رب كلمة لا تلقي لها بالآ تهوي بك سبعين خريفا في نار جهنم

الأسرة والمجتمع

الإيمان الحقيقي هو الراسخ في القلب رسوخ الجبال العالية،
إنه الخوف

والخشية من الله التي تستقر في أعماق القلب فتلقي بظلالها على بقية الأقوال والأعمال.

إن صاحب الإيمان المستقر في حنايا فؤاده يسبق في كثير من الأحيان أصحاب

الأعمال التي لا يرشدها الإيمان وإن كانت كثيرة.

أهل الإيمان الصادق يفوقون أهل العبادات الكثيرة


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،

ونعوذ بالله من شرور

أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل

فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً

عبده ورسوله. ثبت عن المصطفى صلوات الله وسلامه عليه أنه قال:

(وزنت بالأمة فرجحتها، ووزن أبو بكر بالأمة لست فيها

فرجحها، ووزن عمر بالأمة لست فيه
ا وليس فيها أبو بكر فرجحها).

يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن مكانته وفضله
وأجره
وثوابه عند الله سبحانه وتعالى عظيم،

فالأمة الإسلامية من أول رجل فيها وهو أبو بكر أفضل رجل بعد

النبيين إلى آخر رجل فيها

وضعت في كفة والرسول صلى الله عليه وسلم في كفة فرجح

الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمة كلها،

رجل واحد يرجح بملايين الملايين من المؤمنين الصالحين
بأعمالهم وفضائلهم وأجورهم،

والرسول صلى الله عليه وسلم

يرجح عليهم. كذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوزن

بالأمة وفيها عمر ، و عثمان ، وعلي ،

وسعد ، وخالد بن الوليد والصالحون والأخيار من هذه الأمة يوزن بهم، وليس فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم

فيكون ميزان أبي بكر أرجح من ميزان الأمة كلها. ثم يأتي عمر رضي الله عنه فيكون الحال كذلك. لقد كانت هذه المكانة

العظيمة لـأبي بكر كما في الأثر:
ما سبقكم أبو بكر بكثير عمل إنما هو شيء وقر في قلبه،
أبو بكر الصديق لم يسبق الناس

بكثير عمل، إنما هو إيمان استقر في قلبه، إيمان راسخ قوي، وصلة عظيمة بالله سبحانه وتعالى

أوجبت له الأجر العظيم

والثواب الجزيل مع سابقة في الإسلام وحرص على التقوى.

الناس يتفاضلون عند ربهم بما وقر في قلوبهم،

وبالإيمان الذي يستقر في هذه القلوب، وحب الله سبحانه وتعالى، وخشيته عز وجل، وتعظيمه سبحانه وتعالى

، فعندما تستقر
هذه الأمور في القلوب تصبح القلوب نظيفة طاهرة طيبة،
بل يصبح بينها وبين الله سبحانه وتعالى صلة،
هذه المعاني التي استقرت في القلب تلقي آثارها
على عمل الإنسان أو على أفعاله أو على أقواله،
فلا تسمع منه إلا طيباً، ولا تلقى

منه إلا خيراً، تلقي ظلالها على أعمال العبد فإذا بها تستمد من مشكاة النبوة

أو من نور الإسلام، فإذا بالعبد يستقيم على منهج
الله وطاعته ويأخذ من دين الله سبحانه وتعالى،

ويصبح عند المسلم حساسية تجاه هذه الشريعة والأقوال والأعمال. بعض الناس يتهاون في

أمور يظنها حقيرة، وبعضهم في عينيه أمور يظنها عظيمة والأمر ليس كذلك؛ لأنه

لا يستقي من شريعة الله سبحانه وتعالى، فيأخذ الأمر بهواه، والله سبحانه وتعالى عنده

الميزان يقيس به الأعمال ويوزن به البشر يقول تعالى:

فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه . ......


( رب كلمة لا تلقي لها بالآ تهوي بك سبعين خريفا في نار جهنم )

كما قال رسول الله صلى الله علية وسلم

رب كلمة يقولها العبد يرفعه الله سبحانه وتعالى بها في الجنة درجات عالية،


ورب كلمة يقولها العبد يهبط بها في دركات جهنم. وفي الحديث:

(إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً -لا يظن أنه سيكون لها أثر عظيم-

يرفعه الله بها في الجنة درجات

، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً)،

أي كلمة يقولها العبد لا يهتم لها ولا يلقي لها بالاً ولا تأخذ من نفسه

وفكره شيئاً، ولكنها تغضب الله سبحانه وتعالى غضباً شديداً.
يحدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن أحد السابقين

وهو رجل صالح يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،
يرى أخاً له في الله يفعل الموبقات من المعاصي والذنوب،

فينهاه ويبين له ويرشده

مرات ومرات، وفي يوم وجده على معصية فيشتد عليه فيقول له:

دعني وربي، أنت لست برقيب علي، فيقول:
(والله! لا يغفر الله لك)،

انظر إلى هذه الكلمة التي صدرت بنية طيبة فقال
الله جل وعلا:

(من ذا الذي يتألى علي؟ -من الذي يحلف أنني
لا أغفر؟- قد غفرت له وأحبطت عملك)

كلمة لم يلق لها ذلك الرجال بالاً، ولا يظن أنها ستبلغ هذا المبلغ، فيغفر الله سبحانه وتعالى

بها لذلك المذنب العاصي ويحبط أجر هذا الرجل العابد؛ لأنه تكلم بكلمة في ميزان الله تعتبر كبيرة.

