ام بودى68
ام بودى68
dh_lm_ysjyb_lk سعد بنعبادة كان سيد الخزرج وكان مشهورًا أنه كان شديد الغيرة , لدرجة أنه إذا طلق امرأةفإن الناس لا يتزوجونها خوفًا من غيرته , فلما حكم الله بأنه من اتهم زوجته بالزنافعليه أن يحضر أربعة شهود , قال : سعد بن عبادة : لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بحدالسيف , فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( أتعجبون من غيرة سعد!؟ و الله لأنا أغير منه , و الله أغير مني , ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منهاوما بطن) رواه البخاري نعم ربنا سبحانه وتعالى يغار على عبده أن يقع في المحرمات ولا يحب له ذلك , وعلى العبد أن يعرف ماذا عليه أن يعمل في مثل هذا الحال.. فكيف تتعامل مع الله إذاغار عليك؟ أولاً: افرح أن الله تعالىيغار عليك؛ لأنه سبحانه إذا غار عليك من فعل شيء من المحرمات فهذا دليل على أنه يريدقربك منه ويريدك أن تعود إليه وألا تذهب إلى هذا المحرم, يقول الله تعالى : ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ) سورة النساء : 27 / 28 الله أكبر ما ألطف الله بعباده, فإذا وجد الإنسان إله يعتني به ويحفظه ويغار عليه من المحرمات فسوف يحس هذا العبد بقربه وسيحبه أكثر ولاشك ؛ لأنه سبحانه لن يغار عليك إلا من الأشياء التي فيها مضرتك , لن يغار عليك إلا من الأشياء التي لا تصلح لك ولاتليق بك , فافرح بذلك ؛ لأنه يريد منفعتك الأمر الثاني: من حسن تعاملك مع الله أن تجعل غيرتك موافقة لغيرة الله تعالى , يعني الأشياء التي يغار الله على العباد منها فأنت أيضا تغارعليهم منها والغيرة عند الإنسان يمكن أن تكون فطرية ويمكن أن تكون مكتسبة , فبعض الناس يغار على الحرمات فطرة, وبعض الناس لكي تصبح الغيرة لله تلقائية عنده فإنه يحتاج إلى أن يعود نفسه على أن تحب ما يحبه الله, وأن يعودها بأن الذي لا يحبه الله فأنا لا أحبه عندها سيشعر بالغيرة لله إذا انتهكت حرماته ربنا سبحانه يحب أن يرى قلبك موافقًا له , و هذا جزء من أعمال القلوب, لأن الله تعالى لا يريد فقط أن يعمل جسدك, لا .. بل يريد سبحانه أن يعمل قلبك أيضًا أعمال القلوب يعني مثل : الحب والرجاء والهيبة والغيرة والحياء من الله , هذه أشياء تحركها بقلبك لا بجسدك و للعلم : أعمال القلوب أفضل وأعلى و أشرف و أحب إلى الله من أعمال الجسد , مع أن كلاهما مطلوب , و كلاهما سيحاسبنا الله عليه إلا أن أعمال القلوب أعلى أما الخطوة الثالثة في التعامل مع الله تعالى : أنه إذا غار سبحانه عليك من شيء فابتعد عن هذا الشيء مطلقًا , لا يراك الله في مكان لا يحب أن يراك فيه , ولا يفتقدنك الله في مكان يحب أن يراك فيه , لا تتساهل في هذا فإنه لا يوجد شيء أغير من الله تعالى , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم , فإذا كان هناك احد يخاف من أن يراه والد البنت الفلانية وهو يكلمها فإن الله تعالى أشد غيرة من الوالد على بنته , الفرق أن والد البنت أو أخاها قد تختفي عنه, أما الرب سبحانه فلا يمكن ذلك أبدا, قال تعالى : ( أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) سورة البقرة : 77 حتى الذي في داخل صدرك يعلمه سبحانه و إذا كان الشاب يخشى من ردة فعل أهل الفتاه إذا كلمها أو واعدها فإن الله تعالى أشد بأسًا , و أشد تنكيلاً من أهل الفتاة , فإن انتقامه لحرماته التي يغار عليها سيكون أصعب قال تعالى : ( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ) سورة البروج : 12 وقد حاول النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة أن يخبر أمته بذلك , و كان يحذر في أكثر من موضع في خطبه ومجالسه من هذا الأمر وكان يخاطبنا صلى الله عليه وسلم خطاب المشفق فيقول : ( يا أمة محمد ما أحدٌ أغير من الله أن يزني عبده أو أن تزني أمته ) رواه الترمذي فانتبه أخي الكريم , انتبهي أختي الكريمة .. لا يأمن الواحد منا مكر الله , قال تعالى : ( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) سورة الأعراف : 99 أنا لن أذكر قصة من قصص السابقين لأدلل على الموضوع .. لا, سأذكر قصة حقيقية حدثت في هذا الزمن قصة حقيقية وقد ذُكرت في صحيفة من الصحف العربية ولن أذكر اسمها نشر القصة صاحب القصة بنفسه وطلب من الصحيفة ألا تنشر اسمه ولكن فقط أراد من الناس أن يعتبروا به , يقول صاحب القصة : كنت في الجامعة وككثير من الشباب لدي علاقات مع الفتيات مرة من المرات تعرفت على بنت , و كونت معها كاملة غير شرعية , وظللت لفترة هكذا حتى أنها حملت مني , فلما اكتشف أهلها الأمر وأخبرتهم الفتاة عني , جاءني أخوها يتهجم علي , فقلت له : أنا لا أعرف هذه البنت , انظر من أين أتت بهذا الحمل ؟ و تركته وذهبت ولأنهم لا يملكون ضدي أي شيء تركوني , نسيت أنا الأمر, و بعد سنوات دخلت المنزل ذات مرة , فإذا أمي على الأرض مغشي عليها, أحاول أن أوقظها , فإذا استيقظت صرخت ثم أغمي عليها مرة أخرى , أوقظها مرة ثانية تصرخ وتسقط , ثلاث مرات حتى قلت لها : أمي ما الذي حدث ؟ تصرخ تقول : أختك ؟ قلت : ما بها أختي ؟ قالت : إنها حامل من ابن الجيران , ذهبت إلى ابن الجيران هذا و أمسكته , و لما بدأت بالتهجم عليه , قال كلمة كانت كالسهم الذي اخترق وسط قلبي .. أتدرون ماذا قال ؟ قال لي: أنا لا أعرف أختك , اذهب و انظر من أين أتت بهذا الحمل ؟ سبحان الله! بالضبط نفس العبارة التي قلتها أنا لأهل البنت الجامعية .. و الجزاء من جنس العمل .. لم تنتهِ القصة .. يقول : تجرعت آلام نفسية شديدة ثم بعد سنوات, قررت أن أتزوج , بعد الخطوبة وعقد القران تجهزنا للزفاف , في يوم الزفاف أتفاجأ أن عروستي كانت زانية من قبل, وهي تقول لي : استر علي سترك الله .. فقلت في نفسي : خلاص يا ربي يكفي يكفي ما أنا فيه يكفي يكفي عقوبة , يقول : فتجرعت الضربة الثانية , و بلعت هذه الغصة بصعوبة , و قضيت معها سنوات سنوات , و أنجبت منها طفلة كأنها القمر, فلما بلغت ست سنوات, جاءت البنت تبكي من الشارع , ما الذي حدث؟ اغتصبها حارس العمارة .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) سورة الأنفال : 30 أخي الكريم, أختي الكريمة .. لا تقل أن هذا كثير على هذا العاصي, لا تلك البنت الجامعية التي بدأ بها في أول القصة كان لها أخ فُجع بها, فجعل الله له جزاء بأخته, نعم وسيكون لها زوج يصعق بها, فابتلاه الله بزوجته, وكان لها أب تقطع قلبه عليها , فابتلاه الله بابنته والجزاء من جنس العمل.. فعليه أن يتحمل عاقبة فعله, وأما من لم يكن له ذنب في ما حصل له في القصة فهذه ابتلاءات يرفع الله بها عباده ويكفر عن سيئاتهم وقد طلب صاحب القصة أن تكتب هذه في الصحف ليعتبر الناس بها فهل من مدكر أخواني أخواتي ربنا سبحانه غيور, غيور على حرماته سبحانه, وينتقم لها جل في علاه, فانتبه أسأل الله تعالى أن يستر عوراتنا وأن يؤمن ورعاتنا WIDTH=400 HEIGHT=350 dh_Tk أتى رجل إلى أحدالصالحين يشتكي له الحال والفقر والضيق , فسأله الرجل الصالح , قال له : ألك زوجه ؟ قال: أجل قال : ألك دار ؟ قال : أجل قال : ألك دابة ؟ قال : أجل قال : أنت غني , فقال : أنا عندي خادم .. قال إذًا أنت ملك ! نِعم الله كثيرة لا نعرف كيف نحصيها له , و لا نعرف كيف نكافئهعليها , سبحانه , ولهذا هو سبحانه لما قال : {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا } بعدها مباشرة قال : {إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } سورة النحل : 18 فإذا أعطاك الله عطية فاعلم أنهذه العطية ليس سببها أن الله يحبك أو لأن الله فضلك بين الناس بل هذا العطاءللاختبار لينظر ماذا ستفعل في هذا العطاء , هل ستفعل ما يريده هو ؟ أو ما تريده أنت ؟القرار قرارك ! إذن .. كيف تتعامل مع الله إذا أعطاك؟ أولا : هذا العطاء مؤقت, هذا العطاء إما أن تتركه , و إما أن يتركك ! نعم قد يتركك العطاء .. كيف؟ بأن يغير الله حال الإنسان ؛ تنقص أمواله , أو يعفى من منصبه , أو يقل مستوى الجمال عند المرأة بتقدم العمر .. هذا هو الاحتمال الأول الاحتمال الثاني .. أن تترك أنت هذا العطاء وذلك بالوفاة فالترك لابد منه فالمسألة مسألة وقت لا أكثر ولا أقل , و أنا لا أريدأن أقلب الدرس إلى هم وحزن , لا .. ليس هذا مقصودي ولكن عندي لك اقتراح اليوم يمكنك بهذا الاقتراح أن تجعل العطاء المؤقت يستمر معك حتى بعد الوفاة , لكن يجب أن نطبق القانون الآتي والمسألة ليست صعبة ! القانون هو : أي عطاء جميل يعطيك الله إياه إذا كنت تريده أن يستمر معك فعليك أن تستعمل هذا العطاء فيما يحبه الله عندها سيستمر العطاء معك إلى أن تدخل باب الجنة مثال بسيط : أبناؤك عطية من الله تحبهم , أليس كذلك !؟ ألا تحب أن تبقى معهم أطول مدة ممكنة ؟ ستقول : بلى والله ماذا عن يوم القيامة ماذا ستفعل ؟ الحل : حاول أن تصلحهم الآن قدر المستطاع , وسيضمهم الله إليك يوم القيامة , ستفرح بهم في الجنة , حتى ولو كانوا في مرتبة أقل منك في الجنة , فإن ربي سيرفعهم إليك قال تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَاأَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} سورة الطور : 21 الحمد الله .. فلا يكن أكبر همك أن يأكل الأولاد , أن يدرسوا .. نعم الأكل والدراسة أشياء مطلوبة , لكنها ليست كل شيء ! الاجتماع في الآخرة مطلوب أيضًا , فاحرص على هدايتهم كذلك , فإن الذي يكون مع أبنائه في الجنة سيفرح أكثر مما لو أن أبناءه ذهبوا إلى المكان الآخر والعياذ بالله أيضا جمالك وصحتك لاشك أنها عزيزة عليك , فإذا أردتِ أن تنتهي هذه النعم في خلال سنوات قليلة , اصرفيها في معصية الله , علاقات محرمة أو تبرج أو سفور , سينتهي هذا الجمال خلال فتره بسيطة , أما إذا صبرت المرأة عن المحرم وبذلت جمالها فيما يرضي الله بالحلال , فإن الله سيعطيها من الجمال يوم القيامة مالا يمكن أن تتصوره , و لا يخطر ببال البشر , ستملك من الحسن والجمال ما يفوق جمال الحور العين وأنا والله استغرب كيف يفضل بعض الناس الدنيا على الآخرة ! شيء غريب فعلاً ! سأقول لك لماذا هو شيء غريب , مثلا : لو إن شركة عملاقة استقدمت عاملاً من دولة خارجية , و عرضت عليه العمل عندها لمدة عشر سنوات , و الشركة بالتالي يلزمها أن توفر لهذا العامل السكن في هذا البلد , ولكنها خيرته بين عقدين : أما إن يسكن في شقه عادية طوال مدة العقد - عشر سنوات - , أو أن يسكن في قصر فاخر , و لكن لمدة يوم واحد , بعد هذا اليوم يتحمل هو السكن .. ماذا سيختار ؟ هل يوجد عاقل يختار القصر لمدة يوم واحد , ينام بعدها بالشارع ويترك الشقة مدة عشر سنوات !؟ بالطبع لا ! أرجوك أنسَ الآن العقد السابق , وكن معي .. لو كان العقد كالآتي : إما أن يسكن في الشقة العادية لمدة يوم واحد , أو أن يسكن في القصر الفاخر طول العشر سنوات , ماذا سيختار ؟ بالطبع هذه لا تحتاج إلى تفكير .. سبحان الله نفس الشيء بالضبط بين الدنيا و الآخرة , إما أن نأخذ عطاء قليل مؤقت في الدنيا أو أن نأخذ عطاء كثيرًا دائمًا في الجنة .. من سيختار الدنيا الآن ؟ قال تعالى : { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } سورة الأعلى : 16 / 17 يوجد بعض الناس من يختار الدنيا , مع إنه يعلم أن في الآخرة ما هو أعظم وأكرم لكن سبحان الله ! أخي الكريم أختي الكريمة يوجد تعامل ثاني يمكنك أن تتعامل فيه مع الله إذا أعطاك الله شيئًا وهو : أن تزيد من هذا العطاء , فإذا كان لديك ألف يكون لديك ألفان , وإذا كان لديك ابنان يصبحان ثلاثة , وإذا كان لديك منصب متوسط تصبح صاحب منصب كبير , وهكذا فإن قال قائل : كيف أزيد عطاء الله ؟ الأمر ليس بيدي ! الجواب : يوجد مفتاح يسمى مفتاح الزيادة , وهو الذي يفعل لك كل هذا ما هو ؟ إنه الشكر قال تعالى : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } سورة إبراهيم : 7 بعضهم إذا سمع هذا قال : شكر ! هذه بسيطة الحمد لله , أقول : الحمد لله , و انتهى الأمر .. لا .. هذا ثلث الشكر فقط بقي ثلثان , فالشكر ليس بالهين .. كيف ؟ في الإسلام مقاماتكثيرة ؛ مقام التوبة , مقام التوكل , مقام الرضا , مقام الخوف , مقام الزهد , مقام المحبة , مقام الخشية , مقامات كثيرة إلا أن أعلى مقامات الإيمان جميعًا هو ( مقام الشكر ) كما يذكر ذلك ابن القيم رحمه الله , و هذا المقام جامع لجميع مقامات الإيمان , فمن أراد الزيادةفي النعم فعليه أن يشكرها ومن أراد شكرها فعليه إن يطبق ثلاثة شروط: الأول : أن يعترف بهذه النعمة باطنًا ؛ أي أن قلبه ينسب حصول هذه النعمة لله , إذا ربح في التجارة مثلاً لايحدث نفسه بأن هذا الربح حصل بسبب خطته الرائعة في البيع , أو أن هذا المنصب الذي حصلعليه كان بسبب خبرته القديمة أو أفضليته من بين موظفي الشركة , لا.. لا يحس أنه نجح بسبب ذكائه أو مذاكرته , لا .. بسبب توفيق الله , فالله هو الذي له الفضل وإلا فكثير من الناس عنده خبره أكبر من خبرتك ولم يربح في التجارة , بعضهم درس أفضل من دراستك ولم يحصل على نفس الدرجة , فالفضل لله .. هذه أول خطوة للشكر قبل أن تقول : الحمد الله وقبل أي شيء الثاني : التحدثب هذه النعمة ظاهرًا ؛ يعني قولك : الحمد الله , إذا مدحك أحد , قل له : إنما هذا كان بفضل الله وحدة ليس مني , كما قال تعالى : { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } سورة الضحى : 11 و التحدث يجب أن يكون بلا تفاخر ولا غرور الثالث : يجب أن تستخدم نفس هذه النعمة التي أعطاك الله إياها بالخير والطاعات , و هو بالضبط القانون الذي ذكرناه في بداية الدرس لمن أراد أن يستمر عطاء الله له في الدنيا إلى الأبد هذا هو التعامل الأمثل مع الله تعالى إذا أعطاك , والموفق هو من أحسن التعاملمع ربه وهؤلاء هم القلة من البشر قال تعالى : { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } سورة سبأ : 13 أسأل الله أن يجعلني وإياكم من هؤلاء النادرين في الحياة , و أن يعيننا وإياكم على ذكرهوشكره وحسن عبادته ويجمعني وإياكم في جناته جنات النعيم WIDTH=400 HEIGHT=350 dh_hdk ربنا ينزل من السماء أشياء كثيرة نافعة ومفيدة لكن أحلى شيء نزل من السماء على الإطلاق هو الهداية , ولا يوجد أجمل من أن يهديك الله إليه؛ لأنك لن تجد خيراً منه سبحانه فإذا كنت ممن هداهم الله فهنيئًا لك , و أسأل الله أن يبارك لك أنا أهنئك من كل قلبي والله ولكن السؤال : كيف تتعامل مع الله إذا هداك ؟؟ أسأل الله أن يثبتك ويتمم عليك نوره وأن يشرح صدرك أكثر وأكثرإذا كنت أنت ممن هداهم الله فأرجوك حافظ على نفسك واهتم بها لأنك الآن تملك شيئًا أغلب سكان الأرض يفتقدونه إنها الهداية وعلى قدر هدايتك تكون محبة الله لك وتنقص محبة الله من الإنسان بقدر ما انقص هو من الهداية قد يقول قائل كيف أعرف هل الله عزّ وجلّ هداني أم لا؟؟ الإجابة بسيطة: إذا كنت تعرف الحلال والحرام فتفعل هذا وتترك هذا فقد هداك الله فإذا اهتديت فأنت حبيب الله وأنت قريب من الله أنت عزيزاً عنده فمن يهمك بعد الله إذا كان الله يريدك ويقربك ويمدك بالهداية طوال اليوم فماذا تريد بعد ذلك ؟! حسناً قد يقول قائل آخر: أريد الهداية كيف أهتدي ؟؟ لنتستطيع أن تهتدي إلا إذا هداك الله إذا لم ينزل الله الهداية إليك فلن تهتدي أبداً ذكر الله تعالى عن أهل الجنة أنهم يقولون :{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا الله لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالحق وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } سورة الأعراف : 43 و قد قال بعض أهل العلم لو كان الخير بيدي هذه وقلبي بيدي هذه ما استطعت أن أضع الخير فيه إلا أن يكون الله هو الذي يضعه أنا أعرف الآن ماذا ستقول لي ستقول : إذا كان الأمر كذلك فماذا عساي أن أفعل يا رب لا أستطيع فعل شيء لن أستطيع أن أهتدي ! لا .. تستطيع .. اطلب الهداية منه وهو سيعطيك إياها لا تقف هكذا مكتوف الأيدي تنتظر الهداية ! ربنا سبحانه يحب منك أن تطلب منه لكي يعطيك قال الله تعالى : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} سورة غافر : 60 اطلب منه الهداية وهو سيعطيك إياها أنظر لو سمحت إلى أفضل سورة في القران الفاتحة قال تعالى فيها : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} لاحظ ما قال : إياك نعبد وإياك نرجو .. ما قال : إياك نعبد وإياك نخاف .. لا بل قال : إياك نعبد وإياك نستعين .. حسناً .. لماذا ؟؟ لأنك لن تستطيع أن تعبده إلا أذا أعانك هو , فإنك لن تهتدي إلا إذا هداك الله فإن قلت ماذا أفعل ؟؟ الجواب : أطلب الهداية منه وهو سيعطيك إياها , لهذا لاحظ ما هي الآية التي بعد إياك نعبد وإياك نستعين : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } أرأيتم جمال القرآن ؟ أرأيتم التناسق البديع ؟ و لهذا يقول الله تعالى في الحديث القدسي ( ياعبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ) رواه مسلم استهدوني يعني : اطلبوا مني الهداية أهدكم نعم أخي الكريم نعم أختي الكريمة التعامل مع الله له أصول لأن التعامل معه سبحانه يختلف عن التعامل مع غيره في أصول للتعامل مع الله نحن الذين نأتي إلى لله تعالى ونقترب ونتذلل بين يديه المفروض أننا نحن الذين نبادر أولاً ليس أن الله هو الذي يأتي إلينا .. يقول تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُمَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } سورة البقرة : 268 نعم الله هو السيد العزيز الملك ,هو الذي يؤتى إليه لا يأتي ولكن إذا أتيت إليه سبحانه فهو سيأتي إليك أكثر مما أتيت أنت إليه .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله تعالى من تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعا , ومن تقرب إلي ذراعًاً تقربت إليه باعاً ) رواه البخاري الله أكبر عندها سيكرمك أكثر مما كنت تريد وأكثر مما كنت تتصور ولن يتركك بما أنك أنت الذي جئت فلن يتركك فسيعينك وسيزيدك فسيكون معك طوال الوقت إلا في حالة واحدة إذا تركته أنت فإذا تركته تركك قال تعالى : {إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَابِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لهوَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} سورة الرعد: 11 تأكد أنه لن يتركك إلا إذا تركته أنت لأنه هو الذي قال : { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } سورة الصف: ٥ إي والله وأنا أعلم أن الواحد منا إذا تذوق طعم الهداية فإنه لن يستطيع أن يفارقها والله .. أشهد لله أنه لا اله إلا هو أننا ما وجدنا السعادة ولا الراحة إلا بالقرب منه سبحانه , كلما اقتربنا منه أكثر أحسسنا بالسعادة أكثر سؤال : من الذي خلق السعادة ؟؟ الله.. فهل يمكن أن يعطيها لمن أعرض عنه أم لمن اهتدى إليه؟ لا شك أنه سيعطيها لمن اهتدى إليه أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم بقي أمر مهم في التعامل مع الله عند الهداية أخي الكريم أختي الكريمة أول ما تهتدي لأي شي أي شي حتى لو حسنة صغيرة فعلتها انسب الفضل فوراً إلى لله سبحانه و تعالى و أيضًا من حسن تعاملك مع الله إذا هداك أنك إذا اهتديت فلابد أن توصل الهداية إلى غيرك.. حاول أدعو الناس إلى الله لأنك إذا اهتديت ثم دعوت الناس إلى الهداية نلم يكن أحد أحسن منك قال تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًاوَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } سورة فصلت: ٣٣ لكن انتبه .. الدعوة إلى الله فن يجب أن تتقنه فيجب أن يكون لديك علم و أسلوب هادئ تحبب الناس فيه بالحكمة والموعظة الحسنة والابتسامة . يقول تعالى : { وَ لَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} سورة آل عمران : 159 و لهذا اعلم أنه من حسن تعاملك مع الله إذا اهتديت أن تدعو بالهداية للناس فأنت تدعوهم بلسانك وتدعو لهم عند ربك كما كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يدعو لنا في صلاته وفي دعائه يقول الحسن : من أحب الله أحب أن يكون الناس كلهم في محبة الله معه . أسأل الله أن يجمعنا جميعًا في الهداية إليه ؛ لنصل إلى أجمل مكان في الكون يقول الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّـهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } سورة يونس : 9 / 10 WIDTH=400 HEIGHT=350 يتبع
dh_lm_ysjyb_lk سعد بنعبادة كان سيد الخزرج وكان مشهورًا أنه كان شديد الغيرة , لدرجة أنه إذا طلق...
dh_nzl_ly_lsm_ldny


WIDTH=400 HEIGHT=350


كل محب له أمنية أن يكون قريباً من حبيبه
ومن لم تكن هذه أمنيته فليس صادقاً في حبه ..


