فوتشيني
فوتشيني
ومن أهم التطورات الحديثة التي وقعت في الفكر والدراسات والبحوث المتعلقة بالنمو العقلي للطفل وبشكل خاص من المنظور النمائي لجان بياجيه ما قام به بعض علماء نفس الطفل والتربية المعاصرين من وضع تصورات حول أهم المفاهيم والعمليات العقلية اللازم إكسابها للأطفال عند مختلف المراحل والأعمار، هذا بالإضافة للكم الهائل من البرامج التنموية التي صممت وأعدت وطبقت اعتماداً على نظرية جان بياجيه بهدف إكساب الأطفال هذه المفاهيم والعمليات والإسراع من معدل نموهم العقلي. ويهمنا هنا الإشارة لأحد التطورات الهامة التي حدثت في هذا المجال والتي طورها تشالس بارمان في عام 1990 (Barman, 1990) وأطلق عليها دورة التعلم The Learning Cycle، والتي حدد فيها المراحل المختلفة اللازم المرور بها لإكساب الأطفال المفاهيم العقلية الأساسية أو بناء المفاهيم لديهم. ويطلق بارمان على المراحل الثلاث لدورة بناء أو تعلم المفاهيم ما يلي :
* مرحلة الاستطلاع، Exploration
* مرحلة إدخال المفاهيم، Concept Introduction.
* مرحلة تطبيق المفاهيم، Concept Application(10).

وقد طبقت دورة التعلم في العديد من الدراسات والبحوث والبرامج التنموية التي كان هدفها الأساسي إكساب الأطفال المفاهيم العقلية الأساسية أو بناء المفاهيم لديهم. ولذلك يعتبرها كثير من العلماء المتخصصين في هذا المجال من أهم استراتيجيات التدريس التي تم استلهامها من نظرية بياجيه وتطبيقها في مجال التربية بشكل عام وتدريس العلوم والرياضيات على وجه الخصوص خلال مختلف المراحل التعليمية.
بالإضافة إلى ذلك كشف تتبع الدراسات الحديثة في مجال النمو العقلي للأطفال عن كم لا حصر له من الدراسات والبحوث الحديثة التي حاولت أو تصدت أو كان هدفها الأساسي السعي لتنمية تفكير الأطفال وإكسابهم مختلف المفاهيم والعمليات العقلية وبشكل خاص المفاهيم الأساسية اللازم اكتسابها خلال مرحلة الطفولة المبكرة. ومن بين أهم هذه البرامج وأحدثها برنامج الأنشطة العملية لتعليم المفاهيم الذي أعدته سيسل هوفجارد وفريق العمل بالمعهد النرويجي للتربية الخاصة، Practical Activities for Teaching Concepts(11).
وهو البرنامج الذي سيعرض بالتفصيل ضمن الجهود النرويجية في مجال التربية المبكرة(12).
وقبل الانتهاء من عرض المعلومات المتعلقة بمعالم وخصائص النمو العقلي المعرفي للأطفال يلزم الإشارة إلى أنه تتوفر في البيئة العربية عدة مقاييس مقننة لقياس مستوى النمو العقلي للطفل. فبالإضافة لمقاييس النمو النفسي للأطفال سن ما قبل المدرسة، سواء المقياس الذي أعد في مصر أو في الكويت واللذان سبقت الإشارة إليهما مراراً وإلى أن كلاً منهما يحتوي على مقياس فرعي حول النمو المعرفي للطفل وأنه بإمكان الأخصائي النفسي بل ومعلمي هذه المرحلة بعد الحصول على التدريب الكافي والملائم تطبيق هذه المقاييس الفرعية والاعتماد عليها على الأقل كمؤشرات وتقدير تقريبي للنمو العقلي للطفل يساعد على اكتشاف التأخر عنده، وهناك عدد من المقاييس الأخرى. من أهم هذه المقاييس :
* (اختبار التفكير المنطقي، حسن حسين زيتون، 1982).
* و(اختبار مراحل بياجيه، حسن حسين زيتون، 1986).
* (اختبار النمو العقلي للأطفال، عادل عبدالله محمد، 1989).
* (اختبار التفكير الصوري، سيد محمد الطواب، 1991).
* (اختبارات جان بياجيه بالمنهج شبه المقنن، اختبارات ثبات العدد، ليلى كرم الدين، 1988).
* و(اختبارات ثبات الكم، ليلى كرم الدين، 1989).
* وغيرها.

وسوف يُكتفى بالقدر السابق من المعلومات حول معالم النمو العقلي للطفل والخصائص العقلية التي تميز تفكيره خلال مرحلة الطفولة المبكرة. ويمكن مناقشة تفاصيل هذه الخصائص وأهم ما يلزم القيام به للتغلب على محددات نمو هؤلاء الأطفال، وكذلك أهم المفاهيم والعمليات العقلية التي تتوفر لديهم وأفضل الأنشطة والخبرات والألعاب والبرامج التي يمكن أن تساعد على تنمية هذه المفاهيم وإكسابها للأطفال خلال مختلف جلسات العمل بالورشة.

د) النمو الاجتماعي والانفعالي للطفل ونمو شخصيته خلال مرحلة الطفولة المبكرة :
بسبب ضرورة الاختصار بالإضافة للارتباط الوثيق لنمو الأطفال في مجالات النمو الباقية وأهمها المجالات التي حددت أعلاه ستتم معالجة أهم معالم وخصائص نمو الأطفال خلال مرحلة الطفولة المبكرة في جميع هذه المجالات مجتمعه في هذا الموضع.
وقبل التطرق لأهم معالم وخصائص النمو الاجتماعي والانفعالي والمتكامل للأطفال خلال مرحلة الطفولة المبكرة قد يكون من المفيد أن نوضح هنا أن معرفتنا لهذه الجوانب ترجع في حقيقة الأمر لمساهمات عدد من المدارس والأطر النظرية التي ترتبت عليها ومن أهمها على الإطلاق مدرسة التحليل النفسي سواء المدرسة الكلاسيكية التي أرسى أساسها سجموند فرويد Freud, S.، والتي وإن كانت قد بالغت في الاهتمام بالعوامل البيولوجية والغريزية في النمو الانفعالي ونمو شخصية الطفل بشكل عام، فإن الفضل يرجع لهذه المدرسة في التأكيد على أن أساس شخصية الإنسان يرسو خلال الأعوام القليلة الأولى من عمره واعتبار هذه السنوات حاسمة وخطيرة في بناء شخصيته طوال حياته، وهو رأي يتفق عليه اليوم الصعيد الأعظم من علماء نفس الطفل والنمو النفسي(13).
إلا أن التطورات الأحدث والتي وقعت في تيار أو مدرسة التحليل النفسي سواء على يد أتباع فرويد وتلاميذه المبكرين ممن أطلق عليهم الفرويديون الجدد، NeoFreudians أو من المعالجين النفسيين الأكثر معاصرة من أمثال إرك إركسون، Erickson وسلفان Sullivan وروجر Roger وغيرهم، الذين يطلق عليهم مجتمعين المدرسة الاجتماعية النفسية، The Sociopsychological School قد أكدوا على أهمية وخطورة العوامل الاجتماعية والبيئية في تشكيل شخصية الإنسان وأعطوها دوراً إن لم يزد عن دور العوامل البيولوجية والغريزية فعلى الأقل يكون مساوياً له.
هذه المدرسة وهذا التيار قد أرسى الأساس المبكر لعلم النفس الاجتماعي الذي أدت التطورات الأحدث فيه إلى التأكيد على الدور المحوري الهام للأسرة وباقي المؤسسات الاجتماعية في عملية التنشئة الاجتماعية، Socialzation أو التطبيع الاجتماعي للأفراد في بناء شخصية الطفل بل وشخصية الفرد طوال حياته.


