عبيــــر الــــورد
هذي أسماء المدن في الصين

عبيــــر الــــورد
كل ما تريده عن الزجاج

الزجاج يستعمل في عمل مئات المنتجات التي نستخدمها في حياتنا اليومية. تُبين الصور بعض الاستعمالات الكثيرة لهذه المادة القيمة.
الزُّجـاج مادة من أكثر المواد فائدة في العالم. وهو يصنع بشكل رئيسي من الرمل والصودا والجير.

وللزجاج استعمالات كثيرة لايمكن حصرها؛ فهناك من الأطعمة ما يحفظ في جرار زجاجية، كما يتناول الناس بعض أنواع الشراب من كؤوس زجاجية. وهناك نوافذ مباني البيوت، والمدارس، والمكاتب وكلها تصنع من الزجاج. كما أن أولئك النفر من الناس الذين يشكون من مشكلات في بصرهم يلبسون النظارات. ويستعمل العلماء في معاملهم أوعية زجاجية، ومقاييس درجة الحرارة (الترمومترات). ولهم عدسات زجاجية في المجاهر (الميكروسكوبات) التي يستعملونها وكذلك التلسكوبات.

وبالإضافة إلى فائدة الزجاج، فإنه يستعمل كذلك في الزخارف والتجميل. ومنذ عرف الناس كيف يصنعون الزجاج، فإنهم لجأوا إلى استعماله أيضًا باعتباره مادة فنية.

ويمكن أن يصاغ الزجاج في أشكال شتى كأن يغزل بحيث يستخرج منه خيط أرفع من خيط العنكبوت. كما أنه يمكن أن يصبح كالعجينة الطيعة ثم يصاغ ليصبح مرآة تلسكوب، يصل وزنها إلى عدد كبير من الأطنان. ويمكن أن يصنع ليكون أقوى من الفولاذ، وأضعف وأكثر هشاشة من الورق. ومعظم الزجاج شفاف، كما أن بالإمكان تلوينه بأي لون.


أنواع الزجاج
عندما يتحدث الناس عن الزجاج فإنهم، عادة، يعنون تلك المادة الشفافة اللامعة التي تتكسر بسهولة. وربما يُظنّ أن الزجاج الذي يستعمل في النوافذ أو الذي يستعمل في عدسات النظارات هما من مادة واحدة. والواقع أن الأمر ليس كذلك. فهناك أنواع كثيرة من الزجاج، بل إن هناك شركة أمريكية واحدة هي شركة كورننج لأعمال الزجاج استطاعت وحدها أن تصنع أكثر من 100,000 نوع من الزجاج. وتتناول هذه المقالة بالبحث أنواعًا مهمة عديدة من الزجاج، كما تتناول استعمالاتها المختلفة.


الزجاج المسطح. يُستعمل بشكل رئيسي في النوافذ، كما يستعمل في المرايا وفي الفواصل بين الحجرات وبعض أنواع الأثاث. ويصنع الزجاج المسطح في شكل رقائق. غير أن بعضها ـ مثل النوع الذي يستعمل في نوافذ السيارات ـ يعاد تسخينه ويوضع في قالب مقوّس لكي يخرج بالشكل الذي يناسب السيارة التي سيركّب عليها.

ويمكن تصنيف الزجاج المسطح إلى الرقائق والألواح الزجاجية والزجاج الطافي. ويستعمل زجاج الرقائق في نوافذ البيوت. أما الألواح الزجاجية والزجاج الطافي فإن لهما سطحًا بالغ النقاء والصفاء والنعومة. وتستعمل هذه الأنواع عندما تدعو الحاجة إلى رؤية نقية ومضبوطة إلى حد بعيد مثل زجاج السيارات وزجاج المعارض في الأسواق.


الأواني الزجاجية. تستعمل الآنية الزجاجية لتعبئة الأطعمة والمرطبات والأدوية والكيميائيات ومواد التجميل. وتصنع أنواع شتى من الجرار الزجاجية والقوارير سواء في شكلها، أو حجمها، أو لونها. وكثير من هذه الأنواع يستعمل في الأشياء العادية، مثل زجاجات المشروبات الخفيفة أو الجرار التي تستعمل في المنازل لحفظ بعض الأطعمة. وهناك أنواع أخرى تصنع من تركيبات زجاجية خاصة للتأكد من أنه لن يكون هناك أي تلوث أو تدهور في بلازما الدم أو الأمصال أو الكيميائيات المخزونة فيها. انظر:الزجاجة .



السيراميك الزجاجي يستخدم في وسائل التحكم في تلوث السيارات (أعلاه) وهو يحول غازات العادم السامة إلى مواد غير ضارة. ونتيجة للاستعمال، يتحول لون جهاز القياس من اللون البني إلى الأسود.
الخزف الزجاجي. ويسمى أيضًا السيراميك الزجاجي. وهذه مواد قوية تصنع عن طريق تسخين الزجاج بحيث يعاد تنظيم ذراته لتصبح أنماطًا منتظمة تُسمُّى بلورات. وهذه المواد المتبلورة تحمل درجات الحرارة العالية والتأثيرات الكيميائية والتغيرات المفاجئة في درجات الحرارة. وتستخدم هذه الأنواع في عدد كبير من المنتجات بما في ذلك أواني الطبخ المقاومة للحرارة. وفي المحركات التوربينية، والمعدات الكيميائية والإلكترونية وفي أعلى القمم المخروطية للصواريخ الموجهة.


أنواع خاصة من الزجاج. وهذه تشمل أنواعًا كثيرة من الزجاج الذي اخترع منذ سنة 1900م. وحتى هذا الوقت، كان كل الزجاج المستعمل تقريبًا هو الزجاج المسطح، والأواني الزجاجية، وزجاج البصريات، وزجاج الزخارف. وفيما يلي ستجد وصفًا لواحد وعشرين نوعًا من أنواع الزجاج الذي ينفرد كل منها بخاصية معينة.

زجاج الأمان المصفَّح. شطائر تصنع عن طريق إلصاق شرائح من مادة بلاستيكية بأخرى من زجاج مسطح، الواحدة بعد الأخرى بالتبادل لتكوين هذا الزجاج. وقد تنكسر طبقة الزجاج الخارجية إذا ارتطم بها جسم طائر، ولكن الطبقة البلاستيكية المطاطية الملصقة بها تتمّدد وتمسك بالقطع المهشمة وتمنعها من التطاير في كل اتجاه. ويستعمل هذا الزجاج المصفَّح عندما يخشى أن يُحدِث الزجاج المتطاير إصابات خطرة كما يحدث أحيانًا عندما ينكسر زجاج مقدمة السيارات.

الزجاج المقاوم للطلق الناري. زجاج سميك مصنوع من طبقات متعددة مصفحة. ويمكن لهذا الزجاج أن يوقف حتى الطلقات ذات العيار الثقيل التي تطلق من مسافات قريبة. والزجاج المقاوم للطلق الناري ثقيل بحيث يمكنه امتصاص طاقة الرصاصة، كما أن طبقات البلاستيك المتعددة تمسك القطع الصغيرة المتطايرة من الزجاج. ويستعمل هذا الزجاج في الدبابات الحربية والطائرات ولحماية الموظفين الذين يعملون في البنوك.

زجاج الأمان المقوّى. يختلف عن الزجاج المصفَّح في أنه قطعة واحدة عولجت حراريًا بطريقة خاصة، وهي في مظهرها، وملمسها، ووزنها تشبه الزجاج العادي تمامًا. ولكن قد تصل قوتها إلى خمسة أضعاف قوة الزجاج العادي. ويستعمل الزجاج المقوّى بصورة واسعة في الأبواب الزجاجية في المحلات التجارية ولنوافذ السيارات الجانبية والخلفية ولغير ذلك من الأغراض الخاصة. ومن الصعوبة بمكان كسر هذا الزجاج حتى ولو ضرب بمطرقة. وعندما ينكسر فإن قطعة الزجاج بأكملها تنهار وتتحطم وتتهشم في شكل شظايا صغيرة مثلَّمة الأطراف.

زجاج ال*****ات الملون. يتوافر في ألوان كثيرة، وهو زجاج في شكل ألواح ثقيلة. ويستعمل هذا الزجاج في واجهات المباني الخارجية وللجدران الداخلية، والفواصل وأسطح المناضد العلوية.

زجاج الأُُوبال. لهذا الزجاج جسيمات صغيرة في جسم الزجاج، وتقوم هذه الجسيمات بتشتيت الضوء الذي يمر خلالها؛ وهذا يجعل الزجاج يبدو في لون الحليب. ومن بين العناصر الضرورية المستعملة في صنع هذا الزجاج الفلوريد. ويستخدم هذا الزجاج بكثرة في تركيبات الإنارة والمناضد.

