طفلك في السادسة
حديثنا التالي _بإذن الله_ عن سن السادسة، سن السادسة هو المتوسط المتوقع لمرحلة جديدة يتمركز فيها الطفل حول ذاته يتوقع أن يكون ابن السادسة مندفع العاطفة أحياناً قليلة بصورة إيجابيه تجاه غيره كحنانه على إخوانه الصغار وعطفه عليهم، ولكن الأغلب أن يكون ابن السادسة مندفع العاطفة نحو ذاته فتجد عنده الأنانية والطمع يريد أن يكون له الأولوية في كل شيء يريد أن يكون محبوباً أكثر من غيره يريد أن يحصل على نصيب الأسد , طمّاع , لا يصلح تخيره بين لعبتين؛ لأنه يريد الاثنتين واحرص ألا تأخذ شيئاً من ممتلكاته وتعطيها طفلاً آخر يلعب بها إلا بإذنه ولا تسمح لأحد أن يأخذ دوره في اللعب أو غيره إلا بإذنه ولا حتى الكبار.
فديننا العظيم الذي علّم الصغار الاستئذان احتراماً لخصوصيات الكبار هو ذات الدين الذي علّم الكبار الاستئذان من الصغار، سواء في عمر الست سنوات أو غيره احتراماً لخصوصياتهم ولا هو استئذان ملاطفة ما له قيمة، لا، بل وهب الصغار حق الرفض أو القبول وعلّمنا احترام قرارهم، أخرج البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أُتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: لا والله ما أوثر بنصيبي منك أحداً قال: فتله رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في يده، أي: وضع الشراب في يده، ثم تأمل كيف أقر الصغير حقه في الرفض مع عظم قدر المستأذِن والمُستأذَن لهم، وهم النبي _صلى الله عليه وسلم_ وكبار الصحابة.
ابن السادسة لديه رغبة شديدة في الفوز وإذا انهزم ما يتحمل يصيح ويبكي، ويتهم إخوانه أنهم غشاشين، اندفاع عاطفته نحو ذاته يضعف قدرته على التعامل مع لحظات خسارته وإخفاقه وإحباطه، وهذا يجعل ابن السادسة عموماً سريع البكاء ينفجر ويبكي بسهولة.
اخواتي أبناؤنا يتعلمون منا التعامل مع الحزن والخسارة والإحباط مثل ما يتعلمون منا أي شيء آخر، لذلك طفل السادسة يراك أنت كيف تتعامل مع ما يحزنك أو يحبطك ويضايقك بصبر ورضا وروح رياضية وابتسامة، في المرحلة السابقة كانت أمه هي مركز العالم بالنسبة له هي محور اهتمامه، الآن في السادسة يريد أن يكون هو مركز عالمه الخاص وبؤرة اهتمامه، ولذلك يتوقع أن تسوء علاقته بأمه نسبياً بسبب تمركزه حول ذاته، وحتى مع غيرها تجده سلبياً مع الآخرين ينفر من الأوامر ويتملص منها ويحوّلها على إخوانه ولا يتقبل النقد واللوم بسهولة، وبما أنه يحتاج بشدة للمديح والثناء فبإمكان الأم الواعية ومن حول الطفل أن يحسنوا علاقتهم معه ويؤثروا في سلوكه بأن يقللوا من النقد واللوم والأوامر إلى أقل حد ممكن ويمدحونه على تصرفات محددة وليس مدحاً عاماً، كما ينقلون له ثناء الآخرين عليه ويدعون الله له بما يحب وتهفو إليه نفسه فيربطون رغباته التي يتعلق بها بشدة في هذه المدة بمن يقضيها له بالله _سبحانه وتعالى_ كما يحدثونه دائماً عن الجنة وما فيها من متع ورغبات يشتهيها ويتمناها فيشوقونه لها ويغرسون حبها والعمل لأجلها في قلبه.
يتبع بإذن الله
فقيرة إلى عفو الله :طفلك في السادسة حديثنا التالي _بإذن الله_ عن سن السادسة، سن السادسة هو المتوسط المتوقع لمرحلة جديدة يتمركز فيها الطفل حول ذاته يتوقع أن يكون ابن السادسة مندفع العاطفة أحياناً قليلة بصورة إيجابيه تجاه غيره كحنانه على إخوانه الصغار وعطفه عليهم، ولكن الأغلب أن يكون ابن السادسة مندفع العاطفة نحو ذاته فتجد عنده الأنانية والطمع يريد أن يكون له الأولوية في كل شيء يريد أن يكون محبوباً أكثر من غيره يريد أن يحصل على نصيب الأسد , طمّاع , لا يصلح تخيره بين لعبتين؛ لأنه يريد الاثنتين واحرص ألا تأخذ شيئاً من ممتلكاته وتعطيها طفلاً آخر يلعب بها إلا بإذنه ولا تسمح لأحد أن يأخذ دوره في اللعب أو غيره إلا بإذنه ولا حتى الكبار. فديننا العظيم الذي علّم الصغار الاستئذان احتراماً لخصوصيات الكبار هو ذات الدين الذي علّم الكبار الاستئذان من الصغار، سواء في عمر الست سنوات أو غيره احتراماً لخصوصياتهم ولا هو استئذان ملاطفة ما له قيمة، لا، بل وهب الصغار حق الرفض أو القبول وعلّمنا احترام قرارهم، أخرج البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أُتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: لا والله ما أوثر بنصيبي منك أحداً قال: فتله رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في يده، أي: وضع الشراب في يده، ثم تأمل كيف أقر الصغير حقه في الرفض مع عظم قدر المستأذِن والمُستأذَن لهم، وهم النبي _صلى الله عليه وسلم_ وكبار الصحابة. ابن السادسة لديه رغبة شديدة في الفوز وإذا انهزم ما يتحمل يصيح ويبكي، ويتهم إخوانه أنهم غشاشين، اندفاع عاطفته نحو ذاته يضعف قدرته على التعامل مع لحظات خسارته وإخفاقه وإحباطه، وهذا يجعل ابن السادسة عموماً سريع البكاء ينفجر ويبكي بسهولة. اخواتي أبناؤنا يتعلمون منا التعامل مع الحزن والخسارة والإحباط مثل ما يتعلمون منا أي شيء آخر، لذلك طفل السادسة يراك أنت كيف تتعامل مع ما يحزنك أو يحبطك ويضايقك بصبر ورضا وروح رياضية وابتسامة، في المرحلة السابقة كانت أمه هي مركز العالم بالنسبة له هي محور اهتمامه، الآن في السادسة يريد أن يكون هو مركز عالمه الخاص وبؤرة اهتمامه، ولذلك يتوقع أن تسوء علاقته بأمه نسبياً بسبب تمركزه حول ذاته، وحتى مع غيرها تجده سلبياً مع الآخرين ينفر من الأوامر ويتملص منها ويحوّلها على إخوانه ولا يتقبل النقد واللوم بسهولة، وبما أنه يحتاج بشدة للمديح والثناء فبإمكان الأم الواعية ومن حول الطفل أن يحسنوا علاقتهم معه ويؤثروا في سلوكه بأن يقللوا من النقد واللوم والأوامر إلى أقل حد ممكن ويمدحونه على تصرفات محددة وليس مدحاً عاماً، كما ينقلون له ثناء الآخرين عليه ويدعون الله له بما يحب وتهفو إليه نفسه فيربطون رغباته التي يتعلق بها بشدة في هذه المدة بمن يقضيها له بالله _سبحانه وتعالى_ كما يحدثونه دائماً عن الجنة وما فيها من متع ورغبات يشتهيها ويتمناها فيشوقونه لها ويغرسون حبها والعمل لأجلها في قلبه. يتبع بإذن اللهطفلك في السادسة حديثنا التالي _بإذن الله_ عن سن السادسة، سن السادسة هو المتوسط المتوقع لمرحلة...
