dh_nzl_ly_lsm_ldny
WIDTH=400 HEIGHT=350
كل محب له أمنية أن يكون قريباً من حبيبه
ومن لم تكن هذه أمنيته فليس صادقاً في حبه ..
ربنا سبحانه يعلم أن له عباداً يحبونه حباً شديداً ويحبون
أن يقتربوا منه فجعل لهم موعداً ينزلفيه إلى السماء الدنيا نزولاً
يليق بجلاله وعظيم سلطانه ليرحمهم وليجيب طلباتهم
فيكلمهم ويكلمونه ويدعونه, يحدث هذا في كل ليلة
قلت لليل هل فى جوفك سر ُّ *** عامرُ بالحـديـث والأسرارِ
قال لم ألقَ فى حياتى حديثـاً *** كحديث المحبيـن فى الأسحارِ
كيف تتعامل مع الله إذا نزل إلى السماء الدنيا ؟؟
لقد لخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشهد
الثلث الأخير من الليل في كلمات بسيطة عندما قال :
( ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر
فيقول : من يدعوني فاستجيبله من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )
رواه البخاري
ويستمر هذا الوضع يستمر حتى يطلع الفجر
أول سؤال عندنا هو كيف نعرف أن الثلث الأخير من الليل بدأ ؟؟
معرفة بداية هذا الثلث يختلف من مدينة إلى مدينة
وحتى في المدينة الواحدة يختلف من الصيف إلى الشتاء لماذا ؟؟
بسبب قصر الليل وطوله فإذا أردت أن تعرف الثلث الأخير
من الليل فعليك أن تحسب حسبة بسيطة وهي سهلة, سهلة جداً
أولاً : يجب أن تعرف وقت أذان المغرب
ووقت أذان الفجر في هذه المدينة
ثم بعد ذلك احسب كم ساعة بين المغرب والفجر
من المغرب إلى الفجر , كم ساعة
فمثلاً لو كان الوقت بين أذان المغرب
وأذان الفجر ست ساعات فهذا يعني أن الليل بطولة ست ساعات
إذن كم سيكون الثلث الواحد من الليل ؟؟
اقسم الست ساعات على ثلاثة .. ستة تقسيم ثلاثة اثنان ,
إذن هذا يعني أن الثلث الأخير من الليل يبدأ قبل أذان الفجر
بساعتين في هذا المثال وهكذا
وهذا الوقت هو أفضل وقت في الليل كله فكم من تائب
ما غفر ذنبه إلا في هذا الوقت وكم من سائل تأخرت إجابة
دعائه فلما دعا في هذا الوقت انفرجت المصبية
واستجاب الله الدعاء وكم من مسلم يأس من أن تدمع عينه
من خشية الله فتفاجئ بدمعته تنزل بسرعة على خده في هذا الوقت
, إنه وقت شريف عزيز فيه روحانية عجيبة
فإذا غارت النجوم
وهدأت الجفون ونامت العيون ولم يبقَ إلا الحي القيوم فتوضأ وضوءك
والبس أحسن ثيابك واستقبل القبلة وقل :
الله أكبر وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض
حنيفاً وما أنا من المشركين
إن لله تعالى عباداً يحبونه ويحبون لقاءه وينتظرون
هذا الثلث الأخير من الليل بفارغ الصبر في كل ليلة
ولا يزالون يجاهدون أنفسهم بالنوم والاستيقاظ
إلى أن يفوزوا مع من فاز بهذا الوقت الشريف فهل سننظم إليهم أم لا ؟؟
والله لو كانت عندنا رحلة طائرة في هذا الوقت لما فآتتنا
بل أحياناً تعرض أفلام تكون في الثلث الأخير من الليل
ينتظرها الناس ويصبرون عليها ولا يصبر الواحد منا
على إجابة نداء الله والله لو اتصل بنا أحد في هذا الوقت
من الليل لاهتممنا بهذا الاتصال ولاهتممنا بالموضوع ..
ربنا أحب إلينا وأرجى لقلوبنا , و لهذا فمن اختبار الله لنا أنه قد جعل
الوقت الذي ينادي فيه العباد هو في هذا الوقت المتأخر لماذا ؟؟
ليهتم بذلك من كان صادقا ًفي رغبته لفضل الله ورحمته
فإذا قاوم الإنسان رغباته وقاوم ملذاته من النوم
أو الانترنت أو التلفاز أو غيرها من الأشياء لو ترك كل
هذا وتوجه إلى ربه وقام بين يديه في هذا الوقت العزيز الشريف
فإن الله تعالى بالمقابل سيعطيه أكثر مما ترك
وسيفتح له من الرحمات ما لم يخطر له على بال .