الزجاج الزغوي. عندما يقطع فإنه يبدو وكأنه قرص عسل أسود. وهو مليء بخلايا دقيقة كثيرة من الغاز، وقد أحيطت كل منها وعزلت تمامًا عن الأخريات بجدران رفيعة من الزجاج. والزجاج الزغوي خفيف جدًا فهو يطفو على سطح الماء وكأنه فلين. ويستعمل بكثرة عازلاً للحرارة في المباني وفي صنع أنابيب البخار، وفي المعدات الكيميائية. ويمكن قطع الزجاج الزغوي في أشكال مختلفة باستعمال المنشار.

طوب البناء الزجاجي يصنع من نصفين مجوفين وقد ألصقا بعضهما ببعض في درجة حرارة عالية. ويعتبر طوب البناء الزجاجي عازلاً جيدًا ضد الحرارة أو البرودة بسبب الفراغ المملوء بهواء ساكن بالداخل. ويرص طوب البناء الزجاجي بعضه فوق بعض مثل الطوب وذلك لعمل جدران توفر الخصوصية، ولكنها لا تحجب الضوء.

الزجاج المقاوم للحرارة. به نسبة عالية من السليكا كما أنه يحتوي في العادة على حمض البوريك، ويمكِّن مُعامِل تمدده المنخفض من تحمل تغيرات كبيرة في درجة الحرارة دون أن يتشقق، وهذا أمر مهم في الأجهزة الكيميائية وأواني الطبخ وفي غيرهما من الاستعمالات الصناعية والمنزلية.

الأدوات المعملية الزجاجية. تشمل الكؤوس الكبيرة والدوارق، وأنابيب الاختبار والأجهزة الكيميائية الخاصة. وتصنع هذه الأشياء من زجاج مقاوم للحرارة ليتحمل صدمات درجات الحرارة العنيفة بالإضافة إلى أنه أكثر مقاومة للكيميائيات من الزجاج العادي.

زجاج الاستعمال الكهربائي. للزجاج العادي خواص معينة تجعله مفيدًا في الأعمال الكهربائية. ومن هذه الخواص الشفافية والقدرة على مقاومة الحرارة، ومقاومة سريان التيار الكهربائي والقدرة على الالتصاق والالتحام بقوة بالمعادن دون أن يتشقق. ونظرًا لهذه الخصائص، فإن الزجاج قد استعمل للمصابيح الكهربائية والأنابيب الإلكترونية وأنابيب التلفاز.

الزجاج الموصل للحرارة. للزجاج العادي فائدته كعازل ممتاز للحرارة وليس كموصِّل لها. وعلى كل حال، فإنه يمكن رش الزجاج بطبقة خفيفة غير مرئية من بعض الكيميائيات، وستؤدي هذه الطبقة إلى توصيل كهرباء كافية لتسخين الزجاج بالرغم من أنّ الزجاج نفسه لا يحمل أي تيّار. وهذه الحقيقة تجعل من الممكن صنع سخَّانات طعام كهربائية وأجهزة تدفئة للغرف.

الألياف البصرية الزجاجية. ألياف زجاجية مطلية بمادة خاصة يمكن أن تنثني لنقل الضوء حول الزوايا أو في أماكن أصغر من أن يدخلها المصباح الكهربائي. وتستعمل هذه في التحكم على شاشات اللوحات وبعض أنواع الأدوات الطبية. ويمكن للألياف البصرية النقية جدًا الرفيعة المسماة دليل الموجات البصرية الليفية أن تنقل الإشارات الهاتفية والتلفازية عبر مسافات طويلة. انظر: البصريات الليفية.

الأنابيب الزجاجية. تستعمل لعمل المصابيح المتوهجة والمصابيح الفلورية والأنابيب الإلكترونية ولافتات النيون والمواسير الزجاجية والأجهزة الكيميائية. وتصنع الأنابيب من أنواع مختلفة من الزجاج وبأحجام كثيرة.

الألياف الزجاجية. (فايبر جلاس) تطورت إلى صناعة ضخمة في سائر أنحاء العالم منذ أن ظهرت في الثلاثينيات من القرن العشرين. وكل ليفة إنما هي قضيب من زجاج رقيق إلا أنه صلب، وفي معظم الأحيان، يبلغ سمكه أقل من واحد على عشرين من سمك شعرة الإنسان. ويمكن تعبئة هذه القضبان الدقيقة معًا دون تضييق، في كتلة أشبه بكتل الصوف بغرض العزل الحراري. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه بالإمكان استخدامها كألياف الصوف والقطن لصناعة خيوط غزل زجاجية أو شريط أو قماش أو حصائر. وللألياف الزجاجية استعمالات كثيرة، فهي تستعمل في العزل الكهربائي، وللتنقية الكيميائية ولملابس رجال المطافي. وإذا تم دمجها مع البلاستيك فإن الألياف الزجاجية يمكن استعمالها في صناعة أجسام السيارات. وتعتبر الألياف الزجاجية مادة مرغوبًا فيها لعمل الستائر لأنها غير قابلة للاحتراق كما أنها يمكن غسلها. انظر: الألياف الزجاجية.

الزجاج الماصّ للإشعاع والناقل له. هناك أنواع معينة يمكنها أن تنقل وتعدل وتصد الحرارة والضوء والأشعة السينية وغيرها من أنواع الأشعة. فمثلاً، نجد أن زجاج الأشعة فوق البنفسجية يُدخل الأشعة التي تسبب السمرة للبشرة (وهي أشعة الشمس فوق البنفسجية)، ولكنه يعزل قسمًا من الحرارة. وهناك زجاج آخر ينقل أشعة الحرارة بحرية، ولكنه يسمح بمرور ضوء مرئي قليل. وهناك أيضًا الزجاج البلوري الذي يمنع الضوء اللامع. وهناك الزجاج ذو الاتجاه الواحد وهو مطلي بطريقة خاصة بحيث يمكن للمرء أن يَرى من خلال النافذة دون أن يُرى من الجانب الآخر. انظر: الضوء المستقطب.

زجاج البصريات يستعمل لعدسات النظارات والميكروسكوبات والتلسكوبات وعدسات آلات التصوير وغيرها من الآلات التي يقل استعمالها عمومًا في المصانع والمعامل. ويجب أن تكون المواد الخام نقية حتى يكون الزجاج المستخرج خاليًا من جميع العيوب تقريبًا. إن الاهتمام والحذر الذي يتخذ في صنع الزجاج البصري يجعل هذا الزجاج عالي التكاليف إذا قورن بغيره من الزجاج. انظر:النظارات؛ العدسة ؛ المجهر ؛ التلسكوب .

زجاج الليزر نوع من زجاج البصريات يحتوي على مواد فلورية، وهي تحدث ضوءًا كثيفًا ضيقًا يُسمَّى ضوء الليزر. ويُستعمل زجاج الليزر في أجهزة بحوث التحام الليزر وفي الأجهزة التي تُعَدُّ لمعرفة المدى.

الزجاج غير المرئي يستعمل بصفة رئيسية لعدسات آلات التصوير المطلية والنظارات. وهذا الطلاء غشاء كيميائي خاص يوضع على الزجاج ليقلل من الفقدان العادي للضوء عن طريق الانعكاس. وبهذه الطريقة يسمح بمرور مزيد من الضوء من خلال الزجاج.

الزجاج الحساس للضوء يمكن تعريضه للضوء فوق البنفسجي، كما يمكن تعريضه للحرارة حتى يمكن لأي نموذج أو صورة فوتوغرافية أن يعاد إظهارها داخل جسم الزجاج نفسه. ولما كانت الصورة المطبوعة ستصبح بعد ذلك جزءًا واقعيًا من الزجاج، فإنها ستبقى موجودة طالما بقي الزجاج.

الزجاج الكيميائي الضوئي تركيبة خاصة من الزجاج الحساس للضوء الذي يمكن أن يقطع بالحامض. ويمكن إظهار أي تصميم على الزجاج من قلم فوتوغرافي. وعندما يُغمس الزجاج في الحمض، فإن الأجزاء التي تعرضت للضوء ستتآكل تاركة التصميم في الزجاج بثلاثة أبعاد. وبهذه الطريقة يمكن عمل نماذج الزجاج الشبيهة بالزركشة.

والزجاج الذي يتلون مع الضوء يشوبه التعتيم عندما يتعرض للأشعة فوق البنفسجية، ثم يصبح صافيًا مرة أخرى عند زوال الأشعة. ويستعمل هذا الزجاج في النوافذ، وفي النظارات الشمسية وفي أدوات السيطرة على الأجهزة.


