الؤلؤة البراقة
*********** ظاهرة الخدم في المجتمعات الخليجية ***********

الخدم في المجتمع السعودي
لم يكن المجتمع السعودي في وقت من الأوقات بحاجة للعمالة الأجنبية وبخاصة العمالة المنزلية، لأسباب تتعلق بحجم البيت السعودي ومتطلبات العمل اليومي فيه وعدم انغماس ربة البيت في أعمال ومشاغل خارج البيت.

وكانت الأسرة في حفلاتها الكبرى أو في مناسبات الزواج القليلة التي تمر بها تستعين بالأقارب والجيران والمعارف للمساعدة والتعاون على إنجاز أية مناسبات كبرى تحتاج إلى مجهودات تفوق طاقة رب وربة الأسرة.

وكان من الطبيعي أن تنصرف الأسرة في ذلك الوقت إلى تدبير أمورها بطريقة ذاتية تتجسد فيها الروح التضامنية عند مواجهتها لمناسبات كبرى.

ونشأ واستمر هذا النمط التقليدي لتدبير شئون البيت السعودي إلى أن جاءت نهاية السبعينيات، حيث شهدت الأسرة السعودية وفرة مالية، ازدهرت بسببها المفاهيم وتطورت النظرة نحو مكونات المنزل وحجمه وأساليب إدارته، وتوافق ذلك مع اتساع مشاركة المرأة في العمل الوطني، إثر تخريج آلاف الطالبات من الجامعات والمعاهد المتخصصة في شئون الطب والتمريض والتعليم والتجارة والصيرفة والإدارة. ونشأ عن الوضع الجديد حاجة ملحة إلى وجود الخادمة التي تقوم بأعباء المنزل، وبخاصة الأعمال الصغيرة، مثل أعمال النظافة والتجهيز والترتيب ومتابعة الأطفال الرضع وقت الدوام.

وزاد من الحاجة إلى العمالة المنزلية توسع حجم المنزل السعودي وتطور مفاهيم النظافة واتساع الدائرة الحضارية فيما يخص نواحي الجمال والزينة والذوق العام.

وزاد من اتساع الخدمة الحضارية نشأة الأطفال وترعرع الصبيان في بيئة ملتزمة بمعايير جديدة وقاسية فيما يخص المأكل والملبس والسلوك اليومي المطلوب للحفاظ على القيم المكتسبة. وانفتح الباب واسعاً أمام استقدام العمالة المنزلية من الخدم والسائقين والمربيات. وبدأت معطيات جديدة تلوح في أفق الأسرة السعودية. حيث أصبح مفهوم ((خادمة لكل سيدة)) أمرا محتوما لا مناص منه.

وتبلورت تبعا لذلك مشكلات جديدة ولدت في بيئة العمالة المنزلية المستقدمة، حيث هبطت الأسئلة على الأسرة تكن موجودة من قبل، مثل راتب الخادمة وغرفتها وهداياها.. وكيف تعمل ومتى تعمل وما هي ملابسها وكيف تحتشم، إذا دخل رب الأسرة الذي ينبغي عليه أن يكون مؤدباً، فلا ينزع شيئا من ملابسه في بيته ولا يسترخي على الأريكة بطريقة غير لائقة ولا يدخل المطبخ والعمال يشتغلون ولا يخرج منه والخدم داخلون.

وفيما حملت الخادمة أعباء كثيرة، فرضت قيودا كثيرة أيضا حدت من حرية صاحب المنزل وربة البيت وأشاعت جوا مدرسيا يكاد يكون صارما.

وحتى عندما تكون الأسرة خارج المنزل تنتاب المرء مخاوف انتهاك حرمة البيت أو إساءة استخدام الهاتف من خادم أو خادمة تعود على بيئة مفتوحة ونشأ على قيم وعلاقات ومسلكيات مختلفة.. وحتى في زحمة هذه الضغوطات الذهنية والسلوكية في البيت وخارجه لا يعدم المرء الوقت الكافي للثناء على خدمات العمالة المنزلية وما تقوم به من مهمات جليلة للبيت والأسرة، فيكاد أن يقول هذا شر لابد منه.

وهو بالفعل هكذا، فالشيوخ والأطفال والنساء الذين يستقبلون خادمتهم في المطار بالبشر والترحيب، قد يواجهون مصاعب لا تعد ولا تحصى، قد تنتهي بمشكلة أقلها رفض العمل والبيئة الجديدة وخسارة التذكرة والوقت وجهد المراجعات لمكاتب الاستقدام الرسمية والأهلية.

وقد ترتب على هذا التطور الجديد في المجتمع السعودي نشوء نشاطات اقتصادية جديدة مثل مكاتب الاستقدام الأهلية ووسطاء إنهاء التأشيرات وخدمات التعقيب وارتفاع عدد مكاتب السفر والمرافق الصحية الخاصة.

إن العمالة المنزلية لا يمكن اعتبارها عنصرا سلبيا في المجتمع السعودي وإنما هو ككل معطى جديد له من الإيجابيات الكثير وأيضا من السلبيات التي قد لا تكون قليلة.. فلا يجب أن نطلق الحكم بصفة عامة على أنه إيجابي أو سلبي.. لأن الأسرة مكون عائلي صغير وخلية اجتماعية فيها بذور خير المجتمع والوطن.. ولها دور تربوي هام ولا يمكن أن نلغي دورها التربوي والاجتماعي بمجرد انضمام فرد أجنبي لها.. لأن فعالية دورها تتوقف على مدى قيام أفراد الأسرة بمهامهم وليس على وجود هذا العنصر أو عدمه.

والواقع أن ظاهرة الخدم لم تفرز "مشكلة" في أي مجتمع إنساني بنفس حجم وأبعاد المشكلة التي أفرزتها في المجتمع السعودي، ويرجع ذلك لطبيعة وخصوصية المجتمع السعودي المتدين المحافظ بما له من قيم وتقاليد خاصة نابعة أساسا من عقيدته الدينية الراسخة والتي تشكل الأساس المتين لكل مناشط حياته وسلوكيات أفراده، بل ونظام الحكم فيه، وعلى عكس المجتمعات الإنسانية الأخرى التي لم يعد للقيم الدينية فيها سلطان يذكر سواء على الأفراد أو الجماعات والتنظيمات.

ومع تسليمنا بأن "ظاهرة الخدم " ظاهرة إنسانية عامة وضرورة اجتماعية واقتصادية في كل المجتمعات.. لكن الأمر على المستوى الأسري يظل نسبيا بحسب ظروف كل أسرة وإمكاناتها ومتطلباتها.. وقد تكون حاجة الأسرة للخدم دائمة أو موسمية.

كما أن العلاقة التي تربط الخادم بالأسرة قد تكون علاقة عمل محدودة وقد تتطور إلى علاقة "شبه عائلية" وقد تكون علاقة إيجابية تحقق المنفعة المتبادلة ورضاء الطرفين.. وقد تكون علاقة سلبية اضطرارية تنطوي على الكراهية والرغبة في الابتزاز.