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إن في الليل لساعةً لا يوافقهارجلٌ مسلم يسأل الله خيراً
من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كلليلةٍ)
رواه مسلم
وبعض الناس يستغل هذا الوقت في الشكوى إلى الله تعالى ممن ظلمه
, هذا حق من حقوقه لا يستطيع أحد أن ينكرها عليه لقد كفل الله له هذا الحق
لهذا
يروى أن أحد وزراء قد اعتدى على أموال امرأة عجوز
فسلبها حقوقها وصادرها أملاكها ذهبت إليه العجوز تبكي
وتشتكي من هذا الظلم فما أعطاها حقها فقالت :
لأدعونّ الله عليك فأخذ يضحك منها باستهزاء ,
ويقول لها : عليك بالثلث الأخير من الليل ,
يقول ذلك استهزاءً – و العياذ بالله –
أتهزأ بالدعـــاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعـاءُ
سهام الليل لا تخطي ولكن *** له أمدٌ وللأمد انقضـــاء
و فعلاً ذهبت العجوز وداومت على الدعاء في الثلث الأخير من الليل
فما هو إلا وقت قصير حتى عزل الوزير وسلبت أمواله
وأخذوا عقاره ثم جلدوه في السوق جلد تأديب له على أفعاله بالناس
فمن الذي مرعليه ؟؟
إنها العجوز مرت عليه العجوز وقالت له أحسنت
لقد وصفت لي الثلث الأخير من الليل فوجدته أحسن ما يكون
لا تظلمنَّ إذا مـا كنت مقتدراً *** إن الظلم تـرجع عقبه إلى الندم
تنـــام عينك والمظلوم منتبه *** يدعــو عليك وعين الله لم تنم
نعم الثلث الأخير من الليل خطر على الظَّلَمة ,
فلينتبهوا فلينتبه الظلمة لأن من الناس من هم معتادعلى أن يستقضى
في كل يوم قبل أذان الفجر بربع ساعة أو بنصف ساعة أو ساعة
فيكون هذاالرجل قد أدرك الثلث الأخير من الليل
ربما هنا في تلك اللحظة يتذكر ظالم قد ظلمه فيدعوا عليه
, هذه مصيبة .. لذلك هؤلاء أهل الثلث الأخير من الليل ابتعد عنهم
, ابتعدعنهم لا تؤذهم لأنهم يملكون سلاحاً لا يستهان به
* سُئِل الإمام على بن أي طالب رضي الله عنه :
كم بين الأرض والعرش - عرش الرحمن - ؟
فما أجاب بالأميال وإلا الكيلومترات تدرون ماذا قال ؟
قال : ( بيننا وبين العرش دعوة مظلوم )
إي والله فكيف إذا كانت في آخر الليل أيضاً
ومن كان يداوم على الثلث الأخير من الليل ويذوق حلاوته
فإنه لن يستطيع أن يستغني عنه
* سعيد بن جبيركان مجاب الدعوة ؛ إذا دعا استجيبت دعوته
, و كان له ديك يوقظه كل ليلة لقيام الليل لكي يعيش حلاوة
الثلث الأخير من الليل, مرة من المرات ما صاح الديك
ففاتت ليلة على سعيد شق ذلك عليه صعب على قلبه فواتها
فلما زادت حسرته, قال : ما بال الديك قطع الله صوته
يقال : فما أذّن الديك بعدها إلى أن مات ,فقد أصابته دعوة سعيد
فقالت له أمه : يا بني لا تدعو على أحد حتى لو كان ديك
الليل له وقت فاضل عزيز وهو الثلث الأخير من الليل
وقليل من العباد يعيش فيه , وإلا في الغالب يكونون نائمين فيه
فكن أنت من النادرين , فإنك لا تدري والله في أي ليلة من الليالي
سيكتب ربك لك الجنة
أسأل الله أن يجعلها هذه الليلة عاجلاً غير آجل
اللهم آمين والحمد الله رب العالمين
dh_qblth
WIDTH=400 HEIGHT=350
من فضل الله علينا ورحمته بنا أن أذن لنا بأن نقابله
و أن نقف بين يديه
, ولو شاء الله تعالى لما شرع لنا أن نقف بين يديه ,
و لتركنا بلا صلاة فريضة ولا صلاة نافلة ولاتراويح
ولا غيرها
لكنه أمرنا بالصلاة لأجلنا نحن لا لأجله هو
و إلا فهو سبحانه عنده الملائكة فهم أعظم منا !
الملائكة لا تسرح في صلاتها ولا شيء
بل حتى الملائكة ربنا مستغنى عنها وعن صلاتها,
إذن الصلاة لنا نحن الذين نحتاج الصلاة
نحن الذين نحتاج أن نقابل الله في كل يوم وأكثرمن مرة أيضًا
على الأقل خمس مرات لكي تطمئن قلوبنا
ولكي ترتاح نفوسنا
و بعض الناس يزيد من النوافل ليزيد من الراحة ,
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يقيم الصلاة
قال: ( أرحنا بها يا بلال )
صحيح سنن أبي داوود
وهل توجد راحة أكثر من راحة من يريد أن يقابل الله تعالى ؟
كيف تتعامل مع الله إذا قابلته ؟
مقابلة الله تعالى لها طعم
وأنا أعرف أن كثيراً من الناس يريد أن يحس بطعم هذا اللقاء
الذي يتكرر في كل يوم
المشكلة أنه في كل مرة يفوتنا هذا الطعم
فكيف نحس بحلاوة لقاء الله ؟
توجد ثلاثة أدوية من استعملها فإن الله سيحيي صلاته ,
وكأنه يصلى لأول مرة في حياته
يقول أحد الذين طبقوا هذه الأدوية :
و الله ما ما كنت أظن أن الصلاة فيها كل هذه الراحة وكل هذه السعادة
الدواء الأول
أول طريقه لكي يحس الإنسان بطعم الصلاة
أي صلاة فريضة كانت أو نافلة أو علاج
أن تغير نظرتك عن الصلاة
لاتنظر إلى الصلاة فقط أنها شي يجب أن أطبقه لأنتهي ..