طرق صنع الزجاج



صنع الزجاج بالآلات
يُصنع الزجاج بطريقة تشبه بعض الشيء الطريقة التي يصنع بها الطاهي حلوى التوفي. فصانع الزجاج يقوم بخلط كمية كبيرة من الرمل مع كميات قليلة من الجير والصودا وغيرها من المواد ليعطي للزجاج بعض الخواص. ويمكن أن تتكون المكونات الأخرى من الألومنيوم وأكسيد الزرنيخ الأبيض بتسخين هذا الخليط أو جزء منه في فرن حتى يصبح كتلة من السائل الكثيف اللزج. وعندما يبرد هذا المزيج يصبح زجاجًا. وتُستعمل ملايين الأطنان من الرمل كل سنة لصنع الزجاج. ومع كل، فإن هناك أنواعًا خاصة من الزجاج تصنع دون أن يستعمل فيها الرمل مطلقًا.


زجاج الصودا والحجر الجيري. هو الذي يستعمل للزجاج المسطح ومعظم الأوعية ومصابيح الإضاءة الكهربائية وكثير من الأشياء الصناعية والفنية. وتبلغ نسبة هذا الزجاج نحو 90% من إجمالي الزجاج المصنوع في العالم، كما أنه ما زال يصنع من نفس المواد التي كان يصنع منها منذ مئات السنين. وتبلغ نسبة السليكا (الرمل) في هذا الزجاج 72%، وبه 15% من أكسيد الصوديوم، و9% من أكسيد الكالسيوم (الجير)، و4% من مقوِّمات أخرى ثانوية.

ويتم الحصول على السليكا من أماكن التنقيب عن الحجارة الرملية، ثم تطحن إلى رمل ناعم ويغسل جيدًا. ويتم الحصول على معظم أكسيد الصوديوم من رماد الصودا الذي يستخرج من معدن الترونا أو الملح، أما أكسيد الكالسيوم فإنه عادة ما يتم الحصول عليه من الحجر الجيري أو الدولميت. والمعروف أن زجاج الصودا والحجر الجيري غير مُكَلِّف ومن السهل صهره وتشكيله، كما أنه متين إلى حد معقول.



القناني الزجاجية المنفوخة تتحرك إلى الحزام الناقل الذي يحملها إلى فرن التلدين. وهناك يتم تبريد وإعادة تسخين القناني لتقوية الزجاج.
زجاج الصودا والرصاص. يطلق على هذا النوع من الزجاج عادة زجاج الرصاص أو البلور (الكريستال). ويصنع هذا الزجاج عن طريق الاستعاضة بأكسيد الرصاص عن أكسيد الكالسيوم، وفي كثير من الأحيان عن جزء من السليكا المستعملة في زجاج الحجر الجيري. وزجاج الصودا والرصاص لين ناعم سهل الانصهار، وتكلفته أكثر بكثير من تكلفة زجاج الصودا والحجر الجيري.

ولزجاج الرصاص والصودا بعض الخواص البصرية القيمة، مما جعله يستعمل على نطاق واسع في زجاج المناضد الرائعة والأشياء الفنية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أكسيد الرصاص يُحسِّن الخواص الكهربائية للزجاج.


زجاج البوروسليكات. زجاج يقاوم الصدمة الحرارية وهو معروف أكثر بأسمائه التجارية مثل البايركس والكيموكس. ويحتوي هذا الزجاج على 80% من السليكا و 4% فقط من القلويات و2% من الألومنيوم و13% تقريبًا من أكسيد البوريك. وتبلغ مقاومة هذا الزجاج للصدمات الحرارية ثلاثة أضعاف زجاج الصودا والحجر الجيري، وهو ممتاز في الاستعمالات الكيميائية والكهربائية. وهذا الزجاج يمكِّن من إنتاج أوعية الخَبْز وخطوط الأنابيب الزجاجية.


زجاج السليكا المنصهر. لهذا الزجاج مقاومة عالية للصدمات الحرارية. وهو يتكون كليًا من السليكا، ويمكن تسخينه إلى درجة حرارة عالية للغاية، ثم يدخل في ماء بارد كالثلج دون أن يتصدع. وزجاج السليكا المنصهر هذا عالي التكلفة لأن درجات الحرارة المرتفعة إلى درجة استثنائية يجب أن تستمر أثناء إنتاجه. ويستعمل هذا الزجاج في معدات المعامل والألياف البصرية لمرشدات الموجات.


زجاج الـ 96% سليكا. يقاوم الحرارة تمامًا كما يفعل زجاج السليكا المنصهر تقريبًا. ولكنه أقل تكلفة في إنتاجه. ويتكون هذا الزجاج من خليط خاص للبوروسليكا بعد أن يُصنع بمسام عن طريق معالجة كيميائية. وتنكمش المسام عندما يسخن الزجاج تاركة سطحًا شفافًا ناعمًا.



زجاج النوافذ الملون استعمل في التزيين منذ القرن الحادي عشر الميلادي. لقد أُنشئت هذه النافذة بوساطة لويس سي تيفاني الذي أصبح رائد تصميم الأواني الزجاجية في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
الزجاج الملوَّن. كان قدماء المصريين يصنعون زجاجًا ملونًا بسبب بعض الشوائب التي كانت تختلط بالمادة الخام أحيانًا. وكانوا يعرفون أنه بالإمكان الحصول على ألوان براقة وذلك بإضافة بعض المكونات. ووجد الرومان أنه بالإمكان تحييد ألوان الشوائب بإضافة المنجنيز أو الإثمد (الأنتيمون). وتضاف الآن بعض الأكاسيد إلى الزجاج لتلوينه. فقد وجد مثلاً أن جزءًا واحدًا من أكسيد النيكل إلى 50,000 جزء زجاج ينتج عنه لون خفيف يتراوح بين الأصفر والبنفسجي اعتمادًا على قاعدة الزجاج الأساسية. ويعطي جزء واحد من أكسيد الكوبالت إلى 10,000 جزء زجاج زرقة كثيفة.

ويصنع الذهب الأحمر بإضافة أكسيد الذهب أو النحاس أو السيلنيوم. كما يمكن الحصول على أنواع أخرى جميلة من الزجاج الملون بإضافة كيميائيات أخرى. ويمكن جمع قطع صغيرة من الزجاج الملون لتشكل صورًا أو تصاميم زخرفية للنوافذ الزجاجية الملونة.


كيف يصنع الزجاج
تختلف مصانع الزجاج اختلافًا كبيرًا عن المصانع الأخرى. ففي مصانع الزجاج براميل ضخمة، وصوامع لحفظ المواد الخام الخاصة بصنع الزجاج وهي الرمل ورماد الصودا والحجرالجيري والبوراكس. وجل هذه المواد مساحيق جافة يشبه بعضها بعضًا، ولكنها مع ذلك قادرة على إظهار نتائج مختلفة جداً. أما منافذ التهوية الضخمة الموجودة في السقف، والمداخن الكبيرة، فإنها تطلق الحرارة الهائلة المطلوبة لصهر هذه المساحيق الجافة ولتجعل منها سائلاً ساخنًا أبيض اللون. وفي الطرف الحار من مصنع الزجاج، توجد الأفران.


الخلط. تصل المواد الخام الرئيسية إلى مصنع الزجاج في عربات للسكك الحديدية وتُخزن في صوامع ضخمة. وبعد أن توزن وتخلط آليًا بالنسب الصحيحة يضيف صانع الزجاج كُسارة زجاج، وهي قد تكون زجاجًا يعاد تصنيعه، أونفايات زجاج من انصهار سابق لنفس النوع من الزجاج. وبإضافة 5% إلى40% من الكُسارة إلى الكمية الجديدة من الزجاج، فإنك تستعمل مواد لو لم تستخدم لأضحت من النفايات. وعلاوة على ذلك، فإن إضافة كسارة الزجاج تقلل من كمية الحرارة المطلوبة لصهر هذه الكمية الجديدة من المواد الخام. وبعد الخلط، فإن الكمية تنتقل إلى وحدات الانصهار في عربات أو أواني حمل أو سيور حمل.