والأصل في وجود الخدم هو تحقيق فائدة للأسرة دون أي ضرر. لكن الأمر الواقع أن للخدم سلبيات تختلف تبعا لنوع الخادم، ذكرا أو أنثى، وطبيعة ومكان عمله وصفات الخادم الشخصية وأخلاقه وديانته وبيئته وثقافته العامة ومدى حاجته للعمل وكيانه الأسري وظروفه الخاصة بالإضافة لطبيعة وشروط التعاقد. كل هذه العناصر تؤدي لوجود "المشكلة"، وترجع ظاهرة الخدم في المجتمع السعودي للأسباب الآتية:

1.دخول المجتمع السعودي عصر الطفرة الاقتصادية وبالتالي زيادة دخل الفرد وإمكانياته المادية مما أدى إلى ارتفاع مستوى المعيشة بمعدلات كبيرة كما ترتب عليه وجود فائض مادي لدى الأسرة السعودية بوجه عام، فنشأت النزعة المتنامية إلى تغيير صورة البيت السعودي من حيث البناء والأثاث والمقتنيات والرغبة في اكتمال ظاهرة الوجاهة الاجتماعية والظهور بمظهر الطبقات الغنية- ولو من ناحية الشكل على الأقل- فزادت أعباء الخدمة في القصور وأصبح لابد من خادمة تساعد ربة البيت، كضرورة عملية لم تلبث أن تطورت فيما بعد وبسرعة غريبة إلي ضرورة اجتماعية وظهر طبقي يرضي غرور الكثيرين من الأفراد الذين كانوا في قاع المجتمع ثم نقلتهم الطفرة الاقتصادية إلى أعلى مستويات الدخل.. فزادت طموحاتهم وتضخمت احتياجاتهم وعلاقاتهم ومسئولياتهم فنشأت الحاجة إلى المزيد من الخدم.

2.اتساع وتعدد مجالات عمل رب الأسرة واضطراره للغياب عن بيته أوقاتا طويلة وحاجة الأسرة لبديل يقوم بقضاء احتياجات الأسرة، كما أن تعدد الزوجات والبيوت للزوج الواحد مع اتساع نشاطه وأعماله يكون دائما في حاجة لمعاونين له بصفة مستمرة، قلبية وقضاء حوائج كل بيت.

3.انتشار التعليم وتحوله لعملية أساسية في بناء الفرد السعودي مما زاد من أعباء الأم وحاجة الأبناء لمن يوصلهم للمدارس.

4.وجود كثير من الزوجات في المراحل التعليمية المختلفة وعدم إمكانية الجمع بين متطلبات الدراسة وشئون البيت.

5.كثرة عدد الأبناء وتضخم مطالبهم واحتياجاتهم اليومية التي تفوق قدرة الأم.

6.خروج المرأة للعمل وعدم قدرتها على الجمع بين أعباء الوظيفة وخدمة بيتها وأولادها.

7.اتساع نطاق العلاقات الاجتماعية نتيجة لتحسن الأوضاع المالية لكثير من الأسر وكثرة الولائم والزيارات العائلية.

8. تطور النظرة الاجتماعية للأعمال المنزلية واعتبارها من الأعمال الدنيا التي لا تليق بهم، محافظة على المظهر.

9. سهولة استقدام الخدم الذين أصبح وجودهم لدى الأسرة دليلا على الغنى والمستوى الطبقي الراقي، كما أن أجر الخادم لا يشكل عبئا مالياً.

10. وجود أفراد معاقين أو في سن الشيخوخة في كثير من الأسر ذات الدخل المرتفع وهم في حاجة لخدمة خاصة، مما يزيد الأعباء على الزوجة التي قد تكون مريضة ولا تستطيع القيام بالأعباء المنزلية.

11.رغبة كثير من الأزواج لتوفير الراحة للزوجة وإعفائها من أعمال الخدمة المنزلية لتحافظ على صحتها وجمالها.

ولا يكاد يخلو بيت من وجود عاملة منزلية بل إن هناك أكثر من خادمة في عدد غير قليل من الأسر.. وأصبحت الخادمة شيئا لابد منه واتسع نطاق ظاهرة الخدم، فلم يعد مقصورا على العائلات الغنية وحدها، بل تعدى ذلك إلى العائلات المتوسطة والعادية.. وامتدت الظاهرة لتشمل المدن الكبرى والصغرى بل وكثيرا من القرى على السواء.
الؤلؤة البراقة
قد أجري العديد من الدراسات والاستبيانات حول هذه الظاهرة الخطيرة لمعرفة حجم انتشار ظاهرة الخدم.

وقد أجرى أحد الباحثين استبياناً في بعض مدارس مدينة الرياض وأجريت الدراسة على ستمائة وخمسين أسرة وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية:

1. عدد الأسر التي لديها سائق خصوصي 185 أسرة بنسبة 29% تقريبا.

2. عدد الأسر التي يوجد لها خادمة من بين الأسر التي شملها الاستبيان فقط 485 أسرة بنسبة 77% تقريبا.

3. كشفت الدراسة عن أن 7% من الخادمات مسيحيات، 5% بوذيات.. !

4. بالنسبة للسائقين تبين أن 17% منهم نصارى، 4% بوذيون وأن معظم السائقين في سن الشباب بنسبة 78%. وعدد النساء السعوديات اللاتي يركبن مع السائق بمفردهن 90 أسرة بنسبة0 5%

5. أن عدد السائقين الذين يدخلون على النساء في المنزل 40 سائقا بنسبة 22%.

وقد أجاب كل الأفراد الذين شملهم البحث بنسبة 100% بأن السائق أو الخادم الكافر يشكل خطورة على عقيدة الأسرة.. كما أن الخادمة في البيت ليست آلة، بل إنسانة لها ثقافة معينة ومشاكل اجتماعية وقيم ومعايير وتقاليد اجتماعية مختلفة وبالتالي تنتقل ثقافتها، فيظهر التأثر بها ويردد الصغار الكلمات والطقوس وحتى الأغاني بلغات الخدم، وهنا مكمن الخطر.

كما أن خطورة السائق الشاب على بنات ونساء الأسرة أشد وأعظم من خطورة الخادمة على أفرادها، بسبب الخلوة بالنساء، خاصة في سفر أو غياب الزوج عن البيت من ناحية.. وما يعانيه السائق والشاب الأعزب من حرمان جنسي من ناحية أخرى.

كما أن الخدم يرغبون في العودة لبلادهم وأسرهم وحياتهم الطبيعية، فيكون همهم الأكبر خلال مدة عملهم المحدودة جمع أكبر قدر من المال بأي صورة، سواء كانت بالسرقة والاختلاس وممارسة الانحراف سرا وابتزاز بعض أفراد الأسرة عن طريق التهديد بكشف بعض الأسرار الخاصة لمن يهمه الأمر وكذلك التعاون وتسهيل بعض صور الانحراف داخل بعض الأسر.