يتبع
فوتشيني
فوتشيني
على اساس ما تقدم فإن معالجة معالم وخصائص النمو الاجتماعي والانفعالي للطفل وبناء شخصيته تتطلب الإطلال السريع على النقاط التالية :
1. بناء أساس شخصية الطفل خلال مرحلة الطفولة المبكرة.
2. خطورة تحقيق الارتباط المبكر، Early Attachment بين الطفل ووالدته أو من يرعاه لتحقيق بناء نفسي سوي.
3. الحاجات الأساسية لأطفال مرحلة الطفولة المبكرة.
4. الاتجاهات والممارسات الوالدية ودورها في بناء شخصية الطفل.
5. تكوين مفهوم الذات Self-Concept عند أطفال مرحلة الطفولة المبكرة.
6. الذهاب لدار الحضانة أو الروضة أو المدرسة كموقف فطام نفسي للطفل وأثر تغير مصدر السلطة والعلاقات بالرفاق على شخصية الطفل.
7. أهم المشكلات السلوكية والنفسية التي يتعرض لها أطفال مرحلة الطفولة المبكرة وسبل مواجهتها والتغلب عليها.
8. نمو الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، سبل اكتشافهم وضرورة التدخل المبكر حيالهم خلال مرحلة الطفولة المبكرة.
ونقدم فيما يلي نبذة مختصرة حول كل من النقاط السابقة مع إحالة السادة الحضور إلى عدد من الكتابات والمؤلفات والمقالات المبسطة التي تتوفر باللغة العربية حول جميع هذه النقاط.

1. بناء أساس شخصية الطفل خلال مرحلة الطفولة المبكرة
من المتفق عليه بين جميع أساتذة علم نفس الطفل والتحليل النفسي وعلماء النمو النفسي والتربية بشكل عام أن أساس شخصية الطفل يوضع خلال السنوات القليلة الأولى من عمره وأن ذلك يتم نتيجة للتفاعل والتكامل بين ما يولد الطفل مزودا به من قدرات واستعدادات وبين ما يتعرض له خلال السنوات القليلة الأولى من عمره من معاملة وخبرات وبشكل خاص من أسرته(14) أو بديل الأسرة في حالات الضرورة.
ويطلق العلماء المعاصرون على هذا التفاعل والتكامل بين دور العوامل الوراثية والعوامل البيئية مصطلح، " Gene-Environment Interaction"، أي التفاعل بين الاستعدادات الوراثية والعوامل البيئية التي تحيط بالفرد.
وتؤكد مختلف المدارس والأطر النفسية سواء في مجال علم نفس النمو أو التحليل النفسي وغيرها على أنه لو تم وضع الأساس القوى السليم لشخصية الطفل خلال مرحلة الطفولة المبكرة يكون الطفل في هذه الحالة قادراً على مواجهة كافة ما يتعرض له ويواجهه من صعوبات ومشكلات وتحديات وضغوط خلال المراحل التالية، أما إذا كان هذا الأساس هشاً ضعيفاً محملاً بصراعات ونقاط ضعف نتيجة لتعرضه للخبرات المؤلمة في الصغر فإنه لن يستطيع مواجهة هذه الصعاب والضغوط وسيكشف خلال المراحل التالية من حياته عن مشكلات سلوكية واضطرابات انفعالية مرضية وفقاً لمدى ضعف البناء النفسي وشدة الضغوط التي يتعرض لها الفرد(15).

2. خطورة تحقيق الارتباط المبكر بين الطفل والأم أو من يرعى الطفل لتحقيق بناء نفسي سوي(16)
هناك تراث غزير من الدراسات والبحوث سواء في مجال علم النفس بشكل عام أو في تراث التحليل النفسي والدراسات الإكلينيكية التي تؤكد على أن حصول الطفل الإنساني وربما كافة الكائنات وبالذات الثدييات على حد أدنى من حب الوالدين أو من يرعى الطفل في المراحل المبكرة من عمره (من الميلاد وحتى بلوغ خمس سنوات في حالة الطفل الإنساني) هو أساس كل ما يستطيعه في المراحل التالية من عمره من علاقات إنسانية حميمة. كما بينت تلك الدراسات والخبرات الاكلينيكية أن الحرمان من هذا الحب المبكر والارتباط العاطفي الحميم هو في حقيقة الأمر من أهم الأسباب وراء الصعيد الأعظم من المشكلات السلوكية والاضطرابات النفسية التي تعاني منها المجتمعات المعاصرة.
فالحاجة للحب والحنان وإقامة علاقة حميمة آمنة مطمئنة مبكرة بين الطفل ومن يرعاه وهو ما يطلق عليه "الارتباط المبكر، Early Attachment" من الصغر حاجة إنسانية فطرية أساسية لا يمكن إهمالها وإهمال إشباعها وإلا اضطربت الشخصية وأعيق نموها. لذلك يعتبر هذا الارتباط المبكر حجر الزاوية في الصحة النفسية للإنسان.
بالإضافة إلى ذلك بينت دراسات يصعب حصرها سواء في تراث علم النفس أو التحليل النفسي أن هذا الارتباط المبكر بين الطفل والأم أو بديلها في رعاية الطفل يرتبط ارتباطاً كبيراً بالنمو النفسي للطفل بمختلف جوانبه (النمو الجسمي والعقلي واللغوي والانفعالي والاجتماعي)، وأشارت هذه الدراسات إلى أن نمو الطفل في جميع هذه المجالات لا يسير سيراً طبيعياً سويا ما لم يتمكن الطفل من إقامة هذه العلاقة الحميمة الدافئة الآمنة مع الأم أو بديلها.
بل إن هناك دراسات أجريت على الحيوانات كالقطط والقردة وغيرها تبين أن الحرمان من الأم وحبها في السن الصغيرة (قبل بلوغ عام) يؤدي إلى ذبول الصغار واضمحلالهم وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الموت.