طفلك في السابعة
سن السابعة هي السن التي أمرك فيها حبيبك محمد _صلى الله عليه وسلم_ أن تأمر فيه أولادك بالصلاة، يميل ابن السابعة أن ينسحب من مواقف كثيرة ويراقبها فقط يميل للتأمل والاستقرار ويفضل الوحدة نسبياً، وهذا التأمل وهذه العزلة النفسية التي هيأها الخالق العظيم لابن السابعة وأشارت إليها معاهد متخصصة في هذا المجال كمعهد ديزل لنمو الطفل في الولايات المتحدة، هذا التأمل وهذه العزلة عند ابن السابعة تكشف لنا جزءاً محتملاً من الحكمة الشرعية في تحديد سن السابعة بالذات لبدء أمر الطفل بالصلاة كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه أبو داود أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين" اختيار هذا التوقيت سن السابعة تحديداً لبدء الأمر بالصلاة له حكمته، ولعل من هذه الحكمة أن الصلاة تحتاج إلى قدر من التدبر والتأمل والاستقرار والسكون والعزلة النفسية عن العالم الخارجي وشواغله وهي صفات هيأها الخالق العظيم بحكمته البالغة _جل وعلا_ في هذا العمر، فسبحان الله الخالق البارئ المصور الذي علّم من لا ينطق عن الهوى _صلى الله عليه وسلم_، نسأل الله أن يرزقنا حسن اتباعه والسير على هديه، هذه من ناحية الصلاة.
من ناحية الأنشطة والمهارات الحياتية التأمل والمراقبة عند ابن السابعة هي المرحلة الأولى لإتقان هذه الأنشطة والمهارات ويتبعها مراحل أخرى _كما سيأتي بإذن الله_ وكلها جعلها الله _سبحانه وتعالى_ إعداداً للطفل وعوناً لوالديه على تربيته، دورنا توجيه طاقة التأمل الذهبية المتفجرة في هذا السن إلى ما ينفع الطفل فيحرص الوالدان على إبعاد أو التقليل من الأجهزة التي تنصرف فيها هذه الطاقة هدراً في غير ما ينفع ليخلو المجال أمامه فيتأمل ما يراه من أنشطة إيجابيه ومسؤوليات ومهام للأب والأم أياً كانت هذه الأنشطة سواء نواح تعبدية أو اجتماعية أو مسؤوليات منزلية نافعة , ترتيب , تنظيف , تصليح , وأعمال المطبخ خصوصاً إذا كانت الأم تشجع بناتها وأبناءها على دخول المطبخ ومشاركتها وتصبر على جهلهم وأخطائهم ، يمكن للأب توجيه طاقة التأمل عند الطفل إلى الطبيعة ومن خلق هذا الكون وأن الخالق الله العظيم والمستحق وحده للعبادة ,نخيم بالبر , أصعد معه جبلاً صغيراً , أجلس معه على بحر نصيد , آخذه المزارع يرى رحمة الطيور وهي تطعم صغارها , الورقة التي سقطت من الشجرة آخذها وأضعها في يده وأقول له انظر هذه الورقة اليابسة انظر اللون الأصفر هذه الأملاح الزائدة التي تضر الشجرة، هذه الورقة جمعت هذه الأملاح الزائدة لتحمي أخواتها وسقطت وماتت وتصير سماداً تتغذى عليه الشجرة إذا احتاجت تموت الورقة لتحيى الشجرة كلها تتوقع كم ورقة سقطت من هذه الشجرة ليل نهار من وقت ما زرعت كثير صح!
وكل الشجرة يا ولدي ما تكون قوية وعزيزة إلا إذا تقدموا عيالها للموت ليل نهار من أجلها، تظن يا ولدي كم ورقة سقطت من كل هذه الأشجار من وقت ما وضعت هذه الورقة في يدك؟ أنا وأنت لا نعرف، لكن الله _سبحانه وتعالى_ يعرف كل ورقة سقطت من كل شجرة في الدنيا في كل الأزمان، يقول الله _سبحانه وتعالى_:"وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" (الأنعام:59)، وهذا شيء يسير جداً جداً من علم الله _سبحانه_.
انظر لهذه المواشي انظر كيف تُذبح، الله _سبحانه وتعالى_ هو الذي خلقها وخلقنا أمرنا أن نتقرب إليه وحده بذبحها، ونتقرب إليه وحده في كل عباداتنا، قل له وأنت تظهر الألم الشديد، تصدق يا ولدي أن هناك من الناس يعبدون البقر وأناس يعبدون الثيران، وإذا كان البقر والثيران حية تتحرك، فهناك أناس أقل عقلا ، أناس يعبدون حتى الأموات، تخيل يدعونهم ويذبحون لهم ويتبركون بهم، تصدق أنهم يقولون إنهم مسلمون ويفعلون هذه الأفاعيل؟ عسى الله يثبتنا على التوحيد ويميتنا عليه، هذه نعمة أنك تصير في أسرة توصيك بالتوحيد وتحذرك من أعظم مصيبة وأكبر وأقبح ذنب يقع فيه الإنسان تحذرك من الشرك.
وهكذا تستغل كل مناسبة ممكنة في هذا العمر وغيره حتى آخر يوم في حياتك لتعظم عنده أمر التوحيد وتحذره من الشرك بأنواعه، تقرر هذه القضية في نفسه حتى يكون توحيد الله قضية حياته الكبرى، تأمل كيف جعلها الله أولى وصايا لقمان لابنه وأعظمها "وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" (لقمان:13)، قضية التوحيد هي خير ما تستثمر فيه طاقة التأمل الذهبية عند طفلك وكذلك بقية وصايا لقمان وما يتفرع عنها.
يتبع بإذن الله
سن السابعة هي السن التي أمرك فيها حبيبك محمد _صلى الله عليه وسلم_ أن تأمر فيه أولادك بالصلاة، يميل ابن السابعة أن ينسحب من مواقف كثيرة ويراقبها فقط يميل للتأمل والاستقرار ويفضل الوحدة نسبياً، وهذا التأمل وهذه العزلة النفسية التي هيأها الخالق العظيم لابن السابعة وأشارت إليها معاهد متخصصة في هذا المجال كمعهد ديزل لنمو الطفل في الولايات المتحدة، هذا التأمل وهذه العزلة عند ابن السابعة تكشف لنا جزءاً محتملاً من الحكمة الشرعية في تحديد سن السابعة بالذات لبدء أمر الطفل بالصلاة كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه أبو داود أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين" اختيار هذا التوقيت سن السابعة تحديداً لبدء الأمر بالصلاة له حكمته، ولعل من هذه الحكمة أن الصلاة تحتاج إلى قدر من التدبر والتأمل والاستقرار والسكون والعزلة النفسية عن العالم الخارجي وشواغله وهي صفات هيأها الخالق العظيم بحكمته البالغة _جل وعلا_ في هذا العمر، فسبحان الله الخالق البارئ المصور الذي علّم من لا ينطق عن الهوى _صلى الله عليه وسلم_، نسأل الله أن يرزقنا حسن اتباعه والسير على هديه، هذه من ناحية الصلاة.