إن تغيرات المجتمع السعودي نحو مفاهيم متحضرة في المنزل استوجبت الاستعانة بآخرين للمشاركة في القيام بأعباء هذه المفاهيم الجديدة، وهذه ليست كارثة في حد ذاتها.. ولكن الكارثة الحقيقية في مدى فهمنا لأدوارنا وأدوار الغير. فرغم الماسي العديدة التي يرتكبها بعض هؤلاء الخدم ، ربما لانعدام رقابتهم بسبب الانشغال عنهم أو بسبب الطيبة الزائدة لدى البعض، فيرون أنهم آدميون سخرهم الله لخدمتهم.. وأحيانا بسبب ما يلقونه من سوء معاملة وسخرية، كأنهم خلق لا حقوق لهم ولا أحاسيس أو مشاعر.. وهؤلاء بالطبع متى واتتهم الفرصة وسنحت لهم الظروف فإنهم لا يتركون رطبا ولا يابسا إلا أتوا عليه بكل شراسة وعنف، رغبة في الانتقام.

ولا أحد ينكر أن هناك من يتعاملون مع هذه الفئة بالحكمة والوسطية، فلا هم يغالون ولاهم يفرطون.. وهؤلاء بالطبع هم أسعد حالا مع خدمهم.. من غيرهم، فلا تراخي ولا قسوة ولا ثقة مفرطة ولا مطامع لهم فيهم. فهم بذلك آمنون.. من شرهم ومكائدهم.

وأيا كانت الأسباب والدواعي، فهذه الفئة وقد غدت عند الكثير ضرورة لا غنى عنها.. يجب النظر إليهم بأنهم بشر لهم حقوق وعليهم واجبات وأن وجودهم ضرورة لا تخلو من أضرار. ولعل من أهم الأضرار التي نشأت داخل البيوت من وجود الخدم بعيدا عن الانحرافات الخلقية والأخلاقية، هو الكسل والخمول الذي اعترى الكثير من ربات البيوت، فأصبح نهارهن ليلا وليلهن نهارا.. وترهلت أجسامهن وانتفخت صدورهن وظفورهن وغدون كتلا من الشحوم واللحوم.. وأصبحت الزوجة مشكلة لزوجها.. إن لم أحضر لها خادمة غضبت واستاءت وإن أحضر لها الخادمة انتفخت من كل جانب.

الخدم في قطر

إن ظاهرة انتشار الخدم في المجتمعات الخليجية، باتت من الظواهر المقلقة اجتماعيا.. وتشكل عبئا على الأسرة والدولة والمجتمع.

ولم تعرف المجتمعات الخليجية الظاهرة إلا مع مرحلة الطفرة الاقتصادية، وتحديدا مع مطلع الستينيات، حيث بدأت المنازل الخليجية في جلب الخدم الأجانب للعمل فيها. وتزايدت هذه الظاهرة مع بداية السبعينيات، نظرا للطفرة النفطية وما رافقها من ارتفاع سعر النفط وزيادة الدخل القومي وما ترتب عليها من زيادة لدخل الأسر الخليجية.

وفي دولة قطر تشير إحصائيات الجهاز المركزي إلى وجود 45100 شخص يعملون في مجال الخدمات المنزلية، بين مربية وخادمة وسائق وطاه.. وهذا العدد يمثل 1. 16% من إجمالي سكان قطر.

وأشارت دراسة حول مشكلة الخدم- المربيات والآثار على الأسرة إلى أن الأغلبية العظمى من الخادمات (5 و 81%) تتراوح

أعمارهن بين 18- 42 سنة.

وفي هذه السن تكون الخادمة قد تركت زوجها وأولادها!

كانت متزوجة وفي المقابل يطلب منها العناية بأطفال الآخرين. وإذا لم تكن متزوجة فهي لا تملك أية خبرة في تربية الأطفال أو التعامل معهم، إذ إن 5. 16% من الخادمات يفتقدن الخبرة في هذا المجال. إضافة لانخفاض مستواهن التعليمي عموما.. فنسب الأميات- الابتدائية تبلغ 62% كما أن نسبة من يتكلمن اللغة العربي منهن 3%، مما يؤكد عدم معرفتهن بالعادات والتقاليد القطرية إذ إن 87% منهن لم يسبق أن عملن لدى أسر قطرية من قبل.

وأشارت الدراسة إلى أن جميع العوامل السابقة في أغلبها تمثل نواحي سلبية، خاصة إذا ما تركت مسئولية تربية الأطفال والإشراف عليهم للخادمة. وهنا مكمن الخطورة التي تؤكد الدراسة القطرية.

حيث أوضحت أن طبيعة عمل الخادمة في مجال رعاية الأطفال تتنوع ليشمل إطعام الطفل (8. 6 1%)، وتربية الأطفال (4. 6 ا%) والمذاكرة للأطفال (2%) بينما يشمل عمل الخادمة الأعمال المنزلية، مثل نظافة المنزل (25.5%) وغسل وكي - الملابس (8 و 20%) وإعداد الطعام (5، 11%) وغسل السيارة والعناية بالحديقة (9 و 6%) وتؤكد 73% من الخادمات مشاركتهن في الإشراف على تربية الأطفال بينما تقول 5، 34% منهن إن الطفل ينام معهن دائما، 5، 14% ينام معهن أحيانا، 30% ينام معهن نادرا.

وفيما يتعلق بردود فعل الخادمة إزاء تصرفات وسلوكيات الطفل قالت الدراسة إن 22% من الخادمات لا يفعلن شيئا إزاء امتناعه عن الأكل، و 2. 28% منهن لا يفعلن شيئا إزاء تبول الطفل، بينما 13.3% يقمن بمعاقبته، 8. 55% يقمن بتحذيره، بينما لم تشر أي منهن إلى أنها تقوم بالبحث عن أسباب ذلك التبول.

وفيما يتعلق بردود فعل الطفل فقد أشارت 38% من الخادمات إلى أن الطفل يطيعهن دائما، 40% يطيعهن أحيانا.
الؤلؤة البراقة
وفيما يتعلق بتقليد الطفل الدائم الخادمة فقد جاءت مجالات التقليد كما أشارت لها الخادمات كالتالي:

طريقة الكلام 1. 57%.

تأدية الصلاة (العبادة) 3، 14%.

الرقص (7.6%)، متابعة الأفلام الهندية 2. 6 1% وهو ما يؤكد تأثير الخادمة المربية القوي على الأطفال ويتأكد التأثير السلبي للخادمة إذا عرفنا أن الأغلبية العظمى لا يتكلمن العربية وأن الأغلبية منهن لسن مسلمات ولسن من الجنسية العربية.

