دلوعة & حبوبة
دلوعة & حبوبة
هناك بعض الحالات التي يفضل فيها تأجيل عملية تدريب الطفل (رد 36) العلامات التي تدل على استعداد الطفل لعملية التدريب (رد 36) الخطوات المتبعة في عملية التدريب (رد 36) اسئلة الطفل كيف نجيب عليها ؟؟ (رد 36) 1-الطفل : من هو الله ؟؟ واين يوجد ؟؟. 2- الطفل :هل الله انسان مثلنا؟ 3-الطفل : ماهو الموت ؟ 4-الطفل : ماهو يوم الحساب يو القيامة ؟ 5-الطفل :اين توجد الجنة وماذا فيها ؟؟ 6- الطفل : اين توجد النار وماذافيها ؟؟ 7-الطفل : كيف جئت الى الدنيا ؟؟ 8-الطفل : لماذا يولد بعض الناس مشوهين او اصحاب عاهة ؟ 9-الطفل: لماذا هناك اغنياء وفقراء ؟بل لماذا يعيش بعض الاشرار في قصور وبعض الاخيار في اكواخ ؟ 10-الطفل : يسأل امه لماذا حدث الطلاق بينك وبين ابي ؟ 11- الطفل :لماذا لايلد بابا طفلا ؟؟ نصائح طفل لأمه (رد 36) طفلي يعشق الألعاب الحربية! (رد 36) تغريب الطفل (رد 36) كيف تجيب على أسئلة طفلك حول الحرب.. لتخفف عنه؟؟ (رد 36) لتخلص ابنك المراهق من توتره.. (رد 36) كيف نطور قدرة المراهقين على الاختيار (رد 36) حتى لا تكسبي‮ ‬عدوة في‮ ‬منزلك.. تعاملي‮ ‬مع ابنتك المراهقة بصراحة (رد 36) ليس بالحب وحده.. تنجح العلاقة بين الأم وابنتها المراهقة (رد 36) إذا اكتشفت أن ابنك أو ابنتك يحبان.. فماذا تفعل؟! (رد 36) رسائل وأفعال متساهلة تضر ولا تنفع في التربية (رد 38) %96 ‮ ‬ممن‮ ‬يضربون أبناءهم تعرضوا للضرب في‮ ‬صغرهم (رد 38) ابني لا يكـــفي أن أحبك .. كيف نوقف سلوك الأبناء السيئ؟ (رد 38) الأبعاد التربوية والنفسية والاجتماعية لثقافة التسامح: لنتسامح مع أنفسنا أولاً (رد 38) ضغوط أولياء الأمور قد تصيب الأبناء بالإحباط (رد 38) قلق الامتحانات .. مشكلة تهدد مستقبل الأبناء (رد 38) كيف نحــــاور أبنـاءنـــا؟ (رد 39) نصائح عملية لضمان نجاح أبنائنا (رد 39) تصفح،‮ ‬تساءل،‮ ‬اقرأ،‮ ‬سمّع،‮ ‬راجع (رد 39) علاقة الأب بابنته تحدد مستقبلها ! (رد 39) التربية الجنسية.. متي وكيف؟ (رد 39) التثقيف الجنسي‮ ‬للأبناء‮ ‬يجنبكم أسئلتهم المحرجة (رد 39) الطفل والحياة الجنسية (رد 39) أبنائنا والجنس... والكلام في الممنوع (رد 39) الأدوات التي تحتاجها كل أم لطهي طعام طفلها ( رد 40) تغذية الطفل منذ الولادة الى عمر سنة ( رد 40) أولاً لماذا لا يجوز أن أغذي طفلي قبل الستة أشهر ( رد 40) علامات شعور الطفل بالشبع ( رد 40) ملاحظة بخصوص كميات أطعمة الطفل: ( رد 40) الأمور التي تؤجل ما بعد السنة هي ( رد 40) وصفات طعام للأطفال من بعض العضوات ( رد 40) طفلي يفرط في تناول الطعام ..هل من حل؟! ( رد 40)
هناك بعض الحالات التي يفضل فيها تأجيل عملية تدريب الطفل (رد 36) العلامات التي تدل على...
بزوغ الأسنان المؤقتة ( رد 41)

المشاكل المرافقة لبزوغ الأسنان أوالتسنين ( رد 41)

الرعاية المنزلية ( رد 41)

مسكنات الألم ( رد 41)

بزوغ الأسنان الدائمة ( رد 41)

أهمية الأسنان المؤقته ( رد 41)

تسوس الأسنان عند الأطفال ( رد 41)

إلتهاب العصب ( اللب ) عند الأطفال ( رد 41)

العناية بأسنان الطفل ذو الأحتياجات الخاصة ( رد 41)

الفلورايد و وقاية الأسنان ( رد 41)

طب أسنان الأطفال الوقائي ( رد 41)

الرعاية السنية للطفل المعاق ( رد 41)

الحشوات الواقية السادة اللاصقة ( رد 41)

العناية بأسنان الطفل ذو الأحتياجات الخاصة ( رد 41)

الرعاية السنية للطفل المعاق ( رد 41)

أمراض اللثة عند الأطفال ( رد 41)

التهاب اللثة البسيط ( رد 41)

التهاب اللثة المتوسط ( رد 41)

التهاب اللثة المتقدم ( رد 41)

علاج التهاب اللثة ( رد 41)

مصادر الفلور ( رد 41)

تطبيق الفلور في عيادة الأسنان ( رد 41)

مواعيد ظهور الأسنان الدائمة ( رد 41)

أنواع الأغذية المناسبة أثناء التسنين: ( رد 41)

تسوس أسنان الأطفال الرضع ( رد 41)

أعراض إلتهاب العصب ( اللب ) ( رد 41)

علاج الحالة ( رد 41)

علاج التهاب اللب في الأسنان المؤقته ( رد 41)

إصابات أسنان الأطفال الطارئة ( رد 41)

إصابات الأسنان الطارئة ( رد 41)

الجروح التي تصيب اللثة ( رد 41)

آلم الأسنان عند الأطفال ( رد 41)

كسر سن الطفل ( رد 41)

الأستضام وإنقلاع السن الدائم ( رد 41)

العادات الفموية الضارة ( رد 41)

عادة مص الأصبع واللسان ( رد 41)

حجم الضرر ( رد 41)

علاج الحالة ( رد 41)

العلاج ( رد 41)

سوء الأطباق وتقويم الأسنان ( رد 41)

عادة صرير الأسنان ( رد 41)

الأجهزة المستخدمة لعلاج سوء الأطباق ( رد 41)

حساسية الأسنان ( رد 41)

معالجة حساسية الأسنان ( رد 41)
دلوعة & حبوبة
دلوعة & حبوبة
بزوغ الأسنان المؤقتة ( رد 41) المشاكل المرافقة لبزوغ الأسنان أوالتسنين ( رد 41) الرعاية المنزلية ( رد 41) مسكنات الألم ( رد 41) بزوغ الأسنان الدائمة ( رد 41) أهمية الأسنان المؤقته ( رد 41) تسوس الأسنان عند الأطفال ( رد 41) إلتهاب العصب ( اللب ) عند الأطفال ( رد 41) العناية بأسنان الطفل ذو الأحتياجات الخاصة ( رد 41) الفلورايد و وقاية الأسنان ( رد 41) طب أسنان الأطفال الوقائي ( رد 41) الرعاية السنية للطفل المعاق ( رد 41) الحشوات الواقية السادة اللاصقة ( رد 41) العناية بأسنان الطفل ذو الأحتياجات الخاصة ( رد 41) الرعاية السنية للطفل المعاق ( رد 41) أمراض اللثة عند الأطفال ( رد 41) التهاب اللثة البسيط ( رد 41) التهاب اللثة المتوسط ( رد 41) التهاب اللثة المتقدم ( رد 41) علاج التهاب اللثة ( رد 41) مصادر الفلور ( رد 41) تطبيق الفلور في عيادة الأسنان ( رد 41) مواعيد ظهور الأسنان الدائمة ( رد 41) أنواع الأغذية المناسبة أثناء التسنين: ( رد 41) تسوس أسنان الأطفال الرضع ( رد 41) أعراض إلتهاب العصب ( اللب ) ( رد 41) علاج الحالة ( رد 41) علاج التهاب اللب في الأسنان المؤقته ( رد 41) إصابات أسنان الأطفال الطارئة ( رد 41) إصابات الأسنان الطارئة ( رد 41) الجروح التي تصيب اللثة ( رد 41) آلم الأسنان عند الأطفال ( رد 41) كسر سن الطفل ( رد 41) الأستضام وإنقلاع السن الدائم ( رد 41) العادات الفموية الضارة ( رد 41) عادة مص الأصبع واللسان ( رد 41) حجم الضرر ( رد 41) علاج الحالة ( رد 41) العلاج ( رد 41) سوء الأطباق وتقويم الأسنان ( رد 41) عادة صرير الأسنان ( رد 41) الأجهزة المستخدمة لعلاج سوء الأطباق ( رد 41) حساسية الأسنان ( رد 41) معالجة حساسية الأسنان ( رد 41)
بزوغ الأسنان المؤقتة ( رد 41) المشاكل المرافقة لبزوغ الأسنان أوالتسنين ( رد...
عيادة الأطفال

أدوية يجب توافرها في كل منزل (رد 42)

التطعليمات + تطعيمات إضافية (رد 42)

الأعشاب أثبتت فاعليها في تخفيف ألم طفلك (رد 42)

الإعتناء بالسرة (رد 42)

الختان والإعتناء به (رد 42)

الطفل المصاب بالإمساك (رد 42)

الإسعافات الأولية (رد 43)

التصرف في حالة الاختناق (رد 43)

التنفس الاصطناعي و الانعاش القلبي للرضع و الاطفال (رد 43)

الحروق (رد 43)

إسعاف الإختلاجات : (رد 43)

إسعاف اذيات العين ( أي إذا تعرضت العين لأي مادة مؤذية) (رد 43)

إسعاف الطفل فاقد الوعي (رد 43)

اسعاف الطفل المصاب بارتفاع في درجة الحرارة (رد 43)

إسعاف الكسور و الرضوض (رد 43)

إسعاف الطفل بعد تعرضه لضربة على الرأس (رد 43)

إسعاف الرعاف (رد 43)

إسعاف الطفل المتسمم (رد 43)

اسعاف الجروح (رد 43)

إسعاف لدغات الحشرات (رد 43)

اسعاف إصابات الأسنان عند الأطفال (رد 43)

إسعاف الطفل الرضيع في حالات الشردقة او الاستنشاق (رد 43)

الأمراض الشائعة عند الأطفال (رد 43)

ما هي الأعراض وطرق العلاج والوقاية (رد 43)

أمراض البرد والزكام (رد 43)

التهاب الأذنين : (رد 43)

التهاب الحلق : (رد 43)

التهاب الجيوب الأنفيه (رد 43)

الخناق (رد 43)

التهاب الشعب الهوائية الحاد (رد 43)

الالتهاب الرئوي الحاد (رد 43)

التهاب الملتحمة : (رد 43)

دمل جفن العين (رد 43)

الإسهال والاستفراغ : (رد 43)

التهابات الجهاز البولي : (رد 43)

التهابات الجلد : (رد 43)

المغص والتقليل من أعراضه (رد 43)

الإلتهابات عند الأطفال (رد 43)

أسباب الإلتهابات عند الأطفال : (رد 43)

أعراض الالتهاب عند الرضع بعمر اقل من شهرين : (رد 44)

الرشح العادي (رد 44)

التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال (رد 44)

ما هي انابيب تهوية الاذن ؟ (رد 45)

التهاب البلعوم و التهاب اللوزات (رد 45)

التهاب الجيوب (رد 45)

التهاب الحنجرة (رد 45)

التهاب القصيبات الشعرية (رد 46)

ذات الرئة (رد 46)

التهاب االسحايا (رد 46)

لم يولد الأطفال وهم مصابون باليرقان (أبو صفار) ؟ (رد 46)

الطفل المصاب بالإسهال (رد 46)

اضطرابات التبول (رد 46)

كيف تكتشفي عيوب إبصار طفلك ؟ (رد 46)

كيف تعالج الكآبة عند الأطفال؟ (رد 46)

علاج التأتأة عند الاطفال. (رد 46)

الفواق - الشهاق - الزغطة (رد 46)

موقع أطفال الخليج (رد 46)

جميع مستلزمات الطفل (رد 47)

أنواع الحفائظ (رد 47)

لغسيل الملابس (رد 47)

الحليب الصناعي (رد 47)

وجبات مكملة (رد 47)

مواقع أطفال (رد 47)

محلات أطفال (رد 47)

العناية بالجسم (رد 47)