ج) الحاجات الأساسية لأطفال مرحلة الطفولة المبكرة
من بين الجوانب الهامة للنمو النفسي للأطفال اللازم الاهتمام بها ومراعاتها عند التوجه للأطفال لرعايتهم وتنشئتهم وتعليمهم وتنميتهم، الحاجات النفسية الأساسية للأطفال في مختلف مراحل نموهم النفسي.
وقد قام علماء النمو النفسي بتحديد أهم الحاجات النفسية للأطفال خلال مرحلة الطفولة المبكرة على النحو التالي :
1. الحاجة إلى الأمن.
2. الحاجة إلى الحب والحنان والتواصل الوجداني.
3. الحاجة إلى الانتماء والقبول الاجتماعي.
4. الحاجة إلى احترام الذات وتقديرها.
5. الحاجة إلى الاستطلاع والمعرفة والفهم.
6. الحاجة إلى النجاح والانجاز.
7. الحاجة إلى اللعب والحركة.
8. الحاجة إلى المرح والفكاهة.
ومن الجدير بالملاحظة أن من أهم الأدوار اللازم على الأسرة القيام بها هو السعي بكافة السبل والطرق والوسائل لتحقيق حاجات الأطفال عند مختلف المراحل وبشكل خاص خلال مرحلة الطفولة المبكرة، ومن أهمها الحاجة للحب والحنان والاطمئنان والثقة اللازمة لتحقيق الارتباط المبكر السابق الإشارة إليه.
بالإضافة إلى ذلك يكون على جميع المسؤولين عن تربية الطفل وتعليمه وتثقيفه والترفيه عنه السعي بكافة الطرق والسبل لاستثارته والاستفادة من الحاجة للاستطلاع والمعرفة والفهم (حب الاستطلاع الفطري لدى الأطفال) وتنميته لما يخدم اكتساب الأطفال لمختلف المهارات والمفاهيم اللازمة لنموهم النفسي المتكامل.
ومن الجدير بالملاحظة أن جميع هذه الحاجات وغيرها من الحاجات النفسية قد عولجت باستفاضة وتوسع في مختلف الكتابات النفسية سواء كتب علم النفس العام أو علم نفس النمو. ومن أهم المراجع والمصادر التي يمكن الرجوع لها للتعرف على جميع التفاصيل والمعلومات المتعلقة بالأنواع المختلفة من الحاجات النفسية للأطفال عند مختلف مراحل تطورهم، المراجع والمصادر التالية : محمد عماد الدين إسماعيل، 1989، هدى قناوي، 1988 و1989، حامد زهران، 1977.

د) الاتجاهات الوالدية والممارسات الوالدية ودورها في بناء شخصية الطفل(17)
فيما يختص بالاتجاهات التي يتبناها الوالدان والممارسات والاساليب التي يقومان بها لتحقيق عملية التنشئة الاجتماعية أو التطبيع الاجتماعي للأطفال، وهي تلك الاتجاهات والأساليب والممارسات التي تتعلق بالمعاملة الوالدية للأطفال على وجه العموم وتلك التي ترتبط بضبط السلوك، Disciplinary Procedures بصفة خاصة وغرس القيم والعادات والاتجاهات السائدة في المجتمع لدى الأطفال، فيمكن تحديدها على النحو التالي :
بالنـسبة للـممارسات الـتي يـقوم بـها الـوالدان خـلال المـراحل المبكـرة مـن عـمر الـطـفل وهـي المـمارسات التـي تهـمنا فـي هـذه الـدراسة والـتي يطلق عليها، أسـاليب الـتنشئة المـبكرة للطـفل، Child Rearing Practices فقـد قـاـم علماء النفس بتصنيفها إلى ثلاثة تصنيفات أو أنواع أساسية لكل منها بُعدان على النحو التالي :
1. الحب مقابل العداء ويتميز البعدان في هذا النوع من المعاملة بالتقبل والاستحسان واستخدام المكافأة والثناء والتفاهم في مقابل العقاب البدني والزجر والنقد والتهديد وكراهية الطفل.
2. التسلط والتحكم مقابل التسامح ويتميز باستخدام أساليب قاسية تقيد حرية الطفل وتكبله ولا تتقبل أخطاءه وتعاقب عليها في مقابل السماح بقدر مناسب من الحرية واتخاذ القرار من جانب الطفل والتسامح بقدر معقول فيما يقوم به الطفل من أخطاء.
3. العلاقة الهادئة في مقابل القلق الانفعالي ويتميز بعدا هذا الاتجاه عن طريق التدليل والحماية الزائدة والقلق المبالغ فيه في مقابل النظرة الهادئة الموضوعية لنمو الطفل.
ومن الجدير بالملاحظة أنه بسبب أهمية النوع الأول من الممارسات الوالدية وخطورته على التوافق النفسي والصحة النفسية للطفل، قام رونر Rohner في الثمانينيات بتطوير نظرية حديثة في التنشئة الاجتماعية على أساس بعدي القبول والرفض الوالديين أطلق عليها اسم : "نظرية القبول والرفض الوالدي" "Parental Acceptance and Regection Theory (PART)"(18).
وتحاول هذه النظرية تحديد العوامل المرتبطة بالقبول والرفض الوالدي وتفسير هذه الظاهرة والتنبؤ ببعض مستتبعاتها وبصفة خاصة تلك الخصائص والسمات التي يمكن أن تترتب على القبول والرفض الوالدي.

وقد أثارت هذه النظرية عددا كبيراً من الدراسات والبحوث الهامة التي حاولت الكشف عما يمكن أن يترتب على الرفض الوالدي من مشكلات سلوكية واضطرابات انفعالية ومن أمراض نفسية وانحرافات.
ومن أهم ما كشفت عنه نتائج هذه الدراسات أن شعور الأطفال برفض والديهما أو احدهما يؤدي إلى العديد من المشكلات من أهمها كافة أشكال الاضطرابات السلوكية وكثير من الأمراض النفسية. كما يمكن أن يؤدي هذا الرفض للانحرافات السلوكية والسلوك المضاد للمجتمع والسيكوباتية. وأخيراً بينت بعض الدراسات أن هذا الرفض يؤدي لإصابة الأبناء بالاكتئاب الذي قد يؤدي بهم إلى الإدمان(19).


يتبع
فوتشيني
فوتشيني
أما بخصوص الممارسات التي يقوم بها الوالدان لضبط سلوك الطفل خلال المراحل اللاحقة ومدى إتصافها بالسواء أو عدم السواء، فقد قسمها علماء النفس إلى نوعين عريضين على متصل واحد يقع عند أحد حديه الأساليب السوية وعلى حده الآخر الأساليب غير السوية.
ويندرج تحت الأساليب السوية في التنشئة استخدام الأساليب التربوية والنفسية الصحيحة السوية مثل الإثابة والمدح والتفاهم والتشجيع وغيرها، واستخدامها بطريقة تكشف عن حب الطفل والاهتمام به. أما الأساليب غير السوية مثل العقاب البدني والزجر والذم والتهديد فهي تكشف عن إحباط الوالدين بسبب سلوك الطفل.
ومن أهم أساليب المعاملة الوالدية التي وجدت سائدة في المجتمعات العربية بشكل عام والمجتمع المصري على وجه الخصوص، الأساليب التالية :
1. الأساليب الوالدية السوية.
2. الأساليب الوالدية غير السوية ومن أهمها :
* التسلط.
* الحماية الزائدة.
* الإهمال.
* التدليل.
* القسوة.
* إثارة الألم النفسي.
* التذبذب.
* التفرقة(20).