افعلها فقط لكي لا أعذب لا,
لا .. اذهب إلى الصلاة ؛ لأنك تحب الصلاة ؛
لأنك تريد أن ترتاح بها
كن معي في هذا المثال:
الأصل أن الإنسان يأكل ليعيش أليس كذلك؟!
لكن واقعياً الآن هل الناس الآن إذا أكلوا فإنهم يأكلون ليعيشوا فقط ,
مستحيل يأكل فقط لكي لا يموت ,
بل يتلذذ بالطعام لقمة لقمة ويخلط النوع الفلاني مع النوع الفلاني
وبمزاج أيضا أولا المقبلات ثم الوجبة الرئيسية
ويختم ذلك بالحلوى والفاكهة ,
يتفنن بالأكل ولا تجد أحد يأكل فقط ليبقى على قيد الحياة ..
لا!
أنت كذلك لا تصلى فقط لتسقط الفرض
ولكن هدفك أن تستمتع بالصلاة علينا أن نستمتع بكل ركن
فيها غيِّر نظرتك تجاه الصلاة
ألاترى أن كل شعب له طريقته الخاصة بإراحة النفس :
الغرب يستخدمون الموسيقى الهادئة للاسترخاء – نسأل الله الهداية - ..
الشرق الأقصى يستخدمون تمرينات معينة للاسترخاء
يسمونها اليوقا أو غيرها,
بعضهم لا يسترخي إلا بالخمر والعياذ بالله
و الآن ماذا عنا نحن ..
لماذا لا نستخدم ما أعطانا الله إياه ؟
و ما هو الذي إعطانا الله إياه؟
إنها الصلاة .. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا أغمّه أمر صلّى المؤمن في الصلاة
كالسمكة في البحر لا تريد أن تخرج..
أما غير الخاشع في الصلاة كالطير في القفص
لا يريد أن يبقى ولهذا فأنا اقترح عليك أن تسأل
نفسك سؤالاً صادقا
بصدق اسأل نفسك :
لماذا أتيت أنا إلى الصلاة ؟
بعض الناس أتى إلى صلاة التراويح مثلاً
وليس في باله إلا دعاء القنوت
الدعاء طيب ولكن إذا كان الدعاء هو الهدف فقط
فسيبقى الإنسان متثاقلاً طوال الصلاة
إلى أن يأتي الدعاء
بعض آخر يأتي لأجل الصوت الجميل,
الصوت الجميل مطلوب
لأنه سيساعدك على الخشوع لكنه ليس غاية بل وسيلة
فمن أتى فقط لأجل الصوت الجميل
فسوف يتثاقل طوال الركوع
و طوال السجود وطوال التشهد
إما إذا كان الإمام هذا صاحب الصوت الجميل ليس موجود
صاحبنا هذا لن يخشع أبداً !!
لماذا ؟؟ لأنه أتى لأجل الصوت فقط
يوجد بعض الناس ما شاء الله عليه موفق
لماذا أتى إلى الصلاة؟
أتى للقاء الله , لمقابلة محبوبه لكي يكلمه لكي يشتكي إليه
يخبره بحاجته إليه ليسمع كلام ربه ليسمع ماذا يريد الله منه ,
فإذا قرأ الإمام القرآن , و قال : يأيها الذين آمنوا ,
في الآية فإنه يستمع و يركز في الكلام ,
لأنه يريد أن يعرف ماذا سيطلب الله منه الآن ,
و عن ماذا سينهاه , فالذي يطلبه منه سيفعله ,
و الذي ينهاه عنه سيتركه ,
وإذا ركع فإنه سيعظم ربه , لأن الركوع فيه تعظيم لله ,
فيه عبودية شديدة , و الروح محتاجة لهذه العبودية
التي يوفرها الركوع
نعم كل إنسان منا عنده في داخل نفسه حاجة شديدة للعبودية
فهو يحتاج أن يعبد إلهه ؛ لكي يستريح ,
كل إنسان فيه هذه الفطرة وإذا لم يشبعها فإنه سيبقى
قلق سريع الغضب والانفعال
حتى أن الشخص نفسه يتساءل لماذا أنا متوتر هكذا!
أحيانًا يكون السبب هو عدم إشباعك لحاجة التعبد
فالركوع فيه عبودية شديدة لله ,
فستروي نفسك تمامًا ,
و الراكع يعظم الله تعالى , و يدافع عن إلهه أثناء الركوع ,
فيقول : سبحان ربي العظيم ..
تنزيه لله عز وجل عن الأشياء التي لا تليق به سبحانه
اشبع هذا الشعور في الركوع ..
يقول أحد الإخوة وقد بدأ يتأمل الركوع بالطريقة التي قلناها :
والله أصبح الركوع على قلبي أحلى من العسل
بعد أن أصبحت اشبع حاجة التعبد في أثناء الركوع
صار طعمه يختلف تمامًا
ثم ننتقل إلى السجود ..