وهنا نكون قد انتهيانا من الفهرس
دلوعة & حبوبة
دلوعة & حبوبة
عيادة الأطفال أدوية يجب توافرها في كل منزل (رد 42) التطعليمات + تطعيمات إضافية (رد 42) الأعشاب أثبتت فاعليها في تخفيف ألم طفلك (رد 42) الإعتناء بالسرة (رد 42) الختان والإعتناء به (رد 42) الطفل المصاب بالإمساك (رد 42) الإسعافات الأولية (رد 43) التصرف في حالة الاختناق (رد 43) التنفس الاصطناعي و الانعاش القلبي للرضع و الاطفال (رد 43) الحروق (رد 43) إسعاف الإختلاجات : (رد 43) إسعاف اذيات العين ( أي إذا تعرضت العين لأي مادة مؤذية) (رد 43) إسعاف الطفل فاقد الوعي (رد 43) اسعاف الطفل المصاب بارتفاع في درجة الحرارة (رد 43) إسعاف الكسور و الرضوض (رد 43) إسعاف الطفل بعد تعرضه لضربة على الرأس (رد 43) إسعاف الرعاف (رد 43) إسعاف الطفل المتسمم (رد 43) اسعاف الجروح (رد 43) إسعاف لدغات الحشرات (رد 43) اسعاف إصابات الأسنان عند الأطفال (رد 43) إسعاف الطفل الرضيع في حالات الشردقة او الاستنشاق (رد 43) الأمراض الشائعة عند الأطفال (رد 43) ما هي الأعراض وطرق العلاج والوقاية (رد 43) أمراض البرد والزكام (رد 43) التهاب الأذنين : (رد 43) التهاب الحلق : (رد 43) التهاب الجيوب الأنفيه (رد 43) الخناق (رد 43) التهاب الشعب الهوائية الحاد (رد 43) الالتهاب الرئوي الحاد (رد 43) التهاب الملتحمة : (رد 43) دمل جفن العين (رد 43) الإسهال والاستفراغ : (رد 43) التهابات الجهاز البولي : (رد 43) التهابات الجلد : (رد 43) المغص والتقليل من أعراضه (رد 43) الإلتهابات عند الأطفال (رد 43) أسباب الإلتهابات عند الأطفال : (رد 43) أعراض الالتهاب عند الرضع بعمر اقل من شهرين : (رد 44) الرشح العادي (رد 44) التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال (رد 44) ما هي انابيب تهوية الاذن ؟ (رد 45) التهاب البلعوم و التهاب اللوزات (رد 45) التهاب الجيوب (رد 45) التهاب الحنجرة (رد 45) التهاب القصيبات الشعرية (رد 46) ذات الرئة (رد 46) التهاب االسحايا (رد 46) لم يولد الأطفال وهم مصابون باليرقان (أبو صفار) ؟ (رد 46) الطفل المصاب بالإسهال (رد 46) اضطرابات التبول (رد 46) كيف تكتشفي عيوب إبصار طفلك ؟ (رد 46) كيف تعالج الكآبة عند الأطفال؟ (رد 46) علاج التأتأة عند الاطفال. (رد 46) الفواق - الشهاق - الزغطة (رد 46) موقع أطفال الخليج (رد 46) جميع مستلزمات الطفل (رد 47) أنواع الحفائظ (رد 47) لغسيل الملابس (رد 47) الحليب الصناعي (رد 47) وجبات مكملة (رد 47) مواقع أطفال (رد 47) محلات أطفال (رد 47) العناية بالجسم (رد 47) وهنا نكون قد انتهيانا من الفهرس
عيادة الأطفال أدوية يجب توافرها في كل منزل (رد 42) التطعليمات + تطعيمات إضافية ...
هل‮ ‬يكسر المولود الجديد إيقاع الأسرة؟‮!‬

في‮ ‬اتجاه الخلل أو في‮ ‬التوازن
كتبت‮ - ‬جليلة كمال‮:‬

لا جدال ان مجيء المولود الاول في‮ ‬الاسرة‮ ‬يعتبر حدثا مهما لانه مطلبا طبيعيا وثقافيا واجتماعيا‮.‬
وهو امر ليس بعادي‮ ‬لانه‮ ‬يجعل الزوجين‮ ‬يدخلان‮ ‬غمار مرحلة جديدة في‮ ‬علاقتهما الزوجية،‮ ‬فبعد ان كانا معتادين على ايقاع اسري‮ ‬معين‮ ‬يعتبر انه هو الايقاع الايجابي‮ ‬النموذجي،‮ ‬يصبح هناك شخص آخر له حضور مادي‮ ‬وسيكولوجي‮ ‬واجتماعي‮ ‬واقتصادي‮ ‬ويتقاسم معهما كل شيء،‮ ‬البيت وغرفة النوم وحتى السرير،‮ ‬انسان صغير‮ ‬يحتاج الى محبتها وعنايتهما وعطفهما لينمو ويعيش‮.‬
فكيف‮ ‬يستقبل الازواج المولود الاول؟
سؤال نعرف اجابته في‮ ‬الموضوع التالي‮...‬
لا‮ ‬يمكن للتحول الذي‮ ‬يطرأ على حياة الزوج والزوجة بعد ولادة الطفل الاول ان‮ ‬يمر دون ان‮ ‬يترك في‮ ‬العلاقة الزوجية والعاطفية وفي‮ ‬سلوك وشخصية كل طرف فيها‮.‬
اشكال هذا التحول تختلف من اسرة لاخرى ومن شخص لآخر،‮ ‬وقد تتصف في‮ ‬بعض الحالات ببعض المواقف السيكولوجية التي‮ ‬لا تخلو من‮ ‬غرابة‮.‬

زوجي‮ ‬لا‮ ‬يعبأ بي
تحكي‮ ‬منى‮ »‬موظفة ‮٤٣ ‬سنة‮« ‬كيف عاشت استقبالها لمولودها الاول قائلة‮: »‬بعد ان تعودت على اسلوب حياة متحررة من القيود،‮ ‬وجدت نفسي‮ ‬بعد وضع‮ »‬عبير‮« ‬امام واقع‮ ‬يفرض علي‮ ‬المكوث في‮ ‬البيت‮.‬
اصبحت اتحمل مسئولية جديدة لا‮ ‬يساعدني‮ ‬في‮ ‬تحملها اي‮ ‬احد حتى زوجي‮!«.‬
مع مرور الايام بدأت اعصاب منى تشتد وقدرتها على التحمل تضعف لتجد نفسها قد اصيبت باكتئاب ثم بانهيار عصبي‮. ‬عندما تتذكر منى حالتها النفسية آنذاك‮ ‬يبدو على وجهها الاستغراب‮: »‬لم اكن اتوقع‮ ‬يوما انني‮ ‬يمكن ان انهار بتلك الطريقة والسهولة‮«.‬
كنت اعتقد في‮ ‬نفسي‮ ‬الصلابة والقوة والقدرة على تحمل الصعاب،‮ ‬بعد ثلاثة شهور قضيتها في‮ ‬البيت برفقة طفلتي،‮ ‬انحصر فيها نشاطي‮ ‬في‮ ‬تحضير الرضاعة وتغيير الحفاظات ومراقبة درجة حرارة طفلتي‮ ‬بمجرد ظهور ادنى علامات المرض عليها،‮ ‬اصبحت اشعر بدوار لا‮ ‬يفارقني‮ ‬وآلام في‮ ‬الرأس ورغبة في‮ ‬البكاء لا تتوقف‮! ‬لم اعد احتمل او اتحمل سماع اي‮ ‬صوت او ضجيج حتى شهيتي‮ ‬للأكل فقدتها‮.‬
في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬كنت اعاني‮ ‬من هذه الاعراض،‮ ‬لم‮ ‬يكن زوجي‮ ‬يتفرغ‮ ‬ليعرف معاناتي‮ ‬وتوتري‮.‬
كان‮ ‬يقضي‮ ‬جل اوقاته في‮ ‬العمل وعندما‮ ‬يعود في‮ ‬المساء‮ ‬يكتفي‮ ‬بالجلوس امام التلفزيون وتغيير القنوات ثم‮ ‬يستسلم بعد ذلك لنوم عميق في‮ ‬غرفة الجلوس،‮ ‬اما انا فبعد ان انوم ابنتي،‮ ‬وأضع رأسي‮ ‬فوق وسادتي،‮ ‬اجد النوم لا‮ ‬يعرف الى جفوني‮ ‬طريقا‮..«‬

تعب في‮ ‬البيت والعمل
حالة مريم‮ »٠٣ ‬سنة موظفة‮« ‬لا تختلف عن حالة‮ »‬منى‮« ‬في‮ ‬تأثير الانجاب لاول مرة عليها الا في‮ ‬تفاصيل الامور‮. ‬فمباشرة بعد زواجها،‮ ‬التحقت بعمل جديد‮ ‬يتطلب منها جهدا كبيرا،‮ ‬لكن زوجها بدأ‮ ‬يلح عليها بطلب انجابهما لطفل‮: »‬ارضاء لزوجي،‮ ‬انجبت طفلا لاجد نفسي‮ ‬امام وضعية‮ ‬يصعب التحكم فيها،‮ ‬فمن جهة هناك متطلبات العمل ومتطلبات العناية بالطفل ومتطلبات زوجي‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬يساعدني‮ ‬في‮ ‬اي‮ ‬شيء وافتقاري‮ ‬لخادمة كفوءة‮.‬
وقبل ان‮ ‬يبلغ‮ ‬ابني‮ ‬سنته الثانية طالبني‮ ‬زوجي‮ ‬بالانجاب من جديد بدعوى انه من الافضل ان‮ ‬يكون الابناء متقاربين في‮ ‬السن‮.. ‬فكان ان انجبت ثانية،‮ ‬إذاك اكتشفت بان هذا الاختيار لم‮ ‬يكن صائبا لان العناية بطفلين الاول عمره لا‮ ‬يتجاوز السنتين والثاني‮ ‬رضيع،‮ ‬ليس بالامر الهين خاصة وانا موظفة ومطالبة بأداء واجبي‮ ‬المهني‮ ‬خارج البيت،‮ ‬ورعاية الاطفال والبيت والزوج في‮ ‬الوقت نفسه‮«.‬
اكثر من ذلك تضيف مريم،‮ ‬اصبحت علاقتها بعملها‮ ‬غير طبيعية بل صارت تكرهه،‮ ‬وبمجرد ما تلج المكتب تبدأ في‮ ‬عد الدقائق وتنتظر ساعة المغادرة بفارغ‮ ‬من الصبر‮.‬
اصبحت لا تتحمل اية ملاحظة عن عملها من طرف رئيسها وزملائها‮. ‬وكل من طلب منها انجاز عمل ما،‮ ‬تعتقد ان تكليفها به‮ ‬غرضه الازعاج‮. ‬لقد اصبحت تتخيل انها تعيش حالة حصار او مضايقة شديدة سواء في‮ ‬البيت او العمل‮. ‬انها مفارقة‮ ‬غريبة فالزواج وانجاب الاطفال،‮ ‬الحلم الذي‮ ‬يراودها صار مصدر معاناة كادت تفقدها توازنها النفسي‮!‬

السعادة من نصيبي
بالمقابل،‮ ‬هناك حالات اخرى شكل فيها الانجاب حدثا كانت له انعكاسات اكثر من ايجابية على العلاقة الزوجية وعلى الاسرة بشكل عام‮.‬
يعلق عبدالله‮ »١٣ ‬سنة،‮ ‬مهندس‮« ‬قائلا‮: »‬منذ ولادة ابني‮ ‬مررت بمراحل عدة تزدحم فيها مشاعر مثل الانتشاء بالمولود الجديد،‮ ‬الاحساس بجسامة المسئولية الملقاة على عاتقي‮ ‬كأب،‮ ‬ومشاعر الخوف‮.. ‬لكن ابرز هذه المشاعر هو الشعور بالحب العارم تجاه شريكة حياتي‮ ‬فقد زاد حبي‮ ‬لها بشكل لا‮ ‬يتصور فهي‮ ‬قد تحملت متاعب الحمل والولادة حتى انجبت مولودا جميلا رفعنا الى درجة الابوة والامومة اما مشاعر الحب التي‮ ‬نكنها للمولود الجديد فهي‮ ‬مشاعر‮ ‬يصعب وصفها،‮ ‬والجميل فيها هو هذه القدرة الخارقة على الحب بشكل متجدد وعارم‮«.‬
على مستوى آخر‮ ‬يضيف عبدالله هناك الاحساس بالمسئولية كأب له دور تربوي‮ ‬عليه ان‮ ‬ينجح فيه‮: »‬اعترف ان المسألة ليست بالسهولة التي‮ ‬يمكن تصورها،‮ ‬فالكتب والنظريات حول التربية قد تساعد لكنها لا تكفي،‮ ‬وعلى الآباء ان‮ ‬يوفقوا بين ما هو نظري‮ ‬وما هو خصوصي‮ ‬وواقعي‮ ‬ليجدوا اسلوبا خاصا بهم في‮ ‬التربية‮«.‬