آلات الضغط تكوِّن منتجات الزجاج المسطح كما هو موضح أعلاه. تم صب الزجاج المائع في قوالب وتم ضغطه للشكل المطلوب بوساطة المكابس.
الصَّهر. في العهود الماضية كانت الكميات تصهر في جرار صغيرة من الطين مقاومة للصهر، وتُسخَّن عادة بحطب الوقود. ولكن هناك اليوم جرارًا خاصة تكفي لكمية تزن إلى ما مقداره 1400 كجم من الزجاج. وتسخن هذه الجرار بالغاز أو الزيت، ويمكن للفرن الواحد أن يتسع لعدد يتراوح بين 6 و20 جرة. وما زالت تصنع كميات قليلة من زجاج البصريات وزجاج الفنون والزجاج الفاخر في مثل هذه الجرار المقاومة للصهر.

وتُصنع الكميات من الزجاج في أفران يطلق عليها خزَّانات اليوم، لأن العملية التي تتم فيها تستغرق عادة نحو 24 ساعة. ويملأ الخزان اليومي بالمواد الخام، ويُصهر الزجاج، ويُستعمل كله قبل أن يملأ الفرن مرة ثانية. وتتسع هذه الخزانات اليومية لكمية تتراوح بين 1 و35 طنًا متريًا من الزجاج.

ويُصهر معظم الزجاج في أفران كبيرة تسمى الخزانات المستمرة. ويستطيع أكبر هذه الخزانات المستمرة أن تصهر ما بين 360 و540 طنًا متريًا يوميًا لإنتاج الزجاج المسطح. وفي الإمكان صهر ما بين 45 و270 طنًا متريًا من زجاج الأوعية يوميًا. وتستخدم خزانات مستمرة أصغر حجمًا لإنتاج معظم منتجات الزجاج الأخرى. وتتم التغذية بالمواد الخام في ناحية التحميل بالسرعة التي يؤخذ فيها الزجاج المنصهر من الجهة التي يجري فيها العمل. ويستمر التحميل والصهر والعمل منذ أن تشعل النيران أول مرة حتى يتم إطفاؤها في نهاية الفترة التي تُسمّى الحملة. وفي العادة، تستمر هذه الحملة لفترة قد تمتد إلى خمس سنوات. ويُحدد طول فترة الحملة دائمًا بتآكل جدران الطوب المقاوم للحرارة المصنوع منه الفرن. وهذه الجدران تتآكل وتتلاشى بفعل حرارة الزجاج.


كيف يُشكَّل الزجاج ويجهَّز
هناك أربع طرق رئيسية لتشكيل الزجاج وهي: النفخ والكبس والسحب والصب. وبعد عملية التشكيل تأتي عملية التقوية لاستعادة قوة الزجاج ومتانتة، كما يمكن استخدام طرق للتقوية وغيرها من الطرق المؤدية إلى تجهيز الزجاج بالمتانة المطلوبة.




نفخ الزجاج بدون استعمال قوالب
النفخ. نفخ الزجاج دون استعمال قوالب فن قديم يرجع تاريخه إلى حوالي 2000 سنة. وتتم هذه العملية بغمس أنبوبة نفخ من الحديد طولها بين 1,2 و 1,5 من الأمتار في الزجاج المنصهر الذي يلتصق بعض منه بطرف الأنبوبة الذي يكون شكله أشبه بالكمثرى. ويبدأ أحد العمال في النفخ بلطف في الأنبوبة حتى ينتفخ الزجاج ويتجاوب مع نفخ العامل الذي يقوم بإعطائه الشكل المطلوب عن طريق النفخ. ويمكن للزجاج وهو في هذه المرحلة أن يعصر ويمط ويفتل ويقطع. ويقوم العامل بتسخين هذا الزجاج مرة بعد أخرى للحفاظ عليه طريًا مرنًا. وعندما يصاغ الزجاج الساخن في شكله النهائي المطلوب، فإن هذا الشكل يكسر من طرف الأنبوبة الحديدية. وبالإمكان نفخ الزجاج في قوالب حديدية سواء باليد أو بالآلات.


الكبس. يصحب الكبس إسقاط كتلة زجاجية ساخنة في قالب، ثم تكبس بمكبس حتى تنتشر كتلة الزجاج وتملأ جوف القالب، ولكي تُكبس هذه الكتلة، يجب أن يتمَّ تشكيل المادة بطريقة تُمكِّن من سحب المكبس. وتستخدم عملية الكبس عادة في صنع أطباق الخبز والكتل الزجاجية والعدسات وطفايات السجاير. وكما هي الحال في عملية النفخ، فإنه بالإمكان أيضًا إجراء عملية الكبس إما باليد وإما بالآلات سواء بقالب مفرد أو مزدوج. وتستخدم آلات النفخ والكبس مجموعة من طرق الكبس والنفخ لصنع المادة المطلوبة. وهناك كثير من الأوعية الزجاجية التي تصنع بهذه الآلات.



سحب الزجاج هو الطريقة المستعملة لتشكيل الزجاج المسطح والأنابيب الزجاجية. يُشكِّل لوح الزجاج المسطح الموضح أعلاه في حوض من القصدير المنصهر ثم يُلدّن بعد ذلك. وتتحرك الألواح المنتهية إلى آلة تقطعها إلى ألواح أصغر. وفي المنظر الموضح (إلى اليسار) نهير من الزجاج المنصهر يسحب من الفرن إ لى أسطوانات دوارة تشكِّل الأنابيب الزجاجية.
السحب. هو الطريقة التي تُستخدم لتشكيل الزجاج المسطح وأنابيب الزجاج والألياف الزجاجية. وتكاد تكون جميع أنواع الزجاج المسطح المصنوع هذه الأيام زجاج طفو. ويشكَّل هذا النوع عن طريق سحب صحيفة عريضة من الزجاج المنصهر في صهريج من القصدير المنصهر. ويسمى هذا الصهريج الحمّام الطافي لأن الزجاج يطفو في طبقة مستوية على سطح القصدير المنصهر البالغ النعومة. ويُضبط التسخين في حمام الطفو بحيث تُصهر أية خشونة قد تعلق بالزجاج. ولما كان الزجاج ينصهر في درجة حرارة أعلى من تلك التي ينصهر عندها القصدير فإنه بالإمكان نقله من القصدير المنصهر لمزيد من التبريد. وعندما يُشكَّل الزجاج المسطح في حمام طفو، فإن كلا الجانبين يخرج بشكل لامع بحيث لا يحتاج إلى شيء من الصقل والتهذيب.

وتُصنع الأنابيب الزجاجية بسحب الزجاج المنصهر لينساب حول أسطوانة دوَّارة أو مخروط يُسَمَّى قلب التشكيل. وبنفخ الهواء من خلال قلب التشكيل، فإن الزجاج يكوّن أنبوبة مستمرة على الدوام. أما الألياف الزجاجية فإنها تصنع عن طريق سحب الزجاج المنصهر من خلال ثقوب دقيقة جدًا في قاع الفرن.


الصب. صنعت المرآة بعرض 508 سم لتلسكوب مرصد بالومار في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الصب. وتتضمن عملية الصب هذه ملء قوالب بزجاج منصهر وذلك إما بصب الزجاج من مغارف وإما مباشرة من الفرن، أو بصب الزجاج من قاع الفرن. ويستخدم الصب في إنتاج قطع الزجاج المستعمل في الشؤون المعمارية وفي إنتاج زجاج الفنون وزجاج الليزر.



أعمال المصابيح تتضمَّن تسخين الزجاج المنتج وإعادة تشكيله باليد. يستعمل الحرفيون غالبًا هذه العملية في تكوين نماذج مصغرة من أشكال الحيوانات وأشياء زجاجية أخرى.
صناعة المصابيح. هذه طريقة لإعادة تشكيل الزجاج لإخراج أشكال جديدة بعد أن تبرد. ويقوم صناع أعمال المصابيح بإعادة تسخين أنواع مختلفة وأحجام متباينة من أنابيب الزجاج وقضبانه فوق شعلة نفخ يطلقها الغاز والأكسجين. وبعد ذلك، يمكن ثني هذه الأنابيب ولفُّها ومطها وتلحيم الزجاج المُطرَّى إلى أشكال متنوعة. وبهذه الطريقة، فإنهم يصنعون أشكال حيوانات صغيرة ومزهريات وسفنًا شراعية، وعيونًا زجاجية، ومعدات علمية وبعض القطع للأنابيب الإلكترونية والمصابيح المتوهجة وغيرها من المعدات الصناعية. ويُنتِج عمال المصابيح الكثير من القطع الصغيرة للصناعات الكهربائية والكيميائية والطبية والآلات ذات السرعة المتناهية الأوتوماتيكية وذلك بإعادة تصنيع الزجاج المطرّى.