من ناحية الأنشطة والمهارات الحياتية التأمل والمراقبة عند ابن السابعة هي المرحلة الأولى لإتقان هذه الأنشطة والمهارات ويتبعها مراحل أخرى _كما سيأتي بإذن الله_ وكلها جعلها الله _سبحانه وتعالى_ إعداداً للطفل وعوناً لوالديه على تربيته، دورنا توجيه طاقة التأمل الذهبية المتفجرة في هذا السن إلى ما ينفع الطفل فيحرص الوالدان على إبعاد أو التقليل من الأجهزة التي تنصرف فيها هذه الطاقة هدراً في غير ما ينفع ليخلو المجال أمامه فيتأمل ما يراه من أنشطة إيجابيه ومسؤوليات ومهام للأب والأم أياً كانت هذه الأنشطة سواء نواح تعبدية أو اجتماعية أو مسؤوليات منزلية نافعة , ترتيب , تنظيف , تصليح , وأعمال المطبخ خصوصاً إذا كانت الأم تشجع بناتها وأبناءها على دخول المطبخ ومشاركتها وتصبر على جهلهم وأخطائهم ، يمكن للأب توجيه طاقة التأمل عند الطفل إلى الطبيعة ومن خلق هذا الكون وأن الخالق الله العظيم والمستحق وحده للعبادة ,نخيم بالبر , أصعد معه جبلاً صغيراً , أجلس معه على بحر نصيد , آخذه المزارع يرى رحمة الطيور وهي تطعم صغارها , الورقة التي سقطت من الشجرة آخذها وأضعها في يده وأقول له انظر هذه الورقة اليابسة انظر اللون الأصفر هذه الأملاح الزائدة التي تضر الشجرة، هذه الورقة جمعت هذه الأملاح الزائدة لتحمي أخواتها وسقطت وماتت وتصير سماداً تتغذى عليه الشجرة إذا احتاجت تموت الورقة لتحيى الشجرة كلها تتوقع كم ورقة سقطت من هذه الشجرة ليل نهار من وقت ما زرعت كثير صح!
وكل الشجرة يا ولدي ما تكون قوية وعزيزة إلا إذا تقدموا عيالها للموت ليل نهار من أجلها، تظن يا ولدي كم ورقة سقطت من كل هذه الأشجار من وقت ما وضعت هذه الورقة في يدك؟ أنا وأنت لا نعرف، لكن الله _سبحانه وتعالى_ يعرف كل ورقة سقطت من كل شجرة في الدنيا في كل الأزمان، يقول الله _سبحانه وتعالى_:"وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" (الأنعام:59)، وهذا شيء يسير جداً جداً من علم الله _سبحانه_.
انظر لهذه المواشي انظر كيف تُذبح، الله _سبحانه وتعالى_ هو الذي خلقها وخلقنا أمرنا أن نتقرب إليه وحده بذبحها، ونتقرب إليه وحده في كل عباداتنا، قل له وأنت تظهر الألم الشديد، تصدق يا ولدي أن هناك من الناس يعبدون البقر وأناس يعبدون الثيران، وإذا كان البقر والثيران حية تتحرك، فهناك أناس أقل عقلا ، أناس يعبدون حتى الأموات، تخيل يدعونهم ويذبحون لهم ويتبركون بهم، تصدق أنهم يقولون إنهم مسلمون ويفعلون هذه الأفاعيل؟ عسى الله يثبتنا على التوحيد ويميتنا عليه، هذه نعمة أنك تصير في أسرة توصيك بالتوحيد وتحذرك من أعظم مصيبة وأكبر وأقبح ذنب يقع فيه الإنسان تحذرك من الشرك.
وهكذا تستغل كل مناسبة ممكنة في هذا العمر وغيره حتى آخر يوم في حياتك لتعظم عنده أمر التوحيد وتحذره من الشرك بأنواعه، تقرر هذه القضية في نفسه حتى يكون توحيد الله قضية حياته الكبرى، تأمل كيف جعلها الله أولى وصايا لقمان لابنه وأعظمها "وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" (لقمان:13)، قضية التوحيد هي خير ما تستثمر فيه طاقة التأمل الذهبية عند طفلك وكذلك بقية وصايا لقمان وما يتفرع عنها.
يتبع بإذن الله
فقيرة إلى عفو الله :طفلك في السابعة سن السابعة هي السن التي أمرك فيها حبيبك محمد _صلى الله عليه وسلم_ أن تأمر فيه أولادك بالصلاة، يميل ابن السابعة أن ينسحب من مواقف كثيرة ويراقبها فقط يميل للتأمل والاستقرار ويفضل الوحدة نسبياً، وهذا التأمل وهذه العزلة النفسية التي هيأها الخالق العظيم لابن السابعة وأشارت إليها معاهد متخصصة في هذا المجال كمعهد ديزل لنمو الطفل في الولايات المتحدة، هذا التأمل وهذه العزلة عند ابن السابعة تكشف لنا جزءاً محتملاً من الحكمة الشرعية في تحديد سن السابعة بالذات لبدء أمر الطفل بالصلاة كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه أبو داود أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين" اختيار هذا التوقيت سن السابعة تحديداً لبدء الأمر بالصلاة له حكمته، ولعل من هذه الحكمة أن الصلاة تحتاج إلى قدر من التدبر والتأمل والاستقرار والسكون والعزلة النفسية عن العالم الخارجي وشواغله وهي صفات هيأها الخالق العظيم بحكمته البالغة _جل وعلا_ في هذا العمر، فسبحان الله الخالق البارئ المصور الذي علّم من لا ينطق عن الهوى _صلى الله عليه وسلم_، نسأل الله أن يرزقنا حسن اتباعه والسير على هديه، هذه من ناحية الصلاة. من ناحية الأنشطة والمهارات الحياتية التأمل والمراقبة عند ابن السابعة هي المرحلة الأولى لإتقان هذه الأنشطة والمهارات ويتبعها مراحل أخرى _كما سيأتي بإذن الله_ وكلها جعلها الله _سبحانه وتعالى_ إعداداً للطفل وعوناً لوالديه على تربيته، دورنا توجيه طاقة التأمل الذهبية المتفجرة في هذا السن إلى ما ينفع الطفل فيحرص الوالدان على إبعاد أو التقليل من الأجهزة التي تنصرف فيها هذه الطاقة هدراً في غير ما ينفع ليخلو المجال أمامه فيتأمل ما يراه من أنشطة إيجابيه ومسؤوليات ومهام للأب والأم أياً كانت هذه الأنشطة سواء نواح تعبدية أو اجتماعية أو مسؤوليات منزلية نافعة , ترتيب , تنظيف , تصليح , وأعمال المطبخ خصوصاً إذا كانت الأم تشجع بناتها وأبناءها على دخول المطبخ ومشاركتها وتصبر على جهلهم وأخطائهم ، يمكن للأب توجيه طاقة التأمل عند الطفل إلى الطبيعة ومن خلق هذا الكون وأن الخالق الله العظيم والمستحق وحده للعبادة ,نخيم بالبر , أصعد معه جبلاً صغيراً , أجلس معه على بحر نصيد , آخذه المزارع يرى رحمة الطيور وهي تطعم صغارها , الورقة التي سقطت من الشجرة آخذها وأضعها في يده وأقول له انظر هذه الورقة اليابسة انظر اللون الأصفر هذه الأملاح الزائدة التي تضر الشجرة، هذه الورقة جمعت هذه الأملاح الزائدة لتحمي أخواتها وسقطت وماتت وتصير سماداً تتغذى عليه الشجرة إذا احتاجت تموت الورقة لتحيى الشجرة كلها تتوقع كم ورقة سقطت من هذه الشجرة ليل نهار من وقت ما زرعت كثير صح! وكل الشجرة يا ولدي ما تكون قوية وعزيزة إلا إذا تقدموا عيالها للموت ليل نهار من أجلها، تظن يا ولدي كم ورقة سقطت من كل هذه الأشجار من وقت ما وضعت هذه الورقة في يدك؟ أنا وأنت لا نعرف، لكن الله _سبحانه وتعالى_ يعرف كل ورقة سقطت من كل شجرة في الدنيا في كل الأزمان، يقول الله _سبحانه وتعالى_:"وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" (الأنعام:59)، وهذا شيء يسير جداً جداً من علم الله _سبحانه_. انظر لهذه المواشي انظر كيف تُذبح، الله _سبحانه وتعالى_ هو الذي خلقها وخلقنا أمرنا أن نتقرب إليه وحده بذبحها، ونتقرب إليه وحده في كل عباداتنا، قل له وأنت تظهر الألم الشديد، تصدق يا ولدي أن هناك من الناس يعبدون البقر وأناس يعبدون الثيران، وإذا كان البقر والثيران حية تتحرك، فهناك أناس أقل عقلا ، أناس يعبدون حتى الأموات، تخيل يدعونهم ويذبحون لهم ويتبركون بهم، تصدق أنهم يقولون إنهم مسلمون ويفعلون هذه الأفاعيل؟ عسى الله يثبتنا على التوحيد ويميتنا عليه، هذه نعمة أنك تصير في أسرة توصيك بالتوحيد وتحذرك من أعظم مصيبة وأكبر وأقبح ذنب يقع فيه الإنسان تحذرك من الشرك. وهكذا تستغل كل مناسبة ممكنة في هذا العمر وغيره حتى آخر يوم في حياتك لتعظم عنده أمر التوحيد وتحذره من الشرك بأنواعه، تقرر هذه القضية في نفسه حتى يكون توحيد الله قضية حياته الكبرى، تأمل كيف جعلها الله أولى وصايا لقمان لابنه وأعظمها "وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" (لقمان:13)، قضية التوحيد هي خير ما تستثمر فيه طاقة التأمل الذهبية عند طفلك وكذلك بقية وصايا لقمان وما يتفرع عنها. يتبع بإذن اللهطفلك في السابعة سن السابعة هي السن التي أمرك فيها حبيبك محمد _صلى الله عليه وسلم_ أن تأمر فيه...
طفلك في الثامنة
حديثنا التالي عن ابن الثامنة هل تستمر العزلة عند ابن الثامنة؟ لا، ابن الثامنة مغامر يتوقع المختصون أن يخرج من عزلته ويستشعر رغبة في المغامرة، هذه الرغبة هي الدافع الذي ينعم به الله على الطفل وعلى من يربيه ليسهل إكسابه خبرات واقعية من خلال المحاولة والخطأ، هذه المرحلة التي يمر بها ابن الثامنة هي مرحلة التجربة يمنحه خالقه فيها القدرة على تجاوز العثرات والأخطاء دون يأس أكثر من المراحل الأخرى، إذن ميزتان عن ابن الثامنة:
1 – رغبته في تجربة مختلف الأنشطة.
2 – قدرته على تجاوز أخطائه الكثيرة.
هاتان الميزتان تجعل هذه المرحلة ملائمة لبدء تعليم ابنك المهارات التي لم يتقنها من قبل تعليماً عملياً بالتجربة والمحاولة والخطأ، وإلا أهدر هذا الطفل الميزتين التي أنعم الله بها عليه، وعليك الحذر فيما قد يكون عديم الفائدة، مثل: (السوني، بلاي ستيشن)؛ لأنه سيكون معزولاً عن العالم والحياة بعيداً عما ينفعه فعلاً في دنياه وآخرته، وأنت أيها الأب وأنت أيتها الأم تسيرون بابنكم إلى هذا المآل إلى خوض التجارب الوهمية بدل التجارب الواقعية.
إذا ظننتم أنكم تحمون ابنكم لما تمنعونه من تجربة أنشطة حياتية جديدة لمجرد أنكم تلاحظون عليه العجلة وكثرة الأخطاء هذا هو المتوقع من طفل، وهذا ليس مانعاً يحول دون حقه الطبعي في الممارسة الفعلية والتجربة، بل هذا الطفل الذي يغلط كثيراً هو الأحوج للتجربة أكثر والمحاولة والخطأ، وهو الأولى بعنايتك وصبرك وثقتك بالنجاح الذي حققه هذه الثقة يحتاجها لخوض تجاربه وهي فرصة ملائمة لتدعموا ثقته في نفسه وفيكم وفي علاقتكم تحققون هذا الهدف الهام وهو دعم ثقته في نفسه من خلال عدة أنشطة، ومنها ما يلي:
علّق ورقة لكل طفل ودوّن فيها المهام التي أمكنه القيام بها، وإن لم يكن أداؤه مثالياً كاملاً وامنع نفسك من توبيخه ونقده ولا حتى نصحه وتوجيهه دون طلبه أو المقارنة بينه وبين إخوانه، بل أظهر فرحتك وتشجيعك له عند إضافة مهام جديدة لهذه الورقة وانتهز أقرب الفرص لتفويضه في القيام بها إلى أن يتقنها تماماً.
اختاري مع ابنك اسماً مناسباً لهذه الورقة مثل التحدي أو مهارات أو من قدراتي، أو أي اسم يعجبه واكتبيها بطريقة لافتة ثم علّقي أوراق أولادك الجديدة في لوحة أخبار البيت أو أي مكان بارز، وعلّقي القديم من هذه الأوراق في غرفهم واتركيهم يرفعون ثقتهم في أنفسهم وفي قدراتهم ويصنعون مكانتهم وقيمتهم بأعمالهم ومسؤولياتهم ويقبلون على تجارب وخبرات جديدة ويقللون الأعباء والمهام عن الوالدين.
