تغريد حائل
تغريد حائل
خطوات الشيطان ?عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين- القصة حقيقية إلا من بعض التفاصيل الصغيرة غير أن الشخصيات أسماءها مستعارة.........استفاقت حورية الزوجة الشابة من نومها قبل الجميع توضأت صلت ثم دخلت مطبخها الصغير لتحضير فطور لولديها وزوجها هشام ... بعد لحظات تبعها هذا الأخير جلس كعادته في مكانه المفضل آو كما كانت تسميه هي مازحه الموقع الاستراتيجي ...تناول فطوره وهو يحدثها عن زحمة الطريق المؤدية لمقر عمله ربما كما اعتاد دائما ؛ استيقظ الولدان مؤخرا تجهزا و خرجا إلى المدرسة برفقة والدهما وانصرفت حورية الى أشغالها المنزلية بكل تفان .... الساعة العاشرة صباحا البيت مرتب والأكل على النار ينضج بهدوء ، جلست حورية لتسترد بعض أنفاسها تذكرت أمها المتعبة فأسرعت إلى هاتفها بادلتها الحديث لبضع دقائق ثم ساد الصمت من جديد ...استغرقت حورية تفكر في زوجها ورتابة العيش معه فمنذ وقت طويل لم يسمعها كلاما رقيقا ولطيفا يخرج مسرعا صباحا ويعود متعبا مساءا ومضت الأيام والشهور برتابة كأنها طقوس مبجلة ... راودتها شكوك أزعجتها "ربما يكون هشام يستمتع بالحديث مع نساء غريبات يشبع رغبته ويوافيها وقد افرغ شحنته العاطفية عند إحداهن وهي جالسة كالمغفلة تنتظره ...اختمرت فكرة غريبة في رأسها ... جرت ناحية غرفتها لبست عباءتها وحملت حقيبتها وخرجت .. اتجهت إلى محل قريب واشترت شريحة هاتف وعادت مسرعة .. غيرت الشريحة القديمة بالجديدة وهاتفت زوجها مدعية أنها أخطأت في الرقم غيرت قليلا من صوتها وأطالت في الاعتذار بصوت فيه كثيرا من المكر والدلال وبلع المسكين الطعم ... أخبرته أنها شكلت رقم أخاها بسرعة لأنها متعبة وقلقة وتريده ان يساعدها وبكل سذاجة سألها هشام عن سبب قلقها وبكل بساطة اختلقت سببا وأسهبت في الحديث معه وأخبرته أنها أحست بالراحة والطمأنينة بمعيته وشكرته واغلقت الهاتف... احتفظ هشام برقمها وكل يوم في نفس الوقت كان يحادثها يحكي لها قديمه وجديده ومع مرور الوقت تعلق بها كما يتعلق الطفل بامه ويعود مساءا وكأنه يعيش في عالم آخر وسيطر الوهم على عقله وقلبه وأصبح في بيته مجرد جسم روحه معلقة حيث لا يدري ولكن حورية كانت تدري وزاد قلقها وخوفها فمن جهة هي أيضا أصبحت تستمتع بالكلام الجميل العذب وتقول في نفسها " انه زوجي أمام الله وأمام الناس وانا لم اقترف ذنبا " ومن جهة أخرى هي تعلم ان المعنية بهذا الكلام المعسول والمشاعر الجياشة امرأة أخرى ...فقررت أن تنهي هته المسرحية غدا في نفس الموعد ... العاشرة هاتفها هشام واخبرها انه أصبح لا يستطيع أن يعيش بدونها وهو لا يحب الحرام إذن الزواج هو الحل المنطقي وصُدمت المسكينة وذكرته انه متزوج وأب حيث انه لم يخفي عنها هته الحقيقة وأعلمته أن أهلها لن يقبلوا بهذا الزواج مطلقا وخيرا لكليهما الابتعاد ونسيان الأمر إلى الأبد....بعدها انتابتها نوبة بكاء هستيرية أخرجت الشريحة وضعتها في هاون وبدأت تضرب بكل قوة وغيض ... عاد الولدان لتناول وجبة الغداء فلم يجدا شيئا أخبرتهما أن رأسها يؤلمها بقوة وأعطت أكبرهما نقودا لشراء بيتزا من محل قريب ...وصل هشام في موعده يجر رجليه جرا ومسحة حزن واسى على محياه رمى بجسده المنهك فوق الأريكة أسرعت حورية نحوه مستفسرة عن حالته صرخ في وجهها وطلب منها ان تبتعد عنه قالت مع نفسها " غدا سينسى وسيكون بخير " ولم يحدث ذلك فقد ساءت حالته وقلت شهيته للطعام ولازمته الحمى والغثيان وأصبح طريح الفراش ومن طبيب إلى آخر ثم من راق إلى أخر.... لن احكي عن حورية فالله وحده يعلم بما كانت تحس وتعاني خلال هذا الوقت العصيب .... في الأخير اتصلت بإمام مسجد حكت له عن قصتها طلب منها أن تحسن التوبة وتخبر زوجها بكل التفاصيل قبل فوات الأوان فهي إن لم تفعل هذا في الدنيا سيفضحها الله أمام الملأ في الآخرة ؛ وبحسرة وعناء قررت أن تخبره بالقصة من الألف إلى الياء ولن أكمل فصلها الأخير وساترك قارئها يتخيل حيثياتها ويستلهم منها كما كبيرا من العبر .............ولنحذر جميعا خطوات الشيطان إنه عدو مظل مبين......