التلدين. هو عملية إزالة آثار الشد والضغط المتبقية في الزجاج بعد عملية التشكيل. وتُلدَّن معظم الأدوات الزجاجية بمجرد الفراغ من تشكيلها. وإذا لم تتم عملية التلدين، فقد يتحطم الزجاج بسبب الشد الذي يسببه التبريد غير المتوازن. وتتم عملية التلدين هذه عن طريق تسخين الزجاج مرة أخرى وتبريده بالتدريج بناء على جدول لدرجة الحرارة والزمن. انظر:التلدين .


التطبيع. عملية يعاد فيها تسخين الأشكال الزجاجية التي صنعت حتى تصبح طرية تقريبًا، ثم تبرّد فجأة بتيارات قوية من الهواء البارد، أو بغمسها في زيت أو أي مواد كيميائية سائلة. ويجعل التطبيع الزجاج أكثر متانة من الزجاج العادي، وعلاوة على ذلك، فإنه بالإمكان تطبيع المصنوعات الزجاجية بالكيميائيات.


الاختبار. في كل مصنع من مصانع الزجاج تقريبًا يتولى بعض المهندسين اختبار عينات من المصنوعات الزجاجية تؤخذ مباشرة من الأفران للتأكد من أن الزجاج من نوعية جيدة، وأن له الخواص المطلوبة. كذلك فإنه تؤخذ عينات من الأواني لاختبار حجمها وجودة متانتها وغير ذلك من الخواص الأخرى.


كيف يزخرف الزجاج

هناك عدة عمليات تجهيزية أولية يجب الفراغ منها قبل أن تزخرف المصنوعات الزجاجيـة وتزين. فمثلاً، يجب إزالة الزجاج الزائـد من الأواني التي صنعت بطريقة النفخ، وفي العمليات اليدوية، يجب قطع الزجاج وهو ما زال طريًا. وفي بعض الأحيان، تدار القطعة الزجاجية أمام لهب ساخن جدًا من الغاز. ويؤدي التمدد الفجائي لشريط الزجاج الساخن الضيق الذي يـدور أمام اللهب إلى الانفصال عن الزجاج الأكثر برودة الذي يليه. وفي حالات أخرى، يمكن تثبيت الآنية الزجاجية وهي مقلوبة، بل يمكن أيضًا استخدام لهيب أقوى، ثم يصهر الزجاج العالق بتعريضه لتلك الحرارة العالية، ويؤدي ثقل الزجاج المنصهر إلى انفصاله وسقوطه. ثم تجمع كُسارة الزجاج هذه في برميل وتعاد للفرن لتستعمل مرة أخرى. ومن الممكن أيضًا فصل الزجاج الزائد بإزالة القطع الزجاجية بعجلة من الماس أو الحديد الصلب، ثم تجذب الزوائد الزجاجية بشيء من الضغط المفاجئ. فإن لم تكن الأجزاء الزائدة المقطوعة من الزجاج ناعمـة بالقدر الكافي فإن بالإمكان صقلها بكاشطات ناعمة أو بلهيب آلة صقل نارية.


الحفر. حمض الهيدروفلوريك وبعض مركباته هي الكيميائيات الوحيدة التي تعمل على تآكل الزجاج وإذابته. ويسمى الزجاج الذي يغمس في هذه الكيميائيات أو يُرشَّ بها بأنه زجاج متآكل. وبناء على مكوِّنات الزجاج وتركيز الفلوريد والمدة الزمنية التي يتعرض لها سطح الزجاج المتآكل يصبح خشنًا ومعتمًا إلى درجة تجعله يشبه الثلج، ويكاد يكون غير شفاف، أو ربما كان له مظهر ناعم نصف شفاف بنعومة مظهر قماش الستان. ويُبطَّن داخل المصابيح الكهربائية بهذا الدهان الذي يشبه الستان. كما تحفر الأباريق وأقداح الماء والزجاج المصنوع للأعمال الفنية في كثير من الأحيان بتصاميم معقَّدة. ويطلى سطح المصباح أولاً بحمض مقاوم للكيميائيات لوقاية أجزاء الزجاج التي تقع خارج قالب النموذج المطلوب. ثم يتآكل سطح الزجاج غير المطلي بفعل الحمض تاركًا النموذج. ومن الممكن عمل مادة صقل حمضية لامعة عن طريق خلط الهيدروفلوريك وحمض الكبريتيك.


السفع الرملي. يعطى الزجاج سطحًا نصف شفاف، وغالبًا ما يكون هذا السطح أكثر خشونة من ذلك الذي يتم الحصول عليه عن طريق الحفر. وينفخ الهواء المضغوط رملاً بذرات خشنة ترتطم بالزجاج، وكثيرًا ما يتم ذلك من خلال قالب زخرفي مطاطي يشكل تصميمًا خاصًا. وكثيرًا ما تكون البطاقات على أوعية الكيميائيات محكوكة بالرمل. وكثيرًا ما تزخرف أواني الإضاءة والأفران والأطباق والنوافذ بالسفع (الحك) الرملي.


القطع. عملية تآكل كميات كبيرة من الزجاج الأصلي، وذلك بتثبيتها على حجر رملي دوار أو عجلات الكاربورندم وهي المادة الشديدة الصلابة التي تستعمل في الصقل والحك والكشط. ويتابع العامل شكلاً زخرفيًا سبق أن وضع على الآنية أو الشكل. وقد يكون القطع أحيانًا عميقًا جدًا. ويعاد البريق الأصلي للسطح الخشن المقطوع عن طريق التآكل بالأحماض أو بالصقل بكاشطات ناعمة جدًا.



النقش بالعجلات النحاسية. يمكن إنتاج تصاميم مزخرفة ثلاثية الأبعاد من الزجاج. تقطع آلة نقش الزجاج سطح الزجاج بعجلات نحاسية دوارة ذات أحجام مختلفة.
النقش بالعجلات النحاسية. تسمح هذه الطريقة بالتعبير الكامل عن الابتكارات الفنية في الزجاج. وتصاغ التصاميم الرائعة الكثيرة التفاصيل المنجزة بحرص شديد في أشكال ثلاثية الأبعاد. وهناك الكثير من الأعمال الفنية التي نقشت في الزجاج. وتتضمن العملية المُجهِدة قطع الزجاج بعشرات من العجلات النحاسية التي تغذى بالمواد الكاشطة.


الزخرفة المعالجة بالنار. يمكن وضع الطلاء الزجاجي الملون والأعمال ذات الرونق على الزجاج إما عن طريق الفن التشكيلي اليدوي (الرسم) وإما عن طريق نقل الصور من ورق أعد خصيصًا لهذه العملية أو الطباعة الحريرية. وعندما تسخن هذه الوسائل الفنية من طلاءات وغيرها إلى درجة الحرارة المطلوبة فإنها تنصهر في الزجاج، وهكذا تصبح جزءًا من الآنية الزجاجية. وتزخرف كثير من الأكواب والجرار والأباريق وأجهزة الإنارة والتحف الفنية وغيرها من المنتجات بهذه الوسيلة. انظر: الديكال؛ المينا؛ الطباعة بالشاشة الحريرية.
عبيــــر الــــورد
نبذة تاريخية

العصور القديمة. قبل أن يتعلم الناس أسرار صنع الزجاج، وجدوا زجاجًا متكوِّنًا بطريقتين مختلفتين. فعندما كان البرق يرتطم بالرمل، كانت الحرارة أحيانًا تصهر الرمل وتصنع منه أنابيب رفيعة طويلة تُسمَّى ذات الوميض، كذلك فإن حرارة البراكين المتفجرة الهائلة كانت هي الأخرى تصهر أحيانًا الصخور والرمال وتكوّن منها زجاجًا يعرف باسم السبج (الزجاج البركاني). وكان الناس في العصور الأولى يصنعون من هذا الزجاج البركاني سكاكين ورؤوس سهام وحليًا ونقودًا. انظر: السبج .

لا يعرف بالضبط متى تعلم الناس صنع الزجاج، ولا أين كان ذلك أو كيف تعلموه. ولكن من المعتقد عمومًا أن صنع الزجاج تم في شكل سطح لامع على أوعية خزفية قبل سنة 3000 ق.م. وكانت أول أوعية زجاجية قد صنعت حوالي سنة 1500 ق.م. في كل من مصر وبلاد ما بين النهرين. ونجحت صناعة الزجاج نجاحًا عظيمًا طوال فترة الأعوام الثلاثمائة التي تلت ذلك، ثم أخذت في التدهور. ثم ما لبثت أن أعيدت إلى الحياة مرة أخرى في حوالي سنة 700 ق.م. وما بعدها في بلاد ما بين النهرين؛ كما عادت إلى مصر حوالي سنة 500 ق.م. وما بعدها. ثم أصبحت مصر وسوريا والأقطار الأخرى التي تطل على شواطئ البحر الأبيض المتوسط الشرقية مراكز لصناعة الزجاج.