ربنا سبحانه يعلم أن له عباداً يحبونه حباً شديداً ويحبون
أن يقتربوا منه فجعل لهم موعداً ينزلفيه إلى السماء الدنيا نزولاً
يليق بجلاله وعظيم سلطانه ليرحمهم وليجيب طلباتهم
فيكلمهم ويكلمونه ويدعونه, يحدث هذا في كل ليلة

قلت لليل هل فى جوفك سر ُّ *** عامرُ بالحـديـث والأسرارِ
قال لم ألقَ فى حياتى حديثـاً *** كحديث المحبيـن فى الأسحارِ

كيف تتعامل مع الله إذا نزل إلى السماء الدنيا ؟؟
لقد لخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشهد
الثلث الأخير من الليل في كلمات بسيطة عندما قال :

( ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر
فيقول : من يدعوني فاستجيبله من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )
رواه البخاري


ويستمر هذا الوضع يستمر حتى يطلع الفجر

أول سؤال عندنا هو كيف نعرف أن الثلث الأخير من الليل بدأ ؟؟


معرفة بداية هذا الثلث يختلف من مدينة إلى مدينة
وحتى في المدينة الواحدة يختلف من الصيف إلى الشتاء لماذا ؟؟


بسبب قصر الليل وطوله فإذا أردت أن تعرف الثلث الأخير
من الليل فعليك أن تحسب حسبة بسيطة وهي سهلة, سهلة جداً


أولاً : يجب أن تعرف وقت أذان المغرب
ووقت أذان الفجر في هذه المدينة
ثم بعد ذلك احسب كم ساعة بين المغرب والفجر
من المغرب إلى الفجر , كم ساعة
فمثلاً لو كان الوقت بين أذان المغرب
وأذان الفجر ست ساعات فهذا يعني أن الليل بطولة ست ساعات

إذن كم سيكون الثلث الواحد من الليل ؟؟

اقسم الست ساعات على ثلاثة .. ستة تقسيم ثلاثة اثنان ,
إذن هذا يعني أن الثلث الأخير من الليل يبدأ قبل أذان الفجر
بساعتين في هذا المثال وهكذا


وهذا الوقت هو أفضل وقت في الليل كله فكم من تائب
ما غفر ذنبه إلا في هذا الوقت وكم من سائل تأخرت إجابة
دعائه فلما دعا في هذا الوقت انفرجت المصبية
واستجاب الله الدعاء وكم من مسلم يأس من أن تدمع عينه
من خشية الله فتفاجئ بدمعته تنزل بسرعة على خده في هذا الوقت
, إنه وقت شريف عزيز فيه روحانية عجيبة
فإذا غارت النجوم
وهدأت الجفون ونامت العيون ولم يبقَ إلا الحي القيوم فتوضأ وضوءك
والبس أحسن ثيابك واستقبل القبلة وقل :
الله أكبر وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض
حنيفاً وما أنا من المشركين


إن لله تعالى عباداً يحبونه ويحبون لقاءه وينتظرون
هذا الثلث الأخير من الليل بفارغ الصبر في كل ليلة
ولا يزالون يجاهدون أنفسهم بالنوم والاستيقاظ

إلى أن يفوزوا مع من فاز بهذا الوقت الشريف فهل سننظم إليهم أم لا ؟؟


والله لو كانت عندنا رحلة طائرة في هذا الوقت لما فآتتنا
بل أحياناً تعرض أفلام تكون في الثلث الأخير من الليل
ينتظرها الناس ويصبرون عليها ولا يصبر الواحد منا
على إجابة نداء الله والله لو اتصل بنا أحد في هذا الوقت
من الليل لاهتممنا بهذا الاتصال ولاهتممنا بالموضوع ..
ربنا أحب إلينا وأرجى لقلوبنا , و لهذا فمن اختبار الله لنا أنه قد جعل
الوقت الذي ينادي فيه العباد هو في هذا الوقت المتأخر لماذا ؟؟


ليهتم بذلك من كان صادقا ًفي رغبته لفضل الله ورحمته
فإذا قاوم الإنسان رغباته وقاوم ملذاته من النوم
أو الانترنت أو التلفاز أو غيرها من الأشياء لو ترك كل
هذا وتوجه إلى ربه وقام بين يديه في هذا الوقت العزيز الشريف
فإن الله تعالى بالمقابل سيعطيه أكثر مما ترك
وسيفتح له من الرحمات ما لم يخطر له على بال .
قال النبي صلى الله عليه وسلم :


( إن في الليل لساعةً لا يوافقهارجلٌ مسلم يسأل الله خيراً
من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كلليلةٍ)
رواه مسلم


وبعض الناس يستغل هذا الوقت في الشكوى إلى الله تعالى ممن ظلمه
, هذا حق من حقوقه لا يستطيع أحد أن ينكرها عليه لقد كفل الله له هذا الحق
لهذا
يروى أن أحد وزراء قد اعتدى على أموال امرأة عجوز
فسلبها حقوقها وصادرها أملاكها ذهبت إليه العجوز تبكي
وتشتكي من هذا الظلم فما أعطاها حقها فقالت :
لأدعونّ الله عليك فأخذ يضحك منها باستهزاء ,
ويقول لها : عليك بالثلث الأخير من الليل ,
يقول ذلك استهزاءً – و العياذ بالله –

أتهزأ بالدعـــاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعـاءُ
سهام الليل لا تخطي ولكن *** له أمدٌ وللأمد انقضـــاء
و فعلاً ذهبت العجوز وداومت على الدعاء في الثلث الأخير من الليل
فما هو إلا وقت قصير حتى عزل الوزير وسلبت أمواله
وأخذوا عقاره ثم جلدوه في السوق جلد تأديب له على أفعاله بالناس

فمن الذي مرعليه ؟؟
إنها العجوز مرت عليه العجوز وقالت له أحسنت
لقد وصفت لي الثلث الأخير من الليل فوجدته أحسن ما يكون

لا تظلمنَّ إذا مـا كنت مقتدراً *** إن الظلم تـرجع عقبه إلى الندم
تنـــام عينك والمظلوم منتبه *** يدعــو عليك وعين الله لم تنم


نعم الثلث الأخير من الليل خطر على الظَّلَمة ,
فلينتبهوا فلينتبه الظلمة لأن من الناس من هم معتادعلى أن يستقضى
في كل يوم قبل أذان الفجر بربع ساعة أو بنصف ساعة أو ساعة
فيكون هذاالرجل قد أدرك الثلث الأخير من الليل
ربما هنا في تلك اللحظة يتذكر ظالم قد ظلمه فيدعوا عليه
, هذه مصيبة .. لذلك هؤلاء أهل الثلث الأخير من الليل ابتعد عنهم
, ابتعدعنهم لا تؤذهم لأنهم يملكون سلاحاً لا يستهان به


* سُئِل الإمام على بن أي طالب رضي الله عنه :
كم بين الأرض والعرش - عرش الرحمن - ؟


فما أجاب بالأميال وإلا الكيلومترات تدرون ماذا قال ؟
قال : ( بيننا وبين العرش دعوة مظلوم )
إي والله فكيف إذا كانت في آخر الليل أيضاً
ومن كان يداوم على الثلث الأخير من الليل ويذوق حلاوته
فإنه لن يستطيع أن يستغني عنه


* سعيد بن جبيركان مجاب الدعوة ؛ إذا دعا استجيبت دعوته
, و كان له ديك يوقظه كل ليلة لقيام الليل لكي يعيش حلاوة
الثلث الأخير من الليل, مرة من المرات ما صاح الديك
ففاتت ليلة على سعيد شق ذلك عليه صعب على قلبه فواتها
فلما زادت حسرته, قال : ما بال الديك قطع الله صوته
يقال : فما أذّن الديك بعدها إلى أن مات ,فقد أصابته دعوة سعيد
فقالت له أمه : يا بني لا تدعو على أحد حتى لو كان ديك

الليل له وقت فاضل عزيز وهو الثلث الأخير من الليل
وقليل من العباد يعيش فيه , وإلا في الغالب يكونون نائمين فيه
فكن أنت من النادرين , فإنك لا تدري والله في أي ليلة من الليالي
سيكتب ربك لك الجنة

أسأل الله أن يجعلها هذه الليلة عاجلاً غير آجل
اللهم آمين والحمد الله رب العالمين


dh_qblth


WIDTH=400 HEIGHT=350


من فضل الله علينا ورحمته بنا أن أذن لنا بأن نقابله
و أن نقف بين يديه
, ولو شاء الله تعالى لما شرع لنا أن نقف بين يديه ,
و لتركنا بلا صلاة فريضة ولا صلاة نافلة ولاتراويح
ولا غيرها
لكنه أمرنا بالصلاة لأجلنا نحن لا لأجله هو
و إلا فهو سبحانه عنده الملائكة فهم أعظم منا !

الملائكة لا تسرح في صلاتها ولا شيء
بل حتى الملائكة ربنا مستغنى عنها وعن صلاتها,

إذن الصلاة لنا نحن الذين نحتاج الصلاة
نحن الذين نحتاج أن نقابل الله في كل يوم وأكثرمن مرة أيضًا
على الأقل خمس مرات لكي تطمئن قلوبنا
ولكي ترتاح نفوسنا
و بعض الناس يزيد من النوافل ليزيد من الراحة ,
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يقيم الصلاة
قال: ( أرحنا بها يا بلال )
صحيح سنن أبي داوود



وهل توجد راحة أكثر من راحة من يريد أن يقابل الله تعالى ؟
كيف تتعامل مع الله إذا قابلته ؟



مقابلة الله تعالى لها طعم
وأنا أعرف أن كثيراً من الناس يريد أن يحس بطعم هذا اللقاء
الذي يتكرر في كل يوم

المشكلة أنه في كل مرة يفوتنا هذا الطعم

فكيف نحس بحلاوة لقاء الله ؟


توجد ثلاثة أدوية من استعملها فإن الله سيحيي صلاته ,
وكأنه يصلى لأول مرة في حياته


يقول أحد الذين طبقوا هذه الأدوية :
و الله ما ما كنت أظن أن الصلاة فيها كل هذه الراحة وكل هذه السعادة



الدواء الأول
أول طريقه لكي يحس الإنسان بطعم الصلاة

أي صلاة فريضة كانت أو نافلة أو علاج
أن تغير نظرتك عن الصلاة


لاتنظر إلى الصلاة فقط أنها شي يجب أن أطبقه لأنتهي ..
افعلها فقط لكي لا أعذب لا,
لا .. اذهب إلى الصلاة ؛ لأنك تحب الصلاة ؛
لأنك تريد أن ترتاح بها



كن معي في هذا المثال:

الأصل أن الإنسان يأكل ليعيش أليس كذلك؟!

لكن واقعياً الآن هل الناس الآن إذا أكلوا فإنهم يأكلون ليعيشوا فقط ,
مستحيل يأكل فقط لكي لا يموت ,
بل يتلذذ بالطعام لقمة لقمة ويخلط النوع الفلاني مع النوع الفلاني
وبمزاج أيضا أولا المقبلات ثم الوجبة الرئيسية
ويختم ذلك بالحلوى والفاكهة ,
يتفنن بالأكل ولا تجد أحد يأكل فقط ليبقى على قيد الحياة ..
لا!


أنت كذلك لا تصلى فقط لتسقط الفرض
ولكن هدفك أن تستمتع بالصلاة علينا أن نستمتع بكل ركن
فيها غيِّر نظرتك تجاه الصلاة


ألاترى أن كل شعب له طريقته الخاصة بإراحة النفس :
الغرب يستخدمون الموسيقى الهادئة للاسترخاء – نسأل الله الهداية - ..
الشرق الأقصى يستخدمون تمرينات معينة للاسترخاء
يسمونها اليوقا أو غيرها,
بعضهم لا يسترخي إلا بالخمر والعياذ بالله


و الآن ماذا عنا نحن ..
لماذا لا نستخدم ما أعطانا الله إياه ؟
و ما هو الذي إعطانا الله إياه؟


إنها الصلاة .. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا أغمّه أمر صلّى المؤمن في الصلاة
كالسمكة في البحر لا تريد أن تخرج..


أما غير الخاشع في الصلاة كالطير في القفص
لا يريد أن يبقى ولهذا فأنا اقترح عليك أن تسأل
نفسك سؤالاً صادقا
بصدق اسأل نفسك :
لماذا أتيت أنا إلى الصلاة ؟


بعض الناس أتى إلى صلاة التراويح مثلاً
وليس في باله إلا دعاء القنوت
الدعاء طيب ولكن إذا كان الدعاء هو الهدف فقط
فسيبقى الإنسان متثاقلاً طوال الصلاة
إلى أن يأتي الدعاء


بعض آخر يأتي لأجل الصوت الجميل,
الصوت الجميل مطلوب
لأنه سيساعدك على الخشوع لكنه ليس غاية بل وسيلة
فمن أتى فقط لأجل الصوت الجميل
فسوف يتثاقل طوال الركوع
و طوال السجود وطوال التشهد

إما إذا كان الإمام هذا صاحب الصوت الجميل ليس موجود
صاحبنا هذا لن يخشع أبداً !!

لماذا ؟؟ لأنه أتى لأجل الصوت فقط



يوجد بعض الناس ما شاء الله عليه موفق
لماذا أتى إلى الصلاة؟


أتى للقاء الله , لمقابلة محبوبه لكي يكلمه لكي يشتكي إليه
يخبره بحاجته إليه ليسمع كلام ربه ليسمع ماذا يريد الله منه ,
فإذا قرأ الإمام القرآن , و قال : يأيها الذين آمنوا ,
في الآية فإنه يستمع و يركز في الكلام ,
لأنه يريد أن يعرف ماذا سيطلب الله منه الآن ,
و عن ماذا سينهاه , فالذي يطلبه منه سيفعله ,
و الذي ينهاه عنه سيتركه ,
وإذا ركع فإنه سيعظم ربه , لأن الركوع فيه تعظيم لله ,
فيه عبودية شديدة , و الروح محتاجة لهذه العبودية
التي يوفرها الركوع

نعم كل إنسان منا عنده في داخل نفسه حاجة شديدة للعبودية
فهو يحتاج أن يعبد إلهه ؛ لكي يستريح ,
كل إنسان فيه هذه الفطرة وإذا لم يشبعها فإنه سيبقى
قلق سريع الغضب والانفعال
حتى أن الشخص نفسه يتساءل لماذا أنا متوتر هكذا!


أحيانًا يكون السبب هو عدم إشباعك لحاجة التعبد
فالركوع فيه عبودية شديدة لله ,
فستروي نفسك تمامًا ,
و الراكع يعظم الله تعالى , و يدافع عن إلهه أثناء الركوع ,
فيقول : سبحان ربي العظيم ..
تنزيه لله عز وجل عن الأشياء التي لا تليق به سبحانه


اشبع هذا الشعور في الركوع ..
يقول أحد الإخوة وقد بدأ يتأمل الركوع بالطريقة التي قلناها :
والله أصبح الركوع على قلبي أحلى من العسل
بعد أن أصبحت اشبع حاجة التعبد في أثناء الركوع
صار طعمه يختلف تمامًا


ثم ننتقل إلى السجود ..
يا الله السجود هو أفضل مكان بالصلاة
وهو أحلى مرحلة .. إي والله السجود
هو أفضل مكان بالصلاة هو أحلى مرحلة
السجود هو عندما تكون في أقرب نقطة من ربك
فيصبح دعاؤك قريب من الإجابة , فتطلب وتطلب

أما التشهد فوداع و تحية للخالق ثم سلام على
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإذا سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم
فسيوصل ربي سلامك إليه وهو في قبره ..
نعم أول ما تقول :
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ..
فإن الله تعالى سيوصل سلامك ثم تستمر
في هذه الصلاة الركعة الثالثة والرابعة وهكذا

فتجد المصلي بعد انتهاء الصلاة أسعد مما كان قبل الصلاة
لقد امتلأ قلبه بلقاء ربه فبقيت آثار ذلك اللقاء عليه
حتى بعد انصرافه من مقابلة ربه


قال تعالى: { إنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ }
سورة العنكبوت : 45



هل عرفنا الآن لماذا كان السابقون يخشعون ولا نخشع؟

ببساطه لأنهم يحبون الدخول بالصلاة
ونحن نحب إبراء ذمتنا من الصلاة , فقط نريد أن نؤديها ..

لأنهم كانوا ينظرون إلى الصلاة بخلاف نظرتنا نحن إليها
إذن غير نظرتك إلى الصلاة وسيتغير طعم الصلاة كلياً في قلبك


يوجد دواء آخر للخشوع هذا الدواء لا أعلم أحد طبقه ولم تتغير
صلاته أبدًا لا رجل ولا امرأة..
كل من طبقه تغيرت صلاته تماماً


فما هو؟؟


WIDTH=400 HEIGHT=350

dh_khtbrk

WIDTH=400 HEIGHT=350

ربنا سبحانه يختبر عباده يومياً,فمنهم من يثبُت ومنهم من لا يثبُت ,
وقد علِمَ الله ذلك فقلّب القلوب حيث شاء ؛
لأنه هو سبحانه مقلِّب القلوب..
ألم تسمع كيف كان يحلف النبي صلىالله عليه وسلم ( ومقلّب القلوب)





يقول بعض أهل العلم : القلوب أسرع تقلباً من القِدر إذا كان يغلي




فكيف تتعامل مع الله إذا اختبرك؟




ألم ترَ إنساناً في حياتك كان على صلاح وهداية وتديّن ثم فجأةً انتكس وأخذ يعمل حتى الكبائر ؟




أنا والله رأيت منهم كثيراً في حياتي ..
هذا ليس من المستغرب, ليس من المُستغرب أن ينتكس الإنسان,
هذا هو الطبيعي , هذا هو الأصل





قال الحسن البصري : لا تعجب لمن هلَك كيف هلك , العجب ممن نجا كيف نجا ؟؟!!




فإذا كان الإنسان استمر علىالهداية والصلاة وبر الوالدين ,
وعدم أكل المال المحرّم إلى أن مات , هذا هو العجيب!




أما إذا كان قد انتكس , فهذا أمرعادي , عادي جداً



يقول تعالى: { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْحَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} سورة يوسف : 103




لاحِظ .. حتى لو حرَص الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم ,
فما أكثرهم بمؤمنين




وفي كل يوم , كل يوم يُضِلُّ الله عباداً ويهدي عباداً آخرين ,
إنه يفعل ذلك تعالى باستمرار كل يوم ,
وقد نلتحق بهذاالنوع وقد نلتحق بالنوع الآخر




قد يحدث هذا بأي لحظة , فمن أي النوعين سيكون الواحد منّا ؟




قال تعالى:{ يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوابِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِيالْآخِرَةِۖ
وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظَّالِمِينَۚوَيَفْعَلُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ} سورة إبراهيم:27






قد يقول قائل : إذا كان موضوعالهداية والضلال ليس بيدي ,
إذاً سأستسلم وأنتظر ماذا يحدث لي , لأنه ليس بيدي شيءأصلاً




لا .. ربنا سبحانه لا يجبر الناسعلى الضلال ,
فإن العبد مادام مُقبلاً على الله تعالى ,
فإن الله تعالى لا يزاليُ قبل عليه ويهديه ويعطيه ولا يتركه أبداً ..
إلا إذا ترك هو طاعة الله , فإن ترك العبد طاعة الله , فإن الله تعالى سيتركه كما ترك هو!




قال تعالى: { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ} سورة الصف: 5



لاحِظقوله تعالى : {إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} سورة الرعد : 11




لأنه لا يخلو أحدٌ من الذنوب فإن الصالحين كانوا يخافون م
ن أن يتركهم الله فيَضِلُّوا , ولهذا كانوا يخافون ..
وقد ذكر الله من دعائهم أنهم كانوا يقولون : { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَابَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةًۚ
إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ* رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚإِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } سورة آل عمران : 8 / 9





فلمّا رآهم ربهم خائفين تفضّل عليهم وثبتهم ووقاهم إلى أن توفاهم
على شهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله .. صلى الله عليه وسلم





