تغريد حائل
تغريد حائل
نداء من القلب~
مساؤكنَّ فلٌ وكادي
أخواتي الفاضلات:
أين التفاعل وهطول المشاركات؟
أين روح الحماس التي لمستها بردودكنَّ الرقيقة؟
مازلتُ بانتظار تدفق محابركنَّ الباسقة،
ونثر عبق أقلامكنَّ السيّالة بـــــــ كل مفيد وهادف..!
رائعاتي:
هذا الملف..!
متنفساً لأرواحنا
ونافذة نطل منها على قصصاً إنسانية واقعية
فلندير صندوق الحكايات
ونسطر بقلوبنا تنهيدات أحرفنا المتساقطة من كتاب أعمارنا،
ولــــــ نستمع لصدى ذكرياتنا الغافية على ضفاف الوجدان..!
فلنُشيد معاً أعمدة هذا المتنفس الحاني
ولنلوّن مساحاته الأرجوانية بعبق مشاركاتكنَّ المميزة..!
وكلي أمل باستجابة أرواحكنَّ النقية لنداء أختكنَّ - تغريد -
ووفقنا الله وإياكنَّ لكل مايحبه ويرضاه!!
المحامية نون
المحامية نون
شهد الحرف الراقي الغالية تغريد .....حروفك سطرتها هنا بمداد القلب فجاءت كالبلسم الشافي لتجسد اروع المشاعر الانسانية المتمثّلة بنبع الحنان الدافئ النور الذي يضئ عتمة الظلام رحمها الله وأسكنها جناته ثم سطرت اروع معنى للإخلاص لقلب تربع على عرش الوفاء مبارك افتتاح تلك المساحة الطيبة ودام عطاءك المخلص الزاخر بالجمال دائماً.......
& أم أنوسي &
& أم أنوسي &
ورديات
الحمدلله الذي بيده تتم الصالحات
الحمدلله الذي جبر قلوبكم جميعا بشفاء زهير
الحمدلله الذي لا يخيب عباده و لا يرد ايديهم خاوية صفرا
الحمدلله رحيم بعباده كريم بعطائه حفيظا عليهم
غاليتي ورديات ..
أمام قوته سبحانه و تعالى و رحمته لا يقف شيء
و كلما وثقنا به تمام الثقة كلما استجاب لنا
الحمدلله على ما أخذ و على ما أعطى و على ما يخفي
جزاك الله خير و نفعنا بما طرحتي
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ



قلوب كبيرة ..
مازالت تعبر محيطات أشواقنا ...
ويفعمُ وجودنا ... طيبُها ..

وإن توارى أصحابها خلف الستار ،
وإن غاب نجمهم عن الأفق ..
وإن خلا منهم المكان ...
وإن حملتهم رياح الفراق بعيداً ...
خلف لجة الحياة ..
ستظل نبضتهم حية بنا
تذكرنا...! أن هناك
قلوباً ... لاتموت ..!



*****
من الواقــــــــع ~
(( قلوبٌ لاتموت ))

كانت هي - يوم أن دارت بنا الأيام ثلاثمائة وستون درجة عكس رخاء الزمن -
تبلغ السادسة عشر ربيعاً .. من عمر الزهور ..
وتوشك أن تنهي مرحلتها الثانوية ..
بكفاءة وامتياز دأبت عليهما ..



هي أختي ذات القلب الكبير...
الذي توقف نبضه قبل الأوان ..
تاركاً بعضاً منه يتردد في قلوبنا ..
وأثراً من نبل تضحياته موشوماًعلى صفحات أيامنا..
وذكرى كلما لاحت حملت شذى أعواماً
قلّما تغيب عن أذهاننا ..!


*****


فلأعد بكنّ إلى الوراء سنيناً ..
وأدعوكن لتعشن معي بداية الحكاية ..
حكاية هذا القلب الحنون .. .!