وقد حاولت دراسات وبحوث عربية عديدة الربط بين أساليب المعاملة الوالدية السابق تحديدها، سواء الأساليب السوية أم غير السوية، وما يتصف به الأطفال والمراهقون والشباب من سمات، وكذلك مع ظهور الاضطرابات السلوكية والأمراض النفسية والانحرافات السلوكية بمختلف أنواعها بما فيها الإدمان.
وعلى الرغم من الصعوبات والمشكلات المنهجية التي تواجه الدراسات التي تحاول الربط بين أساليب المعاملة الوالدية وسمات شخصية الأبناء ــ وهي صعوبات ترجع دون شك إلى العديد من الأحداث التي تقع خلال مراحل النمو وكذلك إلى العديد من العوامل التي تتداخل ــ فإن استعراض نتائج جميع الدراسات التي أجريت يمكن من التوصل للاستنتاجات العامة التالية :

بينت نتائج الدراسات المبكرة أن الاتجاهات والممارسات الوالدية السوية ترتبط بالسمات التالية عند الأبناء :
* انخفاض العدوانية.
* انخفاض الاعتمادية غير المرغوب فيها.
* زيادة الميول الاجتماعية.
* ارتفاع مستوى نمو الضمير والأحكام الخلقية.
* الشعور بالذنب عند البعد عن المعايير المحددة للسلوك والانحراف عنها.
وقد ارتبطت الاتجاهات الوالدية غير السوية بالجانب السلبي لهذه السمات أو بعكسها.
وأشارت نتائج الغالبية العظمى من الدراسات العربية إلى ارتباط أساليب المعاملة الوالدية غير السوية (التسلط أو الحماية الزائدة أو الإهمال أو التدليل أو القسوة أو إثارة الألم النفسي أو التذبذب أو التفرقة) بالاضطرابات السلوكية بمختلف أنواعها. فقد ارتبطت بعض هذه الأساليب بالقلق (شنوده حسب الله بشاي، 1983) وبالعصابية (مصطفى أحمد تركي، 1974)، وبالمخاوف (ممدوحة سلامة، 1987)، كما ارتبطت بعض هذه الأساليب ببعض الأمراض النفسية (دراسة سعيد أبوالخير، 1989).
بالإضافة إلى ذلك ارتبطت الاتجاهات والممارسات الوالدية غير السوية بالانحرافات السلوكية، جناح الأحداث في دراسة (الصيرفي والغامدي والصياد، 1988) وأخيراً ارتبطت هذه الممارسات بالإدمان في دراسة (زيور، 1960) و(Soueif, 1975) وغيرها.

هـ) تكوين مفهوم الذات، Selfconcept عند أطفال مرحلة الطفولة المبكرة
يرتبط هذا المفهوم بعلاقة الطفل بأسرته وكذلك بالاتجاهات والممارسات الوالدية التي سبق شرحها وينتج عنها وعن الأساليب والطرق المختلفة التي يتعامل بها الطفل أولاً داخل نطاق أسرته، سواء مع الوالدين أو الإخوة وكذلك من علاقاته بالأقارب وربما الجيران ثم بعد ذلك من أساليب المعاملة وعلاقات الرفاق التي يقيمها داخل المؤسسات التربوية التي يتواجد بها خلال مرحلة الطفولة المبكرة (دار الحضانة أو روضة الأطفال أو السنوات الأولى بالمدرسة الابتدائية). ويعني هذا المفهوم : وضع الأساس الأول لصورة الطفل عن ذاته وهو ما يطلق عليه علماء نفس الطفل "صورة أو مفهوم الذات".
ويتم وضع هذا الأساس لمفهوم الطفل عن ذاته على أساس ما تلقاه الطفل من معاملة وما أقامه من علاقات وبشكل خاص داخل أسرته. ومن المعروف أن مفهوم الذات يمتد على متصل من المفهوم الإيجابي عن الذات المنجزة الفعالة المقبولة اجتماعياً إلى المفهوم السلبي عن الذات الذي يرى فيه الطفل نفسه ككائن غير منجز وغير ناجح وغير مقبول من الآخرين عبر درجات متوسطة بين طرفي هذا المتصل.
ويرجع الفضل في إعادة إحياء مفهوم الذات الذي كان سائداً في الدراسات النفسية المبكرة واعتراف علماء النفس المعاصرين بأهمية هذا المفهوم وخطورته ودوره الهام فيما يستطيع الطفل أن يحققه في جميع المراحل التالية من حياته وإمكانية دراسته دراسة علمية بل وقياسه إلى عالم النفس والشخصية كارل روجرز C. Rogers في نظريته الهامة عن الذات : "The Self Theory of Carl Rogers"(21).
وقد بين روجرز في نظريته أن مفهوم الذات أو الصورة التي يكونها الفرد عن ذاته ابتداء من مرحلة الطفولة المبكرة من خلال تفاعله مع البيئة المحيطة به وبشكل خاص أسرته يكون له أبلغ الأثر في صحته النفسية بل هو حجر الزاوية في هذه الصحة النفسية. وأضاف روجرز أن هذا المفهوم عن الذات سيؤثر تأثيراً كبيراً على علاقات الطفل وحياته المستقبلية بشكل عام وأن الإنسان يظل طوال حياته يسعى ويكافح ويجاهد ويكدح ليحقق ذاته، Self Actualization وبشكل خاص لتحقيق الأهداف والتوصل لمفهوم الذات المكتمل والصورة التي كونها عن نفسه مبكراً في حياته ومن تفاعل قدراته مع البيئة المحيطة به.
ومن الجدير بالملاحظة أنه تم بناء وتصميم العديد من المقاييس النفسية المقننة التي تمكن من قياس مفهوم الطفل عن ذاته بمختلف جوانبها سواء الذات البدنية أو الذات الأكاديمية أو الذات الاجتماعية أو الأخلاقية وغيرها من الجوانب.
هذا وقد تم تعريب وتقنين العديد من هذه المقاييس في البيئة العربية ومن أهم ما يصلح منها لمرحلة الطفولة المبكرة المقاييس التالية :
* (إبراهيم قشقوش، 1981)
* (طلعت منصور وآخرون، 1981 و1982)
* (عادل عز الدين الأشول، 1984)
* وغيرها.

و) الذهاب إلى دار الحضانة أو الروضة أو المدرسة كموقف فطام نفسي للطفل وأثر تغير مصدر السلطة والتعامل مع الرفاق على شخصية الطفل
من بين المواقف الخطيرة التي يلزم على من يرعى الأطفال الصغار أو ينشئهم أو يعلمهم أو يسعى لتنميتهم في مختلف جوانبهم أن يعرفها ويدرك الآثار الكبيرة والعميقة التي قد تتركها على شخصية الأطفال خلال مختلف مراحل نموهم التالية وبشكل خاص خلال مرحلة الطفولة المبكرة، موقف إلحاق الطفل بدار حضانة أو روضة أطفال أو أية مؤسسة تربوية أخرى بما في ذلك دخوله المدرسة. ومن أهم الأسباب وراء صعوبة هذا الموقف على الطفل وخطورته على بناء شخصيته كون هذا الموقف الجديد يشكل تغييراً جديداً وكبيراً على الطفل فيما يتعلق بتغير شكل السلطة المسؤولة عنه من جهة ومن جهة أخرى ضرورة تعامل الطفل مع رفاق جدد غير الاخوة والأقارب بهذه المؤسسة التربوية.
ويعتبر الصعيد الأعظم من علماء نفس الطفل والتربية المبكرة هذا الموقف الجديد موقف فطام نفسي ؛ وذلك لأن الطفل قبل ذلك كان يعتمد اعتماداً كبيراً وأساسياً على الوالدين وكان قد تعلم وعرف اتجاهاتهم وممارساتهم في تنشئته وضبط سلوكه، كما كان قد أقام علاقات اجتماعية متبادلة مع اخوته وبعض أقاربه وربما جيرانه، أما في هذا الموقف الجديد بالمؤسسة التربوية التي ألحق بها فيجد الطفل نفسه لأول مرة يحتاج للاعتماد على نفسه بصورة أكبر كما يجد نفسه مع شخصيات غريبة عنه ومسؤولة عن التعامل معه وضبط سلوكه أي صورة جديدة وغير معروفة للسلطة. كما يجد الطفل نفسه لأول مرة كذلك وسط مجموعة كبيرة من الرفاق الذين لا يعرفهم ولم يتعامل معهم من قبل.