ابني‮ ‬قربني‮ ‬من زوجي
بالنسبة للولوة‮ »٠٤ ‬سنة،‮ ‬ربة بيت‮« ‬فقد قرب ميلاد ابنها الاول بينها وبين زوجها بشكل لم تتوقعه‮: »‬عند زواجنا،‮ ‬قررنا ان لا ننجب الا بعد خمس سنوات حتى نستمتع بحياتنا الزوجية‮. ‬كانت فترة جميلة حقا،‮ ‬مليئة بالاسفار والتنزه مع الاصدقاء والعائلة،‮ ‬لكن مع دخول زواجنا سنته الرابعة،‮ ‬بدأ‮ ‬يطفو على علاقتنا نوع من الرتابة،‮ ‬وبدأ زوجي‮ ‬ينزعج لاتفه الاسباب ولم‮ ‬يعد‮ ‬يرغب في‮ ‬الخروج من البيت او استقبال الاصدقاء،‮ ‬في‮ ‬هذه الفترة بدأت اخشى على علاقتنا الزوجية من الانهيار،‮ ‬وبدأت افكر في‮ ‬طريقة لانقاذها‮.. ‬مع ميلاد ابنتنا‮ ‬ياسمين،‮ ‬تغيرت الامور كلية،‮ ‬فقد اعطت الابوة لزوجي‮ ‬شحنة عاطفية لا توصف،‮ ‬فحبه وتعلقه بي‮ ‬زادا عما كانا عليه في‮ ‬بداية حياتنا الزوجية واصبح‮ ‬يبدي‮ ‬استعدادا اكبر لارضائي‮ ‬وتلبية رغباتي‮.. ‬نحن الان ابوان لثلاثة ابناء وحياتنا الزوجية‮ ‬يطبعها الحب الذي‮ ‬توطد اكثر عند ما رزقنا بأطفال‮«.‬

الانجاب بدل سلوك زوجي
اما شيخة‮ »٧٢ ‬سنة،‮ ‬معلمة‮« ‬فلو كانت تعلم ان الانجاب سيبدل سلوك وتصرفات زوجها رأسها على عقب،‮ ‬لفعلت ذلك منذ السنة الاولى لزواجها،‮ ‬فميلاد ابنها البكر جلب لها الاستقرار والسعادة في‮ ‬حياتها الزوجية كما تؤكد‮ »‬بعد زواجي‮ ‬ببضعة اشهر اكتشفت ان زوجي‮ ‬له من العيوب مثل ما له من الصفات الحميدة التي‮ ‬شجعتني‮ ‬على الاقتران به،‮ ‬وان كان رجلا ودودا،‮ ‬فهو لم‮ ‬يكن‮ ‬يهتم ببيته وبحياته الزوجية،‮ ‬عالمه هو عمله واصدقاؤه‮.. ‬حتى انني‮ ‬بدأت اشك في‮ ‬امره،‮ ‬كأن تكون له علاقة عاطفية مع امرأة اخرى‮.. ‬ابان ذلك علمت اني‮ ‬احمل‮«.‬
ترددت شيخة كثيرا قبل ان تخبر زوجها بالموضوع،‮ ‬لانها كانت تتوقع ردة فعل لن تروقها،‮ ‬لكن عندما علم بالامر وقع ما لم‮ ‬يكن في‮ ‬حسبانها فطيلة اشهر الحمل الى ان وضعت مولودها‮ ‬غير زوجها سلوكنه وابدى اهتماما بها كما انه‮ ‬غير بعض عاداته،‮ ‬بحيث تخلى عن الساعات الطوال التي‮ ‬كان‮ ‬يقضيها في‮ ‬النادي‮ ‬والمقاهي‮ ‬واصبح اكثر استعداد للمساعدة في‮ ‬امورالبيت‮.‬

مفاهيم مغلوطة
وللوقوف اكثر على هذا الموضوع وتحليل معاشاة الازواج اجواء ولادة الطفل الاول‮ ‬يتحدث الينا الباحث الاجتماعي‮ ‬محمد هجرس الذي‮ ‬يقول بان الانجاب في‮ ‬حد ذاته ظاهرة طبيعية،‮ ‬لكن الاهتمام به من طرف الانسان‮ ‬يحوله الى حالة ثقافية ومن هنا تبرز الابعاد الاجتماعية والثقافية والفكرية للانجاب وما‮ ‬يسمى باضافة عنصر جديد على الانا والنحن‮.
‬فالاسرة بعد الانجاب تتحول من ثنائي‮ »‬أنا‮« ‬و»انت‮« ‬الى‮ »‬انا‮« ‬و»انت‮« »‬والآخر‮«‬،‮ ‬حيث‮ ‬يصبح للآخر حضور مادي‮ ‬وسيكولوجي‮ ‬واجتماعي‮ ‬واقتصادي،‮ ‬وهذا الحدث‮ ‬يتغير على ضوئه التعاطي‮ ‬مع الواقع الاسري،‮ ‬وقد‮ ‬يحدث خللا او توازنا في‮ ‬الاسرة‮.. ‬وهو امر نسبي‮ ‬بحيث‮ ‬يكون الزوجان معتادين على ايقاع اسري‮ ‬معين‮ ‬يعتبرانه هو الايقاع الايجابي‮ ‬النموذجي‮ ‬والمناسب لهما،‮ ‬لكن عندما‮ ‬يأتي‮ ‬الطفل تتغير الامور ويصبح للمولود حاجيات على الآباء تلبيتها وبالتالي‮ ‬فالايقاع الاسري‮ ‬يتغير ليصبح مرتبطا بحاجيات ومتطلبات الطفل‮.
‬ويضيف‮: »‬المجتمع البحريني‮ ‬يربط الزواج بالاستقرار وكأن الاسرة مؤسسة اكلينيكية وعندما‮ ‬يولد اول طفل‮ ‬يتم الاعتقاد انثروبولوجيا ان الزوجين سيتماسكان ويزداد تعلق بعضهما ببعض،‮ ‬الى درجة ان الحمل والولادة‮ ‬يصبحان مطلبا اساسيا ومستعجلا عند بعض النساء،‮ ‬فالاعتقاد بان الاسرة تؤسس من اجل الاستقرار وبأنها هي‮ ‬التي‮ ‬تضمن الاستقرار لا اساس له من الصحة لان الاستقرار ثقافة واحساس وضوابط اجتماعية ومعايير وقيم،‮ ‬لذلك نلاحظ ان الواقع لا‮ ‬يؤسس بفعل التدخل فيه وانما في‮ ‬جل الاحيان بما‮ ‬يتمثله الانسان حوله‮.‬
وبالتالي‮ ‬فالخلل او التوازن الذي‮ ‬يحدث في‮ ‬الاسرة بعد ولادة طفل مرتبط بالعلاقة بين ما‮ ‬يتمثله الزوجان اللذان‮ ‬يدخلان مؤسسة الزواج عن هذا الامر وبين الواقع‮.‬
لهذا‮ ‬يجب ان‮ ‬ينطلق الاقدام على الزواج من توفر شروط كثيرة في‮ ‬الزوج والزوجة لان الزواج مسئولية عندما‮ ‬يدخل الشخص مؤسسته‮ ‬يتعرض لمتغيرات لابد ان‮ ‬يكون مستعدا لها اجتماعيا وثقافيا وفكريا‮.‬
ان هذا الموضوع الذي‮ ‬نحن بصدده‮ ‬يبدو ظاهريا بانه بسيط لكنه في‮ ‬الواقع‮ ‬يعكس حقيقة المجتمع كما هو‮.‬
فولادة طفل‮ ‬يعني‮ ‬ببساطة ان الاسرة ستعرف تحولات وان ذلك سينعكس على الزوجين،‮ ‬لكن في‮ ‬حقيقة الامر الموضوع اعمق لانه‮ ‬يعكس مستوى ودرجة وعي‮ ‬وتقدم مجتمع ما،‮ ‬لان المجتمع‮ ‬يقاس بالاسرة،‮ ‬كيف‮ ‬يتعامل الزوج مع الزوجة؟كيف‮ ‬يتعاملان مع الابناء؟ وكيف‮ ‬يتعامل الجميع مع المحيط؟ فالموضوع ليس محصورا في‮ ‬تأثيراته على مستوى الافراد،‮ ‬وانما هو بناء مجتمع بكامله‮«.‬
ويختم الباحث الاجتماعي‮ ‬كلامه آملا بان تتوفر المملكة مستقبلا على مؤسسات تساعد الاشخاص وتهيئتهم لاستقبال مولود جديد وتقدم لهم الارشادات الضرورية،‮ ‬ليس فقط الارشادات ذات الطابع الصحي‮ ‬او الطبي‮ ‬وانما امور اخرى مرتبطة بنتيجة الانجاب وبمتطلباته‮.‬