أسأل الله أن يثبتنا جميعاً عليها وعلى العمل بها إلى يوم القيامة
يتبع





ام بودى68
ام بودى68
dh_nzl_ly_lsm_ldny WIDTH=400 HEIGHT=350 كل محب له أمنية أن يكون قريباً من حبيبه ومن لم تكن هذه أمنيته فليس صادقاً في حبه .. ربنا سبحانه يعلم أن له عباداً يحبونه حباً شديداً ويحبون أن يقتربوا منه فجعل لهم موعداً ينزلفيه إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله وعظيم سلطانه ليرحمهم وليجيب طلباتهم فيكلمهم ويكلمونه ويدعونه, يحدث هذا في كل ليلة قلت لليل هل فى جوفك سر ُّ *** عامرُ بالحـديـث والأسرارِ قال لم ألقَ فى حياتى حديثـاً *** كحديث المحبيـن فى الأسحارِ كيف تتعامل مع الله إذا نزل إلى السماء الدنيا ؟؟ لقد لخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشهد الثلث الأخير من الليل في كلمات بسيطة عندما قال : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فاستجيبله من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) رواه البخاري ويستمر هذا الوضع يستمر حتى يطلع الفجر أول سؤال عندنا هو كيف نعرف أن الثلث الأخير من الليل بدأ ؟؟ معرفة بداية هذا الثلث يختلف من مدينة إلى مدينة وحتى في المدينة الواحدة يختلف من الصيف إلى الشتاء لماذا ؟؟ بسبب قصر الليل وطوله فإذا أردت أن تعرف الثلث الأخير من الليل فعليك أن تحسب حسبة بسيطة وهي سهلة, سهلة جداً أولاً : يجب أن تعرف وقت أذان المغرب ووقت أذان الفجر في هذه المدينة ثم بعد ذلك احسب كم ساعة بين المغرب والفجر من المغرب إلى الفجر , كم ساعة فمثلاً لو كان الوقت بين أذان المغرب وأذان الفجر ست ساعات فهذا يعني أن الليل بطولة ست ساعات إذن كم سيكون الثلث الواحد من الليل ؟؟ اقسم الست ساعات على ثلاثة .. ستة تقسيم ثلاثة اثنان , إذن هذا يعني أن الثلث الأخير من الليل يبدأ قبل أذان الفجر بساعتين في هذا المثال وهكذا وهذا الوقت هو أفضل وقت في الليل كله فكم من تائب ما غفر ذنبه إلا في هذا الوقت وكم من سائل تأخرت إجابة دعائه فلما دعا في هذا الوقت انفرجت المصبية واستجاب الله الدعاء وكم من مسلم يأس من أن تدمع عينه من خشية الله فتفاجئ بدمعته تنزل بسرعة على خده في هذا الوقت , إنه وقت شريف عزيز فيه روحانية عجيبة فإذا غارت النجوم وهدأت الجفون ونامت العيون ولم يبقَ إلا الحي القيوم فتوضأ وضوءك والبس أحسن ثيابك واستقبل القبلة وقل : الله أكبر وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين إن لله تعالى عباداً يحبونه ويحبون لقاءه وينتظرون هذا الثلث الأخير من الليل بفارغ الصبر في كل ليلة ولا يزالون يجاهدون أنفسهم بالنوم والاستيقاظ إلى أن يفوزوا مع من فاز بهذا الوقت الشريف فهل سننظم إليهم أم لا ؟؟ والله لو كانت عندنا رحلة طائرة في هذا الوقت لما فآتتنا بل أحياناً تعرض أفلام تكون في الثلث الأخير من الليل ينتظرها الناس ويصبرون عليها ولا يصبر الواحد منا على إجابة نداء الله والله لو اتصل بنا أحد في هذا الوقت من الليل لاهتممنا بهذا الاتصال ولاهتممنا بالموضوع .. ربنا أحب إلينا وأرجى لقلوبنا , و لهذا فمن اختبار الله لنا أنه قد جعل الوقت الذي ينادي فيه العباد هو في هذا الوقت المتأخر لماذا ؟؟ ليهتم بذلك من كان صادقا ًفي رغبته لفضل الله ورحمته فإذا قاوم الإنسان رغباته وقاوم ملذاته من النوم أو الانترنت أو التلفاز أو غيرها من الأشياء لو ترك كل هذا وتوجه إلى ربه وقام بين يديه في هذا الوقت العزيز الشريف فإن الله تعالى بالمقابل سيعطيه أكثر مما ترك وسيفتح له من الرحمات ما لم يخطر له على بال . قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن في الليل لساعةً لا يوافقهارجلٌ مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كلليلةٍ) رواه مسلم وبعض الناس يستغل هذا الوقت في الشكوى إلى الله تعالى ممن ظلمه , هذا حق من حقوقه لا يستطيع أحد أن ينكرها عليه لقد كفل الله له هذا الحق لهذا يروى أن أحد وزراء قد اعتدى على أموال امرأة عجوز فسلبها حقوقها وصادرها أملاكها ذهبت إليه العجوز تبكي وتشتكي من هذا الظلم فما أعطاها حقها فقالت : لأدعونّ الله عليك فأخذ يضحك منها باستهزاء , ويقول لها : عليك بالثلث الأخير من الليل , يقول ذلك استهزاءً – و العياذ بالله – أتهزأ بالدعـــاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعـاءُ سهام الليل لا تخطي ولكن *** له أمدٌ وللأمد انقضـــاء و فعلاً ذهبت العجوز وداومت على الدعاء في الثلث الأخير من الليل فما هو إلا وقت قصير حتى عزل الوزير وسلبت أمواله وأخذوا عقاره ثم جلدوه في السوق جلد تأديب له على أفعاله بالناس فمن الذي مرعليه ؟؟ إنها العجوز مرت عليه العجوز وقالت له أحسنت لقد وصفت لي الثلث الأخير من الليل فوجدته أحسن ما يكون لا تظلمنَّ إذا مـا كنت مقتدراً *** إن الظلم تـرجع عقبه إلى الندم تنـــام عينك والمظلوم منتبه *** يدعــو عليك وعين الله لم تنم نعم الثلث الأخير من الليل خطر على الظَّلَمة , فلينتبهوا فلينتبه الظلمة لأن من الناس من هم معتادعلى أن يستقضى في كل يوم قبل أذان الفجر بربع ساعة أو بنصف ساعة أو ساعة فيكون هذاالرجل قد أدرك الثلث الأخير من الليل ربما هنا في تلك اللحظة يتذكر ظالم قد ظلمه فيدعوا عليه , هذه مصيبة .. لذلك هؤلاء أهل الثلث الأخير من الليل ابتعد عنهم , ابتعدعنهم لا تؤذهم لأنهم يملكون سلاحاً لا يستهان به * سُئِل الإمام على بن أي طالب رضي الله عنه : كم بين الأرض والعرش - عرش الرحمن - ؟ فما أجاب بالأميال وإلا الكيلومترات تدرون ماذا قال ؟ قال : ( بيننا وبين العرش دعوة مظلوم ) إي والله فكيف إذا كانت في آخر الليل أيضاً ومن كان يداوم على الثلث الأخير من الليل ويذوق حلاوته فإنه لن يستطيع أن يستغني عنه * سعيد بن جبيركان مجاب الدعوة ؛ إذا دعا استجيبت دعوته , و كان له ديك يوقظه كل ليلة لقيام الليل لكي يعيش حلاوة الثلث الأخير من الليل, مرة من المرات ما صاح الديك ففاتت ليلة على سعيد شق ذلك عليه صعب على قلبه فواتها فلما زادت حسرته, قال : ما بال الديك قطع الله صوته يقال : فما أذّن الديك بعدها إلى أن مات ,فقد أصابته دعوة سعيد فقالت له أمه : يا بني لا تدعو على أحد حتى لو كان ديك الليل له وقت فاضل عزيز وهو الثلث الأخير من الليل وقليل من العباد يعيش فيه , وإلا في الغالب يكونون نائمين فيه فكن أنت من النادرين , فإنك لا تدري والله في أي ليلة من الليالي سيكتب ربك لك الجنة أسأل الله أن يجعلها هذه الليلة عاجلاً غير آجل اللهم آمين والحمد الله رب العالمين dh_qblth WIDTH=400 HEIGHT=350 من فضل الله علينا ورحمته بنا أن أذن لنا بأن نقابله و أن نقف بين يديه , ولو شاء الله تعالى لما شرع لنا أن نقف بين يديه , و لتركنا بلا صلاة فريضة ولا صلاة نافلة ولاتراويح ولا غيرها لكنه أمرنا بالصلاة لأجلنا نحن لا لأجله هو و إلا فهو سبحانه عنده الملائكة فهم أعظم منا ! الملائكة لا تسرح في صلاتها ولا شيء بل حتى الملائكة ربنا مستغنى عنها وعن صلاتها, إذن الصلاة لنا نحن الذين نحتاج الصلاة نحن الذين نحتاج أن نقابل الله في كل يوم وأكثرمن مرة أيضًا على الأقل خمس مرات لكي تطمئن قلوبنا ولكي ترتاح نفوسنا و بعض الناس يزيد من النوافل ليزيد من الراحة , ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يقيم الصلاة قال: ( أرحنا بها يا بلال ) صحيح سنن أبي داوود وهل توجد راحة أكثر من راحة من يريد أن يقابل الله تعالى ؟ كيف تتعامل مع الله إذا قابلته ؟ مقابلة الله تعالى لها طعم وأنا أعرف أن كثيراً من الناس يريد أن يحس بطعم هذا اللقاء الذي يتكرر في كل يوم المشكلة أنه في كل مرة يفوتنا هذا الطعم فكيف نحس بحلاوة لقاء الله ؟ توجد ثلاثة أدوية من استعملها فإن الله سيحيي صلاته , وكأنه يصلى لأول مرة في حياته يقول أحد الذين طبقوا هذه الأدوية : و الله ما ما كنت أظن أن الصلاة فيها كل هذه الراحة وكل هذه السعادة الدواء الأول أول طريقه لكي يحس الإنسان بطعم الصلاة أي صلاة فريضة كانت أو نافلة أو علاج أن تغير نظرتك عن الصلاة لاتنظر إلى الصلاة فقط أنها شي يجب أن أطبقه لأنتهي .. افعلها فقط لكي لا أعذب لا, لا .. اذهب إلى الصلاة ؛ لأنك تحب الصلاة ؛ لأنك تريد أن ترتاح بها كن معي في هذا المثال: الأصل أن الإنسان يأكل ليعيش أليس كذلك؟! لكن واقعياً الآن هل الناس الآن إذا أكلوا فإنهم يأكلون ليعيشوا فقط , مستحيل يأكل فقط لكي لا يموت , بل يتلذذ بالطعام لقمة لقمة ويخلط النوع الفلاني مع النوع الفلاني وبمزاج أيضا أولا المقبلات ثم الوجبة الرئيسية ويختم ذلك بالحلوى والفاكهة , يتفنن بالأكل ولا تجد أحد يأكل فقط ليبقى على قيد الحياة .. لا! أنت كذلك لا تصلى فقط لتسقط الفرض ولكن هدفك أن تستمتع بالصلاة علينا أن نستمتع بكل ركن فيها غيِّر نظرتك تجاه الصلاة ألاترى أن كل شعب له طريقته الخاصة بإراحة النفس : الغرب يستخدمون الموسيقى الهادئة للاسترخاء – نسأل الله الهداية - .. الشرق الأقصى يستخدمون تمرينات معينة للاسترخاء يسمونها اليوقا أو غيرها, بعضهم لا يسترخي إلا بالخمر والعياذ بالله و الآن ماذا عنا نحن .. لماذا لا نستخدم ما أعطانا الله إياه ؟ و ما هو الذي إعطانا الله إياه؟ إنها الصلاة .. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أغمّه أمر صلّى المؤمن في الصلاة كالسمكة في البحر لا تريد أن تخرج.. أما غير الخاشع في الصلاة كالطير في القفص لا يريد أن يبقى ولهذا فأنا اقترح عليك أن تسأل نفسك سؤالاً صادقا بصدق اسأل نفسك : لماذا أتيت أنا إلى الصلاة ؟ بعض الناس أتى إلى صلاة التراويح مثلاً وليس في باله إلا دعاء القنوت الدعاء طيب ولكن إذا كان الدعاء هو الهدف فقط فسيبقى الإنسان متثاقلاً طوال الصلاة إلى أن يأتي الدعاء بعض آخر يأتي لأجل الصوت الجميل, الصوت الجميل مطلوب لأنه سيساعدك على الخشوع لكنه ليس غاية بل وسيلة فمن أتى فقط لأجل الصوت الجميل فسوف يتثاقل طوال الركوع و طوال السجود وطوال التشهد إما إذا كان الإمام هذا صاحب الصوت الجميل ليس موجود صاحبنا هذا لن يخشع أبداً !! لماذا ؟؟ لأنه أتى لأجل الصوت فقط يوجد بعض الناس ما شاء الله عليه موفق لماذا أتى إلى الصلاة؟ أتى للقاء الله , لمقابلة محبوبه لكي يكلمه لكي يشتكي إليه يخبره بحاجته إليه ليسمع كلام ربه ليسمع ماذا يريد الله منه , فإذا قرأ الإمام القرآن , و قال : يأيها الذين آمنوا , في الآية فإنه يستمع و يركز في الكلام , لأنه يريد أن يعرف ماذا سيطلب الله منه الآن , و عن ماذا سينهاه , فالذي يطلبه منه سيفعله , و الذي ينهاه عنه سيتركه , وإذا ركع فإنه سيعظم ربه , لأن الركوع فيه تعظيم لله , فيه عبودية شديدة , و الروح محتاجة لهذه العبودية التي يوفرها الركوع نعم كل إنسان منا عنده في داخل نفسه حاجة شديدة للعبودية فهو يحتاج أن يعبد إلهه ؛ لكي يستريح , كل إنسان فيه هذه الفطرة وإذا لم يشبعها فإنه سيبقى قلق سريع الغضب والانفعال حتى أن الشخص نفسه يتساءل لماذا أنا متوتر هكذا! أحيانًا يكون السبب هو عدم إشباعك لحاجة التعبد فالركوع فيه عبودية شديدة لله , فستروي نفسك تمامًا , و الراكع يعظم الله تعالى , و يدافع عن إلهه أثناء الركوع , فيقول : سبحان ربي العظيم .. تنزيه لله عز وجل عن الأشياء التي لا تليق به سبحانه اشبع هذا الشعور في الركوع .. يقول أحد الإخوة وقد بدأ يتأمل الركوع بالطريقة التي قلناها : والله أصبح الركوع على قلبي أحلى من العسل بعد أن أصبحت اشبع حاجة التعبد في أثناء الركوع صار طعمه يختلف تمامًا ثم ننتقل إلى السجود .. يا الله السجود هو أفضل مكان بالصلاة وهو أحلى مرحلة .. إي والله السجود هو أفضل مكان بالصلاة هو أحلى مرحلة السجود هو عندما تكون في أقرب نقطة من ربك فيصبح دعاؤك قريب من الإجابة , فتطلب وتطلب أما التشهد فوداع و تحية للخالق ثم سلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فسيوصل ربي سلامك إليه وهو في قبره .. نعم أول ما تقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته .. فإن الله تعالى سيوصل سلامك ثم تستمر في هذه الصلاة الركعة الثالثة والرابعة وهكذا فتجد المصلي بعد انتهاء الصلاة أسعد مما كان قبل الصلاة لقد امتلأ قلبه بلقاء ربه فبقيت آثار ذلك اللقاء عليه حتى بعد انصرافه من مقابلة ربه قال تعالى: { إنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ } سورة العنكبوت : 45 هل عرفنا الآن لماذا كان السابقون يخشعون ولا نخشع؟ ببساطه لأنهم يحبون الدخول بالصلاة ونحن نحب إبراء ذمتنا من الصلاة , فقط نريد أن نؤديها .. لأنهم كانوا ينظرون إلى الصلاة بخلاف نظرتنا نحن إليها إذن غير نظرتك إلى الصلاة وسيتغير طعم الصلاة كلياً في قلبك يوجد دواء آخر للخشوع هذا الدواء لا أعلم أحد طبقه ولم تتغير صلاته أبدًا لا رجل ولا امرأة.. كل من طبقه تغيرت صلاته تماماً فما هو؟؟ WIDTH=400 HEIGHT=350 dh_khtbrk WIDTH=400 HEIGHT=350 ربنا سبحانه يختبر عباده يومياً,فمنهم من يثبُت ومنهم من لا يثبُت , وقد علِمَ الله ذلك فقلّب القلوب حيث شاء ؛ لأنه هو سبحانه مقلِّب القلوب.. ألم تسمع كيف كان يحلف النبي صلىالله عليه وسلم ( ومقلّب القلوب) يقول بعض أهل العلم : القلوب أسرع تقلباً من القِدر إذا كان يغلي فكيف تتعامل مع الله إذا اختبرك؟ ألم ترَ إنساناً في حياتك كان على صلاح وهداية وتديّن ثم فجأةً انتكس وأخذ يعمل حتى الكبائر ؟ أنا والله رأيت منهم كثيراً في حياتي .. هذا ليس من المستغرب, ليس من المُستغرب أن ينتكس الإنسان, هذا هو الطبيعي , هذا هو الأصل قال الحسن البصري : لا تعجب لمن هلَك كيف هلك , العجب ممن نجا كيف نجا ؟؟!! فإذا كان الإنسان استمر علىالهداية والصلاة وبر الوالدين , وعدم أكل المال المحرّم إلى أن مات , هذا هو العجيب! أما إذا كان قد انتكس , فهذا أمرعادي , عادي جداً يقول تعالى: { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْحَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} سورة يوسف : 103 لاحِظ .. حتى لو حرَص الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم , فما أكثرهم بمؤمنين وفي كل يوم , كل يوم يُضِلُّ الله عباداً ويهدي عباداً آخرين , إنه يفعل ذلك تعالى باستمرار كل يوم , وقد نلتحق بهذاالنوع وقد نلتحق بالنوع الآخر قد يحدث هذا بأي لحظة , فمن أي النوعين سيكون الواحد منّا ؟ قال تعالى:{ يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوابِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِيالْآخِرَةِۖ وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظَّالِمِينَۚوَيَفْعَلُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ} سورة إبراهيم:27 قد يقول قائل : إذا كان موضوعالهداية والضلال ليس بيدي , إذاً سأستسلم وأنتظر ماذا يحدث لي , لأنه ليس بيدي شيءأصلاً لا .. ربنا سبحانه لا يجبر الناسعلى الضلال , فإن العبد مادام مُقبلاً على الله تعالى , فإن الله تعالى لا يزاليُ قبل عليه ويهديه ويعطيه ولا يتركه أبداً .. إلا إذا ترك هو طاعة الله , فإن ترك العبد طاعة الله , فإن الله تعالى سيتركه كما ترك هو! قال تعالى: { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ} سورة الصف: 5 لاحِظقوله تعالى : {إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} سورة الرعد : 11 لأنه لا يخلو أحدٌ من الذنوب فإن الصالحين كانوا يخافون م ن أن يتركهم الله فيَضِلُّوا , ولهذا كانوا يخافون .. وقد ذكر الله من دعائهم أنهم كانوا يقولون : { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَابَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ* رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚإِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } سورة آل عمران : 8 / 9 فلمّا رآهم ربهم خائفين تفضّل عليهم وثبتهم ووقاهم إلى أن توفاهم على شهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله .. صلى الله عليه وسلم أسأل الله أن يثبتنا جميعاً عليها وعلى العمل بها إلى يوم القيامة يتبع
dh_nzl_ly_lsm_ldny WIDTH=400 HEIGHT=350 كل محب له أمنية أن يكون قريباً من حبيبه ومن لم...
dh_khlwt_bh

WIDTH=400 HEIGHT=350


صورتك أمام الله تعالى في الخلوة تختلف تماماً عن صورتك أمامه
إذا كنت بين الناس , فمن كان يجلس لوحده خالياً فإن هذا الشخص
تترتب عليه مسؤوليات تختلف عن الذي يكون لوحده
وستُعرض عليه فُرَص رائعة لا تُعرض على الذي
كان يجلس مع مجموعة من الناس


إذاً .. كيف تتعامل مع الله إذاخَلَوْتَ بهِ ؟


إذا كنت تحصل على كمية معينة من الحسنات مُقابل عباداتك
فإن نفس هذه العبادات لو فعلتها في الخلوة لوحدك
فستحصل على حسنات أكثر


اللهم إلا العبادات التي تجب مع الناس ,
فهذه الواجب فيها أن تُؤدّى مع الناس ,
مثل صلاة الجماعة للرجال , حج, وغيرها



أما النوافل فالأفضل أن تكون في السر ,
عندما تخلو مع الله بينك وبينه فقط , والإنسان الذكي
يعرف قيمة الخلوة وعليهأن يستغل وجوده لوحده بأعمال معينة
لو عملها في غير الخلوة لما حصل على نفس الأجر


فإذا كنتَ لوحدك فاستثمر كل دقيقة
لأننا والله نعيش في زمن يكون الإنسان غالب الوقت مع الناس
, لا يخلو بنفسه إلا قليلاً


إما أن يكون بالدراسة أو العمل,ثم يرجع إلى المنزل
والزوجة والأولاد أو يخرج مع أصحاب في الخارج
لا يجلس لوحده لمدة كثيرة


وتوجد أشياء تعظُم أجرها فعلاً بالخلوةمثلاً : بكاء العبد من خشية الله عموماً له أجر ,
فإذا حدث هذا البكاء في الخلوة فسيَأذن الله له بأن
يدخل تحت ظل عرش الرحمن عندما يكون الدخول
تحت هذا العرش أمنية كل واحدٍ منّا يوم القيامة .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاظله (ثم ذكر منهم )
و رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )
متفق عليه


كذلك لو تركتَ المعصية عموماً فإنك ترتفع درجةً عند الله
لكن نفس المعصية لو تركتها وأنت خالٍ لوحدك
لرفعك الله درجات أكثر

من منّا لا يُذنِبْ ؟!
كلنا أصحاب ذنوب
وغالبا يكون عند الإنسان قلق من بعض السيئات والذنوب
التي فعلها في السابق


فكيف سيقابل بها ربّه ؟ وهل ستزعجهُ هذه الذنوب في قبره أم لا ؟
حسناً .. ما رأيكم أن نمسحها؟
نمسحها !! كيف ؟
في المستقبل إذا عُرِضَتْ عليك معصية وأنت لوحدك
وتستطيع أن تفعلها , حاول قدر المستطاع أن تتركها
وسيغفرالله لك ذنوبك الأخرى
بل وسيزيدك فوق ذلك رصيداً من عندهِ فيعطيكَ أجراً كبيرًا
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }
سورة الملك : 12
لاحِظ أن الله ذكر هذه الآية مباشرةً بعد أن وصف النار
وكأن مخافة الله بالخلوة هي النجاة من النار , فإذا نجوتَ
من النار فأين ستذهب ؟ كل الناس سيقول : إلى الجنة إن شاء الله

سؤال : جنة واحدة فقط ستدخلها؟
لا .. الذي يخاف ربه لا يحصل على جنةٍ واحدةٍ فقط ,
بل يحصل على جنتين اثنتين!
الناس عندهم جنّة واحدة , وهو يملك جنتين اثنتين

قال تعالى:{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِجَنَّتَانِ }سورة الرحمن : ٤٦

يقول بعض الصالحين : كم من معصية في الخفاء منعتني منها
هذه الآية:{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}
إذاً .. الخلوة بالله غنيمة , ليس كل الناس يُحسن التصرف فيها
ليس كل الناس يفوز بها
والله أنا الآن لا أُخفيكم أخشى أن أستمر في ذكر حسن العبادة
في الخلوة فتظُن أني أُبالِغ , وأنا والله والله لا أُبالغ
هذا هو كتاب الله , هذه هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم
لا يوجد شيء من عندي
* أتدرون أن الإنسان إذا استَمرَّ على خشية الله في الخلوة
أتدري ماذا سيرى أمامه ؟
سيرى الله ... نعم , سيرى الله تعالى بجماله وجلاله وصفاته يوم القيامة
كما أنه الآن يرى القمر ليلة البدر

عندها سيشعر بلذّةٍ في صدره ماحسَّ بها منذ أن ولدته أمه
, أجمل وألذّ وأحلى شعور يمكن أن يمر عليك في حياتك كلها
هو شعور اللذّة برؤية الله تعالى


ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه
( وأسألك لذّة النظر إلى وجهك الكريم)
أخرجه أحمد و ابن حبان

أيّ شيءٍ أحلى من أن يكون الله تعالى الذي لا إله إلا هو مُتَـجَلياً لكْ
قد كَشَفَ لك عن الحجاب فينظر العبد إلى الله تعالى نظرة لا مثيل لها!
كل هذا لأني خشيتُه بالخلوة؟ نعم .. هو الذي حَكَم بذلك .. قال تعالى :
{ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَبِقَلْبٍ مُّنِيبٍ* ادْخُلُوهَا بِسَلام
ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ* لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}
سورة ق : 33 / 34 / 35



أتدري ما هو المزيد ؟
المزيد هو رؤية الله تعالى كما ذكرذلك النبي صلى الله عليه وسلم
جبريل أخبر النبي عليه الصلاة والسلام , أخبره بأنهم يسمّون
اليوم الذي يرى فيه الخلق ربهم , ( يوم المزيد)
هل لاحظتَ معي كيف أن الجزاء من جنس العمل ؟
لاحِظ : لمّا ترك العبد المعصية أثناء الخلوة لأن الله تعالى ينظر إليه
أعطى الله العبد يوم القيامة أن نَظَرَ إليه .
ومن حُسن تعاملك مع الله إذاخَلَوْتَ بهِ أن تستشعر المحبة
أنك تحبّه لأن المُحِبّ يريد أن يخلو بمحبوبهِ فيكلِّمهُ ويشتكي إليه

قُلــتُ للّيلِ هل بجوفِكَ سِرٌّ عــامرٌ بالحديثِ والأسرارِ ؟
قال لم ألــقَ في حيــاتي مثل حديث الأحباب في الأسحارِ

حاوِل أن تُكَلِّمَ ربّكَ في الخلوة , وأن تتعبّده لوحدك حباً ورجاءاً وهيبة
هذا الشعور هو طعم السعادة التي لم يَذُقها كثيرٌ من الناس

يقول داوود الطائي
والله لولا العبادة التي في الليل لما أحببتُ البقاء في دُنياكم هذه
ويقول آخر : والله إني لَتمُرُّ أوقات أقول إذا كان أهل الجنة
يحسّون بالذي أحسّهُ الآن , إذاً هم بخير

أحياناً يسجد الإنسان سجدة طويلة يكلّم فيها ربه يتكلم ولا يشعر بطولها
من أحلى الدمعات والله دمعة الخلوة, ولا يعرف معنى هذا الكلام
إلا الذي ذاقهُ