خطوات الشيطان ?عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين- القصة حقيقية إلا من بعض التفاصيل الصغيرة...
الحبيبة رحيق:
قصتكِ تحمل في جعبتها درس جليل
لكل من ضل طريق الرشاد،
وزلت قداماه في هاوية الشك واتباع خطوات الشيطان..!
ما أروعكِ ياغالية..
فلقد أجدتِ بلورة أحداثها بكل سلاسة وإتقان
رغم أن نهايتها مبتورة السرد..
ولكن الخيال استطرد العبرة في القصة بكل شغف..!
دمتِ بتألق ورونق عطاء..!
وفقكِ الله!!
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
حبيبتي فيض وعطرتهرب الحروف ولا تجد ما تجود به سوى الدموع .. بكيتٌ شذى ومن قبلها والديها رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته ..كنت أعتقد أن زمن الإيثار قد ذهب مع الريح وجاءت بعده أزمان متخمة بحب الذات ..لله درها شذى فمعها أحسسنا أن الدنيا لا تزال بخير ..سلمت يمناك فيضنا على جمال هذه القصةودعواتنا لصديقتك التي تبدو هي أيضاً ذات قلب كبير ...
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
أختي دموعي قريبةهنيئاً لك بيت الحمد .. وجعل الله صغيرتك شفيعاً لك يوم القيامة .. أبكتني من الأعماق قصتك ولكن لماذا نبكي وبيت الحمد كان جزاءً لك بإذن الله !عوضك الله خيراً وزادك حمداً وصبراً ..
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
~ الحياة بين الألم والأمل ~
ترددت كثيراً قبل كتابة قصتها.. لأنني لم أُرِد لكنَّ الألم ولم أرد لأعينكن ذرف الدموع !! فمن ذا الذي يعرف قصتها ولا يبكيها؟! من يستطيع أن يقرأ مأساتها دون أن يشعر بوخز الألم والآه بداخل أعمق أعماقه؟!! لا أعلم من أين أبدأ ولا من أين أُمسِكُ بطرف الخيط ولكني سأحاول ..هي صديقة أمي وسأختار لها إسم ( صابرة ) لأن أبي إعتاد على مناداتها بهذا الإسم ، أنهت دراسة الصيدلة في إيطاليا وإشتغلت في مجال دراستها في إحدى مستشفيات الإمارات .. توفي عنها زوجها في حادث سيارة بعد أن رزقت بأول طفلة وتلك الطفلة هي قصتنا الموجعة لهذا المساء ..لقد ولدت الطفلة أمل بإعاقة ذهنية تم إكتشافها في سنوات عمرها الأولى .. فقط جسد ينمو ولا شئ آخر .. كلامها مفردات بسيطة تخرج من فاهها بصعوبه .. تستخدم دائما يداها الإثنتين للإشارة إلى شئ لا نفهمه نحن .. كنت أراها دائماً مبتسمه المحيا وكأنها مستمتعة بتلك الإعاقة التى قد لا تدري هي أنها إعاقة !! كانت تعتمد على أمها في كل شئ إلا ما ندر ..رضت صابرة بقدر الله ولسان حالها يقول كل ما يأتينا من الله فهو خير .. وهكذا مرت الحياة بصابرة بين عملها وإبنتها المعاقة بالإضافة إلي والدتها المسنة التي هي الأخرى تحتاج إلى عناية لأنها أصيبت بالخرف وأصبح لزاماً على صابرة أن تعتني بها كالأطفال .. لم تتركها في دار عجزة .. ولم تتركها بين أيدي الخدم .. بل هي من كانت تعتني بها وإنحصر دور الخادمة على فترة غيابها في العمل ..كانت صابرة قد أدخلت إبنتها مدرسة لذوي الإحتياجات الخاصة وكانت هذه المدرسة في إمارة أخرى تبعد عن إمارتهم حوالي الساعة ،. ولكن لا بأس إنها مدرسة جيدة ولديها باص لتوصيل الطلبة إلى كافة الإمارات ..