ولخصت الدراسة الأخطار المحتملة من حيث الزيادة في النفقات المالية على الأسرة وتبني أنماط استهلاكية معيشية قائمة على هدر مداخيل الأسرة والابتعاد عن الإنتاجية، إضافة لزيادة الأعباء على الدولة والتي تتمثل في زيادة العمالة المستهلكة غير المنتجة والتي تشغل حيزا كبيرا من الهيكل الاقتصادي للدولة وتضيف أعباء جديدة عليها من خلال استخدام مرافقها التعليمية والصحية والترفيهية.

وفي نفس السياق أشارت دراسة أخرى قامت وزارة الداخلية القطرية بإجرائها بشأن التأثير السلبي للخادمات- المربيات على اللغة العربية والدين الإسلامي.

واتضح أن نسبة الخادمات من أقطار الدول العربية لا تتجاوز 3% وهذا يعني وجود العديد من اللغات الآسيوية في أغلبها داخل البيت القطري. الأمر الذي يؤثر حتما على لغة الطفل.

وقد تضمن استبيان هذه الدراسة مجموعة من الأسئلة من بينها هل تشعرين بأن الأطفال في هذا المنزل يفهمونك إذا تحدثت إليهم !ك الأصلية.. فكانت نسبة الإجابة بنعم 78%.

وهذا يعني أن عملية التكيف اللغوي تسير في اتجاه غير صحيح.. كما أن ممارسة الخدم طقوسهم الدينية المتنوعة تؤثر سلبا لا سيما على الأطفال، إذ ربما يأتي الطفل بممارسات أو حركات لطقوس دينية متبعة لديهم. وقالت الدراسة إنه صادف أن احترقت أصابع أحد الأطفال وهو يمارس نفس الطقوس التي كانت تمارسها خادمته بعد إشعالها كل ليلة عددا من الشموع للدعاء وطلب المغفرة.

ومن التأثيرات السلبية على العادات والتقاليد.. أنه حينما يتم جلب الخدم فمن الطبيعي أن يحملوا معهم قيمهم وعاداتهم ويمارسوا بعضها داخل البيوت القطرية، مما يترك آثارا على الأبناء عن طريق المحاكاة والتقليد، ومن بين هذه الآثار تناول الخمور والمشروبات الكحولية والسماح للأطفال بالتدخين وبعض الممارسات اللاأخلاقية واللااجتماعية والتي تتسم بالتساهل والقبول، مثل الكذب والسباب والشتم.

الخدم في الكويت

يعمل بالكويت أكثر من 200 ألف شخص كخدم في المنازل

بينما بلغ عدد سكانه نحو مليوني نسمة.

وقد حثت الداخلية الكويتية الآباء في تصريح لها على ألا يتركوا أطفالهم مع الخدم. وجاء هذا التصريح اثر حادث هتك عرض طفل يبلغ من العمر ثلاثة أعوام ونصف من قبل سائق أسرته.. وهي جريمة بشعة بحق الطفولة البريئة يتحمل أولياء الأمور تبعاتها نتيجة ثقتهم وتساهلهم البالغ في رعاية أطفالهم وعدم مراقبة سلوكيات من يعملون لديهم من خدم أو سائقين وإعطائهم الحق الكامل في رعاية أو إبقاء أبنائهم معهم نيابة عنهم في غياب الدور الاجتماعي للأسرة.

وفي أمريكا

وفي أمريكا وجه زوجان من مدينة باناساس بالقرب من واشنطن مربية ابنتهما سالي البالغة من العمر عشرة أشهر قبل خروجهما من المنزل بألا تشاهد جهاز التلفاز طالما أن البنت معها لوحدها. ولكن بعد أن غادر الزوجان إلى المسرح أدارت المربية المطيعة زر التلفاز لتشاهد برنامجا مفضلا حان موعده.

وفي اليوم التالي عندما فصلت من وظيفتها لم تفهم المربية البالغة من العمر 32 عاما ما حدث. فقد عرف والد سالي أن المربية لم تطع الأوامر الليلة الماضية، إذ إنه قام بتصويرها في المنزل بواسطة أداة تصوير فيديو صغيرة مخبأة في حيوان محنط.

وقد أصبحت مثل هذه الطرق التجسسية على المربيات أكثر شيوعا في المنازل الأمريكية منذ أن نشرت مجلة تلفازية واسعة الانتشار تقريرا حول إساءة بعض المربيات التعامل مع الأطفال، وبدأ الآباء القلقون في إخفاء أجهزة تصوير صغيرة الحجم في السماعات الحائطية أو فوانيس الإضاءة أو المزهريات. ويزيد حجم ما يسمى ب "ناني كام " قليلا عن الدولار الفضي ويتصل بمسجل فيديو.

ظاهرة الخدم بين الرفض والقبول

لكل ظاهرة اجتماعية إيجابيات مهما كان حجم السلبيات التي تعتريها.. وبنظرة موضوعية حيادية لظاهرة الخدم نقر بأن هناك إيجابيات متعلقة بها وإلا فما مبررات وجودها في حياتنا؟ وتتمثل النقاط الإيجابية في الآتي:

1. التخفيف من أعباء ومعاناة أرباب الأسر ومساعدتهم على التفرغ للأعمال المهمة ورعاية الأبناء في غياب الأم العاملة أو الطالبة وقضاء لوازم الأسرة من الأسواق ورعاية كبار السن والمرضى وذوي العاهات وتقديم خدمات نوعية خاصة لهم.

2. تأثر الخدم من غير المسلمين في كثير من الأحيان بقيم وأخلاق الدين الإسلامي وعادات المجتمع السعودي ودخول الكثير منهم في الإسلام.

3. نقل بعض الخبرات للمجتمع السعودي وخاصة في مجالات النظافة وتنسيق البيت والتمريض.

4. توفير وقت الزوجة للعناية بمظهرها وزوجها ويتحقق للأسرة الاستقرار العائلي.

5. التكافل الاجتماعي مع فقراء العالم الإسلامي بتوفير فرص عمل شريف لهم.

6. القيام بالأعمال التي لا يرضى المواطن السعودي القيام بها مثل حراسة وتنظيف المزرعة وغسيل السيارات وتنظيف المجاري وغيرها.

تلك هي وجهة النظر الإيجابية لظاهرة الخدم.

أما أصحاب الرأي الآخر السلبي لظاهرة الخدم فيقولون إن الدافع الحقيقي لاستقدام الخدم هو الرغبة في التنافس وحب التقليد والإحساس بالنقص عن الآخرين، لدرجة أن بعض الأسر يخجلون من حضور المناسبات لعدم وجود الخادمة أو السائق لديهم. وأصبح وجود هؤلاء الخادمات والسائقين عند كثير منهم ضرورة من ضروريات الحياة، وسمة بارزة تدل على التقدم والمدنية.. ويرى أصحاب الرأي الرافض للخدم بطلان دعوى الحاجة إليهم بدليل:

1. أن بيوت الناس ومنازلهم اليوم أحسن حالا من الزمن السابق بكثير.