ومن المتعارف عليه أن هذا الموقف الجديد يشكل صعوبة كبيرة لجميع الأطفال إلا أنه يشكل صعوبة أكبر للأطفال الذين حالت ظروفهم الأسرية دون إقامة علاقات الارتباط المبكر مع والديهم ولم يتصف الجو الأسري العام لهم بالدفء والحنان والثقة ولم يكونوا صورة إيجابية عن السلطة بشكل عام. مثل هؤلاء الأطفال يذهبون لهذا الموقف الجديد وهم محملون بمشكلات توافقية وقدر من عدم السواء النفسي. وقد بينت العديد من الدراسات والبحوث سواء الأجنبية أو العربية أن هذا الموقف الضاغط قد يترتب عليه العديد من المشكلات السلوكية والنفسية والاضطرابات الانفعالية لدى نسبة من أطفال مرحلة الطفولة المبكرة وبشكل خاص لدى الفئة التي لم تكون علاقات آمنة مطمئنه مع أفراد أسرهم.

ونظراً لأن هذه المشكلات ستعالج ضمن أهم المشكلات النفسية والاضطرابات السلوكية التي يتعرض لها ويمكن أن يعاني منها الأطفال خلال مرحلة الطفولة المبكرة في القسم
التالي مباشرة، سيكتفي هنا بمجرد الإشارة إلى أهم الإجراءات والممارسات والاستعدادات اللازم القيام بها مع جميع الأطفال الصغار قبل الإقدام على إلحاقهم باحدى المؤسسات التربوية المتوفرة لأطفال مرحلة الطفولة المبكرة.
وقد أكد جميع المتخصصين في الطفولة المبكرة وعلم نفس الطفل وأساتذة التربية أن هناك العديد من الإجراءات والممارسات والاستعدادات والخبرات اللازم القيام بها قبل إلحاق الطفل بأية مؤسسة تربوية خلال مرحلة الطفولة المبكرة(22).
كما بين هؤلاء العلماء أن مثل هذه الممارسات والاستعدادات يمكن أن تساعد الصعيد الأعظم من أطفال هذه المرحلة على تخطي صعوبة هذا الموقف والتصدي له وتمكنهم من التوافق معه والتكيف حياله بكفاءة ونجاح. إلا أن جميع هذه المصادر والمراجع قد أكدت على الدور الحيوي المحوري والأساسي والخطير لمعلمة هذه المرحلة التي ستشكل خلالها بديل الأم والأسرة ويكون عليها القيام بالعديد من المهام والمسؤوليات والالتزامات والواجبات إن أرادت ان تقوم بهذه المهمة خير قيام بعد توفر الإدارة الحكيمة المستنيرة للمؤسسة بطبيعة الحال.
ولذلك أكد جميع هؤلاء العلماء والمتخصصين أنه يلزم قبل التحاق معلمات هذه المرحلة بالعمل حصولهن على التأهيل اللازم أولا وكذلك على التدريب المكثف والمستمر والملائم سواء قبل الالتحاق بالخدمة، Preservice أو خلالها أو على فترات متقاربة خلال ممارستهن لهذا الدور الخطير الذي يتوقف عليه كل ما سيحققه الأطفال خلال مختلف مراحل تعليمهم القادمة من نجاح وإنجازات(23).

ز) أهم المشكلات السلوكية والنفسية التي يتعرض لها ويعاني منها أطفال مرحلة الطفولة المبكرة وسبل مواجهتها والتغلب عليها
لقد بذلت جهود كبيرة ومتواصلة في مختلف الدراسات التي أجريت حول مرحلة الطفولة المبكرة سواء على المستوى الدولي أو العربي للتعرف على أهم المشكلات السلوكية والنفسية وتحديد أبرز الاضطرابات الانفعالية التي يتعرض لها الأطفال خلال هذه المرحلة الهامة والخطيرة. وكان من الضروري إجراء كم معقول من الدراسات الإمبريقية العملية على المستوى العربي للتعرف على أهم تلك المشكلات والاضطرابات التي يعاني منها الأطفال العرب في هذه المرحلة وذلك لما يميز بنيان الأسرة العربية والاتجاهات والممارسات الوالدية وأساليب التنشئة الاجتماعية والتطبيع الاجتماعي لدينا من خصوصية وتفرد واختلاف ــ إلى حد ما ــ عما يمارس في المجتمعات والحضارات والثقافات الأخرى. ولعل أهم المصادر المرجعية الهامة التي تم إعدادها نتيجة لجميع هذه الدراسات والتي احتوت على أبرز المشكلات النفسية والسلوكية والاضطرابات التي يعاني منها الأطفال المصريون بشكل خاص، المصدر المرجعي الهام الذي أعده كل من عماد الدين إسماعيل وحسين كامل بهاء الدين والذي أطلق عليه : "دليل الوالدين إلى تنمية الطفل"، 1989(24).


يتبع
فوتشيني
فوتشيني
ومن أهم المشكلات السلوكية التي حصرها هذا الدليل من واقع الدراسات والبحوث التي أجريت حتى إصداره المشكلات التالية :
* مشكلات ضبط الإخراج، التأخر أو الفشل فيه.
* مشكلات مص الإصبع.
* العبث بالأعضاء التناسلية.
* نوبات الغضب.
* العناد وعدم الطاعة.
* الغيرة.
* القلق.
* النشاط الزائد أو فرط النشاط.
* العدوان.
* الانطواء والمشاكسة.
* مشكلات تتعلق بالطعام مثل رفض الطعام أو صعوبة تناوله أو إرجاعه أو المعاناة من الإمساك.
* الخوف والكوابيس (الأحلام المزعجة) واضطرابات النوم.
* التبول اللاإرادي.
* الكذب.
* السرقة.
* عدم تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي.
وقد تضمن هذا الدليل بالإضافة إلى عرض جميع المشكلات السابق تحديدها وتحديد أهم أعراضها، معالجة لأفضل سبل التصدي لها ومواجهتها سواء من جانب الأسرة أو معلمي هذه المرحلة.
بالإضافة لما تقدم أجريت سلسلة من رسائل الماجستير والدكتوراه والبحوث الميدانية الأخرى بمعهد الدراسات العليا للطفولة وكذلك بمختلف أقسام علم النفس وبكليات الآداب وبكليات التربية وأقسام الطب النفسي التابعة لكليات الطب بالجامعات المصرية المختلفة. وقد تركز الصعيد الأعظم من هذه الدراسات حول محاولة حصر أكثر المشكلات والاضطرابات انتشاراً لدى الأطفال المصريين في مختلف المراحل بما فيها مرحلة الطفولة المبكرة، هذا بالإضافة إلى إعداد وتطبيق البرامج الإرشادية والعلاجية على الأطفال أو الأسر أو بهدف تدريب معلمي هذه المراحل حول أفضل سبل التصدي لهذه المشكلات والتغلب عليها(25).
كما تم إعداد سلسلة من الأدلة الإرشادية للوالدين ومعلمي مرحلة الطفولة المبكرة لتوجيههم وإرشادهم وتوعيتهم حول أفضل سبل رعاية وتنشئة وتعليم وتنمية أطفال هذه المرحلة كنوع من الوقاية عند المستوى الأول (أي منع حدوث هذه المشكلات أصلاً) أو عند المستوى الثاني (تجنب المضاعفات التي قد تترتب عليها) أو عند المستوى الثالث من مستويات الرعاية (أي علاج هذه المشكلات سواء على يد الأخصائي النفسي أو الطبيب النفسي)(26).