ذات ليلة شتوية في يومٍ عاصف..
كانت الأيام تقف لنا بالمرصاد؛
لتغتال سعادتنا في أمسيته التي تقلب فيها الجو
و تلبدت سماؤها بالغيوم ، وزمجرت
.وأبرقت .. وأرعدت وهطل المطر غزيراً مدراراً..
وتبعتها رياحٌ أخرى عصفت بنا ..
اجتثت جذور حياتنا
ورمتنا بقسوة لنرتطم بجدار الواقع المرير ..
الذي سرق منّا أغلى الناس ..
وتركنا مذهولين .. في دوامة فقد لايوصف ألمه..!



هويــــــتنا ~

نحن ثلاث بنات ...
وأنا الوسطى بينهنّ ...
أدركنا وعي الحياة ونحن لانعرف من الأهل سوى والدينا
نذكر آخر عهدنا بالجد والجدة ونحن لازلنا صغاراً
ولكن الحب المغدق في العطاء من أمنا وأبينا
لم يترك في مساحة أيامنا بقعة خالية تشكو اقفراراً
ولأ أرضاً ظمأى لارتواء ..
لقد أحسنا غرسنا ..
وأسبغا علينا رعاية وحباً..
حتى استوينا على سوقنا..!





ذات صــباح شـــتوي ~


- شذى .. لقد وردنا الساعة خبر بأن ( فلانة ) قريبة والدة أبيك ..
أدركتها المنية وهي في فراشها ..
ومن الواجب أن نذهب للتعزية اليوم ..
المسافة طويلة ، والمكان بعيد جداً عنّا، وعلينا أن نبكر في الذهاب
اليوم عطلة كما تعلمين ياابنتي ..
ونحن نعتمد عليك في الاهتمام بأختيك
وإدارة شؤونكم ... حتى عودتنا مساءً إن شاء الله ..
فهلا تفعلي ذلك من أجلنا ؟


*****


كان هذا أطول آخر حديث لأمي ..
موجهة الخطاب لأختي الكبرى
ذات الستة عشر ربيعاً .. وكلها ثقة بكفاءتها



*****


ابتسمت شقيقتي مطمئنة والدتي..
- كل شيء سيكون بخير ياأمي فلا تقلقي
- أدرك ذلك حبيبتي فأنت كالأم الرؤوم لأخواتك
رغم تقاربكن في السن..
ولكن قلت ذلك فقط ليطمئن قلبي .. رعاكنّ الله ..!


*****
ليطمئن قلبك أماه .. فلقد وصلت دعوتك إلى السماء
وكنا في عين الله ورعايته ..!



قرب الفجر .. ونحن بتنانقلب ليلتنا في القلق ..
لتأخر والدينا في العودة
وبعد أن هدأت العاصفة ..
طرق الباب !!
هرعنا لفتحه مسرعين ..
فإذا برجل أمن يفاجئنا مرآه..!
وجمنا ..!
أصابنا الخرس ..!
وجفت قلوبنا .. وتوقف الزمن بنا ..!
لاأدري كيف أصف شعور الغائب عن وعي الحياة
كنا نسمع ولانعي كأنا قد خرجنا من هيئة أجسادنا




بم أخبرنـــــا الطّــارق ؟ ؟

- حدثت سلسلة اصطدامات ..
بسبب ضبابية الرؤية في الطريق السريع ليلاً
وبسبب ( نسّاف ) سريعٍ أفلت مقوده عن السيطرة ..
حدثت تصادمات عدّة ..
تبعتها سلسلة من حوادث انقلابٍ مفزعة..
وكان الموت بالمرصاد للبعض .. وأصيب البعض الآخر ..
استدللنا على عنوانكم من الأوراق الثبوتية
عظم الله أجركم .. ولا حول ولاقوة إلابالله ..!


*****


كالصاعقة تصيب ماتمر به باحتراق ..
احترق شيء فينا إلى الأبد ... تاركاً الرماد .!





بعد عبــــــــور الصدمة ~
وتمر الأيام بنا بطيئة حزينة باردة موجعة .. ..
وتترك كبيرتنا شذى دراستها لتتفرغ لنا ..
تغدق علينا من نبع حنانها وحبها ورعايتها بلا حساب
لتعوضنا ونفسها .. بعضاً من فراغ الفقد ..
وكنا نبادلها الحب بمثله ، ونحرص على تزويدها برسائل السعادة
بتفوقنا واجتهادنا في التحصيل ..
ومساعدتها ماأمكن .. رغم رفضها.. !
كانت تردد دائماً :
سعادة قلبي في نجاحكن ..
تفرغن للدرس .. ولاتقصرن في تحقيق آمالي بكن .!