فهنيئاً لمن كان بينه وبين ربه حب وعبادة وركعات في الخلوة
لأن الله تعالى يُعِدُّ لهؤلاء مفاجأة يوم القيامة لم يكشف عنها
سبحانه , قال تعالى عن الذين يتعبّدون في الخلوة
{ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَلَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ}
سورة السجدة : 17
لكن ما هي هذه المفاجأة ؟ الله أعلم
هو قال سبحانه:{ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم}
لا تعلم يعني لا تعلم
لكنّي متأكد بأنها مفاجأة جميلة ورائعة
لأنه سبحانه جميل ويحب الجمال اختياراته دائماً
تكون جميلة مثله سبحانه
هو عوّدنا على ذلك
وانظروا كيف أهل الخلوة أَخْفَوا عباداتهم في الدنيا
فأخفى الله جزائهم الذي سيكون في الآخرة

الجزاء من جنس العمل , زيادة في التشويق والسعادة
وأهل المحبة الذين طالما تعبدُّوا الله بالخلوة ينتظرون
هذه المفاجأة على أحر من الجمر ؛ لأنهم يعلمون بأن الله سيفرح
بإعطائها لهم , وهم يحبّون أن يفرح ربهم سبحانه
ويحبّون الشيء الذي يحبّه هو سبحانه

باختصار : استغل هذه الخلوة قدرالمستطاع
إيّاك أن تكون أول الخاسرين بالخلوة
إيّاك أن تكون من الذين إذا حصلتلهم الخلوة بالله
فإن أول شيءٍ يفعلونه له سبحانه هو أن يعصوه
انتبه .. لا يكُن الله في قلبك هوأهوَن من ينظر إليك
فإنه عزيز سبحانه يستحي منّافمن باب أولى أن نستحي نحن منه

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك
ومن طاعتك ما تبلِّغنا به جنّتك
ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا



dh_rzqk_1


WIDTH=400 HEIGHT=350

كوكب الأرض نصفه ليل ونصفه نهار,فإذا أشرقت الشمس على
الجانب المُظلم وبدأ الصبح يتنفس , تغيّرت الأرض من حولنا
فخرجت أغلب الكائنات للرزق , فالطيور تخرج من أعشاشها
والأطفال يذهبون إلى المدارس,الشوارع تزدحم بالموظفين
حتى النمل يبحث عن رزقهِ , البورصات تبيع وتشتري بالأسهم ,
الصيّادون بالبحر يتوجّهون بشباكهم .. حياة كاملة تتغير
كل واحدٍ يبحث عن شيء يسمّى الرزق


ولو كان موضوعنا كيف نزيد أرزاقنا لفتحتُ هذا الباب
لكن ليس هذا توجّهنا , نحن نتكلم عن :


كيف تتعامل مع الله إذا رزقَـكْ ؟


نعم , بعد أن نحصل على الرزق كيف نتعامل مع الرازق ؟


أنا أعرف أنه لو أعطاك أحدٌ شيئاً فأنت تبتسم في وجهه
وتقول شكراً , لكن هذا هو ما سنفعلهُ مع الخالِق؟

لا , توجد أصول للتعامل مع الله تعالى إذا رزقَكْ


أولاً قبل كل شيء : اِقبل رزقهُ سبحانه , اِقبل رزقه بأدب ,
لا تقل هذا قليل , هذا ليس ما أردتهُ


لا , اقبل هديته بأدب , فأنت لاتردّ البشر إذا أهدوك بل تقبل
كل الهدايا ولا تقول لماذا هديتك صغيرة ؟
لا تقول لمن دعاك إلى وليمة : لماذا لم تطبُخ لنا لحماً ؟


لا , أنت تقبل من المخلوق هديّته مُطلقاً ,
من باب أولى أن تقبل من الخالق هديّته أيضاً


وأنا أعلم أخي الكريم وأعلم أختي الكريمة أن عندكم من الأدب
وحسن التعامل مع الله تعالى ما تفعلون ذلك وزيادة
, أسأل الله أن يتقبّل منكم


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من رضي فله الرضا ) رواه الترمذي وابن ماجه


يعني من رضي عن الله فإن الله تعالى يرضى عنه .
وأي شيءٍ أحبّ إليك من أن تصبح و تمسي
والله من فوق سابع سمائه قد رضي عنك ؟


إذا رضي العبد عن ربه فإنه قدأعطاه فقط القليل من الرزق
فإن الله تعالى بالمقابل سيرضى عن العبد بالقليل من العمل


بحيث يعمل العبد أعمال قليلة ويدخل الجنة
والجزاء من جنس العمل


فإذا رضينا بهذا الرزق فالتعامل الثاني الآن هو
أن نتأكد بأن هذا الرزق ليس استدراجاً !

ما معنى أن يكون الرزق استدراجاً؟

الجواب

ألا ترى أحياناً الصيّاد كيف أنه يستدرج فريستهُ ويعطيها الطعام
الذي تحبه لتقترب تقترب ثم فجأة يُطلق عليها النار ؟هذا هو الاستدراج ..أحياناً ربي يستدرج العاصي والعياذبالله
فكلما عصى العاصي ربّه أكثر أعطاه الله من الخيرات أكثر
والمسكين يظن أنهعلى خير وإنما هو استدراجٌ من الله
ثم فجأة ينتقم الله تعالى منه , كما قال سبحانه :
{ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا* وَأَكِيدُ كَيْدًا}
سورة الطارق: 15 / 16


يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( إِذَارَأَيْتَ اللَّهَ تَعَالى يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا مَا يُحِبُّ
وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعَاصِيهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْهُ اسْتِدْرَاجٌ )
، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَاهُمْ مُبْلِسُونَ }
أخرجه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة

مبلسون يعني : يائسون من الخير .
قال تعالى في آخر الآية :
{ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواوَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
سورة الأنعام: 45


انتبه , انتبه ألّا يكون رزقكَ استدراجا


كيف أعرف هل هو استدراج أم لا ؟


الجواب
حديث النبي صلى الله عليه وسلم واضح :
( إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ تَعَالى يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا مَا يُحِبُّ
وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعَاصِيهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْهُ اسْتِدْرَاجٌ )
كما ذكرنا ذلك قبل قليل

إذاً .. إذا جاءك الرزق وأنت مقيمٌ على المعصية فهو استدراج

ما هو الحل ؟ هل أترك الرزق ؟
لا .. اترُكْ المعصية
ومن فقه الإنسان مع التعامل مع الله تعالى إذا رزقهُ رزقاً
أن يعرف ماذا يريد الله مني بعد الرزق ؟
يا ربي قد أعطيتني الرزق الفلاني في الأرض ,
لكن ما هو المطلوب مني ؟



المطلوب منك أن تفعل شيئاً وأن تطلب شيئاً

انتبه .. يوجد شيء يريد الله منك فعله , ويوجد شيء يريد الله منك تركه

فأما الشيء الذي يريدك الله أن تتركه فهو : الإفساد في الأرض
أنت طلبتَ مالاً , أعطيناك المال..الآن أنت تملك أن تفسد فيه وتملك أن لا تفسد فيه
فابتعِد عن الاختيار الأول و الزم الاختيار الثاني
ما هو الدليل على هذا الكلام ؟ا
لدليل قصة مشهورة كلّنا قرأها
ألا تتذكرون عندما طلب قوم موسى عليه السلام الماء, ماذا حدث ؟
لقد أعطاهم الله تعالى لكن بشرط .. قال تعالى :
{ وَإِذِاسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَالْحَجَرفَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا }
في آخرالآية
قال : { كُلُواوَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّـهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ }
سورة البقرة: ٦٠
هذا هو الشرط : ممنوع الإفساد
الإسراف إفساد , البخل أيضاً إفساد .. المطلوب التوسط
صرف الأموال على المحرمات إفساد ولو بدرهم واحد , منع الزكاة إفساد
كل إفساد فإنه يجب تركه

أما ما يجب فعلهُ فهو : الشكر

المطلوب تركه : الإفساد . ما يجب فعلهُ : هو الشكر
وموضوع الشكر مشروح بالكامل في موضوع ( كيف تتعامل مع الله إذا أعطاك؟ )

أمرٌ مهم في التعامل مع الله تعالى إذا رزقَكْ , تأكد بأن تحسب رزقك جيداً

لأن كل من أعطاه الله رزقاً فإنه يقوم بعدّه وحسابه ,
لكن أكثر الناس يحسب ماله بالعكس , إي والله .
. ولا يعرف طريقة الحساب الصحيحة إلا من كان عنده
فقه التعامل مع الله تعالى



والقاعدة عندنا كالآتي:
الرزق الذي عندك ليس لك , فإن أردته أن يكون لك
فأخرِجهُ من عندك


استمع معي إلى هذا الحديث:
عن عائشة رضي الله عنها أنهم ذَبَحُوا شَاةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( مَا بَقِيَ مِنْهَا ؟ قَالَتْ : مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا )
تدرون ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟
قال : بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا..
صحيح مسلم
يعني الذي تصدّقنا به هذا الذي بقي, والذي سنأكله
( الكتف ) هذا الذي سيذهب

وإذا رُزِقَ عبدٌ من العبيد فإن من حسن تعامل هذا العبد مع الله
أن يقوم برزق عبدٍ آخر , فيفعل هذا العبد لله
كما فعل الله به .. قال تعالى
:{ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّاالْإِحْسَانُ}
سورةالرحمن : ٦٠


كيف أستفيد من هذا الرزق بأكبر قدر ممكن ؟ كيف ؟



WIDTH=400 HEIGHT=350

dh_rzqk2


مازلنا في سؤالنا الكبير : كيف تتعامل مع الله إذا رزقك ؟


أول خطوة في التعامل مع الله تعالى إذا رزقك , أن تعرف ما هو رزق الله ؟
ما هو الرزق الحقيقي ؟


لو سألك أحدٌ وقال لك : ما هي أرزاق الله التي أعطاكَ إيّاها ؟
وما هو أول شيءٍ سيخطر ببالك ؟ ما هو؟


الطعام ؟ الشراب ؟ الأولاد ؟ الوظيفة ؟المنزل ؟ الصحة ؟


يوجد رزق أعَم من هذا كله , وهو الرزق الذي يدوم ,
فإن الرزق الذي يدوم هو أعظم من الذي لا يدوم .


رزق الإيمان , صلاتك رزق , عندما تكون نائماً ثم تستيقظ لوحدك وبدون أن يرن المنبّه ولا شيء ,
فتقوم وتصلي ركعتين بالليل أو تستيقظ لصلاة الفجر , هذا رزق


عندما مثلاً تمُرُّ على حُرمة منحُرمات الله ويعطيك الله صبراً على غض البصر
إلى أن تنصرف هذه الفتنة عنك , هذا رزق


عندما كنتَ في المنزل فطلبَ من كأبوك أن تُحضِرَ له كوباً من الماء ,
هذا رزق .


تخيّل لو كنت خارج المنزل , لفاتتكَ هذه الفرصة , ربما أخذها أخوك أو أختك أو الخادم .
لكن حصولك على بِــروالدك ولو بشربة ماء ( رزق)


فرَضاً عندما تكون تُصلّي وتكون سرحاناً أنت في الصلاة
ثم فجأة تبدأ تُركِّـز وتخشع وكأنك استيقظت ,
هذا الاستيقاظ في الصلاة رزقٌ من الله


هذه الأرزاق هي التي تدوم إلى يوم القيامة , هذه أرزاق حقيقية


إذا كان الرزق تراه في صحيفتك يوم القيامة , هذا هو أحلى رزق ..
ليست السيارة الفلانية أو الراتب الفلاني


بالمُقابل : المال الذي أتى من غيرطريقٍ مُباح كرشوة أو غش أو تلاعب ,
هذا ليس بِرزق , هذه عقوبة نسأل الله العافية .
لأن المال سيُؤذيك عند الوفاة , والشيء الذي يُزعِجُ عند الوفاة
أو في البرزخ أويوم القيامة , هذا ليس بِرزق , هذه عقوبة


بعض الناس يظن أن المال إذا أتاه ولو من طريق محرّم فإنه نعمة !
لا والله , بل هو عقوبة العقوبات لا يلزم أن تكون دائماً
على شكل ابتلاء ينزل على البدن أو على الأبناء


لا . أحياناً في الدنيا يُعاقبالله العبد على معصيته بِمعصيةٍ أُخرى ,
فيترُكه ولا يعصمه عن فعل المعصية الثانية, فتكون الثانية عقوبة للأولى!



سؤال : أيّهما أشَـدّ ؟ أن يُعاقبه بابتلاء أو أن يُعاقبه بمعصيةٍ أُخرى ؟


لا شك أنه سبحانه إذاعاقبهُ على المعصية بمعصية أخرى ,
فإن هذا أشدّ بكثير من مما أنه لو عاقبه عليها بعقوبة ابتلاء.. لماذا ؟


لأن عقوبة الابتلاء قد تكون مُـكَـفِّـرةً له , مانعةً له عن عذاب الآخرة ,
أما إذا عاقبه سبحانه بأن أوقعهُ في معصيةٍ أخرى جزاءً له على معصيته الأولى ,
فهذا عقابٌ أشدّ لأن العذاب سيزيدُ الآن,نسأل الله العافية


وتجد هذا المسكين يفرح بالمال المُحرّم , بعضهم ربما يقول : الحمد لله ويظنّه رزق ,
هذه عقوبة يا أخي . قال تعالى : { وَأُمْلِي لَهُمْۚإِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} سورةالقلم : 45


أيضاً من حُسن تعاملك مع الله إذارزقك أن تُظهِر لله رغبتك فيه
وليس في الرزق , فأنت تشتري بهذا الرزق رضاه سبحانه


أَرِي الله تعالى أنك فعلاً تُريدأن تُرضيهُ أكثر مما تريدُ هذا الرزق بذاته


كيف ؟ سأوضِّحُ لك ذلك بقصةٍ جميلة:


أحد الصالحين اسمه بشير الطبري,كانت عنده أموال من ماشية ( جواميس)

فأغارت الروم على هذه الجواميس وأخَذَتها , أربع مائة رأس تقريباً ,
يقول الراوي : فكُنت أنا معهم فلقينا عبيده الذين كانت معهم الجواميس ,
فقالوا : يا مولانا ذهبت الجواميس , أخَذَتها الروم


مباشرةً قال بشير لعبيدهِ : وأنتم أيضاً اذهبوا معهم , فأنتم أحرارٌ لوجه الله


قال له ابنه : يا أبتي أفْقَـرْتَنا !! يعني ذهب الجواميس وذهب العبيد أيضاً ,
ما بقي لنا شيء , أصبحنا فقراء


فقال بشير : اسكُتْ يا بُني , إن ربي أراد أن يختبرني فأحببتُ أن أزيدهُ



ما رأيكم ؟؟ عجيبة أليست كذلك؟


طبعاً ليس معنى كلامي أن تتصدّق الآن بكل مالك . لا , لا يجب عليك ذلك


أنا أقصِد أظهِـر لله تعالى رغبتك في ما عنده ,
يعني لا تُخرِج كل مالك الذي رزقَكَ الله إيّاه , لا


اخْتَرْ شيئاً عزيزاً عليك وتصدّق به , لكي تقول لله : انظُر يا ربي إليّ ,
أنا أترك الذي أحبّه أنا ؛ لأنكأنت تحبُّ أن اتركه لك , فأترُكهُ


هذا ابن عمر رضي الله عنه نزل مرةً في مكان , فقال : إنّي أشتهي سمكاً ,
بحثوا له عن سمك ما وجدوا , فقامت امرأته فبَحَثَتْ حتى وجدَتْ سمكة ,
فأخذتها وأصلحتها ثم طبختها وقدّمتها لهُ


ماذا فعل ابن عمر ؟ أخذ السمكة وبحث عن مسكين فأعطاه إيّاها



قالت زوجته : سبحان الله , تعبنا حتى وجدنا لك السمك الذي تحبه ,
فلمّا طبخناها أعطيتها المسكين ؟! كان يمكنك أنتعطيه شيئاً آخر


فقال عبد الله بن عمر : لأنّي أحببتُ السمك أعطيتهُ لمسكين


قال تعالى:{ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} سورة آلعمران: 92



رُويَ أن سائلاً وقف بباب الربيعبن خثيم , فقال الربيع : أطعموه سكراً


قالوا : نعطيه خبزاً


قال بل أعطوه سُكراً , فإن الربيع يحب السكر


إنهم أذكياء !


يوجد تعامل مهم مع الله تعالى فيحال إذا ما رزقك الله رزقاً .. ما هو ؟


يوجد تعامل آخر مهم مع الله تعالى

هو أن تجعل هذا الرزق في يدك فقط



سُئِـل الإمام أحمد : أَيَ كونالرجل زاهداً وفي يده ألف دينار ؟


قال : نعم , إذا كانت في يده ولم تكن في قلبهِ


لا تتعلق بالمال , المال هو وسيلة وليس غاية ,
لا تُدمن على جمع المال فأنت تأكل لتعيش ولستَ تعيش لِتأكل!



معقولة إنسان يعيش طوال اليوم يُفكّر فقط في جمع المال ؟


لا يُفكّر إلا في أشياء قليلة أُخرى والباقي كلّهٌ جمعٌ للمال , جمعٌ للمال ؟


أعيش لكي أجمع مالاً!


كثير من الناس لو مات فإن أهله وأبنائه لن يفتقدوه كثيراً , إي والله ؛
لأنهم أصلاً لا يَرَوْنَه!


هو بالنسبة لهم جهاز آلي لِصرف النقود , يقبّلون رأسه ليأخذوا نقوداً ..
هل ترضى أن تكون هكذا ؟


والله بعضهم لا يحبّونه حبّاً شديداً ,
حب عادي لأنه أبي فقط وليست لديهم ذكريات كثيرة معه


هل من المعقول أن نعيش هكذا فقط لأجمع المال!


أخدع نفسي بأني أفعل ذلك لأجلهم, إنهم لا يريدون كل هذا أصلاً


أنت تعلم أنهم يكفيهم من المال أقلب كثير من الذي تسعى إليه


إنهم يحتاجون حنانك , يحتاجون ابتسامتك , يحتاجون مُزاحك الجميل ,
يحتاجون تربيتك وخبرتك في الحياة


ربما لن يجدوا من يُعطيها لهم , كل إنسان يوجد لديه أبٌ واحد فقط في الحياة ,
إذا ذهب فلن يأتي مكانه أبٌ آخر


أرجوك أَعِــدْ التفكير في عمرك,
أَعِــدْ التفكير في أولوياتك ,
لا تكُن ممن يعيش ليعمل , كُن ممن يعمل ليعيش



أسأل الله عزّ وجلّ أن يجعل رزقنا حلالاً مباركاً , وأن يجعلنا ممن أدخله رزقه سبحانه الجنة, و يجمعني وإياكم و الحمد لله رب العالمين


dh_rk_rwy_fy_lmnm


WIDTH=400 HEIGHT=350

الرؤيا التي يراها الإنسان فيالمنام أحياناً تكون من الله تعالى ,
فإذا كانت من الله فإنها قــد تكون تحذيراً,وقــد تكون بِشارةً ,
وقد تكون غير ذلك


ومنذُ بداية البشرية الأولى والناس يهتمّون بالرُؤى وبتفسيرها ؛
لأن أمرها عجيب وشأنها غريب


لهذا لا يمرّ على الناس زمانٌ إلاويظهر فيه أُناسٌ مشهورون بتفسير الرُؤى ,
والناس في كل يوم يرون أشياء كثيرة في المنام


فكيف تتعامل مع الله إذا أراكَ رؤيا ؟


أولاً : إذا أراكَ الله رؤيا فإن من فقه تعاملك معه أن تعرف من أي نوعٍ هذه الرؤيا التي رأيتُها ؟
لأنه لا يلزم دائماًأن تكون هذه الرؤيا من الله تعالى!


هذا يعتمد على النفس التي خرجت من الإنسان , أين ذهبت ؟ من أمسكها ؟



لأن الإنسان إذا نام خرجت روحه منجسده وبدأت تجول ..
كما قال تعالى: {اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا } سورة الزمر: 42


أي أنه يتوفّاها في منامها فتخرُج,و لهذا الإنسان وهو نائم يكون كأنه ميت


فتبدأ الروح بالتنقل , فإن أمسكها مَلَكٌ من الملائكة وهي تتجوّل ,
فإنه سينفعها وسيفيدها بأن يضرب لها أمثلة معينة تدل على دلالات معينة


إما أفراح وبشارة , أو تخويف وتحذير , أو إخبار بأشياء ستحدث في المستقبل ,
كل هذا يفعله المَلَكُ بروحكٍ بأمرٍمن الله . وهذه هي الرؤيا الحق





الاحتمال الثاني : أن يأخذها شيطان من الشياطين فيتلاعب بهذه الروح ويُظهِر لها أشياء تُغيظ الإنسان ,
تُحزِن الإنسان؛ لأن الشيطان سبحان الله يكره بني آدم كُرهاً شديداً ويُحِبُّ أن يؤذيه بأي وسيلة
كانت حتى لو في المنام ؟؟ نعم حتى لو فيالمنام , وذلك لشدّة عداوتهِ


وقد أَخبَرنا الله تعالى بذلك فقال : { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا } سورة فاطر : 6


مرة من المرّات جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
رأيتُ البارحة أن رأسي قُطِعَتْ فأخذتُ أتبعها,
فقال النبيصلى الله عليه وآله وسلم : ( لا يُخبر أحدكم بتلاعب الشيطان له في منامه) رواه مسلم



الاحتمال الثالث والأخير فهو : أن لا يمسكها ملك من الملائكة ,
ولا شيطان من الشياطين , ولكنها تجول بخواطر الإنسانالتي كان يفكر بها .


مثلاً : لو كان عطشان قبل أن ينام فسوف يرى ماءً ,
لو كان جائعاً فسيرى في المنام طعاماً ,
لو كان يبني منزلاً فسيرى العُمّال الذين يبنون له , وهكذا .