كانت صناعة الزجاج قديمًا بطيئة وكثيرة التكاليف، كما كانت تحتاج إلى عمل مضن. ولم يكن يعرف شيء عن نفخ الزجاج أو تلدينه. وكانت الأفران صغيرة والقدور الفخارية من نوع قليل الجودة، والحرارة تكاد لا تكفي لصهر الرمل. ولكن في نهاية الأمر تعلم صانعو الزجاج الطريقة التي يصنعون بها الزجاج الملون ليتخذوا منه حليَّا، وأواني لمستحضرات التجميل وبعض الأكواب والجرات الصغيرة. وكان أولئك النفر من الأثرياء الذين يستطيعون اقتناء هذا الزجاج، مثل القساوسة وطبقة الحكام، يعتبرون هذه المنتجات الزجاجية قيمة كالمجوهرات. وسرعان ما عرف التجار أنه بالإمكان حفظ الخمور والعسل والزيوت في هذه الأواني الزجاجية إذ ثبت لديهم أنها أفضل في حفظ هذه المواد من الأواني الخشبية أو الفخارية.

اخترعت طريقة نفخ الأنبوبة بوساطة مجهول وذلك حوالي سنة 30 ق.م.، وربما كان ذلك في شواطيء البحر الأبيض المتوسط الشرقية. وأدى هذا الاختراع إلى شطب اسم الزجاج من قائمة الأشياء التي تدل على الترف والرفاهية. وأصبحت صناعة الزجاج مهمة في كل الأقطار التي كانت تحت الحكم الروماني.

وقد عرف صناع الزجاج في هذه الفترة كيف يصنعون الزجاج الشفاف، كما قاموا بصنع زجاج بطريقة النفخ كما تعلموا طلاءه وتذهيبه، وتعلموا كذلك كيف يصنعون طبقات من الزجاج من مختلف الألوان، ثم يقطعون بعد ذلك تصميمات بارزة منه. ولربما كانت آنية البورتلاند الشهيرة التي ربما صنعت في روما في بداية العهد النصراني مثالاً حسنًا لهذا الفن. وتعتبر هذه الآنية إحدى الأواني الزجاجية الفنية القيمة في العالم.


العصور الوسطى. يُعرف القليل عن صناعة الزجاج في الفترة بين تدهور الإمبراطورية الرومانية والقرن الثالث عشر الميلادي. وقد تطورت صناعة الزجاج في البندقية بحلول الحروب الصليبية، وفي سنة 1291م، ظهر هناك نظام نقابي لعمال الزجاج. ونقلت المعدات لجزيرة مورانو التابعة للبندقية ومن ثم بدأ العصر الذهبي الثاني للزجاج. وكان نافخو الزجاج من سكان البندقية قد ابتكروا بعض أنواع الزجاج الرائع الأنيق الرقيق جدًا مما لم يشهد العالم له مثيلاً وأبدعوا في إجادة زجاج الكريستال، وهو زجاج شفاف لا لون له تقريبًا ومن الممكن نفخه ليصل إلى سماكة غاية في الرقة وبأي شكل يراد. ومن الكريستال صنعوا نماذج أعمال زخرفية غاية في التعقيد في الجرار، والأكواب والمزهريات وغيرها من الأواني. وفي خلال القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، وصل فن صنع النوافذ الزجاجية الملونة إلى القمة في سائر أنحاء أوروبا.

وبحلول نهاية القرن الخامس عشر الميلادي وبداية القرن السادس عشر أصبح صنع الزجاج مهمًا في ألمانيا وبعض أقطار أوروبا الشمالية، وأخذت المصانع في صنع الأواني وأكواب الشرب بشكل رئيسي. وكانت مصنوعات أقطار أوروبا الشمالية أثقل وأكثر متانة وأقل نقاء من كريستال البندقية. وفي أواخر القرن السادس عشر الميلادي، رحل كثير من مواطني البندقية إلى شمالي أوروبا على أمل أن يجدوا معيشة أفضل. واستطاعوا أن يؤسسوا بعض المصانع هناك وأخذوا يصنعون زجاجًا على نمط زجاج البندقية. وظهر نوع جديد من الزجاج كان ملائمًا لأعمال النقش بالعجلات النحاسية، ووصل مستوى رفيعًا في بوهيميا (سلوفاكيا الآن) وفي ألمانيا في أواسط القرن السابع عشر الميلادي، ونمت هناك صناعة مزدهرة.

وأصبحت صناعة الزجاج مهمًة في إنجلترا خلال فترة حكم الملكة إليزابيث الأولى (1558-1603م). وبحلول عام 1575م كانت إنجلترا تنتج زجاجًا على نمط زجاج البندقية. وفي سنة 1674م سجل أحد صناع الزجاج الإنجليز وهو جورج رافنزكروفت اختراع نوع جديد من الزجاج كان قد غيَّر فيه المقوِّمات العادية. وسمي هذا الزجاج بالزجاج الرصاصي، وهو يحتوي على كمية كبيرة من أكسيد الرصاص. وقد أدى صنع الزجاج الرصاصي الذي يصلح للاستعمال في الآلات البصرية إلى ازدهار صناعة الزجاج الإنجليزية.

كان للكؤوس الإنجليزية، أو الأقداح كما كانت تسمى أحيانًا، التي صنعت آنذاك، جذوع مزخرفة. وكان الجذع منها كالعمود. وصنعت هذه الأقداح في القرن الثامن عشر الميلادي وزخرفت بكرات من الزجاج. وكانت أحيانًا تدخل بعض الفقاقيع الهوائية وخيوطًا ملونة في الجذوع لتكوِّن حلزونيات زخرفية. وكانت طبقة الطلاء الغشائية أمرًا شائعًا في أواسط القرن الثامن عشر الميلادي في إنجلترا، كما كان يصنع زجاج نيلسي بالقرب من بريستول في جنوب غربي إنجلترا.


صانعو الزجاج في القرن الثامن عشر يعملون حول فرن يحتوي قدورًا من الزجاج المنصهر. يجمع عمال المصنع (كما هو واضح أعلاه) الزجاج المنصهر في أنابيب، وينفخونه في أشكال مختلفة.
وكان قطع الزجاج منتشرًا أيضًا في القرن الثامن عشر الميلادي، وحقق قاطعو الزجاج تأثيرًا زخرفيًا غنيًا. ووصلت أساليب قطع الزجاج إلى القمة في أيرلندا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي. وأصبحت مدينة رود فورد الواقعة في جنوب شرقي أيرلندا مركزًا لقطع كثيرة جميلة ممتازة كانت تصنع بعد قطع كل السطح حتى تنعكس الأضواء. ومازال زجاج ووترفورد مرغوبًا فيه حتى اليوم.

وفي أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، كان هناك طلب شديد على زجاج النوافذ. وكان يطلق على زجاج النوافذ في ذلك الوقت زجاج التاج. وكان يصنع بنفخ فقاعة من الزجاج، ثم تبرم حتى تصبح مسطحة. وتترك هذه لوحًا من الزجاج بتاج في الوسط. وفي سنة 1825م، أخذت عملية الأسطوانة محل طريقة التاج. وفي هذه العملية، ينفخ الزجاج المنصهر ليتحول إلى شكل أسطوانة. وبعد أن تبرد الأسطوانة تشطر من أحد الجوانب. وعندما تُسخَّن مرة ثانية تفتح الأسطوانة لتشكل لوحًا كبيرًا من زجاج النوافذ الشفاف. وفي الخمسينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، طُوِّر الزجاج إلى مرايا وغيرها من المنتجات التي تحتاج إلى نوع من الزجاج ذي الجودة العالية.

وكانت الزجاجات والقوارير قد استعملت بشكل رئيسي أول مرة لغير حفظ الأدوية. ولكن سرعان ما قامت مصانع الأدوية المسجلة باستعمال كميات كبيرة من القوارير وظهرت الأغطية المفتولة (قلاووظ) للحفظ في البيوت سنة 1858م. وفي سنة 1880م، بدأ معبئو الأطعمة التجارية في استعمال الأوعية الزجاجية. واستعملت أواني المناضد الزجاجية بكميات تزايدت بمعدَّل ثابت. وأدى اكتشاف النفط وظهور مصابيح الكيروسين حوالي سنة 1860م إلى طلب متزايد لملايين المصابيح الزجاجية. وقد ساعدت كل هذه التطورات في اتساع سوق الزجاج.


