري والهوى البشري : استعارة مكنية تجعل الضعف والهوى شخصين عدوين تجب على الجماعة التي تجاهد في سبيل تحقيق الدين مجاهد هما حتي تتغلب عليهما .
- إلي الحد الذي تطيقه فطرة البشر : إشارة إلي أن الدين ليس فيه قهر ولا جبروت ، ولا تكليف الناس بما لا يطيقون - فالدين يسر ، والنبي صلي الله عليه وسلم يقول :" اتقوا الله ما استطعتم " .
- هذه الشروط الأربعة هي الخطة الحركية التي يمكن بها أن يطبق الدين الإسلامي .
- أنواع الجهاد الذي يقوم به المؤمنون :
أ - جهاد الضعف البشري
ب- جهاد الهوى النفسي .
جـ - جهاد أعداء الدين .
- ضوابط الجهاد ومراحله :
أ - البدء من الحياة والصورة التي يجدون عليها الناس عندما يدعونهم للإيمان .
ب- الأخذ بعين الاعتبار ما يحيط بالناس في حياتهم الواقعية المادية . لأنه لا يمكن اقتلاع الناس من حياتهم التي يعيشونها مرة واحدة .
معيار الجهاد وتوقعاته
1- يمكن الانتصار على النفس وعلى الناس مرة , - أو الهزيمة مرة أخري .
2- كلما كان الجهاد أكثر وأقوي وأكثر وسائل زادت فرصة الانتصار على النفس البشرية وعلى نفوس الآخرين . وكذلك كلما كان التمسك بهذا الدين أكثر ، وتحويله إلي حياة عملية أكثر واقعاً كانت الانتصارات أكثر حدوثاً .
ترجمته ترجمة عملية في واقعها وسلوكها الذاتي :
أي تحويل أوامر الدين ونواهيه إلي حقيقة منفذة عملياً في الواقع من حولنا ، وفي سلوكنا وأخلاقنا الذاتية. وليس كلاما نظرياً ، وذلك بأن يطبق منهج الله في حدود طاقة البشر ، لأن الإسلام دين الفطرة لا يتجاهل واقع الناس .
التعليق العام :
1- مرة حياة الأستاذ / سيد قطب في مجال الدعوة الإسلامية بثلاثة أطوار هي :
الطور الأول : تأثرت ثقافة الأدبية بالثقافات الأجنبية وذلك عن طريق الكتب المترجمة من ناحية - وتأثره وإعجابه بالأستاذ / عباس العقاد من ناحية ثانية - فقد كان سيد قطب معجبا بالعقاد ، شديد الدفاع عنه وعن آرائه .
الطور الثاني : تأثره بالشيخ رشيد رضا ومدرسته - فأصبح في هذا الطور الثاني داعياً إلي الإسلام وإلي تحكيمه في كل شئون الحياة .
الطور الثالث : التفرغ للكتابة عن الإسلام والقرآن الكريم ، والعمل المستمر لتحقيق العمل بالإسلام والدعوة إليه .
2- للأستاذ سيد قطب خصائص تمثل منهجه أو مدرسته في الدعوة إلي الإسلام والتأليف عنه : وأهم مميزات هذه المدرسة هو صفة ( الجدية ):-
( أ ) جدية في المصادر التي أعتمد عليها ونهل منها ، وهي القرآن الكريم والسنة المطهرة .
( ب ) وتظهر الجدية في المؤلفات التي أصدرها عن الإسلام والقرآن : وهي ( التصوير الفني في القرآن ) - ( مشاهد القيامة في القرآن الكريم ) ( في ظلال القرآن ) .
( جـ ) الجدية في الموضوعات التي ألف فيها : وهي : ( العدالة الاجتماعية في الإسلام - ( الإسلام ومشكلات الحضارة ) ( لمستقبل لهذا الدين ) .
3- خصائص أسلوبه :
- أسلوب عذب قادر على التأثير والإقناع بيسر وجدارة .
- إدراكه العميق لكثير من الأمور التي لم يسبق لها .
- استطاع بأسلوبه في مؤلفاته أن يضع كل مسلم في الجو القرآني العطر ، الذي تحيا به النفوس وذلك ببيانه المشرق وعباراته المسهلة .