ضرورة التأقلم مع كل مرحلة
اذن لا احد‮ ‬يمكنه انكار التغييرات التي‮ ‬يحدثها مجيء المولود الاول الى حياة الاسرة،‮ ‬حيث‮ ‬يصبح الحب والوقت والطاقة التي‮ ‬كان كل طرف‮ ‬يخصصها للطرف الآخر‮ ‬يتقاسمها معهما القادم الجديد،‮ ‬وحيث‮ ‬يجعل تعب الايام الاولى الاعصاب مشدودة ومتوترة‮ ‬يمكن ان لا‮ ‬يكون لها اي‮ ‬تأثير سلبي‮ ‬على العلاقة التي‮ ‬تجمع بين الزوجين اذا عرفا كيف‮ ‬يتعاملان مع الوضع الجديد‮.‬
فالتواصل الجيد في‮ ‬كل مراحل العلاقة الزوجية والحوار والصراحة وتبادل الرأي‮ ‬والانصات للآخر واحترام وجهة نظره كلها امور تجعل العلاقة الزوجية متناغمة وقادرة على التكيف مع اي‮ ‬وضع جديد ومختلف‮. ‬كما ان مشاركة الزوج لزوجته في‮ ‬الاعتناء بالطفل وبأمور البيت سيساعد الاسرة على تفادي‮ ‬المشاكل المرتبطة بهذه المرحلة الجديدة‮.‬
على الازواج ايضا ان لا‮ ‬يركزوا كل الاهتمام والتفكير على الطفل وان لا‮ ‬يهملوا جوانب اخرى في‮ ‬العلاقة الزوجية،‮ ‬فمن الضروري‮ ‬ان‮ ‬يحافظ كل طرف في‮ ‬الاسرة على مكانته،‮ ‬وان‮ ‬يستمر الزوج والزوجة في‮ ‬الاعتناء ببعضهما وان‮ ‬يحافظا على وقت خاص بهما‮ ‬يقضيانه معا،‮ ‬يمكن حينه ان‮ ‬يستعينا بأحد افراد الاسرة في‮ ‬العناية بالطفل‮.. ‬كما‮ ‬يجب على الزوجين ان‮ ‬يعيا ان الحياة الزوجية مراحل متعددة ومختلفة،‮ ‬وان لكل مرحلة خصائصها وان عليهما ان‮ ‬يكونا مستعدين للتأقلم مع كل وضعية ومرحلة جديدة‮.‬
دلوعة & حبوبة
دلوعة & حبوبة
هل‮ ‬يكسر المولود الجديد إيقاع الأسرة؟‮!‬ في‮ ‬اتجاه الخلل أو في‮ ‬التوازن كتبت‮ - ‬جليلة كمال‮:‬ لا جدال ان مجيء المولود الاول في‮ ‬الاسرة‮ ‬يعتبر حدثا مهما لانه مطلبا طبيعيا وثقافيا واجتماعيا‮.‬ وهو امر ليس بعادي‮ ‬لانه‮ ‬يجعل الزوجين‮ ‬يدخلان‮ ‬غمار مرحلة جديدة في‮ ‬علاقتهما الزوجية،‮ ‬فبعد ان كانا معتادين على ايقاع اسري‮ ‬معين‮ ‬يعتبر انه هو الايقاع الايجابي‮ ‬النموذجي،‮ ‬يصبح هناك شخص آخر له حضور مادي‮ ‬وسيكولوجي‮ ‬واجتماعي‮ ‬واقتصادي‮ ‬ويتقاسم معهما كل شيء،‮ ‬البيت وغرفة النوم وحتى السرير،‮ ‬انسان صغير‮ ‬يحتاج الى محبتها وعنايتهما وعطفهما لينمو ويعيش‮.‬ فكيف‮ ‬يستقبل الازواج المولود الاول؟ سؤال نعرف اجابته في‮ ‬الموضوع التالي‮...‬ لا‮ ‬يمكن للتحول الذي‮ ‬يطرأ على حياة الزوج والزوجة بعد ولادة الطفل الاول ان‮ ‬يمر دون ان‮ ‬يترك في‮ ‬العلاقة الزوجية والعاطفية وفي‮ ‬سلوك وشخصية كل طرف فيها‮.‬ اشكال هذا التحول تختلف من اسرة لاخرى ومن شخص لآخر،‮ ‬وقد تتصف في‮ ‬بعض الحالات ببعض المواقف السيكولوجية التي‮ ‬لا تخلو من‮ ‬غرابة‮.‬ زوجي‮ ‬لا‮ ‬يعبأ بي تحكي‮ ‬منى‮ »‬موظفة ‮٤٣ ‬سنة‮« ‬كيف عاشت استقبالها لمولودها الاول قائلة‮: »‬بعد ان تعودت على اسلوب حياة متحررة من القيود،‮ ‬وجدت نفسي‮ ‬بعد وضع‮ »‬عبير‮« ‬امام واقع‮ ‬يفرض علي‮ ‬المكوث في‮ ‬البيت‮.‬ اصبحت اتحمل مسئولية جديدة لا‮ ‬يساعدني‮ ‬في‮ ‬تحملها اي‮ ‬احد حتى زوجي‮!«.‬ مع مرور الايام بدأت اعصاب منى تشتد وقدرتها على التحمل تضعف لتجد نفسها قد اصيبت باكتئاب ثم بانهيار عصبي‮. ‬عندما تتذكر منى حالتها النفسية آنذاك‮ ‬يبدو على وجهها الاستغراب‮: »‬لم اكن اتوقع‮ ‬يوما انني‮ ‬يمكن ان انهار بتلك الطريقة والسهولة‮«.‬ كنت اعتقد في‮ ‬نفسي‮ ‬الصلابة والقوة والقدرة على تحمل الصعاب،‮ ‬بعد ثلاثة شهور قضيتها في‮ ‬البيت برفقة طفلتي،‮ ‬انحصر فيها نشاطي‮ ‬في‮ ‬تحضير الرضاعة وتغيير الحفاظات ومراقبة درجة حرارة طفلتي‮ ‬بمجرد ظهور ادنى علامات المرض عليها،‮ ‬اصبحت اشعر بدوار لا‮ ‬يفارقني‮ ‬وآلام في‮ ‬الرأس ورغبة في‮ ‬البكاء لا تتوقف‮! ‬لم اعد احتمل او اتحمل سماع اي‮ ‬صوت او ضجيج حتى شهيتي‮ ‬للأكل فقدتها‮.‬ في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬كنت اعاني‮ ‬من هذه الاعراض،‮ ‬لم‮ ‬يكن زوجي‮ ‬يتفرغ‮ ‬ليعرف معاناتي‮ ‬وتوتري‮.‬ كان‮ ‬يقضي‮ ‬جل اوقاته في‮ ‬العمل وعندما‮ ‬يعود في‮ ‬المساء‮ ‬يكتفي‮ ‬بالجلوس امام التلفزيون وتغيير القنوات ثم‮ ‬يستسلم بعد ذلك لنوم عميق في‮ ‬غرفة الجلوس،‮ ‬اما انا فبعد ان انوم ابنتي،‮ ‬وأضع رأسي‮ ‬فوق وسادتي،‮ ‬اجد النوم لا‮ ‬يعرف الى جفوني‮ ‬طريقا‮..«‬ تعب في‮ ‬البيت والعمل حالة مريم‮ »٠٣ ‬سنة موظفة‮« ‬لا تختلف عن حالة‮ »‬منى‮« ‬في‮ ‬تأثير الانجاب لاول مرة عليها الا في‮ ‬تفاصيل الامور‮. ‬فمباشرة بعد زواجها،‮ ‬التحقت بعمل جديد‮ ‬يتطلب منها جهدا كبيرا،‮ ‬لكن زوجها بدأ‮ ‬يلح عليها بطلب انجابهما لطفل‮: »‬ارضاء لزوجي،‮ ‬انجبت طفلا لاجد نفسي‮ ‬امام وضعية‮ ‬يصعب التحكم فيها،‮ ‬فمن جهة هناك متطلبات العمل ومتطلبات العناية بالطفل ومتطلبات زوجي‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬يساعدني‮ ‬في‮ ‬اي‮ ‬شيء وافتقاري‮ ‬لخادمة كفوءة‮.‬ وقبل ان‮ ‬يبلغ‮ ‬ابني‮ ‬سنته الثانية طالبني‮ ‬زوجي‮ ‬بالانجاب من جديد بدعوى انه من الافضل ان‮ ‬يكون الابناء متقاربين في‮ ‬السن‮.. ‬فكان ان انجبت ثانية،‮ ‬إذاك اكتشفت بان هذا الاختيار لم‮ ‬يكن صائبا لان العناية بطفلين الاول عمره لا‮ ‬يتجاوز السنتين والثاني‮ ‬رضيع،‮ ‬ليس بالامر الهين خاصة وانا موظفة ومطالبة بأداء واجبي‮ ‬المهني‮ ‬خارج البيت،‮ ‬ورعاية الاطفال والبيت والزوج في‮ ‬الوقت نفسه‮«.‬ اكثر من ذلك تضيف مريم،‮ ‬اصبحت علاقتها بعملها‮ ‬غير طبيعية بل صارت تكرهه،‮ ‬وبمجرد ما تلج المكتب تبدأ في‮ ‬عد الدقائق وتنتظر ساعة المغادرة بفارغ‮ ‬من الصبر‮.‬ اصبحت لا تتحمل اية ملاحظة عن عملها من طرف رئيسها وزملائها‮. ‬وكل من طلب منها انجاز عمل ما،‮ ‬تعتقد ان تكليفها به‮ ‬غرضه الازعاج‮. ‬لقد اصبحت تتخيل انها تعيش حالة حصار او مضايقة شديدة سواء في‮ ‬البيت او العمل‮. ‬انها مفارقة‮ ‬غريبة فالزواج وانجاب الاطفال،‮ ‬الحلم الذي‮ ‬يراودها صار مصدر معاناة كادت تفقدها توازنها النفسي‮!‬ السعادة من نصيبي بالمقابل،‮ ‬هناك حالات اخرى شكل فيها الانجاب حدثا كانت له انعكاسات اكثر من ايجابية على العلاقة الزوجية وعلى الاسرة بشكل عام‮.‬ يعلق عبدالله‮ »١٣ ‬سنة،‮ ‬مهندس‮« ‬قائلا‮: »‬منذ ولادة ابني‮ ‬مررت بمراحل عدة تزدحم فيها مشاعر مثل الانتشاء بالمولود الجديد،‮ ‬الاحساس بجسامة المسئولية الملقاة على عاتقي‮ ‬كأب،‮ ‬ومشاعر الخوف‮.. ‬لكن ابرز هذه المشاعر هو الشعور بالحب العارم تجاه شريكة حياتي‮ ‬فقد زاد حبي‮ ‬لها بشكل لا‮ ‬يتصور فهي‮ ‬قد تحملت متاعب الحمل والولادة حتى انجبت مولودا جميلا رفعنا الى درجة الابوة والامومة اما مشاعر الحب التي‮ ‬نكنها للمولود الجديد فهي‮ ‬مشاعر‮ ‬يصعب وصفها،‮ ‬والجميل فيها هو هذه القدرة الخارقة على الحب بشكل متجدد وعارم‮«.‬ على مستوى آخر‮ ‬يضيف عبدالله هناك الاحساس بالمسئولية كأب له دور تربوي‮ ‬عليه ان‮ ‬ينجح فيه‮: »‬اعترف ان المسألة ليست بالسهولة التي‮ ‬يمكن تصورها،‮ ‬فالكتب والنظريات حول التربية قد تساعد لكنها لا تكفي،‮ ‬وعلى الآباء ان‮ ‬يوفقوا بين ما هو نظري‮ ‬وما هو خصوصي‮ ‬وواقعي‮ ‬ليجدوا اسلوبا خاصا بهم في‮ ‬التربية‮«.‬ ابني‮ ‬قربني‮ ‬من زوجي بالنسبة للولوة‮ »٠٤ ‬سنة،‮ ‬ربة بيت‮« ‬فقد قرب ميلاد ابنها الاول بينها وبين زوجها بشكل لم تتوقعه‮: »‬عند زواجنا،‮ ‬قررنا ان لا ننجب الا بعد خمس سنوات حتى نستمتع بحياتنا الزوجية‮. ‬كانت فترة جميلة حقا،‮ ‬مليئة بالاسفار والتنزه مع الاصدقاء والعائلة،‮ ‬لكن مع دخول زواجنا سنته الرابعة،‮ ‬بدأ‮ ‬يطفو على علاقتنا نوع من الرتابة،‮ ‬وبدأ زوجي‮ ‬ينزعج لاتفه الاسباب ولم‮ ‬يعد‮ ‬يرغب في‮ ‬الخروج من البيت او استقبال الاصدقاء،‮ ‬في‮ ‬هذه الفترة بدأت اخشى على علاقتنا الزوجية من الانهيار،‮ ‬وبدأت افكر في‮ ‬طريقة لانقاذها‮.. ‬مع ميلاد ابنتنا‮ ‬ياسمين،‮ ‬تغيرت الامور كلية،‮ ‬فقد اعطت الابوة لزوجي‮ ‬شحنة عاطفية لا توصف،‮ ‬فحبه وتعلقه بي‮ ‬زادا عما كانا عليه في‮ ‬بداية حياتنا الزوجية واصبح‮ ‬يبدي‮ ‬استعدادا اكبر لارضائي‮ ‬وتلبية رغباتي‮.. ‬نحن الان ابوان لثلاثة ابناء وحياتنا الزوجية‮ ‬يطبعها الحب الذي‮ ‬توطد اكثر عند ما رزقنا بأطفال‮«.‬ الانجاب بدل سلوك زوجي اما شيخة‮ »٧٢ ‬سنة،‮ ‬معلمة‮« ‬فلو كانت تعلم ان الانجاب سيبدل سلوك وتصرفات زوجها رأسها على عقب،‮ ‬لفعلت ذلك منذ السنة الاولى لزواجها،‮ ‬فميلاد ابنها البكر جلب لها الاستقرار والسعادة في‮ ‬حياتها الزوجية كما تؤكد‮ »‬بعد زواجي‮ ‬ببضعة اشهر اكتشفت ان زوجي‮ ‬له من العيوب مثل ما له من الصفات الحميدة التي‮ ‬شجعتني‮ ‬على الاقتران به،‮ ‬وان كان رجلا ودودا،‮ ‬فهو لم‮ ‬يكن‮ ‬يهتم ببيته وبحياته الزوجية،‮ ‬عالمه هو عمله واصدقاؤه‮.. ‬حتى انني‮ ‬بدأت اشك في‮ ‬امره،‮ ‬كأن تكون له علاقة عاطفية مع امرأة اخرى‮.. ‬ابان ذلك علمت اني‮ ‬احمل‮«.‬ ترددت شيخة كثيرا قبل ان تخبر زوجها بالموضوع،‮ ‬لانها كانت تتوقع ردة فعل لن تروقها،‮ ‬لكن عندما علم بالامر وقع ما لم‮ ‬يكن في‮ ‬حسبانها فطيلة اشهر الحمل الى ان وضعت مولودها‮ ‬غير زوجها سلوكنه وابدى اهتماما بها كما انه‮ ‬غير بعض عاداته،‮ ‬بحيث تخلى عن الساعات الطوال التي‮ ‬كان‮ ‬يقضيها في‮ ‬النادي‮ ‬والمقاهي‮ ‬واصبح اكثر استعداد للمساعدة في‮ ‬امورالبيت‮.‬ مفاهيم مغلوطة وللوقوف اكثر على هذا الموضوع وتحليل معاشاة الازواج اجواء ولادة الطفل الاول‮ ‬يتحدث الينا الباحث الاجتماعي‮ ‬محمد هجرس الذي‮ ‬يقول بان الانجاب في‮ ‬حد ذاته ظاهرة طبيعية،‮ ‬لكن الاهتمام به من طرف الانسان‮ ‬يحوله الى حالة ثقافية ومن هنا تبرز الابعاد الاجتماعية والثقافية والفكرية للانجاب وما‮ ‬يسمى باضافة عنصر جديد على الانا والنحن‮. ‬فالاسرة بعد الانجاب تتحول من ثنائي‮ »‬أنا‮« ‬و»انت‮« ‬الى‮ »‬انا‮« ‬و»انت‮« »‬والآخر‮«‬،‮ ‬حيث‮ ‬يصبح للآخر حضور مادي‮ ‬وسيكولوجي‮ ‬واجتماعي‮ ‬واقتصادي،‮ ‬وهذا الحدث‮ ‬يتغير على ضوئه التعاطي‮ ‬مع الواقع الاسري،‮ ‬وقد‮ ‬يحدث خللا او توازنا في‮ ‬الاسرة‮.. ‬وهو امر نسبي‮ ‬بحيث‮ ‬يكون الزوجان معتادين على ايقاع اسري‮ ‬معين‮ ‬يعتبرانه هو الايقاع الايجابي‮ ‬النموذجي‮ ‬والمناسب لهما،‮ ‬لكن عندما‮ ‬يأتي‮ ‬الطفل تتغير الامور ويصبح للمولود حاجيات على الآباء تلبيتها وبالتالي‮ ‬فالايقاع الاسري‮ ‬يتغير ليصبح مرتبطا بحاجيات ومتطلبات الطفل‮. ‬ويضيف‮: »‬المجتمع البحريني‮ ‬يربط الزواج بالاستقرار وكأن الاسرة مؤسسة اكلينيكية وعندما‮ ‬يولد اول طفل‮ ‬يتم الاعتقاد انثروبولوجيا ان الزوجين سيتماسكان ويزداد تعلق بعضهما ببعض،‮ ‬الى درجة ان الحمل والولادة‮ ‬يصبحان مطلبا اساسيا ومستعجلا عند بعض النساء،‮ ‬فالاعتقاد بان الاسرة تؤسس من اجل الاستقرار وبأنها هي‮ ‬التي‮ ‬تضمن الاستقرار لا اساس له من الصحة لان الاستقرار ثقافة واحساس وضوابط اجتماعية ومعايير وقيم،‮ ‬لذلك نلاحظ ان الواقع لا‮ ‬يؤسس بفعل التدخل فيه وانما في‮ ‬جل الاحيان بما‮ ‬يتمثله الانسان حوله‮.‬ وبالتالي‮ ‬فالخلل او التوازن الذي‮ ‬يحدث في‮ ‬الاسرة بعد ولادة طفل مرتبط بالعلاقة بين ما‮ ‬يتمثله الزوجان اللذان‮ ‬يدخلان مؤسسة الزواج عن هذا الامر وبين الواقع‮.‬ لهذا‮ ‬يجب ان‮ ‬ينطلق الاقدام على الزواج من توفر شروط كثيرة في‮ ‬الزوج والزوجة لان الزواج مسئولية عندما‮ ‬يدخل الشخص مؤسسته‮ ‬يتعرض لمتغيرات لابد ان‮ ‬يكون مستعدا لها اجتماعيا وثقافيا وفكريا‮.‬ ان هذا الموضوع الذي‮ ‬نحن بصدده‮ ‬يبدو ظاهريا بانه بسيط لكنه في‮ ‬الواقع‮ ‬يعكس حقيقة المجتمع كما هو‮.‬ فولادة طفل‮ ‬يعني‮ ‬ببساطة ان الاسرة ستعرف تحولات وان ذلك سينعكس على الزوجين،‮ ‬لكن في‮ ‬حقيقة الامر الموضوع اعمق لانه‮ ‬يعكس مستوى ودرجة وعي‮ ‬وتقدم مجتمع ما،‮ ‬لان المجتمع‮ ‬يقاس بالاسرة،‮ ‬كيف‮ ‬يتعامل الزوج مع الزوجة؟كيف‮ ‬يتعاملان مع الابناء؟ وكيف‮ ‬يتعامل الجميع مع المحيط؟ فالموضوع ليس محصورا في‮ ‬تأثيراته على مستوى الافراد،‮ ‬وانما هو بناء مجتمع بكامله‮«.‬ ويختم الباحث الاجتماعي‮ ‬كلامه آملا بان تتوفر المملكة مستقبلا على مؤسسات تساعد الاشخاص وتهيئتهم لاستقبال مولود جديد وتقدم لهم الارشادات الضرورية،‮ ‬ليس فقط الارشادات ذات الطابع الصحي‮ ‬او الطبي‮ ‬وانما امور اخرى مرتبطة بنتيجة الانجاب وبمتطلباته‮.‬ ضرورة التأقلم مع كل مرحلة اذن لا احد‮ ‬يمكنه انكار التغييرات التي‮ ‬يحدثها مجيء المولود الاول الى حياة الاسرة،‮ ‬حيث‮ ‬يصبح الحب والوقت والطاقة التي‮ ‬كان كل طرف‮ ‬يخصصها للطرف الآخر‮ ‬يتقاسمها معهما القادم الجديد،‮ ‬وحيث‮ ‬يجعل تعب الايام الاولى الاعصاب مشدودة ومتوترة‮ ‬يمكن ان لا‮ ‬يكون لها اي‮ ‬تأثير سلبي‮ ‬على العلاقة التي‮ ‬تجمع بين الزوجين اذا عرفا كيف‮ ‬يتعاملان مع الوضع الجديد‮.‬ فالتواصل الجيد في‮ ‬كل مراحل العلاقة الزوجية والحوار والصراحة وتبادل الرأي‮ ‬والانصات للآخر واحترام وجهة نظره كلها امور تجعل العلاقة الزوجية متناغمة وقادرة على التكيف مع اي‮ ‬وضع جديد ومختلف‮. ‬كما ان مشاركة الزوج لزوجته في‮ ‬الاعتناء بالطفل وبأمور البيت سيساعد الاسرة على تفادي‮ ‬المشاكل المرتبطة بهذه المرحلة الجديدة‮.‬ على الازواج ايضا ان لا‮ ‬يركزوا كل الاهتمام والتفكير على الطفل وان لا‮ ‬يهملوا جوانب اخرى في‮ ‬العلاقة الزوجية،‮ ‬فمن الضروري‮ ‬ان‮ ‬يحافظ كل طرف في‮ ‬الاسرة على مكانته،‮ ‬وان‮ ‬يستمر الزوج والزوجة في‮ ‬الاعتناء ببعضهما وان‮ ‬يحافظا على وقت خاص بهما‮ ‬يقضيانه معا،‮ ‬يمكن حينه ان‮ ‬يستعينا بأحد افراد الاسرة في‮ ‬العناية بالطفل‮.. ‬كما‮ ‬يجب على الزوجين ان‮ ‬يعيا ان الحياة الزوجية مراحل متعددة ومختلفة،‮ ‬وان لكل مرحلة خصائصها وان عليهما ان‮ ‬يكونا مستعدين للتأقلم مع كل وضعية ومرحلة جديدة‮.‬
هل‮ ‬يكسر المولود الجديد إيقاع الأسرة؟‮!‬ في‮ ‬اتجاه الخلل أو في‮ ‬التوازن كتبت‮ - ‬جليلة...
الصحة النفسية للأم تؤثر على سلوك الأطفال
لندن : شدد خبـراء علــم النفس علـــى ضرورة انتبــاه الآبــاء والأمهات إلــى الصحـة النفسيــة لأولادهـم خصــوصا في المراحل العمرية الأولى. وأوضح الخبراء أن المعاناة من الكآبة لا تقتصر على البالغين والمسنين ، بل ربما تصيب الأطفال والمراهقين أيضاً، لأن هذه الفئة تتأثر هي الأخرى بحسب الظروف الحياتية المحيطة بهم، سواء في البيت أو في المدرسة أو في المجتمع عموماً.

