الهـاشميه
الهـاشميه
جزاكي الله الف خير على الافادة وما قصرتي..............تحياتي
ذكرى البيعة
ذكرى البيعة
التلقيح الصناعي




من الممكن أن تكون عملية التلقيح الصناعي وسيلة فعّالة كعلاج لعقم الزوجين، وبسؤال د. منى مصطفى استشاري النساء والتوليد بمراكز د. سمير عباس الطبية عن الحالات التي يمكن فيها اللجوء لعملية التلقيح الصناعي أجابت بأنه توجد لكثير من حالات تأخر الحمل التي من الممكن أن يساعدها التلقيح الصناعي، مثال ذلك وجود ضعف التبويض أو وجود العقم لأسباب غير معروفة أو في بعض الحالات التي يوجد فيها أجسام مضادة للحيوانات المنوية أو حالات الضعف البسيط في الحركة أو في عدد الحيوانات المنوية ولكنها لن تساعد للأسف بعض الحالات، مثال تلك الحالات اللاتي يعانين انسداداً في كلا الأنبوبين، الذي يمكن تشخيصه عن طريق الأشعة بالصبغة أو حالات الضعف الشديد في عدد وحركة الحيوانات المنوية أو بوجود نسبة تشوهات كبيرة في الحيوانات المنوية أو بعض الحالات التي يتكرر فيها فشل التلقيح الصناعي، وفي هذه الحالة يكون الاتجاه للتلقيح المجهري هو العلاج الأمثل لمثل هذه الحالات.

وتستخدم تقنية التلقيح الصناعي مع السيدات اللاتي يمكن تنشيط التبويض لديهن، أو لديهن مخزون من البويضات وتستخدم هذه التقنية لمدة قد تصل إلى 3-5 دورات، ويمكن استخدامها لمدة تزيد على خمسة أشهر بالنسبة للسيدات اللاتي يعانين متلازمة تكيس المبايض.

وتقل نسب النجاح مع التلقيح الصناعي في حالات السيدات فوق عمر الأربعين أو اللاتي يعانين زيادة في هرمون FSH أو اللاتي ليس لديهن مخزون كاف من البويضات، وكذلك في حالة ضعف الحركة الشديد في الحيوانات المنوية أو زيادة نسبة التشوهات بالنسبة للزوج.

ولذلك تعتمد نسبة نجاح تقنية التلقيح الصناعي على عدة عوامل، أهمها عمر المرأة ومدة العقم وأسباب العقم لديها وجودة الحيوانات المنوية لدى الزوج من حيث العدد والحركة والأشكال غير الطبيعية؛ ولذلك تقل نسبة النجاح في حالات تقدم المرأة بالعمر. وعن إمكانية تكرار المحاولة لعدة مرات أجابت د. منى مصطفى بأن هذا الأمر ممكن جداً، ولكن تزيد نسبة النجاح مع السيدات اللاتي يعانين فقط ضعفا أو عدم انتظام التبويض؛ حيث إنها مع التحفيز باستخدام الأدوية المنشطة تفرز البويضات.

وفي بعض الحالات التي يحدث فيها فشل التلقيح الصناعي لعدة مرات يفضل الطبيب اللجوء لعملية التلقيح المجهري بالأخص إذا ظهر سبب جديد لتأخر الإنجاب أو إذا كان عمر السيدة يتقدم؛ ما يقلل من فرصها في المستقبل. ومن الأهمية أيضاً توقيت حقن الحيوانات المنوية داخل رحم المرأة؛ حيث إن تحفيز وتنشيط التبويض للمرأة مع متابعة عملية التبويض باستمرار ومن خلال المتابعة الدقيقة عن طريق الموجات فوق الصوتية التي يحدد أيامها الطبيب المختص، وعندما تصل البويضة إلى الحجم المناسب يتم إعطاء إبرة التبويض وتحديد موعد لحضور الزوجين ويعطي الزوج أولا السائل المنوي الذي يتم تجهيزه بطريقة معينة في المعمل، وبعدها يتم حقن الحيوانات المنوية داخل الرحم. وعملية التوقيت من الأهمية؛ حيث يؤثر وقت حقن السائل المنوي تأثيراً مهماً على نسب حدوث الحمل، وبالتالي يحدّد الطبيب الوقت المناسب لحقن السائل المنوي طبقاً لوقت إعطاء إبرة التبويض، وحيث إن الدراسات أثبتت أن تلقيح البويضة يتم خلال 24 ساعة بعد حدوث التبويض؛ لذلك حقن الحيوانات المنوية بعد 24 ساعة من عملية التبويض لن يكون له أي فعالية وبالتالي لن يحدث الحمل.