يا الله السجود هو أفضل مكان بالصلاة
وهو أحلى مرحلة .. إي والله السجود
هو أفضل مكان بالصلاة هو أحلى مرحلة
السجود هو عندما تكون في أقرب نقطة من ربك
فيصبح دعاؤك قريب من الإجابة , فتطلب وتطلب
أما التشهد فوداع و تحية للخالق ثم سلام على
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإذا سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم
فسيوصل ربي سلامك إليه وهو في قبره ..
نعم أول ما تقول :
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ..
فإن الله تعالى سيوصل سلامك ثم تستمر
في هذه الصلاة الركعة الثالثة والرابعة وهكذا
فتجد المصلي بعد انتهاء الصلاة أسعد مما كان قبل الصلاة
لقد امتلأ قلبه بلقاء ربه فبقيت آثار ذلك اللقاء عليه
حتى بعد انصرافه من مقابلة ربه
قال تعالى: { إنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ }
سورة العنكبوت : 45
هل عرفنا الآن لماذا كان السابقون يخشعون ولا نخشع؟
ببساطه لأنهم يحبون الدخول بالصلاة
ونحن نحب إبراء ذمتنا من الصلاة , فقط نريد أن نؤديها ..
لأنهم كانوا ينظرون إلى الصلاة بخلاف نظرتنا نحن إليها
إذن غير نظرتك إلى الصلاة وسيتغير طعم الصلاة كلياً في قلبك
يوجد دواء آخر للخشوع هذا الدواء لا أعلم أحد طبقه ولم تتغير
صلاته أبدًا لا رجل ولا امرأة..
كل من طبقه تغيرت صلاته تماماً
فما هو؟؟
WIDTH=400 HEIGHT=350
dh_khtbrk
WIDTH=400 HEIGHT=350
ربنا سبحانه يختبر عباده يومياً,فمنهم من يثبُت ومنهم من لا يثبُت ,
وقد علِمَ الله ذلك فقلّب القلوب حيث شاء ؛
لأنه هو سبحانه مقلِّب القلوب..
ألم تسمع كيف كان يحلف النبي صلىالله عليه وسلم ( ومقلّب القلوب)
يقول بعض أهل العلم : القلوب أسرع تقلباً من القِدر إذا كان يغلي
فكيف تتعامل مع الله إذا اختبرك؟
ألم ترَ إنساناً في حياتك كان على صلاح وهداية وتديّن ثم فجأةً انتكس وأخذ يعمل حتى الكبائر ؟
أنا والله رأيت منهم كثيراً في حياتي ..
هذا ليس من المستغرب, ليس من المُستغرب أن ينتكس الإنسان,
هذا هو الطبيعي , هذا هو الأصل
قال الحسن البصري : لا تعجب لمن هلَك كيف هلك , العجب ممن نجا كيف نجا ؟؟!!
فإذا كان الإنسان استمر علىالهداية والصلاة وبر الوالدين ,
وعدم أكل المال المحرّم إلى أن مات , هذا هو العجيب!
أما إذا كان قد انتكس , فهذا أمرعادي , عادي جداً
يقول تعالى: { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْحَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} سورة يوسف : 103
لاحِظ .. حتى لو حرَص الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم ,
فما أكثرهم بمؤمنين
وفي كل يوم , كل يوم يُضِلُّ الله عباداً ويهدي عباداً آخرين ,
إنه يفعل ذلك تعالى باستمرار كل يوم ,
وقد نلتحق بهذاالنوع وقد نلتحق بالنوع الآخر
قد يحدث هذا بأي لحظة , فمن أي النوعين سيكون الواحد منّا ؟
قال تعالى:{ يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوابِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِيالْآخِرَةِۖ
وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظَّالِمِينَۚوَيَفْعَلُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ} سورة إبراهيم:27
قد يقول قائل : إذا كان موضوعالهداية والضلال ليس بيدي ,
إذاً سأستسلم وأنتظر ماذا يحدث لي , لأنه ليس بيدي شيءأصلاً
لا .. ربنا سبحانه لا يجبر الناسعلى الضلال ,
فإن العبد مادام مُقبلاً على الله تعالى ,
فإن الله تعالى لا يزاليُ قبل عليه ويهديه ويعطيه ولا يتركه أبداً ..
إلا إذا ترك هو طاعة الله , فإن ترك العبد طاعة الله , فإن الله تعالى سيتركه كما ترك هو!
قال تعالى: { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ} سورة الصف: 5
لاحِظقوله تعالى : {إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} سورة الرعد : 11
لأنه لا يخلو أحدٌ من الذنوب فإن الصالحين كانوا يخافون م
ن أن يتركهم الله فيَضِلُّوا , ولهذا كانوا يخافون ..
وقد ذكر الله من دعائهم أنهم كانوا يقولون : { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَابَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةًۚ
إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ* رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚإِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } سورة آل عمران : 8 / 9
فلمّا رآهم ربهم خائفين تفضّل عليهم وثبتهم ووقاهم إلى أن توفاهم
على شهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله .. صلى الله عليه وسلم
أسأل الله أن يثبتنا جميعاً عليها وعلى العمل بها إلى يوم القيامة
يتبع
dh_nzl_ly_lsm_ldny
WIDTH=400 HEIGHT=350
كل محب له أمنية أن يكون قريباً من حبيبه
ومن لم...