فقد أكدت دراسة بريطانية حديثة ان سلوك الأم يؤثر على السلوك النفسي للطفل خصوصا اثناء المرحلة العمرية الأولى ، حيث قام باحثون في الكلية الملكية بلندن ، بدراسة 1,116 من مجموعة من الأطفال التوائم ، وجدت الدراسة مستويات أعلى بكثير من السلوك الانطوائي في الأطفال بعمر 7 سنوات ، والذين كانت أمهاتهم تعاني من حالات كآبة أثناء سنوات الطفل الخمس الأولى للحياة .

وأضاف الفريق البريطاني أن هناك عوامل قد توضح الرابطة بين السلوك اللااجتماعي في الأطفال والكآبة في الأمهات، حيث وجد الباحثون أن الأمهات اللاتي تمتعن برعاية مثالية ثابتة في فترات طفولتهن عاملن أطفالهن بحنان وعطف أكبر من اللاتي تربين على أيدي مربيات عاملهن بقسوة أثناء طفولتهن، مما اثر على سلوك أطفالهن النفسي.

ونصح الباحثون الأمهات بمراعاة الهدوء أثناء معاملتهن لأطفالهن ، حيث أن فئة الأطفال والمراهقين تحتاج دوماً إلى الحنان من جهة، والتأديب بلطف والنصيحة والرعاية من جهة أخرى ، وليس هناك أفضل من أن يكون الوالدان صديقين حميمين لأولادهما

==========

الرضيع يحتاج إلي الحنان والحب قبل الغذاء
لن يأكل إلا إذا أحس انه محبوب.. د.بوريس سيرولنيك:


ترجمة: جليلة كمال

هل تعلمين سيدتي، وانت سيدي، ان الطريقة التي تحبان بها صغيركما لها تأثير كبير علي شخصيته؟ وان حنانكما وحنان المحيطين بكما من الامور ضرورية لنموه؟ وهل تعلمين سيدتي، وانت سيدي ان المشاعر الحقيقية تساعد الطفل علي تحقيق الاستقلالية وان المبالغة في الحب او بالاحري الافراط فيه يؤدي الي خلق طفل سلبي ضعيف الشخصية واشياء اخري نستشفها في الاسطر التالية:
لكي يكبر الطفل ينبغي ان يأكل! هذه حقيقية بديهية، ومع ذلك، اذا اردنا ان ينمو الطفل بشكل طبيعي، فينبغي ان نعلم انه يحتاج الي ما هو اكثر من ذلك - فالطفل - كما يوضع الدكتور بوريس سيرولنيك، الطبيب النفساني المختص في دراسة سيكولوجية السلوك - لا يتغذي بالسكريات والدهنيات والهيولات بل بالحب، او بالاحري انه لا يستيطيع ان يأكل الا اذا كان يحب واذا احس انه محبوب.

فالطفل الصغير، يحتاج - من اجل ان يتنبه للحياة، ويحاول اقتحام مغامرة المشي والكلام، واكتشاف العالم.. الي الحنان والمحبة، فالضحكات الصاخبة، والنظرات الخاطفة المتواطئة، وآلاف الحماقات، اي باختصار كل ما يعكس سعادة الطفل الصغير، لا يمكن ان توجد الا في وسط دافئ ومحرض.
ان التجربة الطبيعية - يضيف الدكتور بوريس - تقدم لنا افضل برهنة علي ذلك، ضعوا رضيعا في وسط خال من الحب، وانظروا الي ما سوف يترتب عن ذلك: ستلاحظون انه يذبل شيئا فشيئا. ان السناريو السلوكي للاطفال اليتامي او المتخلي عنهم هو دائما نفس السناريو. ذلك انهم - في مرحلة اولي - يحتجون، ويصرخون، وينادون علي امهاتهم او علي شخص يمكن ان يعوضهم، وبعد ذلك، ينطوون علي انفسهم، ويشرعون في البكاء، وفي التأرجح وفي امتصاص اباهيمهم، او حك انوفهم بقطعة قماش، وفي الاخير، اذا طالت فترة الحرمان من الحنان، فان الاطفال يصبحون لا مبالين، ولا يتفاعلون مع المثيرات الغذائية او العاطفية، وهنا نراهم، وبشكل غريب، ينبطحون علي صدورهم، ويرفعون اردافهم الي الأعلي، ويستسلمون للموت.. وطبعا، اذا قدمنا لهولاء الاطفال بديلا عاطفيا، في وقت مبكر بما فيه الكفاية لايقاف هذا المسلسل، فانهم يستأنفون نموهم بشكل طبيعي.. .
كيف نحب صغيرنا؟ ما الذي يلتقطه من الخارج؟ وعلي الخصوص، كيف نكون متأكدين من اننا نعطيه كل شيء من أجل ان نجعل منه طفلا سعيدا؟
وكل شيء رهين بمرحلة نموه فالحب لا يمر من نفس القنوات الحواسية، مهما كان عمر الطفل: يوم واحد أو سنة واحدة او عشر سنوات.. ففي الرحم، في نهاية فترة الحمل، ما يثير الجنين اكثر هو صوت أمه.

وعملية الوضع تمثل صدمة عنيفة بالنسبة للرضيع الذي يتم الدفع به، بعنف، خارج سريره الناعم، الي الهواء البارد الذي يقتحم رئتيه ويؤلمه، والضوء يحرق عينيه، والاصوات فقدت الكثير من اتساقها وبدأت تعتدي علي طبلتي اذنيه.. فعملية الاستيقاظ تكون مرعبة والرضيع التائه في هذا العالم البارد والصاخب والمضيء، يلتقط اولا صوت امه الذي يشعره بالاطمئنان. انه الخيط الذي ينعش فيه ذاكرة السعادة الكاملة. وحتي وان كان يصل اليه في وسط هوائي، اي بشكل اكثر صخبا واكثر حدة، فانه يتعرف عليه من بين كل الاصوات.

وبالنسبة للرضيع الحديث الولادة، فان تعبير الابوين عن حبهما له يتم فقط بواسطة الحواس: سماع كلمات مداعبة، نغمة الكلمات.. الاحساس باللمس، بالقبلة بالهدهدة، استنشاق رائحة الجلد.. انها مجموعة من الاحاسيس، وبنية عاطفية تتشكل مع توالي الايام، وستعمل علي صياغته بشكل كامل.
يبدو الحب مفهوما كونيا، ومع ذلك فانه لا يتم التعبير عنه بالضرورة بنفس الطريقة، في مختلف البلدان.

في الغرب - يقول الدكتور بوريس - تحدث الامهات الحديثات العهد بالانجاب في أعين رضعائهن، بل ان الكثيرات من بينهن لا يشعرن بامومتهن الا في اللحظة التي يتبادلن فيها هذه النظرة، وبعضهن يقلن عن رضيعهن (الذي ولد قبل ساعة فقط): لقد لاحظت علي الفور انه قد تعرف عليّ وهذا غير صحيح طبعا! وبشكل تلقائي ينتصبن امامه في حدود المسافة الفيزيولوجية (الطفل الوليد لا يري أبعد من 30 سنتمترا لكي يميز الرضيع بشكل جيد ملامح وجوههن، أما هو فانه يسعد باستكشاف هذا الوجه، وملاحظة العينين المتحركتين اللامعتين. وبسرعة شديدة يرد علي مداعبات أمه بايماءة او ابتسامة.. وهكذا ينطلق التواصل بين الطرفين.. اما في الهند - والكلام دائما للدكتور بوريس - فان هناك علي العكس من ذلك، نوع من الرهاب من نظرة العين، اذ لا تستطيع الام ان تنظر الي رضيعها الذكر خشية من العين .. وكلما كانت الأم هناك تحب ابنها أكثر كلما عمدت الي وضع الكحل في عينيه من أجل حمايته بشكل جيد.