الاحتمال الثالث والأخير فهو : أن لا يمسكها ملك من الملائكة ,
ولا شيطان من الشياطين , ولكنها تجول بخواطر الإنسان التي كان يفكر بها


مثلاً : لو كان عطشان قبل أن ينام فسوف يرى ماءً ,
لو كان جائعاً فسيرى في المنام طعاماً ,
لو كان يبني منزلاً فسيرى العُمّال الذين يبنون له , وهكذا



وقد اختصر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاحتمالات الثلاث بقوله:( الرؤيا ثلاثة أقسام فمنها ما هو حق يضربه الملك،
ومنها ما هوتلاعب يتلاعبه الشيطان بأحدكم،ومنها ما هو حديث نفس) رواه مسلم



كيف تتعامل مع الله إذاأراكَ رؤيا ؟؟



أولاً : يجب أن نعرف من أي قسم هذه الرؤيا , وليس كل أحدٍ يعرف ذلك ؛
لأن تأويل الرؤى لا يعرفه إلا العالِمون فيه وليس كل من قرأ كتاباً في تفسير الأحلام صار مُفَسِّراً


لا.. بل كثيرٌ من هذه الكتب ليس صحيحاً أصلاً ,
مثل كتاب تأويل الأحلام الذي يُنسب للإمام محمد بن سيرين , هذا لم يثبُت أنه ألّفهُ


حتى لو وُجِدت كتب صحيحة فليس كل رؤيا تراها أنت سينطبق على كل كلمة في الكتاب .
أحياناً يرى اثنان نفس الرؤيا ولكنّها تكون بمعنى مُعيّن للشخص الأول , وتكون بمعنى مُختلف تماماً مع الشخص الثاني



كما رُويَ أن رجلاً أتى إلى محمد بن سيرين مُفسِّر مشهور فقال له :
إني رأيتُ في المنام أنّي أُؤذن , تدرون ماذاقال له ؟

قال : تَحُجُّ إن شاء الله

أتى رجل آخر فقصَّ عليه نفس الرؤيا ,قال له إني رأيتُ في المنام أني أؤذِنْ , فقال له ابن سيرين : تسرِق وتُقطع يدُك



قيل له : رحمك الله , الرؤيا ماتغيّرت من الرَجُلين , فكيف تقول لأحدهما تَحُجّ والآخر تسرِق ؟


فقال : نعم . إني رأيتُ الرجل الأول فيه علامات الصلاح فكان تأويلها الحج , لأن الله تعالى يقول : { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا }سورة الحج: 27



و رأيتُ في الرجل الثاني علامات عدم الصلاح فكان تأويلها أنه يسرق , لأن الله تعالى يقول في سورة يوسف : { ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} سورة يوسف:70




وعلى هذا إخواني وأخواتي :



الرؤيا تختلف باختلافات متعددة ولايصلُح أن تُؤخذ بالكتب فقط


و من حُسن تعاملك مع الله إذا أراك رؤيا ألا تسأل كل من رأيت عن هذه الرؤيا التي جاءتك من الله
فتذهب وتسأل كل أحدعنها ,
لا .. اذهب واسأل من هو عالمٌ شرعاً بتأويلها ؛
لأن الإمام مالك نهى عن تأويل الرؤى بدون علم وقال : أيُتلاعب بوحي الله ؟


وإذا سألت عنها من لا يعلم بهاوفسَّـرها ربما تقع على ما فسَّـرهُ وعبّره , بغَـضِّ النظر


يقول النبي صلى اللهعليه ه وسلم : ( الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْفَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَت) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه


وحتى الذين يعرفون التأويل لا يلزم أن يكون مُصيب بكل رؤيا فسّرها ,
هذا أبو بكر رضي الله عنه مع أنه معروف بتأويل الرؤى لكنّه فسّر رؤيا مرةً
فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أَصَبتَ بعضاًو أخطاتَ بعضاً) رواه ابن ماجه


إذاً حتى الذين يعلمون بالتأويل قد يُخْـطِئون , وعلى هذا فإذا رأيت رؤيا تحبّها


أولاً : اِحمد الله عزّ وجلّ


ثانياً : لا تُخبِر بها إلا عالماً أو شخصاً حبيباً على قلبك ,
كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن العالِم سيُفَسّرها ,
والمُحِبُّ لك لن يحسدكَ عليها . فمن رأى ما يحب في المنام فلا يُخبِر به إلا من أحبّ


ولا تحرِص أن تسأل عن كل رؤيا تراها لأن هذا لا يلزمُك أصلاً ,
ولكن لو أحببتَ أن تسأل فاسأل لا بأس


وأما إذا رأيتَ شيئاً تكرههُ فلا تُحَدِّث به أحدًا أبدًا ..
و أنا أعلم أن الكثيرين قد يتضايقون من بعض الأشياء التي يرونها ,
وبعضها يتكرر عليهم في المنام فيقلقون , فما هو الحل ؟


لقد أرشدنا الله كيف نتعامل معها ..
توجد خطوات لو طبّقناها فلن تضُرّنا تلك الرؤى
حتى ولو كانت من المَلَك وفيها إنذار لن تضُرّك ؛
لأن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قال عن الذي يُطَبِّق هذه الخطوات : ( فإنها لا تضُرّهُ )




رواه البخاري




إذاً الحمد لله , لن تضرّك .. وهولا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى صلى الله عليه وسلم





ما هي هذه الخطوات ؟


من رأى في المنام شيئاً يكرهه ماذا يفعل ؟



أولاً : استعِذ بالله من هذه الرؤيا



ثانياً : استعِذ بالله من الشيطان الرجيم



ثالثاً : اُنْفُثْ عن يسارك ثلاث مرات . ( النفث هو نفخٌ خفيف بلا ريق)



رابعًا : هي أن تصلّي ركعتين



خامساً : أن تغيّر الجنب الذي كنت عليه , فإن كنت نائماً على جنبك الأيسر تحوّل إلى الأيمن ,
وإن كنت نائماً على جنبك الأيمن تحوّل إلى الأيسر .
ومن كان على الجنب الأيمن يقول : أريد أن أطبّق السنة ولاأريد أن أتحوّل إلى الجنب الأيسر,
لا .. الآن السنة أن تغيّر جنبك حتى لو كان في النهاية إلى الجنب الأيسر



سادسًا : لا تُخبِرْ بها أحداً , لا تتحدث بهذا الشيء الذي رأيته إلى أحد أبداً



إذا فعلتَ هذه الخطوات فلن تضرّك الأشياء التي رأيتها أبدا كما بشّرنا بذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم




وقد كان أحد الصحابة يرى الرؤيا [COLOR=bla
ام بودى68
ام بودى68
dh_khlwt_bh WIDTH=400 HEIGHT=350 صورتك أمام الله تعالى في الخلوة تختلف تماماً عن صورتك أمامه إذا كنت بين الناس , فمن كان يجلس لوحده خالياً فإن هذا الشخص تترتب عليه مسؤوليات تختلف عن الذي يكون لوحده وستُعرض عليه فُرَص رائعة لا تُعرض على الذي كان يجلس مع مجموعة من الناس إذاً .. كيف تتعامل مع الله إذاخَلَوْتَ بهِ ؟ إذا كنت تحصل على كمية معينة من الحسنات مُقابل عباداتك فإن نفس هذه العبادات لو فعلتها في الخلوة لوحدك فستحصل على حسنات أكثر اللهم إلا العبادات التي تجب مع الناس , فهذه الواجب فيها أن تُؤدّى مع الناس , مثل صلاة الجماعة للرجال , حج, وغيرها أما النوافل فالأفضل أن تكون في السر , عندما تخلو مع الله بينك وبينه فقط , والإنسان الذكي يعرف قيمة الخلوة وعليهأن يستغل وجوده لوحده بأعمال معينة لو عملها في غير الخلوة لما حصل على نفس الأجر فإذا كنتَ لوحدك فاستثمر كل دقيقة لأننا والله نعيش في زمن يكون الإنسان غالب الوقت مع الناس , لا يخلو بنفسه إلا قليلاً إما أن يكون بالدراسة أو العمل,ثم يرجع إلى المنزل والزوجة والأولاد أو يخرج مع أصحاب في الخارج لا يجلس لوحده لمدة كثيرة وتوجد أشياء تعظُم أجرها فعلاً بالخلوةمثلاً : بكاء العبد من خشية الله عموماً له أجر , فإذا حدث هذا البكاء في الخلوة فسيَأذن الله له بأن يدخل تحت ظل عرش الرحمن عندما يكون الدخول تحت هذا العرش أمنية كل واحدٍ منّا يوم القيامة . يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاظله (ثم ذكر منهم ) و رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ) متفق عليه كذلك لو تركتَ المعصية عموماً فإنك ترتفع درجةً عند الله لكن نفس المعصية لو تركتها وأنت خالٍ لوحدك لرفعك الله درجات أكثر من منّا لا يُذنِبْ ؟! كلنا أصحاب ذنوب وغالبا يكون عند الإنسان قلق من بعض السيئات والذنوب التي فعلها في السابق فكيف سيقابل بها ربّه ؟ وهل ستزعجهُ هذه الذنوب في قبره أم لا ؟ حسناً .. ما رأيكم أن نمسحها؟ نمسحها !! كيف ؟ في المستقبل إذا عُرِضَتْ عليك معصية وأنت لوحدك وتستطيع أن تفعلها , حاول قدر المستطاع أن تتركها وسيغفرالله لك ذنوبك الأخرى بل وسيزيدك فوق ذلك رصيداً من عندهِ فيعطيكَ أجراً كبيرًا قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } سورة الملك : 12 لاحِظ أن الله ذكر هذه الآية مباشرةً بعد أن وصف النار وكأن مخافة الله بالخلوة هي النجاة من النار , فإذا نجوتَ من النار فأين ستذهب ؟ كل الناس سيقول : إلى الجنة إن شاء الله سؤال : جنة واحدة فقط ستدخلها؟ لا .. الذي يخاف ربه لا يحصل على جنةٍ واحدةٍ فقط , بل يحصل على جنتين اثنتين! الناس عندهم جنّة واحدة , وهو يملك جنتين اثنتين قال تعالى:{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِجَنَّتَانِ }سورة الرحمن : ٤٦ يقول بعض الصالحين : كم من معصية في الخفاء منعتني منها هذه الآية:{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} إذاً .. الخلوة بالله غنيمة , ليس كل الناس يُحسن التصرف فيها ليس كل الناس يفوز بها والله أنا الآن لا أُخفيكم أخشى أن أستمر في ذكر حسن العبادة في الخلوة فتظُن أني أُبالِغ , وأنا والله والله لا أُبالغ هذا هو كتاب الله , هذه هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم لا يوجد شيء من عندي * أتدرون أن الإنسان إذا استَمرَّ على خشية الله في الخلوة أتدري ماذا سيرى أمامه ؟ سيرى الله ... نعم , سيرى الله تعالى بجماله وجلاله وصفاته يوم القيامة كما أنه الآن يرى القمر ليلة البدر عندها سيشعر بلذّةٍ في صدره ماحسَّ بها منذ أن ولدته أمه , أجمل وألذّ وأحلى شعور يمكن أن يمر عليك في حياتك كلها هو شعور اللذّة برؤية الله تعالى ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه ( وأسألك لذّة النظر إلى وجهك الكريم) أخرجه أحمد و ابن حبان أيّ شيءٍ أحلى من أن يكون الله تعالى الذي لا إله إلا هو مُتَـجَلياً لكْ قد كَشَفَ لك عن الحجاب فينظر العبد إلى الله تعالى نظرة لا مثيل لها! كل هذا لأني خشيتُه بالخلوة؟ نعم .. هو الذي حَكَم بذلك .. قال تعالى : { مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَبِقَلْبٍ مُّنِيبٍ* ادْخُلُوهَا بِسَلام ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ* لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} سورة ق : 33 / 34 / 35 أتدري ما هو المزيد ؟ المزيد هو رؤية الله تعالى كما ذكرذلك النبي صلى الله عليه وسلم جبريل أخبر النبي عليه الصلاة والسلام , أخبره بأنهم يسمّون اليوم الذي يرى فيه الخلق ربهم , ( يوم المزيد) هل لاحظتَ معي كيف أن الجزاء من جنس العمل ؟ لاحِظ : لمّا ترك العبد المعصية أثناء الخلوة لأن الله تعالى ينظر إليه أعطى الله العبد يوم القيامة أن نَظَرَ إليه . ومن حُسن تعاملك مع الله إذاخَلَوْتَ بهِ أن تستشعر المحبة أنك تحبّه لأن المُحِبّ يريد أن يخلو بمحبوبهِ فيكلِّمهُ ويشتكي إليه قُلــتُ للّيلِ هل بجوفِكَ سِرٌّ عــامرٌ بالحديثِ والأسرارِ ؟ قال لم ألــقَ في حيــاتي مثل حديث الأحباب في الأسحارِ حاوِل أن تُكَلِّمَ ربّكَ في الخلوة , وأن تتعبّده لوحدك حباً ورجاءاً وهيبة هذا الشعور هو طعم السعادة التي لم يَذُقها كثيرٌ من الناس يقول داوود الطائي والله لولا العبادة التي في الليل لما أحببتُ البقاء في دُنياكم هذه ويقول آخر : والله إني لَتمُرُّ أوقات أقول إذا كان أهل الجنة يحسّون بالذي أحسّهُ الآن , إذاً هم بخير أحياناً يسجد الإنسان سجدة طويلة يكلّم فيها ربه يتكلم ولا يشعر بطولها من أحلى الدمعات والله دمعة الخلوة, ولا يعرف معنى هذا الكلام إلا الذي ذاقهُ فهنيئاً لمن كان بينه وبين ربه حب وعبادة وركعات في الخلوة لأن الله تعالى يُعِدُّ لهؤلاء مفاجأة يوم القيامة لم يكشف عنها سبحانه , قال تعالى عن الذين يتعبّدون في الخلوة { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَلَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} سورة السجدة : 17 لكن ما هي هذه المفاجأة ؟ الله أعلم هو قال سبحانه:{ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم} لا تعلم يعني لا تعلم لكنّي متأكد بأنها مفاجأة جميلة ورائعة لأنه سبحانه جميل ويحب الجمال اختياراته دائماً تكون جميلة مثله سبحانه هو عوّدنا على ذلك وانظروا كيف أهل الخلوة أَخْفَوا عباداتهم في الدنيا فأخفى الله جزائهم الذي سيكون في الآخرة الجزاء من جنس العمل , زيادة في التشويق والسعادة وأهل المحبة الذين طالما تعبدُّوا الله بالخلوة ينتظرون هذه المفاجأة على أحر من الجمر ؛ لأنهم يعلمون بأن الله سيفرح بإعطائها لهم , وهم يحبّون أن يفرح ربهم سبحانه ويحبّون الشيء الذي يحبّه هو سبحانه باختصار : استغل هذه الخلوة قدرالمستطاع إيّاك أن تكون أول الخاسرين بالخلوة إيّاك أن تكون من الذين إذا حصلتلهم الخلوة بالله فإن أول شيءٍ يفعلونه له سبحانه هو أن يعصوه انتبه .. لا يكُن الله في قلبك هوأهوَن من ينظر إليك فإنه عزيز سبحانه يستحي منّافمن باب أولى أن نستحي نحن منه اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلِّغنا به جنّتك ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا dh_rzqk_1 WIDTH=400 HEIGHT=350 كوكب الأرض نصفه ليل ونصفه نهار,فإذا أشرقت الشمس على الجانب المُظلم وبدأ الصبح يتنفس , تغيّرت الأرض من حولنا فخرجت أغلب الكائنات للرزق , فالطيور تخرج من أعشاشها والأطفال يذهبون إلى المدارس,الشوارع تزدحم بالموظفين حتى النمل يبحث عن رزقهِ , البورصات تبيع وتشتري بالأسهم , الصيّادون بالبحر يتوجّهون بشباكهم .. حياة كاملة تتغير كل واحدٍ يبحث عن شيء يسمّى الرزق ولو كان موضوعنا كيف نزيد أرزاقنا لفتحتُ هذا الباب لكن ليس هذا توجّهنا , نحن نتكلم عن : كيف تتعامل مع الله إذا رزقَـكْ ؟ نعم , بعد أن نحصل على الرزق كيف نتعامل مع الرازق ؟ أنا أعرف أنه لو أعطاك أحدٌ شيئاً فأنت تبتسم في وجهه وتقول شكراً , لكن هذا هو ما سنفعلهُ مع الخالِق؟ لا , توجد أصول للتعامل مع الله تعالى إذا رزقَكْ أولاً قبل كل شيء : اِقبل رزقهُ سبحانه , اِقبل رزقه بأدب , لا تقل هذا قليل , هذا ليس ما أردتهُ لا , اقبل هديته بأدب , فأنت لاتردّ البشر إذا أهدوك بل تقبل كل الهدايا ولا تقول لماذا هديتك صغيرة ؟ لا تقول لمن دعاك إلى وليمة : لماذا لم تطبُخ لنا لحماً ؟ لا , أنت تقبل من المخلوق هديّته مُطلقاً , من باب أولى أن تقبل من الخالق هديّته أيضاً وأنا أعلم أخي الكريم وأعلم أختي الكريمة أن عندكم من الأدب وحسن التعامل مع الله تعالى ما تفعلون ذلك وزيادة , أسأل الله أن يتقبّل منكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من رضي فله الرضا ) رواه الترمذي وابن ماجه يعني من رضي عن الله فإن الله تعالى يرضى عنه . وأي شيءٍ أحبّ إليك من أن تصبح و تمسي والله من فوق سابع سمائه قد رضي عنك ؟ إذا رضي العبد عن ربه فإنه قدأعطاه فقط القليل من الرزق فإن الله تعالى بالمقابل سيرضى عن العبد بالقليل من العمل بحيث يعمل العبد أعمال قليلة ويدخل الجنة والجزاء من جنس العمل فإذا رضينا بهذا الرزق فالتعامل الثاني الآن هو أن نتأكد بأن هذا الرزق ليس استدراجاً ! ما معنى أن يكون الرزق استدراجاً؟ الجواب ألا ترى أحياناً الصيّاد كيف أنه يستدرج فريستهُ ويعطيها الطعام الذي تحبه لتقترب تقترب ثم فجأة يُطلق عليها النار ؟هذا هو الاستدراج ..أحياناً ربي يستدرج العاصي والعياذبالله فكلما عصى العاصي ربّه أكثر أعطاه الله من الخيرات أكثر والمسكين يظن أنهعلى خير وإنما هو استدراجٌ من الله ثم فجأة ينتقم الله تعالى منه , كما قال سبحانه : { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا* وَأَكِيدُ كَيْدًا} سورة الطارق: 15 / 16 يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إِذَارَأَيْتَ اللَّهَ تَعَالى يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا مَا يُحِبُّ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعَاصِيهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْهُ اسْتِدْرَاجٌ ) ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَاهُمْ مُبْلِسُونَ } أخرجه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة مبلسون يعني : يائسون من الخير . قال تعالى في آخر الآية : { فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواوَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} سورة الأنعام: 45 انتبه , انتبه ألّا يكون رزقكَ استدراجا كيف أعرف هل هو استدراج أم لا ؟ الجواب حديث النبي صلى الله عليه وسلم واضح : ( إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ تَعَالى يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا مَا يُحِبُّ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعَاصِيهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْهُ اسْتِدْرَاجٌ ) كما ذكرنا ذلك قبل قليل إذاً .. إذا جاءك الرزق وأنت مقيمٌ على المعصية فهو استدراج ما هو الحل ؟ هل أترك الرزق ؟ لا .. اترُكْ المعصية ومن فقه الإنسان مع التعامل مع الله تعالى إذا رزقهُ رزقاً أن يعرف ماذا يريد الله مني بعد الرزق ؟ يا ربي قد أعطيتني الرزق الفلاني في الأرض , لكن ما هو المطلوب مني ؟ المطلوب منك أن تفعل شيئاً وأن تطلب شيئاً انتبه .. يوجد شيء يريد الله منك فعله , ويوجد شيء يريد الله منك تركه فأما الشيء الذي يريدك الله أن تتركه فهو : الإفساد في الأرض أنت طلبتَ مالاً , أعطيناك المال..الآن أنت تملك أن تفسد فيه وتملك أن لا تفسد فيه فابتعِد عن الاختيار الأول و الزم الاختيار الثاني ما هو الدليل على هذا الكلام ؟ا لدليل قصة مشهورة كلّنا قرأها ألا تتذكرون عندما طلب قوم موسى عليه السلام الماء, ماذا حدث ؟ لقد أعطاهم الله تعالى لكن بشرط .. قال تعالى : { وَإِذِاسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَالْحَجَرفَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا } في آخرالآية قال : { كُلُواوَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّـهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ } سورة البقرة: ٦٠ هذا هو الشرط : ممنوع الإفساد الإسراف إفساد , البخل أيضاً إفساد .. المطلوب التوسط صرف الأموال على المحرمات إفساد ولو بدرهم واحد , منع الزكاة إفساد كل إفساد فإنه يجب تركه أما ما يجب فعلهُ فهو : الشكر المطلوب تركه : الإفساد . ما يجب فعلهُ : هو الشكر وموضوع الشكر مشروح بالكامل في موضوع ( كيف تتعامل مع الله إذا أعطاك؟ ) أمرٌ مهم في التعامل مع الله تعالى إذا رزقَكْ , تأكد بأن تحسب رزقك جيداً لأن كل من أعطاه الله رزقاً فإنه يقوم بعدّه وحسابه , لكن أكثر الناس يحسب ماله بالعكس , إي والله . . ولا يعرف طريقة الحساب الصحيحة إلا من كان عنده فقه التعامل مع الله تعالى والقاعدة عندنا كالآتي: الرزق الذي عندك ليس لك , فإن أردته أن يكون لك فأخرِجهُ من عندك استمع معي إلى هذا الحديث: عن عائشة رضي الله عنها أنهم ذَبَحُوا شَاةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا بَقِيَ مِنْهَا ؟ قَالَتْ : مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا ) تدرون ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟ قال : بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا.. صحيح مسلم يعني الذي تصدّقنا به هذا الذي بقي, والذي سنأكله ( الكتف ) هذا الذي سيذهب وإذا رُزِقَ عبدٌ من العبيد فإن من حسن تعامل هذا العبد مع الله أن يقوم برزق عبدٍ آخر , فيفعل هذا العبد لله كما فعل الله به .. قال تعالى :{ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّاالْإِحْسَانُ} سورةالرحمن : ٦٠ كيف أستفيد من هذا الرزق بأكبر قدر ممكن ؟ كيف ؟ WIDTH=400 HEIGHT=350 dh_rzqk2 مازلنا في سؤالنا الكبير : كيف تتعامل مع الله إذا رزقك ؟ أول خطوة في التعامل مع الله تعالى إذا رزقك , أن تعرف ما هو رزق الله ؟ ما هو الرزق الحقيقي ؟ لو سألك أحدٌ وقال لك : ما هي أرزاق الله التي أعطاكَ إيّاها ؟ وما هو أول شيءٍ سيخطر ببالك ؟ ما هو؟ الطعام ؟ الشراب ؟ الأولاد ؟ الوظيفة ؟المنزل ؟ الصحة ؟ يوجد رزق أعَم من هذا كله , وهو الرزق الذي يدوم , فإن الرزق الذي يدوم هو أعظم من الذي لا يدوم . رزق الإيمان , صلاتك رزق , عندما تكون نائماً ثم تستيقظ لوحدك وبدون أن يرن المنبّه ولا شيء , فتقوم وتصلي ركعتين بالليل أو تستيقظ لصلاة الفجر , هذا رزق عندما مثلاً تمُرُّ على حُرمة منحُرمات الله ويعطيك الله صبراً على غض البصر إلى أن تنصرف هذه الفتنة عنك , هذا رزق عندما كنتَ في المنزل فطلبَ من كأبوك أن تُحضِرَ له كوباً من الماء , هذا رزق . تخيّل لو كنت خارج المنزل , لفاتتكَ هذه الفرصة , ربما أخذها أخوك أو أختك أو الخادم . لكن حصولك على بِــروالدك ولو بشربة ماء ( رزق) فرَضاً عندما تكون تُصلّي وتكون سرحاناً أنت في الصلاة ثم فجأة تبدأ تُركِّـز وتخشع وكأنك استيقظت , هذا الاستيقاظ في الصلاة رزقٌ من الله هذه الأرزاق هي التي تدوم إلى يوم القيامة , هذه أرزاق حقيقية إذا كان الرزق تراه في صحيفتك يوم القيامة , هذا هو أحلى رزق .. ليست السيارة الفلانية أو الراتب الفلاني بالمُقابل : المال الذي أتى من غيرطريقٍ مُباح كرشوة أو غش أو تلاعب , هذا ليس بِرزق , هذه عقوبة نسأل الله العافية . لأن المال سيُؤذيك عند الوفاة , والشيء الذي يُزعِجُ عند الوفاة أو في البرزخ أويوم القيامة , هذا ليس بِرزق , هذه عقوبة بعض الناس يظن أن المال إذا أتاه ولو من طريق محرّم فإنه نعمة ! لا والله , بل هو عقوبة العقوبات لا يلزم أن تكون دائماً على شكل ابتلاء ينزل على البدن أو على الأبناء لا . أحياناً في الدنيا يُعاقبالله العبد على معصيته بِمعصيةٍ أُخرى , فيترُكه ولا يعصمه عن فعل المعصية الثانية, فتكون الثانية عقوبة للأولى! سؤال : أيّهما أشَـدّ ؟ أن يُعاقبه بابتلاء أو أن يُعاقبه بمعصيةٍ أُخرى ؟ لا شك أنه سبحانه إذاعاقبهُ على المعصية بمعصية أخرى , فإن هذا أشدّ بكثير من مما أنه لو عاقبه عليها بعقوبة ابتلاء.. لماذا ؟ لأن عقوبة الابتلاء قد تكون مُـكَـفِّـرةً له , مانعةً له عن عذاب الآخرة , أما إذا عاقبه سبحانه بأن أوقعهُ في معصيةٍ أخرى جزاءً له على معصيته الأولى , فهذا عقابٌ أشدّ لأن العذاب سيزيدُ الآن,نسأل الله العافية وتجد هذا المسكين يفرح بالمال المُحرّم , بعضهم ربما يقول : الحمد لله ويظنّه رزق , هذه عقوبة يا أخي . قال تعالى : { وَأُمْلِي لَهُمْۚإِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} سورةالقلم : 45 أيضاً من حُسن تعاملك مع الله إذارزقك أن تُظهِر لله رغبتك فيه وليس في الرزق , فأنت تشتري بهذا الرزق رضاه سبحانه أَرِي الله تعالى أنك فعلاً تُريدأن تُرضيهُ أكثر مما تريدُ هذا الرزق بذاته كيف ؟ سأوضِّحُ لك ذلك بقصةٍ جميلة: أحد الصالحين اسمه بشير الطبري,كانت عنده أموال من ماشية ( جواميس) فأغارت الروم على هذه الجواميس وأخَذَتها , أربع مائة رأس تقريباً , يقول الراوي : فكُنت أنا معهم فلقينا عبيده الذين كانت معهم الجواميس , فقالوا : يا مولانا ذهبت الجواميس , أخَذَتها الروم مباشرةً قال بشير لعبيدهِ : وأنتم أيضاً اذهبوا معهم , فأنتم أحرارٌ لوجه الله قال له ابنه : يا أبتي أفْقَـرْتَنا !! يعني ذهب الجواميس وذهب العبيد أيضاً , ما بقي لنا شيء , أصبحنا فقراء فقال بشير : اسكُتْ يا بُني , إن ربي أراد أن يختبرني فأحببتُ أن أزيدهُ ما رأيكم ؟؟ عجيبة أليست كذلك؟ طبعاً ليس معنى كلامي أن تتصدّق الآن بكل مالك . لا , لا يجب عليك ذلك أنا أقصِد أظهِـر لله تعالى رغبتك في ما عنده , يعني لا تُخرِج كل مالك الذي رزقَكَ الله إيّاه , لا اخْتَرْ شيئاً عزيزاً عليك وتصدّق به , لكي تقول لله : انظُر يا ربي إليّ , أنا أترك الذي أحبّه أنا ؛ لأنكأنت تحبُّ أن اتركه لك , فأترُكهُ هذا ابن عمر رضي الله عنه نزل مرةً في مكان , فقال : إنّي أشتهي سمكاً , بحثوا له عن سمك ما وجدوا , فقامت امرأته فبَحَثَتْ حتى وجدَتْ سمكة , فأخذتها وأصلحتها ثم طبختها وقدّمتها لهُ ماذا فعل ابن عمر ؟ أخذ السمكة وبحث عن مسكين فأعطاه إيّاها قالت زوجته : سبحان الله , تعبنا حتى وجدنا لك السمك الذي تحبه , فلمّا طبخناها أعطيتها المسكين ؟! كان يمكنك أنتعطيه شيئاً آخر فقال عبد الله بن عمر : لأنّي أحببتُ السمك أعطيتهُ لمسكين قال تعالى:{ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} سورة آلعمران: 92 رُويَ أن سائلاً وقف بباب الربيعبن خثيم , فقال الربيع : أطعموه سكراً قالوا : نعطيه خبزاً قال بل أعطوه سُكراً , فإن الربيع يحب السكر إنهم أذكياء ! يوجد تعامل مهم مع الله تعالى فيحال إذا ما رزقك الله رزقاً .. ما هو ؟ يوجد تعامل آخر مهم مع الله تعالى هو أن تجعل هذا الرزق في يدك فقط سُئِـل الإمام أحمد : أَيَ كونالرجل زاهداً وفي يده ألف دينار ؟ قال : نعم , إذا كانت في يده ولم تكن في قلبهِ لا تتعلق بالمال , المال هو وسيلة وليس غاية , لا تُدمن على جمع المال فأنت تأكل لتعيش ولستَ تعيش لِتأكل! معقولة إنسان يعيش طوال اليوم يُفكّر فقط في جمع المال ؟ لا يُفكّر إلا في أشياء قليلة أُخرى والباقي كلّهٌ جمعٌ للمال , جمعٌ للمال ؟ أعيش لكي أجمع مالاً! كثير من الناس لو مات فإن أهله وأبنائه لن يفتقدوه كثيراً , إي والله ؛ لأنهم أصلاً لا يَرَوْنَه! هو بالنسبة لهم جهاز آلي لِصرف النقود , يقبّلون رأسه ليأخذوا نقوداً .. هل ترضى أن تكون هكذا ؟ والله بعضهم لا يحبّونه حبّاً شديداً , حب عادي لأنه أبي فقط وليست لديهم ذكريات كثيرة معه هل من المعقول أن نعيش هكذا فقط لأجمع المال! أخدع نفسي بأني أفعل ذلك لأجلهم, إنهم لا يريدون كل هذا أصلاً أنت تعلم أنهم يكفيهم من المال أقلب كثير من الذي تسعى إليه إنهم يحتاجون حنانك , يحتاجون ابتسامتك , يحتاجون مُزاحك الجميل , يحتاجون تربيتك وخبرتك في الحياة ربما لن يجدوا من يُعطيها لهم , كل إنسان يوجد لديه أبٌ واحد فقط في الحياة , إذا ذهب فلن يأتي مكانه أبٌ آخر أرجوك أَعِــدْ التفكير في عمرك, أَعِــدْ التفكير في أولوياتك , لا تكُن ممن يعيش ليعمل , كُن ممن يعمل ليعيش أسأل الله عزّ وجلّ أن يجعل رزقنا حلالاً مباركاً , وأن يجعلنا ممن أدخله رزقه سبحانه الجنة, و يجمعني وإياكم و الحمد لله رب العالمين dh_rk_rwy_fy_lmnm WIDTH=400 HEIGHT=350 الرؤيا التي يراها الإنسان فيالمنام أحياناً تكون من الله تعالى , فإذا كانت من الله فإنها قــد تكون تحذيراً,وقــد تكون بِشارةً , وقد تكون غير ذلك ومنذُ بداية البشرية الأولى والناس يهتمّون بالرُؤى وبتفسيرها ؛ لأن أمرها عجيب وشأنها غريب لهذا لا يمرّ على الناس زمانٌ إلاويظهر فيه أُناسٌ مشهورون بتفسير الرُؤى , والناس في كل يوم يرون أشياء كثيرة في المنام فكيف تتعامل مع الله إذا أراكَ رؤيا ؟ أولاً : إذا أراكَ الله رؤيا فإن من فقه تعاملك معه أن تعرف من أي نوعٍ هذه الرؤيا التي رأيتُها ؟ لأنه لا يلزم دائماًأن تكون هذه الرؤيا من الله تعالى! هذا يعتمد على النفس التي خرجت من الإنسان , أين ذهبت ؟ من أمسكها ؟ لأن الإنسان إذا نام خرجت روحه منجسده وبدأت تجول .. كما قال تعالى: {اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا } سورة الزمر: 42 أي أنه يتوفّاها في منامها فتخرُج,و لهذا الإنسان وهو نائم يكون كأنه ميت فتبدأ الروح بالتنقل , فإن أمسكها مَلَكٌ من الملائكة وهي تتجوّل , فإنه سينفعها وسيفيدها بأن يضرب لها أمثلة معينة تدل على دلالات معينة إما أفراح وبشارة , أو تخويف وتحذير , أو إخبار بأشياء ستحدث في المستقبل , كل هذا يفعله المَلَكُ بروحكٍ بأمرٍمن الله . وهذه هي الرؤيا الحق الاحتمال الثاني : أن يأخذها شيطان من الشياطين فيتلاعب بهذه الروح ويُظهِر لها أشياء تُغيظ الإنسان , تُحزِن الإنسان؛ لأن الشيطان سبحان الله يكره بني آدم كُرهاً شديداً ويُحِبُّ أن يؤذيه بأي وسيلة كانت حتى لو في المنام ؟؟ نعم حتى لو فيالمنام , وذلك لشدّة عداوتهِ وقد أَخبَرنا الله تعالى بذلك فقال : { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا } سورة فاطر : 6 مرة من المرّات جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : رأيتُ البارحة أن رأسي قُطِعَتْ فأخذتُ أتبعها, فقال النبيصلى الله عليه وآله وسلم : ( لا يُخبر أحدكم بتلاعب الشيطان له في منامه) رواه مسلم الاحتمال الثالث والأخير فهو : أن لا يمسكها ملك من الملائكة , ولا شيطان من الشياطين , ولكنها تجول بخواطر الإنسانالتي كان يفكر بها . مثلاً : لو كان عطشان قبل أن ينام فسوف يرى ماءً , لو كان جائعاً فسيرى في المنام طعاماً , لو كان يبني منزلاً فسيرى العُمّال الذين يبنون له , وهكذا . الاحتمال الثالث والأخير فهو : أن لا يمسكها ملك من الملائكة , ولا شيطان من الشياطين , ولكنها تجول بخواطر الإنسان التي كان يفكر بها مثلاً : لو كان عطشان قبل أن ينام فسوف يرى ماءً , لو كان جائعاً فسيرى في المنام طعاماً , لو كان يبني منزلاً فسيرى العُمّال الذين يبنون له , وهكذا وقد اختصر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاحتمالات الثلاث بقوله:( الرؤيا ثلاثة أقسام فمنها ما هو حق يضربه الملك، ومنها ما هوتلاعب يتلاعبه الشيطان بأحدكم،ومنها ما هو حديث نفس) رواه مسلم كيف تتعامل مع الله إذاأراكَ رؤيا ؟؟ أولاً : يجب أن نعرف من أي قسم هذه الرؤيا , وليس كل أحدٍ يعرف ذلك ؛ لأن تأويل الرؤى لا يعرفه إلا العالِمون فيه وليس كل من قرأ كتاباً في تفسير الأحلام صار مُفَسِّراً لا.. بل كثيرٌ من هذه الكتب ليس صحيحاً أصلاً , مثل كتاب تأويل الأحلام الذي يُنسب للإمام محمد بن سيرين , هذا لم يثبُت أنه ألّفهُ حتى لو وُجِدت كتب صحيحة فليس كل رؤيا تراها أنت سينطبق على كل كلمة في الكتاب . أحياناً يرى اثنان نفس الرؤيا ولكنّها تكون بمعنى مُعيّن للشخص الأول , وتكون بمعنى مُختلف تماماً مع الشخص الثاني كما رُويَ أن رجلاً أتى إلى محمد بن سيرين مُفسِّر مشهور فقال له : إني رأيتُ في المنام أنّي أُؤذن , تدرون ماذاقال له ؟ قال : تَحُجُّ إن شاء الله أتى رجل آخر فقصَّ عليه نفس الرؤيا ,قال له إني رأيتُ في المنام أني أؤذِنْ , فقال له ابن سيرين : تسرِق وتُقطع يدُك قيل له : رحمك الله , الرؤيا ماتغيّرت من الرَجُلين , فكيف تقول لأحدهما تَحُجّ والآخر تسرِق ؟ فقال : نعم . إني رأيتُ الرجل الأول فيه علامات الصلاح فكان تأويلها الحج , لأن الله تعالى يقول : { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا }سورة الحج: 27 و رأيتُ في الرجل الثاني علامات عدم الصلاح فكان تأويلها أنه يسرق , لأن الله تعالى يقول في سورة يوسف : { ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} سورة يوسف:70 وعلى هذا إخواني وأخواتي : الرؤيا تختلف باختلافات متعددة ولايصلُح أن تُؤخذ بالكتب فقط و من حُسن تعاملك مع الله إذا أراك رؤيا ألا تسأل كل من رأيت عن هذه الرؤيا التي جاءتك من الله فتذهب وتسأل كل أحدعنها , لا .. اذهب واسأل من هو عالمٌ شرعاً بتأويلها ؛ لأن الإمام مالك نهى عن تأويل الرؤى بدون علم وقال : أيُتلاعب بوحي الله ؟ وإذا سألت عنها من لا يعلم بهاوفسَّـرها ربما تقع على ما فسَّـرهُ وعبّره , بغَـضِّ النظر يقول النبي صلى اللهعليه ه وسلم : ( الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْفَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَت) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وحتى الذين يعرفون التأويل لا يلزم أن يكون مُصيب بكل رؤيا فسّرها , هذا أبو بكر رضي الله عنه مع أنه معروف بتأويل الرؤى لكنّه فسّر رؤيا مرةً فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أَصَبتَ بعضاًو أخطاتَ بعضاً) رواه ابن ماجه إذاً حتى الذين يعلمون بالتأويل قد يُخْـطِئون , وعلى هذا فإذا رأيت رؤيا تحبّها أولاً : اِحمد الله عزّ وجلّ ثانياً : لا تُخبِر بها إلا عالماً أو شخصاً حبيباً على قلبك , كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن العالِم سيُفَسّرها , والمُحِبُّ لك لن يحسدكَ عليها . فمن رأى ما يحب في المنام فلا يُخبِر به إلا من أحبّ ولا تحرِص أن تسأل عن كل رؤيا تراها لأن هذا لا يلزمُك أصلاً , ولكن لو أحببتَ أن تسأل فاسأل لا بأس وأما إذا رأيتَ شيئاً تكرههُ فلا تُحَدِّث به أحدًا أبدًا .. و أنا أعلم أن الكثيرين قد يتضايقون من بعض الأشياء التي يرونها , وبعضها يتكرر عليهم في المنام فيقلقون , فما هو الحل ؟ لقد أرشدنا الله كيف نتعامل معها .. توجد خطوات لو طبّقناها فلن تضُرّنا تلك الرؤى حتى ولو كانت من المَلَك وفيها إنذار لن تضُرّك ؛ لأن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قال عن الذي يُطَبِّق هذه الخطوات : ( فإنها لا تضُرّهُ ) رواه البخاري [CENTER] [SIZE=6][B]إذاً الحمد لله , لن تضرّك .. وهولا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى صلى الله عليه وسلم ما هي هذه الخطوات ؟ من رأى في المنام شيئاً يكرهه ماذا يفعل ؟ أولاً : استعِذ بالله من هذه الرؤيا ثانياً : استعِذ بالله من الشيطان الرجيم ثالثاً : اُنْفُثْ عن يسارك ثلاث مرات . ( النفث هو نفخٌ خفيف بلا ريق) رابعًا : هي أن تصلّي ركعتين خامساً : أن تغيّر الجنب الذي كنت عليه , فإن كنت نائماً على جنبك الأيسر تحوّل إلى الأيمن , وإن كنت نائماً على جنبك الأيمن تحوّل إلى الأيسر . ومن كان على الجنب الأيمن يقول : أريد أن أطبّق السنة ولاأريد أن أتحوّل إلى الجنب الأيسر, لا .. الآن السنة أن تغيّر جنبك حتى لو كان في النهاية إلى الجنب الأيسر سادسًا : لا تُخبِرْ بها أحداً , لا تتحدث بهذا الشيء الذي رأيته إلى أحد أبداً إذا فعلتَ هذه الخطوات فلن تضرّك الأشياء التي رأيتها أبدا كما بشّرنا بذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم وقد كان أحد الصحابة يرى الرؤيا [COLOR=bla
dh_khlwt_bh WIDTH=400 HEIGHT=350 صورتك أمام الله تعالى في الخلوة تختلف تماماً عن صورتك...
dh_rdt_n_ttwb1