ح) الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة سبل اكتشافهم وضرورة التدخل المبكر حيالهم خلال مرحلة الطفولة المبكرة
من بين المشكلات التي تواجه ــ خلال مرحلة الطفولة المبكرة ــ سواء من جانب الوالدين أو المعلمين وجود أطفال لديهم احتياجات خاصة(27) والطفل صاحب الاحتياج الخاص في تعريف مبسط هو >كل طفل يبعد مستوى أدائه العقلي ومهاراته الاجتماعية عن المتوسط بوضوح بحيث يحتاج إلى رعاية وتعليم خاص ليصل لأقصى قدراته<.
ونظـراً لأن الـتوجهات الـحديثة فـي رعـاية هـؤلاء الأطفال وتعليمهم تؤكد أولا عـلى ضـرورة السـعي بكـافة السـبل والـوسائل للاكتشـاف المبكـر لهؤلاء الأطـفال والتشـخيص الـدقيق لاحـتياجاتهم الـخاصة. والتـدخل المبـكر والملائم لذلك، وثانيـاً ضـرورة دمـج هـؤلاء الأطـفال واستـيعابهم دمـجاً واستيعاباً كاملين مع الأطفال العاديين في مختلف مراحل رعايتهم وتعليمهم ابتداء من مرحلة الطـفولة المبـكرة، لذلك يلـزم أن يكون جميع العاملين والمتعاملين مع هؤلاء الأطـفال على معـرفة ودراية بأهم الخصائص والسمات المميزة لهؤلاء الأطفال وطـرق اكتشافهم والتدخل حيالهم. كما يلزم ان يلم جميع هؤلاء بأفضل خطوات وطـرق التصرف في حالة الإحساس بوجود طفل له احتياج خاص، ويلزم أن يكـون عـلى علم بالمراكز المتخصصة والأماكن التي يمكن أن يتجه إليها في مثل هذه الحالات(28).
وقد وجد من الضروري عند عرض خصائص نمو الأطفال خلال مرحلة الطفولة المبكرة التنبيه لقضية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتدارسها مع الخبراء والمتخصصين المعنيين بهذه المرحلة. وكان وراء هذا القرار العديد من الأسباب الهامة لعل أهمها ما يلي :
1. خطورة قضية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وضرورة التصدي لها لضمان حصول هؤلاء الأطفال على حقهم العادل في الرعاية والتعليم والتربية والتنمية.
2. كبر حجم هذه الظاهرة وطبيعتها التراكمية التي تضيف أعدادا جديدة في كل عام.
3. نقص بل غياب الإحصائيات الدقيقة حول هؤلاء الأطفال للعديد من الأسباب الهامة منها الاتجاهات السلبية نحو هؤلاء الأطفال، وغياب الوعي وعدم توفر رعاية طبية للأطفال عند الميلاد ومن ثم عدم الإبلاغ عن العديد من هذه الحالات.
4. انخفاض ما يتوفر من خدمات خاصة بهؤلاء الأطفال في كثير من الدول العربية.
5. خطورة بل حتمية التدخل المبكر حيال هذه الظاهرة ليقترب التدخل من الوقاية الأولية ولتجنب المضاعفات.
6. الاتجاهات الحديثة لدمج واستيعاب هؤلاء الأطفال مع العاديين من البداية وهو ما يستلزم تعديل الاتجاهات نحوهم وإعداد المعلمين والأسر والأطفال والمجتمع بشكل عام لتقبلهم واستيعابهم.
لجميع هذه الأسباب وغيرها وجد من الضروري طرح هذا الجانب عند معالجة معالم وخصائص نمو الأطفال خلال مرحلة الطفولة المبكرة وتدارسها مع الخبراء والمتخصصين في هذه المرحلة للتنبيه إلى خطورتها وشحذ الهمم للعمل من أجلها واتخاذ ما يلزم من خطوات وإجراءات وجهود للتصدي الحقيقي الجذري والفعال حيالها.


