دلوعة & حبوبة
دلوعة & حبوبة
أطفال الخدج متى يعتبر الطفل حديث الولادة خديجا"؟؟ الخديج هو الوليد الحي الذي ولد قبل الأسبوع 37 إعتبارا من اليوم الأول للدورة الطمثية السابقة و ذلك بغض النظر عن وزن الولادة و لو أنه أحيانا يستخدم تعبير الخديج للإشارة الى عدم نضج الطفل حديث الولادة . ويشار إلى الولدان ناقصي وزن الولادة بشكل شديد (أي أقل من 1000 غ ) الولدان غير الناضجين . عرف الخداج تاريخيا" بأنه وزن الولادة البالغ 2500غ أو أقل، لكن في الوقت الحاضر يعتبر الولدان البالغ وزنهم عند الولادة 2500غ أو أقل (الولدان ناقصي وزن الولادة خدجاً إذا كانت فترة الحمل قصيرة ، أو يعتبرون متأخري النمو داخل الرحم نسبة لعمرهم الحملي (يشار إليهم أيضاً بالصغار نسبة للعمر الحمي، أو كلا التسميتين معاً . يترافع الخدج وتأخر النمو داخل الرحم مع زيادة معدل المراضة والوفاة عند الوليد. وبشكل منطقي يجب أن تعتمد تعاريف نقص وزن الولادة لمجموعات بشرية معينة على المعلومات المتجانسة وراثياً وبيئياً قدر الإمكان . يظهر الاختلافات في معدلات وفيات الوليد اعتماداً على وزن الولادة والعمر الحملي. نسبة حدوث الخداج : خلال عام 1991 كان 7،1% من الولادات الحية في الولايات المتحدة تزن أقل نم 2500، والمعدل عند السود أعلى مرتين من المعدل عند البيض ، منذ عام 1981 ازداد معدل ناقصي وزن الولادات بسبب ازدياد عدد الولادات المبكرة بشكل رئيسي. إن حوالي 30% من الولدان ناقصي وزن الولادة في الولايات المتحدة لديهم تأخر نمو داخل الرحم وولدوا بعد الأسبوع 37 من الحمل . عند المعدلات الأعلى من 10% لناقصي وزن الولادة تزداد مساهمة تأخر النمو داخل الرحم ويتناقص الخداج . إن حوالي 70% من ناقصي وزن الولادة في البلدان النامية هم متأخري النمو داخل الرحم. إن الولدان متأخري النمو داخل الرحم لديهم معدل مرض ووفاة أعلى من الولدان المساوين لهم بالعمر الحملي والنامين بشكل مناسب . الوليد ناقص وزن الولادة بشدة VLBW : تزن الولدان ناقصة وزن الولادة بشدة أقل من 1500 غ وهم خدج بشكل رئيسي . كان معدل الولدانVLBW منبئاً دقيقاً عن معدل الوفيات عند الوليد ( تبلغ الخطورة النسبية 93). يشكل الولدان أكثر من 505 من الوفيات الوليدية و 50% من الرضع المعاقين ، وتتعلق البقيا عندهم بشكل مباشر بوزن ولادتهم فحوالي 20% من الذين يزنون ما بين 500-600 غ وحوالي 85-90 من الذين وز نهم 1250-1500غ يبقون على قيد الحياة. لماذا يحدث الخداج ؟؟ يصعب الفصل تماماً بين العوامل المرافقة للخداج عن تلك المرافقة لتأخر النمو داخل الرحم . وهناك توافق إيجابي قوي بين الولادة المبكرة ونقص النمو داخل الرحم من جهة وبين تدني الحالة الاجتماعية الاقتصاادية في المقابلة . ففي العائلات ذات الحالة الاجتماعية المتدنية هناك حدوث مرتفع نسبياً لكل من نقص التغذية وفقر الدم والمرض عند الأم ، العناية قبل الولادة غير الكافية ، إدمان الأدوية ، الاختلاطات التوليدية ، والسوابق الوالدية لعدم فعالية توالدية ( عقم نسبي ، اجهاضات ، إملاصات ، ولدان خدج أو ناقصي وزن الولادة ) كما يكثر عند هذه الفئة من النساء تواتر عوامل أخرى مرافقةة كالعائلات ذات الولد أو الوالدة فقط ، والحمول بسن المراقهة ، قصر المدة الفاصلة بين الحمول، والأمهات اللاتي ولدن أكثر من أطفال سابقاً. كما تم وصف اختلافات جهازية في النمو الجنيني حسب حجم الأم، ترتيب الحمل ، وزن الأخوة ، الصف الاجتماعي ، عادة التدخين عن الأم، وعوامل أخرى. من الصعب تحديد الدرجة التي يعود إليها التفاوت في أوزان الولادة بين مختلف المجموعات السكانية والناتجة عن الاختلاففات البيئية ( خارج الجنينية ) دون الوراثية في إمكانية النمو. إن الولادة المبكرة لوليد يتناسب وزن ولادته الناقص مع العمر الحملي هي ولادة مرافقة عادة لحالات طبية يحدث فيها عدم قدرة الرحم على الاحتفاظ بالجنين ، أو تداخل على سير الحمل ، أو انفصال مشيمة باكر أو تحريض غير محدد لتقلصات رحمية فعالة قبل نهاية الحمل الولادة المبكرة و تأخر النمو داخل الرحم أسباب الولادة الباكرة: الأسباب الجنينية : 1- الضائقة الجنينية . 2- الحمل المتعدد . 3- كثرة ارومات الحمر . 4- الخزب اللامناعي . المشيمية : 1- الرحم ذو القرنين . 2- عدم استمساك عنق الرحم (الاتساع الباكر( . الوالدية : 1- ما قبل الإرجاج . 2- الأمراض الداخلية المزمنة ( مثل المرض القلبي المزرق ، المرض الكلوي) . 3- الأخماج ( مثل : Listeria monocytogenes، العقديات مجموعة B ، خمج السبيل البولي ، التهاب الكوريون والأمنيون ) 4 - سوء التغذية . أسباب أخرى : 1- تمزق الأغشية الباكر . 2- الاستسقاء الأمنيوسي . 3- علاجي المنشأ iatrogenic . قد يتحرض المخاض المبكر بالخمج الجرثومي للسائل الأمنيوسي أو للأغشية (التهاب الأمنيون والكوريون) سواء أكان هذا الخمج واضحاً (العقديات B ، ليستريا مولدة للوحيدات ) أو لا عرضياً ، المفطورات البشرية ، المتدثرات ، الغاردينيلا المهبلية ). قد تحرض منتجات الجراثيم الإنتاج الموضعي لسيتوكين ( انترلوكين 6، بروستاغلاندينات) التي قد تحرض التقلصات ا لرحمية الباكرة أو استجابة التهابية موضعية مع تمزق بؤري بالأغشية ، إن العلاج المناسب بالصادات ينقص م خطورة إصابة الجنين وقد يطيل مدة الحمل. ولم تنجح مقلدات الودي ? ( ريتودرين، terbutaline ) في منع الولادة المبكرة ، والعوامل الأخرى ( أندوميثاسين ) لها اختلاطات هامة على الوليد ( التهاب الكولون النخري) ، ولا زالت حاصرات الأوكسيتوسين الحديثة في مرحلة التجربة. يترافق تأخر النمو داخل الرحم مع الحالات الطبية التي تداخل مع دوران وفعالية المشيمة أو مع تطور أو نمو الجنين ، أو مع صحة الأم العامة وتفذيتها . إن العديد من العوامل مشترك بين الولدان المصابين بتأخر النمو داخل الرحم المولودين بشكل باكر وناقصي وزن الولادة . أسباب تأخر النمو داخل الرحم : أسباب جنينية : 1- الاضطرابات الصبغية ) تثلث الصبغيات الجسمية ) 2- الأخماج الجنينية المزمنة ( داء الاندخال الخلوي العرطل، الحصبة الألمانية الولادية، الافرنجي) 3- التشوهات الخلقية. 4- الأذية الشعاعية. 5- الحمل المتعدد. 6- عدم تنسج البنكرياس. أسباب مشيمية : 1- نقص وزن المشيمة أو نقص توعيتها أو كليهما. 2- نقص سطح المشيمة. 3- التهاب الزغابات المشيمية ( جرثومي، فيروسي ، طفيلي( 4- احتشاء. 5- الورم ( الورم الوعائي الكوربوني، الرحى العدارية) 6- انفصال المشيمة . 7- متلازمة نقل الدم الجنيني. أسباب ولادية : 1- الانسمام الحملي. 2- ارتفاع التوتر أو المرض الكلوي أو كليهما . 3- نقص الأكسجة ( المرتفعات العالية، المرض القلبي أو الرئوي المزرق). 4- سوء التغذية أو المرض المزمن. 5- فقر الدم المنجلي. 6- أدوية مخدرات، كحول ، سجائر ، مضادات الاستقلاب( قد يكون تأخر النمو داخل الرحم استجابة جنينية طبيعية لحرمان الغذائي أو من الأوكسجين . ولذلك تكون المشكلة ليست بتأخر النمو داخل الرحم بل بالخطورة المستمرة لسوء التغذية أو نقص الأكسجة. وبشكل مماثل فإن بعض الولادات المبكرة تؤكد الحاجة لولادة مبكرة نتيجة عدم صلاحية البيئة داخل الرحم . يصنف تأخر النمو داخل الرحم غالباً على أنه تناقص بالنمو إما متناظر ( أي يتأثر كل من محيط الرأس والطول والوزن بشكل متساوي( أو لا متناظر) مع نمو مصان تقريباً للرأس ) . إن تأخر النمو داخل الرحم المتناظر له بدء أبكر ويترافق مع أمراض تؤثر بشكل خطير على عدد الخلايا الجنينية ، مثل الحالات المسببة عن الصبغيات الوراثية ، التشوهات ، العوامل الماسخة ، أو فرط التوتر الشديد عند الأم. وغالباً ما يكون تأخر النمو داخل الرحم اللامتناظر ذا بدءمتأخر، ويبدي صيانة سرعة موجات دوبلر إلى الشريان السباتي، ويترافق مع سوء تغذية الأم أو مرض وعائي عند الم بدأ بشكل متأخر أو تفاقم مؤخراً ( ما قبل الإرجاح ، فرط التوتر المزمن) . تقدير سن الحمل عند الولادة : بالمقارنة مع الخديج ذي الوزن المناسب ، فإن الوليد المتأخر نموه داخل الرحم لديه وزن ولادة ناقص وقد يبدو أ،ه يملك رأساً كبيراً نسبة لجحم الجسم بشكل غير متناسب ، والولدان في المجموعتين يفتقدون النسيج تحت الجلد. وبشكل عام يتناسب النضج العصبي ( مثل سرعة النقل العصبي ) مع العمر الحملي رغم نقص وزن الجنين . قد تفيد العلامات الجسمية في تقدير العمر الحملي عند الولادة . ونظام علامات دوبوتيز الشائع الاستخدام دقيق إلى + 2 أسبوع . . ويجب الافتراض أن الوليد في خطورة عالية للمراضة والوفاة إذا تواجد عدم تناسب بين العمر الحملي المقدر بالفحص الجسمي وتاريخ آخر دورة طمثية حسب تقدير الأم وتقييم الجنين بالأمواج فوق الصوتية. المشاكل التي قد تحدث عند الطفل الخديج المشاكل التنفسية : متلازمة الضائقة التنفسية RDS- داء الأغشية العلاجية HMD عسرة تنسج القصبات والرئة BPD الريح الصدرية ، الريح المنصفية، التفاح الخلالي ذات الرئة نقص تنسج الرئة النزف الرئوي انقطاع التنفس قلبية وعائية : بقاء القناة الشريانية سالكة PDA * هبوط التوتر فرط التوتر بطء القلب ( مع انقطاع التنفس) التشوهات الحلقية الدموية : فقر الدم ( بدء باكر أو متأخر ) فرط البيليروبين –اللامباشر فرط البيليروبين –المباشر النزف تحت الجلد أو ضمن الأعضاء (الكبد _ الكظر ) اعتلال التخثر المنتشر داخل الأوعية DIC عوز الفيتامين K الخزب المناعي أو اللامناعي . المعدية المعوية : ضعف الوظيفة المعدية المعوية – ضعف الحركية التهاب الأمعاء والكولون النخري . التشوهات الخلقية المؤدية للاستسقاء الأمينوسي. الاستقلابية – الغدية نقص كالسيوم الدم نقص غلوكوز الدم فرط غلوكوز الدم الحماض الاستقلابي المتأخر نقص الحرارة سواء الدرق مع انخفاض T4 الجملة العصبية المركزية : النزف داخل البطينات التلين الأبيض حول البطينات اعتلال الدماغ بنقص الأنسجة والإقفار الاختلاجات اعتلال الشبكية عند الخدج. الصمم نقص المقوية التشوهات الحلقية اليرقان النووي (اعتلال الدماغ بالبيليروبين ) سحب الأدوية (المخدرة). الكلوية : نقص الصوديوم فرط الصوديوم فرط البتاسيوم الحماض الأنبوبي الكلوي البيلة السكرية الكلوية الوذمة الاختناق حول الولادة تناقص الإرواء الرحمي المشيمي خلال المخاض + الحماض ونقص الأكسجة المزمنين عند الجنين، متلازمة رشف العقي. نقص سكر الدم نقص مخازن الغليكوجين في الأنسجة ، تناقص استحداث السكر، فرط الأنسولين، ازدياد الحاجة للغلوكوز نتيجة نقص الأكسجة ، ونقص الحرارة، وكبر الدماغ. احمرار الدم وفرط اللزوجة نقص الأكسجة الجنينية مع زيادة الاريثروبيوتين نقص استهلاك الأوكسجين/نقص الحرارة نقص الأكسجة، نقص سكر الدم، تأثير الصيام ، قلة مخازن الشحم تحت الجلد. التشوهات المتلازمات المشوهة، الاضطرابات الصبغية الوراثية، التشوهات المحرضة بقلة السائل الأمنيوسي، خمج الـ TORCH
أطفال الخدج متى يعتبر الطفل حديث الولادة خديجا"؟؟ الخديج هو الوليد الحي الذي ولد قبل الأسبوع...
الإختلاطات الممكن حدوثها عند الولدان ناقصي وزن الولادة :
المعالجة
الإختلاط
نقص الأكسجة ، الإقفار
تخلف عقلي، شلل مزدوج تشنجي، صغر الرأس ، اختلاجات ، أداء مدرسي سيء.

النزف داخل البطينات
تخلف عقلي ، تشنج ، اختلاجات ، استسقاء الرأس

الأذية الحسية العصبية
تأذ سمعي – بصري، اعتلال الشبكية عند الخديج ، حول ، حسر

القصور التنفسي
عسرة تنسج قصبي رئوي ، قلب رئوي ، تشنج قصبي، سوء تغذية ، تضيق تحت المزمار ، فلح حنك علاجي المنشأ ، ذات رئة ناكسة.

التهاب الأمعاء والكولون النخري
تناذر الأمعاء القصيرة، سوء الامتصاص ، سوء التغذية ، إسهال خمجي.

مرض الكبد الركودي
اتشمع، قصور كبدي، سرطانة ، سوء تغذية

عوز المواد الغذائية
نقص تعظم كسور، فقر دم ، فيتامين E ، فضل نمو

الشدة الإجتماعية
الطفل المهمل أو المضطهد ، فشل النمو ، طلاق.

عقابيل أخرى
تناذر موت الرضيع المفاجئ، أخماج، فتق إربي ، ندبات جلدية ( أنبوب تفجير صدر، طي PDA ، ارتشاح السوائل الوريدية )، القلس المعدي المريئي، فرط التوتر ، تعظم الدروز الباكر، تحصي صفراوي ، تحصي بولي ، أورام وعائية جلدية.
ما هو المستقبل المتوقع للخدج؟؟
هناك حالياً فرصة لنجاة تبلع 95% أو أكثر بالنسبة للولدان الذين يبلغ وزنهم عند الولادة ما بين 1501و 2500 غ . لكن الولدان الذين يزنون أقل من ذلك لا زال معدل الوفاة عندهم مرتفعاً .
لقد أدت العناية المشددة إلى تطويل الفترة التي من المحتمل أن تحدث خلالها وفاة الوليد ناقص وزن الولادة بشدة VLBW والناتجة عن اختلاطات الأمراض حول الولادية ، مثل عسرة تنسج القصبات والرئة والتهاب الأمعاء والكولون النخري، أو الخمج الثانوي .

إن معدل الوفيات عند الولدان ناقصي وزن الولادة LBW الذين ظلوا على قيد الحياة حتى تخرجوا من المشفى هو أعلى من المعدل عند ولدان تمام الحمل خلال السنتين الأوليتين من العمر. ولأن العديد من هذه الوفيات يعزى للخمج فإن هذه الوفيات يمكن الوقاية منها ولو نظرياً. هناك أيضاً زيادة في نسبة حدوث فشل النمو، تناذر موت الرضيع المفاجئ ، الطفل المضطهد ، وعدم كفاية الرابطة بني الطفل وأمه.

كما يساهم في المعدل العالي للوفيات والمراضة عن هؤلاء الأطفال المخاطر الحيوية الناتجة عن التنظيم التنفسي السيء الناتج عن عدم النضج أو عن اختلاطات مرض مستبطن حول ولادي والمخاطر الاجتماعية المرافقة للفقر.

توجد الشذوذات التشريحية الولادية عن 3-7% تقريباً من الولدان LBW بغياب كل من التشوهات، وأذية الجمة العصبية المركزية ، ونقص وزن الولادة بشدة VLBW أو تأخر النمو داخل الرحم IUGR الملحوظ عند ولدان تمام الحمل خلال السنة الثانية من العمر، وهذا يحدث بشكل أبكر عند الخدج بوزن ولادة أكبر. أما الولدان ناقصي وزن الولادة بشدة VLBW فقد لايستطيعون اللحاق بهم خاصة إذا كانوا مصابين بمرض مزمن شديد ، أو كان واردهم الغذائي غير كاف، أو كانوا في بيئة لا توفر لهم العناية اللازمة .

وتعتبر الولادة بحد ذاتها مؤذية للتطور اللاحق. وبشكل عام كلما كان الخدج أشد ووزن الولادة أقل كلما ازداد احتمال حدوث عجز عصبي وعقلي فحوالي 50% من الولدان بوزن 500-750غ لديهم عقابيل عصبية تطورية هامة ( عمى ، صمم ، تخلف عقلي، شلل دماغي) وإن محيط الرأس الصغير عند الولادة قد يرتبط بشكل مشابه مع إنذار عصبي سلوكي سيء. وتتراوح نسبة حدوث الإعاقات العصبية والتطورية عند الولدان VLBW بين 10-20% وتضم الشلل الدماغي ( 3-6%) ، العيوب السمعية والبصرية المتوسطة إلى الشديدة (1-4%)، وصعوبات التعليم ( 20%) . ويبلغ متوسط حاصل الذكاء بشكل عام 90-97، وإن 76% لديهم أداء مدرسي طبيعي .

إن العديد من الولدان LBW الباقين على قيد الحياة لديهم نقص مقوية قبل بلوغهم عمراً مصححاً يبلغ ثمانية أشهر ، وتتحسن عندما يصبحوا بعمر 8 أشهر إلى سنة . ونقص المقوية العابر هذا ليس بعلامة إنذارية سيئة.

الأمهات ذوات الحالة الاجتماعية الاقتصادية المتدنية معرضات أكثر لأن ينجبن أطفالاً ناقصي وزن الولادة الذين يميلون لأن يتطوروا بشكل أسوأ من أولئك الأطفال الذين توفرت لديهم بيئة أفضل بعد مرحلة الوليد.

وجد بالدراسة المستقبلية لولدان تمام الحمل الصغار بنسبة لعمرهم الحملي ( IUGR ) أن العيوب العصبية الكبيرة غير الشائعة عندهم . رغم أنه بالمقارنة مع الولدان بتمام الحمل وبوزن مناسب للحمل فإن لديهم زيادة في نسبة حدوث : خلل الوظائف الدماغية الصغرى مدى الانتباه القصير صعوبات التعلم شذوذات بتخطيط الدماغ الكهربي، وعيوب الكلام.

إحتمالات معدل الوفاة عند الوليد :
لقد تم تاريخياً استخدام وزن الولادة كمؤشر قوي لاحتمال وفاة الوليد . وفي الحقيقة فإن البقيا بعمر حملي 22 أسبوع قريبة من 0%، وتزداد البقيا بازدياد العمر الحملي لتصبح 15% بعمر 23 أسبوع، 56% بعمر 24 أسبوع ، 79%بعمر 25 أسبوع. وإضافة لذلك فإن أمراض الوليد المتعلقة بوزن الولادة بشكل خاص مثل الدرجة IV من النزف داخل البطينات وذات الرئة الشديدة بالعقديات B ونقص تنسج الرئة، تشارك أيضاً بالنتيجة النهائية السيئة.
وقد تطورت أنظمة لتقدير علامة أو درجة للوليد وتأخذ بعين الاعتبار الاضطرابات الفيزيولوجية ( نقص التوتر أو فرط التوتر، الحماض، نقص الأكسجة ، فرط الكريمية ، فقر الدم ، نضوب العدلات ) وذلك في علامة الوليد الفيزيولوجية الحادة عند الوليدScore (SNAP ) أو المعايير السريرية ( العمر الحملي، وزن الولادة ، التشوهات ، الحماض ، FIO2 ) وذلك في مؤشر الخطورة السريرية عند الولدان يضم CRIB 26 متغير تجمع خلال 24 ساعة بعد الولادة. ورغم أن أنظمة التنبؤ بالخطورة هذه قد تقدم معلومات إنذارية عن معدل الوفاة ، فإنها قد لا تكون مفيدة للتنبؤ بالمراضة فيما بين الناجين . وأكثر من ذلك فعند مقارنتها مع المحاكمة السريرية لأخصائي الوليد الخبير ( المعتمدة على وزن الولادة ، شدة المرض، انخفاض علامة أبغار، IUGR ، المتطلبات العلاجية ). فإن علامة الخطورة تحقق تنبؤ مماثل، وبمشاركة محاكمة الطبيب وعلامة الخطورة قد يؤدي لتقييم أدق للتنبؤ بالوفاة عند الوليد.

تغذية الطفل الخديج و الطفل ناقص وزن الولادة

التغذية :
إن طريقة تغذية كل وليد ناقص الولادة متعلق به . ومن الهام تجنب التعب وارتشاف الطعام بواسطة القلس أو بواسطة عملية التغذية.
لا توجد طريقة تغذية تجنبنا هذه المشاكل إلا إذا كان الشخص الذي يقوم بتغذية الطفل قد تدرب بشكل جيد على طريقة التغذية.

يجب عدم البدء بالتغذية الفموية (الحلمة)وقطعها إذا كان الطفل قد بدأ بها وذلك في حالات الضائقة التنفسية، نقص الأكسجة ، القصور الدوراني، المفرزات الغزيرة، الكعام ( محاولات الإقياء)، الإنتان، تثبط الجملة العصبية المركزية ، عدم النضج ، أو علامات لمرض خطير.

وهؤلاء الولدان سيتطلبون تغذية خلالية أو بالتزقيم ( هي التغذية القسرية خاصة بواسطة الأنبوب الأنفي المعدي ) وذلك لتزويدهم بالحريرات والسوائل والشوارد. يمكن أن يغذي الولدان الخدج الضخمين غالباً بواسطة الزجاجة أو الثدي. وبما أن العام المحدد هو الجهد المبذول في المص عادة فإن التغذية من الثدي تبدو أقل نجاحاً حتى ينضج الطفل. قد تكون التغذية بالزجاجة للحليب المعصور من الثدي بديلة مؤقتة.

في التغذية بالزجاجة يمكن إنقاص الجهد المبذول عن طريق استخدام حلمات خاصة طرية صغيرة ذات ثقوب كبيرة.

تتطلب عملية التغذية الفموية إضافة إلى المص القوي تنسيقاً بين البلغ، إغلاق الحنجرة والممرات الأنفية بلسان المزمار واللهاة، وتحرك مريئي طبيعي وهو مجموعة أحداث متزامنة تكون غائبة عادة قبل الأسبوع 34من الحمل .

الولدان الأصغر أو الأقل قوة يجب أن تتم تغذيتهم بواسطة التزقيم والأنبوب المفضل بالتزقيم هو أنبوب لدائني طري ذروته غير راضة وله ثقبين على جانبين متقاربين . يمرر الأنبوب عبر الأنف حتى تصبح نهايته السفلية ضمن المعدة مقادر 2.5سم(إنش) تقريباً. توضع النهاية الحرة بعد ذلك تحت سطح ماء، إذا ظهرت فقاعات مع كل زفير فإن القثطرة في الرغامى ويجب إعادة إدخالها إلى المكان المناسب. تملك النهاية الحرة للأنبوب ملئماً يتوافق مع ذروة المحقنة.

ويسمح للكمية المقاسة من الغذاء بالجريان بواسطة الجاذبية. يمكن إبقاء مثل هذا الأنبوب 3-7أيام قبل استبداله بأنبوب مشابه عبر المنخر الآخر.

يتعرض الطفل أحياناً لتخريش موضعي من الأنبوب مما يجعله يكعم أو أن المفرزات المزعجة قد تتجمع حول الأنبوب في البلعوم الأنفي. وفي مثل هذه الحالات يمكن إمرار القثطرة عبر الفم بيد شخص ماهر مع إزالتها عند نهاية كل وجبة غذائية .

يمكن الانتقال إلى التغذية بالزجاجة أو الثدي تدريجياً حالما يبدي الطفل نشاطاً كافياً للتغذية الفموية دون إحداث تعب لديه.

لقد استخدمت التغذيات الأنفية المعدية والأنفية الصائمية المستمرة وكانت ناجحة عند الولدان ناقصي وزن الولادة والغير قادرين على تناول الحريرات الكافية بواسطة الزجاجة أو التزقيم بسبب ضعف المص، عدم تناسق البلع، والإفراغ المعدي المتأخر. لقد حدث انثقاب معوي أثناء التغذية بالأنبوب الأنفي الصائمي.

وتعتبر التغذية عن طريق تفميم المعدة غير مستطبة عند الولدان الخدج بسبب ازدياد معدل الوفاة المرافق لها ، ويستثنى من ذلك تفميم المعدة التابع للتدبير الجراحي لحلات معدية معوية نوعية، يجب عدم استخدام التغذية الوريدية الجزئية أو الكاملة للولدان الخدج بشكل روتيني كبديل عن التغذية الفموية أو بالتزقيم، ويمكن استخدام فقط من أجل الحالات التي تكون فيها التغذية بالطريقتين السابقتين (الفموية-التزقيم) غير مستطبة بسبب حالة الطفل.


أغذية الطفل الخديج :
يكون المبدأ الأساسي في تغذية الولدان الخدج هو البدء الحذر والتدريجي تميل التغذية الحذرة الباكرة بالغلوكوز أو الحليب الصنعي إلى إنقاص خطورة حدوث نقص السكر ، التجفاف، وفرط البيليروبين دون إحداث خطر إضافي للرشف شريطة أن لا يشكل وجود ضائقة تنفسية أو اضطرابات أخرى استطباباً لإيقاف التغذية الفموية ولتطبيق الشوارد ، السوائل والحريرات وريدياً.
إذا كانت حالة الطفل حسنة ويقوم بحركات مص وليس في ضائقة، يمكن محاولة التغذية الفموية، رغم أن أغلب الولدان بوزن أقل من 1500غ يتطلبون أنبوب تغذية بسبب عجزهم عن التنسيق بين التنفس والمص والبلع.

ومن أجل الولدان بوزن أقل من 1000غ يمكن أن تكون التغذية الأول 1 مل إمادكستروز 5 % أو حليب خدج 10كيلو كالوري / أونصة ( تعادل الأونصة 29.5مل تقريباً ). إذا نجحت التغذية الأولى تقدم الوجبات التالية كل ساعتين مع زيادة قوة الحليب من 10إلى 15إلى 20 كيلوكالوري/أونصة. بعد ذلك تبدأ بزيادة حجم الحليب بمقدار 1 مل وذلك بعد 12وجبة ناجحة وفق الحجم السابق. ويجب ألا تتجاوز الزيادة اليومية في حجم الحليب 20مل/كغ/24ساعة. وحالما يتحقق حجم مساوي لـ150مل/كغ/24ساعة . يمكن زيادة المحتوى الحروري إلى 24 أو 27كيلو كالوري/أونصة. يتعرض الطفل الذي يتغذى على حليب بكثافة حرورية عالية لخطر التجفاف، الوذمة، عدم تحمل اللاكتوز، الإسهال ، غازات بطنية، وتأخر إفراغ المعدة مع إقياء .

ويتضمن برنامج تغذية الخديج الذي يزن أكثر من 1500 غ البدء بزيادات في تركيز الحليب ومبتدئين ب4 مل على ثلاث وجبات كل ثلاث ساعات إلى أن يكون التركيز قد تزايد من 10إلى 20 كيلو كالوري/أونصة. بعد ذلك يجب ألا تتجاوز الزيادة اليومية في حجم الحليب 20مل/ كغ / 24ساعة .

قد لا يبدي الولدان المصابون بتأخر النمو داخل الرحم فقد الوزن البدئي الملاحظ عند الخدج . القلس أو الإقياءات أو تمدد البطن أو الثمالات الباقية من الوجبات السابقة في المراحل الباكرة من برنامج التغذية يجب أن يثيروا الشبهة بالإنتان ، التهاب الأمعاء والكولون النخري، أو الانسداد المعوي، وهذه الأمراض تشكل استطبابات للرجوع بالبرنامج إلى الخلف ومن ثم نزيد الوجبات التالية ببطء ، أو للتحول نحو التغذية الوريدية مع التقييم للحث عن مشاكل أكثر خطورة.

قد لا يتحقق كسب الوزن لمدة 10-12يوم وقد يكون من الضروري أن يكون الوارد اليومي 130-150مل/كغ أو أكثر عند بعض الولدان. بالمقابل فإن الولدان النشيطين والأقوياء الذين تقدم برنامج التغذية عندهم بشكل ناجح بالنسبة للحريرات وللحجم، فإن زيادة الوزن عندهم قد تظهر خلال بضعة أيام.

عند استخدام أنبوب التغذية يجب أن ترشف محتويات المعدة قبل كل وجبة فإذا حصلنا على هواء فقط أو كميات قليلة من المخاط عندئذ تعطي الوجبة وأن تتقدم بتدريج أكثر بالزيادات التالية.

إن أجهزة الأنزيمات الهضمية عند الولدان بعمر حملي أكبر من 28أسبوع ناضجة لدرجة تسمح بهضم وامتصاص كافيين بالنسبة للبروتين و السكريات . أما الدسم فهي أقل امتصاصاً نتيجة عدم كفاية الحمض الصفرواي بشكل رئيسي ، مع العلم أن الدسم غير المشبعة دسمة الحليب البشري تمتص أفضل من دسم حليب البقر.