WIDTH=400 HEIGHT=350
كل محب له أمنية أن يكون قريباً من حبيبه
ومن لم تكن هذه أمنيته فليس صادقاً في حبه ..
ربنا سبحانه يعلم أن له عباداً يحبونه حباً شديداً ويحبون
أن يقتربوا منه فجعل لهم موعداً ينزلفيه إلى السماء الدنيا نزولاً
يليق بجلاله وعظيم سلطانه ليرحمهم وليجيب طلباتهم
فيكلمهم ويكلمونه ويدعونه, يحدث هذا في كل ليلة
قلت لليل هل فى جوفك سر ُّ *** عامرُ بالحـديـث والأسرارِ
قال لم ألقَ فى حياتى حديثـاً *** كحديث المحبيـن فى الأسحارِ
كيف تتعامل مع الله إذا نزل إلى السماء الدنيا ؟؟
لقد لخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشهد
الثلث الأخير من الليل في كلمات بسيطة عندما قال :
( ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر
فيقول : من يدعوني فاستجيبله من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )
رواه البخاري
ويستمر هذا الوضع يستمر حتى يطلع الفجر
أول سؤال عندنا هو كيف نعرف أن الثلث الأخير من الليل بدأ ؟؟
معرفة بداية هذا الثلث يختلف من مدينة إلى مدينة
وحتى في المدينة الواحدة يختلف من الصيف إلى الشتاء لماذا ؟؟
بسبب قصر الليل وطوله فإذا أردت أن تعرف الثلث الأخير
من الليل فعليك أن تحسب حسبة بسيطة وهي سهلة, سهلة جداً
أولاً : يجب أن تعرف وقت أذان المغرب
ووقت أذان الفجر في هذه المدينة
ثم بعد ذلك احسب كم ساعة بين المغرب والفجر
من المغرب إلى الفجر , كم ساعة
فمثلاً لو كان الوقت بين أذان المغرب
وأذان الفجر ست ساعات فهذا يعني أن الليل بطولة ست ساعات
إذن كم سيكون الثلث الواحد من الليل ؟؟
اقسم الست ساعات على ثلاثة .. ستة تقسيم ثلاثة اثنان ,
إذن هذا يعني أن الثلث الأخير من الليل يبدأ قبل أذان الفجر
بساعتين في هذا المثال وهكذا
وهذا الوقت هو أفضل وقت في الليل كله فكم من تائب
ما غفر ذنبه إلا في هذا الوقت وكم من سائل تأخرت إجابة
دعائه فلما دعا في هذا الوقت انفرجت المصبية
واستجاب الله الدعاء وكم من مسلم يأس من أن تدمع عينه
من خشية الله فتفاجئ بدمعته تنزل بسرعة على خده في هذا الوقت
, إنه وقت شريف عزيز فيه روحانية عجيبة
فإذا غارت النجوم
وهدأت الجفون ونامت العيون ولم يبقَ إلا الحي القيوم فتوضأ وضوءك
والبس أحسن ثيابك واستقبل القبلة وقل :
الله أكبر وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض
حنيفاً وما أنا من المشركين
إن لله تعالى عباداً يحبونه ويحبون لقاءه وينتظرون
هذا الثلث الأخير من الليل بفارغ الصبر في كل ليلة
ولا يزالون يجاهدون أنفسهم بالنوم والاستيقاظ
إلى أن يفوزوا مع من فاز بهذا الوقت الشريف فهل سننظم إليهم أم لا ؟؟
والله لو كانت عندنا رحلة طائرة في هذا الوقت لما فآتتنا
بل أحياناً تعرض أفلام تكون في الثلث الأخير من الليل
ينتظرها الناس ويصبرون عليها ولا يصبر الواحد منا
على إجابة نداء الله والله لو اتصل بنا أحد في هذا الوقت
من الليل لاهتممنا بهذا الاتصال ولاهتممنا بالموضوع ..
ربنا أحب إلينا وأرجى لقلوبنا , و لهذا فمن اختبار الله لنا أنه قد جعل
الوقت الذي ينادي فيه العباد هو في هذا الوقت المتأخر لماذا ؟؟
ليهتم بذلك من كان صادقا ًفي رغبته لفضل الله ورحمته
فإذا قاوم الإنسان رغباته وقاوم ملذاته من النوم
أو الانترنت أو التلفاز أو غيرها من الأشياء لو ترك كل
هذا وتوجه إلى ربه وقام بين يديه في هذا الوقت العزيز الشريف
فإن الله تعالى بالمقابل سيعطيه أكثر مما ترك
وسيفتح له من الرحمات ما لم يخطر له على بال .