2. إن ادعاء الحاجة إلى الخدم ونحوهم لم يقتصر على المدن الكبيرة أو أسر معينة لها ظروفها الخاصة، بل تعدى ذلك إلى القرى والهجر والأسر الفقيرة محدودة العدد والدخل.

3. توفر الآلة الحديثة الموفرة للجهد والوقت فيما يتعلق بالأعمال التي يقوم بها عادة أهل البيت من الطهي والغسيل والخياطة.

4. اعتماد أهل البيت على الخدم لم يظهر لهذا التفرغ أثرا يذكر في عبادة أو دراسة أو أي مشاركة بناءة في خدمة المجتمع.

وتتمثل سلبيات ظاهرة الخدم من خلال النقاط الآتية:

1. تأثير الخدم تأثيرا سيئا وضارا على لغة وعادات وسلوك الأبناء الصغار، الذين هم في سن التقليد والتعلم. فقد وجد أطفال يؤشرون بعلامة التثليث على الرأس وجانبي الصدر. كما تفعل الخادمة. ويعتاد الأطفال مشاركة الخادمة في سلوكها والمشاركة في أعيادها..

2. التستر على الأخطاء والسلوكيات المعيبة للأطفال، مما يحولها لعادات سلوكية راسخة ما لم ينتبه لها الآباء والأمهات.

3. وجود الخادمة يجعل الزوجة اتكالية كسولة.. وتخليها عن واجباتها الأصلية.. ونسيانها لمهامها.

4. إن الاعتماد الكامل على الخادمة جعل البنات ينشأن بدون خبرة في أعمال البيت وبالتالي يفقدن القدرة على الاستقلال بشئون المنزل مهما كان صغيرا.

5. تقييد حرية الرجال، الذين يخافون ربهم، داخل البيت وكذلك الدعاة الذين يحاولون إصلاح ما فسد من أوضاع أهليهم.

6. حرمان الطفل من حنان أمه اللازم في تربيته واستقرار نفسيته ولا يمكن للخادمة تعويض من ليس بولدها هذا الحنان، خاصة في حالات ترك المسئولية كاملة للخادمة.

7. الإرهاق المالي الذي يحصل لبعض أرباب الأسر والنزاعات العائلية التي تحصل في شأن من يدفع تلك النفقات..

8. ما يحصل من تفسخ الأسرة بسبب علاقة صاحب البيت في الخادمة، فحوادث الطلاق كبيرة بسبب الخادمة.

9. قيام العلاقات غير الشرعية بين الخدم وأفراد الأسرة وبين رب الأسرة والخادمة، ويقوم السائق بدور الوسيط بين فتيات الأسرة والشباب العابث وتسهيل أعمال الانحراف الخلقي والتستر عليها، لاستغلالها فيما بعد لابتزاز مرتكبيها ماليا تحت التهديد

10. التصور الخاطئ الذي يأخذه هؤلاء الخادمات والسائقون عن الدين الإسلامي، فأي عائق وضعناه أمامهم وأي صد عن سبيل الله قد فعلناه بهم بهذه التصرفات الطائشة.

11. نقل العدوى بكثير من الأمراض السرية نتيجة المخالط والاستعمال المشترك لبعض المرافق والأدوات بالإضافة للعلاقات غير المشروعة.

12. ظهور جرائم السرقة والاغتصاب والقتل أحيانا.

13. انتشار علاقات الزنا بين فئات الخدم عند ضعف الرقابة عليهم ووجود سوق سرية للبغاء، خاصة في وجود أعداد كبيرة من الوافدين الذين يعيشون بدون أسرهم في بلادنا.

14. اختراق المجتمع السعودي المتدين المحافظ ودراسة عاداته وأخلاقه حتى يمكن تقويضها ونشر قيم الحياة الغربية فيه.. ويقف وراء ذلك كثير من مؤسسات التنصير التي تتستر وراء أعمال توفير الخدم وتأهيلهم للعمل في بلادنا.

15. إفشاء أسرار البيوت وانتهاك حرماتها عندما تتبادل الأسر الزيارات العائلية ويضطلع الخدم بهذا الدور عند اختلاطهم ببعض أو عند ما يضطلعون بدور العملاء ويقومون بالتجسس لحساب بعض الأقارب والجيران.

16. جرائم الحمل سفاحاً ثم الإجهاض نتيجة لبعض العلاقات غير الشرعية بين الخادمة والسائق وبعض أفراد الأسرة.

17. معاناة رب الأسرة عندما يهرب الخدم أو يسيئون إلى نظام وأمن البلاد عن طريق تهريب المخدرات والأفلام الخليعة وغيرها.

18. إن مخالطة الكفار من هؤلاء الخدم ودوام معاشرتهم والارتياح لخدمتهم والرضا بما هم عليه من منكر الكفر وما دونه يعني إقرار المنكر وعدم تغييره وإظهار شيء من الموافقة لهم على ما هم عليه من الباطل وكيف ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من جامع المشرك- أي اجتمع معه- وسكن معه فإنه مثله )).

و قد جاء في الأثر: من جالس صاحب بدعة فقد مشى في هدم الإسلام.

19. كما أن تفضيل الكفار على المسلمين وتهيئة فرص العمل لهم يتم ذلك على حساب مصالح المسلمين، فضلا عن تقويتهم وتمويلهم وتهيئة الفرصة للنمو الاقتصادي لهم.

وأجرت جريدة المسائية تحقيقا ميدانيا عن مدى- الحاجة للخادمة والآثار المترتبة عن وجودها.. وركز التحقيق على فئة الشباب حيث يمثلون البيئة التي تتعامل مع الخادمة وتعتمد عليها في أشياء كثيرة.

· ويعترف طالب ثانوي بأنه يعتمد على الخادمة وبشكل كبير في الكثير من الأمور، خصوصا أن والدته كبيرة في السن ووجود أخوات له ولكنهن مشغولات بالدراسة وليس لديهن الوقت للتفرغ لمهام المنزل وشئونه، وتقوم الخادمة بغسل ملابسي وإعداد الطعام ولا يمكن الاستغناء عن الخادمة في مثل هذه الظروف .

· ويؤكد أحمد الطالب الجامعي أن اعتماده على الخادمة في بعض الأمور فقط وليس كل شيء كما يفعل الآخرون. فهو يعتمد عليها في غسيل الملابس فقط دون المساهمة في الأعمال الأخرى، مثل الطبخ وإعداد الطعام. وهي بدورها هذا لا تؤثر بدرجة كبيرة على بيئة المنزل ومن يعيشون فيه.. ولكن من الصعب الاستغناء عنها حاليا لأننا في أمس الحاجة للدور الذي تقوم به.