أختي الفاضلة، إضافة لاهتمامك بقائمة قدرات عيالك هناك أيضاً استشارتهم جماعياً وفردياً وتخصيص وقت أسبوعي لكل منهم، وإيداع كل واحد منهم أسرار خاصة بينك وبينهم، وملاحظة إيجابياتهم وتقليل نقدك ونصحك وحرصك على العدل والمساواة فيما بينهم كلها تبني الثقة في أعماق كل فرد من عيالك ثقته في ذاته وثقته في مكانته في الأسرة وفي علاقته مع والديه، هذا ما يحتاجه منكم على المدى الطويل لمواجهة المراهقة، وهذا ما يحتاجه أيضاً على المدى القريب ليقبل على تجارب وخبرات ومسؤوليات جديدة وهذا ما نريده اجعليه يخوض تجارب جديدة، يشارك في أعمال منزلية لم يكن يشارك فيها، كان في السابق يتأمل النباتات، الآن في الثامنة اجعليه يزرعها في وعاء أو في زاوية الحديقة أو يجمع نماذج منها في ألبوم خاص، كان يتأمل كيف تحيى الحيوانات، وكيف تتم رعايتها.
الآن في الثامنة اجعليه يربي طير كناري أو حيوان أليف يرعاه بنفسه مع مساعدة من حوله عند الحاجة، وقد أقر رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ هذا في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم "يا أبا عمير ما فعل النغير"، ومن هذا الحديث أباح العلماء حبس الطير بشرط إطعامه، كان في السابعة يتأمل كيف يذبح الخروف تقرباً لله، الآن في الثامنة اجعله يعتاد على فصل رأس الذبيحة بنفسه بعد قطع أوداجها وخروج روحها ويشارك في سلخها _إن أمكن_.
يتبع إن شاء الله
حديثنا التالي عن ابن الثامنة هل تستمر العزلة عند ابن الثامنة؟ لا، ابن الثامنة مغامر يتوقع المختصون أن يخرج من عزلته ويستشعر رغبة في المغامرة، هذه الرغبة هي الدافع الذي ينعم به الله على الطفل وعلى من يربيه ليسهل إكسابه خبرات واقعية من خلال المحاولة والخطأ، هذه المرحلة التي يمر بها ابن الثامنة هي مرحلة التجربة يمنحه خالقه فيها القدرة على تجاوز العثرات والأخطاء دون يأس أكثر من المراحل الأخرى، إذن ميزتان عن ابن الثامنة:
1 – رغبته في تجربة مختلف الأنشطة.
2 – قدرته على تجاوز أخطائه الكثيرة.
هاتان الميزتان تجعل هذه المرحلة ملائمة لبدء تعليم ابنك المهارات التي لم يتقنها من قبل تعليماً عملياً بالتجربة والمحاولة والخطأ، وإلا أهدر هذا الطفل الميزتين التي أنعم الله بها عليه، وعليك الحذر فيما قد يكون عديم الفائدة، مثل: (السوني، بلاي ستيشن)؛ لأنه سيكون معزولاً عن العالم والحياة بعيداً عما ينفعه فعلاً في دنياه وآخرته، وأنت أيها الأب وأنت أيتها الأم تسيرون بابنكم إلى هذا المآل إلى خوض التجارب الوهمية بدل التجارب الواقعية.
إذا ظننتم أنكم تحمون ابنكم لما تمنعونه من تجربة أنشطة حياتية جديدة لمجرد أنكم تلاحظون عليه العجلة وكثرة الأخطاء هذا هو المتوقع من طفل، وهذا ليس مانعاً يحول دون حقه الطبعي في الممارسة الفعلية والتجربة، بل هذا الطفل الذي يغلط كثيراً هو الأحوج للتجربة أكثر والمحاولة والخطأ، وهو الأولى بعنايتك وصبرك وثقتك بالنجاح الذي حققه هذه الثقة يحتاجها لخوض تجاربه وهي فرصة ملائمة لتدعموا ثقته في نفسه وفيكم وفي علاقتكم تحققون هذا الهدف الهام وهو دعم ثقته في نفسه من خلال عدة أنشطة، ومنها ما يلي:
علّق ورقة لكل طفل ودوّن فيها المهام التي أمكنه القيام بها، وإن لم يكن أداؤه مثالياً كاملاً وامنع نفسك من توبيخه ونقده ولا حتى نصحه وتوجيهه دون طلبه أو المقارنة بينه وبين إخوانه، بل أظهر فرحتك وتشجيعك له عند إضافة مهام جديدة لهذه الورقة وانتهز أقرب الفرص لتفويضه في القيام بها إلى أن يتقنها تماماً.
اختاري مع ابنك اسماً مناسباً لهذه الورقة مثل التحدي أو مهارات أو من قدراتي، أو أي اسم يعجبه واكتبيها بطريقة لافتة ثم علّقي أوراق أولادك الجديدة في لوحة أخبار البيت أو أي مكان بارز، وعلّقي القديم من هذه الأوراق في غرفهم واتركيهم يرفعون ثقتهم في أنفسهم وفي قدراتهم ويصنعون مكانتهم وقيمتهم بأعمالهم ومسؤولياتهم ويقبلون على تجارب وخبرات جديدة ويقللون الأعباء والمهام عن الوالدين.
أختي الفاضلة، إضافة لاهتمامك بقائمة قدرات عيالك هناك أيضاً استشارتهم جماعياً وفردياً وتخصيص وقت أسبوعي لكل منهم، وإيداع كل واحد منهم أسرار خاصة بينك وبينهم، وملاحظة إيجابياتهم وتقليل نقدك ونصحك وحرصك على العدل والمساواة فيما بينهم كلها تبني الثقة في أعماق كل فرد من عيالك ثقته في ذاته وثقته في مكانته في الأسرة وفي علاقته مع والديه، هذا ما يحتاجه منكم على المدى الطويل لمواجهة المراهقة، وهذا ما يحتاجه أيضاً على المدى القريب ليقبل على تجارب وخبرات ومسؤوليات جديدة وهذا ما نريده اجعليه يخوض تجارب جديدة، يشارك في أعمال منزلية لم يكن يشارك فيها، كان في السابق يتأمل النباتات، الآن في الثامنة اجعليه يزرعها في وعاء أو في زاوية الحديقة أو يجمع نماذج منها في ألبوم خاص، كان يتأمل كيف تحيى الحيوانات، وكيف تتم رعايتها.
الآن في الثامنة اجعليه يربي طير كناري أو حيوان أليف يرعاه بنفسه مع مساعدة من حوله عند الحاجة، وقد أقر رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ هذا في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم "يا أبا عمير ما فعل النغير"، ومن هذا الحديث أباح العلماء حبس الطير بشرط إطعامه، كان في السابعة يتأمل كيف يذبح الخروف تقرباً لله، الآن في الثامنة اجعله يعتاد على فصل رأس الذبيحة بنفسه بعد قطع أوداجها وخروج روحها ويشارك في سلخها _إن أمكن_.