يجب أن يكون كسب الوزن كافياً عند الولدان الأقل من 2000غ عند الولادة عندما تتم التغذية بالحليب الإنساني أو الحليب المؤنسن (40% كازئين 60% مصالة ) مع وارد بروتين يبلغ 2.25-2.75غ/كغ/24ساعة. وهذان الحليبان سيؤمنان جميع الحموض الأمينية الأساسية للولدان الخدج بما فيها التيروزين والسيستين ، والهيسيتيدين وقد تكون كميات البروتين الأعلى من ذلك متحملة بشكل حسن وهي سليمة بشكل عام، وخاصة عند الولدان الأكبر والنامين بسرعة. لكن الوارد البروتيني الذي يصل إلى 4.5غ/كغ/24ساعة قد يكون خطراً.

فرغم أن النمو الخطي قد يكون مترقياً ، فإن الحليب عالي البروتين قد يسبب مخططات أمينية شاذة.

وقد يحدث ارتفاع بتراكيز البولة الدموية BUN ، والأمونيا، والصوديوم.

قد يحدث حماض استقلابي (حليب البقر) وقد يحدث تأثيرات غير مرغوبة في التطور العصبي.

وأبعد من ذلك فإن المحتوى العالي من البروتين والمعادن في الحليب البقري المتوازن ذي المحتوى الحراري العالي تشكل حملاً عالياً من الذوائب على الكلية، وهي حقيقة هامة في أثناء دعم التوازن المائي، خاصة عند المصابين بإسهال أو حمى .

قد لا يكون حليب الثدي هو المثالي دائماً للولدان الأقل من 1000غ، حيث أن هؤلاء الولدان يتطلبون كميات من الكالسيوم والفوسفور والصوديوم والبروتين أكثر مما هو موجود في حليب الثدي المجموع في مصرف الحليب. قد يكون حليب الثدي المبكر المستحصل عليه من والدة الطفل أكثر ملائمة للطفل، وقد تزود الإضافات المضافة لحليب الثدي بالبروتين والكالسيوم والفوسفور وقد تستخدم أنواع من الحليب مخصصة للخدج . ويجب عدم الاستمرار بهذه الأنواع من الحليب بعد التخريج من المشفى أو عند بلوغ الطفل 34-36 أسبوع حملي لأنه قد يتطور فرط كالسيوم دم لاحتواء هذه الأنواع على كميات عالية من الكالسيوم وفيتامين D.

بالرغم من أن الحليب بالكميات الضرورية للنمو الكافي قد يحوي كميات كافية من جميع الفيتامينات، فإن حجم الحليب الكافي لسد المتطلبات قد لا يتناوله الطفل لعدة أسابيع . لذلك يجب أن تعطى الفيتامينات للولدان ناقصي وزن الولادة . وبما أن حاجات هؤلاء الولدان لم تحدد بشكل دقيق حتى الآن ، فإنه يجب إعطاؤهم المخصصات اليومية الموصى بها للولدان بتمام الحمل ( راجع الفصل 43 ) و أكثر من ذلك فإن ولدان LBW قد يكون لديهم حاجات خاصة لبعض الفيتامينات المعينة . فالاستقلاب المتوسط للفينيل ألانين والتيروزين يعتمد جزئياً على الفيتامين C. وإن نقص امتصاص الدسم مع زيادة فقد الدسم بالبراز قد يترافقان مع نقص امتصاص الفيتامين D والفيتامينات الأخرى الذوابة بالدسم والكالسيوم عند الخديج . إن الولدان ناقصي وزن الولادة بشدة مؤهبون بشكل خاص للإصابة بالخرع ، لكن يجب أن لا يتجاوز الوارد اليومي عندهم من الفيتامين D 1500 وحدة دولية /24 ساعة . وإن حمض الفوليك أساسي لتشكيل الـDNA وإنتاج الخلايا الجديدة ، وإن مستوياته في المصل والكريات الحمر تنخفض عند الولدان قبل الأوان خلال الأسابيع الأولى القليلة من الحياة و تبقى منخفضة لمدة 2-3 أشهر . لذلك يستطب تقديم إضافات منه ولو أنها لم تؤد لتحسن النمو أو لزيادة تركيز الخضاب.

يترافق عوز الفيتامين E عند الخدج مع زيادة الانحلال ومع فقر دم إذا كان شديداً. يعمل الفيتامين E كمضاد للأكسدة ليقي من الأكسدة الفائقة للحموض الدسمة غير المشبعة بشكل عديد الموجودة في أغشية الكرية الحمراء، لذلك قد تزداد الحاجة من هذا الفيتامين بسبب زيادة محتوى الغشاء من هذه الحموض الدسمة.

يتفاقم فقر الدم الفيزيولوجي عند الولدان ناقصي وزن الولادةLBW الناتج عن التثبيط بعد الولادي لتكون الكريات الحمر بمخازن الحديد الجنينية الأصغر بالتمدد الأشد لحجم الدم الناتج عن النمو الأسرع بالمقارنة مع وليد تمام الحمل، لذلك فإن فقر الدم يتطور بشكل أبكر ويصل إلى مستوى نهائي أخفض.

وإن فقد الدم الجنيني أو الوليدي يزيد من شدة هذه المشكلة. تعتبر مخازن الحديد كافية عادة حتى يتضاعف ون الولادة حتى عند الولدان VLBW أو إذا عولج الطل بالإريتروبيوتين. إضافة لذلك فإن التزويد بالحديد خلال المرحلة التي يكون فيها هؤلاء الولدان معرضين لعوز الفيتامين E (عمر أقل من 34أسبوع بعد الإلقاح). قد تعزز من الانحلال وتنقص من امتصاص الفيتامين E لذلك يمكن أن تتوقف عن التزويد بالفيتامين E حالما يتضاعف وزن الولادة وعند ذلك الوقت يجب البدء بالتزويد بالحديد (2مع/كغ/24ساعة). ويجب التزويد بالحديد حالما يعطى الطفل الإريتروبيوتين.

قد يتبرز الخديج المغذى بشكل مناسب من 1-6مرات يومياً برازاً نصف صلب، وإن الازدياد المفاجئ في عدد المرات التبرز، أو ظهور دم خفي أو إيجابي ، أو تغير القوام نحو القوام المائي هي أكثر مدعاة للتدقيق والاعتبار من التواتر المحدد بشكل اعتباطي .

يجب ألا يحدث قيء أو قلس عند الخديج، ويجب أن يسر ويسترخي بعد الوجبة الغذائية ولكنه قد يبدي بشكل طبيعي نشاطاً دالاً على الجوع قبيل الوجبة التالية
دلوعة & حبوبة
دلوعة & حبوبة
الإختلاطات الممكن حدوثها عند الولدان ناقصي وزن الولادة : المعالجة الإختلاط نقص الأكسجة ، الإقفار تخلف عقلي، شلل مزدوج تشنجي، صغر الرأس ، اختلاجات ، أداء مدرسي سيء. النزف داخل البطينات تخلف عقلي ، تشنج ، اختلاجات ، استسقاء الرأس الأذية الحسية العصبية تأذ سمعي – بصري، اعتلال الشبكية عند الخديج ، حول ، حسر القصور التنفسي عسرة تنسج قصبي رئوي ، قلب رئوي ، تشنج قصبي، سوء تغذية ، تضيق تحت المزمار ، فلح حنك علاجي المنشأ ، ذات رئة ناكسة. التهاب الأمعاء والكولون النخري تناذر الأمعاء القصيرة، سوء الامتصاص ، سوء التغذية ، إسهال خمجي. مرض الكبد الركودي اتشمع، قصور كبدي، سرطانة ، سوء تغذية عوز المواد الغذائية نقص تعظم كسور، فقر دم ، فيتامين E ، فضل نمو الشدة الإجتماعية الطفل المهمل أو المضطهد ، فشل النمو ، طلاق. عقابيل أخرى تناذر موت الرضيع المفاجئ، أخماج، فتق إربي ، ندبات جلدية ( أنبوب تفجير صدر، طي PDA ، ارتشاح السوائل الوريدية )، القلس المعدي المريئي، فرط التوتر ، تعظم الدروز الباكر، تحصي صفراوي ، تحصي بولي ، أورام وعائية جلدية. ما هو المستقبل المتوقع للخدج؟؟ هناك حالياً فرصة لنجاة تبلع 95% أو أكثر بالنسبة للولدان الذين يبلغ وزنهم عند الولادة ما بين 1501و 2500 غ . لكن الولدان الذين يزنون أقل من ذلك لا زال معدل الوفاة عندهم مرتفعاً . لقد أدت العناية المشددة إلى تطويل الفترة التي من المحتمل أن تحدث خلالها وفاة الوليد ناقص وزن الولادة بشدة VLBW والناتجة عن اختلاطات الأمراض حول الولادية ، مثل عسرة تنسج القصبات والرئة والتهاب الأمعاء والكولون النخري، أو الخمج الثانوي . إن معدل الوفيات عند الولدان ناقصي وزن الولادة LBW الذين ظلوا على قيد الحياة حتى تخرجوا من المشفى هو أعلى من المعدل عند ولدان تمام الحمل خلال السنتين الأوليتين من العمر. ولأن العديد من هذه الوفيات يعزى للخمج فإن هذه الوفيات يمكن الوقاية منها ولو نظرياً. هناك أيضاً زيادة في نسبة حدوث فشل النمو، تناذر موت الرضيع المفاجئ ، الطفل المضطهد ، وعدم كفاية الرابطة بني الطفل وأمه. كما يساهم في المعدل العالي للوفيات والمراضة عن هؤلاء الأطفال المخاطر الحيوية الناتجة عن التنظيم التنفسي السيء الناتج عن عدم النضج أو عن اختلاطات مرض مستبطن حول ولادي والمخاطر الاجتماعية المرافقة للفقر. توجد الشذوذات التشريحية الولادية عن 3-7% تقريباً من الولدان LBW بغياب كل من التشوهات، وأذية الجمة العصبية المركزية ، ونقص وزن الولادة بشدة VLBW أو تأخر النمو داخل الرحم IUGR الملحوظ عند ولدان تمام الحمل خلال السنة الثانية من العمر، وهذا يحدث بشكل أبكر عند الخدج بوزن ولادة أكبر. أما الولدان ناقصي وزن الولادة بشدة VLBW فقد لايستطيعون اللحاق بهم خاصة إذا كانوا مصابين بمرض مزمن شديد ، أو كان واردهم الغذائي غير كاف، أو كانوا في بيئة لا توفر لهم العناية اللازمة . وتعتبر الولادة بحد ذاتها مؤذية للتطور اللاحق. وبشكل عام كلما كان الخدج أشد ووزن الولادة أقل كلما ازداد احتمال حدوث عجز عصبي وعقلي فحوالي 50% من الولدان بوزن 500-750غ لديهم عقابيل عصبية تطورية هامة ( عمى ، صمم ، تخلف عقلي، شلل دماغي) وإن محيط الرأس الصغير عند الولادة قد يرتبط بشكل مشابه مع إنذار عصبي سلوكي سيء. وتتراوح نسبة حدوث الإعاقات العصبية والتطورية عند الولدان VLBW بين 10-20% وتضم الشلل الدماغي ( 3-6%) ، العيوب السمعية والبصرية المتوسطة إلى الشديدة (1-4%)، وصعوبات التعليم ( 20%) . ويبلغ متوسط حاصل الذكاء بشكل عام 90-97، وإن 76% لديهم أداء مدرسي طبيعي . إن العديد من الولدان LBW الباقين على قيد الحياة لديهم نقص مقوية قبل بلوغهم عمراً مصححاً يبلغ ثمانية أشهر ، وتتحسن عندما يصبحوا بعمر 8 أشهر إلى سنة . ونقص المقوية العابر هذا ليس بعلامة إنذارية سيئة. الأمهات ذوات الحالة الاجتماعية الاقتصادية المتدنية معرضات أكثر لأن ينجبن أطفالاً ناقصي وزن الولادة الذين يميلون لأن يتطوروا بشكل أسوأ من أولئك الأطفال الذين توفرت لديهم بيئة أفضل بعد مرحلة الوليد. وجد بالدراسة المستقبلية لولدان تمام الحمل الصغار بنسبة لعمرهم الحملي ( IUGR ) أن العيوب العصبية الكبيرة غير الشائعة عندهم . رغم أنه بالمقارنة مع الولدان بتمام الحمل وبوزن مناسب للحمل فإن لديهم زيادة في نسبة حدوث : خلل الوظائف الدماغية الصغرى مدى الانتباه القصير صعوبات التعلم شذوذات بتخطيط الدماغ الكهربي، وعيوب الكلام. إحتمالات معدل الوفاة عند الوليد : لقد تم تاريخياً استخدام وزن الولادة كمؤشر قوي لاحتمال وفاة الوليد . وفي الحقيقة فإن البقيا بعمر حملي 22 أسبوع قريبة من 0%، وتزداد البقيا بازدياد العمر الحملي لتصبح 15% بعمر 23 أسبوع، 56% بعمر 24 أسبوع ، 79%بعمر 25 أسبوع. وإضافة لذلك فإن أمراض الوليد المتعلقة بوزن الولادة بشكل خاص مثل الدرجة IV من النزف داخل البطينات وذات الرئة الشديدة بالعقديات B ونقص تنسج الرئة، تشارك أيضاً بالنتيجة النهائية السيئة. وقد تطورت أنظمة لتقدير علامة أو درجة للوليد وتأخذ بعين الاعتبار الاضطرابات الفيزيولوجية ( نقص التوتر أو فرط التوتر، الحماض، نقص الأكسجة ، فرط الكريمية ، فقر الدم ، نضوب العدلات ) وذلك في علامة الوليد الفيزيولوجية الحادة عند الوليدScore (SNAP ) أو المعايير السريرية ( العمر الحملي، وزن الولادة ، التشوهات ، الحماض ، FIO2 ) وذلك في مؤشر الخطورة السريرية عند الولدان يضم CRIB 26 متغير تجمع خلال 24 ساعة بعد الولادة. ورغم أن أنظمة التنبؤ بالخطورة هذه قد تقدم معلومات إنذارية عن معدل الوفاة ، فإنها قد لا تكون مفيدة للتنبؤ بالمراضة فيما بين الناجين . وأكثر من ذلك فعند مقارنتها مع المحاكمة السريرية لأخصائي الوليد الخبير ( المعتمدة على وزن الولادة ، شدة المرض، انخفاض علامة أبغار، IUGR ، المتطلبات العلاجية ). فإن علامة الخطورة تحقق تنبؤ مماثل، وبمشاركة محاكمة الطبيب وعلامة الخطورة قد يؤدي لتقييم أدق للتنبؤ بالوفاة عند الوليد. تغذية الطفل الخديج و الطفل ناقص وزن الولادة التغذية : إن طريقة تغذية كل وليد ناقص الولادة متعلق به . ومن الهام تجنب التعب وارتشاف الطعام بواسطة القلس أو بواسطة عملية التغذية. لا توجد طريقة تغذية تجنبنا هذه المشاكل إلا إذا كان الشخص الذي يقوم بتغذية الطفل قد تدرب بشكل جيد على طريقة التغذية. يجب عدم البدء بالتغذية الفموية (الحلمة)وقطعها إذا كان الطفل قد بدأ بها وذلك في حالات الضائقة التنفسية، نقص الأكسجة ، القصور الدوراني، المفرزات الغزيرة، الكعام ( محاولات الإقياء)، الإنتان، تثبط الجملة العصبية المركزية ، عدم النضج ، أو علامات لمرض خطير. وهؤلاء الولدان سيتطلبون تغذية خلالية أو بالتزقيم ( هي التغذية القسرية خاصة بواسطة الأنبوب الأنفي المعدي ) وذلك لتزويدهم بالحريرات والسوائل والشوارد. يمكن أن يغذي الولدان الخدج الضخمين غالباً بواسطة الزجاجة أو الثدي. وبما أن العام المحدد هو الجهد المبذول في المص عادة فإن التغذية من الثدي تبدو أقل نجاحاً حتى ينضج الطفل. قد تكون التغذية بالزجاجة للحليب المعصور من الثدي بديلة مؤقتة. في التغذية بالزجاجة يمكن إنقاص الجهد المبذول عن طريق استخدام حلمات خاصة طرية صغيرة ذات ثقوب كبيرة. تتطلب عملية التغذية الفموية إضافة إلى المص القوي تنسيقاً بين البلغ، إغلاق الحنجرة والممرات الأنفية بلسان المزمار واللهاة، وتحرك مريئي طبيعي وهو مجموعة أحداث متزامنة تكون غائبة عادة قبل الأسبوع 34من الحمل . الولدان الأصغر أو الأقل قوة يجب أن تتم تغذيتهم بواسطة التزقيم والأنبوب المفضل بالتزقيم هو أنبوب لدائني طري ذروته غير راضة وله ثقبين على جانبين متقاربين . يمرر الأنبوب عبر الأنف حتى تصبح نهايته السفلية ضمن المعدة مقادر 2.5سم(إنش) تقريباً. توضع النهاية الحرة بعد ذلك تحت سطح ماء، إذا ظهرت فقاعات مع كل زفير فإن القثطرة في الرغامى ويجب إعادة إدخالها إلى المكان المناسب. تملك النهاية الحرة للأنبوب ملئماً يتوافق مع ذروة المحقنة. ويسمح للكمية المقاسة من الغذاء بالجريان بواسطة الجاذبية. يمكن إبقاء مثل هذا الأنبوب 3-7أيام قبل استبداله بأنبوب مشابه عبر المنخر الآخر. يتعرض الطفل أحياناً لتخريش موضعي من الأنبوب مما يجعله يكعم أو أن المفرزات المزعجة قد تتجمع حول الأنبوب في البلعوم الأنفي. وفي مثل هذه الحالات يمكن إمرار القثطرة عبر الفم بيد شخص ماهر مع إزالتها عند نهاية كل وجبة غذائية . يمكن الانتقال إلى التغذية بالزجاجة أو الثدي تدريجياً حالما يبدي الطفل نشاطاً كافياً للتغذية الفموية دون إحداث تعب لديه. لقد استخدمت التغذيات الأنفية المعدية والأنفية الصائمية المستمرة وكانت ناجحة عند الولدان ناقصي وزن الولادة والغير قادرين على تناول الحريرات الكافية بواسطة الزجاجة أو التزقيم بسبب ضعف المص، عدم تناسق البلع، والإفراغ المعدي المتأخر. لقد حدث انثقاب معوي أثناء التغذية بالأنبوب الأنفي الصائمي. وتعتبر التغذية عن طريق تفميم المعدة غير مستطبة عند الولدان الخدج بسبب ازدياد معدل الوفاة المرافق لها ، ويستثنى من ذلك تفميم المعدة التابع للتدبير الجراحي لحلات معدية معوية نوعية، يجب عدم استخدام التغذية الوريدية الجزئية أو الكاملة للولدان الخدج بشكل روتيني كبديل عن التغذية الفموية أو بالتزقيم، ويمكن استخدام فقط من أجل الحالات التي تكون فيها التغذية بالطريقتين السابقتين (الفموية-التزقيم) غير مستطبة بسبب حالة الطفل. أغذية الطفل الخديج : يكون المبدأ الأساسي في تغذية الولدان الخدج هو البدء الحذر والتدريجي تميل التغذية الحذرة الباكرة بالغلوكوز أو الحليب الصنعي إلى إنقاص خطورة حدوث نقص السكر ، التجفاف، وفرط البيليروبين دون إحداث خطر إضافي للرشف شريطة أن لا يشكل وجود ضائقة تنفسية أو اضطرابات أخرى استطباباً لإيقاف التغذية الفموية ولتطبيق الشوارد ، السوائل والحريرات وريدياً. إذا كانت حالة الطفل حسنة ويقوم بحركات مص وليس في ضائقة، يمكن محاولة التغذية الفموية، رغم أن أغلب الولدان بوزن أقل من 1500غ يتطلبون أنبوب تغذية بسبب عجزهم عن التنسيق بين التنفس والمص والبلع. ومن أجل الولدان بوزن أقل من 1000غ يمكن أن تكون التغذية الأول 1 مل إمادكستروز 5 % أو حليب خدج 10كيلو كالوري / أونصة ( تعادل الأونصة 29.5مل تقريباً ). إذا نجحت التغذية الأولى تقدم الوجبات التالية كل ساعتين مع زيادة قوة الحليب من 10إلى 15إلى 20 كيلوكالوري/أونصة. بعد ذلك تبدأ بزيادة حجم الحليب بمقدار 1 مل وذلك بعد 12وجبة ناجحة وفق الحجم السابق. ويجب ألا تتجاوز الزيادة اليومية في حجم الحليب 20مل/كغ/24ساعة. وحالما يتحقق حجم مساوي لـ150مل/كغ/24ساعة . يمكن زيادة المحتوى الحروري إلى 24 أو 27كيلو كالوري/أونصة. يتعرض الطفل الذي يتغذى على حليب بكثافة حرورية عالية لخطر التجفاف، الوذمة، عدم تحمل اللاكتوز، الإسهال ، غازات بطنية، وتأخر إفراغ المعدة مع إقياء . ويتضمن برنامج تغذية الخديج الذي يزن أكثر من 1500 غ البدء بزيادات في تركيز الحليب ومبتدئين ب4 مل على ثلاث وجبات كل ثلاث ساعات إلى أن يكون التركيز قد تزايد من 10إلى 20 كيلو كالوري/أونصة. بعد ذلك يجب ألا تتجاوز الزيادة اليومية في حجم الحليب 20مل/ كغ / 24ساعة . قد لا يبدي الولدان المصابون بتأخر النمو داخل الرحم فقد الوزن البدئي الملاحظ عند الخدج . القلس أو الإقياءات أو تمدد البطن أو الثمالات الباقية من الوجبات السابقة في المراحل الباكرة من برنامج التغذية يجب أن يثيروا الشبهة بالإنتان ، التهاب الأمعاء والكولون النخري، أو الانسداد المعوي، وهذه الأمراض تشكل استطبابات للرجوع بالبرنامج إلى الخلف ومن ثم نزيد الوجبات التالية ببطء ، أو للتحول نحو التغذية الوريدية مع التقييم للحث عن مشاكل أكثر خطورة. قد لا يتحقق كسب الوزن لمدة 10-12يوم وقد يكون من الضروري أن يكون الوارد اليومي 130-150مل/كغ أو أكثر عند بعض الولدان. بالمقابل فإن الولدان النشيطين والأقوياء الذين تقدم برنامج التغذية عندهم بشكل ناجح بالنسبة للحريرات وللحجم، فإن زيادة الوزن عندهم قد تظهر خلال بضعة أيام. عند استخدام أنبوب التغذية يجب أن ترشف محتويات المعدة قبل كل وجبة فإذا حصلنا على هواء فقط أو كميات قليلة من المخاط عندئذ تعطي الوجبة وأن تتقدم بتدريج أكثر بالزيادات التالية. إن أجهزة الأنزيمات الهضمية عند الولدان بعمر حملي أكبر من 28أسبوع ناضجة لدرجة تسمح بهضم وامتصاص كافيين بالنسبة للبروتين و السكريات . أما الدسم فهي أقل امتصاصاً نتيجة عدم كفاية الحمض الصفرواي بشكل رئيسي ، مع العلم أن الدسم غير المشبعة دسمة الحليب البشري تمتص أفضل من دسم حليب البقر. يجب أن يكون كسب الوزن كافياً عند الولدان الأقل من 2000غ عند الولادة عندما تتم التغذية بالحليب الإنساني أو الحليب المؤنسن (40% كازئين 60% مصالة ) مع وارد بروتين يبلغ 2.25-2.75غ/كغ/24ساعة. وهذان الحليبان سيؤمنان جميع الحموض الأمينية الأساسية للولدان الخدج بما فيها التيروزين والسيستين ، والهيسيتيدين وقد تكون كميات البروتين الأعلى من ذلك متحملة بشكل حسن وهي سليمة بشكل عام، وخاصة عند الولدان الأكبر والنامين بسرعة. لكن الوارد البروتيني الذي يصل إلى 4.5غ/كغ/24ساعة قد يكون خطراً. فرغم أن النمو الخطي قد يكون مترقياً ، فإن الحليب عالي البروتين قد يسبب مخططات أمينية شاذة. وقد يحدث ارتفاع بتراكيز البولة الدموية BUN ، والأمونيا، والصوديوم. قد يحدث حماض استقلابي (حليب البقر) وقد يحدث تأثيرات غير مرغوبة في التطور العصبي. وأبعد من ذلك فإن المحتوى العالي من البروتين والمعادن في الحليب البقري المتوازن ذي المحتوى الحراري العالي تشكل حملاً عالياً من الذوائب على الكلية، وهي حقيقة هامة في أثناء دعم التوازن المائي، خاصة عند المصابين بإسهال أو حمى . قد لا يكون حليب الثدي هو المثالي دائماً للولدان الأقل من 1000غ، حيث أن هؤلاء الولدان يتطلبون كميات من الكالسيوم والفوسفور والصوديوم والبروتين أكثر مما هو موجود في حليب الثدي المجموع في مصرف الحليب. قد يكون حليب الثدي المبكر المستحصل عليه من والدة الطفل أكثر ملائمة للطفل، وقد تزود الإضافات المضافة لحليب الثدي بالبروتين والكالسيوم والفوسفور وقد تستخدم أنواع من الحليب مخصصة للخدج . ويجب عدم الاستمرار بهذه الأنواع من الحليب بعد التخريج من المشفى أو عند بلوغ الطفل 34-36 أسبوع حملي لأنه قد يتطور فرط كالسيوم دم لاحتواء هذه الأنواع على كميات عالية من الكالسيوم وفيتامين D. بالرغم من أن الحليب بالكميات الضرورية للنمو الكافي قد يحوي كميات كافية من جميع الفيتامينات، فإن حجم الحليب الكافي لسد المتطلبات قد لا يتناوله الطفل لعدة أسابيع . لذلك يجب أن تعطى الفيتامينات للولدان ناقصي وزن الولادة . وبما أن حاجات هؤلاء الولدان لم تحدد بشكل دقيق حتى الآن ، فإنه يجب إعطاؤهم المخصصات اليومية الموصى بها للولدان بتمام الحمل ( راجع الفصل 43 ) و أكثر من ذلك فإن ولدان LBW قد يكون لديهم حاجات خاصة لبعض الفيتامينات المعينة . فالاستقلاب المتوسط للفينيل ألانين والتيروزين يعتمد جزئياً على الفيتامين C. وإن نقص امتصاص الدسم مع زيادة فقد الدسم بالبراز قد يترافقان مع نقص امتصاص الفيتامين D والفيتامينات الأخرى الذوابة بالدسم والكالسيوم عند الخديج . إن الولدان ناقصي وزن الولادة بشدة مؤهبون بشكل خاص للإصابة بالخرع ، لكن يجب أن لا يتجاوز الوارد اليومي عندهم من الفيتامين D 1500 وحدة دولية /24 ساعة . وإن حمض الفوليك أساسي لتشكيل الـDNA وإنتاج الخلايا الجديدة ، وإن مستوياته في المصل والكريات الحمر تنخفض عند الولدان قبل الأوان خلال الأسابيع الأولى القليلة من الحياة و تبقى منخفضة لمدة 2-3 أشهر . لذلك يستطب تقديم إضافات منه ولو أنها لم تؤد لتحسن النمو أو لزيادة تركيز الخضاب. يترافق عوز الفيتامين E عند الخدج مع زيادة الانحلال ومع فقر دم إذا كان شديداً. يعمل الفيتامين E كمضاد للأكسدة ليقي من الأكسدة الفائقة للحموض الدسمة غير المشبعة بشكل عديد الموجودة في أغشية الكرية الحمراء، لذلك قد تزداد الحاجة من هذا الفيتامين بسبب زيادة محتوى الغشاء من هذه الحموض الدسمة. يتفاقم فقر الدم الفيزيولوجي عند الولدان ناقصي وزن الولادةLBW الناتج عن التثبيط بعد الولادي لتكون الكريات الحمر بمخازن الحديد الجنينية الأصغر بالتمدد الأشد لحجم الدم الناتج عن النمو الأسرع بالمقارنة مع وليد تمام الحمل، لذلك فإن فقر الدم يتطور بشكل أبكر ويصل إلى مستوى نهائي أخفض. وإن فقد الدم الجنيني أو الوليدي يزيد من شدة هذه المشكلة. تعتبر مخازن الحديد كافية عادة حتى يتضاعف ون الولادة حتى عند الولدان VLBW أو إذا عولج الطل بالإريتروبيوتين. إضافة لذلك فإن التزويد بالحديد خلال المرحلة التي يكون فيها هؤلاء الولدان معرضين لعوز الفيتامين E (عمر أقل من 34أسبوع بعد الإلقاح). قد تعزز من الانحلال وتنقص من امتصاص الفيتامين E لذلك يمكن أن تتوقف عن التزويد بالفيتامين E حالما يتضاعف وزن الولادة وعند ذلك الوقت يجب البدء بالتزويد بالحديد (2مع/كغ/24ساعة). ويجب التزويد بالحديد حالما يعطى الطفل الإريتروبيوتين. قد يتبرز الخديج المغذى بشكل مناسب من 1-6مرات يومياً برازاً نصف صلب، وإن الازدياد المفاجئ في عدد المرات التبرز، أو ظهور دم خفي أو إيجابي ، أو تغير القوام نحو القوام المائي هي أكثر مدعاة للتدقيق والاعتبار من التواتر المحدد بشكل اعتباطي . يجب ألا يحدث قيء أو قلس عند الخديج، ويجب أن يسر ويسترخي بعد الوجبة الغذائية ولكنه قد يبدي بشكل طبيعي نشاطاً دالاً على الجوع قبيل الوجبة التالية
الإختلاطات الممكن حدوثها عند الولدان ناقصي وزن الولادة : المعالجة الإختلاط نقص الأكسجة ،...
الحاجة من السوائل :
تختلف الحاجة من السوائل حسب العمر الحملي، الأحوال البيئية ، وحالات المرض.
بفرض أن الضياع المائي بالبراز أصغرياً عند الولدان الذين لا يتلقون سوائل فموية ، فإن حاجاتهم من السوائل تساوي عندئذ للضائع المائي غير المرئي وإفراغ المذاب الكلوي وأي ضائع مستمر غير عادي.

يتعلق الضائع المائي غير المرئي بشكل لا مباشر مع العمر الحملي، فالوليد قبل الأوان وغير الناضج بشدة (1000غ) قد يتطلب كمية تصل إلى 2-3مل /كغ/ساعة ويعود ذلك إلى رقة الجلد، فقد النسيج تحت الجلد المشعات الحرورية وأثناء تطبيق المعالجة الضوئية وعند الطفل المصاب بالحمى، ويتناقص عندما يلبس الطفل ، وعندما يغطى بواسطة درع الحرارة الزجاجي الداخلي، وعندما يتنفس هواءاً مرطباً، وعندما يقترب من تمام الحمل.