ويلاحظ الدكتور بوريس ان الغربيين بدورهم لهم طابوهاتهم، كما هو الشأن بالنسبة للرائحة، في حين ان بعض اصحاب الثقافات الاخري، لا يترددون في تشمم الاطفال الرضع، كذلك بالنسبة للمس حتي وان كان الغربييون اليوم أقل ترددا في لمس الاطفال الرضع، من الاجيال السابقة.
ويؤكد الدكتور بوريس اننا لا نستطيع ان نقول بان عدم التحديق في عيني الطفل الرضيع، وعدم مداعبته، ستسبب له افدح الاضرار، الا ان الامر المؤكد هو ان ذلك سوف يؤثر عليه بالضرورة.. فالرجل الهندي، مثلا اذا حدق في عيني امرأة سوف يتولد لديه اعتقاد بانه ينتهك احد الطابوهات (المحرمات).. في حين ان الفرنسي، الذي تعود التحديق في عيني أمه، ثم في عيني صديقاته الصغار، سوف لن يري أي عيب في ذلك، وهكذا، فان الطريقة التي تنقل بها الأم او الاب حبهما، من خلال الحركات والنظرات، ستشكل الطفل، وستخلق له عالما حواسيا يختلف باختلاف الثقافات.. .

كل الامهات لديهن رغبة في ان يكن امهات جيدات الا ان هذا الامر شيء والرغبة في حضن الطفل، وحمايته باي ثمن، وخنقه بالمداعبات.. شيء آخر.
يقول الدكتور بوريس ان الافراط في الحب، هو حب سيء، اما الحب الجيد، فهو ان تعرف كيف تأخذ مسافة تمكن الطفل من ان يتفرد. وبطبيعة الحال ينبغي علينا هنا ان نميز.
فالرضيع يتفتح باتصال مع أمه، ولو كان التنظيم الاجتماعي يستجيب للمتطلبات البيولوجية والبيوعاطفية للطفل، لكانت رخصة الولادة تمتد لستة اشهر.. ولكن بعد مرور هذه الفترة، ينبغي علي الأم ان تصبح مجرد شخص، وان يمكن رضيعها من اكتساب نوع من الاستقلالية واذا قامت بوضعه في سجن عاطفي، فانها تجازف بصنع طفل سلبي وغير حاذق بما فيه الكفاية، فالمفروض ان توفر الأم لصغيرها محيطا للنمو المتجانس، يكون لها فيه دور، وبشكل مبسط، فان الأم هي قاعدة الانطلاق، الطابق الاول للصاروخ الذي سيمكن الطفل من الدخول الي عالم الكبار والانفصال يتيح للطفل فرصة حمل المشعل من أمه.

والحب الجيد للصغير لا يعني ايضا حبه في كل الظروف والاحوال (مهما فعل). ينبغي علي الصغير، بمجرد ان يبدأ في الفهم، ان يكسب محبة المحيطين به لا ينبغي - كما يقول بوريس - ان يشعر بان الجميع مدين له، والا فانه سيتحول الي مستبد صغير، والممنوعات توفر الطمأنينينة والأمان. لاننا في تلك اللحظة نقدم للطفل طريقة لاستعمال العالم. ان نقول له انت موجود هنا، اذن سوف نحبك معناه أنه، يمكنه ان يفعل اي شيء، وذلك يؤدي الي اغراقه في عالم مشوه، وفي فوضي عاطفية فمن اجل تحسيس الطفل بالمسئولية، وتمكينه من اكتساب نوع من الاستقلالية، ينبغي ان نقول له بان هناك مكان يجب عليه ان يأخذه.
والاحزان ضرورية لكي يتعلم الطفل كيف يطمئن الي جانب دمية دب او غيرها.. ثم لا ينبغي ان نحدثه عن كل شيء.. ففي بعض الاوساط يتم توضيح كل شيء ولا يتبقي للطفل اي شيء يتخيله.. وفي الاسر التي لا يقال فيها كل شيء، يصبح كل واحد مصغيا للآخر.

الامهات اللواتي يسعين لان يكن كاملات، يخطئن الطريق، لانهن لا يقدمن المشاعر المتناقضة، التي تساعد الطفل علي تحقيق الاستقلالية..
هناك لحظات تكون فيها ماما ظالمة؟ طبعا! هناك فترات تكون فيها مرهقة؟ طبعا! فعلي انا الرضيع ، ان اتعلم انها ليست رهن اشارتي، وانها ليست جبارة (لا تتعب)، وان علي ان ابذل جهدا من اجل اجتذابها، وان آخذ في الاعتبار ما تريده.. وان آخذ مكاني كطفل في الاسرة، ثم في المجتمع! ينبغي ايضا ان يحتفظ الراشدون باسرارهم خاصة الحساسة لكي لا يحرجوا براءة الاطفال.
دلوعة & حبوبة
دلوعة & حبوبة
الصحة النفسية للأم تؤثر على سلوك الأطفال لندن : شدد خبـراء علــم النفس علـــى ضرورة انتبــاه الآبــاء والأمهات إلــى الصحـة النفسيــة لأولادهـم خصــوصا في المراحل العمرية الأولى. وأوضح الخبراء أن المعاناة من الكآبة لا تقتصر على البالغين والمسنين ، بل ربما تصيب الأطفال والمراهقين أيضاً، لأن هذه الفئة تتأثر هي الأخرى بحسب الظروف الحياتية المحيطة بهم، سواء في البيت أو في المدرسة أو في المجتمع عموماً. فقد أكدت دراسة بريطانية حديثة ان سلوك الأم يؤثر على السلوك النفسي للطفل خصوصا اثناء المرحلة العمرية الأولى ، حيث قام باحثون في الكلية الملكية بلندن ، بدراسة 1,116 من مجموعة من الأطفال التوائم ، وجدت الدراسة مستويات أعلى بكثير من السلوك الانطوائي في الأطفال بعمر 7 سنوات ، والذين كانت أمهاتهم تعاني من حالات كآبة أثناء سنوات الطفل الخمس الأولى للحياة . وأضاف الفريق البريطاني أن هناك عوامل قد توضح الرابطة بين السلوك اللااجتماعي في الأطفال والكآبة في الأمهات، حيث وجد الباحثون أن الأمهات اللاتي تمتعن برعاية مثالية ثابتة في فترات طفولتهن عاملن أطفالهن بحنان وعطف أكبر من اللاتي تربين على أيدي مربيات عاملهن بقسوة أثناء طفولتهن، مما اثر على سلوك أطفالهن النفسي. ونصح الباحثون الأمهات بمراعاة الهدوء أثناء معاملتهن لأطفالهن ، حيث أن فئة الأطفال والمراهقين تحتاج دوماً إلى الحنان من جهة، والتأديب بلطف والنصيحة والرعاية من جهة أخرى ، وليس هناك أفضل من أن يكون الوالدان صديقين حميمين لأولادهما ========== الرضيع يحتاج إلي الحنان والحب قبل الغذاء لن يأكل إلا إذا أحس انه محبوب.. د.بوريس سيرولنيك: ترجمة: جليلة كمال هل تعلمين سيدتي، وانت سيدي، ان الطريقة التي تحبان بها صغيركما لها تأثير كبير علي شخصيته؟ وان حنانكما وحنان المحيطين بكما من الامور ضرورية لنموه؟ وهل تعلمين سيدتي، وانت سيدي ان المشاعر الحقيقية تساعد الطفل علي تحقيق الاستقلالية وان المبالغة في الحب او بالاحري الافراط فيه يؤدي الي خلق طفل سلبي ضعيف الشخصية واشياء اخري نستشفها في الاسطر التالية: لكي يكبر الطفل ينبغي ان يأكل! هذه حقيقية بديهية، ومع ذلك، اذا اردنا ان ينمو الطفل بشكل طبيعي، فينبغي ان نعلم انه يحتاج الي ما هو اكثر من ذلك - فالطفل - كما يوضع الدكتور بوريس سيرولنيك، الطبيب النفساني المختص في دراسة سيكولوجية السلوك - لا يتغذي بالسكريات والدهنيات والهيولات بل بالحب، او بالاحري انه لا يستيطيع ان يأكل الا اذا كان يحب واذا احس انه محبوب. فالطفل الصغير، يحتاج - من اجل ان يتنبه للحياة، ويحاول اقتحام مغامرة المشي والكلام، واكتشاف العالم.. الي الحنان والمحبة، فالضحكات الصاخبة، والنظرات الخاطفة المتواطئة، وآلاف الحماقات، اي باختصار كل ما يعكس سعادة الطفل الصغير، لا يمكن ان توجد الا في وسط دافئ ومحرض. ان التجربة الطبيعية - يضيف الدكتور بوريس - تقدم لنا افضل برهنة علي ذلك، ضعوا رضيعا في وسط خال من الحب، وانظروا الي ما سوف يترتب عن ذلك: ستلاحظون انه يذبل شيئا فشيئا. ان السناريو السلوكي للاطفال اليتامي او المتخلي عنهم هو دائما نفس السناريو. ذلك انهم - في مرحلة اولي - يحتجون، ويصرخون، وينادون علي امهاتهم او علي شخص يمكن ان يعوضهم، وبعد ذلك، ينطوون علي انفسهم، ويشرعون في البكاء، وفي التأرجح وفي امتصاص اباهيمهم، او حك انوفهم بقطعة قماش، وفي الاخير، اذا طالت فترة الحرمان من الحنان، فان الاطفال يصبحون لا مبالين، ولا يتفاعلون مع المثيرات الغذائية او العاطفية، وهنا نراهم، وبشكل غريب، ينبطحون علي صدورهم، ويرفعون اردافهم الي الأعلي، ويستسلمون للموت.. وطبعا، اذا قدمنا لهولاء الاطفال بديلا عاطفيا، في وقت مبكر بما فيه الكفاية لايقاف هذا المسلسل، فانهم يستأنفون نموهم بشكل طبيعي.. . كيف نحب صغيرنا؟ ما الذي يلتقطه من الخارج؟ وعلي الخصوص، كيف نكون متأكدين من اننا نعطيه كل شيء من أجل ان نجعل منه طفلا سعيدا؟ وكل شيء رهين بمرحلة نموه فالحب لا يمر من نفس القنوات الحواسية، مهما كان عمر الطفل: يوم واحد أو سنة واحدة او عشر سنوات.. ففي الرحم، في نهاية فترة الحمل، ما يثير الجنين اكثر هو صوت أمه. وعملية الوضع تمثل صدمة عنيفة بالنسبة للرضيع الذي يتم الدفع به، بعنف، خارج سريره الناعم، الي الهواء البارد الذي يقتحم رئتيه ويؤلمه، والضوء يحرق عينيه، والاصوات فقدت الكثير من اتساقها وبدأت تعتدي علي طبلتي اذنيه.. فعملية الاستيقاظ تكون مرعبة والرضيع التائه في هذا العالم البارد والصاخب والمضيء، يلتقط اولا صوت امه الذي يشعره بالاطمئنان. انه الخيط الذي ينعش فيه ذاكرة السعادة الكاملة. وحتي وان كان يصل اليه في وسط هوائي، اي بشكل اكثر صخبا واكثر حدة، فانه يتعرف عليه من بين كل الاصوات. وبالنسبة للرضيع الحديث الولادة، فان تعبير الابوين عن حبهما له يتم فقط بواسطة الحواس: سماع كلمات مداعبة، نغمة الكلمات.. الاحساس باللمس، بالقبلة بالهدهدة، استنشاق رائحة الجلد.. انها مجموعة من الاحاسيس، وبنية عاطفية تتشكل مع توالي الايام، وستعمل علي صياغته بشكل كامل. يبدو الحب مفهوما كونيا، ومع ذلك فانه لا يتم التعبير عنه بالضرورة بنفس الطريقة، في مختلف البلدان. في الغرب - يقول الدكتور بوريس - تحدث الامهات الحديثات العهد بالانجاب في أعين رضعائهن، بل ان الكثيرات من بينهن لا يشعرن بامومتهن الا في اللحظة التي يتبادلن فيها هذه النظرة، وبعضهن يقلن عن رضيعهن (الذي ولد قبل ساعة فقط): لقد لاحظت علي الفور انه قد تعرف عليّ وهذا غير صحيح طبعا! وبشكل تلقائي ينتصبن امامه في حدود المسافة الفيزيولوجية (الطفل الوليد لا يري أبعد من 30 سنتمترا لكي يميز الرضيع بشكل جيد ملامح وجوههن، أما هو فانه يسعد باستكشاف هذا الوجه، وملاحظة العينين المتحركتين اللامعتين. وبسرعة شديدة يرد علي مداعبات أمه بايماءة او ابتسامة.. وهكذا ينطلق التواصل بين الطرفين.. اما في الهند - والكلام دائما للدكتور بوريس - فان هناك علي العكس من ذلك، نوع من الرهاب من نظرة العين، اذ لا تستطيع الام ان تنظر الي رضيعها الذكر خشية من العين .. وكلما كانت الأم هناك تحب ابنها أكثر كلما عمدت الي وضع الكحل في عينيه من أجل حمايته بشكل جيد. ويلاحظ الدكتور بوريس ان الغربيين بدورهم لهم طابوهاتهم، كما هو الشأن بالنسبة للرائحة، في حين ان بعض اصحاب الثقافات الاخري، لا يترددون في تشمم الاطفال الرضع، كذلك بالنسبة للمس حتي وان كان الغربييون اليوم أقل ترددا في لمس الاطفال الرضع، من الاجيال السابقة. ويؤكد الدكتور بوريس اننا لا نستطيع ان نقول بان عدم التحديق في عيني الطفل الرضيع، وعدم مداعبته، ستسبب له افدح الاضرار، الا ان الامر المؤكد هو ان ذلك سوف يؤثر عليه بالضرورة.. فالرجل الهندي، مثلا اذا حدق في عيني امرأة سوف يتولد لديه اعتقاد بانه ينتهك احد الطابوهات (المحرمات).. في حين ان الفرنسي، الذي تعود التحديق في عيني أمه، ثم في عيني صديقاته الصغار، سوف لن يري أي عيب في ذلك، وهكذا، فان الطريقة التي تنقل بها الأم او الاب حبهما، من خلال الحركات والنظرات، ستشكل الطفل، وستخلق له عالما حواسيا يختلف باختلاف الثقافات.. . كل الامهات لديهن رغبة في ان يكن امهات جيدات الا ان هذا الامر شيء والرغبة في حضن الطفل، وحمايته باي ثمن، وخنقه بالمداعبات.. شيء آخر. يقول الدكتور بوريس ان الافراط في الحب، هو حب سيء، اما الحب الجيد، فهو ان تعرف كيف تأخذ مسافة تمكن الطفل من ان يتفرد. وبطبيعة الحال ينبغي علينا هنا ان نميز. فالرضيع يتفتح باتصال مع أمه، ولو كان التنظيم الاجتماعي يستجيب للمتطلبات البيولوجية والبيوعاطفية للطفل، لكانت رخصة الولادة تمتد لستة اشهر.. ولكن بعد مرور هذه الفترة، ينبغي علي الأم ان تصبح مجرد شخص، وان يمكن رضيعها من اكتساب نوع من الاستقلالية واذا قامت بوضعه في سجن عاطفي، فانها تجازف بصنع طفل سلبي وغير حاذق بما فيه الكفاية، فالمفروض ان توفر الأم لصغيرها محيطا للنمو المتجانس، يكون لها فيه دور، وبشكل مبسط، فان الأم هي قاعدة الانطلاق، الطابق الاول للصاروخ الذي سيمكن الطفل من الدخول الي عالم الكبار والانفصال يتيح للطفل فرصة حمل المشعل من أمه. والحب الجيد للصغير لا يعني ايضا حبه في كل الظروف والاحوال (مهما فعل). ينبغي علي الصغير، بمجرد ان يبدأ في الفهم، ان يكسب محبة المحيطين به لا ينبغي - كما يقول بوريس - ان يشعر بان الجميع مدين له، والا فانه سيتحول الي مستبد صغير، والممنوعات توفر الطمأنينينة والأمان. لاننا في تلك اللحظة نقدم للطفل طريقة لاستعمال العالم. ان نقول له انت موجود هنا، اذن سوف نحبك معناه أنه، يمكنه ان يفعل اي شيء، وذلك يؤدي الي اغراقه في عالم مشوه، وفي فوضي عاطفية فمن اجل تحسيس الطفل بالمسئولية، وتمكينه من اكتساب نوع من الاستقلالية، ينبغي ان نقول له بان هناك مكان يجب عليه ان يأخذه. والاحزان ضرورية لكي يتعلم الطفل كيف يطمئن الي جانب دمية دب او غيرها.. ثم لا ينبغي ان نحدثه عن كل شيء.. ففي بعض الاوساط يتم توضيح كل شيء ولا يتبقي للطفل اي شيء يتخيله.. وفي الاسر التي لا يقال فيها كل شيء، يصبح كل واحد مصغيا للآخر. الامهات اللواتي يسعين لان يكن كاملات، يخطئن الطريق، لانهن لا يقدمن المشاعر المتناقضة، التي تساعد الطفل علي تحقيق الاستقلالية.. هناك لحظات تكون فيها ماما ظالمة؟ طبعا! هناك فترات تكون فيها مرهقة؟ طبعا! فعلي انا الرضيع ، ان اتعلم انها ليست رهن اشارتي، وانها ليست جبارة (لا تتعب)، وان علي ان ابذل جهدا من اجل اجتذابها، وان آخذ في الاعتبار ما تريده.. وان آخذ مكاني كطفل في الاسرة، ثم في المجتمع! ينبغي ايضا ان يحتفظ الراشدون باسرارهم خاصة الحساسة لكي لا يحرجوا براءة الاطفال.
الصحة النفسية للأم تؤثر على سلوك الأطفال لندن : شدد خبـراء علــم النفس علـــى ضرورة انتبــاه...
علاقة الحب بين الأم واطفالها
القاهرة ـ شفيقة التهامي:
فى المحاضرة التى القتها الاستاذة الدكتورة تريزا كابلان اخصائية تربية الاطفال نفسيا بنيويورك فى الندوة التى اقامتها كلية التربية جامعة عين شمس حول مشاكل تربية الاطفال تساءلت فيها: لماذا ننجب الاطفال؟
وباختصار الإجابات على بعض التساؤلات التى تدور فى مخيلتنا من خلال محاضراتها القيمة رأت اننا ننجب الاطفال ليشعر الرجل ان له امتداداً فى الحياة، ولتشعر المرأة بخصوبتها، وبمعنى لأنوثتها فالرجولة لاتكتمل فى اعماق الرجل إلا بوجود ابن او بنت له، والانوثة لاتكتمل الا بالانجاب.
والسؤال: هل تنجب المرأة من غير ارادتها، هل تكره المرأة ان تلد ابنا؟ نعم تنجب المرأة احيانا من غير ارادتها، فهى ان لم تحب الزوج وتشعر معه بالامان، يأمر عقلها الباطن البويضة بعدم التزاوج مع الحيوان المنوى للزوج، لكن فى بعض الاحيان تكره المرأة حياتها مع هذا الرجل وتشعر بالخوف من الحياة بدون حماية فتنجب، وثبت بما لايدع مجالاً للشك ان الحالة النفسية للمرأة تتحكم فى 75% من حالات الحمل سلباً او ايجاباً.