وتوضح الدراسات أن التلقيح الصناعي يعتبر وسيلة فعّالة في علاج العقم لدى الرجال الذين يعانون قلة في عدد الحيوانات المنوية بدرجة ليست كبيرة، ولكن تقل نسبة النجاح بصورة ملحوظة في حالة قلة عدد الحيوانات المنوية عن مليون حيوان منوي، ويتم اللجوء في هذه الحالة إلى التلقيح المجهري.

وتعتبر المخاطر التي تصاحب التلقيح الصناعي قليلة جدا، وتتمثل في حدوث التهابات للرحم أو الأنابيب أثناء الحقن، وتنتقل هذه العدوى من المهبل أثناء مرور قسطرة الحقن، ولكن التعقيم الجيد للمهبل وعنق الرحم أثناء عملية الحقن يمنع هذه الالتهابات، كما أنه نظريا يمكن حدوث ثقب بالرحم من قسطرة الحقن أو نتيجة لاستخدام القوة والعنف أثناء إدخال القسطرة، ولكن مع استخدام قساطر للحقن مصنوعة من مواد لينة أصبح من الصعب جدا بل يكاد يكون أمرا نادر الحدوث أن تحدث مثل هذه المضاعفات والمخاطر.

الإجهاض التلقائي المتكرر

إن من أهم المشاكل التي قد تواجه الزوجين في موضوع الإنجاب هو حدوث الإجهاض التلقائي المتكرر، وهي مشكلة قد تؤدي إلى مشاكل نفسية جمّة بالأخص بالنسبة إلى الزوجة التي قد تقضي سنوات عدة في الحمل والإجهاض ومراجعة الأطباء، ولكن دون أن تعرف السبب في حدوث الإجهاض المتكرر، وبالتالي العلاج المناسب لحالتها.

وبسؤال د. أشرف يونس استشاري النساء والتوليد بمراكز د. سمير عباس الطبية عن أسباب وطرق علاج الإجهاض التلقائي المتكرر أجاب: أولا دعونا نبدأ بتعريف الإجهاض التلقائي المتكرر؛ فهو حدوث الإجهاض التلقائي دون أي تدخل من المريضة أو الطبيب لأكثر من مرتين متتاليتين. وأسباب هذا الإسقاط تتلخص في الآتي:

أولا: وجود بعض الأسباب التشريحية مثل وجود بعض العيوب الخلقية في الرحم كالحاجز الرحمي أو الرحم ذو القرنين أو وجود أورام ليفية بالرحم.

ثانيا: الأسباب المناعية: وهي تنقسم إلى قسمين: أسباب مناعية ذاتية مثل

(Lupusanticoagulant @anticardiolipin antibodies) أو أجسام مضادة للغدة الدرقية أو أسباب مناعية نتيجة وجود أجسام مضادة للحيوانات المنوية للزوج.

ثالثا: الأسباب الهرمونية: نتيجة نقص في هرمون الحمل (البروجيسترون) في الأسابيع الأولى من الحمل نتيجة نقص في كفاءة عمل الجسم الأصفر بالمبيض المختص بإفراز هذا الهرمون في الأسابيع الأولى من الحمل.