أما الخديج الأكبر من ذلك (2000-2500غ) والموضوع في حاضنة فقد يكون لديه ضائع مائي غير مرئي بما يقارب 0.6-0.7مل/كغ/ساعة.

يجب أن تطبق السوائل أيضاً للسماح بإفراغ الحمل البولي من الذوائب مثل البولة والشوارد والفوسفات . وتختلف باختلاف الوارد الغذائي وحسب الحالة التغذوية الابتنائية أو التقويضية فالحليب عالي الذوائب، والوارد البروتيني العالي والتقوض يزيد من المنتجات النهائية التي تتطلب إفراغاً بولياً ولذلك تزيد الحاجة من الماء. قد يختلف الحمل الكلوي بين 7.5و30 ميلي-أو سمول،كغ 30-7.5). ( mOsm/kg

إن الوليد وخاصة ناقص وزن الولادة بشدة أقل قدرة على تركيز البول لذل فإن السوائل المطلوبة لإفراغ الذوائب مزدادة . يبدأ الوارد من الماء عند ولدان تمام الحمل بـ 60-70مل /كغ في اليوم الأول ويزاد إلى 100-120مل/كغ باليوم الثاني أو الثالث. قد يحتاج الولدان الخدج والأصغر لأن تبدأ بـ70-100مل/كغ في اليوم الأول وتتقدم حتى نصل إلى 150مل/كغ أو أكثر باليوم الثالث أو الرابع. ويجب أن نحسب حجوم السوائل حسب حالة كل طفل، رغم أنه من غير الشائع أن تتجاوز 150مل/كغ/24ساعة.

إن الوزن اليومي ، والنتاج والكثافة النوعية للبول، والبولة في المصل مع الشوارد يجب أن تراقب بدقة لكشف الحالات الشاذة من الإماهة، حيث أن الملاحظات السريرية والفحوص الفيزيائية هي مؤشرات ضعيفة لحالة الإماهة عند الخدج.

وإن الحالات التي تزيد من ضياع السوائل مثل بيلة الغلوكوز والطور البولي من النخر الأنبوبي الحاد والإسهال قد تضع جهداً إضافياً على الكليتين التي لم تطور بعد قدرتها العظمى على حفظ الماء والشوارد والذي قد تكون نتيجته تجفافاً شديداً .

بالقابل فإن زيادة الحمل من السوائل قد تؤدي إلى الوذمة ، وقصور القلب الإحتقاني ، والقناة الشريانية السالكة PDA وعسرة تنسج القصبات والرئة .

التغذية الكاملة عبر الوريد :
عندما تكون التغذية الفموية مستحيلة لفترات طويلة من الزمن فإن التغذية الوريدية الكاملة قد تؤمن ما يكفي من السوائل والحريرات والحموض الأمينية والشوارد والفيتامينات لدعم النمو عند الولدان ناقصي وزن الولادة.
لقد أنقذت هذه التقنية حياة الولدان المصابين بمتلازمات الإسهال المعند أو الذين أجري لهم قطع أمعاء واسع. قد يطبق التسريب عبر قثطرة تنتهي في وريد مركزي أو عبر وريد محيطي.

إن هدف التغذية الوريدية هو تحرير حريرات كافية لا بروتينية لكي يسمح للطفل باستخدام أغلب البروتينات في نموه. يجب أن تحتوي التسربية على حموض أمينية تركييبية بمقدار 2.5-3غ/دل وغلوكوز مفرط التوتر ضمن المجال 10-25غ/دل إضافة إلى كميات مناسبة من الشوارد والمعادن الزهيدة والفيتامينات .

يجب أن يحرر التسرب البدائي اليومي 10-4-15غ/كغ/24ساعة من الغلوكوز ويزداد تدريجاً حتى يصل إلى 25-30غ/كغ/24ساعة وذلك عندما تستخدم الغلوكوز وحده في تلبية الحاجة من الحريرات غير البروتينية والبالغة 100-120كيلو كالوري /كغ/24ساعة.

في حالة استخدام وريد محيطي من المفضل المحافظة على تركيز الغلوكوز تحت 12.5غ/دل. ويمكن استخدام مستحلب دسم وريدي مثل إنتراليبيد 20% ( يحوي 2.2 كيلو كالوري/مل) لتأمين الحريرات دون زيادة بالحمل التناضجي وبذلك تنقص الحاجة لتسريب تراكيز أعلى من الغلوكوز بواسطة وريد مركزي أو محيطي وبقي عادة من تطور عوز الحمض الدسمة الأساسية .

يمكن البدء بالأنتراليبيد. بمقدار 0.5غ/كغ/24 ساعة وتزداد تدريجياً حتى 3غ/كغ/24 ساعة إذا بقي مستوى الغليسريدات الثلاثة طبيعياً، مع العلم أن 0.5غ/كغ/24ساعة كافية للوقاية من نقص الحموض الدسمة الأساسية.

تكون الشوارد والمعادن الزهيدة والفيتامينات على شكل إضافات بكميات تقارب الحاجات الداعمة وريدياً المثبة . يجب أن يحدد محتوى تسريبة كل يوم بعد تقييم لحالة الطفل السريرية والكيماوية الحيوية.

التسريب البطيء المستمر هو المفضل. يجب أن يقوم بمزج كافة المحاليل صديلاني مدرب بشكل حسن وباستخدام مقنعة جريان صفائحية .

بعد أن يتأسس وارد حروري أكثر من 100كيلوكالوري / كغ/24 ساعة بواسطة التغذية الخلالية الكاملة بمكن أن تتوقع من الوليد ناقص وزن الولادة أن يكسب حوالي 15غ/كغ/24ساعة مع توازن آزوتي إيجابي بمقدار 150-200مع/كغ/24ساعة، يمكن تحقيق هذا الهدف عادة والميل للتقويض خلال الأسبوع الأول من العمر ينقلب بزيادات الوزن التالية بواسطة التسريب بوريد محيطي للتسريية الحاوية: مزيج حموض أمينية 2.5غ/كغ/24ساعة ، غلوكوز 10غ/دل، وإنتراليبيد 2-3غ/كغ/24 ساعة.

تتعلق اختلاطات التغذية الوريدية بكل من القثطرة واستقلاب التريبة . فالإنتان هو المشكلة الأهم للتسريب بالوريد المركزي ويمكن التقليل من حدوثه فقط بواسطة العناية فائقة الدقة بالقثطرة والتحضير العقيم للتسريبة. وتشمل المتعضيات المسببة للخمج الشائعة: العنقوديات المذهبة والعنقوديات البشروية والمبيضات البيض . وتشمل المعالجة استخدام الصادات المناسبة. وإذا استمر الخمج يجب إزالة الخط . كما حدث أيضاً خثار. تسرب السوائل، وانتزاع القثطرة بشكل عرضي. نادراً ما يمكن أن ننسب الخمج إلى التسريب بوريد محيطي ، لكن يحدث أحياناً التهاب وريد . خشارات (تموتات نسيجية ) جلدية ، وخمج سطحي.

وتشمل الاختلاطات الاستقلابية فرط السكر نتيجة التركيز العالي للغلوكوز في التسريبة مما قد يؤدي إلى إدرار تناضحي وتجفاف ، آزوتمية ، ومن المحتمل حدوث الكلاس الكلوي، نقص السكر نتيجة التوقف المفاجئ العرض للتسريب ، فرط شحميات الدم ومن المحتمل نقص أكسجة نتيجة لتسريب الدسم وريدياً ، تراكم الألومنيوم في النسج، وفرط أمونيا الدم الذي قد يكون نتيجة للمستويات العالية لبعض الحموض الأمينية . كما لوحظ بعد حدوث يرقان ركودي . يحدث أيضاً حماض مفرط الكلور عند الولدان الذين يتلقون الحموض الأمينية الهابطة والصاعدية . وإن الإرتفاع الشاذ لمستويات الحموض الأمينية بالدم هو خطر كامن آخر . إذا لم تستخدم مستحلبات الدسم الوريدية فقد يحدث أيضاً عوز الحموض الدسمة الأساسية .

عندما يتم التسريب عبر وريد محيطي فإن أوسمولية المحلول قد تحد من طول المدة التي يمكن استخدام موقع التسريب خلالها وبنفس الوقت فإنها قد تتطلب حجوم من السوائل أكبر ما يمكن تحمله .

وتستطب المراقبة الكيماوية والفيزيولوجية للولدان المتلقين للتغذية الوريدية بسبب كثرة حدوث وخطورة الاختلاطات.

الإضافات الوريدية للتغذية المحتملة :
إن المشاركة بين التغذية الوريدية وبالتزقيم هي الطريقة المعتادة في تغذية الولدان قبل الأوان . وحالما يكون الطفل مستقراً ( اليوم الثاني أو الثالث من العمر) فإن وجبات الحليب الصغيرة عن طريق أنبوب أنفي معدي تكمل بمحاليل التغذية المحيطية . وإن البدء بالتغذية المعوية ممكن بوجود تنبيب داخل الرغامى وقثطرة شريان سري . يمكن تسريب الغلوكوز ومزيج من الحموض الأمينية ومستحلبات الدسم عبر أوردة محيطية عندما لا يمكن تأمين حريرات كافية للولدان ناقصي وزن الولادة عن طريق التغذية الفموية وحدها . وإن بعض الولدان ذوي الوزن الأقل 1500غ قد يستعيدوا وزن ولادتهم حالاً ويكون لديهم هجمات انقطاع نفس أقل عند إستخدام التسريبية المكملة والحاوية على مصادر نتروجين.
لقد تم تحقيق زيادات في الوزن والطول ومحيط الرأس مقاربة للزيادة المتوقعة داخل الرحم بإستخدام مزيج الحموض الأمينية والغلوكوز والانتراليبيد .

ورغم أنه قد تحدث اختلاطات التقنيتين فإن المشاركة بين طرق توزيع المواد المغذية تسمح بتقديم وجبات معوية أصغر وبذلك ينقص احتمال الرشف.

إن التزويد بالحريرات عن طريق جهاز الهضم ينقص من حدوث اليرقان الركودي وخرج الخديج.

العناية بالطفل الخديج
العناية بالطفل الخديج في قسم الحواضن :
عند الولادة تتخذ الإجراءات المطلوبة من أجل تنظيف الطريق الهوائي ، بدء التنفس، العناية بالحبل السري والعينين، وإعطاء الفيتامين K وهي نفس الإجراءات عند الولدان ذوي الوزن والنضج الطبيعيين .
ويتطلب عناية خاصة للمحافظة على الطريق الهوائي منفتحاً وتجنب ارتشاف محتويات المعدة.

والاعتبارات الأخرى تضم:

أولاً: الحاجة لعناية الحاضنة ومراقبة معدل ضربات القلب والتنفس.

ثانياً : الحاجة لزيادة الأوكسجين .

ثالثاً : الحاجة لانتباه خاص لتفاصيل التغذية.

رابعاً:إتخاذ الإجراءات الوقائية ضد الإنتان.

يجب أن ينتبه كل شخص إلى أن الإجراءات الروتينية التي تزعج هؤلاء الولدان قد تؤدي إلى نقص أكسجة . أخيراً ، فإن الحاجة لمشاركة منتظمة وفعالة من قبل الولدان للعناية بالطفل في مركز الضانة ، والحاجة لتعليم الأم العناية المنزلية بالطفل ، والسؤال حول إنذار النمو والتطور اللاحقين ، يتطلبون اعتباراً خاصاً.

العناية بالخديج داخل الحاضنة :
تتميز الحاضنات الحديثة بأنها تقوم بالمحافظة على حرارة الجسم عبر تأمين بيئة جوية دافئة وحالات قياسية من الرطوبة. كما يمكن أن تؤمن مصدر أوكسجين منتظم وتلوث جوي قليل إذا نظفت بشكل مدقق.
ترتفع نسبة البقيا عند الوالدان ناقصي وزن الولادة والمرضى عندما تتم العناية بهم بحرارة تساوي أو تقارب البيئة الحرارية المتعادلة وهي مجموعة من الشروط الحرارية ، تضم حرارتي الهواء وسطح الإشعاع ، الرطوبة النسبية، وجريان الهواء. يكون إنتاج الحرارة في هذه الشروط أقل من أقل ما يمكن ( تقاس باستهلاك الأوكسجين ) وتكون الحرارة المركزية للوليد ضمن المجال الطبيعي. هناك أثر لحجم الوليد والعمر بعد الولادة ، فالولدان الأضخم والأكبر يتطلبون حرارة بيئية أقل من الولدان الأصغر والأقل عمراً .

حرارة الحاضنة المثلى من أجل فقد حرارة أدنى واستهلاك أوكسجين أقل عند وليد عار من الملابس هي التي تحافظ على حرارة مركزية تبلغ 36.5-37م عند الطفل. وهي تعتمد على حجم الطفل ودرجة نضجه، فكلما صغر الطفل وقل نضجه كلما كانت الحرارة المطلوبة أعلى .

عندما تكون الحاضنة قاصرة وحدها على المحافظة على الخديج الصغير دافئاً فإن الأمر يتطلب استخدام درع حرارة زجاجي أو قبعات رأس وملابس للجسم. إن المشعات الحرارية هي بدائل مناسبة للحواضن وخاصة عند الوليد المريض بشدة. إن المحافظة على رطوبة نسبية بين 40-60% تساعد على تثبيت حرارة بإنقاص فقد الحرارة عند درجات حرارة بيئية أقل، وبواسطة الوقاية من جفاف و تخريش بطانة الطرق الهوائية . خاصة خلال تطبيق الأوكسجين وعقب أو أثناء التتنبيب داخل الرغامى أو الأنفي الرغامي ، وبواسطة ترقيق المفرزات اللزجة وإنقاص فقد الماء غير المرئي من الرئتين .

تطبيق الأوكسجين لإنقاص خطر الأذية الناتجة عن نقص الأكسجة يجب أن يوازن ضد مخاطر فرط الأكسجة على العينين ( اعتلال الشبكية عند الخدج)وأذية الأوكسجين للرئتين .

يجب أن يطبق الأوكسجين إذا أمكن بواسطة مقنعة رأسية أو بواسطة جهاز ضغط الطريق الهوائي الإيجابي المستمر أو بواسطة أنبوب داخل الرغامى، للمحافظة على تركيز أوكسجين مستنشق ثابت وأمين . رغم أن وجود الزراق ، تسرع النفسن وانقطاع النفس هي استطبابات سريرية واضحة والتي يجب أن تشمل معالجتها كمية الأوكسجين المطلوبة

لإزالة هذه العلامات فقط، فإن الأذى الكامن والناتج عن نقص الأكسجة أو فرط الأكسجة لا يمكن تقليله دون مراقبة توتر الأكسجين PO2 في الدم الشرياني والتعديل المستمر لتركيز الأوكسجين المطبق اعتماداً على نتائج التحاليل المخبرية. إن تطور مسرى الأوكسجين عبر الجلد ومقياس الأكسجة النبضي للتدبير السريري الروتيني لهذه الولدان قد حسن وبشكل واضع فعالية مراقبة الأوكسجين. إن غازات الدم الشعرية غير كافية لتقدير مستويات الأوكسجين الشريانية.

إذا لم تكن الحاضنة متوفرة فإن الشروط العامة للسيطرة على الحرارة والرطوبة المشار إليها سابقاً يمكن أن تتحقق بواسطة الاستخدام الذكي للمشعات الحرورية، البطانيات، المصابيح الحرورية، الرفائدة الساخنة، وزجاجات الماء الدافئ، وبواسطة التحكم بحرارة رطوبة الغرفة.

وقد يكون من الضروري تطبيق الأوكسجين بشكل مؤقت بواسطة قناع الوجه أو عبر أنبوب التنبيب. يمكن أن يخر ج الطفل من الحاضنة فقط عندما يكون التغيير التدريجي إلى جو مركز الحضانة لا يؤدي إلى تغيير هام في حرارة الطفل أو لونه أو نشاطه أو علاماته الحيوية.


العناية بالخديج في المنزل :
في الفترة التي يكون فيها الطفل في المشفى يجب تعليم الأم كيفية العناية بالطفل بعد أن يتخرج. ويجب أن يتضمن هذا البرنامج زيارة واحدة على الأقل للمنزل من قبل شخص قادر على تقييم الترتيبات المنزلية وتقديم النصائح حول أي تحسينات مطلوبة . و غالبا ما تشمل العناية في المنزل تدفئة الخديج كأن يلف بالقطن و تغذيته بشكل جيد و إبعاده عن الأشخاص المرضى بالرشح و الكريب و الأمراض المعدية الأخرى و كذلك إبعاده عن التدخين و التأكيد على الأم على ضرورة الإرضاع الوالدي و إخبار الطبيب بأي طارىء.

الوقاية من الإنتان :
يكون لدى الخديج تأهباً زائدا" للإنتان مما يتطلب من العاملين في مركز الحضانة القيام بغسيل صارم لليدين وحتى المرفقين قبل وبعد مسك الطفل، واتخاذ إجراءات إنقاص تلوث الغذاء والأجسام التي هي على تماس مع الطفل، والوقاية من تلوث الهواء وتجنب الازدحام وتحديد التماس المباشر واللامباشر للوليد نفسه ومع الولدان الآخرين . ولا يسمح لأي شخص مصاب بخمج بالدخول لمركز الحضانة. وعلى أي حال فإنه يجب الموازنة بين احتمالات حدوث الإنتان وبين أضرار تحديد تماس الطفل مع العائلة والتي قد تكون مؤذية لتطور الطفل النهائي، كما أن مشاركة الوالدين بشكل باكر ومتكرر في رعاية الطفل في مركز الحضانة لم يؤد لزيادة هامة في الخطورة عندما تتم المحافظة على التدابير الوقائية.
إن تطبيق الغاماغلوبلين للخدج بشكل وقائي لم ينقص من الأخماج بالمشافي. وإن منع انتقال الخمج من وليد لآخر صعب لأنه كلاً من الوليد بتمام الحمل والخديج لا يبدي دليلاً سريرياً واضحاً للخمج في المراحل الباكرة من سير الخمج.

وعندما تحدث أوبئة ضمن مركز الحضانة فإنه يجب استخدام غرف العزل والتمريض إضافة إلى العناية الروتينية بالمطهرات إن العامل الأهم في العناية الناجحة بالخدج هو الطاقم التمريضي الماهر والخبير ذو العدد الكافي. وإن الإصرار على المقدار الأمثل من التمريض الخبير هو مسؤولية الطبيب.

عدم نضج استقلاب الدواء :
تكون التصفية الكلوية لأغلب المواد المطروحة في البول ناقصة عند الولدان ، ويكون هذا التناقص أشد عند الخدج . فقد يكون من الواجب تميديد الفواصل بين جرعات الأدوية التي تطرح بشكل رئيس بواسطة الكلية. على سبيل المثال: يمكن المحافظة على مستويات عالية من البنسلين والجنتاميسين والكاناتميسين بجرعات تعطى بفواصل 12ساعة.
إن الأدوية التي يتم نزع سميتها في الكبد أو تتطلب ربطاً كيماوياً قبل إطراحها الكلوي يجب أن تعطى بحذر وبجرعات أقل من العادي . وعندما يكون ممكناً فإنه يجب الحصول على المستويات الدموية للأدوية التي تحمل تأثيراً رسمياً كامناً ، خاصة عند وجود خلل بوظيفة الكبد أو الكلية .

ويجب أن تكون القرارات حول الصاد المختار والجرعة وطريق الإعطاء معتمدة على حالة كل طفل وذلك أفضل من الإعطاء الروتين بسبب المخاطر التالية:

أولاً : تطور إنتانات بعوامل ممرضة مقاومة للصادات.

ثانياً: تدمير أو تثبيط الجراثيم المعوية التي تقوم بصنع كميات هامة من الفيتامينات الأساسية ( مثل الفيتامين K والثيامين ) .

ثالثاً: التدخل المؤذي في العمليات الاستقلابية الهامة .

إن العديد من الأدوية السليمة بشكل واضح عند الكهول بناء على دراسات سمية قد تكون مؤذية للوليد، خاصة الولدان الخدج ، لقد أثبتت سمية الأوكسجين وعدد من الأدوية عند الولدان الخدج وبالجراعات والكميات غير المؤذية للولدان بتمام الحمل . ولذلك فإن تطبيق أي دواء وخاصة بجرعات كبيرة دون اختبارات دوائية عند الخدج يجب أن يتم بحذر وبعد الموازنة بين المخاطر والفوائد.

وليد الحمل المديد
الوليد المولود بعد تمام الحمل ( الحمل المديد ) :
ولدان الحمل المديد هم الذين ولدوا بعد 43أسبوع من الحمل، والمحسوبة من تاريخ آخر دورة طمثية عند الأم ، بغض النظر عن الوزن عند الولادة. ويستخدم هذا الاسم بشكل مرادف لكلمة ( بعد النضج) للإشارة للولدان الذين تجاوز عمرهم الحملي العمر الطبيعي البالغ 280بسبعة أيام أو أكثر.
إن حوالي 25% من الحمول تنتهي في اليوم 287أو بعده ، بينما 12% في اليوم 294 أو بعده ، و5% في اليوم أو بعده . إن سبب الولادة بعد الأوان أو بعد النضج غير معروف.

يرتبط الحجم الكبير للطفل مع الولادة المتأخرة بشكل ضعيف، بينما يرتبط بشكل واضح مع الحجم الكبير لأي من الوالدين ، تكرار الحمول أو حالة ما قبل السكري أو السكري عند الأم.

المظاهر السريرية :
قد لا يمكن تمييز الولدان بعد الأوان عن الولدان بتمام الحمل ، لكن البعض منهم أطلق عليه اسم Postmature بسبب المظهر والسلوك الذين يقترحان عمر 1-3أسابيع.
هذه الولدان بعد الأوان وبعد النضج غالباً زيادة في وزن الولادة وتتميز بغياب الشعر الزغبي ، تناقص أو غياب الطلاء الدهني، الأظافر الطويلة ، شعر الفروة الغزيرة ، الجلد الشبيه بالرق أو المتوسف، والتنبه الزائد.

إذا حدث قصور مشيمي قد يصطبغ السائل الأمينوسي والجنين بالعقي، ويمكن ملاحظة سرعة شاذة في ضربات قلب الجينين ، وقد يكون لدى الطفل تأخر بالنمو. ورغم أن هذه المتلازمة يحدث فيها غالباً التباس مع الحمل المديد ( بعد النضج ) فإن حوالي 20% فقط من الولدان المصابين بمتلازمة القصور المشيمي هم ولدان بعد الأوان. وأغلب المصابين بالقصور المشيمي هم ولدان بتمام الحمل أو قبل الأوان. وأغلب المصابين بالقصور المشيمي هم ولدان بتمام الحمل أو قبل الأوان ، وخاصة أولئك الصغار نسبة لعمرهم الحملي والمولودين من أمهات مصابات بانسمام حملي، والخروسات المسنات، والمصابات بارتفاع التوتر المزمن. تكون المشيمة صغيرة غالباً أو ضعيفة الاتصال. لقد افترض أن هذه المتلازمة ناتجة عن تغيرات تنكسية بالمشيمة مما يؤدي إلى نقص مترقي في إيصال الأوكسجين والتغذية إلى الجنين.