==========


ان لاحظت الأم فتوراً نفسياً فى اعماقها نحو الطفل ماذا تفعل؟

تحاول اولاً ان ترى اوجه الشبه بينه وبين الشخصيات التى لاتحبها من واقع الحياة، وان تناقش نفسها بصراحة حول هذا الامر، واول من اكتشف هذه المسألة واخرجها الى الضوء هو د. بنجامين سبوك منذ 40 عاما وكان علاج هذه المسألة ومازال هو مجرد المناقشة الواضحة لهذا الامر، عندئذ تتبخر هذه الكراهية بعيداً لأن الاصل فى الامومة هو الحب، والكراهية للابن مؤقتة، وهى لون غير مقبول وليس له مكان فى احساس الأم الا لفترة مؤقتة، ويجب ان تشعر الأم بالغيظ من نفسها لهذا السبب.

ماذا تفعل الأم عندما تشعر ان حياتها قد ألغيت بواسطة هذا الطفل الصغير؟

عليها ان تناقش مسئوليات رعاية الطفل مع الأكبر منها والدتها وحماتها وكذلك زوجها ولابد للأب أن يتدخل بعد الشهر الأول من ولادة الطفل ليعطى الأم اجازة من رعاية الوليد صحيح ان رعاية الطفل هى مسئولية الأم الاولي، وصحيح ايضا ان مشاركة الأب فى هذه المسألة ولو بساعتين فى اليوم تساعد الام وتشجعها على اداء مهمتها باطمئنان.

هل يمكن ان تقوم الدادة او الشغالة او احدى القريبات بمسئولية رعاية الابن؟

الستة الأشهر الاولى تكاد ان تصبح مسألة حياة او موت بالنسبة للطفل ان افتقد فيها حنان الام ورعايتها المباشرة، وكل الذى يمكن ان تقبله الأم من مساعدة خارجية هى المساعدة لمدة ساعة او ساعتين على فترات متقطعة من النهار الطفل يتغذى عاطفيا ونفسيا من لمسة الأم ولا توجد انسانة لها طاقة عطاء للطفل عاطفيا ونفسيا الا المرأة التى ولدته، الدادة اذن عامل مساعد، ولكنها ليست العامل الأساسي.

هل معنى ذلك سجن الأم مع الطفل طوال النهار فى الستة اشهر الاولى من حياته؟

على الأم ان تعرف ان شكل الحياة يتغير بعد ميلاد الطفل لم تعد الحياة مجرد زوجين فقط، ولكن علاقة الحب بينهما انجبت كائنا مطلوبا استكشافه بثقة وحب فى آن واحد، والحقيقة الواضحة ان المرأة قبل الانجاب ليست هى المرأة بعد الانجاب فقد تم تصميم كائن جديد من خلالها وعليها رعايته طوال العمر بأشكال مختلفة.
بعض الأمهات يضعن نموذجاً لطفل معين او لرجل معين او لفتاة معينة وتريد الأم ان يكون طفلها نسخة منه، فهل هذا سليم تربوياً؟
كل كائن بشرى يختلف مزاجيا ونفسيا عن الآخرين، ومحاولة صب الطفل فى قالب معين مسألة يشعر فيها بالقهر، ان بداخل كل طفل عبقريا يحتاج الى اكتشافه، فلماذا تصبه الأم فى قالب انسان آخر.

هل يغضب الطفل من محاولة الام لإجباره على تعلم السلوك الاجتماعى المناسب؟

يغضب الطفل اذا ما قهرته الأم على سلوك معين، كمحاولة تعليم الطفل ضبط اخراج الفضلات منذ العام الثانى مثلاً الطفل يقول فى اعماقه لست لعبتك انا انسان لى قدرة على الفهم.
والطفل يغضب حتى من لعب الاسر به، واستخدامه كلعبة مسلية الاطفال يشعرون بالفارق الفاصل بين من يلعب معهم ومن يلعب بهم، وينتقم الطفل ممن يلعبون به انتقاماً مختلفاً.

ـ ما اخطر اشكال انتقام الطفل ممن يلعبون به؟

ثبت علميا ان الطفل يعاقب الكبار احيانا بصورة مزعجة وهى ان يتناول طعامه بشكل منتظم لكنه لايكبر ويظل قصير القامة، والمجتمعات التى لاتقيم وزنا لكرامة الاطفال وحقهم فى اللعب ومبادلتهم الحب، يتحول الاطفال فى هذه المجتمعات الى اناس قصار القامة، وبدراسة اطفال اليابان بعد انفتاح الاسر اليابانية وعدم قهرها للاطفال زاد طول الشباب فيها، وكذلك يزيد طول الشباب فى المجتمع الكندى والاسترالي، لان الامهات والآباء يعطون الطفل حقوقه الكاملة فى الرعاية مع عدم وضعه فى قالب سلوكى معين، والطفل يمكن ان يقبل توجيه الكبار الى السلوك المهذب اذا ما صدر التوجيه من قلب محب وبثقة فى انه قادر على التصرف بسلوك مناسب

==========


الموازنة بين العمل والمنزل
خلال الأسابيع الأولى من الولادة، يكون من الصعب غالبا تخيل إمكانية عمل شي في المنزل بعيدا عن طفلك فهو بحاجة إليك 24 ساعة ، وكلما تمطى أو بكى .... زادت ضربات قلبك ولكن عاجلا أم اجلا سيعاودك التفكير بالعمل واكتساب الرزق خصوصا إذا ما كان لك مساهمة مؤثرة في ميزانية الأسرة. ففي هذا الزمان دخلت نسبة كبيرة من النساء إلى سوق العمل لأسباب شتى ، ولم تعد العائلة في كثير من الأحيان تعيش معتمدة على عائل واحد، فقبل عقدين من الزمان، كانت أعداد النساء العاملات قليلة، أما الان فيكاد لا يخلو مكتب أو بنك أو شركة من العنصر النسائي الذي تقدم لشغل الكثير من الأعمال والوظائف، وفيما كانت نسبة العمالة النسائية في 71 تيلغ 5% نجدها الان قد تخطت الـ 30%.