رابعا: الأسباب الكروموسومية والجينية: وتكون نتيجة وجود مشاكل في الكروموسومات أو الجينات الخاصة بالأجنة التي قد تكون نتيجة وجود بعض المشاكل الكروموسومية أو الجينية في الوالدين أو في الأسرة عموما.

خامسا: الأسباب الناتجة عن بعض أنواع العدوى: مثل عدوى داء القطط (Toxoplasmosis) أو الحصبة الألماني (Rubella) أو (Cytomegalonirus) أو (Cytomegalo virus).

ويضيف د. أشرف يونس أنه لاكتشاف أي من هذه الأسباب وهل هو العامل المؤدي لحدوث الإسقاط المتكرر أم لا، ينبغي استكمال العديد من التحاليل والأشعات، وهي على سبيل المثال:

أولاً: بالنسبة للأسباب التشريحية: ينبغي عمل أشعة موجات فوق صوتية عن طريق المهبل وكذا أشعة بالصبغة على الرحم والأنابيب.

وبالنسبة للأسباب المناعية: يتم إجراء تحاليل للأجسام المضادة مثل (A.C.A - L.A. - ANA - thyroglobulin antibodies...etc).

أما بالنسبة للأسباب الهرمونية فيتم تحليل نسبة هرمون الحمل (البروجيسترون) في أول الحمل ومتابعة هذه النسبة بالذات في الأسابيع الأولى من الحمل.

وبالنسبة للأسباب الكروموسومية والجينية فيتم إجراء تحليل كروموسومات لكلا الزوجين وأيضا إجراء مسح وراثي للأسرة لمعرفة وجود أي أمراض وراثية أو مشاكل جينية بالأسرة.

وأخيرا لاكتشاف الأسباب الناتجة عن بعض أنواع العدوى يتم عمل بعض التحاليل بالدم مثل (toxoplasma IgG, IgM - C.M.V IgG, IgM - Rubella IgG, IgM).

وأخيرا يتحدد العلاج طبقا للمسبب؛ فمثلا في حالة وجود أسباب تشريحية كوجود حاجز رحمي يمكن إزالته عن طريق المنظار الرحمي وكذا الأورام الليفية في حالة وجودها داخل تجويف الرحم يمكن إزالتها بالمنظار الرحمي أو عن طريق عملية جراحية في حالة وجودها خارج التجويف الرحمي.

أما بالنسبة للأسباب المناعية فيتم علاجها بطرق عدة منها جرعات مخفضة من أسبرين الأطفال أو جرعات مخفضة من الهيبارين أو كليهما معا أو بجرعات من الكورتيزون تتحدد طبقا لقرار الطبيب المعالج.

ومن العلاجات الجديدة في علاج الأسباب المناعية إعطاء أجسام مضادة عن طريق الوريد في جلسات يحدد عددها وكميات الدواء الطبيب المعالج. وفي حالة عدم كفاءة الجسم الأصفر في إفراز هرمون الحمل في الأسابيع الأولى يتم إعطاء جرعات مكملة من هرمون البروجيسترون سواء في صورة تحاميل أو في صورة حبوب أو إبر.

وبالنسبة لبعض أنواع العدوى يتم فيها إعطاء العلاج طبقا لنوع العدوى، ومن الأفضل أن يكون هذا قبل حدوث الحمل. أما بالنسبة للأسباب الكروموسومية والجينية فالأمل يكون في فحص الأجنة كروموسوميا أو جينيا قبل إرجاعها إلى الرحم، وذلك عن طريق عمل تلقيح مجهري. وأخيرا فإن هذه المشكلة على الرغم من تعقيدها في الظاهر إلا أنه بإجراء التحاليل والفحوصات والأشعات اللازمة يسهل اكتشاف أسبابها وبالتالي تحديد العلاج المناسب بمشيئة الله.