الولدان بعد الأوان مع قصور مشيمي قد يكون لديهم تنوع في العلامات الجسمانية : أظافر طويلة، شعر غزير، وجه شاحب، مظاهر تنبه، وجلد فضفاض خاصة حول الفخذين والإليتين مما يعطيهم مظهر فقد وزن حديث، اصطباغ لكل من الأظافر والجلد والطلاء والحبل السري وأغشية المشيمية .
دلوعة & حبوبة
دلوعة & حبوبة
الحاجة من السوائل : تختلف الحاجة من السوائل حسب العمر الحملي، الأحوال البيئية ، وحالات المرض. بفرض أن الضياع المائي بالبراز أصغرياً عند الولدان الذين لا يتلقون سوائل فموية ، فإن حاجاتهم من السوائل تساوي عندئذ للضائع المائي غير المرئي وإفراغ المذاب الكلوي وأي ضائع مستمر غير عادي. يتعلق الضائع المائي غير المرئي بشكل لا مباشر مع العمر الحملي، فالوليد قبل الأوان وغير الناضج بشدة (1000غ) قد يتطلب كمية تصل إلى 2-3مل /كغ/ساعة ويعود ذلك إلى رقة الجلد، فقد النسيج تحت الجلد المشعات الحرورية وأثناء تطبيق المعالجة الضوئية وعند الطفل المصاب بالحمى، ويتناقص عندما يلبس الطفل ، وعندما يغطى بواسطة درع الحرارة الزجاجي الداخلي، وعندما يتنفس هواءاً مرطباً، وعندما يقترب من تمام الحمل. أما الخديج الأكبر من ذلك (2000-2500غ) والموضوع في حاضنة فقد يكون لديه ضائع مائي غير مرئي بما يقارب 0.6-0.7مل/كغ/ساعة. يجب أن تطبق السوائل أيضاً للسماح بإفراغ الحمل البولي من الذوائب مثل البولة والشوارد والفوسفات . وتختلف باختلاف الوارد الغذائي وحسب الحالة التغذوية الابتنائية أو التقويضية فالحليب عالي الذوائب، والوارد البروتيني العالي والتقوض يزيد من المنتجات النهائية التي تتطلب إفراغاً بولياً ولذلك تزيد الحاجة من الماء. قد يختلف الحمل الكلوي بين 7.5و30 ميلي-أو سمول،كغ 30-7.5). ( mOsm/kg إن الوليد وخاصة ناقص وزن الولادة بشدة أقل قدرة على تركيز البول لذل فإن السوائل المطلوبة لإفراغ الذوائب مزدادة . يبدأ الوارد من الماء عند ولدان تمام الحمل بـ 60-70مل /كغ في اليوم الأول ويزاد إلى 100-120مل/كغ باليوم الثاني أو الثالث. قد يحتاج الولدان الخدج والأصغر لأن تبدأ بـ70-100مل/كغ في اليوم الأول وتتقدم حتى نصل إلى 150مل/كغ أو أكثر باليوم الثالث أو الرابع. ويجب أن نحسب حجوم السوائل حسب حالة كل طفل، رغم أنه من غير الشائع أن تتجاوز 150مل/كغ/24ساعة. إن الوزن اليومي ، والنتاج والكثافة النوعية للبول، والبولة في المصل مع الشوارد يجب أن تراقب بدقة لكشف الحالات الشاذة من الإماهة، حيث أن الملاحظات السريرية والفحوص الفيزيائية هي مؤشرات ضعيفة لحالة الإماهة عند الخدج. وإن الحالات التي تزيد من ضياع السوائل مثل بيلة الغلوكوز والطور البولي من النخر الأنبوبي الحاد والإسهال قد تضع جهداً إضافياً على الكليتين التي لم تطور بعد قدرتها العظمى على حفظ الماء والشوارد والذي قد تكون نتيجته تجفافاً شديداً . بالقابل فإن زيادة الحمل من السوائل قد تؤدي إلى الوذمة ، وقصور القلب الإحتقاني ، والقناة الشريانية السالكة PDA وعسرة تنسج القصبات والرئة . التغذية الكاملة عبر الوريد : عندما تكون التغذية الفموية مستحيلة لفترات طويلة من الزمن فإن التغذية الوريدية الكاملة قد تؤمن ما يكفي من السوائل والحريرات والحموض الأمينية والشوارد والفيتامينات لدعم النمو عند الولدان ناقصي وزن الولادة. لقد أنقذت هذه التقنية حياة الولدان المصابين بمتلازمات الإسهال المعند أو الذين أجري لهم قطع أمعاء واسع. قد يطبق التسريب عبر قثطرة تنتهي في وريد مركزي أو عبر وريد محيطي. إن هدف التغذية الوريدية هو تحرير حريرات كافية لا بروتينية لكي يسمح للطفل باستخدام أغلب البروتينات في نموه. يجب أن تحتوي التسربية على حموض أمينية تركييبية بمقدار 2.5-3غ/دل وغلوكوز مفرط التوتر ضمن المجال 10-25غ/دل إضافة إلى كميات مناسبة من الشوارد والمعادن الزهيدة والفيتامينات . يجب أن يحرر التسرب البدائي اليومي 10-4-15غ/كغ/24ساعة من الغلوكوز ويزداد تدريجاً حتى يصل إلى 25-30غ/كغ/24ساعة وذلك عندما تستخدم الغلوكوز وحده في تلبية الحاجة من الحريرات غير البروتينية والبالغة 100-120كيلو كالوري /كغ/24ساعة. في حالة استخدام وريد محيطي من المفضل المحافظة على تركيز الغلوكوز تحت 12.5غ/دل. ويمكن استخدام مستحلب دسم وريدي مثل إنتراليبيد 20% ( يحوي 2.2 كيلو كالوري/مل) لتأمين الحريرات دون زيادة بالحمل التناضجي وبذلك تنقص الحاجة لتسريب تراكيز أعلى من الغلوكوز بواسطة وريد مركزي أو محيطي وبقي عادة من تطور عوز الحمض الدسمة الأساسية . يمكن البدء بالأنتراليبيد. بمقدار 0.5غ/كغ/24 ساعة وتزداد تدريجياً حتى 3غ/كغ/24 ساعة إذا بقي مستوى الغليسريدات الثلاثة طبيعياً، مع العلم أن 0.5غ/كغ/24ساعة كافية للوقاية من نقص الحموض الدسمة الأساسية. تكون الشوارد والمعادن الزهيدة والفيتامينات على شكل إضافات بكميات تقارب الحاجات الداعمة وريدياً المثبة . يجب أن يحدد محتوى تسريبة كل يوم بعد تقييم لحالة الطفل السريرية والكيماوية الحيوية. التسريب البطيء المستمر هو المفضل. يجب أن يقوم بمزج كافة المحاليل صديلاني مدرب بشكل حسن وباستخدام مقنعة جريان صفائحية . بعد أن يتأسس وارد حروري أكثر من 100كيلوكالوري / كغ/24 ساعة بواسطة التغذية الخلالية الكاملة بمكن أن تتوقع من الوليد ناقص وزن الولادة أن يكسب حوالي 15غ/كغ/24ساعة مع توازن آزوتي إيجابي بمقدار 150-200مع/كغ/24ساعة، يمكن تحقيق هذا الهدف عادة والميل للتقويض خلال الأسبوع الأول من العمر ينقلب بزيادات الوزن التالية بواسطة التسريب بوريد محيطي للتسريية الحاوية: مزيج حموض أمينية 2.5غ/كغ/24ساعة ، غلوكوز 10غ/دل، وإنتراليبيد 2-3غ/كغ/24 ساعة. تتعلق اختلاطات التغذية الوريدية بكل من القثطرة واستقلاب التريبة . فالإنتان هو المشكلة الأهم للتسريب بالوريد المركزي ويمكن التقليل من حدوثه فقط بواسطة العناية فائقة الدقة بالقثطرة والتحضير العقيم للتسريبة. وتشمل المتعضيات المسببة للخمج الشائعة: العنقوديات المذهبة والعنقوديات البشروية والمبيضات البيض . وتشمل المعالجة استخدام الصادات المناسبة. وإذا استمر الخمج يجب إزالة الخط . كما حدث أيضاً خثار. تسرب السوائل، وانتزاع القثطرة بشكل عرضي. نادراً ما يمكن أن ننسب الخمج إلى التسريب بوريد محيطي ، لكن يحدث أحياناً التهاب وريد . خشارات (تموتات نسيجية ) جلدية ، وخمج سطحي. وتشمل الاختلاطات الاستقلابية فرط السكر نتيجة التركيز العالي للغلوكوز في التسريبة مما قد يؤدي إلى إدرار تناضحي وتجفاف ، آزوتمية ، ومن المحتمل حدوث الكلاس الكلوي، نقص السكر نتيجة التوقف المفاجئ العرض للتسريب ، فرط شحميات الدم ومن المحتمل نقص أكسجة نتيجة لتسريب الدسم وريدياً ، تراكم الألومنيوم في النسج، وفرط أمونيا الدم الذي قد يكون نتيجة للمستويات العالية لبعض الحموض الأمينية . كما لوحظ بعد حدوث يرقان ركودي . يحدث أيضاً حماض مفرط الكلور عند الولدان الذين يتلقون الحموض الأمينية الهابطة والصاعدية . وإن الإرتفاع الشاذ لمستويات الحموض الأمينية بالدم هو خطر كامن آخر . إذا لم تستخدم مستحلبات الدسم الوريدية فقد يحدث أيضاً عوز الحموض الدسمة الأساسية . عندما يتم التسريب عبر وريد محيطي فإن أوسمولية المحلول قد تحد من طول المدة التي يمكن استخدام موقع التسريب خلالها وبنفس الوقت فإنها قد تتطلب حجوم من السوائل أكبر ما يمكن تحمله . وتستطب المراقبة الكيماوية والفيزيولوجية للولدان المتلقين للتغذية الوريدية بسبب كثرة حدوث وخطورة الاختلاطات. الإضافات الوريدية للتغذية المحتملة : إن المشاركة بين التغذية الوريدية وبالتزقيم هي الطريقة المعتادة في تغذية الولدان قبل الأوان . وحالما يكون الطفل مستقراً ( اليوم الثاني أو الثالث من العمر) فإن وجبات الحليب الصغيرة عن طريق أنبوب أنفي معدي تكمل بمحاليل التغذية المحيطية . وإن البدء بالتغذية المعوية ممكن بوجود تنبيب داخل الرغامى وقثطرة شريان سري . يمكن تسريب الغلوكوز ومزيج من الحموض الأمينية ومستحلبات الدسم عبر أوردة محيطية عندما لا يمكن تأمين حريرات كافية للولدان ناقصي وزن الولادة عن طريق التغذية الفموية وحدها . وإن بعض الولدان ذوي الوزن الأقل 1500غ قد يستعيدوا وزن ولادتهم حالاً ويكون لديهم هجمات انقطاع نفس أقل عند إستخدام التسريبية المكملة والحاوية على مصادر نتروجين. لقد تم تحقيق زيادات في الوزن والطول ومحيط الرأس مقاربة للزيادة المتوقعة داخل الرحم بإستخدام مزيج الحموض الأمينية والغلوكوز والانتراليبيد . ورغم أنه قد تحدث اختلاطات التقنيتين فإن المشاركة بين طرق توزيع المواد المغذية تسمح بتقديم وجبات معوية أصغر وبذلك ينقص احتمال الرشف. إن التزويد بالحريرات عن طريق جهاز الهضم ينقص من حدوث اليرقان الركودي وخرج الخديج. العناية بالطفل الخديج العناية بالطفل الخديج في قسم الحواضن :عند الولادة تتخذ الإجراءات المطلوبة من أجل تنظيف الطريق الهوائي ، بدء التنفس، العناية بالحبل السري والعينين، وإعطاء الفيتامين K وهي نفس الإجراءات عند الولدان ذوي الوزن والنضج الطبيعيين . ويتطلب عناية خاصة للمحافظة على الطريق الهوائي منفتحاً وتجنب ارتشاف محتويات المعدة. والاعتبارات الأخرى تضم: أولاً: الحاجة لعناية الحاضنة ومراقبة معدل ضربات القلب والتنفس. ثانياً : الحاجة لزيادة الأوكسجين . ثالثاً : الحاجة لانتباه خاص لتفاصيل التغذية. رابعاً:إتخاذ الإجراءات الوقائية ضد الإنتان. يجب أن ينتبه كل شخص إلى أن الإجراءات الروتينية التي تزعج هؤلاء الولدان قد تؤدي إلى نقص أكسجة . أخيراً ، فإن الحاجة لمشاركة منتظمة وفعالة من قبل الولدان للعناية بالطفل في مركز الضانة ، والحاجة لتعليم الأم العناية المنزلية بالطفل ، والسؤال حول إنذار النمو والتطور اللاحقين ، يتطلبون اعتباراً خاصاً. العناية بالخديج داخل الحاضنة : تتميز الحاضنات الحديثة بأنها تقوم بالمحافظة على حرارة الجسم عبر تأمين بيئة جوية دافئة وحالات قياسية من الرطوبة. كما يمكن أن تؤمن مصدر أوكسجين منتظم وتلوث جوي قليل إذا نظفت بشكل مدقق. ترتفع نسبة البقيا عند الوالدان ناقصي وزن الولادة والمرضى عندما تتم العناية بهم بحرارة تساوي أو تقارب البيئة الحرارية المتعادلة وهي مجموعة من الشروط الحرارية ، تضم حرارتي الهواء وسطح الإشعاع ، الرطوبة النسبية، وجريان الهواء. يكون إنتاج الحرارة في هذه الشروط أقل من أقل ما يمكن ( تقاس باستهلاك الأوكسجين ) وتكون الحرارة المركزية للوليد ضمن المجال الطبيعي. هناك أثر لحجم الوليد والعمر بعد الولادة ، فالولدان الأضخم والأكبر يتطلبون حرارة بيئية أقل من الولدان الأصغر والأقل عمراً . حرارة الحاضنة المثلى من أجل فقد حرارة أدنى واستهلاك أوكسجين أقل عند وليد عار من الملابس هي التي تحافظ على حرارة مركزية تبلغ 36.5-37م عند الطفل. وهي تعتمد على حجم الطفل ودرجة نضجه، فكلما صغر الطفل وقل نضجه كلما كانت الحرارة المطلوبة أعلى . عندما تكون الحاضنة قاصرة وحدها على المحافظة على الخديج الصغير دافئاً فإن الأمر يتطلب استخدام درع حرارة زجاجي أو قبعات رأس وملابس للجسم. إن المشعات الحرارية هي بدائل مناسبة للحواضن وخاصة عند الوليد المريض بشدة. إن المحافظة على رطوبة نسبية بين 40-60% تساعد على تثبيت حرارة بإنقاص فقد الحرارة عند درجات حرارة بيئية أقل، وبواسطة الوقاية من جفاف و تخريش بطانة الطرق الهوائية . خاصة خلال تطبيق الأوكسجين وعقب أو أثناء التتنبيب داخل الرغامى أو الأنفي الرغامي ، وبواسطة ترقيق المفرزات اللزجة وإنقاص فقد الماء غير المرئي من الرئتين . تطبيق الأوكسجين لإنقاص خطر الأذية الناتجة عن نقص الأكسجة يجب أن يوازن ضد مخاطر فرط الأكسجة على العينين ( اعتلال الشبكية عند الخدج)وأذية الأوكسجين للرئتين . يجب أن يطبق الأوكسجين إذا أمكن بواسطة مقنعة رأسية أو بواسطة جهاز ضغط الطريق الهوائي الإيجابي المستمر أو بواسطة أنبوب داخل الرغامى، للمحافظة على تركيز أوكسجين مستنشق ثابت وأمين . رغم أن وجود الزراق ، تسرع النفسن وانقطاع النفس هي استطبابات سريرية واضحة والتي يجب أن تشمل معالجتها كمية الأوكسجين المطلوبة لإزالة هذه العلامات فقط، فإن الأذى الكامن والناتج عن نقص الأكسجة أو فرط الأكسجة لا يمكن تقليله دون مراقبة توتر الأكسجين PO2 في الدم الشرياني والتعديل المستمر لتركيز الأوكسجين المطبق اعتماداً على نتائج التحاليل المخبرية. إن تطور مسرى الأوكسجين عبر الجلد ومقياس الأكسجة النبضي للتدبير السريري الروتيني لهذه الولدان قد حسن وبشكل واضع فعالية مراقبة الأوكسجين. إن غازات الدم الشعرية غير كافية لتقدير مستويات الأوكسجين الشريانية. إذا لم تكن الحاضنة متوفرة فإن الشروط العامة للسيطرة على الحرارة والرطوبة المشار إليها سابقاً يمكن أن تتحقق بواسطة الاستخدام الذكي للمشعات الحرورية، البطانيات، المصابيح الحرورية، الرفائدة الساخنة، وزجاجات الماء الدافئ، وبواسطة التحكم بحرارة رطوبة الغرفة. وقد يكون من الضروري تطبيق الأوكسجين بشكل مؤقت بواسطة قناع الوجه أو عبر أنبوب التنبيب. يمكن أن يخر ج الطفل من الحاضنة فقط عندما يكون التغيير التدريجي إلى جو مركز الحضانة لا يؤدي إلى تغيير هام في حرارة الطفل أو لونه أو نشاطه أو علاماته الحيوية. العناية بالخديج في المنزل : في الفترة التي يكون فيها الطفل في المشفى يجب تعليم الأم كيفية العناية بالطفل بعد أن يتخرج. ويجب أن يتضمن هذا البرنامج زيارة واحدة على الأقل للمنزل من قبل شخص قادر على تقييم الترتيبات المنزلية وتقديم النصائح حول أي تحسينات مطلوبة . و غالبا ما تشمل العناية في المنزل تدفئة الخديج كأن يلف بالقطن و تغذيته بشكل جيد و إبعاده عن الأشخاص المرضى بالرشح و الكريب و الأمراض المعدية الأخرى و كذلك إبعاده عن التدخين و التأكيد على الأم على ضرورة الإرضاع الوالدي و إخبار الطبيب بأي طارىء. الوقاية من الإنتان : يكون لدى الخديج تأهباً زائدا" للإنتان مما يتطلب من العاملين في مركز الحضانة القيام بغسيل صارم لليدين وحتى المرفقين قبل وبعد مسك الطفل، واتخاذ إجراءات إنقاص تلوث الغذاء والأجسام التي هي على تماس مع الطفل، والوقاية من تلوث الهواء وتجنب الازدحام وتحديد التماس المباشر واللامباشر للوليد نفسه ومع الولدان الآخرين . ولا يسمح لأي شخص مصاب بخمج بالدخول لمركز الحضانة. وعلى أي حال فإنه يجب الموازنة بين احتمالات حدوث الإنتان وبين أضرار تحديد تماس الطفل مع العائلة والتي قد تكون مؤذية لتطور الطفل النهائي، كما أن مشاركة الوالدين بشكل باكر ومتكرر في رعاية الطفل في مركز الحضانة لم يؤد لزيادة هامة في الخطورة عندما تتم المحافظة على التدابير الوقائية. إن تطبيق الغاماغلوبلين للخدج بشكل وقائي لم ينقص من الأخماج بالمشافي. وإن منع انتقال الخمج من وليد لآخر صعب لأنه كلاً من الوليد بتمام الحمل والخديج لا يبدي دليلاً سريرياً واضحاً للخمج في المراحل الباكرة من سير الخمج. وعندما تحدث أوبئة ضمن مركز الحضانة فإنه يجب استخدام غرف العزل والتمريض إضافة إلى العناية الروتينية بالمطهرات إن العامل الأهم في العناية الناجحة بالخدج هو الطاقم التمريضي الماهر والخبير ذو العدد الكافي. وإن الإصرار على المقدار الأمثل من التمريض الخبير هو مسؤولية الطبيب. عدم نضج استقلاب الدواء : تكون التصفية الكلوية لأغلب المواد المطروحة في البول ناقصة عند الولدان ، ويكون هذا التناقص أشد عند الخدج . فقد يكون من الواجب تميديد الفواصل بين جرعات الأدوية التي تطرح بشكل رئيس بواسطة الكلية. على سبيل المثال: يمكن المحافظة على مستويات عالية من البنسلين والجنتاميسين والكاناتميسين بجرعات تعطى بفواصل 12ساعة. إن الأدوية التي يتم نزع سميتها في الكبد أو تتطلب ربطاً كيماوياً قبل إطراحها الكلوي يجب أن تعطى بحذر وبجرعات أقل من العادي . وعندما يكون ممكناً فإنه يجب الحصول على المستويات الدموية للأدوية التي تحمل تأثيراً رسمياً كامناً ، خاصة عند وجود خلل بوظيفة الكبد أو الكلية . ويجب أن تكون القرارات حول الصاد المختار والجرعة وطريق الإعطاء معتمدة على حالة كل طفل وذلك أفضل من الإعطاء الروتين بسبب المخاطر التالية: أولاً : تطور إنتانات بعوامل ممرضة مقاومة للصادات. ثانياً: تدمير أو تثبيط الجراثيم المعوية التي تقوم بصنع كميات هامة من الفيتامينات الأساسية ( مثل الفيتامين K والثيامين ) . ثالثاً: التدخل المؤذي في العمليات الاستقلابية الهامة . إن العديد من الأدوية السليمة بشكل واضح عند الكهول بناء على دراسات سمية قد تكون مؤذية للوليد، خاصة الولدان الخدج ، لقد أثبتت سمية الأوكسجين وعدد من الأدوية عند الولدان الخدج وبالجراعات والكميات غير المؤذية للولدان بتمام الحمل . ولذلك فإن تطبيق أي دواء وخاصة بجرعات كبيرة دون اختبارات دوائية عند الخدج يجب أن يتم بحذر وبعد الموازنة بين المخاطر والفوائد. وليد الحمل المديد الوليد المولود بعد تمام الحمل ( الحمل المديد ) : ولدان الحمل المديد هم الذين ولدوا بعد 43أسبوع من الحمل، والمحسوبة من تاريخ آخر دورة طمثية عند الأم ، بغض النظر عن الوزن عند الولادة. ويستخدم هذا الاسم بشكل مرادف لكلمة ( بعد النضج) للإشارة للولدان الذين تجاوز عمرهم الحملي العمر الطبيعي البالغ 280بسبعة أيام أو أكثر. إن حوالي 25% من الحمول تنتهي في اليوم 287أو بعده ، بينما 12% في اليوم 294 أو بعده ، و5% في اليوم أو بعده . إن سبب الولادة بعد الأوان أو بعد النضج غير معروف. يرتبط الحجم الكبير للطفل مع الولادة المتأخرة بشكل ضعيف، بينما يرتبط بشكل واضح مع الحجم الكبير لأي من الوالدين ، تكرار الحمول أو حالة ما قبل السكري أو السكري عند الأم. المظاهر السريرية : قد لا يمكن تمييز الولدان بعد الأوان عن الولدان بتمام الحمل ، لكن البعض منهم أطلق عليه اسم Postmature بسبب المظهر والسلوك الذين يقترحان عمر 1-3أسابيع. هذه الولدان بعد الأوان وبعد النضج غالباً زيادة في وزن الولادة وتتميز بغياب الشعر الزغبي ، تناقص أو غياب الطلاء الدهني، الأظافر الطويلة ، شعر الفروة الغزيرة ، الجلد الشبيه بالرق أو المتوسف، والتنبه الزائد. إذا حدث قصور مشيمي قد يصطبغ السائل الأمينوسي والجنين بالعقي، ويمكن ملاحظة سرعة شاذة في ضربات قلب الجينين ، وقد يكون لدى الطفل تأخر بالنمو. ورغم أن هذه المتلازمة يحدث فيها غالباً التباس مع الحمل المديد ( بعد النضج ) فإن حوالي 20% فقط من الولدان المصابين بمتلازمة القصور المشيمي هم ولدان بعد الأوان. وأغلب المصابين بالقصور المشيمي هم ولدان بتمام الحمل أو قبل الأوان. وأغلب المصابين بالقصور المشيمي هم ولدان بتمام الحمل أو قبل الأوان ، وخاصة أولئك الصغار نسبة لعمرهم الحملي والمولودين من أمهات مصابات بانسمام حملي، والخروسات المسنات، والمصابات بارتفاع التوتر المزمن. تكون المشيمة صغيرة غالباً أو ضعيفة الاتصال. لقد افترض أن هذه المتلازمة ناتجة عن تغيرات تنكسية بالمشيمة مما يؤدي إلى نقص مترقي في إيصال الأوكسجين والتغذية إلى الجنين. الولدان بعد الأوان مع قصور مشيمي قد يكون لديهم تنوع في العلامات الجسمانية : أظافر طويلة، شعر غزير، وجه شاحب، مظاهر تنبه، وجلد فضفاض خاصة حول الفخذين والإليتين مما يعطيهم مظهر فقد وزن حديث، اصطباغ لكل من الأظافر والجلد والطلاء والحبل السري وأغشية المشيمية .
الحاجة من السوائل : تختلف الحاجة من السوائل حسب العمر الحملي، الأحوال البيئية ، وحالات المرض....
كيف يتعلم الطفل تقبل الإعاقة؟
الطفل يشير بأصبعة وهو يطرح هذا السؤال: أخبريني يا أمي لماذا هذا الأستاذ لدية رأس غريب؟ في إجابتك توجد كل مفاتيح تعلم تقبل الإجابات من جانب طفلك. سنقدم إليك في هذا المقال بعض النصائح، لكي تتصرفي بشكل جيد في اللحضات الحرجة.
هناك من يقول: إن الناس الطيبين لا يحبون أن يتبع الآخرين طريقاً غير طريقهم. إن الاختلاف يثري العلاقات الإنسانية، ويغذي شخصياتنا، ويقويها. يكتشف أطفالك يوماً بعد يوم عالم الاختلاف هذا: اختلاف الشخصيات، والتفاوت البدني.
تفصيل الحوار:
في المدرسة يتطرق الأطفال غالبا إلى مسألة الإعاقة مع معلماتهم، أو مدرسيهم. سواء أكان الأمر يتعلق بـ"اندماج" الطفل العاق في الفصل، أم أنه ليس سوى إحساس شباب، فإن هناك مؤسسات قومية تسهم في تعلم تقبل هذه الإعاقة.

إن لكن الطريقة التي ستتعاملين بها معه لها صدى آخر غير صدى المدرسة: لأن الطفل يؤسس معتقداته وقيمة على الأفكار التي تبثينها له. إنك "دعامة" تطورة السيكولوجيي. إذا أحس بضيقك عندما يتطرق إلى الموضوع: فإنه سيدمج هذا الضيق في سلوكه. وفي المقابل إذا شعرت بالارتياح في الحوار فإن الطفل سيقلل من شأن الإعاقة، وسيتقرب من الناس بشكل طبيعي. في اللحطة التالية لا تقولي لنفسك: إنه لا توجد كلمات صحيحة، أو تركيبة سحرية! لكي تعلمه تقبل الاعاقة. علاوة على ذلك، يلزم بعض الوقت من أجل أن يتفهم الطفل كل المظاهر التي يتضمنها هذا المفهوم. يمكنك أن تذكريه بأننا مختلفون عن بعضنا، وأنه لابد أن نتعلم من هذه الاختلافات.
خذي مثالا من أخيه، واجعليه يفهم أنه مختلف عن أخيه، أو أخته، ومعا يسعدان باللعب. يمكنك أن تركزي على النقاط المشتركة بينه وبين الأطفال المعاقين: إنهم أيضا يحبون الضحك، والأكل، ومشاهدة برنامج "ستار أكاديمي".

يمكنك أيضا أن تجعلي طفلك يكتشف القراءة. إن أدب الأطفال يكشف دروس التقبل، أو التساهل. هناك بعض الكتب التي يمكن أن تمد يد العون إليك في مساعدة صغيرك على استيضاح العلاقة التي تجمع طفلين مختلفين.

الفهم الصحيح للإعاقة لتفسيرها جيداً:

سمح اليوم المخصص للمعاقين بإعلام الناس بمسألة الإعاقة والإحساس بها. لكن تقبل الإعاقة يحب أن يتجاوز حدود الزمن. التقبل يعني: قبول الاختلاف عن الآخر، سواء أكان على المستوى الجسماني، أم الثقافي، أم الاجتماعي. إن تعلم التقبل يقضي بالضرورة توصيل المعلومة بشكل صحيح. الاعتراف بالاختلاف يعني قبل أي شيء معرفة الرد على أسئلته.

لكن لكي تجدي الكلمات الصحيحة لابد أن تكون هناك أيضاً بعض الأفكار التي تدور برأسك، يجب أن نعلم أن الشخص المعاق لايقتصر على إعاقته، فلدية حياة، ومشاعر مثل كل الناس. إن الإعاقة تسبب اضطرابا تقريبا في حياة هؤلاء الأشخاص. مهما تكن نوعية الاضطراب (الإعاقة أو انخفاض السمع أو التخلف الذهني) فإن الشخص – الذي يعناني – يدرك في أغلب الحالات اختلافه، ولابد أن يتحمل نظرات الآخرين. لنأخذ مثالا على ذلك التثلث الصبغي.

الأكثر شهرة هو التثلي الصبغي 21 انه يتوافق مع العيب "الكروموسومي" بدلا من وجود كروموسومين 21 يوجد ثلاثة. هذا الفائض من المادة الجينية مسؤول عن الهيئة الخاصة لهؤلاء الأشخاص، والتأخر الذهني الملحوظ تقريبا. إن الأطفال المصابين بالتثلث الصبغي لديهم الاهتمامات نفسها كالأطفال الآخرين، ويتحدثون مع المحيطين بهم، ويظهرون حساسية كبيرة. لايوجد ما يمنع أن تستعلمي عن الإعاقة التي تشغل بالك. هنالك مؤسسات عديدة يمكن أن تساعدك على الرد على الأسئلة التي تطرحينها على نفسك، وإذا كنت ترغبين عدم الإعلان عن الإعاقة، يمكنك الاستعانة بالمواقع الخاصة بهذه المؤسسات. هذا الفضول سيسمح لك بالاحساس بالارتياح في الحوار مع طفلك.

حدود عائمة:

التحدث عن الاختلاف يستلزم تحديد ما هو طبيعي. في الرياضيات لا توجد أدنى مشكلة، فالطبيعي يتوافق مع الانحراف بالنسبة إلى هذا المتوسط، والاختلاف يتوافق مع الانحراف بالنسبة إلى هذا المتوسط. وفي المقابل يصعب كثيراً تعريف ما هو الكائن الطبيعي بوضوح.

إن كل مجتمع لدية مفهومة الخاص بالاختلاف وبالاعاقة على وجه الخصوص. إن الإيطاليين والانجليز يشعرون بالارتياح من هذه المسألة. في هذين البلدين وعلى عكس "فرنسا" و "ألمانيا" يدخل الأطفال المعاقون المدارس، لأنهم يعتبرون دخول المدرسة بمثابة جواز المرور لتكيف الطفل مع الإعاقة. لكن الحاجز بين الطبيعي وغير الطبيعي عائم.

هل الطفل الطبيعي يعني:
أن يكون سلوكه وحالته الجسمانية متوافقين مع المجتمع؟ أليس لون الشعر الأحمر، وارتداء الملابس الغريبة، وعمل الوشم، والثقب من مقدمات الاختلاف؟ الطبيعي إذن يعني التوافق مع المجموعة الاجتماعية في مكان محدد وفي لحظة معلومة. تبقى الموضة خير مثال لهذه الطبيعة "الزائلة".

يواجه الأطفال مبكراً هذا الأمر المفروض من "الطبيعي"، ارتداء الماركات الغالية، وحمل التيلفون المحمول مثل الرفقاء، وعدم الاستماع إلى هذه الموسيقى.
إن فترة التكيف هذه تمثل مرحلة إجبارية في تطور الطفل. إنه يحتاج إلى الاندماج مع مجموعة، وهذا الاندماج يمر باحترام الرموز المشتركة وخصوصا المتعلقة بالملابس. لكن الطفل لابد أن يتعلم التعرف على اختلافاته وتحملها حتى يكون شخصيته، لابد أيضا أن يتقبل الاختلافات مع الآخرين ويفهمهم ويحترمهم.

مهن الإعاقة:
المعالج بالتشغيل يهتم بإعادة تكيف الأشخاص المعاقين. إنه يساعد المريض المصاب على استعادة حركاته اليومية في أثناء الإعاقة، ويفكر أيضا في التكيف مع الوسط المحيط.

المعالج النفسي يهتم بإعادة تأهيل الأشخاص المعاقين سواء في الحركة أو في الذهن. يركز عمله على الاستماع إلى المريض سواء على المستوى الشفهي أو غير ذلك. المواقف الجسمانية للمريض تعتبر بالنسبة إليه أداة للعمل الأكبر.

على عكس المعالج النفسي يعالج المدلك الطبي العرض المقصود. يستخدم العلاج بالتدليك الحركات الإيجابية (الرياضة الطبية) أو السلبية (التدليك، والتعبئة).
مطبب النطق يعالج اضطرابات اللغة المكتوبة، والمنطوقة، وكذلك اضطرابات الكلام والصوت.

شهادة:
"ألبرت" – والد "ميلانا" (10 سنوات):


ميلانا تقيم علاقة طبيعية للغاية مع المعاقين الذي تقابلهم في الشارع, إنها لم تتضايق، ولم تتردد في محادثتهم إذا اقتضت الحاجة. كثيراً ما تقول لي: إن هذا لا يجب أن يكون مسليا بالنسبة إليهم، لكنها لم تطرح على قط أية اسئلة. يجب القول إنها تتعلم الكثير في المدرسة. في هذا العام اصطحبتها معلمتها إلى فصل من الأكفاء: لقد رأتهم في أثناء الحصة، وحدثتهم، ولعبت معهم. علاوة على ذلك، قرأت عليهم كتابا! من جانبا نحن لقد ربيناها على تفتح الذهن. ليست من النوعية التي تخفض رأسها عندما يصعد المعاق الأوتوبيس، بل تساعده إذا رأت انه يحتاج إلى ذلك، وتتضايق منه إذا كان سيء النية.

"فيرونيكا" – أم "أنثيا" (ثلاث سنوات):

منذ أن كانت صغيرة جداً، غاصت "أثينا" في الاختلاف. في المنزل ترى أصدقائي من أصول ثقافية مختلفة. ذات يوم عادت من الحضانة وهي تقول لي: إن طفلا غريبا شد شعرها (كان يعاني التثلث الصبغي). كان شد شعرها وهو النقطة الوحيدة التي أزعجتها! لم أفكر في أنني في حاجة إلى تعليمها ماهو التقبل. إنه مبدأ يبدو أنها ستدركة عندما تكبر، وإذا أتت إلي لكي تسألني عن الإعاقة فلن أكتفي بأن أقول لها: إنه يوجد أناس مختلفون، بل سأحاول أن أعطيها تفسيراً بسيطاً ولكن واقعياً.

تذكري أن:

o فرنسا بها 5.5 مليون شخص معاق أن 9% من السكان.

o بالنسبة إلى منظمة الصحة العالمية فإن الشخص يعتبر معاقاً عندما يجد نفسه غير متلائم مع الآخرين، في أعقاب: مرض أو حادث، أو مشكلة صحية، أوجسمانية، أو "سيكولوجية".

o توجد عدة أشكال من الإعاقة: المتحركة عندما يمتد ضررها إلى القدرة على التحرك (13.4% من الشعب الفرنسي)، والحسية عندما تصاب إحدى الحواس (11.4%)، والدهنية إذا كانت القدرة على التعلم صعبة (6.6%).

o الإعاقة يمكن أن تظهر في أعقاب حادث (إعاقة مكتسبة) أو تكون قد وجدت منذ لحظة الولادة أو (إعاقة فطرية). في هذه الحالة الأخيرة ينتج تشوه جيني، أو تظهر مشكلة طارئة في أثناء الحمل (مرض الأم، أو تناول العقاقير، أو السرطانات).

o الرجل لدية ثلاثة وعشرون زوجا من "الكروموسومات"، منها زوج من "الكررموسومات" الجنسية، لما كانت تُرقم من 1-22 فإنها تحدد الصفات العامة (لون العينين، والشعر .. الخ). أما زوج "الكروموسوم" الثالث والعشرين فيشير إلى الجنس.

سؤال وجواب:
مادور الآباء في الإحساس بالإعاقة؟



لابد أن يثق الآباء بأطفالهم، وبقدرتهم على التحدث في كل شيء. إن التحدث مع الصغار أمر ضروري، لأنه يسمح بإعادة الأمور إلى مكانها، وانتزاع كل المحاذير. لن نكسب شيئا في إنكار الإعاقة.

كيف نتطرق إلى الأمر نفسه؟

يكفي أن نتحدث عن الإعاقة لإزالة الأمر المأساوي عنها. علاوة على ذلك تطرد أسئلة الأطفال مخاوفهم الخاصة، عندما يسأل الطفل عن سبب غرابة رأس هذا الرجل فإنه يسعى إلى الأطمئنان، من المهم أن يفهم أن كل شيء من جانبه على خير ما يرام بدون أي أنكار للاختلاف الذي يراه، يجب بالتأكيد أن نقول له: إن هذا الشخص يشعر ببعض الصعوبات، لكن عندما تقولين له إنه سيفهم عندما يكبر فإن هذا سيزيد مخاوفه.

في أية سن يشعر الطفل بالاختلاف؟

غالبا ما نبخس السن التي يبدأ الطفل معها إدراكه للاختلافات مع الآخرين. إنه يشعر بهذا التفاوت – جيدا ً- قبل سن السادسة أو السابعة وهي سن العقل في "السيكولوجية" التقليدية.
وفي المقابل دخلت مفاهيم الرأفة والتسامح (التقبل) بالتدريج في أثناء نمو الطفل.

إن تطبيق هذه المفاهيم يخضع كثيراً إلى بيئة الطفل، والعلاقة التي تربطه بوالديه، وبعبارة أخرى: لا يتم تعلم التقبل من خلال درس واحد.