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إن في الليل لساعةً لا يوافقهارجلٌ مسلم يسأل الله خيراً
من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كلليلةٍ)
رواه مسلم
وبعض الناس يستغل هذا الوقت في الشكوى إلى الله تعالى ممن ظلمه
, هذا حق من حقوقه لا يستطيع أحد أن ينكرها عليه لقد كفل الله له هذا الحق
لهذا
يروى أن أحد وزراء قد اعتدى على أموال امرأة عجوز
فسلبها حقوقها وصادرها أملاكها ذهبت إليه العجوز تبكي
وتشتكي من هذا الظلم فما أعطاها حقها فقالت :
لأدعونّ الله عليك فأخذ يضحك منها باستهزاء ,
ويقول لها : عليك بالثلث الأخير من الليل ,
يقول ذلك استهزاءً – و العياذ بالله –
أتهزأ بالدعـــاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعـاءُ
سهام الليل لا تخطي ولكن *** له أمدٌ وللأمد انقضـــاء
و فعلاً ذهبت العجوز وداومت على الدعاء في الثلث الأخير من الليل
فما هو إلا وقت قصير حتى عزل الوزير وسلبت أمواله
وأخذوا عقاره ثم جلدوه في السوق جلد تأديب له على أفعاله بالناس
فمن الذي مرعليه ؟؟
إنها العجوز مرت عليه العجوز وقالت له أحسنت
لقد وصفت لي الثلث الأخير من الليل فوجدته أحسن ما يكون
لا تظلمنَّ إذا مـا كنت مقتدراً *** إن الظلم تـرجع عقبه إلى الندم
تنـــام عينك والمظلوم منتبه *** يدعــو عليك وعين الله لم تنم
نعم الثلث الأخير من الليل خطر على الظَّلَمة ,
فلينتبهوا فلينتبه الظلمة لأن من الناس من هم معتادعلى أن يستقضى
في كل يوم قبل أذان الفجر بربع ساعة أو بنصف ساعة أو ساعة
فيكون هذاالرجل قد أدرك الثلث الأخير من الليل
ربما هنا في تلك اللحظة يتذكر ظالم قد ظلمه فيدعوا عليه
, هذه مصيبة .. لذلك هؤلاء أهل الثلث الأخير من الليل ابتعد عنهم
, ابتعدعنهم لا تؤذهم لأنهم يملكون سلاحاً لا يستهان به
* سُئِل الإمام على بن أي طالب رضي الله عنه :
كم بين الأرض والعرش - عرش الرحمن - ؟
فما أجاب بالأميال وإلا الكيلومترات تدرون ماذا قال ؟
قال : ( بيننا وبين العرش دعوة مظلوم )
إي والله فكيف إذا كانت في آخر الليل أيضاً
ومن كان يداوم على الثلث الأخير من الليل ويذوق حلاوته
فإنه لن يستطيع أن يستغني عنه
* سعيد بن جبيركان مجاب الدعوة ؛ إذا دعا استجيبت دعوته
, و كان له ديك يوقظه كل ليلة لقيام الليل لكي يعيش حلاوة
الثلث الأخير من الليل, مرة من المرات ما صاح الديك
ففاتت ليلة على سعيد شق ذلك عليه صعب على قلبه فواتها
فلما زادت حسرته, قال : ما بال الديك قطع الله صوته
يقال : فما أذّن الديك بعدها إلى أن مات ,فقد أصابته دعوة سعيد
فقالت له أمه : يا بني لا تدعو على أحد حتى لو كان ديك
الليل له وقت فاضل عزيز وهو الثلث الأخير من الليل
وقليل من العباد يعيش فيه , وإلا في الغالب يكونون نائمين فيه
فكن أنت من النادرين , فإنك لا تدري والله في أي ليلة من الليالي
سيكتب ربك لك الجنة
أسأل الله أن يجعلها هذه الليلة عاجلاً غير آجل
اللهم آمين والحمد الله رب العالمين
dh_qblth
WIDTH=400 HEIGHT=350
من فضل الله علينا ورحمته بنا أن أذن لنا بأن نقابله
و أن نقف بين يديه
, ولو شاء الله تعالى لما شرع لنا أن نقف بين يديه ,
و لتركنا بلا صلاة فريضة ولا صلاة نافلة ولاتراويح
ولا غيرها
لكنه أمرنا بالصلاة لأجلنا نحن لا لأجله هو
و إلا فهو سبحانه عنده الملائكة فهم أعظم منا !
الملائكة لا تسرح في صلاتها ولا شيء
بل حتى الملائكة ربنا مستغنى عنها وعن صلاتها,
إذن الصلاة لنا نحن الذين نحتاج الصلاة
نحن الذين نحتاج أن نقابل الله في كل يوم وأكثرمن مرة أيضًا
على الأقل خمس مرات لكي تطمئن قلوبنا
ولكي ترتاح نفوسنا
و بعض الناس يزيد من النوافل ليزيد من الراحة ,
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يقيم الصلاة
قال: ( أرحنا بها يا بلال )
صحيح سنن أبي داوود
وهل توجد راحة أكثر من راحة من يريد أن يقابل الله تعالى ؟
كيف تتعامل مع الله إذا قابلته ؟
مقابلة الله تعالى لها طعم
وأنا أعرف أن كثيراً من الناس يريد أن يحس بطعم هذا اللقاء
الذي يتكرر في كل يوم
المشكلة أنه في كل مرة يفوتنا هذا الطعم
فكيف نحس بحلاوة لقاء الله ؟
توجد ثلاثة أدوية من استعملها فإن الله سيحيي صلاته ,
وكأنه يصلى لأول مرة في حياته
يقول أحد الذين طبقوا هذه الأدوية :
و الله ما ما كنت أظن أن الصلاة فيها كل هذه الراحة وكل هذه السعادة
الدواء الأول
أول طريقه لكي يحس الإنسان بطعم الصلاة
أي صلاة فريضة كانت أو نافلة أو علاج
أن تغير نظرتك عن الصلاة
لاتنظر إلى الصلاة فقط أنها شي يجب أن أطبقه لأنتهي ..