يتبع
فوتشيني
فوتشيني
ثانياً : أهم الأسس والضوابط والاعتبارات السيكولوجية والتربوية اللازم مراعاتها والالتزام بها عند التوجه لأطفال مرحلة الطفولة المبكرة
كما سبقت الإشارة في الأقسام السابقة من هذه الدراسة فإنه يكون من المفيد والهام قبل الانتهاء منها القيام بمحاولة جادة لاستخلاص أهم الأسس والضوابط والاعتبارات السيكولوجية والتربوية اللازم مراعاتها عند التوجه لأطفال هذه المرحلة. ويمكن لمثل هذا الاستخلاص أن يقدم خلاصة عامة وخاتمة لهذه الدراسة من جهة كما يمكن له أن يشكل مقدمة ضرورية وهامة للدراسة الثانية التي ستقدمها الباحثة حول التربية المبكرة وأحدث التوجهات فيها ونماذج للتجارب الدولية الناجحة المتعلقة بها. بالإضافة إلى ذلك يمكن للمتخصصين والخبراء بهذه الورشة التعرف على هذه الأسس والمبادئ والاعتبارات وتقديرها والإضافة إليها وهو هدف أساسي لعقد مثل هذه الورشة.
ولعل أهم الأسس والضوابط والاعتبارات السيكولوجية والتربوية اللازم مراعاتها والالتزام بها عند التوجه لأطفال هذه المرحلة والتي وجدت الباحثة ضرورة عرضها هنا ما يلي :
1. ضرورة الحرص على إقامة علاقة حميمة وارتباط وثيق دافئ وآمن بين الطفل ومن يرعاه :
نظراً لأن الأطفال (وبشكل خاص الصغار منهم) يتعلمون أفضل وأبقى أنواع التعلم عن طريق النموذج كما أنهم يقلدون في المعتاد البالغ الذي يحبونه. والمعلمة في هذه المرحلة هي بديل الأم، لذلك يكون من الضروري أن تحرص المعلمة على إقامة علاقة حميمة وارتباط وثيق وآمن ودافئ مع الأطفال وأن تقدم لهم القدوة التي يقلدونها ويفعلون ما تطلبه منهم عن حب لا عن خوف.
2. ضرورة مراعاة مرحلة النمو التي بلغها ويعمل عندها الطفل سواء النمو الجسمي أو اللغوي أو العقلي أو الاجتماعي أو الانفعالي :
فمن المعروف أن النمو النفسي للطفل في مختلف جوانبه يمر بمراحل محددة متمايزة لكل منها خصائصها كما أن لكل منها مشكلاتها ومحدداتها وصعوباتها. نتيجة لذلك يكون من الضروري على الأم والمعلمة أن تعرف هذه الخصائص وتراعيها وألا تطالب الطفل بما يفوق قدراته.
3. أهمية معرفة ومراعاة الفروق الفردية الكبيرة بين الأطفال عند نفس المراحل والأعمار :
على الرغم من أن للأطفال في كل مرحلة خصائص عامة فإن هناك فروقاً فردية كبيرة بين الأطفال عند نفس الأعمار والمراحل وهي فروق ترجع لاختلاف معدل النمو أو الذكاء أو النوع أو غيرها من المتغيرات. ويجب على المعلمة والأم أن تعي، وتراعي وجود هذه الفروق وألا تحكم على الطفل بمعايير الآخرين أو تتوقع منه ما لا يستطيعه. ومن أهم الجوانب اللازم مراعاتها بشأن الفروق الفردية بين الأطفال ما أكد عليه هيوارد جاردنر، Gardner(29) قرب بداية التسعينيات في القرن الماضي في نظريته الهامة حول تعدد الذكاءات من أن هناك ما لا يقل عن اثنى عشر نوعاً من الذكاء لا ذكاء واحداً وأن كل طفل يمكن أن يكون لديه بعض هذه الذكاءات. ويلزم على الأسرة والمعلمين أن يسعوا لمعرفة جوانب التميز في كل طفل ورعايتها والبناء عليها لتحقيق أقصى استفادة ممكنة له فيما يقدم له من رعاية وتعليم وتثقيف وتنمية.
4. ضرورة الحرص على إمتاع الطفل وإسعاده وتعليمه كلما أمكن عن طريق اللعب :
من الضروري الحرص عند إعداد جميع المواد والأنشطة وتقديمها للأطفال عند هذه الأعمار والعمل على إمتاعهم وإسعادهم وإدخال البهجة على قلوبهم وذلك لأن أفضل السبل والطرق لتعليم الأطفال خاصة الصغار منهم هو تعليمهم عن طريق اللعب والاستمتاع(30). واللعب هو الاستراتيجية الأولى والأكثر فعالية لتعليم الأطفال في سن ما قبل المدرسة وبالسنوات الأولى من المرحلة الابتدائية. وإذا استطعنا إمتاع الطفل وإسعاده وإتاحة الفرصة له للعب والمرح فإننا نستطيع تعليمه كل ما نرغب من معلومات ومفاهيم وقيم واتجاهات وسلوكيات. لكن اللعب المقصود هنا هو اللعب الموجه المخطط وليس مجرد الفوضى، حيث يكون هناك هدف محدد نسعى لتحقيقه وننظم الموقف التعليمي من ألعاب وأنشطة عن قصد والأطفال يتعلمون وهم يلعبون ويستمتعون ويتعلمون في سهولة ويسر، هذا بالإضافة بطبيعة الحال لتمكين الأطفال من اللعب الحر واللعب بهدف البهجة والمتعة والاستمتاع والترفيه والذي قد يكون هدفا في حد ذاته ومطلبا ضروريا لأطفال هذه المرحلة.
5. أهمية استثارة حواس الطفل وممارسته لأكبر قدر ممكن من النشاط لتحقيق نموه وتنميته :
من المتفق عليه أن ذكاء الطفل وعقله وتفكيره يبنى خلال السنوات الأولى من عمره عن طريق قيامه بالخبرات الحسية ــ الحركية، أي عن طريق استثارة حواسه والقيام بالنشاط الحركي الفعلي والتجريب النشط. نتيجة لذلك يلزم الحرص على استثارة جميع حواس الطفل كما يلزم أن يقوم الطفل بأكبر قدر ممكن من النشاط والعمل والتجريب على الأشياء ليبنى ذكاؤه وينمو تفكيره. فأصل الذكاء الإنساني يكمن فيما يقوم به الطفل الصغير من أنشطة حسية ــ حركية . نتيجة لذلك تركز جميع البرامج التنموية الحديثة التي تعد وتقدم للأطفال وبشكل خاص خلال مرحلة الطفولة المبكرة على ممارستهم للخبرات والأنشطة، وهي استراتيجية تربوية حديثة يطلق عليها استراتيجية "الأيدي على النشاط والأيدي على الخبرات، Hands on Activity, Hands on Experience".
6. ضرورة الحرص الشديد على تقديم كافة أشكال الرعاية والتربية والتنمية للأطفال مبكراً ما أمكن في عمرهم لتحقيق أقصى استفادة ممكنة لهم :
فقد بينت كل من دراسات النمو النفسي للأطفال والدراسات في مجال علم النفس الفسيولوجي ونمو المخ والجهاز العصبي، كما سيتضح فيما بعد(31) أن الطفل الإنساني يولد ولديه العديد من نوافذ الفرص وأن استفادته من الرعاية والتنمية والاستثارة تكون عند حدها الأقصى خلال مرحلة ما قبل المدرسة، نظراً لأن قسماً كبيراً من نمو المخ الإنساني وبناء الجهاز العصبي وبالتالي الذكاء والتفكير واللغة يتم خلال هذه المرحلة. نتيجة لذلك يتحتم على الأسرة والمدرسة السعي بكافة السبل لبدء تنمية الأطفال مبكراً.
7. ضرورة الحرص على أن يكون للطفل دور فعال وأن يشارك فيما يقدم له من مواد وألا يقتصر دوره فيما يقدم له من مواد على دور المتلقي السلبي إلا في أضيق الحدود :
نظراً لأن جميع نظريات النمو المعرفي العقلي للطفل قد أكدت على أن أصل الذكاء الإنساني يكمن فيما يقوم به الطفل من أنشطة حسية ــ حركية خلال المرحلة المبكرة من عمره، فقد أصبح من الضروري عند إعداد كافة المواد للطفل والتوجه له بشكل عام استثارة حواسه المختلفة من جهة وجعله يمارس مختلف الأنشطة الحركية لتحقيق النمو والتنمية العقلية. نتيجة لذلك لا يجب بحال أن يقتصر دور الطفل على دور المتلقي السلبي إلا في أضيق الحدود، أي أن جميع ما يقدم للطفل من مواد يجب أن تشكل مثيرات تدفع الطفل للقيام بالاستكشاف والنشاط الحر والتجريب النشط لتحقيق تنميته معرفياً وعقلياً.
8. ضرورة أن تساعد المواد التي تعد وتقدم للأطفال على الاستفادة من حب الاستطلاع الفطري الطبيعي لدى الأطفال واستثارته :
من المعروف أن الأطفال لديهم حب استطلاع واستكشاف فطري بل إن الحاجة للاستطلاع والمعرفة والفهم واستكشاف المجهول من بين أهم الحاجات النفسية لهم. لذلك يكون من الضروري عند التوجه للأطفال وإعداد المواد لهم أن تساعد هذه المواد على الاستفادة من حب الاستطلاع لديهم وتشجيعه بأكبر درجة ممكنة لتدفعهم لاستكشاف البيئة من حولهم وتعلمهم وتنميهم عن طريق الاكتشاف، Discovery والاستطلاع الحر النشط.
9. ضرورة الحرص على تحقيق التنمية المتكاملة الشاملة للطفل في كافة جوانبه :
يلزم الانتباه إلى أن الطفل كائن متكامل وأن هناك علاقة تفاعل وارتباط بين مختلف جوانبه بحيث أنه من غير المجدي التركيز على تنمية جانب واحد للطفل مهما كانت أهميته دون باقي الجوانب. والملاحظ أن البرامج والأنشطة والمواد التربوية التي أعدت حديثاً تسعى لتحقيق التنمية المتكاملة الشاملة للطفل في مختلف جوانبه. ويحرص معدو هذه المواد على أن تمكن من تنمية الأطفال بدنياً ولغوياً وعقلياً واجتماعياً وانفعالياً وهكذا.
10. ضرورة الحرص على تعليم الأطفال مختلف الموضوعات والمواد والمفاهيم في مواقف حياتية طبيعية وعن طريق الخبرة المباشرة المعيشة :
من المبادئ الهامة التي تركز عليها البرامج التربوية الحديثة التي تعد وتقدم بشكل خاص للأطفال الصغار التأكيد على أن يتم تعليم الأطفال لمختلف المواد والأنشطة والمفاهيم والعمليات في مواقف حياتية طبيعية بحيث يكون تعلمهم لهذه الأشياء تعلماً وظيفياً خبرياً، Experiencial Learning.
وتركز البرامج التربوية الحديثة على ضرورة ممارسة الأطفال لكثير من الأنشطة التي تساعد على تنميتهم في مواقف حياتية وضمن الروتين اليومي لهم بالروضة وتقدم هذه البرامج النماذج والأمثلة العديدة للأنشطة التي تقع بصورة طبيعية ويمر بها الأطفال ويمكن للمعلمة الماهرة أن تلفت أنظارهم لها وتجعلهم يكررونها دون الحاجة لأدوات خاصة، وهذه الأساليب يمكن أن تكسبهم أصعب المفاهيم العقلية. وهناك نموذج هام لهذه البرامج الخبرية التي تمت ترجمتها إلى اللغة العربية وتدرس في كتاب أعد لمعلمات رياض الأطفال "كتاب الأنشطة العملية لتعليم المفاهيم"(32).
11. ضرورة الحرص على الجوانب الاجتماعية للتعلم والأنشطة الاجتماعية :
أكدت مختلف التوجهات والأطر النظرية الحديثة على أن التعلم الاجتماعي والتعاوني من أفضل وأبقى أنواع التعلم. نتيجة لذلك تؤكد مختلف المصادر التربوية على ضرورة الحرص بكافة السبل والطرق على تقديم الأنشطة الجماعية وتشجيع الأطفال على العمل في مجموعات صغيرة. كما تؤكد هذه المصادر والمراجع كذلك على ضرورة وأهمية مشاركة البالغ (الأم أو المعلمة) للأطفال في جميع هذه الأنشطة وذلك لتنظيم استفادة الأطفال القصوى من المواقف الاجتماعية ومما يقدم لهم من خبرات حتى نقدم لهم النموذج الجيد للتعلم الاجتماعي والوسيط الحضاري اللازم للأخذ بأيديهم وتنميتهم.
12. ضرورة الحرص الشديد على أن يستخدم الأطفال الصغار أجسامهم في العمل على الأشياء المحيطة بهم :
ويرجع السبب في هذا التأكيد لما هو معروف من أن الأطفال عند هذه المراحل يستفيدون بصورة أفضل من الأشياء والخبرات التي يخبرونها ويمارسونها مادياً وعملياً، كما أنه من المعروف أن كافة الأنشطة الحركية تساعد على التنمية العقلية وتعتبر مطلباً أساسياً لها.
13. ضرورة الحرص على مراعاة الشروط الأساسية والظروف المناسبة لتحقيق التعلم الحقيقي والدائم :