دور المرشد النفسي مع المشكلات الأسرية للطفل المعوق

عبداللطيف محمد الجعفري*

* قبل أن يبدأ الإرشاد الفعال، يجب على الوالدين أن يثقوا بالمرشد. فبناء علاقة قائمة على الثقة هي بمثابة المرحلة الأولى في عملية الإرشاد. وهي تبدأ مع تعرف الوالدين إلى الأشخاص الذين سيقومون على رعاية ابنهم. وقد يكون بناء علاقة ثقة أمرا صعبا في البداية، فقد يكون الوالدان في خضم محاولات للتعامل مع الأسى والمخاوف ومشاعر الذنب في الوقت ذاته الذي يتعرفان فيه إلى المرشد، وهنا يجب على المرشد أن يطمئن الوالدين ويحثهما على التعبير عن مخاوفهما. وقد تأخذ الثقة فترة زمنية طويلة حتى تتطور.
وعلى أية حال، فمن الممكن التسرع في ذلك إذا استخدم المرشد أساليب لمساعدة الوالدين للشعور بالقبول والاحترام. وإذا أظهر المرشد اهتماما حقيقيا بالطفل المعوق وأسرته فهم سيتعلمون تدريجيا أن يثقوا بالمرشد.
إن على المرشد أن يبدي اتجاها ينم عن الاهتمام والرعاية وأن يزود الوالدين بالتعزيز لتواصلهما مع طفلهما. فإذا أدرك الوالدان أن المرشد يقدرهما كأشخاص فهما سيشعران براحة أكبر لعلاقتهما معه. ويلاحظ مايلز Miles أن معظم الآباء يعانون من انخفاض التقدير الذاتي ولو لبعض الوقت أثناء الأزمة، ولذلك فإن أية استراتيجية "مثل التعزيز الإيجابي" من شأنها زيادة مستوى التقدير الذاتي هي استراتيجية مفيدة.

* يجب أن يكون المرشد متفهما لحاجات الأسرة على الدوام. وعليه أن يخلق جوا مريحا يسمح لهم بالحوار. وفي حالات كثيرة يكون الوالدان في خضم عملية الأسى عندما يلتقي المرشد بهما لأول مرة. ويجب أن يكون المرشدون على وعي بمراحل الأسى المختلفة وهي: "النكران، الغضب، المساومة، الاكتئاب، القبول" ومدركين لمؤشرات النكوص مادامت علاقتهم بالوالدين مستمرة .

إن استخدام المرشد الفعال لمهارات التواصل تحتل أهمية خاصة أثناء عملية الأسى. فالمرشد في هذه الحالة يصبح العنصر الحيوي في تسهيل هذه العملية. والمرشد الفعال يطور في النهاية أسلوبه الخاص الفردي الذي يعبر من خلاله لأسرة الطفل المعوق عن فهمه وإدراكه للموقف الكلي.

* يقوم المرشد بتوجيه أفراد أسرة الطفل المعوق إلى أفضل السبل لتحقيق تربية طفلها تربية سليمة ولتوفير البيئة التربوية والنفسية والاجتماعية لإتاحة النمو الطبيعي لجوانب شخصية الطفل، ويستلزم الأمر من جانب المرشد أن يعدل أو يغير من اتجاهات هؤلاء الأفراد في النواحي الآتية.
1. تقبل الإعاقة.
2. معاونة الطفل المعوق معاونة عادية مثل غيره من إخوانه الأطفال، وعدم التأثر بالإعاقة في تغيير نمط هذه المعاملة الطبيعية.
3. الإلمام بفكرة صحيحة عن ماهية الإعاقة وشئون المعاقين وعالمهم.
4. الإلمام بأسس واتجاهات الرعاية التربوية والنفسية والاجتماعية للطفل المعوق ويحسن أن يكون لدى الأسرة دليل تربوي بمثابة موجه لهم في تربية أطفالهم.
5. اتباع الطرق والسلوك المناسب لتدريب الحواس الباقية مع الإلمام الصحيح بالأهمية التربوية والنفسية في تربية الحواس الباقية إذ إن الملاحظات الحسية تكون القاعدة العريضة للتربية العقلية للمعوق.
6. تجنب الظروف والملابسات التي تؤدي إلى تكوين الإحساس بالانحطاط أو الشعور بالذنب.
7. مراعاة ألا تؤدي ردات فعلهم على تصرفاته إلى جرح مشاعره واحساساته.
8. تزويد المعوق بالخبرات المتنوعة عن طريق معرفة الأشياء المحيطة به والإلمام بجميع مجالات النشاط البشري في المجتمع تبعا لقدراته التحصيلية وبالطرق والوسائل المناسبة لظروفه الخاصة .
9. عدم القيام بالخدمة المستمرة للطفل المعوق، فهذا يؤدي إلى ضعف إرادته وعدم استقلال ذاته. وعلى العكس من هذا يحسن أن يتعود الطفل على خدمة نفسه كقاعدة لها قيمتها لتكوين إرادة الطفل.
10. ويجب أن يكون المرشدون على مستوى كبير من الفهم لأثر الطفل المعوق على أسرته وأشقائه العاديين، كما على المرشدين أن يكونوا على وعي باحتمالات الأسرة الممتدة، وهو مصطلح عادة ما يستخدم لوصف أعضاء الأسرة الآخرين مثل الأجداد ، والأخوة والأخوات والآباء أو أعضاء الأسرة المقربين. ويكون هؤلاء الأقارب جزءا من شبكة المصادر التي يمكنها أن تقدم الدعم والراحة والفهم لأب الطفل المعوق.
وخارج نطاق العائلة الممتدة، توجد شبكة متنامية من الناس الذين يتقاسمون التجارب المفجعة مع الآخرين الذين سيجربون أو جربوا الحدث نفسه . فالشبكة إذن عملية لربط الناس بعضهم ببعض كمصادر للمساعدة والدعم ومساعدة الآخرين في إيجاد الخدمات والمعلومات التي يحتاجونها. وفي عدة حالات يريد الآباء التحدث مع الآباء الآخرين الذين مروا بمصاعب مماثلة وتكيفوا معها.
* عضو بشبكة الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة
دلوعة & حبوبة
دلوعة & حبوبة
كيف يتعلم الطفل تقبل الإعاقة؟ الطفل يشير بأصبعة وهو يطرح هذا السؤال: أخبريني يا أمي لماذا هذا الأستاذ لدية رأس غريب؟ في إجابتك توجد كل مفاتيح تعلم تقبل الإجابات من جانب طفلك. سنقدم إليك في هذا المقال بعض النصائح، لكي تتصرفي بشكل جيد في اللحضات الحرجة. هناك من يقول: إن الناس الطيبين لا يحبون أن يتبع الآخرين طريقاً غير طريقهم. إن الاختلاف يثري العلاقات الإنسانية، ويغذي شخصياتنا، ويقويها. يكتشف أطفالك يوماً بعد يوم عالم الاختلاف هذا: اختلاف الشخصيات، والتفاوت البدني. تفصيل الحوار: في المدرسة يتطرق الأطفال غالبا إلى مسألة الإعاقة مع معلماتهم، أو مدرسيهم. سواء أكان الأمر يتعلق بـ"اندماج" الطفل العاق في الفصل، أم أنه ليس سوى إحساس شباب، فإن هناك مؤسسات قومية تسهم في تعلم تقبل هذه الإعاقة. إن لكن الطريقة التي ستتعاملين بها معه لها صدى آخر غير صدى المدرسة: لأن الطفل يؤسس معتقداته وقيمة على الأفكار التي تبثينها له. إنك "دعامة" تطورة السيكولوجيي. إذا أحس بضيقك عندما يتطرق إلى الموضوع: فإنه سيدمج هذا الضيق في سلوكه. وفي المقابل إذا شعرت بالارتياح في الحوار فإن الطفل سيقلل من شأن الإعاقة، وسيتقرب من الناس بشكل طبيعي. في اللحطة التالية لا تقولي لنفسك: إنه لا توجد كلمات صحيحة، أو تركيبة سحرية! لكي تعلمه تقبل الاعاقة. علاوة على ذلك، يلزم بعض الوقت من أجل أن يتفهم الطفل كل المظاهر التي يتضمنها هذا المفهوم. يمكنك أن تذكريه بأننا مختلفون عن بعضنا، وأنه لابد أن نتعلم من هذه الاختلافات. خذي مثالا من أخيه، واجعليه يفهم أنه مختلف عن أخيه، أو أخته، ومعا يسعدان باللعب. يمكنك أن تركزي على النقاط المشتركة بينه وبين الأطفال المعاقين: إنهم أيضا يحبون الضحك، والأكل، ومشاهدة برنامج "ستار أكاديمي". يمكنك أيضا أن تجعلي طفلك يكتشف القراءة. إن أدب الأطفال يكشف دروس التقبل، أو التساهل. هناك بعض الكتب التي يمكن أن تمد يد العون إليك في مساعدة صغيرك على استيضاح العلاقة التي تجمع طفلين مختلفين. الفهم الصحيح للإعاقة لتفسيرها جيداً: سمح اليوم المخصص للمعاقين بإعلام الناس بمسألة الإعاقة والإحساس بها. لكن تقبل الإعاقة يحب أن يتجاوز حدود الزمن. التقبل يعني: قبول الاختلاف عن الآخر، سواء أكان على المستوى الجسماني، أم الثقافي، أم الاجتماعي. إن تعلم التقبل يقضي بالضرورة توصيل المعلومة بشكل صحيح. الاعتراف بالاختلاف يعني قبل أي شيء معرفة الرد على أسئلته. لكن لكي تجدي الكلمات الصحيحة لابد أن تكون هناك أيضاً بعض الأفكار التي تدور برأسك، يجب أن نعلم أن الشخص المعاق لايقتصر على إعاقته، فلدية حياة، ومشاعر مثل كل الناس. إن الإعاقة تسبب اضطرابا تقريبا في حياة هؤلاء الأشخاص. مهما تكن نوعية الاضطراب (الإعاقة أو انخفاض السمع أو التخلف الذهني) فإن الشخص – الذي يعناني – يدرك في أغلب الحالات اختلافه، ولابد أن يتحمل نظرات الآخرين. لنأخذ مثالا على ذلك التثلث الصبغي. الأكثر شهرة هو التثلي الصبغي 21 انه يتوافق مع العيب "الكروموسومي" بدلا من وجود كروموسومين 21 يوجد ثلاثة. هذا الفائض من المادة الجينية مسؤول عن الهيئة الخاصة لهؤلاء الأشخاص، والتأخر الذهني الملحوظ تقريبا. إن الأطفال المصابين بالتثلث الصبغي لديهم الاهتمامات نفسها كالأطفال الآخرين، ويتحدثون مع المحيطين بهم، ويظهرون حساسية كبيرة. لايوجد ما يمنع أن تستعلمي عن الإعاقة التي تشغل بالك. هنالك مؤسسات عديدة يمكن أن تساعدك على الرد على الأسئلة التي تطرحينها على نفسك، وإذا كنت ترغبين عدم الإعلان عن الإعاقة، يمكنك الاستعانة بالمواقع الخاصة بهذه المؤسسات. هذا الفضول سيسمح لك بالاحساس بالارتياح في الحوار مع طفلك. حدود عائمة: التحدث عن الاختلاف يستلزم تحديد ما هو طبيعي. في الرياضيات لا توجد أدنى مشكلة، فالطبيعي يتوافق مع الانحراف بالنسبة إلى هذا المتوسط، والاختلاف يتوافق مع الانحراف بالنسبة إلى هذا المتوسط. وفي المقابل يصعب كثيراً تعريف ما هو الكائن الطبيعي بوضوح. إن كل مجتمع لدية مفهومة الخاص بالاختلاف وبالاعاقة على وجه الخصوص. إن الإيطاليين والانجليز يشعرون بالارتياح من هذه المسألة. في هذين البلدين وعلى عكس "فرنسا" و "ألمانيا" يدخل الأطفال المعاقون المدارس، لأنهم يعتبرون دخول المدرسة بمثابة جواز المرور لتكيف الطفل مع الإعاقة. لكن الحاجز بين الطبيعي وغير الطبيعي عائم. هل الطفل الطبيعي يعني: أن يكون سلوكه وحالته الجسمانية متوافقين مع المجتمع؟ أليس لون الشعر الأحمر، وارتداء الملابس الغريبة، وعمل الوشم، والثقب من مقدمات الاختلاف؟ الطبيعي إذن يعني التوافق مع المجموعة الاجتماعية في مكان محدد وفي لحظة معلومة. تبقى الموضة خير مثال لهذه الطبيعة "الزائلة". يواجه الأطفال مبكراً هذا الأمر المفروض من "الطبيعي"، ارتداء الماركات الغالية، وحمل التيلفون المحمول مثل الرفقاء، وعدم الاستماع إلى هذه الموسيقى. إن فترة التكيف هذه تمثل مرحلة إجبارية في تطور الطفل. إنه يحتاج إلى الاندماج مع مجموعة، وهذا الاندماج يمر باحترام الرموز المشتركة وخصوصا المتعلقة بالملابس. لكن الطفل لابد أن يتعلم التعرف على اختلافاته وتحملها حتى يكون شخصيته، لابد أيضا أن يتقبل الاختلافات مع الآخرين ويفهمهم ويحترمهم. مهن الإعاقة: المعالج بالتشغيل يهتم بإعادة تكيف الأشخاص المعاقين. إنه يساعد المريض المصاب على استعادة حركاته اليومية في أثناء الإعاقة، ويفكر أيضا في التكيف مع الوسط المحيط. المعالج النفسي يهتم بإعادة تأهيل الأشخاص المعاقين سواء في الحركة أو في الذهن. يركز عمله على الاستماع إلى المريض سواء على المستوى الشفهي أو غير ذلك. المواقف الجسمانية للمريض تعتبر بالنسبة إليه أداة للعمل الأكبر. على عكس المعالج النفسي يعالج المدلك الطبي العرض المقصود. يستخدم العلاج بالتدليك الحركات الإيجابية (الرياضة الطبية) أو السلبية (التدليك، والتعبئة). مطبب النطق يعالج اضطرابات اللغة المكتوبة، والمنطوقة، وكذلك اضطرابات الكلام والصوت. شهادة: "ألبرت" – والد "ميلانا" (10 سنوات): ميلانا تقيم علاقة طبيعية للغاية مع المعاقين الذي تقابلهم في الشارع, إنها لم تتضايق، ولم تتردد في محادثتهم إذا اقتضت الحاجة. كثيراً ما تقول لي: إن هذا لا يجب أن يكون مسليا بالنسبة إليهم، لكنها لم تطرح على قط أية اسئلة. يجب القول إنها تتعلم الكثير في المدرسة. في هذا العام اصطحبتها معلمتها إلى فصل من الأكفاء: لقد رأتهم في أثناء الحصة، وحدثتهم، ولعبت معهم. علاوة على ذلك، قرأت عليهم كتابا! من جانبا نحن لقد ربيناها على تفتح الذهن. ليست من النوعية التي تخفض رأسها عندما يصعد المعاق الأوتوبيس، بل تساعده إذا رأت انه يحتاج إلى ذلك، وتتضايق منه إذا كان سيء النية. "فيرونيكا" – أم "أنثيا" (ثلاث سنوات): منذ أن كانت صغيرة جداً، غاصت "أثينا" في الاختلاف. في المنزل ترى أصدقائي من أصول ثقافية مختلفة. ذات يوم عادت من الحضانة وهي تقول لي: إن طفلا غريبا شد شعرها (كان يعاني التثلث الصبغي). كان شد شعرها وهو النقطة الوحيدة التي أزعجتها! لم أفكر في أنني في حاجة إلى تعليمها ماهو التقبل. إنه مبدأ يبدو أنها ستدركة عندما تكبر، وإذا أتت إلي لكي تسألني عن الإعاقة فلن أكتفي بأن أقول لها: إنه يوجد أناس مختلفون، بل سأحاول أن أعطيها تفسيراً بسيطاً ولكن واقعياً. تذكري أن: o فرنسا بها 5.5 مليون شخص معاق أن 9% من السكان. o بالنسبة إلى منظمة الصحة العالمية فإن الشخص يعتبر معاقاً عندما يجد نفسه غير متلائم مع الآخرين، في أعقاب: مرض أو حادث، أو مشكلة صحية، أوجسمانية، أو "سيكولوجية". o توجد عدة أشكال من الإعاقة: المتحركة عندما يمتد ضررها إلى القدرة على التحرك (13.4% من الشعب الفرنسي)، والحسية عندما تصاب إحدى الحواس (11.4%)، والدهنية إذا كانت القدرة على التعلم صعبة (6.6%). o الإعاقة يمكن أن تظهر في أعقاب حادث (إعاقة مكتسبة) أو تكون قد وجدت منذ لحظة الولادة أو (إعاقة فطرية). في هذه الحالة الأخيرة ينتج تشوه جيني، أو تظهر مشكلة طارئة في أثناء الحمل (مرض الأم، أو تناول العقاقير، أو السرطانات). o الرجل لدية ثلاثة وعشرون زوجا من "الكروموسومات"، منها زوج من "الكررموسومات" الجنسية، لما كانت تُرقم من 1-22 فإنها تحدد الصفات العامة (لون العينين، والشعر .. الخ). أما زوج "الكروموسوم" الثالث والعشرين فيشير إلى الجنس. سؤال وجواب: مادور الآباء في الإحساس بالإعاقة؟ لابد أن يثق الآباء بأطفالهم، وبقدرتهم على التحدث في كل شيء. إن التحدث مع الصغار أمر ضروري، لأنه يسمح بإعادة الأمور إلى مكانها، وانتزاع كل المحاذير. لن نكسب شيئا في إنكار الإعاقة. كيف نتطرق إلى الأمر نفسه؟ يكفي أن نتحدث عن الإعاقة لإزالة الأمر المأساوي عنها. علاوة على ذلك تطرد أسئلة الأطفال مخاوفهم الخاصة، عندما يسأل الطفل عن سبب غرابة رأس هذا الرجل فإنه يسعى إلى الأطمئنان، من المهم أن يفهم أن كل شيء من جانبه على خير ما يرام بدون أي أنكار للاختلاف الذي يراه، يجب بالتأكيد أن نقول له: إن هذا الشخص يشعر ببعض الصعوبات، لكن عندما تقولين له إنه سيفهم عندما يكبر فإن هذا سيزيد مخاوفه. في أية سن يشعر الطفل بالاختلاف؟ غالبا ما نبخس السن التي يبدأ الطفل معها إدراكه للاختلافات مع الآخرين. إنه يشعر بهذا التفاوت – جيدا ً- قبل سن السادسة أو السابعة وهي سن العقل في "السيكولوجية" التقليدية. وفي المقابل دخلت مفاهيم الرأفة والتسامح (التقبل) بالتدريج في أثناء نمو الطفل. إن تطبيق هذه المفاهيم يخضع كثيراً إلى بيئة الطفل، والعلاقة التي تربطه بوالديه، وبعبارة أخرى: لا يتم تعلم التقبل من خلال درس واحد. دور المرشد النفسي مع المشكلات الأسرية للطفل المعوق عبداللطيف محمد الجعفري* * قبل أن يبدأ الإرشاد الفعال، يجب على الوالدين أن يثقوا بالمرشد. فبناء علاقة قائمة على الثقة هي بمثابة المرحلة الأولى في عملية الإرشاد. وهي تبدأ مع تعرف الوالدين إلى الأشخاص الذين سيقومون على رعاية ابنهم. وقد يكون بناء علاقة ثقة أمرا صعبا في البداية، فقد يكون الوالدان في خضم محاولات للتعامل مع الأسى والمخاوف ومشاعر الذنب في الوقت ذاته الذي يتعرفان فيه إلى المرشد، وهنا يجب على المرشد أن يطمئن الوالدين ويحثهما على التعبير عن مخاوفهما. وقد تأخذ الثقة فترة زمنية طويلة حتى تتطور. وعلى أية حال، فمن الممكن التسرع في ذلك إذا استخدم المرشد أساليب لمساعدة الوالدين للشعور بالقبول والاحترام. وإذا أظهر المرشد اهتماما حقيقيا بالطفل المعوق وأسرته فهم سيتعلمون تدريجيا أن يثقوا بالمرشد. إن على المرشد أن يبدي اتجاها ينم عن الاهتمام والرعاية وأن يزود الوالدين بالتعزيز لتواصلهما مع طفلهما. فإذا أدرك الوالدان أن المرشد يقدرهما كأشخاص فهما سيشعران براحة أكبر لعلاقتهما معه. ويلاحظ مايلز Miles أن معظم الآباء يعانون من انخفاض التقدير الذاتي ولو لبعض الوقت أثناء الأزمة، ولذلك فإن أية استراتيجية "مثل التعزيز الإيجابي" من شأنها زيادة مستوى التقدير الذاتي هي استراتيجية مفيدة. * يجب أن يكون المرشد متفهما لحاجات الأسرة على الدوام. وعليه أن يخلق جوا مريحا يسمح لهم بالحوار. وفي حالات كثيرة يكون الوالدان في خضم عملية الأسى عندما يلتقي المرشد بهما لأول مرة. ويجب أن يكون المرشدون على وعي بمراحل الأسى المختلفة وهي: "النكران، الغضب، المساومة، الاكتئاب، القبول" ومدركين لمؤشرات النكوص مادامت علاقتهم بالوالدين مستمرة . إن استخدام المرشد الفعال لمهارات التواصل تحتل أهمية خاصة أثناء عملية الأسى. فالمرشد في هذه الحالة يصبح العنصر الحيوي في تسهيل هذه العملية. والمرشد الفعال يطور في النهاية أسلوبه الخاص الفردي الذي يعبر من خلاله لأسرة الطفل المعوق عن فهمه وإدراكه للموقف الكلي. * يقوم المرشد بتوجيه أفراد أسرة الطفل المعوق إلى أفضل السبل لتحقيق تربية طفلها تربية سليمة ولتوفير البيئة التربوية والنفسية والاجتماعية لإتاحة النمو الطبيعي لجوانب شخصية الطفل، ويستلزم الأمر من جانب المرشد أن يعدل أو يغير من اتجاهات هؤلاء الأفراد في النواحي الآتية. 1. تقبل الإعاقة. 2. معاونة الطفل المعوق معاونة عادية مثل غيره من إخوانه الأطفال، وعدم التأثر بالإعاقة في تغيير نمط هذه المعاملة الطبيعية. 3. الإلمام بفكرة صحيحة عن ماهية الإعاقة وشئون المعاقين وعالمهم. 4. الإلمام بأسس واتجاهات الرعاية التربوية والنفسية والاجتماعية للطفل المعوق ويحسن أن يكون لدى الأسرة دليل تربوي بمثابة موجه لهم في تربية أطفالهم. 5. اتباع الطرق والسلوك المناسب لتدريب الحواس الباقية مع الإلمام الصحيح بالأهمية التربوية والنفسية في تربية الحواس الباقية إذ إن الملاحظات الحسية تكون القاعدة العريضة للتربية العقلية للمعوق. 6. تجنب الظروف والملابسات التي تؤدي إلى تكوين الإحساس بالانحطاط أو الشعور بالذنب. 7. مراعاة ألا تؤدي ردات فعلهم على تصرفاته إلى جرح مشاعره واحساساته. 8. تزويد المعوق بالخبرات المتنوعة عن طريق معرفة الأشياء المحيطة به والإلمام بجميع مجالات النشاط البشري في المجتمع تبعا لقدراته التحصيلية وبالطرق والوسائل المناسبة لظروفه الخاصة . 9. عدم القيام بالخدمة المستمرة للطفل المعوق، فهذا يؤدي إلى ضعف إرادته وعدم استقلال ذاته. وعلى العكس من هذا يحسن أن يتعود الطفل على خدمة نفسه كقاعدة لها قيمتها لتكوين إرادة الطفل. 10. ويجب أن يكون المرشدون على مستوى كبير من الفهم لأثر الطفل المعوق على أسرته وأشقائه العاديين، كما على المرشدين أن يكونوا على وعي باحتمالات الأسرة الممتدة، وهو مصطلح عادة ما يستخدم لوصف أعضاء الأسرة الآخرين مثل الأجداد ، والأخوة والأخوات والآباء أو أعضاء الأسرة المقربين. ويكون هؤلاء الأقارب جزءا من شبكة المصادر التي يمكنها أن تقدم الدعم والراحة والفهم لأب الطفل المعوق. وخارج نطاق العائلة الممتدة، توجد شبكة متنامية من الناس الذين يتقاسمون التجارب المفجعة مع الآخرين الذين سيجربون أو جربوا الحدث نفسه . فالشبكة إذن عملية لربط الناس بعضهم ببعض كمصادر للمساعدة والدعم ومساعدة الآخرين في إيجاد الخدمات والمعلومات التي يحتاجونها. وفي عدة حالات يريد الآباء التحدث مع الآباء الآخرين الذين مروا بمصاعب مماثلة وتكيفوا معها. * عضو بشبكة الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة
كيف يتعلم الطفل تقبل الإعاقة؟ الطفل يشير بأصبعة وهو يطرح هذا السؤال: أخبريني يا أمي لماذا هذا...
الحضانة المشتركة تحتوي‮ ‬سلبيات نمو الأطفال

تعتبر حضانة الأطفال في‮ ‬الأسر المطلقة من القضايا الأساسية التي‮ ‬تزيد من حدة الصراع بين الوالدين،‮ ‬والحضانة إما أن تكون‮ "‬حضانة الأم‮" ‬أو‮ "حضانة الأب‮" ‬أو‮ "حضانة مشتركة"،‮ ‬علماً‮ ‬بأن الحضانة المشتركة هي‮ ‬الأكثر شيوعاً،‮ ‬حيث‮ ‬يتحمل الوالدان معاً‮ ‬مسؤولية رعاية أطفالهما بعد الطلاق،‮ ‬وبالتالي‮ ‬يمكن للأطفال الإقامة مع أمهاتهم لفترة من الزمن،‮ ‬ومع آبائهم لفترة أخرى بالتبادل كي‮ ‬لا تنقطع الصلة بين الأطفال وبين الوالدين‮.

‬لقد تبين لعلماء التربية من خلال دراسة لنماذج من تلك الأسر أن أطفالهم‮ ‬يشعرون بنوع أقل من الإحباط،‮ ‬حيث‮ ‬يشترك الوالدان في‮ ‬مناقشة مشكلات الحضانة المشتركة‮. ‬

غير أن الكثير من الأسر المطلقة التي‮ ‬لم تستطع التفاهم في‮ ‬الأمور المتعلقة بحضانة وتربية أطفالهم،‮ ‬وواجهوا صعوبات كبيرة في‮ ‬فهم العلاقات المعقدة الناجمة عن الطلاق‮ ‬،وعدم القدرة على التفاعل مع بعضهم البعض في‮ ‬تحقيق الرعاية المشتركة،وهم‮ ‬غالباً‮ ‬ما‮ ‬يلجأون إلى القضاء لحل الخلافات القائمة بينهم،‮ ‬وهؤلاء على الغالب‮ ‬يتسمون بالكراهية تجاه الطرف الآخر،‮ ‬واستمرار الصراع بين الآباء والأمهات،‮ ‬حيث تمتد تلك المشاعر إلى أطفالهم،‮ ‬وتؤدي‮ ‬بهم إلى الميل إلى عقاب الطرف الآخر،‮ ‬والتعود منذ الطفولة على الاعتداء الجسدي‮ ‬على الطرف الآخر،‮ ‬واعتباره طرفاً‮ ‬سيئاً‮ ‬لا‮ ‬يصلح كأب،‮ ‬أو كأم‮. ‬

ومن هنا‮ ‬يتبين لنا أن نزاع الوالدين‮ ‬يستمر في‮ ‬التأثير السلبي‮ ‬على الصحة النفسية للأطفال بعد الطلاق،‮ ‬وقد‮ ‬يسبب لهم بعض الأعراض النفسية الجسدية الجسدية،‮ ‬أي‮ ‬ما‮ ‬يسمى بـ‮ »‬الجسدنة‮« ‬كالصداع،‮ ‬والاضطرابات المعدية المستمرة،‮ ‬كما‮ ‬يتسم بعضهم بالعدوانية،والبعض الآخر بالانطواء،‮ ‬وغالباً‮ ‬ما‮ ‬يؤدي‮ ‬ذلك على تفاقم الصراع بين الوالدين حيث‮ ‬يحاول كل منهما لوم الآخر باعتباره مسؤولاً‮ ‬عن سلوك الأطفال،‮ ‬ويمكن تلخيص نتائج وانعكاسات الشقاق والصراع والطلاق على الأطفال بما‮ ‬يلي‮: ‬

‮١ ‬ـ إن النزاع والخصام والطلاق بين الوالدين‮ ‬يسبب تأثيرات سلبية على تحصيلهم الدراسي،‮ ‬وقد تستمر تلك التأثيرات عبر مراحل النمو المختلفة،‮ ‬من الطفولة إلى المراهقة،‮ ‬وقد تتجاوز ذلك حتى ما بعد سن الرشد‮. ‬
‮٢ ‬ـ إن الصراع والخصام والطلاق والكراهية المتبادلة بين الوالدين تعد من أكثر العناصر تدميراً‮ ‬للأطفال‮. ‬
‮٣ ‬ـ على الرغم من انتهاء الصراع والخصام بين الوالدين بعد الطلاق داخل البيت،‮ ‬إلا أنه‮ ‬غالبا ما‮ ‬يستمر بعد الطلاق مما‮ ‬يؤثر تأثيراً‮ ‬سيئاً‮ ‬على نمو الأطفال‮. ‬
‮٤ ‬ـ رغم أن الحضانة المشتركة قد تخفف من تأثيراتها السلبية على نمو الأطفال إلا انه لا توجد أدلة قاطعة على أن هذا الأسلوب‮ ‬يمكن أن‮ ‬يمنع التأثيرات المدمرة لنمو الأطفال‮. ‬

ومن المؤسف أن الكثير من الآباء والأمهات رغم كونهم‮ ‬يدركون مدى التأثيرات السلبية للطلاق على مستقبل أبنائهم،‮ ‬إلا أنهم لا‮ ‬يعيرون أهمية كاملة لمصلحة ومستقبل أبنائهم،‮ ‬بل ومضحين بها،‮ ‬ولذلك نجد الطلاق مستمراً‮ ‬في‮ ‬تصاعده‮ ‬يوماً‮ ‬بعد‮ ‬يوم بين الكثير من الأسر،‮ ‬وإن الوالدين‮ ‬يتحملان المسؤولية الكاملة فيما‮ ‬يتعلق بالصحة النفسية لأطفالهم،‮ ‬وقدرتهم على مواجهة ضغوط الحياة مستقبلاً‮ . ‬

وينبغي‮ ‬أن نضع في‮ ‬الحسبان إقدام الأزواج المطلقين،‮ ‬والزوجات المطلقات على الزواج مرة أخرى‮ ‬يعني‮ ‬أن أطفالهم سوف‮ ‬يعيشون إما مع زوج الأم‮ ‬،‮ ‬أو زوجة الأب،‮ ‬وليس هناك أي‮ ‬ضمان في‮ ‬أن‮ ‬يتعامل زوج الأم،‮ ‬أو زوجة الأب مع الأطفال تعاملاً‮ ‬حسناً،‮ ‬وقد‮ ‬يتصف بالقسوة أحياناً‮ ‬مما‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى هروب الأطفال من البيت وبالتالي‮ ‬الضياع،‮ ‬وكثيراً‮ ‬ما تعرض أطفال الزوجة للاعتداء الجنسي‮ ‬من قبل الزوج الجديد‮. ‬

إن الحرص على مستقبل الأطفال‮ ‬يتطلب من الوالدين التفكير عميقاً‮ ‬قبل الإقدام على خطوة الطلاق التي‮ ‬قال عنها الخالق‮ (‬إن أبغض الحلال إلى الله الطلاق‮) ‬وذلك بسبب الانعكاسات السلبية الخطيرة على أبنائهم،‮ ‬وعلى الوالدين أن‮ ‬يضحوا قدر الإمكان من أجل أبنائهم،‮ ‬ولا شك أن هناك الكثير من الآباء والأمهات‮ ‬يتحمل الكثير من الشريك حرصاً‮ ‬على عدم ضياع أبنائهم‮. ‬

إن المحبة والاحترام المتبادل بين الآباء والأمهات،‮ ‬وتجاوز الخلافات البسيطة التي‮ ‬يمكن أن تحدث في‮ ‬كل بيت،‮ ‬وحلها بأسلوب عقلاني‮ ‬هادئ والحرص على عدم النزاع والخصام أمام أطفالهم‮ ‬ينعكس بكل تأكيد إيجابياً‮ ‬على نموهم‮ ‬،‮ ‬وتفوقهم في‮ ‬دراستهم،‮ ‬وضمان مستقبلهم‮.‬

==========

الطفل محور التربية

بقلم : سكينة العكري*

أكدت التربية الحديثة على أهمية الانطلاق من الطفل، من قابلياته ، وميوله ، وطباعه ، ومقوماته الشخصية . ورأت أن الطفل ينبغي أن يكون المحور الحقيقي ، والمركز الفعلي للعملية التربوية ، خلافاً للتربية التقليدية التي كانت تجعل مركز الثقل خارج الطفل : في مناهج التعليم ، وفي المعلم ، وفي الامتحانات ، وفي النظام المدرسي ، وفي أي عنصر من عناصر العملية التربوية ، ما عدا الطفل نفسه . وهكذا كادت تصبح المدرسة التقليدية ، بما ترسمه من مناهج ، وما تفرضه من نظام ، وما تعقده من امتحانات ، غاية في ذاتها ، بدلاً من الغاية الأصلية التي كادت تنسى ، وأقصد تكوين شخصية الطفل ، وتفتيحها .
ومن هنا أراد رواد التربية الحديثة أن يعيدوا للتربية معناها الأصيل ، وأهدافها البريئة . وقد أدت هذه النظرة إلى انقلابات في شتى أمور الحياة ، وكانت رمز الانقلابات الكبرى التي تمت في كثير من الميادين ، حيث لجأ البعض إلى جعل الطرائق، والمناهج تدور حول الطفل ، بدلاً من أن جعل الطفل يدور حول المناهج ، وهذا ما أشار إليه المربي الأمريكي "ديوي" ولا سيما في كتابه "المدرسة والمجتمع " حيث أشار "إن المدرسة التقليدية هي تلك التي يقع مركز ثقلها خارج الطفل أي إنه في المعلم ، أو الكتاب ، أو في أي مكان شئت ، وعدا نشاطاته الذاتية "ويضيف "ديوي" موضحاً موقف التربية : "علينا أن ننطلق من الطفل ، وأن نتخذه هادياً ، ومرشداً ، فالطفل هو المنطلق ، وهو المحور ، وهو الغاية " وبتعبير آخر لقد كان محور التربية التقليدية هو الراشد ، فهي تنزع إلى تكوين الراشد ، كما أنها من صنع الراشد بعيد عن الطفل ، في حين محور التربية الحديثة هو الطفل فهي تبدأ منه ، بل هو صانعها إلى حد بعيد وشعارها "التربية لأجل الطفل ومن الطفل" .