القلب الكبيــــــــر ~
وتعود غاليتنا لممارسة هوايتها في الخياطة ولكن ..كمهنة .
لكي تؤمن لنا كل مانحتاجه ..
إلى جانب راتب والدنا الراحل التقاعدي ..
كنت أرى تضحياتها وأحترق داخلياً ..
فقد كنت أقاربها سنّاً .. وأشعر بما تعانيه
وإن أخفته خلف ابتسامة كبيرة ..
وتركت قلبها الموجوع يبكيها بصمت في عزلة انفرادها
أحياناً كانت تفلت منها دمعة خائنة ..
سرعان ماكانت تلقي باللوم على الحساسية التي أثارتها
لم ترض أن نغيب يوماً عن دراستنا ..
لم تأل جهداً في توفير مانحتاجه ...
ولم يطرق بابها نصيب .. إلامرة واحدة ..
ردته وأغلقت هذا الباب إلى الأبد ..
وقطعت خيط الأمل برضاها . ..!


*****


كانت تعيش لنا نحن أختيها ...
تستمد السعادة من نجاحنا ...
وتراه استمراراً لها ، وتحقيقاً لأمنياتها ..
ولم ندخر وسعاً في بذل أقصى الجهد ..
وفي مبادلة التضحيات بالحب والعرفان والتقدير ..
أصبحت هي ساكنة قلوبنا .. تنبض بنبضها
وكنا لها كذلك .. !
وأنهيت دراسة الطب بعد إصرارشقيقتي
بالتمسك بتحقيق حلمي الذي جعلته جزءاً من حلمها .


ونلــــــت الشـــــــهادة ~



- شذانا ..! ( هكذا كنا نناديها )
هذه شهادة تخرجي .. أهديها لك معقودة بشريط قلبي ياحبيبتي
لولاك ماكنت أنا .. كما الآن أحمل شهادة تفوقي ..
وأرى المستقبل أمامي مبتسماً يفتح لي ذراعيه ..!
قسماً لاأدري أأفرح لي .. أم أحزن على مافاتك من أمنيات ؟
والله وددت لو أفيك بعض الحق .. ولكن كيف السبيل؟!
تضحياتك تغمرني حد العجز والحيرة..
فقولي بالله كيف أرد لك بعض عطاء قلبك الكبير .. ؟؟


*****


أغرورقت عينا شقيقتي بالدموع ..
ولمحت من خلالهما عتب يمتزج مع الفرحة والتأثر ..
ورمقتني وأختنا بنظرة عطوفٍ تبعتهابابتسامة ..
وقالت بامتنان وحب مشفوعين بقبلة :
لقد أعطيتني الآن كل ماأتمنى .. وأكثر
وقامت لبعض شأنها ....!


*****


ياقيثارة ليلنا الحزين ...
كم تجيدين العزف على أوتار القلب ..! ~





عندما أرخى الليل سدوله وانتهت مشاغل النهار ..
أحاطتنا أختنا بذراعيها وبحنو وإشفاق ..
أفضت ماكان يعتلج في فؤادها منذ شهور
وما حرصت على إخفائه عنّا ..
وكان وقع ذلك الخبر كطعنة في صميم القلب ..!


*****


لاأقوى على إعادة ذلك الحديث النازف بكل تفاصيله..
رغم أن كل حرف فيه قد حفر في قلبي أثراً لن يمحى ..
وفي ذهني ذكرى لاتنسى ..
فلأعبر التفاصيل بكم .. إلى النتيجة التي زلزلتنا ...
عرفت من ( شذانا ) أنها عانت من قبل شهور من أعراض
كانت تنتابها بشدة ..
صداعٌ شديد .. سخونة مفاجئة .. الآم شتى تروح وتجيء
فقدان شهية .. ونحول ..!
وكانت تظن ونحن أيضاً أنها نزلات برد .. أو ماأشبه
ولكن الفحوصات كشفت بعد لأيٍ أنها مصابة بالمرض القاتل ..
وأنه تفشى في جميع جسدها .. وباتت أيامها تعد بالشهور
وأنها عاشت هذه الفترة على وصفات لتهدئة الألم ...
وتحملت وأخفت حتى اطمأنت لمستقبلي ...
وهنا أفلت الزمام .. وأفشت مكنونها خشية فوات الأوان ..
لنكون على استعداد..!