كان يخطب الرسول صلى الله عليه وسلم فيأتي إليه رجل فيقول له:

(يا رسول الله! هلكت العيال وضاع كذا، ادع الله لنا، فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك،

فيغضب الرسول صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً ويسبح قائلاً: سبحان الله! سبحان الله! سبحان الله!

ويقول: ويحك، أتدري ما الله؟ إنه لا يستشفع لأحد على الله)

لا يستشفع بالله على أحد، فلا تجعل الله شفيعاً للرسول. بعض العامة

في بلاد الشام يقولون عبارة أشنع من هذه،
فعندما يريد إنسان
أن يؤكد أمراً على إنسان آخر يقول: أدعوك وعليك الله! فهي

كلمة عظيمة يقولها

الناس ولا يلقون لها بالاً، والله سبحانه وتعالى لا يقدم ليشفع عند أحد، الناس يشفعون

عند ربهم فيقبل شفاعتهم أو يردها كما يشفع الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة والشهداء والصالحون.

وأما أن يستشفع بالله على فلان فهذا خطأ عظيم غضب الرسول صلى الله عليه وسلم

من ذكره. بعض الأعمال يفعلها العباد وهي خطيرة

؛ لأن ميزان التقوى وتعظيم الله سبحانه وتعالى

قد اختل في النفوس

، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي
نعرفه:

(دخلت امرأة النار في هرة)

وفي المقابل امرأة زانية غفر

لها بصبة ماء أسقتها لكلب، فبعض الناس يبخسون الحيوان وهو ذو روح، تحبسه امرأة

لا تطعمه ولا تسقيه ولا تسمح له
بالانطلاق في فجاج الأرض ليأكل من أرض الله الواسعة

فتدخل النار بهذا الفعل. وامرأة تمر
على كلب يأكل الثرى من

العطش بجانب بئر فتأخذ بنعلها ماء فتسقيه فيغفر الله لها ويدخلها الجنة. فالناس لا يلقون بالاً لهذه

الأعمال، وميزان الله سبحانه وتعالى غير ميزان البشر.

وبعض الناس وهم يضحكون

في مجالسهم يريدون النكات فيه

نذل فيه حوطي فيه مطيري
فيه زهراني

لكي يضحكون فقط

وبعضها قد تمس رسول الله أو الصلاة،

وقد تمس الإمام الذي يقرأ القرآن

وتضحك الناس من أمر من أمور الدين،

هذا خطر كبير يقع فيه كثير من المسلمين الذين
يرجون خيراً ويرجون الله سبحانه وتعالى،
ولا يلقون للكلمة بالاً،

فعندما استهزأ بعض الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم وبالصحابة رضوان الله عليهم

سمى الله ذلك كفراً بقوله

لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ

ويحبط العمل،

فينبغي للمسلم أن يتنبه إلى مثل هذه الأمور.......

. . انتبه واقرأ قول الله تعالى بتدبـّر وخشوع


مخبرا عن إبليس اللعين :


(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (صّ:82)


إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (صّ:83)

(ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ


أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) (الأعراف:17)


انتبه واقرأ قول حبيبك صلـّى الله عليه وسلـّم:


عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


: " إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم " (متفق عليه)

(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا

الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة:5)


2: تذكـّر قول الله تعالى :

(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا


مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (فاطر:6)


3: اعلم رعاك الله تعالى أنّ الخسارة العظمى هي لهؤلاء:


(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) (103)


الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) ( 104 )

أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً) (الكهف:105)


فانتبه أخي لا تكن منهم فتكتب وتطعن وتلعن وتحدث بالنكت
والكذب ظنـّا منك


انك على صواب ولكن يحبط الله عملك كهذا

الصنف عياذا بالله تعالى .

اللهمّ اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى .


اللهمّ اجعلنا سببا لهداية من تشاء من خلقك برحمتك

يا أرحم الراحمين .

اللهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا


اللهمّ اجعل مشاركتى هذا سببا لتوبتي أوّلا ثمّ توبة

من تشاء من خلقك يا أرحم الراحمين .

اللهمّ اجعله حجـّة لنا وليس علينا .

اللهمّ طهـّر قلوبنا جميعا من الكفر والنفاق والكذب

والطعن واللعن برحمتك يا أرحم الراحمين .

اللهمّ اجمعني وإخواني وأحبابي في الدنيا في ساحات الوغى


وفي الآخرة في الفردوس الأعلى مع الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم .
7
44K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

يادنياأعذريني
الله يجزاك خير
قمر Com
قمر Com
جزاك الله خير
إحسآآس طفله
إحسآآس طفله
جزززززززززاكم بالمثل
حلوه بدنيا مره
جزاك الله خير
بننت جداويه
بننت جداويه
جزاك الله خير