==========


أيها الآباء علموا اطفالكم
نتعاطف عادة مع أطفالنا عندما يواجهون مواقف الاحباط ونتفاعل مع خيبات املهم عندما يرفض اصدقاؤهم اللعب معهم ونود احياناً لو أننا نقوم بواجباتهم بدلاً منهم من أجل ان يحصلوا على تقدير معلميهم بل ان بعضنا يتمنى لو انه يستطيع ان يحجب بيديه كل مشاهد الحزن والضيق التي يتعرض لها اطفاله كل يوم .. فغذا كنتم قد مررتم بمثل هذه المشاعر يوماً فهذا قد يعنى باختصار انكم تحرمون اطفالكم من التعلم من مدرسة الحياة او بعبارة اخرى تحرمونهم من تعلم ما يسمى "الحياة الحقيقية" ...
بالنسبة لكثير من الاسر تخرج عن دائرة الطعام والنزهات والواجبات المدرسية والنوم، ومع ان الاعتراف بمشاكل الحياة وهمومها والتحاور بشأنها مع الاطفال لا تعني بالطبع تعريضهم قصداً لمشاهد العنف والقسوة التي لا تتناسب وأعمارهم الا ان احدث الدراسات التربوية تؤكد على حقيقة هامة بالنسبة للتربية الاسرية وهي انه لا جدوى مما يفعله بعض الآباء من حرمان اطفالهم من التفاعل مع الظروف الطبيعية للحياة على امل ان يكبر الاطفال ويحصلوا على فرص فهم الحياة من تلقاء انفسهم، ذلك ان هناك جانب آخر في الحياة يعيشه اطفالنا كل يوم ويتمثل في العلاقات مع الآخرين وما يرافقه من قبول ورفض وخصام وجدال ومشاعر سلبية، علاوة على ما يشاهده اطفالنا من ظروف الحياة اليومية وتفاصيلها العصبية احياناً مثلي طلاق الابوين او وفاة احد افراد الاسرة وفوق هذا كله يتعرض الاطفال في خضم الانفلات الفضائي اذا صحت التسمية الى برامج تلفزيونية تدعوا للانزعاج او تحث على العنف او نحو ذلك، وتبعاً لذلك فإن الاصح نفسياً بالنسبة للأطفال هو اتاحة الفرصة لهم لتعلم بعض مهارات التعامل مع الحياة ومشكلاتها بدءاً من اعمار مبكرة، فالطفل الذي يبكي لانه يريد ان تبقى والدته معه طوال الوقت مثلاُ يجب ان يعرف ان كل انسان ومن ضمنهم أمه تحتاج الى اوقات خاصة لا تخدم فيها احداً، والطفل الذي يرفض اصدقاؤه اللعب معه يمكن ان يتعلم من خلال حواره مع والديه ان الناس لا يفعلون ما نرغب به دائماً، والمراهق الذي يغضب لان صديقه قد تخلى عنه دون مبرر يتعلم بان الاصدقاء او من نحسبهم اصدقاءنا يمكن ان يخذلونا احياناً دون ذنب اقترفناه، وعندما نعتذر لابنائنا عن غضبنا المبالغ فيه اثر مشاجرة عائلية عابرة فاننا نعلمهم ان كل مخلوق لديه نقاط ضعف، والشجاعة الحقيقية هي الاعتراف بها ومحاولة علاجها.
ان المشاركة الوجدانية مع اطفالنا تعنى ان نتحاور معهم حول مخاوفهم وتفاصيل مايتعرضون اليه من مواقف الحياة الكثيرة، ففي معظم الحالات نستظيع نحن الاباء ان نعطي تفسيراً جيداً لما يواجهه الاطفال، إلا ان الاهم من ذلك كله هو الاعتراف بوجود منغصات في حياة الجميع وان واجب الآباء هو تعليم الاطفال اساليب التعامل مع هذه المنغصات لا حرمانهم من التفاعل معها.

نلعب معاً...

نلعب مع أبنائنا، في اللعب لا لنعلمهم المهارات فقط بل لنشعرهم بمتعة المشاركة ولنمنحهم المزيد من الثقة والكثير من الحب..
ارسم الاصوات:
هذه لعبة جميلة تهدف الى تهذيب المشاعر والارتقاء بمستوى التعبير لدى الاطفال وتعتمد علىاسماع الطفل لمقاطع موسيقية ومن ثم اطلاق العنان له ليرسم ما يشعر به خلال استماعه لها. وتبني هذه اللعبة اساساً على مبدأ ان الموسيقى تولد لدى سامعها مشاعر مختلفة وحالات نفسية متفاوتة بين شخص واخر. كل ماتحتاجينه هو شريط للموسيقى الهادئة وأوراق رسم ومجموعة من الألوان. شاركي طفلك ف الرسم واستمتعي معه بالالحان الهادئة والجو الروحي الذي تتشاركانه معاً.

خطوة خطوة
جميعنا نريد أطفال مطيعين هادئين، وفي سبيل ذلك نتحدث معهم أحياناً باللين، ونفقد أعصابنا حيناً آخر.. وأحياناً نود لو أننا نحصل على أفكار أخرى، هذه مقترحات من أجل المساعدة في تلك الحالات، تأكًد من اتباع الحل خطوة خطوة!!
المشكلة:
كنت تصحب طفلك في السيارة عندما تجاوزك احد السائقين في اشارة المرور مما افقدك اعصابك فتفوهت بكلمات غير لائقة، فجأة التفتت الى طفلك الذي كان ينظر اليك مندهشاً!!

قل الحقيقة:
اخبر طفلك بأنك غضبت جداً من موقف السائق، لا تقدم مبررات لما تفوهت به، فقط قل ما شعرت به في لحظتها بالضبط.

اعتذر:
قل لطفلك انك تشعر بأن ما قمت به خطأ وانك لم تود ابداً ان يسمعك تتفوه بهذه الكلمات.

حوار:
خلال حوارك مع طفلك دعه يعبر عن رأيه بحرية فيما حدث، ناقش معه باسلوب جاد ولكن ماذا كان من الممكن ان تقول او تفعل لكي تعبر عن غضبك من السائق المخالف عوضاً عن استخدام الكلمات التي قلتها.

==========


5طرق للحوار مع طفلك

التشجيع والثناء مفتاح الشخصية السليمة للطفل

أن الفرق بين تأثير كلمة وأخرى يكمن في أختيار الكلمة المناسبة في الوقت المناسب. وتكمن المشكلة الحقيقية في تواصلنا مع الطفل في الرد بنفس الأنماط المختزنة في الذاكرة من النماذج التي تعرض لها في خلال مراحل الحياة المختلفة. وأغلبنا يرد دون ترك مساحة للتفكير في أسلوب الحوار الأكثر فاعليه.

وحوارنا اليومي مع الطفل يفضي حتماً لأي من هذه النتائج الثلاث:

1 الخلاف
2 التحاشي والانسحاب
3 التقارب والانسجام
فإلى أي من هذه النتائج يفضي حوارك مع طفلك؟ ولمد جسور التواصل .. إليك طرق الحوار مع طفلك:
أولاً: طريقة التعليم.
ثانياً: طريقة التعاطف.
ثالثاً: أسلوب التشجيع والثناء.
رابعاً: طريقة التفاوض.
خامساً: طريقة الأوامر والنواهي.



أولاً: طريقة التعليم.

هذه الطريقة هي الأكثر شيوعاً بين الآباء، حيث يرى معظم الآباء أن مهمتم الأولى في حياة الطفل تعليمه وإرشاده، وهذا يحدث يومياً بل لحظياً. فدائماً ما يمر الابن بتجربة جديدة، أو تتاح له فرصة التعليم.
وقد يؤتي هذا ثمرته تعلماً وتقارباً، أو توتراً وإخفاقاً وضرباً لجذور تقدير الذات لدى الطفل، الأمر الذي يضيع معه الهدف من هذا النوع من الحوار (التعلم).
وحين تلجأ لهذا النوع من أنواع الحوار ... انتبه تماماً لنبرة الصوت وملامح الوجه وطريقةالإلقاء، ولاتعلّم وأنت مشغول أو متوتر أو محبط، كذلك تحين فرصة استعداد الطفل ورغبته في التعلم. وتذكر دائماً قول الله سبحانه وتعالى: "ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها... ".


ثانياً: طريقة التعاطف

إذا ما جاءك طفلك سائلاً: "أين تقع كوالالمبور؟"
وفي مره أخرى سمعته يحدث نفسه غاضباً: "ما شأني أنا بموقع كوالالمبور؟!"
ترى ما الفرق بين الحالتين؟ وترى هل نجيب بالطريقة نفسها في الحالتين؟
الطفل في الحالة الأولى يسأل ليعلم وهو في الحقيقة يريد مساعدته للحصول على إجابة.
أما في الحالة الثانية: عليك أن تنفذ ما وراء الكلمات من مشاعر إحباط وضيق من هذا الواجب الممل أو الصعب بالنسبة له، وما عليك هو تحسس احتياجه في هذا الوقت، فما يحاجه ليس الإجابه، بل يحتاج إلى التعاطف مع مشاعره السلبية، وإدراك ما يعانيه من ألم أو إحباط أو مخاوف أو حزن أو غضب، والتحدث عن هذه المشاعر ووصفها بطريقة تساعده على تفهم حقيقة ما يشعر به.
فمثلاً تخيل أن مريم جاءت إلى أمها من المدرسة شادرة يبدو عليها الضيق وأخبرت أمها بأن أصحابها لايريدون اللعب معها. ترد الأم: "ولا يهمك سيعود أخوك حالاً والعبي معه".
1
ما حاولته الأم التشجيع وحل ما اعتقدت انه مشكلة أبنتها، ولكن مريم كانت تحتاج لشيء آخر: التعاطف مع مشاعر الإحباط لديها.
وكان على الأم أن تقول شيئاً كهذا: "لابد أن ذلك جعلك تشعرين بالضيق والغضب".
في هذه الحالة تدرك مريم أن امها تعرف وتفهم وتقدر مشاعرها، وأن مثل هذه المشاعر الغاضبة مقبولة وغير محرمة أو مرفوضة، والمتوقع غالباً في مثل هذه الحالة استرسال مريم في حكي تفاصيل الموضوع، وربما طلب المشوره، إضافة لتخلصها من هذه المشاعر السلبية.
ويمكن أن يتبع التعاطف تعليم اي مساعده في الحصول على إجابة أو تقديم نصح. ويصعب التعاطف وقت انزعاجك أو عضبك أو اضطرابك الشديد مما فعله ابنك.
ويجب ألا تخلط بين التعاطف والتشجيع. ولذا..


ثالثاً: أسلوب التشجيع والثناء


هذا من أهم الطرق للإبقاء على السلوكيات السلمية في طفلك. اقتنص فعلاً حسناً فعله طفلك وأثن على هذا الفعل المحدد، ولاتضيع فائدته بإتباعه بنقد: "لقد فعلتها. ولكن بعد نفاد صبري".

رابعاً: طريقة التفاوض

أحمد يريد شراء عجلة جديدة، الأب لديه تخوف من نقطتين: عادة أحمد في التأخر في واجباته المدرسية، ولعب أحمد بالعجلة في الطريق.
عرض الأب على الطفل هذه المخاوف، وجاء رد أحمد مفاوضاً: "إذا لم أنه واجبي قبل السابعة .. فلن ألعب بها".
رد الأب: "وإذا لعبت في الطريق؟"
أحمد: "لن ألعب بها في اليوم التالي".
التفاوض طريقة يمارسها الطرفان عن قناعة وانضباط، فكلا الطرفين ينوي تنفيذ الجزء المسؤل عنه في الاتفاق، وهذا يختلف كثيراً عن التفاوض الذي يحمل في طياته يأساً، كأن تكون متوقعاً سلوكاً سيئاً، ثم تعرض مكافأة: "إذا لم تصرخ في المحل فسأشتري لك الآيس كريم" هذه رشوة ولست تفاوضاً. والتفاوض عادة يستخدم حين الرغبة في الحصول على مزيد من الحرية مثلاً من قبل الابن، كأن يقضي وقتاً أطول مع أصدقائه أو السهر وقتاً أطول مع الأسرة في المنزل. وفي هذه الحالة لابد من ذكر أن كل حرية يقابلها مسؤولية. والتفاوض بفاعليه يعني أنك مستعد للتكيف مع رغبات ابنك الممكنة، وفي الوقت نفسه لاتتوانى عن محاسبة المسؤول، وهذا يزيد من فرص التعاون بين الطفل والأهل مستقبلاً.


خامساً: طريقة الأوامر والنواهي

هناك بعض الأوقات التي نفضل فيها هذا الأسلوب دون غيره من أساليب التعليم أو التفاوض. وغالباً ما يتم ذلك وقت الخطر، أو عدم الاستعداد لإبداء الأسباب أو التفاوض وقبول بدائل.



==========


6 سلوكيات يجب ألا نتغاضى عنها

تربية الأطفال مهمة شاقة وليست بالهينة، فهي تتطلب من الأبوين والآم على وجه الخصوص جهداً فائقاً وقدرة على فهم طريقة تفكير الطفل، وللأسف هناك أنماط عديدة من السلوك تصدر عن الطفل وتعتقد الأم أنها لاتستحق الاهتمام، وتكوين مفاجأتها كبيرة عندما تكتشف أها أصبحت عادات ملتصقة بطفلها، وباتت تسبب لها معاناة كبيرة.. فيما يلي ستة نماذج من هذه الانماط تستوجب تدخلاً فورياً وسريعاً من قبل الآم لوضع حد لها.

1 المقاطعة أثناء الحديث


ربما يشعر الطفل بإثارة كبيرة عندما يقاطع أمه أثناء انشغالها بأمر ما لكي يسألها سؤالا أو يخبرها بشيء، ولكن السماح له بممارسة هذه العادة لايعلمه أهمية مراعاة مشاعر الآخرين، ولا يساعده على التفكير بكيفية شغل وقته عند الحاجة. والأكثر من ذلك، سيعتقد أنه يمتلك الأفضلية دائماً وأن لديه الحق في الحصول على اهتمام المحيطين به متى يشاء، فينشأ مغروراً واتكالياً.

لذلك يجب على الآم ان تراعي هذه المسألة. فعلى سبيل المثال، عندما تكون منشغلة بمكالمة هاتفية أو تنوي زيارة بعض الأصدقاء أو الآقارب، عليها أن تطلب من طفلها مسبقاً ان يبقى هادئاً و لايقاطعها، وتستطيع قبل انشغالها بالمكالمة الهاتفية أن تشغله بمشاهدة فيلم الفيديو المفضل لديه، او بممارسة هواتيه المفضلة، أما أثناء وجودها في بيوت الأصدقاء، فيفضل ألا تصطحبه معها إلا إذا كان لدى من تزورهم أطفال في مثل سنه، وإذا حدث وجاء يشد ذراعها ليقول لها شيئاً بينما هي منشغلة بالحديث، عليها أن تشير إلى الكرسي وتطلب منه أن يتجه إليه ويجلس هادئاً حتى تنتهي من حديثها، على أ، توضح له في وقت لاحق – بعد الرجوع الى المنزل – أنها لن تلبي له أي طلب يلح عليه عندما تكون منشغلة بأمر ما.

2 اللعب بخشونة


عندما تشاهد الأم طفلها يتعارك مع رفيقه، ربما تتدخل وربما تتركهما وشأنهما خاصة إذا كان لعراك عادياً ولا يشوبه العنف، ولكن إذا كان العراك شرساً كأن يتضمن لكلمات عنيفة أو ركلات قوية، ففي مثل هذه الحالات يتوجب على التدخل، لكيلا يصبح السلوك عدواني عادة ترافق الطفل طوال عمره، وقد يعتقد بينه وبين نفسه أن إلحاق الأذى بالآخرين أمر طبيعي ومقبول. ولايتم التقويم من خلال التعنيف أو الضرب، وإنما يحتاج إلى نوع من المحايلة وأسلوب إقناع سهل وبسيط، كأن تأخد الأم ابنها على جنب وتخبره أنه من الخطأ أن نؤدي الآخرين أو نسبب لهم الألم، وفي حال استمر في سلوكه العدواني تجاه رفاقه، فهنا يتوجب العقاب بحرمانه من الخروج برفقتهم، وهذا بالتأكيد هو أقوى عقاب يمكن ان يتعرض له.

3 التظاهر بأنه لا يسمع


تجاهل تظاره الطفل بأنه لا يسمع تعليمات امه، مثلما يحدث عندما تناديه عدة مرات ليأتي ليجمع ألعابه، أو ليتناول طعامه، قد يجعله يعتقد أ،ه لايزال أمامه وقت كاف للاستجابه، وأنه يمكن أن يساوم على بعض الوقت لصالحه، والسماح للطفل بالتصرف على هذا النحو يهدد بأن يتحول الى طفل متمرد تصعب السيطرة عليه، ومن وجهة نظر الاختصاصيين، يكمن الخطأ في طريقة توجيه التعليمات للطفل، إذ لايجوز أن نوجهها له عن بعد، ويمكن أن يتم ذلك بالتوجه إليه حيث يجلس وعدم التحرك من المكان قبل ان يستجيب للأمر المطلوب منه، وإذا كان يشاهد التليفزيون يتم إنذاره قبلها بوقت كاف.

4 التصرف دون حسيب ولا رقيب


لكل بيت قواعد ونظم تحكمه، ومنذ صغره يجب أن يعتاد الطفل على العيش في المنزل في إطار هذه القواعد، ولايجوز أن يعتقد أنه مسموح له بأن يسهر حتى ساعة متأخر من الليل، وأن يأتي برفاقه إلى المنزل متى يشاء، ويجب أن يعلم أنه مسموح له بأن يذهب الى المطبخ كي يتناول ما يشتهيه من طعام دون أن يستأذن، لكن غير مسموح له بأن يخرج من المنزل دون علم والديه. وكما هو الحال في الممنوعات السابقة، يجب ان يتم توضيح مغبة عدم الالتزام بقوانين المنزل بطريقة بسيطة، فمثلاً توضح له الأم أن الخروج من المنزل بطريقة بسيطة، فمثلاً توضح له الم أن الخروج من المنزل بمفرده قد يعرضه لمخاطر على الطريق، وجلب أصدقائه إلى المنزل دون سابق ترتيب قد يسبب الإزعاج لبقة افراد الاسرة.

5 الإصرار على العناد


إصرار الطفل على معاندة أمه في كل شيء يتعبها هي نفسها، وينعكس سلباً على شخصيته في المستقبل، والمشكلة أن بعض الآباء يتجاهلون ذلك على اعتبار انه لايزال صغيراً على استيعاب معنى العناد، وأنه سيتخطى هذا الطبع في المرحلة اللاحقة من عمره، ولكن للأسف لا تسير الأمود دائماً على هذا النحو، وغالباً ما يستمر الطفل العنيد منذ صغره، عنيداً طوال عمره. ولإنقاذ الطفل وإنقاذ الأهل من هذه الصفة السيئة، يحتاج الطفل لأن يشعر بأن العلاقة بينه وبين والديه علاقة جميلة تقوم على الصداقة والود، وأن آخر ما تريده الأم هو أن تغضبه أو تؤدي شعوره، كما أن أسلوب التقرب من الطفل والترديد على مسامعه بأنه طفل راشع ومطيع لواديه يحفزه على إضائهما بشكل متواصل ويخفف من درجة توتره وعصبيته.