صناعة الزجاج الحديثة. بعد سنة 1890م، ازداد تطوير الزجاج وصناعته واستعماله بسرعة جعلته يبدو وكأنه ثورة. وقد أصبح علم الزجاج وهندسته مادة مفهومة أكثر من أي وقت مضى، وأصبح من الممكن الآن تفصيل الزجاج يدويًا حسب الرغبة وليفي بالغرض المطوب بالضبط. وأصبح من الممكن كذلك استعمال واحد من آلاف المكونات، فقد طورت الآلات لإنتاج وتصنيع ألواح زجاجية محكمة الصنع وبشكل مستمر إضافة إلى الأنابيب والأوعية والمصابيح وأنواع أخرى كثيرة من المنتجات.

وأدت الطرق الجديدة المستحدثة إلى إجادة قطع الزجاج ولحامه وقفله قفلاً محكمًا وتطويعه إضافة إلى قلة تكلفته عند استعماله في ميادين جديدة. وتتضمن هذه الميادين استعمال الزجاج لخطوط الأنابيب، وأواني الطبخ، وطوب البناء، وعزل الحرارة.

وينقلب لون الزجاج العادي إلى بُنِّي عندما يتعرض للأشعة الذرية، ولهذا فقد صنعت شركات الزجاج زجاجًا خاصًا لا يتغير لونه إلى اللون البني وذلك في نوافذ المراقبة في محطات الطاقة النووية، ويستعمل أكثر من 9 أطنان مترية من هذا النوع من الزجاج في نوافذ محطة نووية واحدة. وبدأت مصانع السيارات عام 1953م في بناء سيارات بهياكل من البلاستيك والزجاج الليفي. وتستعمل هذه المواد في الوقت الحاضر في الألواح التي يحتاج إليها المعمار لتغطية جدران المباني وتجليدها. وعلاوة على ذلك، فإنها تستعمل لعمل هياكل السفن وغير ذلك من المنتجات، مثل قباب رادار الصواريخ (مقر لهوائي الرادار).

وصُنعت أنواع أخرى من الزجاج يتغير لونها إلى لون داكن عندما تتعرض للضوء، وتصفو عندما يبتعد مصدر الضوء. ويستعمل هذا النوع من الزجاج الملون في النظارات التي تتغير من الصفاء إلى اللون الداكن عندما تلبس في ضوء الشمس.

وفي خلال أواخر الستينيات من القرن العشرين الميلادي، أسست مصانع الزجاج مراكز تجميع، حيث يستطيع الناس أن يعيدوا الزجاجات الفارغة والجرار وغيرها من أنواع الأواني والقوارير. ويعاد صنع هذه الأواني بأن تهشم الزجاجات المرتجعة، ثم تصهر مع الرمل وحجر الجير ورماد الصودا لصنع زجاج لأوانٍ جديدة. ويمكن إعادة صنع الزجاج مرة ثانية للاستفادة منه لأنه لا يتعرض للتلف نتيجة الاستعمال أو مرور فترة عليه. وبإعادة صنعه، يمكن المحافظة على المواد الخام وكذلك التقليل من الطاقة المصروفة على تهيئة تلك المواد وفي صهر الزجاج، كما يمكن تقليص تكاليف التخلص من نفايات الزجاج عند عدم إعادة صنعه.

وهناك الآن رغبة متزايدة في إعادة تصنيع الزجاج حيث أعدَّت أنظمة آلية خاصة لتصنيف أنواع الزجاج والمواد الأخرى القابلة لإعادة استعمالها من النفايات المنزلية. ومن بين البلدان المهتمة بإعادة صنع الزجاج هولندا وسويسرا.

وخلال السبعينيات من القرن العشرين الميلادي صنعت أدِلَّة توجيه من الألياف البصرية لاستخدامها كأنابيب خفيفة خاصة بأنظمة الاتصال بوساطة الليزر. وهذه الأنابيب تُؤمِّن وضوح وقوة الضوء الذي يتم نقله إلى مسافات بعيدة. كذلك ابتدعت خلال السبعينيات من القرن العشرين أنواع من الزجاج الواقي لخزن النفايات ذات النشاط الإشعاعي لآلاف السنين.


--------------------------------------------------------------------------------

أنواع الزجاج الفــني

الزجاج الفني هو الأواني الزجاجية التي تُصنع منفردةً أو جزئياً لجمالها. يجمع أناس كثيرون مثل هذه الأواني الزجاجية لأنها جميلة، وفي كثير من الحالات، لأنها قديمة ونادرة. ويصف هذا الفصل بعض أنواع الزجاج الفني التي يقدرها جامعوها.

--------------------------------------------------------------------------------

زجاج بكارات. انتجت مصانع الزجاج بمدينة بكارات بفرنسا في القرن التاسع عشر الميلادي أفضل أنواع الزجاج المقطوع المصنوع في أوروبا. كذلك انتجت هذه المصانع ثقالات الورق من الزجاج الشفاف الذي يحتوي بداخله على زهور زخرفية وغيرها من التصاميم الفنية. وما زال هذا الزجاج ينتج حتى يومنا هذا. ويتضمن هذا الزجاج البلوري الغني ورسومات خاصة كما يشمل أواني وأدوات مناضد ومزهريات.

قدح بوهيمي من عام 1574م.
الزجاج البوهيمي. منذ بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، بدأت تنتج في بوهيميا وسيليسيا كميات كبيرة من الأواني الزجاجية المزخرفة. وتقع كل من بوهيميا وسيليسيا في شرقي أوروبا. وكان هذا الزجاج في كثير من الأحيان يجمَّل بطلاءات فيها القلاع والناس والحيوانات. ويعزى الفضل في هذا الفن إلى قاطع الجواهر في براغ المسمى كاسبر ليهمان، وهو أول من قام بالنقش على الزجاج في بوهيميا سنة 1609م.
زجاج بريستول الأزرق. نوع من زجاج الرصاص يحتوي على مزيج من أكسيد الكوبالت والسليكا كعامل مساعد للحصول على اللون الأزرق. وقد صنع هذا النوع من الزجاج في جهات كثيرة في إنجلترا في أواسط القرن الثامن عشر حتى أواسط القرن التاسع عشر. وكانت مادة الزعفر هذه تجلب عن طريق ميناء بريستول، وهكذا انتقل الاسم للزجاج. وأفضل ماصنع من أشياء فنية من زجاج بريستول الأزرق هي تلك الأواني لصب الشراب وقوارير البهارات.

مصباح بورمي من أواخر القرن التاسع عشر
زجاج بورما. أنتجت هذا الزجاج مصانع شركة ماونت واشنطن للزجاج في نيو بدفورد بماساشوسيتس بالولايات المتحدة الأمريكية في سنة 1885م. وكانت تعالج بعض أسطح الزجاج بحمض لتكسبها لون قماش الستان الباهت. ويتراوح لون زجاج بورما بين لون سمك السالمون الوردي وصفرة الليمون.
زجاج كلاسيدونيو. هذا زجاج ملون يشبه الأحجار العرقية، مثل العقيق والعقيق اليماني. وقد صنع في البندقية خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين.
زجاج كريستالو. هو الزجاج النقي الرفيع الذي يشبه تمامًا الزجاج الذي طوره أهل البندقية في أواسط القرن الخامس عشر أو أوائل القرن السادس عشر الميلادي. وكان جماله يتوقف على مهارات النافخ في التشكيل الفني.

كأس إنجليزية من عام 1670م.
زجاج البلور. يحتوي زجاج البلور على نسبة مئوية عالية من أكسيد الرصاص التي تجعل أشعة الضوء تنكسر. ولهذا فإن زجاج البلور يُستخدم بشكل واسع في الأدوات البصرية. وفي نفس الوقت، فإنه يستعمل في صناعة أواني المائدة والأشياء الفنية. وقد سُجِّل حق اختراع أول زجاج بلور في إنجلترا بوساطة جورج أفنزكروفت سنة 1674م.

قدح ذو أجنحة من حوالي 1600م.
زجاج دوم. تعتبر شركة دوم التي تعمل في نانسي بفرنسا منتجًا مهمًا لزجاج الفن الحديث. ويتضمن زجاج دوم خدمات المائدة، والمزهريات والجرار والمصابيح وأعمال النحت الفنية في البلور. ومعظم هذه القطع من البلور النقي الشفاف. وبعض هذه القطع مزين ببلور خفيف الألوان.