افعلها فقط لكي لا أعذب لا,
لا .. اذهب إلى الصلاة ؛ لأنك تحب الصلاة ؛
لأنك تريد أن ترتاح بها
كن معي في هذا المثال:
الأصل أن الإنسان يأكل ليعيش أليس كذلك؟!
لكن واقعياً الآن هل الناس الآن إذا أكلوا فإنهم يأكلون ليعيشوا فقط ,
مستحيل يأكل فقط لكي لا يموت ,
بل يتلذذ بالطعام لقمة لقمة ويخلط النوع الفلاني مع النوع الفلاني
وبمزاج أيضا أولا المقبلات ثم الوجبة الرئيسية
ويختم ذلك بالحلوى والفاكهة ,
يتفنن بالأكل ولا تجد أحد يأكل فقط ليبقى على قيد الحياة ..
لا!
أنت كذلك لا تصلى فقط لتسقط الفرض
ولكن هدفك أن تستمتع بالصلاة علينا أن نستمتع بكل ركن
فيها غيِّر نظرتك تجاه الصلاة
ألاترى أن كل شعب له طريقته الخاصة بإراحة النفس :
الغرب يستخدمون الموسيقى الهادئة للاسترخاء – نسأل الله الهداية - ..
الشرق الأقصى يستخدمون تمرينات معينة للاسترخاء
يسمونها اليوقا أو غيرها,
بعضهم لا يسترخي إلا بالخمر والعياذ بالله
و الآن ماذا عنا نحن ..
لماذا لا نستخدم ما أعطانا الله إياه ؟
و ما هو الذي إعطانا الله إياه؟
إنها الصلاة .. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا أغمّه أمر صلّى المؤمن في الصلاة
كالسمكة في البحر لا تريد أن تخرج..
أما غير الخاشع في الصلاة كالطير في القفص
لا يريد أن يبقى ولهذا فأنا اقترح عليك أن تسأل
نفسك سؤالاً صادقا
بصدق اسأل نفسك :
لماذا أتيت أنا إلى الصلاة ؟
بعض الناس أتى إلى صلاة التراويح مثلاً
وليس في باله إلا دعاء القنوت
الدعاء طيب ولكن إذا كان الدعاء هو الهدف فقط
فسيبقى الإنسان متثاقلاً طوال الصلاة
إلى أن يأتي الدعاء
بعض آخر يأتي لأجل الصوت الجميل,
الصوت الجميل مطلوب
لأنه سيساعدك على الخشوع لكنه ليس غاية بل وسيلة
فمن أتى فقط لأجل الصوت الجميل
فسوف يتثاقل طوال الركوع
و طوال السجود وطوال التشهد
إما إذا كان الإمام هذا صاحب الصوت الجميل ليس موجود
صاحبنا هذا لن يخشع أبداً !!
لماذا ؟؟ لأنه أتى لأجل الصوت فقط
يوجد بعض الناس ما شاء الله عليه موفق
لماذا أتى إلى الصلاة؟
أتى للقاء الله , لمقابلة محبوبه لكي يكلمه لكي يشتكي إليه
يخبره بحاجته إليه ليسمع كلام ربه ليسمع ماذا يريد الله منه ,
فإذا قرأ الإمام القرآن , و قال : يأيها الذين آمنوا ,
في الآية فإنه يستمع و يركز في الكلام ,
لأنه يريد أن يعرف ماذا سيطلب الله منه الآن ,
و عن ماذا سينهاه , فالذي يطلبه منه سيفعله ,
و الذي ينهاه عنه سيتركه ,
وإذا ركع فإنه سيعظم ربه , لأن الركوع فيه تعظيم لله ,
فيه عبودية شديدة , و الروح محتاجة لهذه العبودية
التي يوفرها الركوع
نعم كل إنسان منا عنده في داخل نفسه حاجة شديدة للعبودية
فهو يحتاج أن يعبد إلهه ؛ لكي يستريح ,
كل إنسان فيه هذه الفطرة وإذا لم يشبعها فإنه سيبقى
قلق سريع الغضب والانفعال
حتى أن الشخص نفسه يتساءل لماذا أنا متوتر هكذا!
أحيانًا يكون السبب هو عدم إشباعك لحاجة التعبد
فالركوع فيه عبودية شديدة لله ,
فستروي نفسك تمامًا ,
و الراكع يعظم الله تعالى , و يدافع عن إلهه أثناء الركوع ,
فيقول : سبحان ربي العظيم ..
تنزيه لله عز وجل عن الأشياء التي لا تليق به سبحانه
اشبع هذا الشعور في الركوع ..
يقول أحد الإخوة وقد بدأ يتأمل الركوع بالطريقة التي قلناها :
والله أصبح الركوع على قلبي أحلى من العسل
بعد أن أصبحت اشبع حاجة التعبد في أثناء الركوع
صار طعمه يختلف تمامًا
ثم ننتقل إلى السجود ..