يتبع إن شاء الله
فقيرة إلى عفو الله :طفلك في الثامنة حديثنا التالي عن ابن الثامنة هل تستمر العزلة عند ابن الثامنة؟ لا، ابن الثامنة مغامر يتوقع المختصون أن يخرج من عزلته ويستشعر رغبة في المغامرة، هذه الرغبة هي الدافع الذي ينعم به الله على الطفل وعلى من يربيه ليسهل إكسابه خبرات واقعية من خلال المحاولة والخطأ، هذه المرحلة التي يمر بها ابن الثامنة هي مرحلة التجربة يمنحه خالقه فيها القدرة على تجاوز العثرات والأخطاء دون يأس أكثر من المراحل الأخرى، إذن ميزتان عن ابن الثامنة: 1 – رغبته في تجربة مختلف الأنشطة. 2 – قدرته على تجاوز أخطائه الكثيرة. هاتان الميزتان تجعل هذه المرحلة ملائمة لبدء تعليم ابنك المهارات التي لم يتقنها من قبل تعليماً عملياً بالتجربة والمحاولة والخطأ، وإلا أهدر هذا الطفل الميزتين التي أنعم الله بها عليه، وعليك الحذر فيما قد يكون عديم الفائدة، مثل: (السوني، بلاي ستيشن)؛ لأنه سيكون معزولاً عن العالم والحياة بعيداً عما ينفعه فعلاً في دنياه وآخرته، وأنت أيها الأب وأنت أيتها الأم تسيرون بابنكم إلى هذا المآل إلى خوض التجارب الوهمية بدل التجارب الواقعية. إذا ظننتم أنكم تحمون ابنكم لما تمنعونه من تجربة أنشطة حياتية جديدة لمجرد أنكم تلاحظون عليه العجلة وكثرة الأخطاء هذا هو المتوقع من طفل، وهذا ليس مانعاً يحول دون حقه الطبعي في الممارسة الفعلية والتجربة، بل هذا الطفل الذي يغلط كثيراً هو الأحوج للتجربة أكثر والمحاولة والخطأ، وهو الأولى بعنايتك وصبرك وثقتك بالنجاح الذي حققه هذه الثقة يحتاجها لخوض تجاربه وهي فرصة ملائمة لتدعموا ثقته في نفسه وفيكم وفي علاقتكم تحققون هذا الهدف الهام وهو دعم ثقته في نفسه من خلال عدة أنشطة، ومنها ما يلي: علّق ورقة لكل طفل ودوّن فيها المهام التي أمكنه القيام بها، وإن لم يكن أداؤه مثالياً كاملاً وامنع نفسك من توبيخه ونقده ولا حتى نصحه وتوجيهه دون طلبه أو المقارنة بينه وبين إخوانه، بل أظهر فرحتك وتشجيعك له عند إضافة مهام جديدة لهذه الورقة وانتهز أقرب الفرص لتفويضه في القيام بها إلى أن يتقنها تماماً. اختاري مع ابنك اسماً مناسباً لهذه الورقة مثل التحدي أو مهارات أو من قدراتي، أو أي اسم يعجبه واكتبيها بطريقة لافتة ثم علّقي أوراق أولادك الجديدة في لوحة أخبار البيت أو أي مكان بارز، وعلّقي القديم من هذه الأوراق في غرفهم واتركيهم يرفعون ثقتهم في أنفسهم وفي قدراتهم ويصنعون مكانتهم وقيمتهم بأعمالهم ومسؤولياتهم ويقبلون على تجارب وخبرات جديدة ويقللون الأعباء والمهام عن الوالدين. أختي الفاضلة، إضافة لاهتمامك بقائمة قدرات عيالك هناك أيضاً استشارتهم جماعياً وفردياً وتخصيص وقت أسبوعي لكل منهم، وإيداع كل واحد منهم أسرار خاصة بينك وبينهم، وملاحظة إيجابياتهم وتقليل نقدك ونصحك وحرصك على العدل والمساواة فيما بينهم كلها تبني الثقة في أعماق كل فرد من عيالك ثقته في ذاته وثقته في مكانته في الأسرة وفي علاقته مع والديه، هذا ما يحتاجه منكم على المدى الطويل لمواجهة المراهقة، وهذا ما يحتاجه أيضاً على المدى القريب ليقبل على تجارب وخبرات ومسؤوليات جديدة وهذا ما نريده اجعليه يخوض تجارب جديدة، يشارك في أعمال منزلية لم يكن يشارك فيها، كان في السابق يتأمل النباتات، الآن في الثامنة اجعليه يزرعها في وعاء أو في زاوية الحديقة أو يجمع نماذج منها في ألبوم خاص، كان يتأمل كيف تحيى الحيوانات، وكيف تتم رعايتها. الآن في الثامنة اجعليه يربي طير كناري أو حيوان أليف يرعاه بنفسه مع مساعدة من حوله عند الحاجة، وقد أقر رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ هذا في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم "يا أبا عمير ما فعل النغير"، ومن هذا الحديث أباح العلماء حبس الطير بشرط إطعامه، كان في السابعة يتأمل كيف يذبح الخروف تقرباً لله، الآن في الثامنة اجعله يعتاد على فصل رأس الذبيحة بنفسه بعد قطع أوداجها وخروج روحها ويشارك في سلخها _إن أمكن_. يتبع إن شاء اللهطفلك في الثامنة حديثنا التالي عن ابن الثامنة هل تستمر العزلة عند ابن الثامنة؟ لا، ابن الثامنة...
طفلك في التاسعة
عن سن التسع سنوات يدور حديثنا التالي، نتوقع من ابن التاسعة أنه أتقن المهارات المختلفة مر بمرحلة مشاهدة الأنشطة وتأملها بدون مشاركة في السابعة جرّبها في الثامنة وتدرب عليها أتى بها مرة صح ومرتين غلط، الآن في التاسعة نتوقع أنه أتقن مهارات وأنشطة مختلفة سواء تعبدية أو منزلية أو اجتماعية.
ابن التاسعة لديه ثقة في نفسه مع هدوء داخلي، هذه الثقة وهذا الهدوء عاملان يساعدانه ليكون أكثر استقلالية عن والديه سواء استقلالية فكرية أو استقلالية اجتماعية تجد من استقلاله الفكري عن آراء الكبار أنه رغم اهتمامه بهذه الآراء وتأثره بها إلا أنه يجادل فيها ويتحداها أحياناً فينتقد الكبار يهيئ نفسه ويهيئكم لاستقلاله الفكري المنتظر في مراهقته، علينا أن نتجنب فرض آرائنا الشخصية عليه بل نعرضها عرضاً ونحترم آراءه قد يزداد عدم تقبل ابن التاسعة لآراء الكبار إذا لم يجد منا من يحرص على الاستماع إليه ومعرفة ما يدور في ذهنه من اعتراضات أو آراء مخالفة فيتحاور مع ابنك بشكل سليم ويحترم حقه في أن يكون له رأيه الخاص.
بالمناسبة احترامك لآرائه لا يعني بالضرورة موافقتها، يقول الدكتور عبد اللطيف خياط في كتابه المميز (دليل الأم للأعمار من 8 – 14 سنة): "لا يعني احترامك لأبنائك الموافقة على كل ما يفعلون أو يقولون، وإنما يعني أن تعتقدي وتظهري أن لهم الحق أن يكون لهم آراؤهم ومشاعرهم". انتهى كلامه.