كأس إميل غاله بتصميم اليعسوب.
زجاج غاله. أنتج هذا الزجاج صانع الزجاج الفرنسي إميل غاله في أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العشرين. وقد صنع غاله بعض القطع المزخرفة بما في ذلك الجرار والمزهريات من زجاج ملون أو غير ملوَّن. وقد جعل بعض الحيوانات والزهور وغيرها من الأشياء تبرز بشكل فني في هذه الأشكال وذلك بالنقش في طبقة خارجية من الزجاج إلى أخرى من لون آخر.
زجاج الزركشة. أو اللاتيسينيو هو نوع من أنواع زجاج البندقية صنع في القرن السادس عشر الميلادي. ولهذا الزجاج نماذج شبيهة بالزركشة من الزجاج الأبيض في داخل جسم من الزجاج النقي.
زجاج لاليك. كان من ابتكار تاجر الجواهر رينيه لاليك الذي بنى مصنع زجاج في لاليك في 1910م وكان لاليك يستخدم الزجاج في التزيين الداخلي. ولعلّ أكثر أعمال لاليك شهرة هي القطع الفنية التي أنتجها في العشرينيات من القرن العشرين في شكل مصابيح. وما زال زجاج لاليك يصنع حتى اليوم.
زجاج ليردام. هو أفضل أنواع الزجاج الذي يصنع هذه الأيام في هولندا. وتنتج شركة ليردام الملكية الواقعة في ليردام بالقرب من جورتشم بلورًا بديعًا وزجاجًا نقيًا ملونًا بألوان زرقاء ورمادية وخضراء وبنفسجية وصفراء. وتصنع الشركة أيضًا قطعًا، كل واحدة فريدة من نوعها تسمى يونيكا.
زجاج الزئبق أو الزجاج الفضي. كان هذا الزجاج يصنع في الولايات المتحدة في الخمسينيات من القرن التاسع عشر إلى الثمانينيات من نفس القرن. وكان الزجاج قد أعطِيَ مظهرًا فضيًا وذلك بصب مزيج زئبقي بين جدران قطعة الزجاج الرقيقة الداخلية والخارجية. ثم تغلق الفتحة بعد ذلك وتختم لسد المنافذ على الهواء.
زجاج اللبن أو زجاج الأوبال. هو نوع من الزجاج الأبيض غير شفاف يستعمل بكثرة في أواني الموائد. وتتضمن قطع زجاج اللبن الأطباق المغطاة التي لها تمثال لدجاجة أو أرنب أو أي حيوان آخر على الغطاء.

قنينة زجاجية مصرية
زجاج ميليفيوري. ويعني هذا زجاج الألف زهرة، وقد صنعه أول مرة المصريون القدماء ثم الرومان ومازال ينتج حتى اليوم. وتُرصُّ قضبان زجاج ملونة بنظام في مجموعات ثم تصهر معًا بالحرارة. وعندما تقطع قطعة الزجاج بالعرض فإنها تبدو وكأنها نموذج مُزخرف، فيه الكثير من الزهور الصغيرة. وكثيرًا ما كان هذا الزجاج يستعمل كثقَّالات للورق.
زجاج نيلسي. صنع هذا النوع من الزجاج في أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر في مدينة نيلسي بإنجلترا. وكان كثيرًا ما يزخرف بعقد لولبية وخطوط من الزجاج الملون. وكان أكثر ما يعرف بين هذه الأشياء كرة الساحرة. وكانت كرات الساحرة تستعمل كأغطية للجرار والأباريق. وكان بعض الناس من الذين يعتقدون في الخرافات يعلقون هذه الأشياء أحيانًا في النوافذ لطرد الساحرات.
زجاج أوريفورز. يصنع هذا الزجاج في أوريفورز بالسويد. ويعرف عن شركة أوريفورز أنها من كبار المنتجين لزجاج الفن الحديث. وقد ركَّز بعض المصممين في أوريفورز على النقش في تصاميمهم. ويتضمن زجاج أوريفورز زجاج إيريل الذي تكوِّن فيه الفقاقيع الهوائية نموذجًا من طبقات من الزجاج الملون وغير الملون.

إبريق كورننج مثال جميل من الأعمال الزجاجية الإسلامية. من المحتمل أن يكون هذا الوعاء قد صنع عام 900م، له تصميم متقن وبه نقوش محفورة.
زجاج ساندوتش. صنعت هذا الزجاج شركة بوسطي وساندوتش للزجاج بماساشوسيتس بالولايات المتحدة الأمريكية، من سنة 1825م إلى 1888م. وكانت الشركة قد أنتجت أنواعًا كثيرة من الأواني الزجاجية ولكنها اشتهرت أكثر بزجاجها المضغوط. ويعتقد بعض الناس خطأ أن كل أواني الزجاج المضغوط التي صنعت في القرن التاسع عشر هي من زجاج ساندوتش. ولكن الحقيقة أن كثيرًا من الشركات صنعت زجاجًا مضغوطًا بكميات كبيرة.
زجاج ستان. كانت تصنع هذا الزجاج شركات كثيرة في أواخر القرن التاسع عشر. ولسطح هذا الزجاج مظهر قماش الستان. وسبب هذا المظهر معالجة الزجاج بأبخرة حمض الهيدروفلوريك.

طاس ستيوبن بتصميم الوزة
زجاج ستيوبن. هو أشهر أنواع الزجاج الذي يستعمل في الفنون الجميلة وهو يصنع الآن في الولايات المتحدة. وقد أسست شركة ستيوبن للزجاج سنة 1903م في كورننج بنيويورك. وكان مؤسسها رجلاً إنجليزيًا اسمه فردريك كاردر. والزجاج الوحيد الذي تستعمله الشركة هذه الأيام هو بلور رصاص ثقيل وهو شفاف شديد البريق، كما أنه يكاد يكون خاليًا تمامًا من الشوائب. ومعظم قطع زجاج ستيوبن مصنوعة باليد وهي إما خالية من الزخارف أو أنها مزخرفة بنقش العجلات النحاسية.
زجاج ستيجل. صنع هذا الزجاج هنري وليم ستيجل خلال الفترة من سنة 1763م إلى 1774م في مقاطعة لانكاستر، بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية وقد انتج أواني زجاجية جيدة لا لون لها، كما أنتج أشكالاً زجاجية من ألوان كثيرة. وعالج ستيجل أشكاله التي صنعها من الزجاج بالقوالب والطلاء والحفر.
زجاج تيفاني فافريل. صنع هذا الزجاج لويس كمفرت تيفاني من سنة 1893م إلى 1933م في كورنا، لونج آيلاند (الآن جزء من مدينة نيويورك). هذا الزجاج مليء بألوان زاهية تتفاوت من الأزرق الغامق إلى الأرجواني، ومن الأخضر إلى لون الذهب الأصفر. وقد زخرفت بعض القطع بالنقش من خلال طبقة واحدة إلى أخرى ذات لون آخر. وللسطح مظهر حريري.

جرة ووترفورد بلورية
زجاج ووترفورد. صنع في ووترفورد بأيرلندا بين سنة 1783م و1851م، وأعيد فتح مصنع ووترفورد في سنة 1951م واستعاد سمعته العالمية التي طبقت الآفاق في صنع البلور الرائع.

طاس وستار للسكر
زجاج وستار. أو زجاج جيرسي الجنوبية. بنى كاسبر وستار في سنة 1739م مصنع زجاج في مقاطعة سالم، نيوجيرسي بالولايات المتحدة. ثم أصبحت المقاطعة بعد ذلك مركزًا لمنتجات كثير من المصنوعات الزجاجية والمصانع الصغيرة، وظلت كذلك لعدد من السنين. وزجاج وستار أخضر وقد يكون كهرمانيًا ضاربًا بين الصفرة والحمرة، وهو النوع الذي يستعمل في القوارير العادية. ويزخرف هذا الزجاج بلفائف وأشرطة وخيوط زجاجية.




صناعة الزجاج في الوقت الحاضر
توجد مصانع الزجاج في معظم بلدان العالم. وقد كانت ألمانيا المصدر الرئيسي لزجاج البصريات وللأواني الزجاجية لسنين طويلة. وفي منتصف القرن العشرين الميلادي، أصبح بإمكان مصنِّعي الزجاج القيام بصنع زجاج البصريات على مستوى تجاري، كما بدأوا بصنع الأواني الزجاجية الخاصة بالكيميائيات وبكميات كبيرة واستخدام الآلات الخاصة بصنع التزيينات التي تستخدم في الاحتفالات والأعياد. وتُصنع الآن أوان زجاجية فيها الكثير من الفن والجمال في كثير من البلدان مثل بلجيكا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والسويد.
ورق مسطر
ورق مسطر
جزاك الله خير على هذا المجهود وجعله في ميزان حسناتك
امين امين امين امين