· ويؤيد سعود الحاجة للخادمة بقوله ((إنني أتلذذ بتناول الطعام الذي تقوم الخادمة بإعداده، فهي تطبخ بشكل جميل جدا حتى أنها الآن أصبحت تنافس الكثير والكثير من بنات البلد وأهل الدار في طهي الأكلات الشعبية، حتى أنه في بعض الأحيان وبعض المناسبات يقوم زملائي بالإلحاح في الطلب بأن تقوم الخادمة بطهي الطعام وبعض الأطعمة المحببة لديهم. ويجب علينا أن نعترف الآن بأهمية الدور الذي تلعبه الخادمة في مجتمعنا في ظل انشغال الزوجات والأمهات بأعمال التربية والعمل وأمور المنزل الأخرى. فالخادمة لها دور مهم لا يمكن إغفاله وتهميشه.

· ويرى الفريق الآخر المعارض لوجود الخادمة في المنزل أن مضارها أكثر من نفعها.. كسرقة المنازل أو تعليم الأطفال بعض السلوكيات الغريبة والدخيلة على مجتمعنا وكثرة الشكاوى منهن.

· ويؤكد أحد أولياء الأمور أن أبناءه يعتمدون على الخادمة في كل شيء، ويقول إنهم تعودوا عليها وأصبحت الأم لا تحرك ساكنا مع أنها ليست مريضة وليست كبيرة في السن. وتهتم الخادمة بأبنائه أكثر من اهتمام أمهم بهم، حتى أننا تتضايق عند مرض أي واحد منهم.
الؤلؤة البراقة
المشكلة وأبعادها

إن ظاهرة الخدم قد أفرزت مشكلة، أيا كان حجمها ودرجة خطورتها وحدتها. وتتمثل هذه المشكلة في عنصرين أساسيين:

أولا: الحيرة والقلق على المستوى الأسري والتمزق النفسي بين الرغبة في الاستجابة للمتطلبات الضرورية التي أوجدها التطور الاجتماعي والخوف من الأضرار التي تؤكدها الحوادث والجرائم المتعددة والمستمرة في الظهور يوماً بعد يوم.

ثانيا: القلق العام على المستوى الاجتماعي بسبب استفحال الظاهرة وما يترتب غليها من خطر يهدد حرمات الأسرة وقيم وعقيدة

المجتمع.

وتتمثل آثار المشكلة التي أفرزتها مشكلة الخدم في:

1. خطورة الخادم (الرجل أو الشاب) على الزوجة والبنات.

2. خطورة الخادمة على الزوج والأبناء المراهقين.

3. خطورة الخدم على الأبناء الصغار على حياتهم وعقيدتهم ولغتهم وأخلاقهم وعاداتهم ونفسياتهم.

4. خطورة الخدم على أمن البلاد، لظهور جرائم التهريب وتجارة المخدرات والدعارة السرية والقتل والسلب والأمراض السرية وقيامهم بالتجسس لحساب بلاد معادية في بعض الأحيان.

5. خطورة الخدم على أموال وأسرار وصحة أفراد الأسرة.

6. ظهور مهنة "تجارة الخدم " المنظمة عن طريق مكاتب الاستقدام وما تمارسه من أساليب تعيد إلى الأذهان "تجارة الرقيق " في العصر الوسطى.

7. حرمة الخلوة "دينيا " بين الخادم أو الخادمة وأهل البيت.

8. حرمة تشغيل الكفار وتفضيلهم على المسلمين، لما لهم من مخاطر جسيمة على الفرد والمجتمع.

مخاطر الخدم الكفار

لقد سبب استخدام الخدم من المشاكل العديد والعديد..

وفتح أبواب شر كثيرة لا حصر لها، حيث تعود كثير من الناس على حياة الترف، فأدى به ذلك إلى الكسل والخمول والدعة وحرم الجيل الجديد، من ذكور وإناث، من التعلم بمدرسة البيت والتدرب في ميادينه المختلفة على سائر الوظائف العائلية التي سيلتزمون أو يلزمون بها مستقبلا عند الاستقلال. ففقد الكثير منهم الجد والحزم حتى في أموره الخاصة.. ولم يتقنوا واجباتهم الحتمية، وربما كان ذلك كله من أسباب العزوف عن الزواج أو فشله بعد حصوله. كما أدى ذلك إلى تضييع الأوقات الكثيرة والثمينة في قراءة القصص الهابطة أو مشاهدة الأفلام التي تقتل الغرائز الخيرة، وتهدم الغيرة، وتزيل القيم والأخلاق العالية. وتزداد المخاطر.. وتعظم المشاكل إذا كان الخدم من الكفرة غير المسلمين. ومن مساوئ استخدام الخدم الكفار:

1. إن استخدامهم وسيلة للاحتكاك والاختلاط بهم.. وهذا يورث مودتهم وإلفهم والأنس بهم.. وذلك يناقض ملة إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام.. فملة إبراهيم البراءة من الكفار وبغضهم وإعلان العداوة عليهم حتى يؤمنوا بالله وحده {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده } وملة محمد صلى الله عليه وسلم كذلك {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}.سورة الفتح ، آية 29

2. إن في استخدام الكافر طمأنينة إليه، وثقة به وكيف يكون ذلك والله تعالى يقول: }كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون { سورة التوبة ،آية 8

ويقول سبحانه: } إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون { سورة الممتحنة ، آية 2

فالثقة بالكافر والطمأنينة إليه التي وصلت ببعض الناس إلى حد توليته لشئون النساء، وتربية الأطفال، وحفظ الأموال والثناء عليه في كل مناسبة.

إن كل ذلك محاداة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم قد يقع الإنسان في شؤمها في لحظة أو أخرى في دينه أو نفسه أو محارمه أو ماله.. ولذلك لما علم عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن لدى أحد عماله كاتبا نصرانيا انتهره وتلا عليه. قوله تعالى: } يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين { سورة المائدة، آية 51.

3. إن في استخدام الكافر دعما ماديا ومعنويا للكفرة وتقوية لشوكتهم، خصوصا في البلاد التي تعيش فيها الأقليات المسلمة عيشة قاسية ويلاقون على أيدي الكفار المجرمين ألوانا من الاضطهاد والتشريد والقتل والتنكيل والإبادة الجماعية، لا لشيء إلا لأنهم مسلمون قالوا ربنا الله.

وغالب هؤلاء الخادمات والسائقين هم من بلاد يضطهد فيها المسلمون يقينا، ومنذ سنين طويلة، كالهند والفلبين وأريتريا وغيرها أو هم على دينهم.. ولو لم يكونوا من بلادهم فإن أئمة الكفر يجتمعون على حرب الإسلام والمسلمين في كل مكان،وما الإبادة الجماعية للمسلمين في يوغسلافيا وكوسوفا ببعيد عنا.