ابن التاسعة يهيئ نفسه وأسرته لاستقلال آخر غير الاستقلال الفكري، يهيئ نفسه وأسرته للاستقلال الاجتماعي المنتظر في مراهقته، فتجده يهتم بأصدقائه أكثر مما يهتم بالعائلة واستعداداً لمثل هذا الاستقلال الاجتماعي نخلق بدورنا الفرص مبكراً لاحتكاكه بالبيئات الاجتماعية المنتقاة التي تعينه على الفضيلة، سواء على الصعيد الأسري في اختيار منطقة السكن واختيار الأسر التي نوثق علاقتنا بها أو على الصعيد المدرسي _إن أمكن_ من خلال المدارس الأهلية الإسلامية المميزة أو على الأقل ذات السمعة الجيدة من المدارس الحكومية ثم تشجعيه على حسن اختيار الصديق وتكرمين أصدقاءه وتتوددين لهم وتحرصين أن تكوني أنت أقرب أصدقائه إلى قلبه.
الاستقلالية الاجتماعية الناشئة عنده تجعلنا نحرص أكثر وأكثر على تنمية مراقبته لله هذه المراقبة التي بدأناها منذ سن الثالثة واستمرت نختار المواقف المناسبة في الحياة لنتلو على مسامعه قول الله _تعالى_: "مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (المجادلة:7) ، نردد كثيراً مثل هذه الآية من سورة المجادلة ونربطها بحياتنا حتى ينغرس معناها في نفسه وتبقى حاضرة في ذهنه تؤتي أكلها كل حين.
في هذا السن يعكس ابنك حالته النفسية والمزاجية على جسده أحياناً يعني ممكن يده تؤلمه لما يصير عليه واجب مثلاً، أو بطنه يؤلمه لما يكون لازم يرتب غرفته، ما أستعجل في تصديق أو تكذيب ادعائه أتحقق أكثر إذا تبين فعلاً أنها صورة للهروب مما يكره أتصرف بلطف وأشاركه شعوره أن هذا العمل ممل ومتعب فعلاً إنما يجب القيام به وأبذل جهدي لجعل العمل أكثر متعة، فإذا تجاوب أدعو له بالتوفيق وأتابعه وأثني على جهده يعني مثلاً بنتك يا أختي لم تحل الواجب وبدأت تتعذر أن عيونها تعورت، لماذا يا بنيتي ، أريني عينيك أراها ، فإن شعرت أن ما فيها شيء، آه الله يعينك أنت عندك واجب القواعد فيه تعب عليكِ، أنا أعرف أنه ممل وثقيل دم صح! أعانك الله ، أريني الدفتر ، ما رأيك إذا انتهيت من حل الواجب نزين الدفتر بملصقات ونجعل واجبك أجمل واجب تراه المعلمة ؟ أنا سآتي الآن ملصقات وبعض الحركات والزينة، وأنتِ ابدئي وفقك ، بعد ذلك ما ننسى المتابعة ثم الدعاء والثناء على جهدها بعد الإنجاز، كان هذا المثال هو ختام حديثنا عن سن التسع سنوات.
إذن تحدثنا عن ابن السنتين، ثم السيد (لا) ابن السنتين ونصف، ثم جامع القاموس ابن الثالثة، ثم وصفنا الثورات الثلاث (ثورة العاطفة وثورة السلوك وثورة العقل) على التوالي عند ابن الثالثة والنصف وابن الرابعة وابن الرابعة والنصف، ثم مرحلة التوازن والهدوء والتمركز حول الأم في الخامسة، ثم التغلب والتمركز حول الذات في السادسة، ثم المراحل الثلاث لإتقان المهارات والأنشطة وهي على التوالي مرحلة التأمل ومرحلة التجربة ومرحلة الإتقان وظهور الاستقلال أيضاً في السابعة والثامنة والتاسعة، وكما ذكرنا سابقاً كل طفل هو حالة خاصة ولا يتطابق نموه مع أي طفل آخر ولا يوجد الطفل المتوسط الذي يقاس عليه فلا غرابة إذا لم يطابق وصف عمر ما في هذه المادة حال طفلكم.
يتبع بإذن الله
عن سن التسع سنوات يدور حديثنا التالي، نتوقع من ابن التاسعة أنه أتقن المهارات المختلفة مر بمرحلة مشاهدة الأنشطة وتأملها بدون مشاركة في السابعة جرّبها في الثامنة وتدرب عليها أتى بها مرة صح ومرتين غلط، الآن في التاسعة نتوقع أنه أتقن مهارات وأنشطة مختلفة سواء تعبدية أو منزلية أو اجتماعية.
ابن التاسعة لديه ثقة في نفسه مع هدوء داخلي، هذه الثقة وهذا الهدوء عاملان يساعدانه ليكون أكثر استقلالية عن والديه سواء استقلالية فكرية أو استقلالية اجتماعية تجد من استقلاله الفكري عن آراء الكبار أنه رغم اهتمامه بهذه الآراء وتأثره بها إلا أنه يجادل فيها ويتحداها أحياناً فينتقد الكبار يهيئ نفسه ويهيئكم لاستقلاله الفكري المنتظر في مراهقته، علينا أن نتجنب فرض آرائنا الشخصية عليه بل نعرضها عرضاً ونحترم آراءه قد يزداد عدم تقبل ابن التاسعة لآراء الكبار إذا لم يجد منا من يحرص على الاستماع إليه ومعرفة ما يدور في ذهنه من اعتراضات أو آراء مخالفة فيتحاور مع ابنك بشكل سليم ويحترم حقه في أن يكون له رأيه الخاص.
بالمناسبة احترامك لآرائه لا يعني بالضرورة موافقتها، يقول الدكتور عبد اللطيف خياط في كتابه المميز (دليل الأم للأعمار من 8 – 14 سنة): "لا يعني احترامك لأبنائك الموافقة على كل ما يفعلون أو يقولون، وإنما يعني أن تعتقدي وتظهري أن لهم الحق أن يكون لهم آراؤهم ومشاعرهم". انتهى كلامه.
ابن التاسعة يهيئ نفسه وأسرته لاستقلال آخر غير الاستقلال الفكري، يهيئ نفسه وأسرته للاستقلال الاجتماعي المنتظر في مراهقته، فتجده يهتم بأصدقائه أكثر مما يهتم بالعائلة واستعداداً لمثل هذا الاستقلال الاجتماعي نخلق بدورنا الفرص مبكراً لاحتكاكه بالبيئات الاجتماعية المنتقاة التي تعينه على الفضيلة، سواء على الصعيد الأسري في اختيار منطقة السكن واختيار الأسر التي نوثق علاقتنا بها أو على الصعيد المدرسي _إن أمكن_ من خلال المدارس الأهلية الإسلامية المميزة أو على الأقل ذات السمعة الجيدة من المدارس الحكومية ثم تشجعيه على حسن اختيار الصديق وتكرمين أصدقاءه وتتوددين لهم وتحرصين أن تكوني أنت أقرب أصدقائه إلى قلبه.