6 تضخيم الأمور

ربما يكون من الطبيعي أن يخبر الطفل صديقه أنه يمتلك ألعاباً كثيرة، وأنه سافر إلى بلدان عديدة، وغير ذلك من الأمور المشابهة، وهذة عادة دارجة بين الأطفال فكل واحد يحاول ان يستعرض نفسه أمام غيره ويثبت له انه يفوقه من حيث الميزات، ولكن ليس من الطبيعي أن يوهم والديه بأنه مريض جداً وأنه غير قادر على النهوض للذهاب إلى المدرسة، وأن بطنه يؤلمه لدرجة كبيرة، ففي كثير من الأحيان يفعل الطفل مثل هذه الأمور ليحقق غرضاً في نفسه، ونجاحه في خداع والديه سيجعله يعتقد أنه بارع في هذا المجال، فيصبح ذلك عادة لديه، ويحتاج علاج هذه المشكلة إلى تصرف سريع ومباشر، كأن توضح له الأم أنها تدرك ألاعيبه وأنه لايليق به أن يتصرف على هذا النحو، وأن تحاول في المرات التي يشتكي فيها من أنه مريض أن تتغاضى عن الأمر وكأنها لاتسمع، لأن إهمالها لشكواه سيجعله يدرك أنه لافائدة من حيله.
دلوعة & حبوبة
دلوعة & حبوبة
الحضانة المشتركة تحتوي‮ ‬سلبيات نمو الأطفال تعتبر حضانة الأطفال في‮ ‬الأسر المطلقة من القضايا الأساسية التي‮ ‬تزيد من حدة الصراع بين الوالدين،‮ ‬والحضانة إما أن تكون‮ "‬حضانة الأم‮" ‬أو‮ "حضانة الأب‮" ‬أو‮ "حضانة مشتركة"،‮ ‬علماً‮ ‬بأن الحضانة المشتركة هي‮ ‬الأكثر شيوعاً،‮ ‬حيث‮ ‬يتحمل الوالدان معاً‮ ‬مسؤولية رعاية أطفالهما بعد الطلاق،‮ ‬وبالتالي‮ ‬يمكن للأطفال الإقامة مع أمهاتهم لفترة من الزمن،‮ ‬ومع آبائهم لفترة أخرى بالتبادل كي‮ ‬لا تنقطع الصلة بين الأطفال وبين الوالدين‮. ‬لقد تبين لعلماء التربية من خلال دراسة لنماذج من تلك الأسر أن أطفالهم‮ ‬يشعرون بنوع أقل من الإحباط،‮ ‬حيث‮ ‬يشترك الوالدان في‮ ‬مناقشة مشكلات الحضانة المشتركة‮. ‬ غير أن الكثير من الأسر المطلقة التي‮ ‬لم تستطع التفاهم في‮ ‬الأمور المتعلقة بحضانة وتربية أطفالهم،‮ ‬وواجهوا صعوبات كبيرة في‮ ‬فهم العلاقات المعقدة الناجمة عن الطلاق‮ ‬،وعدم القدرة على التفاعل مع بعضهم البعض في‮ ‬تحقيق الرعاية المشتركة،وهم‮ ‬غالباً‮ ‬ما‮ ‬يلجأون إلى القضاء لحل الخلافات القائمة بينهم،‮ ‬وهؤلاء على الغالب‮ ‬يتسمون بالكراهية تجاه الطرف الآخر،‮ ‬واستمرار الصراع بين الآباء والأمهات،‮ ‬حيث تمتد تلك المشاعر إلى أطفالهم،‮ ‬وتؤدي‮ ‬بهم إلى الميل إلى عقاب الطرف الآخر،‮ ‬والتعود منذ الطفولة على الاعتداء الجسدي‮ ‬على الطرف الآخر،‮ ‬واعتباره طرفاً‮ ‬سيئاً‮ ‬لا‮ ‬يصلح كأب،‮ ‬أو كأم‮. ‬ ومن هنا‮ ‬يتبين لنا أن نزاع الوالدين‮ ‬يستمر في‮ ‬التأثير السلبي‮ ‬على الصحة النفسية للأطفال بعد الطلاق،‮ ‬وقد‮ ‬يسبب لهم بعض الأعراض النفسية الجسدية الجسدية،‮ ‬أي‮ ‬ما‮ ‬يسمى بـ‮ »‬الجسدنة‮« ‬كالصداع،‮ ‬والاضطرابات المعدية المستمرة،‮ ‬كما‮ ‬يتسم بعضهم بالعدوانية،والبعض الآخر بالانطواء،‮ ‬وغالباً‮ ‬ما‮ ‬يؤدي‮ ‬ذلك على تفاقم الصراع بين الوالدين حيث‮ ‬يحاول كل منهما لوم الآخر باعتباره مسؤولاً‮ ‬عن سلوك الأطفال،‮ ‬ويمكن تلخيص نتائج وانعكاسات الشقاق والصراع والطلاق على الأطفال بما‮ ‬يلي‮: ‬ ‮١ ‬ـ إن النزاع والخصام والطلاق بين الوالدين‮ ‬يسبب تأثيرات سلبية على تحصيلهم الدراسي،‮ ‬وقد تستمر تلك التأثيرات عبر مراحل النمو المختلفة،‮ ‬من الطفولة إلى المراهقة،‮ ‬وقد تتجاوز ذلك حتى ما بعد سن الرشد‮. ‬ ‮٢ ‬ـ إن الصراع والخصام والطلاق والكراهية المتبادلة بين الوالدين تعد من أكثر العناصر تدميراً‮ ‬للأطفال‮. ‬ ‮٣ ‬ـ على الرغم من انتهاء الصراع والخصام بين الوالدين بعد الطلاق داخل البيت،‮ ‬إلا أنه‮ ‬غالبا ما‮ ‬يستمر بعد الطلاق مما‮ ‬يؤثر تأثيراً‮ ‬سيئاً‮ ‬على نمو الأطفال‮. ‬ ‮٤ ‬ـ رغم أن الحضانة المشتركة قد تخفف من تأثيراتها السلبية على نمو الأطفال إلا انه لا توجد أدلة قاطعة على أن هذا الأسلوب‮ ‬يمكن أن‮ ‬يمنع التأثيرات المدمرة لنمو الأطفال‮. ‬ ومن المؤسف أن الكثير من الآباء والأمهات رغم كونهم‮ ‬يدركون مدى التأثيرات السلبية للطلاق على مستقبل أبنائهم،‮ ‬إلا أنهم لا‮ ‬يعيرون أهمية كاملة لمصلحة ومستقبل أبنائهم،‮ ‬بل ومضحين بها،‮ ‬ولذلك نجد الطلاق مستمراً‮ ‬في‮ ‬تصاعده‮ ‬يوماً‮ ‬بعد‮ ‬يوم بين الكثير من الأسر،‮ ‬وإن الوالدين‮ ‬يتحملان المسؤولية الكاملة فيما‮ ‬يتعلق بالصحة النفسية لأطفالهم،‮ ‬وقدرتهم على مواجهة ضغوط الحياة مستقبلاً‮ . ‬ وينبغي‮ ‬أن نضع في‮ ‬الحسبان إقدام الأزواج المطلقين،‮ ‬والزوجات المطلقات على الزواج مرة أخرى‮ ‬يعني‮ ‬أن أطفالهم سوف‮ ‬يعيشون إما مع زوج الأم‮ ‬،‮ ‬أو زوجة الأب،‮ ‬وليس هناك أي‮ ‬ضمان في‮ ‬أن‮ ‬يتعامل زوج الأم،‮ ‬أو زوجة الأب مع الأطفال تعاملاً‮ ‬حسناً،‮ ‬وقد‮ ‬يتصف بالقسوة أحياناً‮ ‬مما‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى هروب الأطفال من البيت وبالتالي‮ ‬الضياع،‮ ‬وكثيراً‮ ‬ما تعرض أطفال الزوجة للاعتداء الجنسي‮ ‬من قبل الزوج الجديد‮. ‬ إن الحرص على مستقبل الأطفال‮ ‬يتطلب من الوالدين التفكير عميقاً‮ ‬قبل الإقدام على خطوة الطلاق التي‮ ‬قال عنها الخالق‮ (‬إن أبغض الحلال إلى الله الطلاق‮) ‬وذلك بسبب الانعكاسات السلبية الخطيرة على أبنائهم،‮ ‬وعلى الوالدين أن‮ ‬يضحوا قدر الإمكان من أجل أبنائهم،‮ ‬ولا شك أن هناك الكثير من الآباء والأمهات‮ ‬يتحمل الكثير من الشريك حرصاً‮ ‬على عدم ضياع أبنائهم‮. ‬ إن المحبة والاحترام المتبادل بين الآباء والأمهات،‮ ‬وتجاوز الخلافات البسيطة التي‮ ‬يمكن أن تحدث في‮ ‬كل بيت،‮ ‬وحلها بأسلوب عقلاني‮ ‬هادئ والحرص على عدم النزاع والخصام أمام أطفالهم‮ ‬ينعكس بكل تأكيد إيجابياً‮ ‬على نموهم‮ ‬،‮ ‬وتفوقهم في‮ ‬دراستهم،‮ ‬وضمان مستقبلهم‮.‬ ========== الطفل محور التربية بقلم : سكينة العكري* أكدت التربية الحديثة على أهمية الانطلاق من الطفل، من قابلياته ، وميوله ، وطباعه ، ومقوماته الشخصية . ورأت أن الطفل ينبغي أن يكون المحور الحقيقي ، والمركز الفعلي للعملية التربوية ، خلافاً للتربية التقليدية التي كانت تجعل مركز الثقل خارج الطفل : في مناهج التعليم ، وفي المعلم ، وفي الامتحانات ، وفي النظام المدرسي ، وفي أي عنصر من عناصر العملية التربوية ، ما عدا الطفل نفسه . وهكذا كادت تصبح المدرسة التقليدية ، بما ترسمه من مناهج ، وما تفرضه من نظام ، وما تعقده من امتحانات ، غاية في ذاتها ، بدلاً من الغاية الأصلية التي كادت تنسى ، وأقصد تكوين شخصية الطفل ، وتفتيحها . ومن هنا أراد رواد التربية الحديثة أن يعيدوا للتربية معناها الأصيل ، وأهدافها البريئة . وقد أدت هذه النظرة إلى انقلابات في شتى أمور الحياة ، وكانت رمز الانقلابات الكبرى التي تمت في كثير من الميادين ، حيث لجأ البعض إلى جعل الطرائق، والمناهج تدور حول الطفل ، بدلاً من أن جعل الطفل يدور حول المناهج ، وهذا ما أشار إليه المربي الأمريكي "ديوي" ولا سيما في كتابه "المدرسة والمجتمع " حيث أشار "إن المدرسة التقليدية هي تلك التي يقع مركز ثقلها خارج الطفل أي إنه في المعلم ، أو الكتاب ، أو في أي مكان شئت ، وعدا نشاطاته الذاتية "ويضيف "ديوي" موضحاً موقف التربية : "علينا أن ننطلق من الطفل ، وأن نتخذه هادياً ، ومرشداً ، فالطفل هو المنطلق ، وهو المحور ، وهو الغاية " وبتعبير آخر لقد كان محور التربية التقليدية هو الراشد ، فهي تنزع إلى تكوين الراشد ، كما أنها من صنع الراشد بعيد عن الطفل ، في حين محور التربية الحديثة هو الطفل فهي تبدأ منه ، بل هو صانعها إلى حد بعيد وشعارها "التربية لأجل الطفل ومن الطفل" . ========== أيها الآباء علموا اطفالكم نتعاطف عادة مع أطفالنا عندما يواجهون مواقف الاحباط ونتفاعل مع خيبات املهم عندما يرفض اصدقاؤهم اللعب معهم ونود احياناً لو أننا نقوم بواجباتهم بدلاً منهم من أجل ان يحصلوا على تقدير معلميهم بل ان بعضنا يتمنى لو انه يستطيع ان يحجب بيديه كل مشاهد الحزن والضيق التي يتعرض لها اطفاله كل يوم .. فغذا كنتم قد مررتم بمثل هذه المشاعر يوماً فهذا قد يعنى باختصار انكم تحرمون اطفالكم من التعلم من مدرسة الحياة او بعبارة اخرى تحرمونهم من تعلم ما يسمى "الحياة الحقيقية" ... بالنسبة لكثير من الاسر تخرج عن دائرة الطعام والنزهات والواجبات المدرسية والنوم، ومع ان الاعتراف بمشاكل الحياة وهمومها والتحاور بشأنها مع الاطفال لا تعني بالطبع تعريضهم قصداً لمشاهد العنف والقسوة التي لا تتناسب وأعمارهم الا ان احدث الدراسات التربوية تؤكد على حقيقة هامة بالنسبة للتربية الاسرية وهي انه لا جدوى مما يفعله بعض الآباء من حرمان اطفالهم من التفاعل مع الظروف الطبيعية للحياة على امل ان يكبر الاطفال ويحصلوا على فرص فهم الحياة من تلقاء انفسهم، ذلك ان هناك جانب آخر في الحياة يعيشه اطفالنا كل يوم ويتمثل في العلاقات مع الآخرين وما يرافقه من قبول ورفض وخصام وجدال ومشاعر سلبية، علاوة على ما يشاهده اطفالنا من ظروف الحياة اليومية وتفاصيلها العصبية احياناً مثلي طلاق الابوين او وفاة احد افراد الاسرة وفوق هذا كله يتعرض الاطفال في خضم الانفلات الفضائي اذا صحت التسمية الى برامج تلفزيونية تدعوا للانزعاج او تحث على العنف او نحو ذلك، وتبعاً لذلك فإن الاصح نفسياً بالنسبة للأطفال هو اتاحة الفرصة لهم لتعلم بعض مهارات التعامل مع الحياة ومشكلاتها بدءاً من اعمار مبكرة، فالطفل الذي يبكي لانه يريد ان تبقى والدته معه طوال الوقت مثلاُ يجب ان يعرف ان كل انسان ومن ضمنهم أمه تحتاج الى اوقات خاصة لا تخدم فيها احداً، والطفل الذي يرفض اصدقاؤه اللعب معه يمكن ان يتعلم من خلال حواره مع والديه ان الناس لا يفعلون ما نرغب به دائماً، والمراهق الذي يغضب لان صديقه قد تخلى عنه دون مبرر يتعلم بان الاصدقاء او من نحسبهم اصدقاءنا يمكن ان يخذلونا احياناً دون ذنب اقترفناه، وعندما نعتذر لابنائنا عن غضبنا المبالغ فيه اثر مشاجرة عائلية عابرة فاننا نعلمهم ان كل مخلوق لديه نقاط ضعف، والشجاعة الحقيقية هي الاعتراف بها ومحاولة علاجها. ان المشاركة الوجدانية مع اطفالنا تعنى ان نتحاور معهم حول مخاوفهم وتفاصيل مايتعرضون اليه من مواقف الحياة الكثيرة، ففي معظم الحالات نستظيع نحن الاباء ان نعطي تفسيراً جيداً لما يواجهه الاطفال، إلا ان الاهم من ذلك كله هو الاعتراف بوجود منغصات في حياة الجميع وان واجب الآباء هو تعليم الاطفال اساليب التعامل مع هذه المنغصات لا حرمانهم من التفاعل معها. نلعب معاً... نلعب مع أبنائنا، في اللعب لا لنعلمهم المهارات فقط بل لنشعرهم بمتعة المشاركة ولنمنحهم المزيد من الثقة والكثير من الحب.. ارسم الاصوات: هذه لعبة جميلة تهدف الى تهذيب المشاعر والارتقاء بمستوى التعبير لدى الاطفال وتعتمد علىاسماع الطفل لمقاطع موسيقية ومن ثم اطلاق العنان له ليرسم ما يشعر به خلال استماعه لها. وتبني هذه اللعبة اساساً على مبدأ ان الموسيقى تولد لدى سامعها مشاعر مختلفة وحالات نفسية متفاوتة بين شخص واخر. كل ماتحتاجينه هو شريط للموسيقى الهادئة وأوراق رسم ومجموعة من الألوان. شاركي طفلك ف الرسم واستمتعي معه بالالحان الهادئة والجو الروحي الذي تتشاركانه معاً. خطوة خطوة جميعنا نريد أطفال مطيعين هادئين، وفي سبيل ذلك نتحدث معهم أحياناً باللين، ونفقد أعصابنا حيناً آخر.. وأحياناً نود لو أننا نحصل على أفكار أخرى، هذه مقترحات من أجل المساعدة في تلك الحالات، تأكًد من اتباع الحل خطوة خطوة!! المشكلة: كنت تصحب طفلك في السيارة عندما تجاوزك احد السائقين في اشارة المرور مما افقدك اعصابك فتفوهت بكلمات غير لائقة، فجأة التفتت الى طفلك الذي كان ينظر اليك مندهشاً!! قل الحقيقة: اخبر طفلك بأنك غضبت جداً من موقف السائق، لا تقدم مبررات لما تفوهت به، فقط قل ما شعرت به في لحظتها بالضبط. اعتذر: قل لطفلك انك تشعر بأن ما قمت به خطأ وانك لم تود ابداً ان يسمعك تتفوه بهذه الكلمات. حوار: خلال حوارك مع طفلك دعه يعبر عن رأيه بحرية فيما حدث، ناقش معه باسلوب جاد ولكن ماذا كان من الممكن ان تقول او تفعل لكي تعبر عن غضبك من السائق المخالف عوضاً عن استخدام الكلمات التي قلتها. ========== [ COLOR="Red"]5طرق للحوار مع طفلك[/COLOR] التشجيع والثناء مفتاح الشخصية السليمة للطفل أن الفرق بين تأثير كلمة وأخرى يكمن في أختيار الكلمة المناسبة في الوقت المناسب. وتكمن المشكلة الحقيقية في تواصلنا مع الطفل في الرد بنفس الأنماط المختزنة في الذاكرة من النماذج التي تعرض لها في خلال مراحل الحياة المختلفة. وأغلبنا يرد دون ترك مساحة للتفكير في أسلوب الحوار الأكثر فاعليه. وحوارنا اليومي مع الطفل يفضي حتماً لأي من هذه النتائج الثلاث: 1 الخلاف 2 التحاشي والانسحاب 3 التقارب والانسجام فإلى أي من هذه النتائج يفضي حوارك مع طفلك؟ ولمد جسور التواصل .. إليك طرق الحوار مع طفلك: أولاً: طريقة التعليم. ثانياً: طريقة التعاطف. ثالثاً: أسلوب التشجيع والثناء. رابعاً: طريقة التفاوض. خامساً: طريقة الأوامر والنواهي. أولاً: طريقة التعليم. هذه الطريقة هي الأكثر شيوعاً بين الآباء، حيث يرى معظم الآباء أن مهمتم الأولى في حياة الطفل تعليمه وإرشاده، وهذا يحدث يومياً بل لحظياً. فدائماً ما يمر الابن بتجربة جديدة، أو تتاح له فرصة التعليم. وقد يؤتي هذا ثمرته تعلماً وتقارباً، أو توتراً وإخفاقاً وضرباً لجذور تقدير الذات لدى الطفل، الأمر الذي يضيع معه الهدف من هذا النوع من الحوار (التعلم). وحين تلجأ لهذا النوع من أنواع الحوار ... انتبه تماماً لنبرة الصوت وملامح الوجه وطريقةالإلقاء، ولاتعلّم وأنت مشغول أو متوتر أو محبط، كذلك تحين فرصة استعداد الطفل ورغبته في التعلم. وتذكر دائماً قول الله سبحانه وتعالى: "ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها... ". ثانياً: طريقة التعاطف إذا ما جاءك طفلك سائلاً: "أين تقع كوالالمبور؟" وفي مره أخرى سمعته يحدث نفسه غاضباً: "ما شأني أنا بموقع كوالالمبور؟!" ترى ما الفرق بين الحالتين؟ وترى هل نجيب بالطريقة نفسها في الحالتين؟ الطفل في الحالة الأولى يسأل ليعلم وهو في الحقيقة يريد مساعدته للحصول على إجابة. أما في الحالة الثانية: عليك أن تنفذ ما وراء الكلمات من مشاعر إحباط وضيق من هذا الواجب الممل أو الصعب بالنسبة له، وما عليك هو تحسس احتياجه في هذا الوقت، فما يحاجه ليس الإجابه، بل يحتاج إلى التعاطف مع مشاعره السلبية، وإدراك ما يعانيه من ألم أو إحباط أو مخاوف أو حزن أو غضب، والتحدث عن هذه المشاعر ووصفها بطريقة تساعده على تفهم حقيقة ما يشعر به. فمثلاً تخيل أن مريم جاءت إلى أمها من المدرسة شادرة يبدو عليها الضيق وأخبرت أمها بأن أصحابها لايريدون اللعب معها. ترد الأم: "ولا يهمك سيعود أخوك حالاً والعبي معه". 1 ما حاولته الأم التشجيع وحل ما اعتقدت انه مشكلة أبنتها، ولكن مريم كانت تحتاج لشيء آخر: التعاطف مع مشاعر الإحباط لديها. وكان على الأم أن تقول شيئاً كهذا: "لابد أن ذلك جعلك تشعرين بالضيق والغضب". في هذه الحالة تدرك مريم أن امها تعرف وتفهم وتقدر مشاعرها، وأن مثل هذه المشاعر الغاضبة مقبولة وغير محرمة أو مرفوضة، والمتوقع غالباً في مثل هذه الحالة استرسال مريم في حكي تفاصيل الموضوع، وربما طلب المشوره، إضافة لتخلصها من هذه المشاعر السلبية. ويمكن أن يتبع التعاطف تعليم اي مساعده في الحصول على إجابة أو تقديم نصح. ويصعب التعاطف وقت انزعاجك أو عضبك أو اضطرابك الشديد مما فعله ابنك. ويجب ألا تخلط بين التعاطف والتشجيع. ولذا.. ثالثاً: أسلوب التشجيع والثناء هذا من أهم الطرق للإبقاء على السلوكيات السلمية في طفلك. اقتنص فعلاً حسناً فعله طفلك وأثن على هذا الفعل المحدد، ولاتضيع فائدته بإتباعه بنقد: "لقد فعلتها. ولكن بعد نفاد صبري". رابعاً: طريقة التفاوض أحمد يريد شراء عجلة جديدة، الأب لديه تخوف من نقطتين: عادة أحمد في التأخر في واجباته المدرسية، ولعب أحمد بالعجلة في الطريق. عرض الأب على الطفل هذه المخاوف، وجاء رد أحمد مفاوضاً: "إذا لم أنه واجبي قبل السابعة .. فلن ألعب بها". رد الأب: "وإذا لعبت في الطريق؟" أحمد: "لن ألعب بها في اليوم التالي". التفاوض طريقة يمارسها الطرفان عن قناعة وانضباط، فكلا الطرفين ينوي تنفيذ الجزء المسؤل عنه في الاتفاق، وهذا يختلف كثيراً عن التفاوض الذي يحمل في طياته يأساً، كأن تكون متوقعاً سلوكاً سيئاً، ثم تعرض مكافأة: "إذا لم تصرخ في المحل فسأشتري لك الآيس كريم" هذه رشوة ولست تفاوضاً. والتفاوض عادة يستخدم حين الرغبة في الحصول على مزيد من الحرية مثلاً من قبل الابن، كأن يقضي وقتاً أطول مع أصدقائه أو السهر وقتاً أطول مع الأسرة في المنزل. وفي هذه الحالة لابد من ذكر أن كل حرية يقابلها مسؤولية. والتفاوض بفاعليه يعني أنك مستعد للتكيف مع رغبات ابنك الممكنة، وفي الوقت نفسه لاتتوانى عن محاسبة المسؤول، وهذا يزيد من فرص التعاون بين الطفل والأهل مستقبلاً. خامساً: طريقة الأوامر والنواهي هناك بعض الأوقات التي نفضل فيها هذا الأسلوب دون غيره من أساليب التعليم أو التفاوض. وغالباً ما يتم ذلك وقت الخطر، أو عدم الاستعداد لإبداء الأسباب أو التفاوض وقبول بدائل. ========== 6 سلوكيات يجب ألا نتغاضى عنها تربية الأطفال مهمة شاقة وليست بالهينة، فهي تتطلب من الأبوين والآم على وجه الخصوص جهداً فائقاً وقدرة على فهم طريقة تفكير الطفل، وللأسف هناك أنماط عديدة من السلوك تصدر عن الطفل وتعتقد الأم أنها لاتستحق الاهتمام، وتكوين مفاجأتها كبيرة عندما تكتشف أها أصبحت عادات ملتصقة بطفلها، وباتت تسبب لها معاناة كبيرة.. فيما يلي ستة نماذج من هذه الانماط تستوجب تدخلاً فورياً وسريعاً من قبل الآم لوضع حد لها. 1 المقاطعة أثناء الحديث ربما يشعر الطفل بإثارة كبيرة عندما يقاطع أمه أثناء انشغالها بأمر ما لكي يسألها سؤالا أو يخبرها بشيء، ولكن السماح له بممارسة هذه العادة لايعلمه أهمية مراعاة مشاعر الآخرين، ولا يساعده على التفكير بكيفية شغل وقته عند الحاجة. والأكثر من ذلك، سيعتقد أنه يمتلك الأفضلية دائماً وأن لديه الحق في الحصول على اهتمام المحيطين به متى يشاء، فينشأ مغروراً واتكالياً. لذلك يجب على الآم ان تراعي هذه المسألة. فعلى سبيل المثال، عندما تكون منشغلة بمكالمة هاتفية أو تنوي زيارة بعض الأصدقاء أو الآقارب، عليها أن تطلب من طفلها مسبقاً ان يبقى هادئاً و لايقاطعها، وتستطيع قبل انشغالها بالمكالمة الهاتفية أن تشغله بمشاهدة فيلم الفيديو المفضل لديه، او بممارسة هواتيه المفضلة، أما أثناء وجودها في بيوت الأصدقاء، فيفضل ألا تصطحبه معها إلا إذا كان لدى من تزورهم أطفال في مثل سنه، وإذا حدث وجاء يشد ذراعها ليقول لها شيئاً بينما هي منشغلة بالحديث، عليها أن تشير إلى الكرسي وتطلب منه أن يتجه إليه ويجلس هادئاً حتى تنتهي من حديثها، على أ، توضح له في وقت لاحق – بعد الرجوع الى المنزل – أنها لن تلبي له أي طلب يلح عليه عندما تكون منشغلة بأمر ما. 2 اللعب بخشونة عندما تشاهد الأم طفلها يتعارك مع رفيقه، ربما تتدخل وربما تتركهما وشأنهما خاصة إذا كان لعراك عادياً ولا يشوبه العنف، ولكن إذا كان العراك شرساً كأن يتضمن لكلمات عنيفة أو ركلات قوية، ففي مثل هذه الحالات يتوجب على التدخل، لكيلا يصبح السلوك عدواني عادة ترافق الطفل طوال عمره، وقد يعتقد بينه وبين نفسه أن إلحاق الأذى بالآخرين أمر طبيعي ومقبول. ولايتم التقويم من خلال التعنيف أو الضرب، وإنما يحتاج إلى نوع من المحايلة وأسلوب إقناع سهل وبسيط، كأن تأخد الأم ابنها على جنب وتخبره أنه من الخطأ أن نؤدي الآخرين أو نسبب لهم الألم، وفي حال استمر في سلوكه العدواني تجاه رفاقه، فهنا يتوجب العقاب بحرمانه من الخروج برفقتهم، وهذا بالتأكيد هو أقوى عقاب يمكن ان يتعرض له. 3 التظاهر بأنه لا يسمع تجاهل تظاره الطفل بأنه لا يسمع تعليمات امه، مثلما يحدث عندما تناديه عدة مرات ليأتي ليجمع ألعابه، أو ليتناول طعامه، قد يجعله يعتقد أ،ه لايزال أمامه وقت كاف للاستجابه، وأنه يمكن أن يساوم على بعض الوقت لصالحه، والسماح للطفل بالتصرف على هذا النحو يهدد بأن يتحول الى طفل متمرد تصعب السيطرة عليه، ومن وجهة نظر الاختصاصيين، يكمن الخطأ في طريقة توجيه التعليمات للطفل، إذ لايجوز أن نوجهها له عن بعد، ويمكن أن يتم ذلك بالتوجه إليه حيث يجلس وعدم التحرك من المكان قبل ان يستجيب للأمر المطلوب منه، وإذا كان يشاهد التليفزيون يتم إنذاره قبلها بوقت كاف. 4 التصرف دون حسيب ولا رقيب لكل بيت قواعد ونظم تحكمه، ومنذ صغره يجب أن يعتاد الطفل على العيش في المنزل في إطار هذه القواعد، ولايجوز أن يعتقد أنه مسموح له بأن يسهر حتى ساعة متأخر من الليل، وأن يأتي برفاقه إلى المنزل متى يشاء، ويجب أن يعلم أنه مسموح له بأن يذهب الى المطبخ كي يتناول ما يشتهيه من طعام دون أن يستأذن، لكن غير مسموح له بأن يخرج من المنزل دون علم والديه. وكما هو الحال في الممنوعات السابقة، يجب ان يتم توضيح مغبة عدم الالتزام بقوانين المنزل بطريقة بسيطة، فمثلاً توضح له الأم أن الخروج من المنزل بطريقة بسيطة، فمثلاً توضح له الم أن الخروج من المنزل بمفرده قد يعرضه لمخاطر على الطريق، وجلب أصدقائه إلى المنزل دون سابق ترتيب قد يسبب الإزعاج لبقة افراد الاسرة. 5 الإصرار على العناد إصرار الطفل على معاندة أمه في كل شيء يتعبها هي نفسها، وينعكس سلباً على شخصيته في المستقبل، والمشكلة أن بعض الآباء يتجاهلون ذلك على اعتبار انه لايزال صغيراً على استيعاب معنى العناد، وأنه سيتخطى هذا الطبع في المرحلة اللاحقة من عمره، ولكن للأسف لا تسير الأمود دائماً على هذا النحو، وغالباً ما يستمر الطفل العنيد منذ صغره، عنيداً طوال عمره. ولإنقاذ الطفل وإنقاذ الأهل من هذه الصفة السيئة، يحتاج الطفل لأن يشعر بأن العلاقة بينه وبين والديه علاقة جميلة تقوم على الصداقة والود، وأن آخر ما تريده الأم هو أن تغضبه أو تؤدي شعوره، كما أن أسلوب التقرب من الطفل والترديد على مسامعه بأنه طفل راشع ومطيع لواديه يحفزه على إضائهما بشكل متواصل ويخفف من درجة توتره وعصبيته. 6 تضخيم الأمور ربما يكون من الطبيعي أن يخبر الطفل صديقه أنه يمتلك ألعاباً كثيرة، وأنه سافر إلى بلدان عديدة، وغير ذلك من الأمور المشابهة، وهذة عادة دارجة بين الأطفال فكل واحد يحاول ان يستعرض نفسه أمام غيره ويثبت له انه يفوقه من حيث الميزات، ولكن ليس من الطبيعي أن يوهم والديه بأنه مريض جداً وأنه غير قادر على النهوض للذهاب إلى المدرسة، وأن بطنه يؤلمه لدرجة كبيرة، ففي كثير من الأحيان يفعل الطفل مثل هذه الأمور ليحقق غرضاً في نفسه، ونجاحه في خداع والديه سيجعله يعتقد أنه بارع في هذا المجال، فيصبح ذلك عادة لديه، ويحتاج علاج هذه المشكلة إلى تصرف سريع ومباشر، كأن توضح له الأم أنها تدرك ألاعيبه وأنه لايليق به أن يتصرف على هذا النحو، وأن تحاول في المرات التي يشتكي فيها من أنه مريض أن تتغاضى عن الأمر وكأنها لاتسمع، لأن إهمالها لشكواه سيجعله يدرك أنه لافائدة من حيله.
الحضانة المشتركة تحتوي‮ ‬سلبيات نمو الأطفال تعتبر حضانة الأطفال في‮ ‬الأسر المطلقة من القضايا...
ماذا بعد العناد؟

جليلة كمال

عناد الأبناء مشكلة‮ ‬يعاني‮ ‬منها أغلب الآباء الذين‮ ‬يجدون أنفسهم أمام أطفال‮ ‬يرفضون الانصياع لأوامرهم حتى ولو قاموا بتعنيفهم وهو ما‮ ‬يخلق حالة من الاضطراب سواء لدى الوالدين الذين لا‮ ‬يفهمان سبب هذا العناد من قبل الأبناء،‮ ‬أو لدى الأطفال الذين قد‮ ‬يتعرضون للتعنيف من قبل آبائهم‮.‬

وما‮ ‬يحضرني‮ ‬هنا هو مشهد حدث أمس في‮ ‬إحدى المجمعات التجارية،‮ ‬حيث رفضت طفلة لا‮ ‬يتجاوز عمرها الخمس سنوات الانصياع لكلام أمها التي‮ ‬طلبت منها أن تقيس حذاء جديدا لمعرفة مدى ملاءمته لها،‮ ‬هددتها الأم بضربها إذا لم تنفذ الأوامر،‮ ‬غير أن الصغيرة لم تبال بالأمر،‮ ‬بل الأكثر من هذا استعانت بسلاح البكاء للضغط على والدتها التي‮ ‬أصرت على رأيها وألزمتها على ارتداء الحذاء بعد أن صفعتها على وجهها،‮ ‬غير أن الطفلة واصلت البكاء بصوت مرتفع،‮ ‬ورمت الحذاء بعنف على الأرض مما أثار حنق المرأة التى انهالت عليها بالضرب وسط دهشة المتسوقين،‮ ‬حاول الزوج تبسيط الأمور لزوجته بإخبارها أن ابنتهما طفلة صغيرة وغير قادرة على التمييز بين الصح والخطأ،‮ ‬لكن المرأة ألجمته بسيل من الشتائم محملة إياه المسؤولية،‮ ‬وأنه وراء دلع ابنته وعدم طاعتها لها‮.‬

فمسألة عناد الاطفال ليست بالمشكلة الخطيرة كما‮ ‬يتصورها الوالدين بل هي‮ ‬مسألة عادية وطبيعية،‮ ‬ذلك أن الطفل بعد السنتين الأوليين‮ ‬يدخل في‮ ‬مرحلة‮ »‬التمركز حول الذات‮«‬،‮ ‬وهي‮ ‬مرحلة‮ ‬يبدأ خلالها باكتشاف ذاته،‮ ‬ويشعر أن بامكانه قول كلمة‮ »‬لا‮« ‬لأبويه أو لأي‮ ‬شخص آخر،‮ ‬لأنه في‮ ‬هذه المرحلة‮ ‬يبدأ في‮ ‬تعلم الرفض‮.‬

واذا كانت هذه الأم تعتبر سلوك ابنتها عنادا،‮ ‬فإن الطفلة بالمقابل تعتبر هذا السلوك‮ »‬تعبيرا عن الذات‮« ‬وسوف تتمسك بهذا السلوك حتى ولو نالت أقصى العقوبات‮.‬

فاستعمال العنف من قبل الآباء في‮ ‬حق أبنائهم لن‮ ‬يفيد في‮ ‬أي‮ ‬شيء لأنه ظاهرة‮ ‬غير صحية لأن التعامل مع هذا الوضع‮ ‬يقتضي‮ ‬التواصل مع الأطفال،‮ ‬وبذل مجهود من أجل عبور هذه المرحلة بسلام،‮ ‬وحتى لا‮ ‬يكون لذلك تبعات والوصول الى توتر العلاقة بين الأبوين وأطفالهما‮.‬

وما‮ ‬يجب التنبيه إليه هو أن مسألة عناد‮ ‬الاطفال حسب علماء النفس تتحدد من السنة الثانية الى حدود السنة السابعة‮.‬

لكنها قد تعود للظهور عند سن المراهقة،‮ ‬غير أنها تتخذ في‮ ‬هذه السن أشكالاً‮ ‬أخرى وتتطلب معاملة أخرى من قبل الأب.

==========


نصائح تعزز ثقة طفلك بنفسه

اعداد: تهاني عبدالعزيز

ليس هناك خلاف على أن الثقة بالنفس من الأركان الأساسية للنمو الصحي للطفل، فالأطفال الذين يفتقدون هذه الصفة أكثر ميلا للإصابة بالاكتئاب، القلق، والاضطرابات الغذائية، وربما يتقاعسون عن المشاركة في الأنشطة التي من المفترض أنها تجلب لهم المتعة، ولكن في رأي عدد كبير من الخبراء، فإن الإلحاح الشديد على غرس احترام الذات في نفوس الأطفال ربما تكون له عواقب سلبية، وقد لديهم هذا الرأي بعد أن لمسوا من خلال البحوث أن هناك فئة كبيرة من الآباء يلجأون إلى تحقيق ذلك من خلال طرق قد لاتكون صائبة، منها الإفراط الشديد في الثناء على الطفل بمناسبة ودون مناسبة .
في هذا التحقيق نتناول عيوب أسلوب المدح العشوائي، وذلك من خلال 7 نصائح تتعلق بسبل الثناء الهادف والمثمر.

يعتقد بعض الآباء أن تعزيز ثقة الطفل بنفسه يأتي بالدرجة الأولى من خلال الثناء على صفاته الجميلة وإنجازاته الناجحة بصورة متواصلة وبشكل يومي.. وبدورها، تساهم الثقافة السائدة في المجتمع في حث الآباء على التركيز كثيرا على هذا الجانب في شخصية أبنائهم، وذلك لأنها تمجد النابغين والمتفوقين، وبدافع الرغبة في أن يكون ابناؤهم ضمن هؤلاء، يركز الآباء على العوامل المهمة في تشكيل شخصياتهم، ومن بينها بالطبع عامل الثقة بالنفس، ولكن يعتقد الخبراء أن الاعتماد على كثرة الثناء والمديح كوسيلة لتعزيز ثقة الطفل بنفسه قد لا يحقق النتيجة المرجوة، لأنه من المحتمل أن يشوه فكرة التفوق ليس حبا في التميز وإنما بغرض نيل المديح والثناء وتسليط الأضواء عليه ونيل رضا أبويه.