وبعد مروو عدة سنوات جاء اليوم الذي رفضت فيه أمل الذهاب إلى المدرسة وعندما تسألها أمها لماذا لا تريدين الذهاب إلى المدرسة تجيب بتلك الكلمات البسيطة التي قد تكون غير مفهومة bad driver !! فقط كلمتان لا أكثر تتفوه بهما أمل بين دموعها ونوبة الخوف والهياج التي كانت تجتاحها .. وبغريزة الأمومة فهمت صابرة أن هناك شئ مؤلم يحدث لإبنتها !! بدأت الشكوك تحاصرها .. ولم تجبر إبنتها للذهاب بل أخذتها لعيادة للكشف عليها فإذا بالطفلة المسكينة وقد هُتكَ عرضها وإستباح الذئب دمها ! لم يشفع لها كونها صغيرة ولم يشفع لها كونها معاقة حُرمت من بهجة الحياة .. لم يشفع لها يُتمها وبؤسها .. كل ما كان يهم ذلك الذئب جسدها !! وإن كان معاقاً ! لقد إغتصبها سائق الباص في طريق عودتهم إلى البيت .. إنتهز كونها آخر من تصل وكون طريقها بعيداً .. كلماتي وحروفي لن تعبر عما شعرت به صابرة .. ورغم ذلك بقيت صامدة ..ومما زاد من ألم الطعنة قرار المحكمة التي حكمت فقط ببضع دراهم تعويض لكون الضحية من ذوي الإحتياجات الخاصة ولا تستطيع سرد ما حدث لها !!كانت الطعنة قوية وكان الألم هنا أقوى من آلام ما مضى من السنين العجاف ..ولكن .. قدر الله وما شاء فعل ..منذ أن توفي زوجها وهي لم تفكر بالزواج مرة أخرى بالرغم من الخطاب الكثُر الذين طرقوا بابها .. ولكنها بعد كبرت أمل فكرت بتزويجها لعل الله يرزقها بمن يعتني بها إذا ما رحلت عنها أمها !! أرادت أن تنجب وتقوم هي برعاية المولود لها ليكون لها سنداً .. ولكن من حولها من الناس المقربين رفضوا الفكرة وقالوا لها أن أمل لن تتحمل عبئ حمل وولادة ! فتخلت عن الفكرة ولكنها هي من تزوجت أخيراً بعد مرور كل تلك السنوات .. ورزقها الله بطفلة أخرى معافاة تدرس الآن آخر سنة لها في كلية الطب .طبعاً فرقتنا الأيام بعد موت أم صابرة بسنوات قليلة .. ورجعت قبل شهرين إلى الإمارات وذهبت إلى ذالك البيت الذي كان دائماً عنواناً للصبر والصمود .. طرقت الباب وأنا لا أعلم ما قد يكون الزمان قد فعل بهم .. طرقت الباب وقلبي يدق شوقاً لرؤيتهم وخوفاً من أي مفاجأة قد تكون غير سارة !!طرقت وفتحت الخادمة وقالت لي أن أمل في المستشفى منذ ليلة البارحة .. ذهبت إلى هناك ووجدتها تجلس في ذلك السرير الأبيض وقد إشتد عودها وأصبحت في الثلاثين من عمرها وأمها صابرة ( وقد خارت قواها ونحل جسدها وضعف ) تحاول أن تبقيها في السرير حتى لا تسقط منها وهي في نوبة هَيجان !!!ولكم أن تتخيلوا جسد ما بعد خريف العمر يصارع ربيع العمر .... ولكنها الأم تستمد قوتها من أمومتها رغم نحول جسدها وشيب شعرها !!
المحامية نون
المحامية نون
الغالية ام احمد ...قصة موجعة فعلاً ...كان الله بعون تلك الام الصابرة ... ترجم قلبها خوف ابنتها رغم صعوبة نطقها ....فذلك هو قلب الأم ....طفلة معاقة تتعذب من وحش بشري انعدمت الرحمة في قلبه ... الله يجازي تلك الأم حسن الجزاء والثواب ... فهو عادل لايضيع عنده شئ ...... وشكراً لطرحك الذي يصل القلب ... سلمت ياجوهرة