وصيّـــــــة ثميـــــنة ~


قالت في حديث مرير حزين ...
لاتحزنا حبيبتاي ...
أنا لاأشعر الآن بأي ألم ...
وغاية ماأطلبه منكما أن تتعهدا برعاية بعضكما
وأن لاتتركا للزمن الغادر ثغرة ليفرق بينكما
مادمتما على قيد الحياة ..
سأسلمك أنت الآن القياد .. لتصلي بأختك إلى بر الأمان
لاتخافا .. إن توقف قلبي عن النبض ..
فأنتما استمراراً لنبضه ...
لاتنسيا دروس الحب والعطاء والبذل التي تعلمتماها
وانقلاها لأبنائكما ...


*****


سبحان الله ..!!
بعد ليلتين من هذا الحديث المرير
وقد أوشكت أن تهدأ نفوسنا وتخدعنا بأن لاشيء من هذا سيحدث
وساهم في خداعنا نشاط وتحسن طرآ عليها


إذا بصوتها في جوف الليل ينادينا أن : هلمّا إليّ
أفقنا مفزوعتين وأسرعنا لاحتضانها ..
أحسسنا بظل الموت يخيم فوق المكان .. وأحست !
وقبل أن ندرك أو نعي .. أو ننطق بغير الدموع ..
أسلمت الروح والشهادة على لسانها
وتوقف القلب الكبير عن النبض ..




عـــــــودة إلى الحاضــــر ~

أفقت على لحظتي .. وعلى واقعي..
وعدت من رحلة كانت قد انتهت بها حياة شذى
منذ خمسٍ من السنوات..


أنا الآن طبيبة أمارس مهنتي بإنسانية ونجاح ..
شددت أزر شقيقتي حتى انهت تحصيلها العلمي ..
سكنّا بيتين متلاصقين ..
تزوجنا أخوين .. سبقتني هي وتبعتها بعد شهور ..
رزقها الله بولد ورزقني ببنت جميلة ..


*****


هي ذي لازالت تفترش حضني تلك الحبيبة طفلتي
غارقة في سباتٍ بعد أن أرضعتها ...
فرّت دمعة وفاء وذكرى من عيني
ولامست جبين رضيعتي
فتحت عينيها .. !
نظرت لي وابتسمت ...!
رأيت شذى في نظرتها .. مجسدة ...
ترمقني بهناءٍ وحب ..!
هتـــــــفت بشـــــــــــــوق :
واقلبي .. شذى .. أحبك ولن أنساك !
زادت الابتسامة اتّساعاً على المحيا الصغير ..
وردت علي بـ ( آآآ آ) اختصار كلمة حب من حنجرة لم تدرك الكلام ..
لكنها فهمت - ابنة الشهور - أني أناديها ..
أليس اسمها شذى أيضاً ؟!
بلى إنها شذى الأخرى..
قلب وليد ألمس في نبضه أختي الراحلة
وأشعرها في قلبينا - أنا وشقيقتي -
حية لاتموت ...
مادام في عروقهما .. نبضٌ.!




وكم من قلوب لاتموت ..
وإن فارقت الحياة ..
وأخرى ..
تفارقنا .. وإن لم تغادر الحياة ..

ونظل نذكر فيها الخير والعطاء ..
والحب والتسامح ..
والرحمة والغفران ...
بغير حدود ..!
قلوباً لو فرشت على أديم الأرض ..
لكستها سندساً ، وألبستها ربيعاً
رعى الله كل القلوب الخضراء
التي تنبت في القلوب
سنابل ذكرٍ لايموت ..!


فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
المشاركة التي كتبتها قصة بعنوان: (( قلوبٌ لاتموت ))
الشكر الجزيل للغالية تغريد على هذه المساحة
ومن الواقع قصص أخرى تنتظر للمستقبل ..