الدوافع والقرارات

هناك أسباب شتى تدفع المرأة للعمل، على رأسها الجانب الاقتصادي وصعوبة الحياة ومن منظور اخر فإن العمل يعطي المرأة الإحساس بالقيمة الذاتية وتحقيق الذات، أو اتقان "مهنة" أو ارتقاء "منصب":. ومهما يكن السبب، ينبغي أن تضع المرأة العاملة في اعتبارها العودة للعمل بعد مرو فترة من الوضع، وكيف تستطيع أن تكيف نفسها مع المستجدات التي ستدخل على حياتها بعد أن أصبحت اما. فعندما تختارين رعاية الطفل، سينعكس ذلك عليك وعلى عملك، بتفضيل دوام واحد على دوامين إذا كان لك الخيار في ذلك، أو الدوام الجزئي على الدوام الكامل مثلا، وغالبا ما تشعر النساء أن لديهن أولويات متضاربة فيما بينها، فتجد الواحدة نهن بين نارين أو عدة نيران تحاصرها، بن الحاجة للعمل، والواجب تجاه الطفل ورعايته، والاهتمام بالعائلة، وحتى لو عادت إلى العمل فإن قلبها يبقى معلقا بالمنزل حيث تركت الحبيب الصغير في يد امها أو اختها أو حتى الخادمة الأجنبية، مع ما يحمله ذلك من منغصات، حتى لو كانت تشغل أفضل الأعمال الخالية من المنغصات.

التغيرات في العمل

بعض التغيرات الواضخة التي ستواجهينها عند عودتك للعمل ستطال نظامك اليومي. فعند البحث عن حل لمسالة رعاية الطفل ، يمكن أن تجدي عددا من الأشخاص لرعايته، يعرفون أوقات عملك وأيام إجازتك، وأوقات التقاط طفلك في موعد محدد. والان لا يمكنك ان تغادري منزلك بعد نهوضك من الفراش بـ 20 دقيقة كما كان في السابق، كل ذلك يحتاج إلى فترة للتأقلم والتكيف، كما ستشعرين أن العودة إلى العمل عودة مختلفة جدا، فهي لم تكن عودة من الإجازة الأسبوعية أو العطلة السنوية ... وإنما هي العودة من إجازة "إجبارية" غصت بالالام والأوجاع والمعاناة حتى خرج طفلك إلى النور.

الايجابيات
قد تشعرين بحوافز أشد من السابق، كون الكثير من العمل يعتمد على أدائك أنت.
ستستلطفين صحبة الزملاء والزميلات في العمل لأن تجربة الأمومة يمكن أن تكون عازلة للمرأة عندما تغرق في شئون الرضيع.
ستحبين الدردشات والأحاديث التي تدور في العمل الان، لأنها ستحررك من إطار "رعاية"
الطفل الضيق.

وفي المقابل
لا يمكنك الذهاب إلى مشوار قصير مع زميلتك بعد العمل مباشرة، ما لم ترتبي لذلك مسبقا، فالطفل ينتظرك.
لا يمكنك التأخر ولو لنصف ساعة لإكمال الرتوش الأخيرة على عمل يشارف على الانتهاء.
لا يمكنك الاعتراف بالتعب والانهاك بعد سهرة طويلة قضيتها بجانب طفلك الذي يعاني من المغص.
تقضين ساعة الغذاء في شراء حفاظات للطفل، وفترة الاستراحة في التخطيط لأعمال البيت المطلوية عند عودتك من العمل، فالصالة تحتاج إلى تنظيف، والصحون
إلى تغسيل، والملابس إلى كي وترتيب.
تنتابك نوبة من الشوق قبل انتهاء الدوام بنصف ساعة لأنك تركت طفلك كل هذا الوقت، كاشتياق المسافر إلى وطنه عندما يبدأ بتجهيز حقائبه ليلة العودة.
ترك طفلك

كم من الوقت سيمضي حتى تطمئن نفسك إلى أن طفلك سيكون بخير بعيدا عنك؟ بالنسبة للبعض فإن العودة بعد اليوم الأول ومشاهدة الطفل سعيدا... يكفي للاطمئنان القلبي، أما بالنسبة للبعض الاخر فقد يتطلب بعض الوقت لتجاوز القلق من أن كل عمل تقومين به سيكون له مردوده السلبي على الطفل. "إذا استيقظ ولم يرني فسيبكي حتى تجف دموعه" .. وإذا تأخرت عليه بسبب زحمة المرور 7 دقائق"لا بد أنه جائع، سيموت من الجوع" !

اعمليها.... برفق

هناك طرق يمكنك اتباعها للانفصال عن طفلك تكون أسهل عليك وعليه، ولكن النقطة الأهم هو أن تحتفظي بهدوئك :
حددي الوقت الذي يقضيه مع الشخص البديل، ابدئي بساعة واحدة، ثم سيعتاد عليه الطفل تدريجيا.
إذا كان طفلك يؤخذ خارج المنزل للرعاية، فأرسلي معه أشياء مألوفة تشعره بالألفة والأمان كالألعاب.
أقيمي له نظاما مرتبا، حيث يعطي ذلك الأطفال نوعا من الألفة والتعود في حياتهم ويجعلها عادة مألوفة لطفلك عما يحدث في يومه.
تأكدي من قيامك بترتيبات رعاية الطفل وأنت منبسطة منشرحة النفس تماماز فطفلك سيشعربإرتياحك أو عدمه بشأن العمل.

مع السلامة

كيف تقولين ذلك يعتمد على عمر الطفل، فإذا كان صغيرا جدا فيمكن أن يكون مستغرقا في النوم عند خروجك، بعض الأمهات يفضلن الخروج على أطراف أصابعهن، بحيث لا يستسقظ الرضيع ويشاهد امه تغادر المكان، فهنا تختفي "لحظة الانفصال" من الأساس، من جانب اخر ستبقى هناك الخشية من أن "يتعلق برقبتك" عندما يكبر لأنه لا يعرف متى ستخرجين ولن يدعك تبتعدين عن مرمى بصره، لكن قول : " مع السلامة" لطفلك سيجعل لحظة الانفصال واضحة لديه، مع أنها يمكن أن تكون محبطة لكليكما، لكن من جانب اخر يعرف الطفل ماذا يجري، وسيحصل على ضمة "الوداع" منك. ويمكن أن تكون المتكا التي يعتاد عليها في النظام، وسيمون الانفصال السهل الهادئ من مصلحة الطرفين.

اتصل أم لا أتصل؟

بالنسبة لبعض الأمهات، من المستحيل مغادرة المنزل وهن يشاهدن الطفل يلتوي باكيا على ذراع شخص اخر. مع أنك ربما تغادرين المنزل ويكون قد سكت تماما مع ركوبك السيارة، لكنك لا تعلمين ذلك، وربما تمر عليك ساعة أو ساعتان وأنت مستفزة الأعصاب حزينة القلب لاخر لقطة شاهدتها للطفل، مع أنه قد يكون حينها هدأ وسهى عنك، فإذا أردت الهاتف، قد يصادف سماع صوت بكاء طفلك في تلك اللحظة، وربما كان نائما وأيقظه صوت الهاتف نفسه، ومع ذلك تربطين بكاءه بالسبب الأول عند الخروج،ى بينما هو يبكي فعلا لسبب اخر تماما، وهو ما يغيب عنك وأنت في العمل. يمكنك سؤال القائم على رعايته للاتصال بك حتى تستريحي من هذا العب، فقط للتأكد والاطمئنان. وإذا كان طفلك في حضانة أطفال فمن الأسهل طبعا الاتصال بها، وبعد ذلك ، إذا سمعت صوت بكاء طفل على سماعة الهاتف، فمن المستبعد جدا أن يكون صوت طفلك بالذات. وغالبا ما يكون الطرف الاخر على الهاتف هناك قادرا على تحديد موقع طفلك وتطمينك على حالته.

التفاوض مع صاحب العمل

إذا لم تكوني مرتاحة من ترتيبات العودة إلى العمل، فربما يوجد هناك مجال للتفاوض. إذ قد يمكنك اختيار العمل الجزئي أو الوقت المرن أو البدء أو الانتهاء مبكرا من عملك (بتقديم ساعات الدوام). حاولي توضيح موقفك بقوة وإقناع عند التحدث مع صاحب العمل، اجعلي أهدافك ومشاعرك واضحة بسلوك منفتح ولكن حازم. وقبل التحدث إلى رب العمل تاكدي أولا من انك حددت ما تحتاجين إلى معرفته بالضبط، فإذا لم تشعري بالثقة حاولي التحدث إلى من هو أكثر خبرة منك وبالتالي على دراية أكثر بأوضاع العمل.

اجلسي واكتبي ما تريدين
ضعي علامة (استفهام) تحت النقاط الأساسية فذلك يعطيك خيارات متعددة كان من الممكن خسرانها عند الاتفاق
انظري في الوضع من وجهة نظر صاحب العمل،أيضا، فما الذي يمكن أن يتقبله هو على الأرجح.
راجعي اتفاقية العمل الموقعة معك بحيث تكونين عالمة بما فيها من شروط والتزامات، رب العمل يعرفها جيدا.
كوني واضحة بشأن ما تريدين، لكن قدمي بعض البدائل.
لا تندفعي، ولتكن نهاية الجلسة خالية من الاحتدام والحدة ، وامنحي نفسك فرصة للتفكير فيما قيل.
اسألي نفسك عما ستفعلين إذا لم تحصلي على ما تريدين.

عندما يمرض طفلك

ان ترك الطفل المريض عند القائم على رعايته – ولو كان والده – هي المشكلة الدائمة التي تواجه المرأة العاملة وتؤرقها. في الأحيان الأخرى تمر المسألة بهدوء ولكن عندما يمرض الطفل فهنا تبرز المشكلة العويصة فجأة. بعض الشركات تمنح عددا من الأيام كإجازة للسماح بتغيب الأم عند مرض الأطفال، لكن غالبا ما يعود الأمر إليك لتقومي بترتيباتك.

الكثير من الامهات العاملات يقلقن من تعرضهن للتضييق عندما يتغيبن كثيرا لمرض أطفالهن، هذه المخاوف قد لا تكون موجودة لديك لكن حدوثها لأخريات يجعلها تبرز لك كهم جديد، فتذكري انه رغم ذلك إذا كان طفلك مريضا فإنك الشخص الذي يكون في أمس الحاجة إليه. وإذا كان المرض قد لحق بمن يرعى طفلك, فربما يكون أمامك بدائل: جارتك، أختك، عمة الطفل، جدته، قريبتك. إن إقامة شبكة من الأمهات المتجاورات المتعاونات في المنطقة يمكن أن يلعب دورا كبيرا لمثل هذه الظروف، مثل هذه الأمور كانت شائعة في السابق، إذ كانت الجارات يرضعن أطفال بعضهن البعض، وهو ما كان يؤدي إلى الأخوة بالرضاعة وما يترتب عليها من أحكام، وقد نتذكر أحيانا كيف كانت تعتمد الجارة على جارتها في طبخ غذائها حينما تذهب بطفلها إلى المستشفى مثلا، أو عندما تسقط فريسة المرض.

حقوقك

تتمتع المرأة العاملة بمجموعة معينة من الحقوق أو الامتيازات لحماية صحتها وصحة طفلها. وفي العديد من البلدان تتلقى بعض المساعدات المالية عندما تنجب طفلا. ولا تكون مثل هذه الحقوق عموما معروفة أو واضحة دائما، لذلك ينبغي البحث عن حدودها، فالقوانين تتغير مع الوقت، وتختلف من بلد لاخر ففي بعض الدول المتقدمة تمنح الأم إجازة براتب كامل لمدةسنتين حتى مولودها، فيما تخطو دول أخرى كالسويد خطوة أخرى إلى الأمام بمنح الزوج ايضا "إجازة وضع" بإعتباره يشارك الأم في تحمل الأعباء الجديدة التي تفرضها ولادة الطفل الجديد. وهذه الفكرة تعتمد على ان الابن ليس ابن الأم وحدها، ولكن ابن المجتع كله، لذلك لا بد من احاطته بالرعاية الشاملة منذ ولادته، طبعا لا يمكننا المقارنة بين بلداننا وبلدانهم لوجود الفاصل الحضاري بين العالمين. ولكن تظل الفوائد الرئيسية :-

إجازة الأمومة القانونية

كان إمرأة تمنح إجازة امومة (4-6 أسابيع) إذا كانت في عمل بدوام كامل أو جزئي وهي حامل تبعا لقانون العمل. فمثلا للمرأة في البحرين الحق في ترك العمل لمدة أربعين يوما بعد الولادة مع الدفع الكامل للراتب، مع 15 يوما إضافية غير مدفوعة، دون أن تخصم من الإجازة السنوية، مع تمتعها بعد عودتها إلى العمل بفترة راحة يوميا لمدة ساعة للإرضاع، هذا غير أوقات الراحة الممنوحة لبقية العاملين.

امتيازات الأمومة

للمرأة العاملة الحق باقتطاع بعض وقت العمل لزيارة الطبيب أو لإجراء فحص ما قبل أو بعد الولادة دون خصم في حالة تقديم شهادة طبية. كما يمنحن أوقاتا خاصة بالرضاعة بعد العودة إلى العمل. بجانب أوقات إضافية غير مدفوعة في بعض الدول في حالة وجود مشاكل عقب الوضع.