WIDTH=400 HEIGHT=350


يُروى أن رجلاً صالحاً خرج من بيته فرأى شاباً يُعاكس فتاةً في الشارع

فتَـردد هل ينصحهُ أم لا .. ثم في النهاية قرّر أن ينصحه
يقول : فتوجّهتُ إليه ونصحتهُ وكلّمتهُ بالحكمة والموعظة الحسنة
وذكّرته بالترغيب بالجنة والترهيب من عقاب الله
يقول وأنا أتكلم وهو يسمع لا يزيدُ على ذلك , صامِتْ يسمعني فقط .

يقول : و استمرّيتُ على هذه الحال نصف ساعة ,

يقول بعد نصف ساعة فاجئني حقيقةً بشيء لم أكن أتوقعه
يقول : فجأة فإذا بدمعةٌ تنزل من عينه .. يبكي !

قبل قليل كان يُعاكِس !! أخذ يدمع؟
يقول : تحمّستُ للكلام , تحمّست وانطلقت معه

قال : فقال لي : خلاص يا أخي كفاية , بعد كلامك هذا إن شاء الله سأتغير
يقول هذا الرجل : ففرحتُ به وأخذتُ رقم هاتفهِ وأخذ رقم هاتفي وتفرّقنا

يقول : مضى عليّ أسبوع ولم أتصل به نسيته , وبينما أنا أقلّب أوراقي ذات يوم
إذ برقمهِ على ورقة , فأسرعتُ بالاتصال بهِ , فقلتُ : السلام عليكم
قال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

فقلتُ : أنت فلان ؟ .. قال : أجل
فقلت : هل تذكرني ؟ .. فقال : طبعاً , وكيف أنسى الصوت الذي هداني ؟
فقلت : اهتديت ؟ .. قال : والله منذ ذلك اليوم مافاتتني ركعة .

يقول فقلتُ : الله أكبر , يجب أن أُلاقيك اليوم.. فقال : نلتقي العصر
يقول صاحبنا : فجاءني ضيوف العصر فما أتيتهُ إلا المغرب
طرقتُ عليه الباب فخرج لي أبوه , فقلتُ : يا عم .. فلان موجود ؟
فقال : فلان ؟؟؟ فلان توفي رحمه الله
قلت له : كيف ؟ كيف توفي؟
قال : توفيّ .. نام بعد الظهر وقال أيقظوني لصلاة العصر(مـات)
قال : فقلتُ له مستحيل , مستحيل أنا اليوم كلّمته , كيف ؟
فقال : أنت الذي كلّمته اليوم؟ قال : أجل.
قال : تعال لِأُقَبِّل رأسك.. قال : لا . لا يمكن يا عمي
قال : تعال أقبّل رأسك , أنا سمعته اليوم يقول لك
كيف أنسى الصوت الذي هداني , والله منذ أسبوع وهو متغيّر علينا
تعال أقبّل رأسك , أنقذتَ ابني من النار , أنقذتَ ابني من النار


الله أكبر .. التوبة إلى الله طعمها في القلب أحلى من طعم العسل على اللسان
ومن كان موفقاً فعَزَم على اتخاذ التوبة ,
فسيعرف قيمة هذا الطعم الذي أتكلم عنه الآن


ولكن يجب أن نعرف
كيف نتعامل مع الله إذا أردنا أن نتوب إليه ؟

أولاً : اسمحوا لي أن أقدّم هدية لأخي التائب ولأختي التائبة
أتدرون أنه عندما يتوب الواحد منّا إلى الله تعالى
فإنه يكون قد تحققت له ثلاث نِعَمْ عظيمة جليلة ؟


كل نعمة منها تعادل الدنيا ومافيها

أول نعمة : أن الله تعالى أمهلالتائب إلى أن تاب , وهذه نعمة
تخيّل لو أنه مات قبل أن يصل إلى هذه اللحظة كيف سيكون حاله ؟
ماذا سيقول للملائكة في قبره ؟
مصيبة هذه , لكن الحمد لله الحمدلله , الحمد لله أنه تدارك نفسه وتاب
والحمد لله أن الله أعطاه من الأيام ما أوصله إلى هذا اليوم السعيد الرائع
النعمة الثانية , المكافأة الثانية هي : أن الله أخذ جميع السيئات
التي قد جمعها هذا العبد وأبدلها له حسنات ..
نعم, مكان كل سيئة حسنة .. أَتَى رجل رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلا عَمِلَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا، فَلَمْ يَتْرُكْمِنْهَا شَيْئًا
وَهُوَ فِي ذَلِكَ لَمْ يَتْرُكْ حَاجَةً وَلا دَاجَةً إِلاأَتَاهَا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ ؟

تدرون ماذا قال له الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

قال له : ( فَهَلْ أَسْلَمْتَ ؟ )

فقال الرجل : أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنْ لاإِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ،
وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
( نَعَمْ تَفْعَلُ الْخَيْرَاتِ، وَتَتْرُكُ السَّيِّئَاتِ، فَيَجْعَلُهُنَّ اللَّهُ لَكَ خَيْرَاتٍكُلَّهُنَّ )
يعني تتحوّل السيئات كلها إلى حسنات.. الرجل استغرب
قال : وَغَدَرَاتِي وَفَجَرَاتِي؟

قَالَ: نَعَمْ.. قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ حَتَّى تَوَارَى عن الأنظار
..أخرجه البزار في مسنده

سبحان الله , ما أحلم الله
هناك نعمة ثالثة وهي أعظم النعم : أن الله تعالى جلّ الله في عُلاه

سبحانه يفرحُ بك , نعم يفرح بك إذا تُبتَ إليه , وإذا رجعتَ إلى ربك
الله يفرح بي أنا ؟؟ من أنا حتى يفرح الله بي ؟

لماذا يفرح الله بي أصلاً ؟ لماذا يفرح الله بي إذا تُبتُ إليه ؟ لماذا ؟
الجواب : ربنا سبحانه يفرح بتوبة عبدهِ لسبب ,

وهو أنه سبحانه كريم ولا يوجد من هو أكرم منه
وهو سبحانه يحب الكرم جداً

يقول أهل العلم : محبة الله للجود والكرم والعطاء

فوق ما يخطر ببال الخلق
ولهذا فإنه فرحه سبحانه بالعطيّة أشدّ من فرح الآخِذ

الذي يأخذ هذه العطيّة
إذاً .. إذا تاب التائب سيدخل جنةً عرضها كعرض السموات والأرض

, وهذه أعظم عطيّة يعطيها الله تعالى للعبد ,
لهذا يفرح الله بأنه سيعطيكَ الجنة

بالله عليك , أَلَيسَ من المفروض الآن أن نحبّ الله أكثر ؟؟
إذا تاب العبد فرح الله بأن عبده وحبيبه سيدخل هذه الجنة

وسبحان الله كيف أن فرح الله بتوبة العبد أكثر من فرحة العبد نفسه
بتوبته إلى الله , مع أن العبد هو المحتاج إلى الله , والله هو الغني !

قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـه وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ*

إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ* وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ بِعَزِيزٍ}
سورة فاطر : 15 / 16 / 17


كيف لا تتعلق القلوب بهذا الإلـه العظيم الحليم الذي ليس لنا معبودٌ سواه ؟
هذا الأمر سيجعل الناس يحبّون الله تعالى أكثر ,

ولكن من أراد أن يُعامل الله بالتوبة فعليه أن يكون ذكياً في توبته إلى
الله تعالى , عليه أن لا يفوِّتَ شيئاً من السيئات إلا ومَسَحهُ
, فإن كثيراً من الناس إذا تاب إلى الله تعالى فإنه لا يغسل كل سيئاته

مثال : بعض الناس يجلس فترةً طويلة وهو يفعل معصيةً معيّنة

, مثلاً النظر إلى المحرّمات ,, كان ينظر إلى المحرمات
, ثم بعد فترة أيام أو شهور تاب منها ( ما تاب مباشرةً بل تأخر بالتوبة )
كثير من الناس يظن الآن أنها مُحِيَتْ كلها

لا .. لم تُمحَ كلها , لماذا ؟؟
لأنه ليس المطلوب أن نتوب فقط من الذنب ,

بل يجب أن نتوب من الذنب ومن تأخير التوبة ؛
لأن النظر إلى المحرّمات معصية وتأخيرنا للتوبة معصيةٌ أخرى .
فإذا تُبنا من واحدة فلا ننسى الثانية , إذا تُبنا من معصية النظر
فلابد التوبة من معصية تأخير التوبة . لماذا ؟
لأن تأخير التوبة معصيةٌ أخرى يجب التوبة منها أيضاً

هذه مسألة دقيقة علينا أن ننتبه لها .