من أهم هذه الشروط والظروف في هذا العصر :
أ) التعلم عن طريق الاستكشاف، Discovery Approach To Learning.
ب) التعلم الذاتي، Self Learning.
ج) التعلم المستمر.
د) التعلم عن طريق الاستقصاء، Inquiry.
هـ) التعلم الاجتماعي عن طريق النموذج والمحاكاة.
وعلى ضوء التدفق المعرفي أصبح التعلم الذاتي والتعلم عن طريق الاستقصاء والتعلم المستمر توجهات أساسية في التربية الحديثة.

14. كما يلزم عند تعليم الأطفال وتنميتهم خلال هذه المرحلة اتباع أنجح وأكفأ الاستراتيجيات الحديثة التي طبقت مع أطفال هذه المرحلة ومن أهمها :
* استراتيجية التعلم التعاوني، Collaborative Learning.
* استراتيجيات الأيدي على الخبرات أو الأيدي على الأنشطة، Hands on Activities, Hands on Experiences.
* استراتيجية حل المشكلات، Problem Solving.
* استراتيجية طرح التساؤلات، Inquiry - Oriented.
* استراتيجية عمل المجموعات الصغيرة مع المناقشة.
* استراتيجية تنمية وخلق المتعلم المستقل، استقلالية المتعلم وعمل المعلم كمجرد ميسر للعملية التعليمية.
* استراتيجية العمل طفل ــ لطفل، Child - to - Child وقيام الأطفال بمساعدة رفاقهم.
* استراتيجية البرامج والعلوم المتكاملة عبر المناهج المختلفة.
* استراتيجية إعطاء المتعلم فرصة للتأمل حول ما يقوم به من أنشطة.
* استراتيجية تنمية حب الاستطلاع.
* استراتيجية تنمية الإحساس بالمسؤولية وتقدير الذات.
* استراتيجية تشجيع المبادرة عن طريق التخطيط والعمل.

كما يلزم كذلك الاعتماد على أنسب وأهم أنواع الأنشطة التي تساعد على تنمية الأطفال عند هذه الأعمار. ومن أهم هذه الأنشطة ما يلي :
* الأنشطة العملية الفعلية التي تمارس داخل الفصل ويمارسها الأطفال أنفسهم، Hands - on - Experiences Hands - on - Activities,.
* الأنشطة التي تحقق تكامل مختلف المواد الدراسية وتلك التي تساعد على إشراك الأسرة والمجتمع المحلي.
* الأنشطة التي تطبق خارج الفصل الدراسي وفي الأماكن الطبيعية.
* كتابة التقارير حول ما يقوم به الأطفال من أنشطة ومهام.
* كتابة المقالات في الصحف المدرسية.
* استخدام التكنولوجيا بمختلف أشكالها :
ــ الكمبيوتر.
ــ الإنترنت.
ــ أقراص CD-Rom.
ــ برامج الفيديو.
ــ الألعاب التعليمية.
ــ الإنسان الآلي (الروبوت).
* أدب الأطفال وقصص التراث واللعب سواء اللعب الاستكشافي أو باستخدام مختلف أنواع اللعب والفنون بمختلف أشكالها من رسم وموسيقى ورواية وقصة ومسرح وعرائس.

15. ضرورة الحرص عند التوجه للأطفال وتقديم مختلف أشكال الرعاية والتعليم والتنمية لهم :
على أن تساعد هذه المواد على إعداد الأطفال للمستقبل ولعالم الغد بكل ما يحمله لهم من تحديات وصعاب والسعي لإكسابهم كافة الخصائص والمواصفات اللازمة لإنسان القرن الحادي والعشرين وللحلقة المعلوماتية حتى يستطيعوا العيش والتوافق والتكيف والمنافسة والتفوق في هذا القرن وهذه الحلقة على ضوء سيادة محكات الجودة والسعي للتميز والمنافسة(33).
وضرورة السعي بكافة السبل لتقريب المؤسسة التربوية التي يلتحق بها الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة للخصائص التي حددها علماء نفس الطفل والتربية لمدرسة القرن الحادي والعشرين(34).

يتبع