الاستقلالية الاجتماعية الناشئة عنده تجعلنا نحرص أكثر وأكثر على تنمية مراقبته لله هذه المراقبة التي بدأناها منذ سن الثالثة واستمرت نختار المواقف المناسبة في الحياة لنتلو على مسامعه قول الله _تعالى_: "مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (المجادلة:7) ، نردد كثيراً مثل هذه الآية من سورة المجادلة ونربطها بحياتنا حتى ينغرس معناها في نفسه وتبقى حاضرة في ذهنه تؤتي أكلها كل حين.
في هذا السن يعكس ابنك حالته النفسية والمزاجية على جسده أحياناً يعني ممكن يده تؤلمه لما يصير عليه واجب مثلاً، أو بطنه يؤلمه لما يكون لازم يرتب غرفته، ما أستعجل في تصديق أو تكذيب ادعائه أتحقق أكثر إذا تبين فعلاً أنها صورة للهروب مما يكره أتصرف بلطف وأشاركه شعوره أن هذا العمل ممل ومتعب فعلاً إنما يجب القيام به وأبذل جهدي لجعل العمل أكثر متعة، فإذا تجاوب أدعو له بالتوفيق وأتابعه وأثني على جهده يعني مثلاً بنتك يا أختي لم تحل الواجب وبدأت تتعذر أن عيونها تعورت، لماذا يا بنيتي ، أريني عينيك أراها ، فإن شعرت أن ما فيها شيء، آه الله يعينك أنت عندك واجب القواعد فيه تعب عليكِ، أنا أعرف أنه ممل وثقيل دم صح! أعانك الله ، أريني الدفتر ، ما رأيك إذا انتهيت من حل الواجب نزين الدفتر بملصقات ونجعل واجبك أجمل واجب تراه المعلمة ؟ أنا سآتي الآن ملصقات وبعض الحركات والزينة، وأنتِ ابدئي وفقك ، بعد ذلك ما ننسى المتابعة ثم الدعاء والثناء على جهدها بعد الإنجاز، كان هذا المثال هو ختام حديثنا عن سن التسع سنوات.
إذن تحدثنا عن ابن السنتين، ثم السيد (لا) ابن السنتين ونصف، ثم جامع القاموس ابن الثالثة، ثم وصفنا الثورات الثلاث (ثورة العاطفة وثورة السلوك وثورة العقل) على التوالي عند ابن الثالثة والنصف وابن الرابعة وابن الرابعة والنصف، ثم مرحلة التوازن والهدوء والتمركز حول الأم في الخامسة، ثم التغلب والتمركز حول الذات في السادسة، ثم المراحل الثلاث لإتقان المهارات والأنشطة وهي على التوالي مرحلة التأمل ومرحلة التجربة ومرحلة الإتقان وظهور الاستقلال أيضاً في السابعة والثامنة والتاسعة، وكما ذكرنا سابقاً كل طفل هو حالة خاصة ولا يتطابق نموه مع أي طفل آخر ولا يوجد الطفل المتوسط الذي يقاس عليه فلا غرابة إذا لم يطابق وصف عمر ما في هذه المادة حال طفلكم.
يتبع بإذن الله
الصفحة الأخيرة
حديثنا التالي عن سن الخمس سنوات، سن الخمس سنوات تعد من أجمل سنوات الطفولة، في الخامسة تقريباً يتوقع أن يكون الطفل في أحسن نفسية وأجمل صفات وتختفي التقلبات السلوكية، ويكون أكثر ثباتاً يتكيف مع الآخرين بشكل إجمالي هادئ ولطيف ويبحث عن أدلة لمحبة الآخرين يحب البيت راض عن أسرته وأوضاعها، في هذه المرحلة يتعلق الطفل بأمه بشكل أكبر من المعتاد، تجدينه دائماً يا أختي قريباً منك يقلد حركاتك، لذلك مهم أن يراعي الوالدان كونهما القدوة في علاقتهم بالله وفي كل سلوكياتهم، ابن الخامسة يعرض مساعدته على أمه ويتلذذ بطاعتها وأخذ توجيهاتها والاستئذان منها، شجعيه يا أختي على الاستقلالية بأسلوب لطيف، شجعيه يأكل لوحده، ويرتدي ثيابه لوحده، وإذا بدأ يحاول في شيء ما لا تستعجلي مساعدته قبل أن يتسنى له الوقت الكافي للتجربة، وانتظري حتى يطلب المساعدة بنفسه ثم عمليه خطوة إضافية واحدة واتركيه ينجزها وامدحيه في بعض مراحل النشاط وليس في كلها.
هذه الإجراءات تكسب الطفل الاستقلالية والاعتماد على الذات في هذا العمر وأي عمر.
يا أخواتي تغيرات سلوك الطفل المتصلة بعمره سواء صعوبة التعامل مع ابن السنتين ونصف أو سهولته مع ابن الثالثة أو ثورة العاطفة أو ثورة السلوك أو ثورة العقل أو مرحلة الهدوء والاتزان والطاعة عند ابن الخامسة أو التغيرات التي سنذكرها بعد قليل _بإذن الله تعالى_ كلها تشبه الورقة التي يخرجها جهاز تخطيط القلب، الورقة إذا تذكرون يكون فيها خط تتخلله ارتفاعات ثم انخفاضات ثم ارتفاعات ثم انخفاضات وهكذا
ما معنى أنه إذا خرجت الورقة فيها خط مستقيم بدون ارتفاعات أو انخفاضات؟
معناه أن هذا الإنسان مات توقف قلبه عن العمل، وهذا ما سيحصل لأطفالنا فتموت شخصياتهم وتتوقف عن النمو إذا قررنا خطأ محاربة هذه التغيرات التي هيأها اللطيف الخبير لو حاربنا هذه التغيرات وقمعناها سنتعب عيالنا وعلاقتهم معنا، لا، نحن نحرمهم من فرصة الاستفادة الطبيعية من المرحلة المؤقتة وسنهدر طاقتنا وأعصابنا ووقتنا في مقاومة فطرة الله التي فطر عليها الأطفال عموماً ومن بينهم أطفالنا.
إذن دعونا نتفاعل مع هذه التغيرات المؤقتة بشكل إيجابي.
ملاحظة هامة: لسببين اثنين قد لا تلاحظون السمات التي نذكرها لبعض المراحل في شخصية طفلكم أحياناً أو تلاحظون بعض سمات المراحل وليس كلها.
السبب الأول: أن العمر وسماته المتوقعة عامل مؤثر من بين عوامل أخرى مؤثرة قد تفوقها تأثيراً أحياناً مثل الفروق الفردية أو البيئة وهي تشمل كل ما يحيط بالطفل، ومع هذا يظل العمر عاملاً هاماً ومؤثراً جداً ويفيد الآباء والأمهات كثيراً في فهم واستيعاب وتربية أطفالهم.
السبب الثاني: توقيت مرور ابنك بالمرحلة وسماتها قد يكون مبكراً أو متأخراً نسبياً عن متوسط العمر المتوقع لها، يقول الدكتور فاخل عاقل في كتاب (سلوك الطفل): "لو كان لدينا مئة طفل أعمارهم أربع سنوات فإن نصفهم سيسلكون السلوك المتوقع حدوثه في هذا العمر، وربعهم يكونون قد مروا به مبكراً وتجاوزوه، وربعهم لم يصل إليه بعد". انتهى كلامه
يتبع بإذن الله