وأنا عندي اقتراح , هذا الاقتراح يُريحك من كل هذه الاحتمالات
اقتراحي يمكنك أن تفعله في كل ليلة وسيُريحك وسيُخفف عليك يوم القيامة
لكن أرجوك .. تابع معي الاقتراح في الدرس القادم إن شاء الله

dh_rdt_n_ttwb2

WIDTH=400 HEIGHT=350

سؤالنا الكبير اليوم :


كيف تتعامل مع الله إذاأردتَ أن تتوب إليه ؟؟


من أراد أن يعامل الله بالتوبة فعليه أن يكون ذكيّاً في توبته إلى الله تعالى
, وأن لا يفوته شيء من السيئات إلا ومسحه , فإن كثيراً من الناس إذا تاب
إلى الله تعالى فإنه لا يغسل كل سيئاته , ولديّ اليوم اقتراح سيريحك
وستفرح به يوم القيامة.. هذا الاقتراح يمكنك أن تفعله في كل ليلة
,سيريحك وسيخفّف عليك الكثير



اقـتـراحـي :


لا تنسَ في كل يوم أن تنوي توبةً عامة عن جميع الذنوب والمعاصي ,
وحاول حاول أن تستحضر التوبة بصدق من كل قلبك,
من جميع الذنوب سواء ذنب علمته أو لم تعلمه , تذكرتهُ أم لم تتذكره
, سواء كانذنباً صغيراً أم كبيراً المهم أن تتوب من كل شيء
ولا تترك هذه التوبة , في كل يوم نتوبها ,
كل يوم حتى لو كان قبل النوم , ولكن تُب هذه التوبة




وإذا فعلتَ ذلك بصدق وقدّر الله عليك الوفاة لن يكون عليك ذنب واحد
, فإن النبي صلى الله عليه وسلم يتوب في اليوم سبعين مرة
وهو أحب الخلق إلى الله , فكيف لا نتوب إلى الله نحن؟




بل نتوب , سنتوب إلى الله تعالى في كل يوم لنمسح كل شيء



سنتوب إليك يا ربي لأنك تُحبّ منّا أن نتوب,
فقد سمِعنا قولك عندما قُلت لنا : { إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}
سورةالبقرة: 222




وهذه التوبة تغسل جميع الذنوب حتى الشرك كل الذنوب التي بينك وبين الله
إذا نَدِمتَ عليها وأقلعتَ عنها ثم عَزَمتَ على عدم العودة إليها
فإن الله سيتوب عليك



لكن يوجد نوع واحد لا يدخل من ضمن هذه التوبة,ما هو هذا النوع ؟



إنها الذنوب التي فيها حقوق للناس , هذه الذنوب لا تكفي فيها التوبة
فقط بل لابدّ من شيء آخر مع التوبة أيضاً ,
لابدّ مع التوبة أن تُرجِع الحقوق لأصحابها




مثلاً : أموالٌ أخذها العبد من الناس بغير حق , لا تكفي التوبة الآن فقط لا
, بل لابدّ من إرجاع الأموال أيضاً .




شخصٌ شهد زور على شخص آخر فسجنوه ,
الآن لا يكفي فقط أن تتوب إلى الله تعالى ,
بل لابدّ أن تُخْرِجَ السجين و هكذا





لأن الله تعالى رحيم , كريم , يُسقِـطُ حقّه هو سبحانه إذا تُبتَ إليه
, أما الناس يوم القيامة فإنهم لن يرحموك ,
إذا كان المرء يفِـرّ من أخيه وأمه وأبيه فكيف بغيرهم ؟




انتبه إلى حقوق الناس , لا تُبقي في رقبتك شيئاً منها



حسناً , ماذا لو بقي شيء من حقوق الناس في ذمّتي , ماذا سيحدث لي يوم القيامة ؟


ربنا سبحانه عدل لا يضيع عنده حق أحدٍ من الناس
, فإذا كان أحدٌ قد أخذ من أحدٍ مالاً أو استهزئ به
أو اغتاب مثلاً أو أي حق من الحقوق قال :



فإن المظلوم له حق , وهذا الحق سيُصرف له يوم القيامة بالحسنات


, لا توجد عُملة أخرى , نعم سيأخذ المظلوم من الظالم حسنات بقدر مظلمتهِ


ماذا لو لم يكن لديه حسنات ؟ الظالِم ما عنده حسنات ماذا سيحدث ؟



سيأخذ الله من سيئات المظلوم ويضعها في ميزان الظالم .. سبحان الله



لدرجة أن المرأة تفرح بأن يكون لها حقٌ على أبيها أو على أخيها
أو على زوجها حتى .. قال تعالى :
{ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ}
سورة المؤمنون: 101




ولهذا أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أمّته يقول :
( من كانت عنده لأخيه مظلمة فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم
, إن كان له عمل صالح أخذ من حسناته بقدر مظلمته
فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه )
رواه البخاري



قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
يوم المظلوم على الظالِم أشدّ من يوم الظالِم على المظلوم



سؤال :



ماذا لو كان لإنسان حق عليّ ولكنّي لا أستطيع الوصول إليه ,
مثل : خادم سافر أو عامل لا أدري أين هو , ماذا أفعل ؟




إذا كان لأحدٍ حقٌّ عليك وهو ليس عندك لتعطيه إيّاه , ماذا تفعل ؟



أولاً : حاوِل قدر المستطاع أن تصِل إليه ,
أو على الأقل أن تصِل لأحد يدلّك عليه
, فإذا لم تستطع فتصدّق بقيمة هذا المال ولكن بنيّة الشخص المفقود
, يعني بنيّة صاحب المال بحيث أنه يأتي يوم القيامة فيجد في صحيفتهِ صدقةً بقدر مالهِ
, عندها لن يأخذ من حسناتك شيئاً ..
ولكن انتبه لو قدّر الله لهذا الشخص أن يجدك في الدنيا أو أن تجده
أنت فيجب أن تدفع إليه ماله ولو كنتَ قد تصدّقت به من قبل
لأنه حقه في النهاية , أما أنت فلن يضيع الله أجرك إن شاء الله



حسناً ..
ماذا عن الغيبة والنميمة هل أتحلّل من الناس الذين اغتبتهم ؟
هل أذهب إلى هذا الذي اغتبتهُ لأخبره بأني قد اغتبتك ثم أطلبمنه الحِلْ ؟؟
ماذا أصنع ؟





الجواب :



لا , لا تفعل ذلك لأنك بهذا تزيد الغِـلّ في صدور المسلمين عليك ,
هذا غير مطلوب شرعاً .. بل الأفضل أن تمدحهُ فينفس
المكان المجلس الذي اغتبتهُ فيه ,



حسناً ماذا عن الحسنات أنا أخاف أن يأخذ من حسناتي يوم القيامة ؟



لا , لا تخف لا تخف , عندي حل : ادعُ له بظهر الغيب بقدر
ما اغتبته كما يقول أهل العلم , فإذاجاء هذا الشخص يوم القيامة
ليأخذ من حسناتك , سيجدُك قد أعطيته من الحسنات بسبب

دعائك له ما يُكافئ غيبته فتنجو أنت , الحمد لله





وبما أننا نتكلم عن كيفية التعامل مع الله عند التوبة
فاسمح لي أن أسألك سؤالاً:





هل تظن أخي الكريم أن التوبة مرتبة واحدة فقط ؟
وهل تظنين أختي الكريمة أن التوبة نوع واحد فقط ؟



لا .. التوبة على أنواع ثلاثة , بين كل نوع وآخركما بين السماء والأرض


النوع الأول من التوبة : هو توبة عامة الناس, توبة العامة
أما النوع الثاني : هو توبة الخاصة

أما النوع الثالث وهو أعلاها : توبة خاصة الخاصة

ولهذا يقول الله تعالى: { هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَاللَّـهِوَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }
سورةآل عمران: 163


ما الفرق بين هذه الأنواع الثلاثة؟



الفرق أن النوع الأول توبة العامة تكون توبةًعن الذنوب والمعاصي ,
مثل التوبة عن الغيبة أو الزنا أو الرِبا أو شتم أو نظر إلى المحرمات
, هذه توبة عامة لعامة الناس , وهم الذين تُبدّل سيئاتهم إلى حسنات




قد يقول قائل : وهل توجد توبة أخرى ؟ هذه هي التوبة التي نعرفها ؟



لا . توجد توبة أعلى من هذه تسمّى توبة الخاصة
وهي لخواص عباد الله تعالى , وهذه التوبة هي ليست واجبة بل مُستحبّة
, وهي : أن يتوب العبد من ترك المستحبّات ,
فيتوب من تركه لقيام الليل ويتوب من عدم قوله لأذكار الصباح والمساء
, مثلاً يوم من الأيام تكاسل عن صلاة الضحى يتوب من تكاسله ذلك اليوم
, هذه توبةٌ خاصة ( توبة الخواص)




قد يقول قائل : لماذا يتوب ؟ هل فعل معصيةً أصلاً ؟


لا .. هذه التوبة ليست سببها أنه فعل معصية , لا..
بل سببها أنه قد قصّر في طاعةٍ مستحبّة , لقد أحسّ بالندم لأنه
ترك شيئاً يحبّه الله فتاب من هذا , وإلا هي غير واجبة
على العبد هي توبة مستحبّة إن فعلها أخذ أجراً ,
وإن لم يفعلها فلا شيء عليه . لهذا فهي توبة خواص المؤمنين ,

ومع هذا توجد توبة أعلى . أعلى من هذه أيضاً ؟ نعم




قد يقول قائل : لا يمكن !! شخص فعل واجبات وفعل مستحبّات
يتوب من ماذا أيضاً , ماذا بقي عليه شيء ليتوب منه ؟




بل توجد , توجد توبة أخرى وهذه هي توبة خاصة الخاصة
, وهي أعلى مرتبة يمكن أن يصل إليها العبد بالتوبة


ما هي هذه التوبة ؟ توبة خاصة الخاصة ما هي؟


dh_rdt_n_ttwb_lyh3


WIDTH=400 HEIGHT=350



سؤالنا الكبير اليوم
كيف تتعامل مع الله إذا أردتَ أن تتوب إليه ؟؟




التوبة على ثلاثة أقسام




القسم الأول:
توبة عامة الناس وهى توبتهم عن الذنوب و المعاصي


أما القسم الثاني وهو أعلى:
توبة الخاصة , وهم الذين يتوبون من ترك المستحبات


أما القسم الثالث وهو الأعلى
فهي توبة خاصة الخاصة ..
ما هي توبة خاصة الخاصة ؟


لا يوجد شيء آخر !!
فإذا كان العبد قد فعل الواجبات وقد فعل
المستحبات فيتوب من ماذا ؟


ما بقي عليه شيء ليتوب منه؟


الجواب :
بل توجد توبة أخرى . وهي توبة خاصة الخاصة ,
هي أن يتوب العبد من فعل المباحات,
فتصبح أعماله كلها حسنات ولا مكان للمباح


قد يقول قال :
المباحات ليست محرمه فلماذا أتوب منها ؟


الجواب
من قال أن التوبة فقط تكون من المحرمات؟
يمكنك أن تتوب توبة ليست من المحرمات فقط
ولكن توبة تحوِّل المباحات إلى ثواب و حسنات


نعم , أعرف أنه يجوز أن تفعل المباحات
وربنا يحب أن تؤتى رُخصه

أعرف ذلك ولكن الذي عنده علم بحيث
يعرف كيف يحوِّل المباحات إلى مستحبات
لاشكِّ أنه أعلى مقاماً عند الله


{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَيَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }
سورة الزمر : 9


توجد طريقة تحول المباحات إلى
مستحبات وذلك باستخدام شيء
باستخدام النية الذكية .. كيف ؟


إذا أردت أن تنوى أن تفعل مباحاً
فانوأنك تريد أن تفعله لتتقوى به على طاعة
الله


مثلاً
عندما تأكل تنوي بالأكل التقوي على الصلاة
لأنك لو لم تأكل لا تستطيع أن تأتى الخشوع
في الصلاة, هذا واقع

شيء آخر .. أنت ستنام ..
لماذا تنام هكذا بلا نيّة ؟
سبع ساعات بلا حسنات بلا أجرخسارة



فانوِ بنومك التقويّ على الأذكار
لأنك لن تستطيع أن تركز في الأذكار إذا لم تنم ,
ولهذا تنوى بالنوم التقوي على الأذكار
هذه النية يسمونها تجارة الأبرار
لأن هم في الحقيقة أذكياء,
يحوِّلون بالنية التراب إلى ذهب



قال بعض أهل العلم :
المؤمن وقت الراحة بالنسبة له طاعة
ووقت الطاعة بالنسبة له راحة


أنا أعلم أن البعض الآن يقول
نحن نعرف هذه المعلومات وهي مكررة علينا
ونحن نقول لهم : حسناً لماذا وقت العمل ننساها؟
لماذا وقت العمل لا نطبق النية ؟


لأن العجيب أن النية سهلة لاتتعب أحداً
هل رأيتم أحداً يتعب إذا نوى؟


إذاً النية بسيطة
لكن من الذي يتذكر ؟ هنا المسألة


هذه الحلقة تذكرة
وقد قال الله تعالى : { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}
سورة الذاريات: 55



إذاً اتفقنا؟

اتفقنا على نحوِّل المباحات إلى طاعة
وحسنات بالنية؟



بعض الإخوة والأخوات
يقولون المشكلة أني لا أعرف ماذا يمكن أن أنوي!يعني ماذا أنوي لكي أحوِّل المباحات إلى حسنات؟ ماهي النوايا ؟




سأساعدك إذا أردت أن تذهب إلى العمل
لا تنوي الذهاب للوظيفة
فقط لكي لا يخصموا من راتبكلا
انوِ أن تعفّ أهلك و أولادك عن الحرام
انوِ أن تعمُر بلدك المسلم ..
انوِ أن تخدم المسلمين وتقضي مصالحهم و معاملاتهم
عندها سيكون ذهابك إلى العمل
في كل يوم أكثر ثواباً وأجراً وليس مباحاً فقط



مثال آخر:


إذا أردت أن تقود السيارة لاتنوي فقط
التنقل من مكان إلى آخر, انوِ أيضاً
أن تستخدم السيارة في حسن الخلق
ستحصل على أجر لأنك تقود السيارة



في دراستك انوِ أن تفرح والديك بالشهادة
أن تنفع المسلمين بعلومك فيصبح ذهابك
للدراسة كله أجر في أجر



حتى الكُرة إذا أردت أن تلعب كُرة لا تنوي
فقط الترويح عن النفسوالرغبة في الفوز,
لا .. انوِ أيضا أن تدخل السرور على
إخوانك المسلمين بأن تلعب معهم
و أن تقوي جسدك بالرياضة



في الحقيقة توجد أشياء كثيرة
هذه فقط أمثلة


لكن في الحقيقة هناك بعض الناس يقول
أنا أحس أني لاأحوّل المباحات إلى
مستحبات بالنية.. لماذا؟


يقول : لأني سأفعل المباح سأفعله
لا أحس أني أفعله لله , هل لي أجر ؟


الجواب : نعم




سيكون لك أجر في نية تحويل المباحات
إلى حسنات , لكن بشرط , أن تكون النية صادقة


مثلاً : شخص أراد أن يحوّل المباح
في الأكل إلى أجر ,
فنوى بالطعام التقوي على الصلاة ,
لكنه أكل حتى انتفخ بحيث أصبح ثقيلاً في الحركة ,
هذا غير صادق في النية , هذا لن يؤجر عليها
أما إذا أكل بقدر مناسب هذا هو الذي
تتحول مباحاته إلى حسنات



مثال آخر:


شخص أراد أن يحوّل المباح في الوظيفة
إلى أجر , فنوى بذهابه للعمل
أن يساعد المسلمين ,
فإذا كان فعلاً يساعدهم فهوصادق
ومباحاته تحوّلت إلى حسنات
و أما إذا كان يقول للمراجعين تعالوا إلى
الغد ويؤخرهم بلا سبب فهذا غير
صادق في نيته فلا يؤجر



الذي نوى النوم لكي يتقوى على الطاعة
لو كان صادقاً لما نام الساعة الثانية ليلاً
لأنه لن يستيقظ أصلاً لصلاة الفجر



فالمسألة ليست فقط بالنية بل
بالصدق في النية.. فلا تعمل بلا مقابل
اجعل أعمالك كلها حسنات..



لو سألنا سائل وقال لنا كيف أعرف
هل تقبل الله توبتي أم لا ؟


الصراحة لا ألوم من الذي يقلق
من عدم قبول التوبة ,لأن الله تعالى يقول
{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَالْمُتَّقِينَ}
سورة المائدة: 27

إذا أردت الله أن يتقبل منك فيجب

أن تخاف أن لايتقبل الله منك
فإذا استمريت في الخوف من عدم
القبول فهذه علامة على أنك يوم القيامة
ستجد النتيجة طيبة بإذن الله تعالى
لأن الله تعالى ذكر حوار بين أهل الجنة
فقالوا لبعضهم البعض
{ إِنَّا كُنَّاقَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ}
يعنى : كنا خائفين


{ فَمَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}
سورة الطور:26 / ٢٧



فصار خوفهم هو نجاتهم وسلامتهم
و الذي يخاف يسلم
لأن الخائف دائماً تجده يعمل
ويجتهد أما المطمئن والضامن
لا يزال في نقص حتى يُفاجأ يوم القيامة
بشيء لا يسرّه



أتى رجل إلى الحسن البصري
فقال له : يا أبا سعيد إنا نصحب أقواماً
يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تتقطع
فقال : إن تصحب أقواماً يخوفونك
حتى تدرك أمناً
خيرًا لك من أن تصحب أقواماً يأمنونك
حتى تدركك المخاوف

لا تضمن قبول التوبة , انظر إلى أخيار
الأمة ماذا يقولون



هذا علي بن أبى طالب رضي الله عنه يقول:

لو أعلم أن الله تقبل مني حسنة واحدة
لما كان غائب أحب إلى من الموت


مع أنه من أهل الجنة فماذا نقول نحن؟؟
من علامات أن توبتك مقبولة أن يكون العبد
بعد التوبة خير مما كان قبل التوبة ,

فهو في تطور مستمر فإذا تاب من الذنب
أحدث بعده حسنات وطاعات جديدة
هذه الطاعات ما كان يفعلها قبل المعصية
لكن يحدثها بعد توبته
هذه من علامات صحة التوبة

هذه بعض التعاملات التي تكون بينك وبين الله عز وجل

كيف تحسنها إن أردت أن تتوب إليه

بعد هذا كله نختم فندعو الله عز وجل لنا
ولكم أن يقبل الله توباتنا، وأن يغسل حوباتنا
وأن يرفع مقامنا عنده ،
وأن يجمعنا تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ..
و الحمد لله رب العالمين