- حرارة الداعية وصدقه - يظهر ذلك بوضوح .
- ابتعاد أسلوبه عن التواء الأفكار والتفلسف في الحديث - وكذلك البعد عن جفاف العبارات .
- تسيطر على الكاتب عاطفة إيمانية قوية متمكنة من ذاته وتكوينه ، انعكست بوضوح على أسلوبه وقدرته على البيان والإبداع .
- طول تمرس بالأدب وعمق ثقافته مكنته من الإلمام الواعي بالكلمات وأثرها في الوجدان .
- الجدية في الأسلوب والرصانة في العبارات مع سهولة ووضوح .
- انتقاء الكلمات الموحية والتركيب المحكم .
- التكرار أحياناً .
- توليد الأفكار المساندة التي تخدم الفكرة الأساسية .
- الاستطراد والاستدراك - نتيجة لتزاحم الأفكار وتدفق المعلومات في موضوع يكتب عنه صاحبه وحرارة وإخلاص .
- النص يمثل أدب الدعوة الإسلامية في العصر الحديث ( النثر ) وهو من كتاب ( هذا الدين )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النثر - ياشباب العرب - مصطفى صادق الرافعي
يا شباب العرب - لمصطفي صادق الرافعى
التعريف بالكاتب :
(1) ينحدر الرافعي من أسرة سورية الأصل استقرت بمصر ، حيث ولد الأديب الكبير سنة 1298هـ ، وتلقي علومه الأولي ، ولم يتم دراسته بالمدارس لعائق صحي ألم به ، وعوض هذا النقص بالاعتماد على نفسه ، فتابع تحصيله بالقراءة الدائبة للكتب ، وساعده على ذلك مكتبة والده التي ضمت كثيراً من الكتب العربية والإسلامية ، كان محبا للاعتكاف في بيته ، لا يحب الاختلاط بالناس فساعده ذلك على كثرة الإطلاع والقراءة على كثير من كتب اللغة والأدب والدين .
صفاته وأخلاقه :
1- كان متمسكا بدينه ميالا إلي الفضائل .
2- كان يدعو إلي التمسك بأخلاق السلف ، وترك ما جاءت به الحضارة الأوروبية من عادات وتقاليد مخالفة .
3- كان يدعو إلي التمسك باللغة العربية الفصحى ، والأدب العربي القديم .
4- هاجم دعاة التجديد كالعقاد وطه حسين ، وكانت له معهم معارك أدبية حامية يحملها كتابة ( على السفود ) ، ( تحت راية القرآن ) .
أسلوبه :
1- أسلوب خاص وليس بالمرسل ولا المسجوع المقيد .
2- يجمع بين عمق الفكرة وسمو العبارة وجمال البيان .
النص :
يقولون إن في شباب العرب شيخوخة الهمم والعزائم ، فالشبان يمتدون في حياة الأمم وهم ينكمشون ، وإن اللهو قد خف بهم حتي ثقلب عليهم حياة الجد ، فأهملوا الممكنات فرجعت كالمستحيلات . وإن الهزل قد هون عليهم كل صعبة فاختصروها ، فإذا هزئوا بالعدو في كلمة فكأنما هزموه في معركة ، ,إن الشاب منهم يكون رجلاً ، ورجولة جسمه تحتج على طفولة أعماله .
ويزعمون أن هذا الشباب قد تمت الألفة بينه وبين أغلاطة ، فحياته حياة هذه الأغلاط فيه ، وأنه مقلد للغرب في الرذائل خاصة ، وبهذا جعله الغرب كالحيوان محصوراً في طعامه وشرابه ولذاته .
يا شباب العرب ، من غيركم يكذب ما يقولون ويزعمون ؟ من غيركم يجعل النفوس قوانين صارمة ، تكون المادة الأولي فيها قدرنا لأننا أردنا ؟
ألا إن المعركة بيننا وبين الاستعمار معركة نفسية ، إن لم يقتل فيها الهزل قتل فيها الواجب ، والشباب هو القوة ، فالشمس لا تملأ النهار في أخره كما تملؤه في أوله
يا شباب العرب ، اجعلوا رسالتكم إما أن يحيا الشرق عزيزا ، وإما أن تموتوا .