لا للافراط في المديح

وفي السياق نفسه، أظهرت نتيجة دراسة أجرتها جامعة كولومبية تابعت الأطفال من سن الروضة إلى الصف الخامس الابتدائي ، أن الأطفال الذين اعتادوا في صغرهم على تلقي الثناء على كل إنجاز يقومون به، يميلون في السنوات التالية من أعمارهم إلى اختيار المهارات البسيطة والهينة، ويتجنبون التحديات الشاقة، ولا تستهويهم الأشياء الصعبة، ويعانون قلة الثقة بالنفس .. على عكس الأطفال الذين اعتادوا تلقي الثناء على جهودهم ومثابرتهم، فهؤلاء يستهويهم في السنوات المتقدمة البحث عن المهارات الشاقة والمعقدة.
وأشارت الدراسة إلى أن إفراط الآباء في التعبير عن عواطفهم تجاه أبنائهم إذا ما توقفوت عن النجاح والتفوق.. فضلا عن أنه يبعث في أنفسهم الشك والريبة تجاه قدراتهم ، ومن واقع الخبرة، يقول الاختصاصيون إن الأطفال الذين يعتادون على تلقي المديح بشكل مبالغ فيه من السهل أن يصيبهم الغرور بأنفسهم، وقد يدفعهم هذا المديح إلى إهمال تطوير أنفسهم، والبعض منهم قد يتحول إلى إدمان الكحول والمخدرات بحثا عن وسيلة خلاص من الصراع الدائر في نفوسهم.

المديح الايجابي

السبيل الوحيد لتعزيز ثقة الطفل بنفسه هو أن يرى الجانب الذي حقق له التفوق في كل نشاط يمارسه، سواء كان يتعلق بعلاقاته مع أصدقائه، رياضته المفضلة، أو امتحاناته المدرسية، وفيما يلي نقدم لك 7 نصائح يرى خبراء التربية والاختصاصيون النفسيون أنها تشجع الطفل على الاعتزاز بنفسه، دون أن تصيبه بالغرور أو تأتي بنتيجة عكسية:

1- كوني محددة:لكي يكون للمديح معنى، كوني محددة في الثناءعلى طفلك ، فمثلا بدلا من أن تصفقي له لأنه قرأ الدرس دون أن يخطئ، قولي له (أعجبتني طريقة لفظك لمخارج الحروف وتركيزك الشديد على علامات التنوين) هكذايدرك طفلك سبب نجاحه في قراءة الدرس دون أخطاء ويضع ذلك في باله كلما طلب منه أن يقرأ.

2. امتدحي الجهد لا النتيجة: ركزي دوما على الموقف، المهارات، وغيرها من التفاصيل التي قادته إلى النجاح، فمثلا عندما يحرز نجاحا مذهلا في مادة الرياضيات، عبري له عن تقديرك لنجاحه من خلال الثناء على الجهد الذي بذله في هذه المادة على نحو خاص ، وإذا فاز ببطولة التنس التي نظمتها المدرسة، عبري له عن اعجابك الشديد بطريقة تركيزه في المبارة النهائية وأن هذا في رأيك هو سبب فوزه بالبطولة، فمثل هذه العبارات تحمل رسائل يفهم منها الطفل أن مفتاح نجاحه يكمن في ما بذله من جهد وليس لأنه عبقري أو لا مثيل له.

3. كوني أمينة:يجب أن تكوني أمينة مع نفسك ومع طفلك، فلا تثني إلا على الأشياء التي تستحق الثناء بالفعل، واستثني الأشياء البسيطة التي يستطيع الجميع أن يؤدوها دون جهد، فمثلا عندما يفشل في شئ لا تسارعي إلى مداراة فشله بالمديح والثناء بحجة عدم هز ثقته بنفسه، بأسلوب بسيط .. قولي له ( كان من الممكن أن تحقق نتيجة أفضل لو بذلت جهدا إضافيا).

4. ساعديه على تكوين عقل ناقد: الأطفال الذين يعتقدون أنهم الأفضل لا يقبلون إلا على الأشياء التي تكون من وجهة نظرهم الشخصية مهمة ومميزة، فمثلا عندما يسألك طفلك :هل أعجبتك القصيدة التي كتبتها؟ أعيدي السؤال واسأليه: ما الذي يعجبك انت فيها؟ بمرور الوقت، سوف يقلل الطفل من إعجابه الشديد بنفسه، ويصبح قادرا على تقييم نفسه بنفسه.

5. كوني استراتيجة الثناء: بدلا من أن تثني على طفلك لقيامه بأشياء أساسية من الطبيعي أن يقوم بها، مثل تناوله كمية الطعام المقدمة له في طبقه حتى النهاية ، أو لأنه نظف أسنانه قبيل الذهاب إلى النوم ، وفي الثناء لسلوكيات أخرى مميزة تحتاج إلى التطوير ، كأن تمتدحي سماحه لأخته بأن تشاركه أكل الحلوى، أو تثني عليه لأنه أدرك أخيرا أن عليه أن يضع ألعابه في أماكنها بعد الانتهاء من اللعب.

6. تقبلي منه الخطأ: يحتاج طفلك إلى أن يعرف أن حبك له ليس مشروطا بنجاحه طوال الوقت .. لهذا عندما يتخلف في إحدى المسابقات أو المباريات ، أو يواجه صعوبة في أحد الامتحانات، أوضحي له أنه يجب عليه أن يزيد من جهده في المرة المقبلة ويراعي التركيز، وأن المزيد من الممارسة سوف يسهل الأمر عليه، وتذكري أن الإلحاح الشديد على الطفل يفقده الرغبة في المواصلة ويحرمه فرصة تطوير نفسه بشكل تدريجي اعتمادا على نفسه وقدراته.

7. تذكري نجاحاته السابقة: أنت بالطبع تحملين بأن يكون ابنك أفضل الناس، ولكن هذا لا يعني أن تبالغي في حثه على التفوق أو ألا تغفري له إذا أخطأ في إحدى المرات ، تذكري له نجاحاته السابقة وذكريه أيضا بها بأسلوب رقيق لكي لا تهتز ثقته بنفسه، والأفضل دائما أن تتيحي له الفرصة لأن يتعلم من خطئه، واعلمي أنك من خلال التجربة ستتوصلين إلى الأطفال ربما يكونون بالفعل بحاجة للمديح أكثر من غيرهم ، مثل الأطفال الذين يدخلون المدرسة في سن مبكرة، وأولئك الذين يتصفون بالخجل الشديد، فعادة يحتاج هؤلاء إلى المزيد من التشجيع والدفع ليتجاوزا نقاط ضعفهم.


==========

لا تحرميه ولا تعطيه دون حساب..علمي طفلك التعامل مع المال بشكل سليم


يتطور تدريجياً ويسمح له عند بلوغه سن النضج بالتصرف بأمواله بطريقة سليمة.

ونلاحظ أهمية علاقة الأطفال بالمال في المدارس تحديداً، ذلك ان الطفل الذي لا يشتري من مقصف المدرسة، يشعر بنقص حيال الآخرين الذين يتدافعون ونقودهم في أيديهم لشراء الشيكولاته والحلوى.

ويبدو هذا الطفل كأنه فقير أو قاصر، لم يصل بعد إلى مرحلة التصرف كالكبار، وقد يتعرض إلى سخرية رفاقه، إذا ما انتبهنا إلى قسوة الأطفال في ما بينهم. ويؤكد اخصائيو التربية أن الطفل لا يعيش في جزيرة معزولة، وإنما في مجتمع متغير، وبسرعة يصعب على الأهل أحياناً مواكبتها.

لذا يجب ترشيد موضوع المال في حياة الأطفال، خصوصا أن الدراسات الاقتصادية تبين أن الطفل مستهلك مهم بالنسبة للتجار، وسوق السلع المخصصة له، سواء كانت ضرورية أو كمالية، غذائية أو ترفيهية، هي الأكبر في حجم الأعمال. من هنا يبدو أن لا مفر من تعويد الطفل على التعامل مع المال بشكل سليم. والأمر يطرح بضع نقاط تتعلق بنوع مصروف الجيب الذي يعطي للطفل من جهة، وبالعمر المناسب للبدء بهذه الخطوة من قبل الأهل من جهة أخرى.

وقبل مناقشة هذه النقاط تجدر الإشارة إلى أن معظم الأسر تتصرف مع المسألة وفق ثلاث معطيات، طبقا لما ورد بجريدة الشرق الأوسط، الأول يعتبر المال من المفسدات والممنوعات، لأنه مركز سلطة الأهل. أما المعطى الثاني فيرتكز على أن المال ليس أكثر من موضوع عادي في حياة الأسرة، كالأكل والملبس والحلوى والنزهة ولا علاقة له بخصوصيات التربية.

أما المعطى الثالث فيعتبر المال موضوعاً تربوياً يحضر الطفل للمسؤولية والاستقلالية والنضوج. وهنا يشدد الاخصائيون على ضرورة توضيح علاقة الأسرة بالمال للطفل، وعدم اعتباره عاجزاً عن فهم أوضاع أهله المعيشية، والخوف عليه من الصراحة في هذا الإطار.

لأن إيجابيات الصراحة تبقى أكثر من سلبياتها، بحيث يفهم الطفل في بعض الأحيان سبب حرمانه مما يحصل عليه غيره من رفاقه على أنه عقاب غير مبرر، مما يشعره بالنقمة على أهله، فيعمد إلى تصرفات قد تبدأ بالإلحاح والبكاء والتهديد وتنهي بالسرقة. كما يشدد الاخصائيون على أن إعطاء المال للأطفال من دون حساب في الأسر الميسورة يؤدي إلى سلبيات أكثر من حرمان الطفل منه، لذا يجب ضبط هذه المسألة والتنسيق بين الأم والأب في هذا الخصوص، وحتى يحصل عليه من مصدر واحد، وعدم السماح له بالاحتيال أو الكذب ليحصل على ما يريد من عدة أطراف في الأسرة، كالأم والأب والإخوة والأقارب.

وبعد إرساء هذه الاولويات، يفترض بالأهل تنظيم مسألة مصروف الجيب للطفل، حيث نلاحظ أن البعض يعطي الطفل عندما يطلب، والبعض الآخر يخصص له مصروفاً يومياً والبعض الثالث يعوده على نيل مصروفه أسبوعياً. ربما تشكل الأساليب الثلاثة وسائل مقبولة للطفل، لكن متى تبدأ هذه الخطوة؟

هناك من يعتبر أن البدء يقترن مع بدايات الوعي وخروج الطفل إلى المدرسة في الخامسة من عمره مثلاً، إذ يمكن حينها إعطاؤه مبلغاً بسيطاً من المال ثم سؤاله عن كيفية صرفه وتنبيهه إلى الأخطاء التي قد يكون ارتكبها، كأن يفقد ماله بسبب إهماله. وغالباً ما تكون الأمهات هن المبادرات، ويؤكدن أن هذه الوسيلة كفيلة بتعويد الطفل على الحساب والتعامل مع المجتمع.

وتعتبر فئة أخرى أن هذه المرحلة مبكرة، إذ يجب أن يبدأ الطفل بحمل مصروف الجيب في الثامنة من عمره، حينها يستطيع أن يحافظ على مصروفه ويشتري ما يرغب به من دون أن يغشه أحد. وتجمع غالبية الأهل على أن الأولاد لدى بلوغهم عمر الثانية عشرة، يطالبون بالمال كحق من حقوقهم المكتسبة التي لا تتحمل وجهات النظر، مهما كانت الأوضاع المعيشية للعائلة.

==========


شجعي طفلك على الاستقلالية

يستغرق الأطفال وقتا طويلا في الانتظام في العادات والواجبات ، وأثناء ذلك نشهد منهم الكثير من التبدل والتحول، وربما تكون الأمهات هم أكثر من يعاني من ذلك، فمثلا قد يبدي الطفل اليوم حماسة شديدة تجاه التعاون والاعتماد على نفسه، كأن يجمع ألعابه بعد الانتهاء نت اللعب، وينظف أسنانه بالفرشاه قبيل الذهاب إلى النوم، ويبدو ودودا مطيعا، لكنه يتحول في اليوم التالي إلى طفل عنيد وغير متعاون، فيبدو ذلك اليوم في نظر الأم وكأنه حلم جميل رأته في منامها، لكن الخبراء لا ينظرون إلى هذا التبدل على هذا النحو، فالتباين في السلوك لدى الأطفال خاصة في سن 2-3 سنوات متوقع وطبيعي، ففي هذه السن يشعر الأطفال بالتمزق بين رغبتهم بالاعتماد على أنفسهم وبين حاجتهم إلى المساعدة من الآخرين، وتصعب عليهم الموازنة بين الرغبتين. ورغم تطور قدراتهم الإدراكية واكتسابهم لمهارات جديدة ومتنوعة ، وإدراكهم أنهم باتوا قادرين على عمل الكثير من الاشياء بمفردهم، ورغم شعورهم أيضا بالإثارة تجاه التحول والإستقلالية والاعتماد على أنفسهم، إلا أن الخوف لايزال يكبلهم ويحول دون تقدهم. وهنا بأتي دور الأهل في إيجاد طرق مسلية تعلم الأبناء المهارات الجديدة بحيث يشعرون بأنه سهلة وغير معقدة . وتجنب المعارك والشجارات عند تعليمهم أي مهارة لأنهم سيركزون حينها على الشجار ويغفلون عن المهارة. مع ضرورة التحلي بالصبر وتجنب التسرع في الحكم على قدرة أبنائهم على الاستيعاب كأن يساعوا إلى اتهامهم علانية بالتخلف أو سوء الفهم، مثل هذا التوبيخ من شأنه أن يحبطهم ويفقدهم الرغبة في التعلم. ويقترح الخبراء أسلوب التعليم الجماعي، لأن وجود الطفل مع أطفال في مثل سنه يحثه على المنافسة وبالتالي سيبذل جهدا مضاعفا للاستيعاب والتعلم.

==========


كيف تتحكمين في‮ ‬تصرفات طفلك؟

غالبا ما‮ ‬يمر الاطفال ما بين عمر ‮٢١ ‬شهرا و‮٤٢ ‬شهرا بنوبات من الغضب او التصرف بشكل اناني،‮ ‬ونادرا ما‮ ‬يهتمون بالناس من حولهم‮. ‬وغالبا ما‮ ‬يتطور هذا السلوك الى شعور بالاحباط بسبب عدم قدرتهم على التواصل،‮ ‬او اتقان المهارات،‮ ‬او التصرف باستقلالية عن اهلهم‮. ‬ويعتبر الشعور بالعدائية والتوتر نمطا طبيعيا بالنسبة للاطفال في‮ ‬هذا السن‮.‬

ولان الاطفال‮ ‬يثابرون على استكشاف العالم من حولهم،‮ ‬يصل الكثير منهم بسرعة الى نقطة‮ »‬الضغط الزائدة‮« ‬وعلى الاغلب‮ ‬يظهر هذا الضغط في‮ ‬اوقات‮ ‬غير مناسبة،‮ ‬مثلا عندما تتوفر امامهم كمية هائلة من المعلومات او الاختيارات،‮ ‬مثلا طلبت من الطفل ان‮ ‬يبقى هادئاً‮ ‬في‮ ‬المركز التجاري‮ ‬المليء بالالوان والحلويات والالعاب المختلفة‮.

‬ويبدأ شعور حسي‮ ‬فطري‮ ‬عند الطفل لاختبار حدوده وامكانيته،‮ ‬وحدودك انت ايضا في‮ ‬هذه السن‮. ‬على سبيل المثال،‮ ‬يلعب الطفل بجهاز الكمبيوتر ثم‮ ‬يلتفت اليك ليرى ردة فعلك،‮ ‬اذا لم‮ ‬يجد اي‮ ‬تجاوب،‮ ‬يقوم بتكرار المحاولة،‮ ‬فهو‮ ‬يريد ان‮ ‬يعرف ما هي‮ ‬حدوده‮. ‬ان التماسك والحزم في‮ ‬رد الفعل‮ ‬يساعد الطفل على تحديد الحدود الثابتة لفهم السلوك الملائم‮. ‬احيانا‮ ‬يصاب الاطفال بالاحباط بسبب عدم قدرتهم على اداء عمل مستقل‮.‬
ويملك الطفل رغبتين متعارضتين،‮ ‬الرغبة في‮ ‬انجاز الامور لوحده باستقلالية،‮ ‬والرغبة في‮ ‬ان تعتني‮ ‬به،‮ ‬وبما ان الطفل لا‮ ‬يملك المهارات اللغوية،‮ ‬والجسدية للاعتراض على الوضع‮ ‬يشعر بالاحباط ويبدأ في‮ ‬الصراخ‮.‬

ومع نهاية العام الثاني،‮ ‬تبدأ نوبات الغضب والاحباط في‮ ‬التراجع،‮ ‬اذ‮ ‬يتعلم الطفل كيفية السيطرة على نفسه،‮ ‬ويصبح اكثر راحة مع قدراته‮. ‬وتقل نسبة شعوره بالاحباط ويتمالك نفسه اكثر عندما تواجه افعاله بكلمة‮ »‬لا‮«. ‬وهذا التطور في‮ ‬السلوك،‮ ‬يرتبط بنضج الدماغ،‮ ‬خصوصا تماسك اللحاء الدماغي‮.‬

على اية حال جربي‮ ‬الاستراتيجيات التالية المترجمة عن بيسكولوجي‮ ‬الفرنسية لمساعدتك على التحكم في‮ ‬تصرفات الطفل‮:‬
‬قللي‮ ‬نقاط النزاع قدر الامكان‮: ‬على سبيل المثال،‮ ‬ضعي‮ ‬الاشياء التي‮ ‬يجب ان لا‮ ‬يسمح للطفل باللعب بها بعيدا عن متناول‮ ‬يده‮.‬
‬حددي‮ ‬النظام‮: ‬ركزي‮ ‬على القواعد الاساسية منذ البداية،‮ ‬مثلا‮ ‬غسل الوجه والاسنان،‮ ‬وضع حزام الامان،‮ ‬والتقيد بمواعيد النوم،‮ ‬كلها‮ ‬يجب ان تكون ضمن نمط روتيني‮ ‬ثابت حتى‮ ‬يتقيد بها الطفل بسهولة‮.‬
‬ضعي‮ ‬حدودا للتصرفات ولتكن توقعاتك معقولة‮: ‬لا تتوقعي‮ ‬ان‮ ‬يتقبل الطفل الامور الصوتية او الجسدية منك بسهولة،‮ ‬لذلك‮ ‬يجب ان تضعي‮ ‬حدودا للتصرفات منذ البداية،‮ ‬اذا كنت تمنعين الطفل من القيام بتصرف ما،‮ ‬انزلي‮ ‬الى مستوى الطفل بحيث‮ ‬يراك،‮ ‬ضعي‮ ‬يدك على كتفه،‮ ‬وقولي‮ ‬له‮ »‬لا تلعب في‮ ‬الباب،‮ ‬ستؤذي‮ ‬يديك‮«‬،‮ ‬اذا لم‮ ‬يتجاوب قومي‮ ‬بأخذه بعيدا عن الباب او مصدر الخطر،‮ ‬وقولي‮ ‬له مرة اخرى‮ »‬لقد قلت لك بأن الباب سيؤذي‮ ‬يدك،‮ ‬الان اذهب واجلس بعيدا‮«.‬
‬ضعي‮ ‬خيارات محددة‮: ‬على سبيل المثال بدل ان تسأليه ماذا تريد على الغداء؟ قولي‮ ‬له،‮ ‬هل تريد‮ »‬ساندويتشا‮« ‬ام حساء؟ هكذا سيعرف الطفل بان خياراته محصورة وهكذا‮ ‬يختار الاقرب الى ذوقه‮.‬
‬إذا شعرت بنوبة‮ ‬غضب قادمة في‮ ‬الطريق‮: ‬قومي‮ ‬بلفت انتباه الطفل لموضوع اخر،‮ ‬حتى لا‮ ‬يتصاعد الموقف‮.‬
‬امدحي‮ ‬تصرفات الطفل الجيدة امامه وامام الاخرين،‮ ‬الشعور بانك موافقة على تصرفه‮ ‬يجعله‮ ‬يقوم بهذا التصرف بشكل ذاتي‮.‬
‬امنحي‮ ‬الطفل الفرصة ليتفاعل مع الاخرين‮. ‬عندما تكون هذه التفاعلات ايجابية‮ ‬يتعلم الاطفال منها،‮ ‬اما اذا شعرت بانها سلبية،‮ ‬قومي‮ ‬بتعريف الطفل على مجموعة اخرى من الاخرين‮.‬
‬اما النصيحة الاخيرة فهي‮ ‬ان تكوني‮ ‬قدوة جيدة للطفل،‮ ‬فالطفل‮ ‬يتعلم التصرف الجيد او السيء من المنزل اولا،‮ ‬الاطفال‮ ‬يتعلمون بالتوتر،‮ ‬تذكري‮ ‬بأن تؤكدي‮ ‬للطفل كم تحبينه،‮ ‬وكم سلوكه وتصرفاته جيدة،‮ ‬كافئي‮ ‬التصرف الجيد،‮ ‬بشراء هدية او لعبة للطفل.


==========

انطلاق طفلك بعيدا عنك أول خطوة لبناء شخصيته !

تخلصي الآن من خوفك وقلقلك على طفلك وتعلقك المفرط به ودعيه ينطلق ويبدأ أول خطوة علي طريق تحقيق شخصية مستقلة.

ويرى علماء النفس انه مع بلوغ الطفل عامه الثالث أو الرابع عليه أن يعتاد فكرة ابتعاده عن أمّه.
وكما ورد بجريدة البيان، فإن أول خطوة مُمَهدة التي تقوم بها الأم في هذا المجال، إرسال ابنها أو ابنتها لتمضية ليلة أو ليلتين في بيت الجد والجدة.
وقد يتساءل الطفل بينه وبين نفسه، بعد أن يقبل بهذا «التغّرب» هل سترغمني جدتي على تناول السبانخ؟ هل يختبئ وحش تحت السرير هل سيتركني والداي هناك إلى الأبد؟!

وعلى الرغم من هذه المخاوف التي يشعر بها الطفل إلاّ أنّ علماء النفس يرون ان العمر ما بين ثلاث وأربع سنوات هو الأنسب لتمضية أول ليلة خارج المنزل، وتأخير مثل هذه الخطوة، سيعقد الوضع أكثر ويزيده صعوبة.
إذاً ما عليك أيتها الأم، إلاّ أن تتشجعي، أنت أولاً، لتتمكني من إقناع طفلك بأنه سيمضي وقتاً رائعاً في بيت جدّه، واحذري مفاجأته بالموضوع في اللحظة الأخيرة، ففي مثل هذه السن، يحتاج طفلك لبعض الوقت، للاستعداد نفسياً للإقدام على مثل هذه الخطوة المهمة في حياته.
لذا عليك بداية مرافقته الى بيت جديه، ليرى عن كثب السرير الذي سينام فيه، وأين سيتناول طعامه، ولا ضرر ان يحمل معه لعبته المفضلة في هذا الاستطلاع.

واعلمي عزيزتي الأم أن أفضل طريقة لجعل طفلك ينسى مدى شوقه إليك، ورغبته في العودة الى المنزل، هو انشغاله باللعب.
وبإمكانك اختيار وسائل تسلية تناسب الجد والجدة أيضا لكي يشاركانه اللعب ويتعايش معهما وينسي بعده عنك مدة يوم بليلة، ومن أمثلة هذه الألعاب صنع أشكال من الصلصال ووضع حوض بلاستيكي صغير للسباحة يشرفان عليه، فيما حفيدهما يلهو سعيداً.


==========


الأطفال منتبهون لمخاطر الطريق

غالبا ما يصعب علي السائقين رؤية الاطفال وهم يمشون او يلعبون في الشارع نظرا لصغر احجامهم، لذلك فان هذه القواعد مهمة للمحافظة علي سلامة اطفالك خارج المنزل:
لا تسمح للاطفال باللعب في الطريق او الشوارع او مواقف السيارات.
احرص علي مراقبة اطفالك دائما عندما يكونون خارج المنزل.
نبه اطفالك الي ضرورة الانتباه للسيارات الخارجة من الطرق الفرعية اثناء سيرهم علي الرصيف.
لا تسمح للاطفال الصغار بعبور الشارع بمفردهم.
علم اطفالك خطوات عبور الشارع وهي: انظر يسارا ثم يمينا ثم يسارا مرة اخري قبل عبور الشارع. فاذا كانت هناك سيارة قادمة انتظر حتي تمر السيارة.
اشرح لاطفالك دلالات اشارات المرور الضوئية واكد لهم انه يجب عبور التقاطعات فقط عندما تكون اشارة المشاة خضراء.
اشرح لاطفالك دلالات علامات المرور، مثل علامات اعبر و لا تعبر . نبههم الا يعبروا التقاطع ابدا عندما تكون علامة لا تعبر مضيئة.
اذا اضطر اطفالك الي المشي في الشارع ليلا، اطلب منهم ارتداء ملابس زاهية الالوان او عاكسة للضوء.
احرص علي ان يفهم اطفالك قواعد استخدام الطريق عندما يركبون الدراجات. واطلب منهم دائما ارتداء خوذة الرأس ومعدات الوقاية الشخصية الاخري.
شجع اطفالك علي اللعب في الملاعب او مناطق الترفيه. فسوف يساعد ذلك في المحافظة عليهم بعيدا عن مرور السيارات.

==========

تشوبها مغامرات وتحديات مثيرة

الحضانة .. مرحلة جوهرية في حياة الطفل

يطلق على المرحلة التي تبدأ مع تعلم الطفل المشي والنطق "مرحلة الحضانة"، ومقارنة بالمرحلة التي سبقتها، يمكن القول إنها تتطلب استعداداً مختلفاً من الأم، نظراً لما يطرأ على سلوك الطفل من تغييرات ومفاجآت، تتضمن قيامه بحركات جديدة وتحسن قدرته على الكلام واستخدام حواسه، كما تتضمن أيضاً مواجهته تحديات جديدة لكنها مثيرة.

حب الاستعراض

ابتداء من الشهر العاشر أو الثامن عشر من عمره، يزداد الطفل ارتباطاً بأمه، وهذا يدعوه إلى بذل أقصى ما في وسعه للظفر باهتمامها، وفي نظر الاختصاصيين، هي خطوة للأمام في تطوره الاجتماعي، فاستعراضه لشيء مسل أمامها كأنه يقول لها: "لقد وجدته مسلياً.. ألا ترينه كذلك؟". كما أن رغبته في مشاركة اهتماماته مع الغير تفتح أمامه آفاقاً جديدة في علاقاته الاجتماعية، ولمساعدته على المزيد من التقدم، يحتاج الطفل إلى الوقت وإلى مساحات تساعده على الاستكشاف، بالإضافة إلى رؤية الأمور كما يراها هو، فمثلاً عندما يمسك الطفل بكرة من الطين، فإنه يفعل ذلك بغرض استكشافها وفهم وظيفتها، لذا لا يجب أن نسارع إلى نهره وإصدار الأوامر له بإلقائها على الأرض على الفور، بدلاً من ذلك يمكننا أن نمسك بكرة أخرى من الطين ونضعها في حوض الزرع حول شتلات الورد، هذا التصرف سيجعله يدرك أن هناك علاقة وطيدة بين الطين والنباتات.

الحاجة إلى صديق

في مستهل عامه الثاني، قد يحتاج الطفل إلى رفيق يلعب معه، وقد يظهر عليه الاستمتاع إذا أتيحت له الفرصة للعب مع مجموعة من الأولاد، فالاقتراب من الأطفال يلبي حاجته إلى الإحساس بالأمان ويكسر داخله حاجز الخوف من الغرباء، ومن ناحية أخرى، يمكن اعتباره محاولة تلقائية من جانبه للانفصال عن والديه، ويرى الاختصاصيون أن الاكتشاف المبكر لأهمية الصديق يطور المهارات الاجتماعية للطفل.

مساعدة الغير

بعد إتمامه عامه الأول، يلاحظ على الطفل أنه يحاول اختبار مهاراته، كأن يحاول أن يمشط شعره أو يتظاهر بأنه يتحدث على الهاتف، ومثل هذه التصرفات تكون مقدمة لقيامه بأشياء مفيدة للآخرين، فمثلاً قد يبادر إلى تقديم قطعة الخبز التي أعطتها له أمه إلى القطة، أو يسكب كوب الماء حول الزرع، وهو بهذا يقلد المحيطين به، وفي قرارة نفسه هو مدرك أن هذه الأشياء ضرورية، وجميع هذه المحاولات تعتبر جزءاً من تطوره العقلي والإدراكي، وتحتاج إلى تشجيع كبير من قبل الأهل، ولكن قد تبدو في هذه المرحلة على الطفل علامات تدل على شعوره بالإحباط، مصدرها مواجهته بعض التحديات الصعبة، فقد يكتشف أنه غير قادر على الجلوس على كرسي مائدة الطعام الكبير مثل بقية أفراد الأسرة، أو غير قادر على الاستحمام في حوض السباحة مثلهم، ويبقى دور الأهل هنا هو تقديم العون له لمساعدته على استعادة ثقته بنفسه ومنحه الإحساس بالسعادة والقوة، ويقترح خبراء التربية ضرورة إشراك الطفل في هذه المرحلة في القيام ببعض الأنشطة أو الأعمال التي يقوم بها الكبار، مثل تخزين الألعاب، وإعداد الساندويشات، أو مسح الطاولات في المنزل.

ميول فنية

في هذه المرحلة أيضاً يكتشف الطفل أهمية الورقة والقلم، ويحاول أن يرسم بعض الخطوط والأشكال ويكون سعيداً بها، ويمكن أن يشجعه الأهل بتخصيص مساحة على جدار غرفته تعلق عليها رسوماته، ويشجعونه أيضاً على رسم المزيد، فكلما زادت ممارسته للرسم كلما كانت النتائج أفضل وأكثر تحسناً.
الإحساس بالتعاطف
يشعر الطفل في العام الأول من عمره بأنه ملك العالم، لكن ابتداء من دخوله عامه الثاني يبدأ في إظهار إشارات عاطفية تدل على حاجته إلى العطف والحنان، كأن يبكي على كتف والده إذا أغضبه أحد من إخوته، أو يسارع إلى حضن أمه إذا نهره والده، ومن ناحية أخرى، يبدأ في إدراك أهمية إبداء العطف تجاه الغير، فنراه يقدم قطعة البسكويت لأخيه، أو يسارع إلى تقبيل أخيه إذا وجده يبكي، ومن الضروري أن يجد الطفل التشجيع من المحيطين به في هذا الخصوص، لأن إبداء التعاطف تجاه الغير مهارة يمكن أن يكتسبها الطفل بالتعلم مثل غيرها من المهارات.