WIDTH=400 HEIGHT=350


uco10
ام بودى68
ام بودى68
dh_rdt_n_ttwb1 WIDTH=400 HEIGHT=350 يُروى أن رجلاً صالحاً خرج من بيته فرأى شاباً يُعاكس فتاةً في الشارع فتَـردد هل ينصحهُ أم لا .. ثم في النهاية قرّر أن ينصحه يقول : فتوجّهتُ إليه ونصحتهُ وكلّمتهُ بالحكمة والموعظة الحسنة وذكّرته بالترغيب بالجنة والترهيب من عقاب الله يقول وأنا أتكلم وهو يسمع لا يزيدُ على ذلك , صامِتْ يسمعني فقط . يقول : و استمرّيتُ على هذه الحال نصف ساعة , يقول بعد نصف ساعة فاجئني حقيقةً بشيء لم أكن أتوقعه يقول : فجأة فإذا بدمعةٌ تنزل من عينه .. يبكي ! قبل قليل كان يُعاكِس !! أخذ يدمع؟ يقول : تحمّستُ للكلام , تحمّست وانطلقت معه قال : فقال لي : خلاص يا أخي كفاية , بعد كلامك هذا إن شاء الله سأتغير يقول هذا الرجل : ففرحتُ به وأخذتُ رقم هاتفهِ وأخذ رقم هاتفي وتفرّقنا يقول : مضى عليّ أسبوع ولم أتصل به نسيته , وبينما أنا أقلّب أوراقي ذات يوم إذ برقمهِ على ورقة , فأسرعتُ بالاتصال بهِ , فقلتُ : السلام عليكم قال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فقلتُ : أنت فلان ؟ .. قال : أجل فقلت : هل تذكرني ؟ .. فقال : طبعاً , وكيف أنسى الصوت الذي هداني ؟ فقلت : اهتديت ؟ .. قال : والله منذ ذلك اليوم مافاتتني ركعة . يقول فقلتُ : الله أكبر , يجب أن أُلاقيك اليوم.. فقال : نلتقي العصر يقول صاحبنا : فجاءني ضيوف العصر فما أتيتهُ إلا المغرب طرقتُ عليه الباب فخرج لي أبوه , فقلتُ : يا عم .. فلان موجود ؟ فقال : فلان ؟؟؟ فلان توفي رحمه الله قلت له : كيف ؟ كيف توفي؟ قال : توفيّ .. نام بعد الظهر وقال أيقظوني لصلاة العصر(مـات) قال : فقلتُ له مستحيل , مستحيل أنا اليوم كلّمته , كيف ؟ فقال : أنت الذي كلّمته اليوم؟ قال : أجل. قال : تعال لِأُقَبِّل رأسك.. قال : لا . لا يمكن يا عمي قال : تعال أقبّل رأسك , أنا سمعته اليوم يقول لك كيف أنسى الصوت الذي هداني , والله منذ أسبوع وهو متغيّر علينا تعال أقبّل رأسك , أنقذتَ ابني من النار , أنقذتَ ابني من النار الله أكبر .. التوبة إلى الله طعمها في القلب أحلى من طعم العسل على اللسان ومن كان موفقاً فعَزَم على اتخاذ التوبة , فسيعرف قيمة هذا الطعم الذي أتكلم عنه الآن ولكن يجب أن نعرف كيف نتعامل مع الله إذا أردنا أن نتوب إليه ؟ أولاً : اسمحوا لي أن أقدّم هدية لأخي التائب ولأختي التائبة أتدرون أنه عندما يتوب الواحد منّا إلى الله تعالى فإنه يكون قد تحققت له ثلاث نِعَمْ عظيمة جليلة ؟ كل نعمة منها تعادل الدنيا ومافيها أول نعمة : أن الله تعالى أمهلالتائب إلى أن تاب , وهذه نعمة تخيّل لو أنه مات قبل أن يصل إلى هذه اللحظة كيف سيكون حاله ؟ ماذا سيقول للملائكة في قبره ؟ مصيبة هذه , لكن الحمد لله الحمدلله , الحمد لله أنه تدارك نفسه وتاب والحمد لله أن الله أعطاه من الأيام ما أوصله إلى هذا اليوم السعيد الرائع النعمة الثانية , المكافأة الثانية هي : أن الله أخذ جميع السيئات التي قد جمعها هذا العبد وأبدلها له حسنات .. نعم, مكان كل سيئة حسنة .. أَتَى رجل رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلا عَمِلَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا، فَلَمْ يَتْرُكْمِنْهَا شَيْئًا وَهُوَ فِي ذَلِكَ لَمْ يَتْرُكْ حَاجَةً وَلا دَاجَةً إِلاأَتَاهَا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ ؟ تدرون ماذا قال له الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ قال له : ( فَهَلْ أَسْلَمْتَ ؟ ) فقال الرجل : أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنْ لاإِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( نَعَمْ تَفْعَلُ الْخَيْرَاتِ، وَتَتْرُكُ السَّيِّئَاتِ، فَيَجْعَلُهُنَّ اللَّهُ لَكَ خَيْرَاتٍكُلَّهُنَّ ) يعني تتحوّل السيئات كلها إلى حسنات.. الرجل استغرب قال : وَغَدَرَاتِي وَفَجَرَاتِي؟ قَالَ: نَعَمْ.. قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ حَتَّى تَوَارَى عن الأنظار ..أخرجه البزار في مسنده سبحان الله , ما أحلم الله هناك نعمة ثالثة وهي أعظم النعم : أن الله تعالى جلّ الله في عُلاه سبحانه يفرحُ بك , نعم يفرح بك إذا تُبتَ إليه , وإذا رجعتَ إلى ربك الله يفرح بي أنا ؟؟ من أنا حتى يفرح الله بي ؟ لماذا يفرح الله بي أصلاً ؟ لماذا يفرح الله بي إذا تُبتُ إليه ؟ لماذا ؟ الجواب : ربنا سبحانه يفرح بتوبة عبدهِ لسبب , وهو أنه سبحانه كريم ولا يوجد من هو أكرم منه وهو سبحانه يحب الكرم جداً يقول أهل العلم : محبة الله للجود والكرم والعطاء فوق ما يخطر ببال الخلق ولهذا فإنه فرحه سبحانه بالعطيّة أشدّ من فرح الآخِذ الذي يأخذ هذه العطيّة إذاً .. إذا تاب التائب سيدخل جنةً عرضها كعرض السموات والأرض , وهذه أعظم عطيّة يعطيها الله تعالى للعبد , لهذا يفرح الله بأنه سيعطيكَ الجنة بالله عليك , أَلَيسَ من المفروض الآن أن نحبّ الله أكثر ؟؟ إذا تاب العبد فرح الله بأن عبده وحبيبه سيدخل هذه الجنة وسبحان الله كيف أن فرح الله بتوبة العبد أكثر من فرحة العبد نفسه بتوبته إلى الله , مع أن العبد هو المحتاج إلى الله , والله هو الغني ! قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـه وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ* إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ* وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ بِعَزِيزٍ} سورة فاطر : 15 / 16 / 17 كيف لا تتعلق القلوب بهذا الإلـه العظيم الحليم الذي ليس لنا معبودٌ سواه ؟ هذا الأمر سيجعل الناس يحبّون الله تعالى أكثر , ولكن من أراد أن يُعامل الله بالتوبة فعليه أن يكون ذكياً في توبته إلى الله تعالى , عليه أن لا يفوِّتَ شيئاً من السيئات إلا ومَسَحهُ , فإن كثيراً من الناس إذا تاب إلى الله تعالى فإنه لا يغسل كل سيئاته مثال : بعض الناس يجلس فترةً طويلة وهو يفعل معصيةً معيّنة , مثلاً النظر إلى المحرّمات ,, كان ينظر إلى المحرمات , ثم بعد فترة أيام أو شهور تاب منها ( ما تاب مباشرةً بل تأخر بالتوبة ) كثير من الناس يظن الآن أنها مُحِيَتْ كلها لا .. لم تُمحَ كلها , لماذا ؟؟ لأنه ليس المطلوب أن نتوب فقط من الذنب , بل يجب أن نتوب من الذنب ومن تأخير التوبة ؛ لأن النظر إلى المحرّمات معصية وتأخيرنا للتوبة معصيةٌ أخرى . فإذا تُبنا من واحدة فلا ننسى الثانية , إذا تُبنا من معصية النظر فلابد التوبة من معصية تأخير التوبة . لماذا ؟ لأن تأخير التوبة معصيةٌ أخرى يجب التوبة منها أيضاً هذه مسألة دقيقة علينا أن ننتبه لها . وأنا عندي اقتراح , هذا الاقتراح يُريحك من كل هذه الاحتمالات اقتراحي يمكنك أن تفعله في كل ليلة وسيُريحك وسيُخفف عليك يوم القيامة لكن أرجوك .. تابع معي الاقتراح في الدرس القادم إن شاء الله dh_rdt_n_ttwb2 WIDTH=400 HEIGHT=350 سؤالنا الكبير اليوم : كيف تتعامل مع الله إذاأردتَ أن تتوب إليه ؟؟ من أراد أن يعامل الله بالتوبة فعليه أن يكون ذكيّاً في توبته إلى الله تعالى , وأن لا يفوته شيء من السيئات إلا ومسحه , فإن كثيراً من الناس إذا تاب إلى الله تعالى فإنه لا يغسل كل سيئاته , ولديّ اليوم اقتراح سيريحك وستفرح به يوم القيامة.. هذا الاقتراح يمكنك أن تفعله في كل ليلة ,سيريحك وسيخفّف عليك الكثير اقـتـراحـي : لا تنسَ في كل يوم أن تنوي توبةً عامة عن جميع الذنوب والمعاصي , وحاول حاول أن تستحضر التوبة بصدق من كل قلبك, من جميع الذنوب سواء ذنب علمته أو لم تعلمه , تذكرتهُ أم لم تتذكره , سواء كانذنباً صغيراً أم كبيراً المهم أن تتوب من كل شيء ولا تترك هذه التوبة , في كل يوم نتوبها , كل يوم حتى لو كان قبل النوم , ولكن تُب هذه التوبة وإذا فعلتَ ذلك بصدق وقدّر الله عليك الوفاة لن يكون عليك ذنب واحد , فإن النبي صلى الله عليه وسلم يتوب في اليوم سبعين مرة وهو أحب الخلق إلى الله , فكيف لا نتوب إلى الله نحن؟ بل نتوب , سنتوب إلى الله تعالى في كل يوم لنمسح كل شيء سنتوب إليك يا ربي لأنك تُحبّ منّا أن نتوب, فقد سمِعنا قولك عندما قُلت لنا : { إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} سورةالبقرة: 222 وهذه التوبة تغسل جميع الذنوب حتى الشرك كل الذنوب التي بينك وبين الله إذا نَدِمتَ عليها وأقلعتَ عنها ثم عَزَمتَ على عدم العودة إليها فإن الله سيتوب عليك لكن يوجد نوع واحد لا يدخل من ضمن هذه التوبة,ما هو هذا النوع ؟ إنها الذنوب التي فيها حقوق للناس , هذه الذنوب لا تكفي فيها التوبة فقط بل لابدّ من شيء آخر مع التوبة أيضاً , لابدّ مع التوبة أن تُرجِع الحقوق لأصحابها مثلاً : أموالٌ أخذها العبد من الناس بغير حق , لا تكفي التوبة الآن فقط لا , بل لابدّ من إرجاع الأموال أيضاً . شخصٌ شهد زور على شخص آخر فسجنوه , الآن لا يكفي فقط أن تتوب إلى الله تعالى , بل لابدّ أن تُخْرِجَ السجين و هكذا لأن الله تعالى رحيم , كريم , يُسقِـطُ حقّه هو سبحانه إذا تُبتَ إليه , أما الناس يوم القيامة فإنهم لن يرحموك , إذا كان المرء يفِـرّ من أخيه وأمه وأبيه فكيف بغيرهم ؟ انتبه إلى حقوق الناس , لا تُبقي في رقبتك شيئاً منها حسناً , ماذا لو بقي شيء من حقوق الناس في ذمّتي , ماذا سيحدث لي يوم القيامة ؟ ربنا سبحانه عدل لا يضيع عنده حق أحدٍ من الناس , فإذا كان أحدٌ قد أخذ من أحدٍ مالاً أو استهزئ به أو اغتاب مثلاً أو أي حق من الحقوق قال : فإن المظلوم له حق , وهذا الحق سيُصرف له يوم القيامة بالحسنات , لا توجد عُملة أخرى , نعم سيأخذ المظلوم من الظالم حسنات بقدر مظلمتهِ ماذا لو لم يكن لديه حسنات ؟ الظالِم ما عنده حسنات ماذا سيحدث ؟ سيأخذ الله من سيئات المظلوم ويضعها في ميزان الظالم .. سبحان الله لدرجة أن المرأة تفرح بأن يكون لها حقٌ على أبيها أو على أخيها أو على زوجها حتى .. قال تعالى : { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} سورة المؤمنون: 101 ولهذا أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أمّته يقول : ( من كانت عنده لأخيه مظلمة فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم , إن كان له عمل صالح أخذ من حسناته بقدر مظلمته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ) رواه البخاري قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : يوم المظلوم على الظالِم أشدّ من يوم الظالِم على المظلوم سؤال : ماذا لو كان لإنسان حق عليّ ولكنّي لا أستطيع الوصول إليه , مثل : خادم سافر أو عامل لا أدري أين هو , ماذا أفعل ؟ إذا كان لأحدٍ حقٌّ عليك وهو ليس عندك لتعطيه إيّاه , ماذا تفعل ؟ أولاً : حاوِل قدر المستطاع أن تصِل إليه , أو على الأقل أن تصِل لأحد يدلّك عليه , فإذا لم تستطع فتصدّق بقيمة هذا المال ولكن بنيّة الشخص المفقود , يعني بنيّة صاحب المال بحيث أنه يأتي يوم القيامة فيجد في صحيفتهِ صدقةً بقدر مالهِ , عندها لن يأخذ من حسناتك شيئاً .. ولكن انتبه لو قدّر الله لهذا الشخص أن يجدك في الدنيا أو أن تجده أنت فيجب أن تدفع إليه ماله ولو كنتَ قد تصدّقت به من قبل لأنه حقه في النهاية , أما أنت فلن يضيع الله أجرك إن شاء الله حسناً .. ماذا عن الغيبة والنميمة هل أتحلّل من الناس الذين اغتبتهم ؟ هل أذهب إلى هذا الذي اغتبتهُ لأخبره بأني قد اغتبتك ثم أطلبمنه الحِلْ ؟؟ ماذا أصنع ؟ الجواب : لا , لا تفعل ذلك لأنك بهذا تزيد الغِـلّ في صدور المسلمين عليك , هذا غير مطلوب شرعاً .. بل الأفضل أن تمدحهُ فينفس المكان المجلس الذي اغتبتهُ فيه , حسناً ماذا عن الحسنات أنا أخاف أن يأخذ من حسناتي يوم القيامة ؟ لا , لا تخف لا تخف , عندي حل : ادعُ له بظهر الغيب بقدر ما اغتبته كما يقول أهل العلم , فإذاجاء هذا الشخص يوم القيامة ليأخذ من حسناتك , سيجدُك قد أعطيته من الحسنات بسبب دعائك له ما يُكافئ غيبته فتنجو أنت , الحمد لله وبما أننا نتكلم عن كيفية التعامل مع الله عند التوبة فاسمح لي أن أسألك سؤالاً: هل تظن أخي الكريم أن التوبة مرتبة واحدة فقط ؟ وهل تظنين أختي الكريمة أن التوبة نوع واحد فقط ؟ لا .. التوبة على أنواع ثلاثة , بين كل نوع وآخركما بين السماء والأرض النوع الأول من التوبة : هو توبة عامة الناس, توبة العامة أما النوع الثاني : هو توبة الخاصة أما النوع الثالث وهو أعلاها : توبة خاصة الخاصة ولهذا يقول الله تعالى: { هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَاللَّـهِوَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } سورةآل عمران: 163 ما الفرق بين هذه الأنواع الثلاثة؟ الفرق أن النوع الأول توبة العامة تكون توبةًعن الذنوب والمعاصي , مثل التوبة عن الغيبة أو الزنا أو الرِبا أو شتم أو نظر إلى المحرمات , هذه توبة عامة لعامة الناس , وهم الذين تُبدّل سيئاتهم إلى حسنات قد يقول قائل : وهل توجد توبة أخرى ؟ هذه هي التوبة التي نعرفها ؟ لا . توجد توبة أعلى من هذه تسمّى توبة الخاصة وهي لخواص عباد الله تعالى , وهذه التوبة هي ليست واجبة بل مُستحبّة , وهي : أن يتوب العبد من ترك المستحبّات , فيتوب من تركه لقيام الليل ويتوب من عدم قوله لأذكار الصباح والمساء , مثلاً يوم من الأيام تكاسل عن صلاة الضحى يتوب من تكاسله ذلك اليوم , هذه توبةٌ خاصة ( توبة الخواص) قد يقول قائل : لماذا يتوب ؟ هل فعل معصيةً أصلاً ؟ لا .. هذه التوبة ليست سببها أنه فعل معصية , لا.. بل سببها أنه قد قصّر في طاعةٍ مستحبّة , لقد أحسّ بالندم لأنه ترك شيئاً يحبّه الله فتاب من هذا , وإلا هي غير واجبة على العبد هي توبة مستحبّة إن فعلها أخذ أجراً , وإن لم يفعلها فلا شيء عليه . لهذا فهي توبة خواص المؤمنين , ومع هذا توجد توبة أعلى . أعلى من هذه أيضاً ؟ نعم قد يقول قائل : لا يمكن !! شخص فعل واجبات وفعل مستحبّات يتوب من ماذا أيضاً , ماذا بقي عليه شيء ليتوب منه ؟ بل توجد , توجد توبة أخرى وهذه هي توبة خاصة الخاصة , وهي أعلى مرتبة يمكن أن يصل إليها العبد بالتوبة ما هي هذه التوبة ؟ توبة خاصة الخاصة ما هي؟ dh_rdt_n_ttwb_lyh3 WIDTH=400 HEIGHT=350 سؤالنا الكبير اليوم كيف تتعامل مع الله إذا أردتَ أن تتوب إليه ؟؟ التوبة على ثلاثة أقسام القسم الأول: توبة عامة الناس وهى توبتهم عن الذنوب و المعاصي أما القسم الثاني وهو أعلى: توبة الخاصة , وهم الذين يتوبون من ترك المستحبات أما القسم الثالث وهو الأعلى فهي توبة خاصة الخاصة .. ما هي توبة خاصة الخاصة ؟ لا يوجد شيء آخر !! فإذا كان العبد قد فعل الواجبات وقد فعل المستحبات فيتوب من ماذا ؟ ما بقي عليه شيء ليتوب منه؟ الجواب : بل توجد توبة أخرى . وهي توبة خاصة الخاصة , هي أن يتوب العبد من فعل المباحات, فتصبح أعماله كلها حسنات ولا مكان للمباح قد يقول قال : المباحات ليست محرمه فلماذا أتوب منها ؟ الجواب من قال أن التوبة فقط تكون من المحرمات؟ يمكنك أن تتوب توبة ليست من المحرمات فقط ولكن توبة تحوِّل المباحات إلى ثواب و حسنات نعم , أعرف أنه يجوز أن تفعل المباحات وربنا يحب أن تؤتى رُخصه أعرف ذلك ولكن الذي عنده علم بحيث يعرف كيف يحوِّل المباحات إلى مستحبات لاشكِّ أنه أعلى مقاماً عند الله { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَيَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } سورة الزمر : 9 توجد طريقة تحول المباحات إلى مستحبات وذلك باستخدام شيء باستخدام النية الذكية .. كيف ؟ إذا أردت أن تنوى أن تفعل مباحاً فانوأنك تريد أن تفعله لتتقوى به على طاعة الله مثلاً عندما تأكل تنوي بالأكل التقوي على الصلاة لأنك لو لم تأكل لا تستطيع أن تأتى الخشوع في الصلاة, هذا واقع شيء آخر .. أنت ستنام .. لماذا تنام هكذا بلا نيّة ؟ سبع ساعات بلا حسنات بلا أجرخسارة فانوِ بنومك التقويّ على الأذكار لأنك لن تستطيع أن تركز في الأذكار إذا لم تنم , ولهذا تنوى بالنوم التقوي على الأذكار هذه النية يسمونها تجارة الأبرار لأن هم في الحقيقة أذكياء, يحوِّلون بالنية التراب إلى ذهب قال بعض أهل العلم : المؤمن وقت الراحة بالنسبة له طاعة ووقت الطاعة بالنسبة له راحة أنا أعلم أن البعض الآن يقول نحن نعرف هذه المعلومات وهي مكررة علينا ونحن نقول لهم : حسناً لماذا وقت العمل ننساها؟ لماذا وقت العمل لا نطبق النية ؟ لأن العجيب أن النية سهلة لاتتعب أحداً هل رأيتم أحداً يتعب إذا نوى؟ إذاً النية بسيطة لكن من الذي يتذكر ؟ هنا المسألة هذه الحلقة تذكرة وقد قال الله تعالى : { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} سورة الذاريات: 55 إذاً اتفقنا؟ اتفقنا على نحوِّل المباحات إلى طاعة وحسنات بالنية؟ بعض الإخوة والأخوات يقولون المشكلة أني لا أعرف ماذا يمكن أن أنوي!يعني ماذا أنوي لكي أحوِّل المباحات إلى حسنات؟ ماهي النوايا ؟ سأساعدك إذا أردت أن تذهب إلى العمل لا تنوي الذهاب للوظيفة فقط لكي لا يخصموا من راتبكلا انوِ أن تعفّ أهلك و أولادك عن الحرام انوِ أن تعمُر بلدك المسلم .. انوِ أن تخدم المسلمين وتقضي مصالحهم و معاملاتهم عندها سيكون ذهابك إلى العمل في كل يوم أكثر ثواباً وأجراً وليس مباحاً فقط مثال آخر: إذا أردت أن تقود السيارة لاتنوي فقط التنقل من مكان إلى آخر, انوِ أيضاً أن تستخدم السيارة في حسن الخلق ستحصل على أجر لأنك تقود السيارة في دراستك انوِ أن تفرح والديك بالشهادة أن تنفع المسلمين بعلومك فيصبح ذهابك للدراسة كله أجر في أجر حتى الكُرة إذا أردت أن تلعب كُرة لا تنوي فقط الترويح عن النفسوالرغبة في الفوز, لا .. انوِ أيضا أن تدخل السرور على إخوانك المسلمين بأن تلعب معهم و أن تقوي جسدك بالرياضة في الحقيقة توجد أشياء كثيرة هذه فقط أمثلة لكن في الحقيقة هناك بعض الناس يقول أنا أحس أني لاأحوّل المباحات إلى مستحبات بالنية.. لماذا؟ يقول : لأني سأفعل المباح سأفعله لا أحس أني أفعله لله , هل لي أجر ؟ الجواب : نعم سيكون لك أجر في نية تحويل المباحات إلى حسنات , لكن بشرط , أن تكون النية صادقة مثلاً : شخص أراد أن يحوّل المباح في الأكل إلى أجر , فنوى بالطعام التقوي على الصلاة , لكنه أكل حتى انتفخ بحيث أصبح ثقيلاً في الحركة , هذا غير صادق في النية , هذا لن يؤجر عليها أما إذا أكل بقدر مناسب هذا هو الذي تتحول مباحاته إلى حسنات مثال آخر: شخص أراد أن يحوّل المباح في الوظيفة إلى أجر , فنوى بذهابه للعمل أن يساعد المسلمين , فإذا كان فعلاً يساعدهم فهوصادق ومباحاته تحوّلت إلى حسنات و أما إذا كان يقول للمراجعين تعالوا إلى الغد ويؤخرهم بلا سبب فهذا غير صادق في نيته فلا يؤجر الذي نوى النوم لكي يتقوى على الطاعة لو كان صادقاً لما نام الساعة الثانية ليلاً لأنه لن يستيقظ أصلاً لصلاة الفجر فالمسألة ليست فقط بالنية بل بالصدق في النية.. فلا تعمل بلا مقابل اجعل أعمالك كلها حسنات.. لو سألنا سائل وقال لنا كيف أعرف هل تقبل الله توبتي أم لا ؟ الصراحة لا ألوم من الذي يقلق من عدم قبول التوبة ,لأن الله تعالى يقول {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَالْمُتَّقِينَ} سورة المائدة: 27 إذا أردت الله أن يتقبل منك فيجب أن تخاف أن لايتقبل الله منك فإذا استمريت في الخوف من عدم القبول فهذه علامة على أنك يوم القيامة ستجد النتيجة طيبة بإذن الله تعالى لأن الله تعالى ذكر حوار بين أهل الجنة فقالوا لبعضهم البعض { إِنَّا كُنَّاقَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} يعنى : كنا خائفين { فَمَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} سورة الطور:26 / ٢٧ فصار خوفهم هو نجاتهم وسلامتهم و الذي يخاف يسلم لأن الخائف دائماً تجده يعمل ويجتهد أما المطمئن والضامن لا يزال في نقص حتى يُفاجأ يوم القيامة بشيء لا يسرّه أتى رجل إلى الحسن البصري فقال له : يا أبا سعيد إنا نصحب أقواماً يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تتقطع فقال : إن تصحب أقواماً يخوفونك حتى تدرك أمناً خيرًا لك من أن تصحب أقواماً يأمنونك حتى تدركك المخاوف لا تضمن قبول التوبة , انظر إلى أخيار الأمة ماذا يقولون هذا علي بن أبى طالب رضي الله عنه يقول: لو أعلم أن الله تقبل مني حسنة واحدة لما كان غائب أحب إلى من الموت مع أنه من أهل الجنة فماذا نقول نحن؟؟ من علامات أن توبتك مقبولة أن يكون العبد بعد التوبة خير مما كان قبل التوبة , فهو في تطور مستمر فإذا تاب من الذنب أحدث بعده حسنات وطاعات جديدة هذه الطاعات ما كان يفعلها قبل المعصية لكن يحدثها بعد توبته هذه من علامات صحة التوبة هذه بعض التعاملات التي تكون بينك وبين الله عز وجل كيف تحسنها إن أردت أن تتوب إليه بعد هذا كله نختم فندعو الله عز وجل لنا ولكم أن يقبل الله توباتنا، وأن يغسل حوباتنا وأن يرفع مقامنا عنده ، وأن يجمعنا تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله .. و الحمد لله رب العالمين WIDTH=400 HEIGHT=350 uco10
dh_rdt_n_ttwb1 WIDTH=400 HEIGHT=350 يُروى أن رجلاً صالحاً خرج من بيته فرأى شاباً يُعاكس...
WIDTH=400 HEIGHT=350



أبحرنا معكم في سلسلة



تعلمنا ؛ لنزداد منه تقربًا وَ حُبًّا .. خوفًا منه


, و شوقًا إليه





رباااه



حنين الشوق أضناني
وحبك فاق كل الحب
فما تصنع بعبد
إذا ضاقت به الدنيا قال يا رب
و إن تحرك القلب بالبسمة
قال لك الحمد يا رب
و إن تاهت به الأمواج
مدَّ الكف وقال يا رب
و إن دارت به الدنيا

و في مستنقع الآثام طال مقام
تراه يعود إليك ودمع العين ذارفه




أعود إليك يا رب .. أعود إليك يا رب
أعود إليك يا رب



هذا و نستغفر الله من الخلل والنقصان
فما هو إلا عمل بشري





والله وحده من له الكمال
و باقي الزلل من النفس والشيطان




والله نسأل أن يتكلل الجهد بالنجاح
ويرزقنا الله الإخلاص فهو أساس الفلاح



و صلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
صلاة دائمة أبدية من حين خلق الدنيا
إلى أن يرث الله الأرض و من عليها


WIDTH=400 HEIGHT=350



ashd
ام بودى68
ام بودى68