4. فتنة الاغراء والاغواء التي قد تحصل من الخادمات للرجال في البيوت وخصوصا الشباب منهم.. بوسائل التزين والخلوة وتتوالى القصص في أسباب انحراف بعض الشباب. والسبب دخلت عليه أو انتهز خلو البيت فجاء إليها. وبعضهم يصارح أهله ولا من مجيب.

وتترك النار بجانب الوقود، والوضع هو لم يتغير.. ولقد وصل الأمر أيضا ببعض الخادمات إلى نقل الشذوذ لبعض الفتيات في البيوت.

5. نقل معتقدات كفرية إلى الأطفال من الخادمات الكافرات كالنصرانيات والبوذيات.. وقد وجد أطفال في البيوت يؤشرون بعلامة التثليث على الرأس وجانبي الصدر.. كما يرون النصرانية تصلي فيصلون مثلها. وتقول للطفل هذه الحلوى من المسيح.. ويرى الطفل الخادمة تصلي إلى تمثال بوذا.. وأخرى تحتفل " بأعياد قومها، وتنقل الفرح بذلك إلى أطفال المسلمين فيعتادون المشاركة في أعياد الكفرة.

وعجبا لأمر بعض الرجال الذين نبذوا الشرع وآدابه وأحكامه وحرموا ثمرة العقل من البصيرة والاحتياط فسمحوا لهؤلاء السائقين من الكفار الذين هم أضل سبيلا من الأنعام أن يمازحوا نساءهم في الخلوات والجلوات، والدين لم يسمح بهذا لأطفالهم في جميع الحالات، إذ أمر سبحانه بأن يستأذنوا في بعض الأوقات: } يا أيها الذين أمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث عورات لكم { سورة النور،آية 58.

فإذا كان الله عز وجل لا يسمح للأولاد أن يروا النساء في أوقات التي هي مظنة التساهل في الستر، لئلا ينقش في ذهن الولد ! رؤية العورات ما يشتغل به خياله، وتسوء في الآداب حاله. كيف يسمح لهؤلاء الأشرار من الكفار بما لا يسمح به الشرع للأطفال الصغار.

ثم إن هؤلاء السائقين الذين مكنوا من الخلوة بالمرأة بشر قد فسدت فطرتهم وماتت ضمائرهم، وعدمت نوازع الخير فيهم- إلامن شاء الله- لأنهم جاءوا من بلاد تحكم بالقوانين الوضعية المفسدة للعقائد والأخلاق والفضائل والقيم، ولذلك ظهرت الفواحش في مجتمعاتهم وانتشرت الرذيلة فيما بينهم حتى أصبحت شيئا مألوفا بينهم وجزءا من حياة الكثيرين منهم، ألفوها ونشأوا عليها.. حتى شب عليها الصغير وشاب عليها الكبير .

إن الفرد الذي ينشأ في ذلك المجتمع ويترعرع فيه لا يؤتمن على أعراض المسلمات، فما الذي يمنعه من الانقضاض على فريسته وممارسة ما اعتاده إذا خلا له الجو وسنحت له الفرصة.

هل يغني الطرد أو الجزاء الرادع أو الندم إذا هتك العرض وشاعت الفاحشة وظهر الخزي والعار.

إن حدوث هذا الأمر الخطير ليس ببعيد لمن لم يعتبر بمواعظ القرآن وضرب بسنة النبي صلى الله عليه وسلم بعرض الحائط.. فعصاه جهارا نهارا بحجة أن السائق أمين، أو لا يمكن الاستغناء عنه أو غير ذلك من الأعذار والحجج التي هي أوهى من نسج العنكبوت.إن القصص والأخبار التي تنذر بخطر أولئك الكافرات والكفرة من الخدم تقدم العبرة والعظة لكي يفيق المسلمون من غفلتهم ويدركوا حجم الخطر القابع بينهم.

إن مخالطة الكفار من هؤلاء ودوام معاشرتهم والارتياح لخدمتهم والرضا بما هم عليه من منكر الكفر وما دونه، يعني إقرار المنكر وعدم تغييره والموافقة لهم على ما هم عليه من الباطل.

فكيف يرضى مسلم صحيح العقيدة بمعاشرة من يعلن الشرك والكفر في بيته وقد قال عليه الصلاة والسلام "من جامع المشرك- أي اجتمع معه وسكن معه فإنه مثله " رواه أبو داود،.

وقال عليه الصلاة والسلام " أنا بريء من مسلم يقيم بين ظهراني المشركين "رواه أبو داود،. وهذا كما يصدف على من أقام في بلاد الكفار، ولم يظهر دينه ولم يهاجر إلى بلد الإسلام فإنه يصدق على من جعل المشرك والمشركين من النصارى والوثنيين يقيمون معه في بيته يأكلون معه ويشربون ويتصبح بهم ويتمسى وهم على ما هم عليه من ضلال وباطل.

وفي الأثر: من جالس صاحب بدعة فقد مشى في هدم الإسلام ، ألا يكفي أن إحدى الطالبات في السنة الأولى سألت معلمتها: كم إلها لنا؟ فأجابتها المدرسة ليس لنا إلا إله واحد هو الله تعالى. فردت الطالبة لكن خادمتنا تقول: إن هناك ثلاثة الهة: الله ومريم وروح القدس.

إن الخادم الكافر معروف خطره.. فغالبهم لا يأتون إلا بهدف التنصير.. والعجب كل العجب ممن يشترط أن يكون الخادم أو الخادمة من الكفرة، وليس من المسلمين فهؤلاء القلة- هداهم الله يقولون حتى لا يضيع الوقت في الصلاة أو الصيام- سبحان الله العظيم.. هؤلاء من ينتسبون إلى الإسلام قولا..! لقد أصبحت الصلاة وغيرها من شعائر الدين في نظرهم مضيعة للوقت.. هكذا وصل تفكير البعض من المسلمين.

كما أن تفضيل الكافر على المسلم مناقض لعقيدة "الولاء والبراء" وهذه من أهم عقائد الإسلام.

ولقد ذكر أحد العلماء في مسألة اختيار الكافر عند الاستقدام وتفضيله على المسلم وإدخاله بلاد المسلمين، خاصة الجزيرة العربية أن هذا أمر خطير ومنكر كبير، لما يترتب عليه من مجالسة ومؤانسة ومؤاكلة ومشاربة واطمئنان إليه، وثقة به.. وذلك يفضي إلى موالاة الكافر ومحبته.. وهذا من أعظم الكبائر، ومن أسباب التوالي المحرم شرعا. فالله تبارك وتعالى قد حذرنا من موالاة الكفار، ونهانا عنها، وزجرنا عنها بأساليب كثيرة ومناسبات مختلفة...