يا الله السجود هو أفضل مكان بالصلاة
وهو أحلى مرحلة .. إي والله السجود
هو أفضل مكان بالصلاة هو أحلى مرحلة
السجود هو عندما تكون في أقرب نقطة من ربك
فيصبح دعاؤك قريب من الإجابة , فتطلب وتطلب
أما التشهد فوداع و تحية للخالق ثم سلام على
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإذا سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم
فسيوصل ربي سلامك إليه وهو في قبره ..
نعم أول ما تقول :
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ..
فإن الله تعالى سيوصل سلامك ثم تستمر
في هذه الصلاة الركعة الثالثة والرابعة وهكذا
فتجد المصلي بعد انتهاء الصلاة أسعد مما كان قبل الصلاة
لقد امتلأ قلبه بلقاء ربه فبقيت آثار ذلك اللقاء عليه
حتى بعد انصرافه من مقابلة ربه
قال تعالى: { إنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ }
سورة العنكبوت : 45
هل عرفنا الآن لماذا كان السابقون يخشعون ولا نخشع؟
ببساطه لأنهم يحبون الدخول بالصلاة
ونحن نحب إبراء ذمتنا من الصلاة , فقط نريد أن نؤديها ..
لأنهم كانوا ينظرون إلى الصلاة بخلاف نظرتنا نحن إليها
إذن غير نظرتك إلى الصلاة وسيتغير طعم الصلاة كلياً في قلبك
يوجد دواء آخر للخشوع هذا الدواء لا أعلم أحد طبقه ولم تتغير
صلاته أبدًا لا رجل ولا امرأة..
كل من طبقه تغيرت صلاته تماماً
فما هو؟؟
WIDTH=400 HEIGHT=350
dh_khtbrk
WIDTH=400 HEIGHT=350
ربنا سبحانه يختبر عباده يومياً,فمنهم من يثبُت ومنهم من لا يثبُت ,
وقد علِمَ الله ذلك فقلّب القلوب حيث شاء ؛
لأنه هو سبحانه مقلِّب القلوب..
ألم تسمع كيف كان يحلف النبي صلىالله عليه وسلم ( ومقلّب القلوب)
يقول بعض أهل العلم : القلوب أسرع تقلباً من القِدر إذا كان يغلي
فكيف تتعامل مع الله إذا اختبرك؟
ألم ترَ إنساناً في حياتك كان على صلاح وهداية وتديّن ثم فجأةً انتكس وأخذ يعمل حتى الكبائر ؟
أنا والله رأيت منهم كثيراً في حياتي ..
هذا ليس من المستغرب, ليس من المُستغرب أن ينتكس الإنسان,
هذا هو الطبيعي , هذا هو الأصل
قال الحسن البصري : لا تعجب لمن هلَك كيف هلك , العجب ممن نجا كيف نجا ؟؟!!
فإذا كان الإنسان استمر علىالهداية والصلاة وبر الوالدين ,
وعدم أكل المال المحرّم إلى أن مات , هذا هو العجيب!
أما إذا كان قد انتكس , فهذا أمرعادي , عادي جداً
يقول تعالى: { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْحَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} سورة يوسف : 103
لاحِظ .. حتى لو حرَص الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم ,
فما أكثرهم بمؤمنين
وفي كل يوم , كل يوم يُضِلُّ الله عباداً ويهدي عباداً آخرين ,
إنه يفعل ذلك تعالى باستمرار كل يوم ,
وقد نلتحق بهذاالنوع وقد نلتحق بالنوع الآخر
قد يحدث هذا بأي لحظة , فمن أي النوعين سيكون الواحد منّا ؟
قال تعالى:{ يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوابِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِيالْآخِرَةِۖ
وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظَّالِمِينَۚوَيَفْعَلُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ} سورة إبراهيم:27
قد يقول قائل : إذا كان موضوعالهداية والضلال ليس بيدي ,
إذاً سأستسلم وأنتظر ماذا يحدث لي , لأنه ليس بيدي شيءأصلاً
لا .. ربنا سبحانه لا يجبر الناسعلى الضلال ,
فإن العبد مادام مُقبلاً على الله تعالى ,
فإن الله تعالى لا يزاليُ قبل عليه ويهديه ويعطيه ولا يتركه أبداً ..
إلا إذا ترك هو طاعة الله , فإن ترك العبد طاعة الله , فإن الله تعالى سيتركه كما ترك هو!
قال تعالى: { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ} سورة الصف: 5
لاحِظقوله تعالى : {إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} سورة الرعد : 11
لأنه لا يخلو أحدٌ من الذنوب فإن الصالحين كانوا يخافون م
ن أن يتركهم الله فيَضِلُّوا , ولهذا كانوا يخافون ..
وقد ذكر الله من دعائهم أنهم كانوا يقولون : { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَابَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةًۚ
إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ* رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚإِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } سورة آل عمران : 8 / 9
فلمّا رآهم ربهم خائفين تفضّل عليهم وثبتهم ووقاهم إلى أن توفاهم
على شهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله .. صلى الله عليه وسلم
أسأل الله أن يثبتنا جميعاً عليها وعلى العمل بها إلى يوم القيامة
يتبع