اللغويات :
شيخوخة : ضعف وفتور ، العزائم : جمع ( عزيمة ) الصبر والجلد والتحمل .
الهمم : جمع ( همة ) العزم على عمل شئ ، يمتدون : يتقدمون
ينكمشون : يتراجعون ، اللهو : ما يشغل الإنسان من هوي وطرب .
خف بهم : استهان بهم ، الممكنات : السهلة التي يمكن عملها ز
الهزل : عدم الجد في الكلام أو العمل ، هون : سهل ، خفف
اختصروها : استغنوا عن كثير منها وتركوها ، صارمة : قوة نافذة
قدرنا : استطعنا وتمكنا مضارعة ( تقدر ) .
الشرح :
* شاع في الناس أن شباب العرب قد ضعفت همتهم ، وضاعت عزيمتهم . في وقت نهض فيه شباب الأمم الأخرى ، إن الشباب في كل أمة هم عامل التقدم وازدهار ، لكن شباب العرب صاروا عامل انكماش وانحسار وتخلف وجمود في أمتهم . وكذلك تري الجد والعمل الدائب من سمات الشباب في كل مكان إلا أن شباب العرب قد استبد بهم اللهو والهوى حتي صارت الأمور السهلة اليسيرة بالنسبة لهم أشياء صعبة مستحلية في نظرهم ، كما قال المتنبي . لقد طغي عليهم الهزل وعدم الجد ، حتي أصبحوا يعتبرون مجرد السخرية بالكلام على العدو انتصارا ساحقا قويا في معركة فاصلة لقد صاروا رجالا في أجسامهم ، لكنهم كالأطفال في أعمالهم ، لقد تعودوا الخطأ ، فصار عادة لهم ، وسمة تميزهم ، حتي أن الغرب يعاملهم معاملة الحيوان ، يعرف أن كل مطامحهم في الطعام والشرب واللذات - ولا قدرة لهم على شئ غير ذلك . والشئ الذي أتقنوه هو تقليد الغرب في المفاسد والرذائل.
فيا شباب العرب ..... من فيكم ينهض ويكذب هذا الزعم الغربي المشين ، من منكم يجعل من نفسه حكماً وقانوناً نافذاً - يحقق بقدرته الكامنة وإرادته القوية كل ما يجب أن يتحقق !!.
إن المعركة بيننا وبين الاستعمار معركة نفسية ، إذا لم يقتل الهزل واللهو فسوف يقتل الجد والواجب - والشباب هم قوة الأمة وطاقتها المبدعة ، فهم للأمة في عزمهم القوي كالشمس في وضح النهار .
يا شبابنا العربي : اجعلوا هدفكم في الحياة هو أن نحيا كراماً ويحيا الشرق عزيزاً حراً أو الموت .
التحليل والتذوق :
- شيخوخة الهمم والعزائم : كناية عن ضعف الشباب ، وضياع عزمهم وقوتهم ، واستعارة مكنية شبه الهمم والعزائم برجال ضعفوا مع الشيخوخة وتقدم العمر .
- الهمم ، والعزائم : عطف العزائم على الهمم ليؤكد ضياع كل مقومات ومظاهر القوة والجد ، فالهمة هي النية على عمل شئ ، والعزيمة الصبر والتجلد على تنفيذه ، فلا هم أقويا ء ولاهم صابرون ذووجد .
- الشباب يمتدون : استعارة مكنية شبه الشباب الأمم بأشياء حسية تتمدد وتنطلق بالحرارة - التي هي قوة الشباب وعزمهم .
- يمتدون × ينكمشون : طباق للموازنة بين حال الشباب الأمم ( يمتدون ) وحال شباب العرب ( ين
maiyadh
maiyadh
كيفكم بنااات بصراحه انا حدي مشغوله وين الاقي بحوث جاهزه للمكتبه

في النت والا في المكتبات


والله يسهل علينا اجمعين
ابعد الحدود
ابعد الحدود
ليش محد يتكلم عن المكتبه والبحث
مومعقول من 3اسابيع تقريبا مافيه
اجابات ليش البرود
الامتحانات قربت
تحيااااتي