والخدم من الكفرة لهم خطر أشد وأعظم ويتمثل ذلك في- أن بعضهم ما أتى إلا لهدف، ألا وهو التنصير.. ويطبقون هذا على الأطفال. خاصة، فأولئك الأبرياء المفطورون على التوحيد والإخلاص ونتيجة لتفريط وإهمال الوالدين في إدخال أولئك الكفرة للمنازل من أي ملة كانوا، فأمة الكفر واحدة.. وإن تعددت مذاهبهم وأديانهم، ونحكمهم بتلك اللبنة الطرية المفطورة على الإخلاص .. فهؤلاء الكفرة يريدون إحلال الوثنية محل التوحيد والإخلاص ويتمثل هذا في كرههم لأهل الحق.

ولعل أطرف ما نذكره كدليل على خطورة المربية الأجنبية غير المسلمة على أطفالنا هو ما قالته إحدى المربيات الأجنبيات بعد أن أسلمت "ضروري أن أتوقف كثيرا أمام ظاهرة وضع مربية غير مسلمة قادمة من مجتمع نصراني ذي عادات وتقاليد مختلفة.. ونصيحتي لكل بيت أن تكون الأم هي المسئولة الأولى عن تربية الأطفال ومراقبتهم بصورة مستمرة. فصدقوني لا يوجد عمل خارج البيت يستحق أن تترك المرأة من أجله تربية أطفالها، لا يوجد ما يعوض انحراف طفل. يهون كل المال الذي تجنيه المرأة من عملهما خارج البيت أمام كل ذلك ".

ويقول رجل مجرب حول تأثير الخادمة على عقيدة أهل البيت"من خلال تجربتي تبين لي أن الخادمة غير المسلمة لها دور خطير في البيت المسلم، فهي تستطيع أن تغير منه الشيء الكثير وكم سمعت أن بعض الأشخاص الذين استقدموا خادمات غير مسلمات ندموا على ذلك أشد الندم.. حيث استطاعت الخادمة تغيير أفكار الأطفال وتعليمهم أمورا لا يجيزها الشرع وترسيخ عقائد يرفضها الإسلام.. وقد يمتد تأثيرها إلى ربة البيت وبناتها بما تعلمهن من موديلات وتصميم أزياء يحرمها الشرع، ويعظم فساد هذه الخادمة إذا وجدت بيتا له من الإسلام اسمه فقط، لا يعرف أهله معروفا ولا ينكرون منكرا.

فللخادمة، والحالة هذه، دور عجيب ومجال رحب في تخريب تلك الأسرة. وعلى النقيض عندما يكون ذلك البيت إسلاميا سالكا منهجه المستقيم وصراطه المستقيم.
الؤلؤة البراقة
أمهات مع وقف التنفيذ



إن اتكال ربة البيت على الخادمة في تربية الأطفال خطير جدا بكل ما تحمله الكلمة، لأن هذه الخادمة تبث في نفس الطفل كل ما تريده سواء بحسن ظن أو بسوء ظن.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء " رواه البخاري،.

لأن الخادمة أتت من بلادها محملة بكل شيء حسب نشأتها.

وقد تكون هذه الخادمة ليست مسلمة بل تنتمي لديانات أخرى، مثل أن تكون نصرانية أو وثنية. والطفل لا يملك إلا أن يتشبث بهذه المعتقدات، ظنا منه أن هذا هو الذي يتبع، وطالما هي المسئولة عن أكله وشربه ونومه وغسيل ملابسه ومداعبته وحبها له، فإنه من الطبيعي ألا يعصي لها أمرا على الإطلاق. ولو أمره أبوه أو أمه لا يطيعهما، لأنه لا يعرف إلا هذه الخادمة التي يستيقظ في الصباح على صوتها وصورتها وينام على هذه الحالة.

إن المرحلة الأولى في حياة الطفل من أحرج المراحل وأصعبها، لأنه كما يقال العلم في الصغر كالنقش على الحجر. فينشأ هذا الطفل على هذا الحال المخزي، وبعد هذا الوقت يندب الوالد والوالدة حظهما، إذا استيقظا من سباتهما العميق. وهنا نشير لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "علم ابنك سبعا وداعبه سبع واصحبه سبعا".

إن المرأة الحصينة ذات التطلعات إلى الأعلى من حيث إسعاد زوجها ومعرفة تربية أطفالها ومعرفة شئون بيتها هي التي تؤدي كل ذلك على الوجه الأكمل.

إن الزوجة التي تتخلى عن مسئوليتها تجاه أطفالها وزوجها وشئون بيتها، لم تستفد من ذلك إلا الماسي والضياع وافتقاد الحنان والجفوة بينها وبين زوجها وأولادها.

نعم إنها أوكلت كل شيء للخادمة، حتى أصبح الأطفال لا يرون أفضل ولا أجمل لديهم من هذه الخادمة.

نعم إن هذه الزوجة قد ارتكبت خطأ جسيما في حق نفسها وزوجها وأطفالها، بل ومجتمعها الذي تعيش فيه وقد تدفع هذه الزوجة الثمن غاليا حين تكون النتيجة أن تفسد الخادمة عليها زوجها وتحدث بينهما مشكلات تؤدي إلى طلاقها ناهيك عما يلحق بالأولاد من ضرر ومخاطر جسيمة على دينهم وعقيدتهم وسلوكهم.

أما آن الأوان لكي تفيق الأمهات من سباتهن العميق لرعاية وحماية زينة الحياة الدنيا بل وحماية حياتهن واستقرارهن النفسي والعاطفي بدلا من البكاء على الأطلال؟

· وقد قامت إحدى الباحثات المختصات بتطور الطفل وحياة الأسرة، بدراسة تحت عنوان " أمهات مع وقف التنفيذ" وأشارت هذه الدراسة إلى أن 70% من مشاكل الطفل والمراهقة النفسية ناتجة عن هروب الأم من مسئوليتها تجاه أبنائها. وأن ابتعاد الأم يقف كالسور العالي، يمنع الأبناء من التقدم نحو مزيد من الصداقة مع والدتهم.

وفي تحقيق أجرته جريدة المدينة بتاريخ 28 رجب 1419 هـ العدد 12995 في أوساط الشباب والشابات للنظر عن قرب في العلاقة بين الأبناء والأمهات وما تأثير هروب الأم على النشأة والتكوين النفسي والتحصيل الدراسي.

· وتقول طالبة بالثالث متوسط "يؤسفني الأسلوب الجاف الذي تتطبع به أمي.. فهي خالية من المسئولية، فالأبناء مسئولية الخادمة والمريض الطبيب يشرف عليه ودور الأم فقط هو دفع المقابل المادي، والطالب المدرس الخصوصي يحضر له يوميا ليراجع له والأم تدفع الرسوم.. أما الأب فهو دائم السفر لا نراه إلا نادرا إنني أعاني من فقر عاطفي ولم تستطع الاغراءات المادية التي تحيطني بها والدتي من سد تلك الثغرة. فالفقر كما ترى ليس قلة المال وإنما انعدام العواطف.. إنني لم أتذكر يوما تحدثت مع والدتي حديثا خاصا أو تشاورنا أو تناقشنا في حل مشكلة.